
ترمب يدرس "تفكيك" أرفع وكالة استخبارات أميركية
يمضي الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدماً في خططه لخفض عدد موظفي وكالة الاستخبارات الوطنية أرفع وكالة استخبارات في البلاد، عازماً التحرّك في الوقت الذي يتحدى فيه علناً مديرتها تولسي جابارد، ويرفض تقييمات الاستخبارات بشأن منشآت إيران النووية التي تتعارض مع تصريحاته، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ".
ونقلت "بلومبرغ"، الجمعة، عن أشخاص وصفتهم بأنهم مطلعين على الوضع، قولهم إن ترمب "ناقش بشكل صريح تفكيك مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، عندما رشح جابارد لقيادته، وطرح الفكرة مجدداً في الآونة الأخيرة".
وأضاف الأشخاص الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم، أن ترمب وأعضاء حكومته "يضغطون أيضاً، على ما يبدو، لتهميش جابارد، للعمل مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، جون راتكليف، في المسائل الاستخباراتية بدلاً من ذلك".
وذكرت "بلومبرغ"، أن المناقشات الرامية إلى تقليص موظفي مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، كانت بدأت بالفعل قبل أن يرفض ترمب تقييم جابارد بأن إيران لم تكن تسعى بفعالية لامتلاك قنبلة نووية، وعقب ذلك اشتبك مع أجهزة الاستخبارات هذا الأسبوع، بسبب النتائج المبكرة التي أشارت إلى أن الضربة التي شنتها الولايات المتحدة على مواقع نووية في إيران لم تدمرها بالكامل.
وقالت جابارد في بيان: "لقد عملنا بجد لتنفيذ وعد الرئيس ترمب للشعب الأميركي: تحديد أوجه القصور في أجهزة الاستخبارات، ومواجهة ومعالجة الإخفاقات عميقة الجذور، وإجراء إصلاحات جادة".
"تهميش" جابارد
في المقابل، نفى البيت الأبيض صحة التقارير بشأن "تهميش" جابارد، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، ستيفن تشيونج: "الرئيس ترمب لديه ثقة كاملة في فريقه المتميز للأمن القومي بأكمله".
وأضاف: "مديرة الاستخبارات الوطنية جابارد عضو مهم في فريق الرئيس، وعملها مستمر في خدمته وخدمة هذا البلد بشكل جيد".
وخلال الأسابيع الأخيرة، قال ترمب إن جابارد، وأجهزة الاستخبارات كانا "مخطئين" بشأن التقييم الذي يفيد بأن إيران لم تكن تسعى لامتلاك سلاح نووي.
وفي وقت لاحق، قالت جابارد، إنها على توافق مع الرئيس، مشيرةً إلى تعليقاتها السابقة بأن اليورانيوم المخصب في إيران وصل إلى مستويات "غير مسبوقة".
مع ذلك، لم تشارك جابارد في إحاطة الإدارة الأميركية للمشرعين بشأن الضربات الإيرانية هذا الأسبوع، وفق السيناتور الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، كريس ميرفي.
ورفض مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، التعليق على سبب غيابها عن جلسة الإحاطة الإعلامية بشأن إيران، لكنه قال إن وسائل الإعلام حولت القضية إلى شيء لم يكن كذلك.
وجاءت هذه الإحاطة، بعد أن انتقد البيت الأبيض تسريب تقرير أولي من وكالة الاستخبارات الدفاعية، قال إن الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية ربما لم تكن واسعة النطاق كما ادعى ترمب.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء، أن النتيجة التي توصلت إليها أجهزة الاستخبارات بشأن التأثير المحدود كانت "خاطئة تماماً".
"تضخم" موظفي الوكالة
ويقر مسؤولون من كلا الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) بأن مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، أصبح متضخماً للغاية على مر السنين، وأن الوكالة غالباً ما تكرر الأعمال التي تضطلع بها وكالات استخبارات مستقلة تشرف عليها.
وخلال جلسة الاستماع في جلسة الشيوخ لتأكيد تعيين جابارد في يناير الماضي، قال السيناتور الجمهوري من ولاية أركنساس، توم كوتون، الذي يرأس لجنة الاستخبارات، إن عدد موظفي الوكالة "يقدر بالآلاف، بينما يجب أن يقاس بالعشرات، وربما بضع مئات".
والجمعة، قدم كوتون تشريعاً لوضع حد أقصى لموظفي مكتب مدير الاستخبارات الوطنية عند 650 موظفاً. ورغم أن العدد الدقيق للموظفين سري، يمثل هذا العدد ثلث عدد الموظفين المقدر بنحو 2000 موظف يعتقد أنهم يعملون الآن، بحسب "بلومبرغ".
وقال كوتون في بيان: "مكتب مدير الاستخبارات الوطنية أنشئ بعد هجمات 11 سبتمبر، وكان الهدف منه أن يكون مؤسسة صغيرة لمواءمة موارد وسلطات الاستخبارات الأميركية، وليس منظمة عملاقة متضخمة وبيروقراطية كما هي عليه اليوم، حيث ينسق المنسقون مع منسقين آخرين".
