logo
ماذا يعني كلام توماس برّاك عن تغيير خرائط سايكس بيكو

ماذا يعني كلام توماس برّاك عن تغيير خرائط سايكس بيكو

الجرسمنذ 3 أيام
(الخريطة المعروضة،ادناه، هي التي قدّمتها المنظمة الصهيونية العالمية لمؤتمر الصلح في باريس عام 1919 وتظهر الخريطة حدود الدولة الصهيونية العتيدة بأنّها تضم مصادر المياه في لبنان وسورية ، أي من نهر الأولي شمال صيدا وحتى شمال قرية القرعون في البقاع وصولاً إلى جبل الشيخ الذي تنوي اسرائيل العتيدة ضمه إلى جانب جنوب سورية أيضاً. ويلاحظ أنّ الخريطة الصهيونية ضمت حوض الأردن بضفتيه).
فإذا حصل ما يذكره مراراً السفير الأميركي إلى تركيا توماس برّاك عن تغيير في خرائط سايكس بيكو ـ وهو أيضاًَ مبعوث الرئيس الأميركي لأزمة سوريا، فإنّ تكرار تهديده بإعادة النظر في سايكس بيكو سيشمل لبنان وليس سوريا فقط مع احتمال تقسيم لبنان إلى خمسة مناطق:
– قسم جنوبي لإسرائيل يمتد من نهر الأولي شمال صيدا ويشمل حوض الليطاني من النقطة حيث يعمق وتغزر مياهه في القرعون حيث السد، وليس فقط الضفة الجنوبية لليطاني. أي أن صيدا وصور وباقي المدن تصبح في القسم الذي تطمع به اسرائيل من لبنان.
اقرأ:
رفيق روحانا (مع نضال): المسيح خانه القديسين ولبنان ذُكر بكل الاديان
– قسم شمالي يشمل ما تبقى من سهل البقاع وعكار وطرابلس، وتحتله سوريا الإسلامية.
– قسم على الساحل والجبل بحدود إمارة لبنان الصغيرة، تكون عاصمته بيروت.
– قسم خامس يفصل بين ما تنوي اسرائيل احتلاله جنوباً وبين لبنان الصغير المذكور أعلاه، لإقامة دوبلة بأغلبية درزية تمتد من ساحل الشوف عبر وادي التيم وتصل إلى السويداء جنوب دمشق.
فإذا كان هذا المقصود بإعادة صياغة خرائط سايكس بيكو بالنسبة للبنان، تكون خرائط الصهيونية الجاهزة منذ عام 1919 (أي بعد خرائط سايكس بيكو بثلاث سنوات) هي أساس إعادة الترسيم.
اقرأ:
سوريا إلى التقسيم الكبير
وهذا تنبيه لشعب لبنان الواحد أن يستيقظ لهذه المكائد ويؤكد وحدة لبنان وسيادته على اراضيه الكاملة غير المجتزئة حتى يبقى لبنان بربوعه ملكاً للشعب اللبناني.
د.كمال ديب
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حول خلط المفاهيم وأزمة الفهم: يعني إيه حضارة.. ويعني ايه هوية وطنية؟ د. هاني نسيرة منذ 43 دقيقة
حول خلط المفاهيم وأزمة الفهم: يعني إيه حضارة.. ويعني ايه هوية وطنية؟ د. هاني نسيرة منذ 43 دقيقة

المصري اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • المصري اليوم

حول خلط المفاهيم وأزمة الفهم: يعني إيه حضارة.. ويعني ايه هوية وطنية؟ د. هاني نسيرة منذ 43 دقيقة

