logo
مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"

مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"

Independent عربيةمنذ 4 ساعات

عادة ما تتسم القمم بطابع رسمي صارم، وتكاد تكون معدة سلفا كسيناريو مكتوب، بحيث يجتمع فيها قادة أكبر الديمقراطيات حول العالم للنظر في قرارات سبق أن تفاوض عليها مسؤولوهم. لكن في بعض الأحيان النادرة، تخرج لحظة عن هذه الإجراءات الرسمية، لحظة ذات طابع إنساني تخرق الروتين الآلي.
إحدى هذه اللحظات في قمة "مجموعة الـسبع" داخل كندا، برزت عندما غادر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر -الذي لا يعرف عادة بعفويته بل بكرهه للارتجال- مما بدا وكأنه اجتماع ثنائي ودي، عقده مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وفي ردهة الفندق، لمح ستارمر المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وسرعان ما اقترب أحدهما من الآخر وجلسا لتبادل أطراف الحديث بصورة غير رسمية. من ثم انضمت إليهما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تلاها مستضيف المؤتمر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، وأخيراً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بعد تقديم الماء لهم، وصلت كؤوس النبيذ. وعلى نحو غير معتاد، لم تكن هناك ملاحظات مدونة أمامهم، ولا مسؤولون حاضرون، إنما فقط "خمسة زملاء يتناولون كأساً من النبيذ ويتحادثون".
لا بد من الإشارة هنا إلى أنه على رغم جميع الانتقادات التي توجه إلى السير كير داخل المملكة المتحدة، فإن هذا المشهد قدم دليلاً إضافياً على أنه بعد 11 شهراً فقط من توليه مهام منصبه، بدا زعيماً يحظى باحترام كبير من نظرائه الدوليين، وقائداً يجذب الآخرين بطبيعته، وبنى علاقات صداقة وطيدة مع عدد من نظرائه.
وفيما تظل تفاصيل المحادثة بينهم غير معروفة إلى حد كبير، إلا أن أزمة الشرق الأوسط كانت بلا شك من المواضيع التي جرت مناقشتها.
كان هناك شعور بأن المناسبة لم تكن مجرد لقاء ودي، بل بدت وكأنها اجتماع تحضيري للقمة، لتنسيق طريقة التعامل مع الضيف المسبب للإحراج الذي كان سيصل إلى كندا بين لحظة وأخرى.
وبينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث مساء الأحد الماضي، كانت طائرة الرئاسة الأميركية لدونالد ترمب تهبط في مطار ألبيرتا.
اللقاء العفوي وغير الرسمي في ردهة الفندق، عبر بوضوح عن شعور بأن هذه القمة هي أقرب لأن تكون لـ"مجموعة ستة زائد واحد" منها لقمة "مجموعة السبع".
ففيما يتفق جميع قادة الدول الست على طريقة التعامل مع روسيا (لجهة تشديد العقوبات عليها)، وأزمة الشرق الأوسط (دعوة لتخفيف التصعيد بين إسرائيل وإيران)، إلا أنه من غير المرجح أن يوافق ترمب على أي من هاتين المقاربتين.
ومن المقرر أن تعقد جلسة حول التجارة الحرة العالمية، خلال وقت يمضي فيه الرئيس الأميركي قدماً في فرض رسوم جمركية عالمية. لكن مع حلول صباح يوم الإثنين الماضي، كانت الانقسامات واضحة للعيان منذ البداية.
يعرف رئيس الوزراء الكندي السيد كارني على نطاق واسع بدبلوماسيته الهادئة وبلباقته أينما حل. وهاتان الصفتان كان أظهرهما سابقاً خلال فترة توليه منصب محافظ "بنك إنجلترا"، عندما كان عليه أن يتعامل مع مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
لكن خلال وقت كان فيه كارني يرحب بدونالد ترمب في أول اجتماع ثنائي يعقد خلال القمة، بدا وكأنه يستجمع كل ذرة من ذرى خبرته الدبلوماسية.
