
بعد قرار الكنيست بضم الضفة الغربية وغور الأردن.. لا خيار أمام المقاومة إلا تصعيد عملياتها
محمد أحمد الزعكري
ولذلك، فإن قرار الكنيست الإسرائيلي الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي، والقاضي بضم الضفة الغربية وغور الأردن ليكونا تحت سيادة العدو الصهيوني، لم يكن مفاجئًا، بل كان متوقعًا، لأن العصابات الصهيونية المدعومة أمريكيًا تواصل أعمال الاستيطان والسيطرة على الأراضي العربية، مستندة إلى قرارات البيت الأبيض ودول الغرب، التي تلوّح بعضها بإصدار قرارات بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مثل فرنسا، إلا أن هذه التصريحات لا تعدو كونها مهدئات أو وهمًا لا يقدم ولا يؤخر مادام كيان العدو الصهيوني مستمرًا في قتل وتجويع أبناء فلسطين ولم تؤثر عليه أي من قرارات مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة.
سلطة بلا أرض
في الضفة الغربية، حيث تقبع السلطة الفلسطينية، فإنها تبدو مشلولة وعاجزة تمامًا عن اتخاذ أي موقف تجاه جرائم كيان العدو الصهيوني، ولا حتى الرد العملي على قرار الكنيست القاضي بضم الضفة الغربية.
وبهذا، تصبح السلطة الشكلية لا تمثل أي رقم في نظر العدو، الذي تجاهلها تمامًا ورمى باتفاقية أوسلو عرض الحائط، وكذلك اتفاقية وادي عربة مع الأردن.
وعلى الرغم من أن سلطة محمود عباس في الضفة أصدرت بيانًا يدين قرار الكنيست الأخير، ومعها عدد من الدول العربية، إلا أن الشجب والتنديد لا يجدي نفعًا مع كيان دموي يرى في فلسطين وعدد من الدول العربية "هبة من الرب" لمن يُسمى بـ"الشعب المختار"، ولا يأبه لبيانات منظمة التعاون الإسلامي ولا حتى لجامعة الدول العربية التي قال عنها الملك عبدالله الأول ملك الأردن: "لا الجامعة جامعة ولا قراراتها قرارات.
يدرك الاحتلال أن القرارات والإدانات لا تمثّل شيئًا لديه، بل يتحدى ويتوسّع في أعمال البطش والحصار ومصادرة الأراضي الفلسطينية، غير آبه بقرارات مجلس الأمن الدولي التي نصت على انسحاب الاحتلال من الأراضي الفلسطينية التي احتلها في الضفة الغربية والتي تبلغ أكثر من 41%. من اجمالي مساحة الضفة .
فكرة دينية توراتية
وفيما يتعلق بقرار الكنيست حول مخطط الضم، يرى الكاتب الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة أن: "مشروع قرار الكنيست ينص على أن 'يهودا والسامرا' أي الضفة الغربية، جزء لا يتجزأ من الوطن التاريخي والثقافي والروحي للشعب اليهودي، وأن مدنًا مثل الخليل ونابلس ومستوطَنات شيلو وبيت إيل تعبّر عن الاستمرارية التاريخية للوجود اليهودي في أرض إسرائيل.
وأضاف: "ذلك يؤكد أن فكرة ضم الضفة الغربية هي فكرة دينية توراتية وليست سياسية فحسب، وهذا الضم الروحي والسياسي والعملي للضفة الغربية يؤكد أن الحديث الكاذب والساخر عن حل الدولتين، وعن وجود سلطة فلسطينية وهمية في الضفة، ليس إلا ضحكًا على ذقون العرب وخداعًا ماكرًا للشعب الفلسطيني.
غور الأردن
ضم غور الأردن تحت سيادة الاحتلال ينذر باقتراب خطر داهم من الحدود الأردنية، التي باتت في دائرة الاستهداف بعد مخطط العدو بتهجير قسري لأكثر من 4 ملايين فلسطيني من الضفة الغربية باتجاه الأردن، وهذا ما يراه محللون سياسيون قائمًا في ظل سياسة العدو القائمة على اقتلاع شعب فلسطين وتهجيرهم قسرًا وتهويد كافة الأراضي الفلسطينية في ما يسمونه "يهودا والسامراء.
موافقة أمريكية
بالنظر إلى عدد الاعتراضات الأمريكية في مجلس الأمن الدولي "فيتو" ضد القضية الفلسطينية منذ احتلال العدو الصهيوني عام 1948، فقد بلغت 46 اعتراضا معظمها لحماية الاحتلال من الإدانة أو لمنع الاعتراف الكامل بدولة فلسطين.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023م، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" خمس مرات في مجلس الأمن الدولي تتعلق بالقضية الفلسطينية، منها واحدة تحديدًا لمنع الاعتراف الكامل بدولة فلسطين كعضو في الأمم المتحدة.