كثيرا ما يقع خلط في المفاهيم..يخلط البعض بين مفاهيم الحضارة والهوية والثقافة، وهي ليست واحدة، كما يخلط الكثيرون بين مفهوم الحضارة وبين االفتوحات والانتصارات والغزوات العسكرية..للآخرين وعليهم وهي ليست كذلك... ولو صح هذا الخلط بين مفهوم الحضارة وتاريخ الانتصارات العسكرية التاريخية، لكانت شعوب همجية كالهكسوس والهون والمغول في العصور الوسيطة والقديمة أعظم حضارات العالم، فهم من عرفوا بانتصاراتهم شرقا وغربا ونجحوا في سنوات قليلة في أن يجبروا الآخرين على الخضوع لهم، ودفع الجزية عن يد وهم صاغرون، وهم شعوب لم تترك حضارة تذكرعلى ما هو معروف، عكس من انتصروا عليهم، عكس الإسكندر الأكبر أو الفتوحات الإسلامية، فقد ترك وراءه الحضارة الهيلينية، ( حضارة المدن) كما اتسعت حضارة العرب والمسلمين لترجمة تراث هؤلاء الأقدمين، وحققت منجزات في علوم أخرى إنسانية وتطبيقية، تشمل كل طوائفهم كما تشمل من احتضنتهم من غير المسلمين، فكما تضم الإسماعيلي كابن سينا، وتضم الصوفي كابن عربي وفيلسوف التاريخ كابن خلدون تضم اليهودي كابن ميمون والمسيحي كيحى بن عدي والصابئي كثابت بن قرة، ومن اتهم بالزندقة كابن المقفع وأبي بكر الرازي أو السحر، ويبقى أثرها في تطور العالم وتقدمه.. يقع الربط والخلط بين المفاهيم، في لحظات وفترات الأزمات، حين تتخلف البلاد ويتراجع حاضرها وحضورها، تهرب لماضيها، حين يتفوق عليها الآخرون تعايرهم بماضيهم، والتفوق عليهم، فتتماهي أسئلة الذات القلقة والمأزومة، أسئلة الهوية، مع أسئلة الحضارة والتاريخ، فتتذكر الذات الانتصارات على الآخرين، وهي تعيش انكساراتها، إرضاء وتطمينا لهويتها المكسورة أو المجروحة، واستنفارا لطاقتها أو ما تراه قوتها الباطنة حتى تخرج للفعل. في اكتشاف الهوية الوطنية: ولكن لا تتجمد الهوية عند هذه الرؤية التاريخية للحضارة..بل تتبيأ ببيئاتها، وتتحول مع تحولات الثقافة ومع اختلاف التحديات وتغير المحطات والوعي التاريخي، فمثلا مسألة الهويات الوطنية الحديثة، التي ترسخت خلال القرن العشرين، مع رسوخ مفاهيم الوطن والدولة الوطنية وشعارات الاستقلال، كمصر للمصريين، وسوريا الكبرى في الحقبة الاستعمارية، ثم زاد رسوخها مع رفضها كل محتل أو متدخل، فرفضت التتريك حين صعد مفكرو التنظيمات والهوية الطورانية في تركيا، وضدا للتغريب الذي رآته خطرا على دينها ومرجعيتها وتقاليدها..ثم تحررت من روابطها السياسية الاوسع كالجامعة الإسلامية، بعد فشل مشروعي الثورة العرابية ودعوات مصطفى كامل، ثم اختلاف خلفائه، وتحفظت وتوقفت بعيدا عن الثورة العربية وزاد بعدها بعد فشلها التام وظهور اتفاق سايكس بيكو، وكان اعتراف طه حسين في رده على ساطع الحصري سنة 1939 بوحدة الثقافة العربية بين المصريين وغيرهم من العرب، ولكن مع ايمانه أن المصريين أمة كما الترك أمة والعرب أمة، ورفضه الوحدة السياسية الكلية والاندماجية بين العرب، كما كان في مشروع الثورة العربية، التي فشلت..وما تلاها من مشاريع وحدوية طوال القرن العشرين... ربما كان هذا التفريق عاملا مؤثرا وفاعلا مهما في مؤتمر الخلافة سنة 1925 حين رفض المؤتمرون اعتبارها واجبا دينيا، والتأكيد على كونه شكلا تاريخيا اجتهاديا فقط، وقولهم باستحالة استعادته مع اختلاف الأقطار والدول والبلدان والحكومات، واستعمار أغلب البلدان الاسلامية في هذا الوقت...! هذه الواقعية السياسية التاريخانية كانت ترسخ من مفاهيم الهوية الوطنية والدولة الوطنية وترفض يوتوبيات تجاوزها التي لم تتحقق في اغلب حقب التاريخ على أساس اللغة أو الدين أو العرق في منطقتنا..! لم تكن مسألتا الهوية الوطنية والدولة الوطنية نتاجا لاتفاق سايكس بيكو سنة 1916، الذي كان متوقعا قبله، مع تركة الشيخ المريض، وتحييده وفرض الحماية على ولاياته، بل كان سابقا عليها بعقود بعيدة..وكانت نتاجا لسياقات فرضتها وضرورتها في حينها...وليست متهمة ومجرد صنائع للاستعمار كما دأب بعض الأصوليين والمتطرفين العرب! ربما كان المعلم بطرس البستاني المولود سنة 1819 والمتوفى سنة 1883م، أول من صك تعبير: حب الوطن من الإيمان، وانطلق مجايله الرائد رفاعه الطهطاوي مؤكدا على شراكة وإخوة الوطن، وربما كان له دوره في صدوراللائحة السعيدية في عهد الخديوي سعيد بن محمد على المفترى عليه، التي وصف فيها المصريين بالمواطنة والمواطنين وساوى بينهم في الحقوق والواجبات، ومنها الجندية والانضمام للجيش، كما أسقط ما كان يعرف بالجزية قبله...وكذلك كتب سليم نقاش وأديب إسحاق سنة 1877م أن:" مصر للمصريين" ومن بعدهم هتفت ثورة 1919 الدين لله والوطن للجميع، وكتب طه حسين ومحمود عزمي أنه لا أقلية ولا أكثرية في مصر... هكذا تبلورت وظلت تتبلور الهوية الوطنية والوعي التاريخي بالذات السياسية والثقافية مع عدم تنكر او تجاهل لعلاقاتها وتقارباتها وتضاداتها أيضا....ولكن تبلورت وترسخت حتى صارت الهوية الوطنية والدولة الوطنية المكتسب الوحيد الذي لم نخسره ويحرص الجميع ألا نخسره..

