
10 Jul 2025 06:37 AM هل يُجنَّب لبنان شبح التصعيد العسكري الإسرائيلي؟
ولا يبدو الرد اللبناني بأنه شفى «الغليل» الأميركي، فالمبادرة الأميركية، من وجهة نظر واشنطن، تنطلق من قناعة بأن استقرار لبنان وإعادة إعمار مناطقه المتضررة لا يمكن أن يتحققا في ظل وجود قوة مسلّحة موازية لمؤسسة الجيش. ومن هنا، اشترطت الورقة الأميركية ضمانات صريحة بعدم وجود تنظيمات عسكرية خارج إطار الشرعية.
في المقابل، استند «حزب الله» في دوائره المغلقة إلى ما وصفه بـ«الانتصار» في الصمود أمام القصف الإسرائيلي و«منع الاجتياح الكامل» لجنوب لبنان، ليبرّر احتفاظه بالسلاح، معتبراً أن الظروف غير ملائمة لأي نقاش من هذا النوع. لا سيما أن بعض المقرّبين منه رأوا أن اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 جاء نتيجة خطأ بالحسابات وشروط مجحفة وسوء بالتفاوض، لا بفعل ضغط عسكري على الحزب.
ورغم حرص الرؤساء اللبنانيين الثلاثة على تهدئة الداخل وتفادي التصعيد، فإنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن استعادة النقاط اللبنانية الخمس المحتلة ووقف العدوان الإسرائيلي يتطلبان دعماً أميركياً واضحاً، وسط وصول رسائل تحذّر من أن إضاعة هذه الفرصة قد تعيد لبنان إلى دوامة التصعيد العسكري الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يبرز دور رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كوسيط أساسي قادر على تليين موقف الحزب من خلال الضغط عليه، خاصة مع دخول المملكة العربية السعودية على خط الوساطة من خلال الأمير يزيد بن فرحان، الذي أعلن استعداد بلاده تقديم ضمانات لدعم إعادة الإعمار شرط الالتزام بالإصلاحات وحصر السلاح بيد الدولة.
لكن الخطر لا يكمن فقط في المواقف السياسية، بل في ترجمتها على الأرض. فبينما كان البحث جارياً في مصير سلاح «الحزب»، شهدت شوارع بيروت ظهوراً مسلحاً علنياً خلال ذكرى عاشوراء، على بُعد مئتي متر من السراي الحكومي. هذا الاستعراض، الذي حمل شعارات طائفية، مثّل انقلاباً على روح المناسبة، التي لم يكن ليريدها الإمام الحسين رضي الله عنه إلّا ذكرى وحدة وعدالة، لا مناسبة لاستعراض القوة. وما يهدّد السلم الأهلي حقيقةً، ليس فقط وجود سلاح خارج الشرعية، بل أيضاً استغلال الشعائر المقدّسة لتحقيق أهداف فئوية غير مشروعة.
وقد دان رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام هذه العراضات المسلّحة واعتبرها «غير مقبولة بأيّ شكل»، مطالباً وزيري الداخلية والعدل باتخاذ إجراءات فورية تحفظ هيبة الدولة. وسرعان ما تحرّكت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فأوقفت عدد من المشاركين في هذه العراضات، مؤكدة أن بيروت ليست ساحة مستباحة، بل عاصمة يجب أن تُحمى. هذه الخطوة، شكّلت رسالة واضحة بأن الدولة قادرة على بسط سلطتها، وأن الأمن لا يُفرض بالشعارات، بل بالقرار الحازم والعمل الميداني.
وفي هذا السياق بالذات، لا بدّ من استحضار القيم التي مثلها الإمام الحسين - قيم الرحمة والعدالة والإصلاح - والتي تتناقض كلياً مع مشاهد الاستقواء بالسلاح. فحصر السلاح بيد الدولة لا يتعارض مع روحية عاشوراء، بل هو امتداد طبيعي لها. وكما لا يُبنى الاستقرار في ظل ازدواجية السلاح، لا تُحفظ المناسبات الدينية بالاستعراضات المسلحة، بل بالالتزام بالقانون ومنطق الدولة. وعليه، فإن «حزب الله» يقف اليوم أمام مفترق طرق: إما الانخراط في مشروع الدولة والتخلّي التدريجي عن السلاح ضمن تسوية وطنية تحفظ الاستقرار وتعزز مؤسسات الدولة، أو الإصرار على معادلة ازدواجية السلاح والسلطة، بما يحمله ذلك من مخاطر داخلية وعربية.
