logo
أوبرا الناي السحري

أوبرا الناي السحري

صحيفة الخليج٠٥-٠٧-٢٠٢٥
أصعب سؤال ليس الذي لا نعرف إجابة له، بل الذي نرفض طرحه أو نخشى معرفة إجابته! والأصعب أن الحق لا يصرخ أبداً، وإنما يهمس لمن يستطيع سماعه! فالحكمة ليست أن تعرف كيف تقول كل شيء، ولكن أن تعرف متى لا تقول أي شيء! حسناً، تفكَّروا جيداً وتأمَّلوا قبل أن تتمنوا أو تَأْمَلوا... فقد قالها الفيلسوف ديكارت «أنا أفكر، إذن أنا موجود»!
معادلةٌ بسيطة، لقضيةٍ معقدة! هو عبقريٌ نمساوي، لا يفقه معنى التكافؤ أو التساوي، يتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية واللاتينية، ملحنٌ وموزعٌ وعازفٌ ومايسترو، ومؤلف أوبرا «زواج فيغارو»، وكذلك «قداس الموت» و«ليلة موسيقية صغيرة» و«أوبرا الناي السحري»، إنه (فولفغانغ أماديوس موزارت)، أيقونة الفن في جميع الأوقات، وأعجوبة الزمن ضد تكنولوجيا الآلات، صاحب الأذن الموسيقية الحساسة، واللسان الساخر المعروف بالشراسة، والاستهتار المُغطَّى باللباقة والكياسة!
تناقضٌ متوافق أم توافقٌ متناقض! المهم أنه معجزة تستحق الدراسة، حيث ما زال يثير فضول المعجبين والمؤيدين، وجنون المعارضين والمنتقدين، فقد افتتن بالموسيقى في سن الثالثة، وبدأ العزف الاحترافي في الرابعة، وألَّف أول ألحانه في الخامسة، وشارك بحفلاته الموسيقية في السادسة، وقام بأول جولة أوروبية في السابعة! أما في الرابعة عشرة، فقد عزف مقطوعة دينية شديدة التعقيد، ولم يكن حينها قد سمعها أكثر من مرتين بالتحديد، حيث كان قادراً على قراءة وحفظ أي نوتة من النظرة الأولى، بما يفوق القدرات البشرية الطبيعية المعقولة، فلقد تميّز بذاكرةٍ قويةٍ تستحضر أعداداً مهولة، من الصور والمشاهد والأحداث على المدى الطويل، وهي خاصية ربانية لا تحتاج للتدريب أو التأهيل، كما تميزت بها بعض الشخصيات باختلاف التفاصيل، مثل نابليون بونابرت، القائد العسكري الفرنسي، وكاسباروف بطل الشطرنج الروسي، وكلود مونيه، الرَّسام الانطباعي الحسي.
مع شديد الأسف، وبكثيرٍ من التَّلف، يُقال إنه كان عضواً في الماسونية، وإنه أهداها أكثر من أوبرا وسيمفونية، ولكن لا أحد يعرف حقاً حقيقة حياته، كما لم يُحدَّد يوماً سبب وفاته، فهنالك مئات الافتراضات، التي تقابلها آلاف الاعتراضات، حتى إنه دُفن في مقبرةٍ جماعية عامة، ولم تلقَ جثته أي معاملة أرستقراطية خاصة.
وعلى الرغم من ذلك أبت أعماله أن تُدفن معه، وأصرت أن يسمعها العالم الذي لم يسمعه، فاحتلت منزلة لم يحظَ بها أحد، لتعيش مؤلفاته بلا كَبَد إلى الأبد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«ورشة المواهب» (2).. تمكين للمصممات الإماراتيات
«ورشة المواهب» (2).. تمكين للمصممات الإماراتيات