فبينما كان يقف إلى جانب الرئيس الأميركي للإجابة عن الأسئلة، بدا كارني وكأنه مضيف مكلف مهمة غير سارة، تشبه إلى حد كبير مرافقة عم محرج في حفلة زفاف، لا يجرؤ أحد على إزعاجه خوفاً من تعريض الميراث للخطر.
إلا أن كارني تعامل مع الموقف بهدوء وبراعة. فعندما بدأت الأسئلة تتزايد وتتشعب، تولى السيطرة على الموقف، وتدخل ليعلن أن الرئيس الأميركي أجاب بما فيه الكفاية.
ليس مستغرباً أن نتساءل عما إذا كان رئيس الوزراء الكندي يقول لنفسه من خلال تعابير وجهه المتوترة "لا تتصرف كما فعل جاستن ترودو!".
هذه الإشارة تعود إلى عام 2018، عندما فقد رئيس الوزراء الكندي آنذاك ترودو صبره أخيراً مع دونالد ترمب، وذلك أثناء استضافته قمة "مجموعة السبع" في مدينة كيبيك، وهي المرة الأخيرة التي حظيت فيها كندا بهذا الشرف الذي تسبب لها بالإرباك. وكانت التداعيات فورية بحيث انفجر غضب ترمب، وهو في طريقه إلى لقاء كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، وأمر مسؤوليه بسحب الدعم الأميركي للبيان المشترك للقمة.
هذه المرة، قلل الجميع من أهمية إصدار أي نوع من البيانات المشتركة. ويبدو أن صدور بيان لـ"مجموعة الستة" من دون الدولة السابعة هو الأرجح.
إلا أنه كما يوحي لقاء الأصدقاء الخمسة الذين اجتمعوا لاحتساء كأس من النبيذ، فإنه بعيداً من غرابة أطوار الرئيس الأميركي المبالغ فيها، فإن الحلفاء الآخرين يقتربون من بعضهم بعضاً بصورة أكبر، وربما بفضل ترمب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأوروبيون يحضون إيران على مواصلة المباحثات النووية مع أميركا
الأوروبيون يحضون إيران على مواصلة المباحثات النووية مع أميركا

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

الأوروبيون يحضون إيران على مواصلة المباحثات النووية مع أميركا

حضت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا اليوم الجمعة إيران على "مواصلة المباحثات مع الولايات المتحدة" في شأن برنامج طهران النووي، وذلك خلال اجتماع في جنيف مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "نعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني". ورأى نظيره الألماني يوهان فاديفول أن طهران تبدو "مستعدة من حيث المبدأ لمواصلة المناقشات". قال وزراء خارجية أوروبيون اليوم الجمعة إنهم مستعدون لإجراء مزيد من المحادثات مع إيران بعد مناقشات لمحاولة استعادة المسار الدبلوماسي في شأن برنامجها النووي. وبعد ثلاث ساعات من المحادثات، أدلى وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بتعليقات مقتضبة لكنهم لم يشيروا إلى ما إن كان أي تقدم ملموس أحرز. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم الجمعة إن المحادثات مع إيران يجب أن تبقى مفتوحة، وذلك عقب مناقشات بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى كالاس. "خيانة" للجهود الدبلوماسية ندّد وزير الخارجية الإيراني اليوم الجمعة بالهجمات الإسرائيلية على بلاده معتبراً أنها "خيانة" للجهود الدبلوماسية التي كانت تبذل مع الولايات المتحدة، ومؤكداً أن طهران وواشنطن كانتا ستتوصلان الى "اتفاق واعد" في شأن البرنامج النووي الإيراني. وقال عباس عراقجي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف قبل اجتماع بالغ الأهمية مع وزراء خارجية أوروبيين، "هوجمنا في وسط عملية دبلوماسية. كان مقرراً أن نلتقي الأميركيين في 15 يونيو (حزيران) لصوغ اتفاق واعد جداً". ووصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى مقر في جنيف حيث من المقرر أن يجري محادثات مع نظراء أوروبيين حول البرامج النووية والصاروخية لبلاده اليوم الجمعة. الدبلوماسية الأوروبية تسعى إلى إنهاء الصراع مع تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل وتبادل الضربات بين الطرفين، تسعى الدبلوماسية الأوروبية إلى إنهاء الصراع عبر المفاوضات، بينما قالت إيران اليوم الجمعة إنها لن تناقش مستقبل برنامجها النووي وهي تحت القصف الإسرائيلي، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب سيتخذ قراراً في شأن تدخل أميركي محتمل خلال أسبوعين. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس وبرلين ولندن ستقدم "عرضاً تفاوضياً شاملا" للإيرانيين في جنيف الجمعة، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ الباليستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة. وأكد ماكرون على هامش معرض باريس الجوي أنه "يجب إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية". ويلتقي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في جنيف في وقت لاحق الجمعة مع نظرائه البريطاني ديفيد لامي والفرنسي جان نويل بارو والألماني يوهان فادفول، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. تنسيق أوروبي ينسق الأوروبيون جهودهم خلال غداء قبل الاجتماع المقرر عقده نحو الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13.00 بتوقيت غرينتش). وقال ماكرون إن الملف النووي الإيراني "يشكل تهديداً ويجب ألا يكون هناك أي تراخ في هذا الأمر"، لكن "لا أحد يستطيع أن يعتقد بجدية أن هذا التهديد يمكن معالجته بالعمليات الحالية فقط". وأضاف أن "هناك منشآت تتمتع بحماية شديدة" و"لا أحد يستطيع اليوم أن يحدد بشكل قاطع مكان وجود اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة (...). لذلك، يتعين استعادة السيطرة على هذا البرنامج، من خلال الخبرة الفنية والتفاوض أيضا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبحسب مصدر دبلوماسي فإن هذا المقترح الشامل قد يتناول مثلاً "تحديد إطار للتحقق المتعمق من المنشآت النووية الإيرانية (...) ويمكننا أن ننص على دخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كل مكان لإجراء عمليات التفتيش دون إعلام مسبق". وأضاف المصدر أن "هذا سيكون نموذجاً للتفتيش يشبه ما تم تطبيقه في شأن النووي في العراق بعد عام 1991 وحرب الخليج التي شهدت هزيمة صدام حسين". ودعا ماكرون إسرائيل أيضاً إلى وقف ضرباتها على "البنى التحتية المدنية" الإيرانية. وأكد أن "لا شيء يبرر استهداف البنى التحتية للطاقة والسكان المدنيين". كما شدد على ضرورة عدم "نسيان الوضع في غزة، الذي يتطلب اليوم، لأسباب إنسانية وأمنية أيضاً، وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية واستئناف العمل السياسي". ترتيب بريطاني إسرائيلي قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الجمعة إن بريطانيا تعمل مع السلطات الإسرائيلية لترتيب رحلات طيران عارض للمواطنين البريطانيين من تل أبيب عند معاودة فتح المجال الجوي. وأضاف في بيان "في إطار جهودنا لدعم المواطنين البريطانيين في الشرق الأوسط، تعمل الحكومة مع السلطات الإسرائيلية لتوفير رحلات طيران عارض من مطار (بن جوريون في) تل أبيب عند معاودة فتح المجال الجوي". وأغلق مطار بن جوريون الأسبوع الماضي بسبب الحرب الجوية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران. ونصحت لندن يوم الاثنين مواطنيها في إسرائيل بتسجيل وجودهم لدى السلطات البريطانية، مؤكدة أنها تراقب الوضع وتدرس خيارات للمساعدة. وأضافت أنها زادت من دعمها اللوجيستي للمواطنين الذين لجأوا إلى مغادرة إسرائيل باستخدام الطرق البرية عبر الأردن ومصر. جهود ألمانية تركية قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار فريدريش ميرتس بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة الصراع بين إسرائيل وإيران. وأضاف المتحدث أن الزعيمين تحدثا عن جهودهما الدبلوماسية الرامية لمنع مزيد من التصعيد في المنطقة ووعدا بالتنسيق الوثيق من الآن فصاعداً. وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن ترمب سيقرر ما إذا كان "سيمضي قدماً أم لا" في المشاركة الأميركية في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين نظراً إلى احتمال عقد مفاوضات مع إيران قريباً. وقال دبلوماسيان قبل الاجتماع الذي سيضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه سيتم إبلاغ عراقجي بأن الولايات المتحدة لا تزال منفتحة على إجراء محادثات مباشرة.