توماس براك: الولايات المتحدة لا تفرض على لبنان ما يجب عليها فعله
توماس براك: الولايات المتحدة لا تفرض على لبنان ما يجب عليها فعله

الوفد

timeمنذ يوم واحد

  • الوفد

توماس براك: الولايات المتحدة لا تفرض على لبنان ما يجب عليها فعله

شدد المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان توماس برّاك، على أن الولايات المتحدة لا تفرض على الحكومة اللبنانية ما يجب عليها فعله. وأضاف في إحاطة حول تعزيز العلاقات الأميركية التركية وتطوير العلاقات مع سوريا الاثنين، بأن الحكومة اللبنانية الحالية ليست فاسدة. كما تابع أن الخوف من نزع سلاح حزب الله ومنع الحكومة لهذا الأمر قد يؤدي إلى حرب أهلية. ورأى أن الأسلحة التي يراد من حزب الله التخلي عنها هي تلك التي تهدد إسرائيل. أيضا قال إن الجماعة المسلحة التابعة لحزب الله هي المنظمة الإرهابية التي تحدث المشكلات، وفق تعبيره. ووصف لبنان بأنه كان غارقا في الفساد سابقا. وفي سياق آخر، افادت وسائل إعلام عبرية، بوقوع حدث أمني خطير شرق مدينة غزة أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وُصف بأنه "كارثي" من حيث حجم الخسائر والتداعيات الميدانية. ووفقاً للتقارير، خرجت مجموعة مسلحة من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من نفق أرضي ونفذت هجوماً مباشراً ضد قوة إسرائيلية شرق المدينة. وقد تم استهداف آلية عسكرية بعبوة ناسفة شديدة الانفجار وصاروخ مضاد للدروع، ما أدى إلى اشتعالها بالكامل ومقتل اثنين من الجنود وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، بحسب حصيلة أولية. وأشارت المصادر إلى أنه تم تفعيل بروتوكول هنيبعل بعد فقدان الاتصال بأحد الجنود وسط مخاوف من وقوعه في الأسر.غير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عثر لاحقًا على جثة الجندي، ما يرجح مقتله خلال المحاولة. وتحدثت التقارير عن كمين محكم نفذته كتائب القسام ضد القوة المستهدفة، أعقبه اشتباك عنيف مع قوات الإسناد التي حاولت التدخل، ما أسفر عن سقوط عدد إضافي من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، دون إعلان رسمي من المؤسسة العسكرية حتى الآن. استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون اليوم الإثنين إثر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق مختلفة في مدينة غزة. وأعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، في تصريح اليوم وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، استقبال 5 شهداء وعددًا من المصابين إثر قصف طيران الاحتلال منطقة الصفطاوي شمال المدينة. كما أعلن مستشفى المعمداني في مدينة غزة، وصول شهيدين وجرحى جراء قصف مسيرة إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

إقليم فوق البركان
إقليم فوق البركان

الدستور

timeمنذ 2 أيام

  • الدستور

إقليم فوق البركان

كل التعليقات على ما يحدث في الشرق الأوسط تتمحور حول أن المنطقة تعيش لحظة مفصلية لا تشبه ما سبقها من دورات التوتر. الهدوء الهش الذي عاشته المنطقة على فترات متقطعة منذ ترسيم الحدود القطرية باتفاق سايكس بيكو، يبدو أنه أصبح في ذمة التاريخ. في كل مواجهة كبرى بدءا من النكبة عام 48 والعدوان الثلاثي على مصر 56، مرورا بحرب الأعوام الستة (67 – 73)، والحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) ثم غزو الكويت وعاصفة الصحراء وصولا للغزو الأمريكي للعراق 2003 وانتهاءً بطوفان الأقصى، كان الصراع محصورا دائما بين طرف إقليمي وآخر خارجي، وعادة ما كان ينتهي هذا الصراع بتسوية من نوع ما. تلك المواجهات الكبرى تركت بصمتها على الإقليم وأفرزت صراعات داخلية في العديد من دول الشرق الأوسط، أبرزها الحرب الأهلية اللبنانية، وأحداث أيلول الأسود، والانتفاضات الفلسطينية المتعددة وانهيار الدولة في الصومال والسودان، وحروب اليمن، غير أن كل تلك الاحتقانات الناتجة عن الهجمة الاستعمارية المتجددة الرامية لتغيير ميزان القوى في الإقليم لم يتم تصفيتها حتى اللحظة. الإقليم هذه المرة لا يسير نحو تسوية لأزماته، بل يتجه إلى إعادة تعريف كل شيء تقريبا: الجغرافيا، موازين القوى، أنماط التحالفات، وهوية العدو والصديق. القصة هذه المرة بدأت في غزة، لكنها لن تنتهي هناك. تداعيات الطوفان عميقة الأثر وستمتد لتطال كل دول الإقليم بلا استثناء نصرا وهزيمة. ما حدث لحزب الله اللبناني وسقوط النظام في سوريا كان أول التداعيات التي يبدو أنها ستستمر بغرض تهيئة المنطقة للرضوخ الكامل. المجزرة المتواصلة بحق الفلسطينيين، ليست مجرد مأساة إنسانية، بل إعلان بفشل النظام الدولي في أبسط وظائفه: حماية المدنيين في مناطق الصراعات. مع الفشل الأمريكي في فرض مسار التهدئة على حليفتها إسرائيل التي رفضت كل الحلول التي لا تضمن تصفية حماس ونزع سلاحها المنطقة على موعد مع مرحلة "ما بعد التهدئة". للشرق الأوسط ثلاث قيادات طبيعية على مر التاريخ هي مصر وإيران وتركيا، وكلها ترفض مخططات إسرائيل ورغبتها في الهيمنة، كل من موقعه وبما يحقق مصلحته الوطنية. موقف مصر من "مشروع الشرق الأوسط الجديد" تراوح بين التحفظ، والرفض المستتر، والمقاومة الخشنة أحيانا، ويبدو أننا في طريقنا إليها مرة أخرى بسبب إصرار القاهرة على رفض خطط تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم. مصر - بحكم تاريخها وموقعها وثقلها – تظل العقبة الكبرى التي لا يمكن تجاوزها لتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى، وهو ما يجعلها عرضة لضغوط متتالية ومحاولات استنزاف وإخضاع ناعمة وخشنة. لا سبيل إلا الاحتماء بالشعب في ضوء ما هو متوقع من