والمبادرة الأميركية تتيح للحزب فرصة جدية للخروج من حالة العزلة، خصوصاً أنها تتكامل مع مضمون اتفاق الطائف، الذي نصّ بوضوح على تسليم جميع الميليشيات أسلحتها للدولة. هذا البند، الذي لم يُستكمل تنفيذه بسبب ظروف إقليمية سمحت بوضع استثنائي تمثّل في استمرار «الحزب» بالتسلّح، وهو ما بات يتطلّب، كما شدّد الرئيس نواف سلام، إعادة التأكيد على تطبيق كامل لبنود الطائف، في طليعتها احتكار الدولة وحدها لوسائل القوة.
ولكن يُستشفّ من تصريحات المبعوث الأميركي توماس باراك في القصر الجمهوري، أنّ واشنطن تُفضل أن يتولى لبنان معالجة ملف سلاح حزب الله بنفسه، ولا تنوي التدخّل مباشرةً، بمعنى أنها تريد أن يتم سحب السلاح بشكل علني ورسمي، من خلال إصدار قرار واضح في مجلس الوزراء يلتزم بحصر السلاح بيد الدولة، ويتضمن آلية تنفيذية مفصّلة وجدولاً زمنياً دقيقاً للتنفيذ؛ فيما يرفض حزب الله طرح هذا الملف في مجلس الوزراء، محذراً من أن اتخاذ مثل هذا القرار قد يؤدي إلى اهتزاز الحكومة ودخول البلاد في أزمة سياسية جديدة قد تفتح الباب أمام توترات داخلية. وهنا يبرز التساؤل المشروع: هل يُمكن فعلاً اتخاذ قرار من هذا النوع في مجلس الوزراء في ظل الانقسام السياسي الحاد؟ وإن حصل، فهل ستُرفق به آلية تنفيذية تضمن التطبيق الفعلي، أم سيبقى حبراً على ورق في مواجهة الوقائع المعقّدة؟
ويبقى أن نؤكد، في الختام، أن حماية بيروت من الفوضى مسؤولية جماعية لكل القوى السياسية والدينية والاجتماعية، تماماً كما أن التمسّك بذكرى عاشوراء وتنوّعها وقدسيتها هو الترجمة الفعلية لقيمها. فالعاصمة ليست ساحة للاستقواء على أحد، بل منارة للعيش المشترك. وبيروت التي دفعت أثماناً باهظة في حروب الآخرين، تستحق أن تُحمى وتُكرّم، لا أن تُرعب وتُستباح. فبالله عليكم، احموها وأكرموها قبل فوات الأوان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
برّاك: الخوف من نزع سلاح حزب الله قد يؤدي لحرب أهلية
اعتبر المبعوث الأميركي توم برّاك، مساء اليوم الاثنين، أن "الخريطة الطائفية في لبنان معقدة للغاية"، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة لا تفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب عليها فعله"، ومشدّدًا على أن "الحكومة اللبنانية الحالية ليست فاسدة، بل إن الفساد كان يغرق لبنان في السابق". وتابع: "الخوف من نزع سلاح حزب الله ومنع الحكومة اللبنانية من ذلك قد يؤدي لحرب أهلية، معتبرا بان عملية تخلي حزب الله عن سلاحه تبدأ بمبادرة من الحكومة اللبنانية". ولفت براك الى ان الأسلحة التي نريد من حزب الله التخلي عنها هي تلك التي تهدد إسرائيل، ونحن لا نتعامل فقط مع حزب الله بل أيضا مع معسكرات فلسطينية مسلحة. وعن سلاح حزب الله، أوضح برّاك أن "أميركا تنظر إلى حزب الله كمنظمة إرهابية"، وإذا وافق على نزع سلاحه والتحول إلى حزب سياسي بحت غير تابع لإيران فقد يُعاد النظر في تصنيفه