مفاوضات شائكة وانتظارات ثقيلة في مؤتمر بون للمناخ
مفاوضات شائكة وانتظارات ثقيلة في مؤتمر بون للمناخ

غرب الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • غرب الإخبارية

مفاوضات شائكة وانتظارات ثقيلة في مؤتمر بون للمناخ

المصدر - في قلب مدينة بون الألمانية، التي تحوّلت لعقدين إلى العاصمة الرمزية للحوكمة المناخية، عادت الأنظار الدولية مجددًا إلى مقر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، حيث انطلقت الدورة الثانية والستون للهيئتين الفرعيتين SB62، استعدادًا لـمؤتمر الأطراف COP30 المنتظر عقده في مدينة بليم البرازيلية في ديسمبر القادم. لكن انطلاقة المؤتمر لم تكن بسلاسة المأمول، بل تعثرت في أول اختبار تنظيمي: جدول الأعمال. مفاوضات متعثرة منذ اللحظة الأولى منذ صباح 16 يونيو، تقاطر المندوبون إلى المركز العالمي للمؤتمرات، ليجدوا أنفسهم محاصرين بـ"دراما بروتوكولية"، وسط خلافات حادة حول بنود جدول الأعمال المقترحة. أبرزها: بند المادة 9.1 من اتفاق باريس بشأن التزامات الدول المتقدمة في تمويل المناخ. المقترحات حول التدابير الأحادية الجانب المقيدة للتجارة، والتي أثارت توترًا بين الدول الصناعية والدول النامية. رئيسة الهيئة الفرعية للتنفيذ، جوليا جاردينر (أستراليا)، حاولت عبثًا تمرير جدول أعمال مؤقت توافقي. الاتحاد الأوروبي طرح تعديلات تضمنت توسيع تفسير المادة 9، فيما تمسكت مجموعة الـ77 والصين بإدراج بند صريح حول التمويل الإلزامي وتقييم التقدم. المجموعة العربية رفضت مقترحات الأوروبيين، معتبرة إياها انتقاصًا من الالتزامات القانونية. السفير مصطفى الشربيني يطلق مبادرة "الإنصاف الأخضر الآن" في تصريح صحفي من قاعة نيروبي 4، أطلق السفير د. مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ، مبادرة جديدة تحمل عنوان: "الإنصاف الأخضر الآن – Green Equity Now" المبادرة، التي تبنتها مؤسسة "سفراء المناخ" بالشراكة مع "بيت الخبرة الدولي ESG"، تستهدف إعادة صياغة نموذج تمويل المناخ العالمي، من خلال خمس ركائز: تسعير عادل للكربون مع الاعتراف بالتاريخ الاستعماري للانبعاثات. تمويل ميسر للتكيف في مجالات الزراعة والمياه والصحة. إصلاح هيكل الدين الدولي من خلال تبادل الديون مقابل العمل المناخي. تمكين الشباب والمجتمع المدني من أدوات التمويل البيئي. ابتكار أدوات تمويلية جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص. كما أكد الشربيني أن مصر تواصل ريادتها الإقليمية منذ استضافتها قمة COP27، من خلال مبادرات مثل "نوفي – NWFE"، التي ربطت مشاريع المناخ بالتمويل المستدام. الأرقام تتحدث: 490 مؤشرًا للتكيف... والبرازيل تقترح 13 تريليون دولار رغم التعطيلات، شهدت القاعات الجانبية فعاليات إلزامية مهمة، أبرزها ورشة عمل حول مؤشرات الهدف العالمي للتكيف (GGA)، حيث رحّب الحاضرون بالقائمة النهائية التي تضم 490 مؤشرًا، بعد تصفية أولية من أكثر من 9000 مؤشر مقترح. هذه المؤشرات تغطي مجالات رئيسية: المياه، الزراعة، التنوع البيولوجي، الصحة، والفئات الهشة. كما أثار مقترح البرازيل الجدل بعد دعوتها إلى رفع سقف تمويل المناخ العالمي إلى 13 تريليون دولار سنويًا