لذا، فإن الانحياز الأمريكي الكامل لمجرمي الحرب الصهاينة يوضح مدى سيطرة اللوبي الصهيوني على قرارات البيت الأبيض، وتحكمه بقادته منذ ما بعد حكم الرئيس الأمريكي الأسبق بنيامين فرانكلين، الذي كان قد حذر من خطر اليهود على أمريكا قبل أكثر من قرنين من الزمن.
وبالرجوع إلى القرارات التي صدرت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي ترامب في ولايته السابقة والحالية، فإنها لم تكن وسيطًا نزيهًا، بل شريكًا في تثبيت واقع مغاير لقرارات الشرعية الدولية، وتعد تعدّيًا سافرًا على القانون الدولي الذي تتغنى به أمريكا عندما يكون في صالحها.
وقد اعترف ترامب خلال رئاسته السابقة في عام 2017م بأن القدس عاصمة أبدية لما يسمى بـ"إسرائيل"، بالإضافة إلى اعترافه بسيادة الاحتلال على هضبة الجولان السوري المحتل عام 2019م، ثم عرقلة مؤتمر باريس للسلام، وكلّها خطوات تشير إلى دعم أمريكي كامل للمشروع الصهيوني في المنطقة.
ويرى الكاتب الفلسطيني أبو شمالة أن أمريكا قد أعطت الضوء الأخضر للاحتلال لضم الضفة الغربية، لأن الكنيست الإسرائيلي لم يكن ليجرؤ على ذلك إلا بموافقة أمريكية، فهذا القرار المرّ لا يتم إلا برضا أمريكا.
واعتبر أن ضم الضفة الغربية جاء كرشوة أمريكية للعدو الإسرائيلي مقابل وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى، حيث تُعد الضفة الغربية أهم للعقيدة اليهودية من أرض غزة التي تُعتبر "ملعونة" وفقًا للتوراة اليهودية.
تصعيد المقاومة في الضفة
"وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيوفِ.. يُجيبونَ صوتًا لنا أو صدى
فجرِّدْ حسامَكَ من غمدِهِ.. فليس لهُ، بعدُ، أن يُغمـدا"
بهذا البيت الشعري لخّص الشاعر المصري علي محمود طه الكثير مما يمكن قوله حيال وهم المفاوضات وعملية السلام المزعومة مع كيان العدو الصهيوني الغاصب.
فالمشروع الصهيوني مستمر في سياسته العدوانية الرامية إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره في غزة والضفة الغربية، وتحويله إلى معسكر للإمبريالية الأمريكية.
لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا تصعيد المقاومة في الضفة الغربية للرد العملي على قرار الكنيست الأخير، القاضي بضم الضفة الغربية وغور الأردن لتخضع بشكل مباشر للاحتلال.
الدعم للقضية الفلسطينية
إن دعم المقاومة الفلسطينية يمثل أهمية كبيرة وبعدًا هامًا لحماية الأمن القومي العربي وصد خطر الاحتلال الصهيوني على الشعوب العربية. وفي هذا السياق، يوضح الكاتب والشاعر والأديب عبد الله البردوني في مقال له نُشر عام 1983م أهمية النضال ودعم القضية الفلسطينية بقوله: "إن احتياجات القضية الفلسطينية إلى الأعوان المخلصين أشد من احتياجها إلى الدعم المالي والدعاية الإعلامية، فقد أثبتت التجارب أن الالتزام بالمبدأ النضالي هو الطريق إلى النصر، لأن السلام الذي تدعو إليه بعض الأنظمة لا يتبناه الصهاينة ولا حلفاؤهم في البيت الأبيض.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 44 دقائق
- اليمن الآن
مليون يورو: منحة أوروبية لحماية اللاجئين في اليمن من التهميش والانهيار
رحّبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الأربعاء، بمنحة أوروبية بقيمة مليون يورو لدعم آلاف اللاجئين وطالبي اللجوء في اليمن، في ظل أزمات النزاع والفقر المتفاقمة. وأوضحت المفوضية أن المنحة ستُستخدم لتقديم الدعم القانوني والوثائق الضرورية لما لا يقل عن 2,500 لاجئ، بما يشمل تسجيل المواليد، تسوية نزاعات قانونية، وتوفير سُبل الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية. ويستضيف اليمن أكثر من 60,000 لاجئ من عدة دول بينها الصومال وإثيوبيا وسوريا والسودان، يعيش كثير منهم دون وثائق رسمية أو حماية قانونية. وأكد ممثلو المفوضية والاتحاد الأوروبي أن هذه الخطوة تمثل استجابة إنسانية عاجلة للفئات الأكثر هشاشة، داعين المجتمع الدولي لمواصلة دعمه في وجه تصاعد الاحتياجات.