كمنظمة إرهابية. واضاف: "الجماعة المسلحة التابعة لحزب الله هي المنظمة الإرهابية التي نواجه معها المشكلات". وتابع: "الأسلحة التي نريد من حزب الله التخلي عنها هي تلك التي تهدد إسرائيل". واشار برّاك الى أن الحكومة اللبنانية الحالية مستعدة لحل كل القضايا والفرصة متاحة لتحقيق الاستقرار إذا حصل تعاون داخلي ودولي. وفي ما خص الملف السوري، اعتبر باراك بان سوريا تحتاج إلى موارد لإعادة البناء بسرعة وهي بحاجة لدعم عالمي، وراى بان رفع العقوبات عن سوريا هو منح الناس الأمل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 39 دقائق
- الديار
مفاوضات بين أميركا وحزب الله؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ما كان يمكن لليدي غاغا أن تفعل بردفيها ديبلوماسيا وسياسيا، لو كانت في البيت الأبيض، غير ما يفعله دونالد ترامب بشفتيه اللتين تخرج منهما النيران أيضا؟ صحيفة "التايمز" البريطانية قالت انه يحكم الأمبراطورية، كما لو أنه في ملهى ليلي في لاس فيغاس، لا في ما وصفها وودرو ويلسون بتلك الكاتدرائية المقدسة في جادة بنسلفانيا. ها هو يستكمل عملية اقامة قوس استراتيجي يمتد من قزوين (ايران) الى المتوسط ("اسرائيل")، وكذلك اقامة قوس استراتيجي يمتد من شرق الباسيفيك (أوستراليا) الى غرب الباسيفيك (كوريا الجنوبية)، لضرب طوق فولاذي حول الصين حين تدق ساعة المواجهة الكبرى، وان كانت "النيويورك تايمز" قد لاحظت أن أجهزة الاستخبارات الأميركية لم تتمكن حتى الآن من احداث اي ثقب في رأس التنين، لمعرفة ما يجول من أهوال في هذا الرأس. في هذه الحال، كيف يمكن لأمبراطورية هي الأعظم في التاريخ، أن تركز اهتمامها على حزب لبناني يعمل داخل حيز جغرافي لا يتعدى مساحة الضاحية النيويوركية، وفي ظروف أقل ما يقال فيها انها الظروف المستحيلة. الاجابة باتت واضحة للقاصي وللداني. هناك جهات عربية لا تريد فقط ازالة أي أثر جيوسياسي لايران في المنطقة العربية، وانما احداث تغيير بنيوي، ان في التركيبة الديموغرافية أو في الخارطة الجغرافية للبنان، بالصورة التي تجعله مماثلا لغالبية البلدان العربية. طائفة كبرى أو اثنية كبرى تحكم البلد، الطوائف والاثنيات الأخرى هوامش بشرية. ثم أن هناك "اسرائيل" التي ما زال يلاحقها هاجس حزب الله، منذ أن تمكن مقاتلوه من دحرها في جنوب لبنان وما عجزت عنه جيوش عربية كبرى. الآن، ثمة صورة أخرى للشرق الأوسط، الذي يفترض أن يدور حول الهيكل. الايديولوجيا التوراتية هي التي تتولى بطريقة أو بأخرى ادارة الدول الأخرى، وكل الايديولوجيات الأخرى، ما دامت هذه الدول قد ارتضت الاقامة الأبدية داخل الحرملك الأميركي، الذي هو الضمانة (الالهية) للبقاء في الزمن القبلي، دون التفاعل لا مع مقتضيات ولا مع ديناميات القرن. لبنان في ذروة الهلهلة حين تكون التصدعات السياسية والطائفية، على ذلك المستوى من الخطورة. كيف للمؤسسة العسكرية، أو للمؤسسات الأمنية، أن تستوعب ذلك الوضع الشائك؟ من هنا الخشية من تسلل الخلايا الارهابية عبر تلك التصدعات، كقنابل موقوتة قابلة للتفجير في أي وقت. هل نتجرأ ونسأل : من يضمن وسط هذه الفوضى ألا نكون الأجهزة الاستخباراتية المعادية للمقاومة قد اخترقت الضاحية، وفي أمكنة حساسة ؟ هذا السؤال يفترض أن يطرح في كل ساعة... ثمة خيار آخر مطروح في وجه لبنان. أن يكون تابعاً لدمشق، التي ينبغي أن تكون تابعة لأورشليم. هذه هي المعادلة التي تتبلور في أذربيجان، الدولة التي يفوق عداؤها لايران، بدعوى استيلائها على جزء واسع وحيوي من أراضيها، عداء "اسرائيل" لها. مسؤولون "اسرائيليون" تحدثوا علنًا عن سيناريو رباعي (أميركي ـ روسي ـ تركي ـ "اسرائيلي") للاتيان بأبي محمد الجولاني (أحمد الشرع) على رأس السلطة في سورية، للتوقيع مع "اسرائيل" على صفقة القرن، من هنا يبدأ التغيير الكبير في الشرق الأوسط (حتى الآن بلغت التدفقات المالية على دمشق 21 مليار دولار). الشرط الجوهري أن يقدم رجب طيب أردوغان مرتفعات الجولان هدية الى بنيامين نتنياهو، مثلما قدم ألبير فرنسوا لوبران (الرئيس الفرنسي) لواء الاسكندرون الى كمال أتاتورك. بالطبع هناك من يسأل الآن، لبنان مقابل الجولان؟ روسيا جزء من ذلك السيناريو؟ ما مصلحتها من ذلك، وان كانت المعلومات قد ذكرت أن الاستخبارات الروسية كانت قد حذرت من أن الاحتقان، وحتى الاختناق الأقتصادي في سوريا بلغ مرحلة يمكن معها توقع الانفجار الاجتماعي، ومعه انفجار النظام في أي لحظة. وكان هناك حديث عن "ذلك الثمن الذي يتقاضاه فلاديمير بوتين في أوكرانيا"، التي تشكل حالة وجودية بالنسبة الى روسيا. في حين تتحدث مصادر تابعة السلطة السورية عن حال من التوتر الخفي، الذي يسود العلاقات بين دمشق وموسكو، ما قد يؤدي الى اقفال وشيك للقاعدة الجوية الروسية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس، وحيث تم فسخ العقد المبرم مع روسيا لتطوير مرفأ المدينة. ذاك البيت الذي بمنازل كثيرة (أي لبنان)، كما كتب كمال الصليبي، محاط بالنيران من كل حدب وصوب. ولكن ألا يتردد في الظل أن هناك داخل فريق ترامب، بما في ذلك مبعوثه توماس باراك الذي قارن بين جورج واشنطن وأحمد الشرع، من يدعو الى فتح قنوات اتصال مع حزب الله، بعدما سبق للولايات المتحدة وتفاوضت مع الفيتكونغ في فيتنام، والذين طردوها من أرضهم بعد خسارة 58000 جندي و10000 طائرة، وكذلك مع طالبان في أفغانستان حيث كان الخروج الفضائحي منها. باراك الذي سبق وقلنا انه ذهل لمدى الفجوة السياسية والطائفية بين القوى اللبنانية، يدرك مستوى الهشاشة في المشهد اللبناني وقابليته للانفجار، يفضل، وبالرغم من تصريحاته النارية والمستغربة، حل مشكلة السلاح على نار باردة. فهل يهمس في أذن صديقه (العقاري) دونالد ترامب بالحد من الضغط على لبنان لحل تلك القضية الشائكة، في ضوء وجود التقاطع الايديولوجي والاستراتيجي بين أحمد الشرع وبنيامين نتنياهو في النظر الى لبنان.