بحلول 2030، ما اعتبره بعض المندوبين "استفزازًا سياسياً" لكنه في الوقت ذاته يعكس حجم الهوة المالية بين الوعود والتنفيذ. أيام من "الانتظار العبثي" في مشهد بدا مألوفًا لمتابعي مسرحيات صامويل بيكيت، بدا اليوم الأول وكأنه نسخة سياسية من "في انتظار غودو"، حيث طالت الاجتماعات المغلقة، وتوالت التأجيلات دون أي نتائج حاسمة. داخل قاعات المؤتمر، جلس المندوبون في حالة ترقب "عقيمة". قال أحدهم ممازحًا: "ننتظر المفاوضات كما ننتظر القطار الذي لا يصل، ونعدّ مؤشرات التكيف بدلًا من ساعات الوقت الضائع." اليوم الثاني: انطلاقة بطيئة ولكنها واعدة في 17 يونيو، وبعد مخاض طويل، تم اعتماد جدول الأعمال بشكل غير مكتمل، عبر تفاهمات جزئية حول المادة 9.1 والتدابير التجارية. مع ذلك، أبدت الدول النامية استياءها من رفض الدول المتقدمة مناقشة التمويل الإلزامي، مما ينذر بتكرار معارك COP27 وCOP28. وقدّم الأمين التنفيذي سيمون ستيل خطابًا انتقاديًا حمل بين سطوره لهجة لاذعة، مؤكدًا أن "الثلاثين ساعة الأولى من المفاوضات لم تعكس الإلحاح المطلوب"، داعيًا الوفود إلى "إثبات أن التعاون المناخي ليس وهمًا." الأحداث التقنية والمجتمع المدني: بصيص أمل في قلب الجمود رغم الشلل في المسار التفاوضي، شهدت الفعاليات الجانبية زخمًا كبيرًا: ورشة "النوع الاجتماعي" ناقشت تعديل خطة العمل وفق التجارب الميدانية. الاجتماع السابع عشر لحوار البحث استعرض تحديثات الهيئة الحكومية الدولية IPCC، مؤكدة أن 2024 كان أكثر الأعوام حرارةً على الإطلاق (+1.55 درجة). حوار المحيط والمناخ شدد على ضرورة دمج "الكربون الأزرق" والطاقة البحرية ضمن مساهمات الدول المحددة وطنيًا (NDCs). ولعل اللافت كان الاهتمام المتزايد بدور الذكاء الاصطناعي، حيث امتلأت قاعة فعالية "الذكاء الاصطناعي والمناخ"، وسط تعليقات مازحة بأن "الذكاء الاصطناعي قد يُنقذ مفاوضات يعجز عنها البشر." خلاصة: من بون إلى بليم... اختبار النضج المناخي مستمر إذا كان مؤتمر SB62 مؤشرًا على ملامح COP30، فإن العالم أمام تحدٍ ثلاثي الأبعاد: بطء في إزالة الوقود الأحفوري، فجوة تمويل تتسع، وخلافات مزمنة حول "العدالة المناخية". ومع ذلك، فإن صوت المجتمع المدني – كما عبّر عنه السفير مصطفى الشربيني – بات أكثر وضوحًا وجرأة، داعيًا إلى شراكة عالمية جديدة قائمة على الإنصاف والمسؤولية التاريخية. في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المتبقية من المؤتمر، يظل الأمل معقودًا على أن لا يتكرر انتظار "غودو" في قاعات COP30. أبرز الأرقام: 490 مؤشرًا تقنيًا للتكيف. 110+ دولة قدمت تقارير ثنائية. تمويل مناخي مطلوب: من 300 مليار إلى 1.3 تريليون (أو 13 تريليون بحسب المقترح البرازيلي). أكثر من 9 فعاليات إلزامية تغطي النوع الاجتماعي، التنوع الاقتصادي، المحيطات، والذكاء الاصطناعي و مؤتمر صحفي عن إنجازات مؤسسة الفريق التطوعي للعمل الانساني بقاعة نيروبي ٤ وما قدمته المؤسسة ومبادرة سفراء المناخ في كلمة قدمها اللواء الدكتور محمد حسين المحاضر باكاديمية الشرطة وممثلا لسفراء المناخ ، حيث تعد هذه المبادرة أولي المبادرات العالمية لسفراؤ المناخ بالشركة مع الأمم المتحدة للتنمية المستدامة برئاسة السفير مصطفى الشربيني والتي كان لها السبق في تدريب وتأهيل مدققين البصمة الكربونية وسفراء المناخ بالتعاون مع وزارة الصناعة والجامعات المصرية ، وقد بثت فيلم مدته ١٦ دقيقة علي الموقع الرسمي للمؤتمر بانجازات عالمية في تاهيل وتدريب خبراء الكربون والاستدامة علي المستوي العربي والدولي. 