البيان

timeمنذ 35 دقائق

  • البيان

«ورشة المواهب» (2).. تمكين للمصممات الإماراتيات

أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» عن تنظيم النسخة الثانية من برنامج «ورشة المواهب»، بالتعاون مع «ليكول الشرق الأوسط»؛ مدرسة فنون صياغة المجوهرات العالمية، وبدعم من «فان كليف أند آربلز»، بهدف تمكين مجموعة من المصممات الإماراتيات من التعمق في فنون المجوهرات من خلال التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي تحت إشراف نخبة من خبراء القطاع. ويأتي البرنامج الذي يندرج تحت مظلة «منحة دبي الثقافية»، إحدى مبادرات الهيئة ضمن استراتيجية جودة الحياة في دبي، في سياق التزامات الهيئة وأولوياتها القطاعية الرامية إلى تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب. وشهدت المرحلة الأولى من البرنامج، التي استمرت حتى 11 يوليو الجاري، تنظيم سلسلة من ورش العمل التفاعلية التي عقدت في مقر «ليكول الشرق الأوسط» في حي دبي للتصميم، بهدف تعريف المصممات المشاركات — كاملة العلماء، سارة الخيّال، نورة الشامسي، حصة العبدالله، هند جناحي، وأندريا أندريس — على الركائز الثلاث الأساسية للبرنامج، وهي: تاريخ الفن، حرفية صناعة المجوهرات، وعلم الأحجار الكريمة، بالإضافة إلى أبرز التوجّهات العالمية في هذا المجال، بما يسهم في تعزيز قدراتهن في تصميم المجوهرات وممارسة الحرفة، وتمكينهن من ابتكار تصاميم متفردة وتحويلها إلى مخططات ورسوم أولية. تجارب متنوعة وخلال مرحلة البرنامج الثانية، التي ستعقد في الفترة من 1 حتى 5 سبتمبر المقبل، ستحظى المصممات بفرصة زيارة العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في برنامج «ليكول التعليمي»، الذي سيعقد في مقر «ليكول فرنسا وأوروبا» الجديد في «جراند بوليفارد» بفندق دي ميرسي أرغونتو، حيث ستتاح لهن إمكانية المشاركة في تجارب تعليمية متنوعة تسهم في تعزيز معارفهن في فنون تصميم المجوهرات، فيما ستشهد المرحلة الثالثة عرض مشاريع المشاركات في دبي. وأكدت شيماء راشد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في «دبي للثقافة» حرص الهيئة عبر مشاريعها ومبادراتها النوعية على فتح الآفاق أمام الكفاءات المتميزة، وتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للاقتصاد الإبداعي، مشيرة إلى أن برنامج «ورشة المواهب» يُمثل منصة تعليمية نموذجية لإثراء خبرات المبدعات المقيمات في دولة الإمارات وتطوير مهاراتهن وتعزيز روح الإلهام والابتكار لديهن، وتحفيزهن على المساهمة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، ما يعكس مكانة دبي وجهة مرموقة للتميز في التصميم وتبادل أحدث التوجهات في المجال. وتابعت: «تسعى «دبي للثقافة» عبر ورشة المواهب إلى توفير بيئة إبداعية قادرة على رفد قطاع التصميم بكفاءات جديدة تسهم في النهوض به، ونشر ثقافة صياغة المجوهرات والأحجار الكريمة، وهو ما ينسجم مع مسؤوليات الهيئة الثقافية الرامية إلى دعم وتمكين أصحاب الطاقات الشابة، وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم النوعية وتقديم تجاربهم الفريدة، وتحويل أحلامهم وطموحاتهم وإبداعاتهم إلى قيمة مضافة ومورد اقتصادي مستدام». ومن جانبها، عبرت صوفي كلوديل، مديرة ليكول الشرق الأوسط، مدرسة فنون صياغة المجوهرات، عن اعتزازها بإطلاق النسخة الثانية من برنامج «ورشة المواهب» الذي تنظمه بالتعاون مع «دبي للثقافة». وقالت: «نسعى عبر هذا البرنامج إلى توفير فرص استثنائية للجيل القادم من المصممين المبدعين ورواد الفنون على اختلافها، كما نعمل من خلال هذا المشروع على خلق تواصل عالمي بين فنون المجوهرات وغيرها من التخصصات الفنية».

مقتنيات ماري انطوانيت فى ضيافة متحف فيكتوريا وألبرت
مقتنيات ماري انطوانيت فى ضيافة متحف فيكتوريا وألبرت