المشهد اليمني الأول
منذ 3 ساعات
- المشهد اليمني الأول
"كالكاليست" العبرية: اليمن بدّد هيبة أمريكا وأجبر ترامب على الفرار من البحر الأحمر
في اعتراف صادم، كشفت صحيفة 'كالكاليست' الاقتصادية العبرية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اضطر لإيقاف الهجمات على اليمن في مايو الماضي بعد تلقيه تحذيرات عسكرية بشأن تهديد مباشر لحاملة الطائرات الأمريكية 'هاري ترومان' في البحر الأحمر. وبعنوان مثير: 'مفاجأة حوثية.. الصاروخ الذي أخاف ترامب'، أوضحت الصحيفة أن القوات المسلحة اليمنية نفّذت هجومًا نوعيًا كاد يصيب الحاملة الأمريكية بصاروخ فرط صوتي، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى التراجع سريعًا عن أي تصعيد إضافي، خشية سقوط هيبة البحرية الأمريكية أمام العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم المفاجئ أجبر حاملة الطائرات على انعطاف حاد وخطير في البحر الأحمر، أدى إلى سقوط طائرة F-18، ما زاد من توتر الموقف داخل البيت الأبيض. ترامب، بحسب الصحيفة، أدرك أن ظهور حاملة طائرات أمريكية مدمّرة تُسحب إلى الميناء سيكون كارثة علاقات عامة تفوق في أثرها أي خسارة عسكرية تقليدية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البحرية الأمريكية قولهم إنهم حذروا ترامب صراحة من المخاطر البحرية غير المسبوقة التي فرضتها صنعاء، وأن استمرار العمليات العسكرية قد يفتح أبواب كارثة استراتيجية يصعب السيطرة عليها. وأوضحت أن صنعاء، عبر استخدام تكتيكات هجومية دقيقة بصواريخ باليستية وفرط صوتية وطائرات مسيرة، نجحت في جعل مهام البحرية الأمريكية 'شبه مستحيلة'، حيث لم تعد أنظمة الدفاع قادرة على اعتراض كل التهديدات المتعددة والمتزامنة. وفي السياق، ذكّرت الصحيفة بتصريحات سابقة لقائد القوات البحرية الأمريكية في المنطقة، الأدميرال براد كوبر، الذي أكد أن واشنطن تخوض أكبر معركة بحرية لها منذ الحرب العالمية الثانية، بسبب تهديدات اليمن. وأضافت أن قرار ترامب بالتراجع لم يتضمن أي شروط لصالح 'إسرائيل'، وهو ما أثار علامات استفهام في الدوائر الصهيونية، حيث تساءلت الصحيفة: 'لماذا لم يشترط ترامب وقف الهجمات على إسرائيل؟'. وأكدت الصحيفة أن الضربات اليمنية الاستراتيجية لا تقتصر على الجانب الأمريكي، بل امتدت نحو الكيان الصهيوني، في إطار حصار بحري فعّال أربك سلاسل الإمداد الإسرائيلية، وعمّق الشعور بالهشاشة لدى صانع القرار في تل أبيب. واختتمت 'كالكاليست' تقريرها بالتأكيد على أن اليمن حقق انتصارًا مزدوجًا: أسقط الهيبة العسكرية الأمريكية، وفرض حصارًا فعليًا على الكيان الصهيوني، رغم القصف المتواصل الذي تتعرض له صنعاء من واشنطن ولندن وتل أبيب.


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
ترامب يرفع الرسوم الجمركية على الهند إلى 50% بسبب مشتريات النفط الروسي
يمن إيكو|أخبار: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الهند إلى 50%. وأصدر ترامب أمراً تنفيذياً، نشره موقع البيت الأبيض، ورصده 'يمن إيكو'، يقضي بإضافة رسوم جمركية بنسبة 25% إلى الرسوم التي أعلنها سابقاً بالنسبة نفسها. وبرر ترامب القرار بأن 'حكومة الهند تستورد حالياً النفط من روسيا بشكل مباشر أو غير مباشر'. وستدخل التعريفات الجديدة حيز التنفيذ خلال 21 يوماً، حسب الأمر التنفيذي. وكان ترامب هدد، هذا الأسبوع، برفع الرسوم الجمركية على الهند إذا لم تتوقف عن شراء النفط الروسي، معتبراً ذلك 'دعماً لآلة الحرب الروسية على أوكرانيا'. ورفضت الهند تهديدات ترامب، موضحة أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يواصلان التعامل تجارياً مع روسيا برغم الحرب في أوكرانيا. وذكرت وكالة 'بلومبرغ'، في وقت سابق، أن الحكومة الهندية تستعد لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% أو أكثر على الصادرات إلى الولايات المتحدة، وتسعى للحد من الأضرار الاقتصادية المحتملة.