الديار
منذ 39 دقائق
- الديار
جلسة متفجّرة مرتقبة لمساءلة الحكومة... إنطلاق موسم المزايدات الانتخابيّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ينطلق موسم المزايدات الانتخابية رسميا اليوم الثلاثاء من القاعة العامة لمجلس النواب، المرتقب ان تشهد مواقف عالية النبرة، تؤدي تلقائيا الى سجالات عنيفة ستُنقل مباشرة على الهواء. فبعدما تردد ان الجلسة المخصصة لمساءلة الحكومة قد لا تبث على وسائل الاعلام، بمحاولة لتفادي نقل التوتر، الذي من المرجح ان تشهده، الى الشارع، أكدت مصادر كتلة "التنمية والتحرير" لـ "الديار" انها ستكون منقولة مباشرة على الشاشات كما جرت العادة مع جلسات مماثلة. وبحسب المعلومات، يحاول النواب الذين يُعرّفون عن أنفسهم بـ"السياديين" ويبلغ عددهم نحو 61 نائبا، ان ينسقوا مواقفهم "لتصب كلها في اطار الضغط لتنفيذ الحكومة تعهداتها، وبخاصة تلك التي وردت في البيان الوزاري لجهة حصرية السلاح". وتشير مصادر مطلعة على الاستعدادات الحاصلة الى ان "التركيز سيكون على الدعوة لعقد جلسة حكومية، تعلن صراحة توجهات الحكومة في هذا المجال، كما يتم خلالها وضع أطر زمنية للتسليم". وتضيف المصادر: "كما ان عددا من النواب يصر على فتح ملفات ذات بُعد مناطقي، كالسؤال عن الاجراءات التنفيذية لتشغيل مطار القليعات مجددا، من منطلق انها تندرج في سياق اجتذاب الناخبين قبل 10 أشهر فقط على موعد الانتخابات النيابية". بالمقابل، لن يقف نواب حزب الله وحركة "أمل" متفرجين على "حفلة الزجل" المتوقعة اليوم، وهم أيضا أعدوا العدة للرد والمواجهة. وبحسب المعلومات ستتركز مداخلاتهم على ربط اي بحث في مصير السلاح، بانسحاب "اسرائيل" اولا من الاراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الخروقات واعادة الاسرى. وتشير مصادر مطلعة الى ان هؤلاء، وبخاصة نواب الحزب، لن يتوانوا عن "التصويب على المواقف الاخيرة التي صدرت عن المبعوث الاميركي توم باراك، للتنبيه الى مخاطر جمة محيطة في البلد، في حال التخلي عن اوراق قوته وعلى رأسها سلاح المقاومة، من منطلق ان المشاريع والمخططات الدولية للبنان والمنطقة لم تعد خفية، بل معلنة وبالفم الملآن ومنها ضم لبنان الى بلاد الشام، وبالتالي تهديد وجودي للبلد". وتأتي هذه الجلسة، فيما لبنان الرسمي ينتظر رد واشنطن على الاجوبة التي تقدم بها على الورقة الاميركية. وبحسب المعلومات وبعكس كل ما اشيع في الفترة الماضية، فان الاجواء تبدو ايجابية، بحيث ان تراجع وطأة التصعيد والخروقات "الاسرائيلية" في اليومين الماضيين، يأتي خلافا لكل من توقع ضغطا "اسرائيليا" ميدانيا، اعتراضا على الرد اللبناني على ورقة برّاك. وحتى الساعة، لا يزال غير واضح ما تعهدت به الرئاستان الاولى والثانية بهذه الورقة. اذ يؤكد اكثر من وزير انه ليس على علم على الاطلاق بهذه الورقة. حتى ان رئيس حزب "القوات" نفسه اعلن صراحة انه لم يطلع على فحوى الرد، وليس متأكدا اذا كان هناك ورقة او اثنتان. وتشير مصادر وزارية الى ان "الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام توصلا الى قناعة بأن عليهما قضاء حاجاتهما بالكتمان، وبخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة ولبنان" لافتة الى انهما "يدركان حاجة كل القوى الى المزايدات الشعبية مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، لذلك سيعمدان الى مزيد من التكتم والسرية في بت الملفات وانجازها".