البيان

timeمنذ 8 ساعات

  • البيان

مقتنيات ماري انطوانيت فى ضيافة متحف فيكتوريا وألبرت

يحتضن متحف «فيكتوريا وألبرت» بجنوب كنسينغتون في لندن. أول معرض في المملكة المتحدة مخصّص لحياة الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت من 20 سبتمبر وحتى 22 مارس 2026المقبل. ويتضمَّن 250 قطعة فنّية، بما فيها الملابس والفنون الزخرفية؛ بعضها مستعار من قصر فرساي في فرنسا، فمن المعروف ان الأرشيدوقة النمساوية التي أصبحت آخر ملكة لفرنسا كان لها تأثير هائل في الذوق والأزياء الأوروبية في عصرها. سيُقدم معرض تحت عنوان 'أسلوب ماريا أنطوانيت' مجموعة من مقتنيات الملكة الشخصية النادرة، مع استكشاف تأثيرها المستمر على المصممين المعاصرين، رغم أسلوب حياتها الباذخ وخزانتها الفخمة ومجوهراتها الفاخر والتي يجعلها ملكة غير شعبية بشكل كبير في زمن حكمها، ولكن لا يمكن إنكار أن ماريا أنطوانيت كانت الملكة الأجمل والأكثر أناقة في التاريخ. كانت، إلى جانب زوجها الملك لويس السادس عشر، رمزًا للفوارق الاقتصادية التي أدت إلى الثورة الفرنسية عام 1789، وهي الثورة التي انتهت في النهاية بإعدام الملكين. والجدير بالذكر ان العديد من رموز التصميم، يقدّرون ماريا أنطوانيت كرمز دائم لأسلوب عصر" الروكوكو"، الذي كان سائدًا في ذلك الوقت. وأزدهر كثيرا في التصميم الإنجليزي بين عامي1740-1770 وكان يتمحور حول التركيز على الفضة ونقوش الزخارف في ثلاثينيات القرن 18، ولعب الفنانون والحرفيون المهاجرون، بمن فيهم اللاجئون "الهوغونوتيون" من فرنسا، مثل بول دي لاميري، دورًا رئيسيًا في انتشاره. تم اختيار محتويات المعرض بناءً على حياة ماريا أنطوانيت الحيوية، وشهرتها الفريدة، وسمعتها التي تمتد لقرون، ويضم المعرض حوالي 250 قطعة، العديد منها لم يُرَ من قبل خارج قاعات فرساي الذهبية. بالإضافة إلى تلك القطع النادرة، سيتناول المعرض أيضًا إرث الملكة المعقد كمشاهير ملكي – آنذاك والآن بالإضافة إلى كونها مصدر إلهام رئيسي لأبرز المصممين والمبدعين مثل "موسكينو"، "مانولو بلانيك" وكذلك "ديور"، "شانيل" بالإضافة الى دار " فيفيان ويستوود". من جهتها، قالت أمينة المعرض، سارة غرانت: إن الجمع بين البهاء، والعرض التشويقي ، والمأساة في حياة الملكة ماري أنطوانيت لا يزال يثير الإعجاب كما كان في القرن 18، و من بين أبرز القطع التي يشاهدها جمهور المعرض هو عقد الألماس الشهير من" ساذرلاند"، الذي اشتره متحف فيكتوريا وألبرت عبر مزاد "سوثبيز" في عام 2022. ويعد هذا العقد من أكثر الألغاز شهرة في تاريخ المجوهرات، وهو جزء من القضية المعروفة باسم 'قضية عقد الملكة'، وهو قطعة من الألماس القديم من "ريفيير"، تتكون من 20 قطعة ماسية قديمة، بعضها يصل وزنه إلى 15 قيراطًا. وكما تشرح دار المزادات، فإن ماريا أنطوانيت لعبت دورًا رئيسيًا في أحداث القضية، فهي كانت ضحية لعملية احتيال معقدة، لكنها لم تكن أبدًا مالكة للعقد. ومع ذلك، فإن الفضيحة تسببت في أضرار لا يمكن إصلاحها لسمعتها، ووفقًا لسوثبي، ساهمت بشكل كبير في الشرارة التي أشعلت الثورة الفرنسية. كما تبرز قطعتان أخريان من المجوهرات تعودان للملكة، يُعتقد أنهما تم تهريبهما من فرنسا قبل وفاتها، بين القطع المعروضة، عقد لؤلؤ طبيعي وألماس بيعت في سوثبيز مقابل 36 مليون دولار في عام 2018، بالإضافة إلى بروش رباط مزدوج مزين بألماس بشكل وسادة وألماس دائري، تم تصنيعه في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وربما أُضيفت إليه قطعة لؤلؤة صفراء قابلة للفصل في القرن التاسع عشر. بعض القطع الأخرى أكثر تواضعًا، لكنها تثير نفس القدر من الإعجاب، وتدعوا الزوار لدخول غرفة نوم الملكة الفخمة بشكل أعمق، مثل أجزاء من فستان محكمة، وحذاء من الساتان الوردي مرصع بالخرز، وزجاجة عطر من حقيبتها الشخصية للسفر، التي كانت تُستخدم لنقل أدوات الشاي المحمولة أو مستحضرات التجميل، وتُعرف باسم 'نيسيساريه دي فويج' والتي تعني حقيبة السفر الفرنسية. إلى جانب عرض هذه القطع التاريخية النادرة، يسعى المعرض إلى ربط عناصر أسلوب ماريا أنطوانيت الأساسية بالحاضر عبر مجموعة من الأقسام المتعددة' كل قسم يستخدم تقنيات وسائط متعددة، أو عروض مسرحية، أو تجارب حسية لاستكشاف كيف تم إعادة تصور حياتها باستمرار خلال 250 سنة. من الأمثلة على ذلك، رسومات مائية متوهجة بواسطة إيرتي، وجورج باربييه، وإدموند دولاك؛ وأعمال معاصرة للفنانة بيث كاتليمان ومصمم الأزياء والمنسوجات، فيكتور غليومود؛ وتجربة غامرة ستعيد خلق روائح البلاط، بما في ذلك العطر المفضل لدى الملكة نفسها

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store