18 يونيو 2025 شهد اليوم الثالث من مؤتمر بون لتغير المناخ 2025 انطلاقة فعلية للمفاوضات الموضوعية، بعد تأخير بسبب التوافق على جداول الأعمال. طغى على أروقة المؤتمر جو من الحماس، لكن أيضًا التوتر بسبب الخلافات العميقة بين الأطراف، خاصة في محور التخفيف. رغم انطلاقة المفاوضات الفعلية، لا تزال الخلافات السياسية حول التمويل والعدالة المناخية تعرقل التقدم، مما يضع ضغطًا كبيرًا على ما تبقى من أيام المؤتمر أولًا: التكيف (Adaptation) الهدف العالمي للتكيف (GGA): اتفقت الأطراف على إعداد قائمة مؤشرات عامة (100 مؤشر تقريبًا) لقياس التقدم، لكن ظهرت خلافات كبيرة حول كيفية التعامل مع "وسائل التنفيذ" مثل التمويل وبناء القدرات. الاتحاد الأوروبي اقترح رؤية شاملة تتضمن الترتيبات المؤسسية، بينما عارضت اليابان وأستراليا إدراج مؤشرات التمويل. التكيف التحويلي: انقسمت الآراء بشأن تنظيم فعالية حول التكيف التحويلي في 2025، إذ اعتبرته مجموعة "GRUPO SUR" غير ناضج بعد. خطط التكيف الوطنية (NAPs): رحّبت الدول بتكاملها مع مؤشرات GGA، وأبرز الاتحاد الأوروبي ضرورة الانتهاء من الخطط بحلول 2025. الدول الأقل نموًا أعربت عن "إحباط عميق" من صعوبة الحصول على التمويل، بينما وعدت كندا والنرويج والاتحاد الأوروبي بإغلاق فجوات الدعم. ثانيًا: التخفيف (Mitigation) برنامج عمل التخفيف (MWP): تصاعدت حدة النقاش. مجموعة الدول الجزرية الصغيرة (AOSIS) دعت إلى نتائج ملموسة للوصول لهدف 1.5 درجة. الدول النامية، مثل الهند والمجموعة العربية، شددت على أهمية التعاون دون فرض أهداف جديدة. الاتحاد الأوروبي دعا لقرار سياسي في مؤتمر COP30 (بلِم، البرازيل) بشأن نتائج التقييم العالمي (GST). المادة 6.2 من اتفاق باريس: نوقشت كيفية تحسين التعاون الثنائي في تنفيذ الالتزامات، وتم التأكيد على وجود تحديات في تتبع النتائج القابلة للنقل وتعديلها. ثالثًا: الخسائر والأضرار (Loss and Damage) تم تكليف المنسقين بإعداد مسودة قرار بشأن آلية وارسو وشبكة سانتياغو، بناء على اقتراح من مجموعة الـ77 والصين. رابعًا: التمويل المناخي (Finance) خارطة طريق باكو - بلِم: دعا رئيس مؤتمر COP29 إلى تعبئة 1.3 تريليون دولار. أبرزت الدول النامية الحاجة لتبسيط الوصول إلى التمويل وتحديد أهداف ملزمة خاصة بالدول الجزرية. اقترحت المجموعة العربية مصادر تمويل مبتكرة مثل ضرائب المعاملات المالية والسلع الفاخرة. المادة 2.1(c) من اتفاق باريس: ركزت الجلسات على التحديات في التخطيط الانتقالي، خاصة آثار إنتاج الوقود الأحفوري على المجتمعات المحلية والاقتصادات الاستعمارية. خامسًا: التقييم العالمي (Global Stocktake) لم يتم التوصل إلى توافق حتى الآن بشأن آلية تنفيذ نتائج التقييم العالمي. معظم الدول تدعم بدء حوار التنفيذ في COP30 ومواصلته سنويًا حتى 2028. جدل حول