وذكر أحد المصادر، أن جابارد خفضت بالفعل عدد الموظفين بنحو 25%، كما أنها تجري مناقشات منذ أشهر مع الكونجرس لتحديد كيفية إجراء تخفيضات أكبر.
وفي فبراير الماضي، فازت جابارد، وهي نائبة ديمقراطية سابقة في الكونجرس، بدعم مجلس الشيوخ لتولي هذا المنصب، وهو ما يُعزى جزئياً إلى تعهداتها بتقليص حجم المؤسسة.
وأوضح اثنان من المصادر، أن (قرار) العديد من المغادرين حالياً في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، جاء نتيجة جهود الملياردير إيلون ماسك الذي كان يقود وزارة "الكفاء الحكومية" لخفض الإنفاق، ودفعتهم لاختيار قبول حوافز مالية مقابل ترك الخدمة مبكراً.
ويشمل الخفض كلاً من ضباط، وموظفي مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، الذين سيعودون إلى وكالاتهم الأصلية.
علاقات متوترة وتحديات
وذكرت "بلومبرغ" أن المواجهة مع أجهزة الاستخبارات بدأت منذ ولاية ترمب الأولى عندما كانت تعليقاته "العدائية" مدفوعة إلى حد كبير بتحذيرات الوكالات بأن روسيا "تدخلت" في انتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2016 لصالحه.
واتهم ترمب آنذاك ما وصفه بـ"الدولة العميقة" بأنها "سلاح" ضده وضد حلفائه. وفي عام 2018، انحاز إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تقييمات وكالاته الخاصة بتدخل موسكو في الانتخابات.
وخاضت جابارد صدامات شخصية مع مجتمع الاستخبارات وسعت إلى القضاء على "التسييس" من خلال إحالة ضباط استخبارات للمحاكمة بسبب تسريبات مزعومة لمعلومات سرية.
وأفادت تقارير بأن اثنين من كبار المسؤولين في مجلس الاستخبارات الوطنية، أُقيلوا في مايو، بعد نشر مذكرة رفعت عنها السرية تناقض الأساس الذي استند إليه ترمب لترحيل أعضاء مزعومين في عصابة فنزويلية.
وفي تعليق على الأمر، قال لاري بفايفر، وهو ضابط كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، يقود الآن مركز "مايكل ف. هايدن" في جامعة جورج ميسون: "العلاقات المتوترة لم تختفِ أبداً".
وأضاف بفايفر: "أنه (الرئيس ترمب) لا يثق بشكل أساسي بالأشخاص في أجهزة الاستخبارات. إنه يعتقد أنهم يسعون للنيل منه".
وبخلاف ما حدث مع مجلس الأمن القومي، الذي قلصه البيت الأبيض إلى حد كبير بشكل مفاجئ في مايو الماضي، ربما يواجه ترمب تحديات بشأن تنفيذ إغلاق بشكل منفرد لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية، الذي أنشأه الكونجرس بعد فشل الاستخبارات في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وقالت جين هارمان، النائبة الديمقراطية السابقة في الكونجرس عن ولاية كاليفورنيا التي ساعدت في قيادة التشريع الذي أنشأ مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في عام 2004، إنها سترحب "بجهد ذكي" لإصلاح حجم الموظفين، محذرة من أن القدرة على التنسيق بين مختلف أجهزة الحكومة أمر مهم بشكل خاص في أعقاب ضربات ترمب على إيران.
وأضافت: "نحن بحاجة إلى أكبر رؤية ممكنة مع مختلف التخصصات التي تعمل وتنسق معاً"، لافتة إلى أن "وجود طريقة لربط النقاط لا يزال صالحاً."
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
ترامب: اليابان تمارس معنا تجارة سيارات غير عادلة وعليها شراء المزيد من النفط
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة بُثّت أمس الأحد إن اليابان تُمارس تجارة سيارات "غير عادلة" مع الولايات المتحدة، ويجب أن تزيد وارداتها من موارد الطاقة الأمريكية وغيرها من السلع للمساعدة في خفض العجز التجاري الأمريكي. وتسعى طوكيو جاهدة لإيجاد سبل لإقناع واشنطن بإعفاء شركات صناعة السيارات اليابانية من الرسوم الجمركية المفروضة على صناعة السيارات والتي تبلغ 25 بالمئة لما تلحقه من ضرر على قطاع التصنيع بالبلاد. وتواجه اليابان أيضا رسوما جمركية متبادلة بنسبة 24 بالمئة اعتبارا من التاسع من يوليو تموز ما لم تتمكن من التفاوض على اتفاق. وقال ترامب في المقابلة التي أجرتها معه قناة فوكس نيوز "لا يشترون سياراتنا، ومع ذلك نستورد الملايين والملايين من سياراتهم إلى الولايات المتحدة. هذا ليس عدلا، وقد شرحت ذلك لليابان، وهم يتفهمون الأمر". وأضاف "لدينا عجز كبير مع اليابان، وهم يتفهمون ذلك أيضا. الآن لدينا النفط. يمكنهم أخذ كميات كبيرة من النفط، ويمكنهم أخذ الكثير من الأشياء الأخرى". وشكّل قطاع السيارات حوالي 28 بالمئة من إجمالي قيمة البضائع التي صدّرتها اليابان إلى الولايات المتحدة العام الماضي، والبالغة 21 تريليون ين (145 مليار دولار).