محاولات لإثارة الاضطرابات الفترة القادمة ومحاصرة القيادة السياسية بالأزمات. منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، بدأت إسرائيل والغرب يعتبرون أن مصر "تم تحييدها" عسكريا، لكنهم أدركوا سريعا أن تحييد النظام لا يعني السيطرة على الموقف الشعبي. رفضت مصر الشعبية التقارب مع العدو الصهيوني، ما أفشل الرهان على تحويل مصر إلى "جسر" لتطبيع عربي شامل على الرغم من سياسة العصا والجزرة الأمريكية. كل رؤساء مصر بلا استثناء بمن فيهم السادات نفسه الذي وقع معاهدة كامب ديفيد، لم يقبلوا أي خطط للهيمنة الإسرائيلية. مؤسسات الدولة، لا سيما القوات المسلحة وقطاعات من الأجهزة السيادية، لعبت هي الأخرى دورا في إجهاض محاولات الدمج الكامل في منظومة السوق الشرق أوسطية وفق التصورات الصهيوني. ربما تحركت مصر في العلن بشكل دبلوماسي، لكنها كانت - وفق مصادر كثيرة - تحذر في الغرف المغلقة من استسهال الرهان على "إسرائيل" كشريك في التنمية. الضغوط على القاهرة الفترة الماضية تمثلت في استخدام ورقة المعونة الأمريكية، واشتراطات مؤسسات التمويل الدولية كـ"صندوق النقد" لتأزيم اقتصادنا الوطني. موجة الإرهاب التي ضربت مصر بعد 2011 لم تكن مجرد ارتدادات داخلية، بل كانت - وفق تحليلات عدة - جزءا من محاولات إضعاف المركز المصري وتفريغ الدولة من قوتها لشل قدرتها على الاعتراض الإقليمي. الدعم الغربي المريب لبعض التنظيمات العابرة للحدود في كل هذه الجبهات كشف عن استخدام "الفوضى" كسلاح لإعادة تشكيل الشرق الأوسط. على جبهة أخرى، ترسل طهران رسائلها الملغمة: الحوثيون يستهدفون الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لإجبار السفن التجارية وشركات الشحن على عدم التعامل مع إسرائيل. لم تعد المعركة مجرد دعم غزة، بل صارت اختبارا لحدود التمدد الإيراني، وقدرتها على عرقلة الخطط الإسرائيلية. في خلفية المشهد، تتحرك تركيا بسياسة مزدوجة تجمع بين الدبلوماسية والوجود العسكري، سعيا لتثبيت موقعها كقوة إقليمية. أنقرة، التي استخدمت تنظيمات الإسلام السياسي لإشعال الأوضاع في ليبيا وإسقاط النظام في سوريا، تحاول إعادة تموضعها في الإقليم وفق المعطيات الجديدة. تركيا أردوغان ترى نفسها لاعبا محوريا في قيادة الإقليم، وتعتبر أن أي خريطة جديدة للمنطقة لا بد أن تمر من البوابة التركية، تمامًا كما كانت الحال في زمن الدولة العثمانية. كل المؤشرات تقول إننا نعيش مقدمات زلزال سياسي كبير. ما يجري ليس إعادة توزيع أوراق، بل إعادة صياغة المشهد كله. الأطراف الإقليمية تتصارع على من يرسم نهايات اللعبة، وإسرائيل تخوض حربا صفرية، بينما تنهار المرجعيات التي حكمت المنطقة منذ نهاية الحرب الباردة لتضع الإقليم كله على حافة بركان قابل للانفجار في أي لحظة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store