دور المصادر العلمية، حيث دعمت الدول الإفريقية والجزرية دور تقارير IPCC، بينما دعت الصين والبلدان النامية لإدراج المعرفة المحلية. سادسًا: قضايا أخرى العدالة الانتقالية: جددت الدول النامية تأكيدها على أهمية معالجة الإجراءات الأحادية، مثل الضرائب الحدودية، ودعت إلى تمويل وتكنولوجيا عادلة. برنامج تنفيذ التكنولوجيا (TIP): التركيز على دعم احتياجات الدول النامية ومراعاة المعايير النوعية وتضمين حلول السكان الأصليين. بناء القدرات: بدأت مراجعة شاملة خامسة، وتركزت المطالب على التمويل والاحتفاظ بالخبرات الفنية. البحث والرصد المنهجي: أثيرت انتقادات لغياب ممثلي الدول النامية في جلسات الحوار البحثي، ودعوات لتعزيز المعرفة الأصلية. من الكواليس: رغم امتلاء القاعات بالحيوية والمناقشات الجادة، برزت فجوة واضحة بين الواقع والقرارات. تصريحات أحد سكان "وادي السرطان" – ضحية للتلوث الصناعي – أعادت التذكير بأن هذه المفاوضات تمس حياة ملايين البشر. كما حذّرت الدول الأقل نموًا من أن التكيف ليس رفاهية بل "قضية كرامة وبقاء". . الوجهة القادمة: بليم – الأمازون – البرازيل | COP30 | ديسمبر 2025 هل سيكون مؤتمر بليم قمة العدالة المناخية أم مجرد حلقة جديدة من التسويف الدولي؟ الإجابة... ما تزال مؤجلة.

مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"
مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"

Independent عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • Independent عربية

مجموعة الدول السبع تحولت إلى "6 زائد 1"

عادة ما تتسم القمم بطابع رسمي صارم، وتكاد تكون معدة سلفا كسيناريو مكتوب، بحيث يجتمع فيها قادة أكبر الديمقراطيات حول العالم للنظر في قرارات سبق أن تفاوض عليها مسؤولوهم. لكن في بعض الأحيان النادرة، تخرج لحظة عن هذه الإجراءات الرسمية، لحظة ذات طابع إنساني تخرق الروتين الآلي. إحدى هذه اللحظات في قمة "مجموعة الـسبع" داخل كندا، برزت عندما غادر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر -الذي لا يعرف عادة بعفويته بل بكرهه للارتجال- مما بدا وكأنه اجتماع ثنائي ودي، عقده مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وفي ردهة الفندق، لمح ستارمر المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وسرعان ما اقترب أحدهما من الآخر وجلسا لتبادل أطراف الحديث بصورة غير رسمية. من ثم انضمت إليهما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، تلاها مستضيف المؤتمر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، وأخيراً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بعد تقديم الماء لهم، وصلت كؤوس النبيذ. وعلى نحو غير معتاد، لم تكن هناك ملاحظات مدونة أمامهم، ولا مسؤولون حاضرون، إنما فقط "خمسة زملاء يتناولون كأساً من النبيذ ويتحادثون". لا بد من الإشارة هنا إلى أنه على رغم جميع الانتقادات التي توجه إلى السير كير داخل المملكة المتحدة، فإن هذا المشهد قدم دليلاً إضافياً على أنه بعد 11 شهراً فقط من توليه مهام منصبه، بدا زعيماً يحظى باحترام كبير من نظرائه الدوليين، وقائداً يجذب الآخرين بطبيعته، وبنى علاقات صداقة وطيدة مع عدد من نظرائه. وفيما تظل تفاصيل المحادثة بينهم غير معروفة إلى حد كبير، إلا أن أزمة الشرق الأوسط كانت بلا شك من المواضيع التي جرت مناقشتها. كان هناك شعور بأن المناسبة لم تكن مجرد لقاء ودي، بل بدت وكأنها اجتماع تحضيري للقمة، لتنسيق طريقة التعامل مع الضيف المسبب للإحراج الذي كان سيصل إلى كندا بين لحظة وأخرى. وبينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث مساء الأحد الماضي، كانت طائرة الرئاسة الأميركية لدونالد ترمب تهبط في مطار ألبيرتا. اللقاء العفوي وغير الرسمي في ردهة الفندق، عبر بوضوح عن شعور بأن هذه القمة هي أقرب لأن تكون لـ"مجموعة ستة زائد واحد" منها لقمة "مجموعة السبع". ففيما يتفق جميع قادة الدول الست على طريقة التعامل مع روسيا (لجهة تشديد العقوبات عليها)، وأزمة الشرق الأوسط (دعوة لتخفيف التصعيد بين إسرائيل وإيران)، إلا أنه من غير المرجح أن يوافق ترمب على أي من هاتين المقاربتين. ومن المقرر أن تعقد جلسة حول التجارة الحرة العالمية، خلال وقت يمضي فيه الرئيس الأميركي قدماً في فرض رسوم جمركية عالمية. لكن مع حلول صباح يوم الإثنين الماضي، كانت الانقسامات واضحة للعيان منذ البداية. يعرف رئيس الوزراء الكندي السيد كارني على نطاق واسع بدبلوماسيته الهادئة وبلباقته أينما حل. وهاتان الصفتان كان أظهرهما سابقاً خلال فترة توليه منصب محافظ "بنك إنجلترا"، عندما كان عليه أن يتعامل مع مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي. لكن خلال وقت كان فيه كارني يرحب بدونالد ترمب في أول اجتماع ثنائي يعقد خلال القمة، بدا وكأنه يستجمع كل ذرة من ذرى خبرته الدبلوماسية. فبينما كان يقف إلى جانب الرئيس الأميركي للإجابة عن الأسئلة، بدا كارني وكأنه مضيف مكلف مهمة غير سارة، تشبه إلى حد كبير مرافقة عم محرج في حفلة زفاف، لا يجرؤ أحد على إزعاجه خوفاً من تعريض الميراث للخطر. إلا أن كارني تعامل مع الموقف بهدوء وبراعة. فعندما بدأت الأسئلة تتزايد وتتشعب، تولى السيطرة على الموقف، وتدخل ليعلن أن الرئيس الأميركي أجاب بما فيه الكفاية. ليس مستغرباً أن نتساءل عما إذا كان رئيس الوزراء الكندي يقول لنفسه من خلال تعابير وجهه المتوترة "لا تتصرف كما فعل جاستن ترودو!". هذه الإشارة تعود إلى عام 2018، عندما فقد رئيس الوزراء الكندي آنذاك ترودو صبره أخيراً مع دونالد ترمب، وذلك أثناء استضافته قمة "مجموعة السبع" في مدينة كيبيك، وهي المرة الأخيرة التي حظيت فيها كندا بهذا الشرف الذي تسبب لها بالإرباك. وكانت التداعيات فورية بحيث انفجر غضب ترمب، وهو في طريقه إلى لقاء كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية، وأمر مسؤوليه بسحب الدعم الأميركي للبيان المشترك للقمة. هذه المرة، قلل الجميع من أهمية إصدار أي نوع من البيانات المشتركة. ويبدو أن صدور بيان لـ"مجموعة الستة" من دون الدولة السابعة هو الأرجح. إلا أنه كما يوحي لقاء الأصدقاء الخمسة الذين اجتمعوا لاحتساء كأس من النبيذ، فإنه بعيداً من غرابة أطوار الرئيس الأميركي المبالغ فيها، فإن الحلفاء الآخرين يقتربون من بعضهم بعضاً بصورة أكبر، وربما بفضل ترمب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store