الشرق للأعمال
منذ ساعة واحدة
- الشرق للأعمال
النفط يتراجع بعد أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من عامين
تراجعت أسعار النفط، بعد أن سجلت أكبر خسارة أسبوعية لها في أكثر من عامين، مع اتجاه صناديق التحوط إلى الرهانات الهبوطية عقب الهدنة الهشة بين إيران وإسرائيل، وقبيل زيادة محتملة في إمدادات تحالف "أوبك+". وانخفض خام "برنت" إلى ما يقارب 67 دولاراً للبرميل بعدما هبط بنسبة 12% الأسبوع الماضي، بينما جرى تداول خام "غرب تكساس" الوسيط حول 65 دولاراً. قالت إيران إنها لا تزال متشككة بشأن صمود وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع إسرائيل، رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ألمح إلى أنه قد يدعم في نهاية المطاف تخفيف العقوبات عن البلاد "إذا تمكنت من أن تكون سلمية". ترقب لاجتماع "أوبك+" في الوقت ذاته، يستعد تحالف "أوبك+" للنظر في زيادة أخرى بمقدار 411 ألف برميل يومياً لشهر أغسطس، عندما يعقدون اجتماعهم يوم الأحد. وفي حال الموافقة، ستكون هذه رابع زيادة شهرية متتالية يوافق عليها التحالف، وهي تعادل ثلاثة أضعاف الأحجام المخططة مبدئياً. توقعات "أوبك" لنمو الطلب على النفط بلا تغيير للشهر الثالث.. اقرأ التفاصيل وتتداول أسعار النفط حالياً قرب المستويات التي كانت عليها قبل الهجوم الإسرائيلي الأول على إيران في 13 يونيو، مع عودة التركيز إلى أساسيات العرض والطلب. وبخلاف زيادة "أوبك+" المحتملة، والتي قد تفاقم فائض المعروض المتوقع لاحقاً هذا العام، سيتابع المستثمرون تطورات المفاوضات التجارية، إذ لم يتبق سوى 10 أيام على إعادة فرض الرسوم الجمركية الأميركية المحددة بحسب كل دولة.


مباشر
منذ 2 ساعات
- مباشر
وزير خارجية مصر: اتفاق غزة المرتقب يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا
القاهرة- مباشر: كشف وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبدالعاطي، عن ملامح الاتفاق المرتقب بشأن غزة، الذي تعمل عليه الولايات المتحدة بالتعاون مع مصر وقطر كوسطاء رئيسيين. وأكد أن الاتفاق المنتظر يمثل خطوة أولى نحو حل مستدام للأزمة، موضحًا أن المرحلة الحالية تتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع بشكل عاجل. وأشار إلى أن هذه المرحلة التمهيدية تهدف إلى خلق زخم يساعد على استدامة التهدئة، تمهيدًا للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تستند إلى بنود اتفاق 19 يناير الماضي، وتهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأوضح الوزير خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" عبر قناة ON، أن هناك تفهمًا أمريكيًا واضحًا لأهمية توفير ضمانات حقيقية لأي اتفاق قادم، بما يضمن عدم تكرار سيناريو استئناف العدوان، الذي يظل مصدر تهديد رئيسي لاستقرار المنطقة بأكملها. وفي معرض رده على تساؤل حول مدى واقعية الحديث عن تسوية شاملة، لا سيما في ظل انتهاكات سابقة لاتفاقات وقف إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي، قال إن "الرؤية الشاملة مطروحة بالفعل"، مشيرًا إلى تقدير مصر للطرح الذي يتبناه الرئيس الأمريكي بشأن ما بعد الحرب وضرورة صياغة رؤية متكاملة لليوم التالي، بما يضمن إنهاء النزاع بشكل جذري. وأضاف: "نتفق تمامًا مع هذا التوجه، وندعم أي جهود من شأنها استدامة وقف إطلاق النار والدفع نحو تسوية شاملة تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني". واستشهد بكلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة بغداد، قال فيها: "حتى لو نجحت إسرائيل في تطبيع علاقاتها مع كافة الدول العربية، لن يؤدي ذلك إلى استقرار المنطقة أو تحقيق سلام شامل دون تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة". وفيما يتعلق بدور حركة حماس في هذه المفاوضات، أكد الوزير أن الحركة حاضرة بطبيعة الحال، باعتبار أن الاتفاق يتضمن صفقة للإفراج عن رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تُركّز في الوقت الراهن على ملف غزة بعد التهدئة بين إيران وإسرائيل، موضحًا أن أي اتفاق مرتقب يجب أن يتضمن ضمانات كافية لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وعدم انهياره كما حدث في محطات سابقة. تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام