
هل يمكن الشفاء من مرض السكري؟
بلغ عدد المصابين بالسكري عالميا حوالي 589 مليون شخص في عام 2024، أي ما يعادل واحدا من كل تسعة بالغين، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 853 مليوناً بحلول عام 2050 إذا استمرت الاتجاهات الحالية.
يُشكل السكري عبئا اقتصاديا كبيرا يشمل تكاليف مباشرة مثل الأدوية والرعاية الطبية، وتكاليف غير مباشرة كفقدان الإنتاجية والوفيات المبكرة، في الولايات المتحدة وحدها، بلغت التكاليف المرتبطة بالمرض عام 2022 نحو 412.9 مليار دولار، منها 306.6 مليارات لتكاليف طبية مباشرة و106.3 مليارات لتكاليف غير مباشرة، وفقا للاتحاد العالمي للسكري.
تتحمل الدول ذات الدخل المرتفع، خصوصا في أمريكا الشمالية ومنطقة الكاريبي، حوالي 43% من الإنفاق العالمي على السكري، في المقابل، تواجه الدول منخفضة ومتوسطة الدخل صعوبات في توفير الرعاية، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية وزيادة الأعباء المالية مستقبلاً.
تمثل الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أكثر من 90% من إجمالي حالات السكري حول العالم، وفقا للاتحاد الدولي للسكري، وعلى الرغم من ارتباط هذا المرض غالبا بالأشخاص فوق سن 45 عاما، فإنه قد يصيب أيضا الشباب والأطفال. ويتسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم على المدى الطويل في مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، وفقدان البصر، والفشل الكلوي.
يحدث النوع الثاني من السكري نتيجة ضعف إنتاج الجسم لهرمون الإنسولين أو عدم استجابة الخلايا له بشكل فعّال، ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم. ورغم أن المرض مزمن، إلا أن دراسات متعددة أظهرت إمكانية الوصول إلى حالة "الهدأة"، حيث تعود مستويات السكر إلى ما قبل مرحلة التشخيص دون الحاجة إلى أدوية، بشرط استمرار نمط حياة صحي، وفقا لموقع WebMD.
ويعد فقدان الوزن عاملاً رئيسياً في التحكم بالمرض، سواء من خلال تغييرات سلوكية أو عبر جراحات مثل جراحة السمنة، التي أظهرت تحسنا فوريا في مستوى السكر. ويلعب النظام الغذائي دورا أساسيا أيضا، خاصة الأنظمة التي تعتمد على الخضروات غير النشوية، والحبوب الكاملة، وتقليل الكربوهيدرات.
من ناحية النشاط البدني، ينصح الخبراء بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من الرياضة أسبوعيا، مع دمج تمارين المقاومة، إذ أظهرت التجارب أن النشاط المنتظم يؤدي إلى تحسن ملحوظ في مستويات السكر، بل وقد يُمكّن بعض المرضى من الاستغناء عن الأدوية.
ومع أن الهدأة ممكنة، إلا أن مراقبة الحالة تبقى ضرورية، نظرا لإمكانية عودة المرض بسبب التوتر، أو زيادة الوزن، أو ضعف خلايا الإنسولين مع الزمن، بعض مضاعفات المرض، مثل تلف الأعصاب، غير قابلة للشفاء، بينما يمكن علاج أخرى كاعتلال الشبكية بالأدوية.
يذكر أن مصطلح "هدأة السكري" يُستخدم للإشارة إلى حالة استقرار مرض السكري، بحيث تنخفض مستويات السكر في الدم إلى المعدلات الطبيعية أو شبه الطبيعية من دون الحاجة لأدوية السكري، خصوصا في حالات النوع الثاني.
وعلى صعيد العلاجات الجديدة، سجلت حالة واحدة عام 2021 لرجل خضع لزراعة خلايا وتوقف عن تناول الأدوية منذ عام 2022، لكنها تبقى تجربة أولية بحاجة لمزيد من البحث. في الوقت نفسه، تساعد بعض الوسائل الطبيعية كالاسترخاء والتنفس العميق في خفض التوتر، لكنها لا تعالج المرض. أما المكملات الغذائية، فلا تعد بديلا للعلاج، وقد تتفاعل مع الأدوية بشكل ضار.
وأخيرا، تشير دراسة جديدة إلى أن تناول خمس حصص صغيرة من الشوكولاتة الداكنة أسبوعيا قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، بفضل مضادات الأكسدة الموجودة في الكاكاو الخام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 5 ساعات
- صحيفة الخليج
بعد منع الزيارة.. آخر تطورات حالة لطفي لبيب الصحية
كشف الفنان منير مكرم عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية المصرية، أن حالة الفنان لطفي لبيب استقرت نسبياً. وأكد مكرم في تصريحات لعدة وسائل إعلام مصرية، أن لطفي لبيب، 77 عاماً، بخير ولا صحة لشائعات تدهور حالته الصحية ووفاته، مؤكداً أنه يخضع لتقييم الأطباء. وأشار إلى عدم وجود موعد محدد لخروج لطفي لبيب من المستشفى، حيث لا يزال يخضع للعلاج حتى الآن، ولم تتحسن حالته بالشكل الكافي. وكان لطفي لبيب قد تعرض لوعكة صحية شديدة، الأحد، نتيجة مضاعفات عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني من الحنجرة. واُحتجز لبيب في العناية المركزة مع منع الزيارة عنه، فيما يخضع لإشراف الأطباء الذين يراقبون حالته من كثب. أزمة صحية وانسحاب تدريجي أصيب لطفي لبيب في عام 2017، بجلطة دماغية أثرت في النصف الأيسر من جسده، وأجبرته على الابتعاد المؤقت عن التمثيل، خضع بعدها لفترة من العلاج الطبيعي، ثم شارك في بعض الأعمال التي لا تتطلب مجهوداً جسدياً كبيراً. لكنه أعلن في أكثر من لقاء تلفزيوني مؤخراً أنه لم يعد قادراً على تقديم ما يرضيه فنياً، لذلك فضّل الانسحاب التدريجي، محتفظاً بما قدمه من رصيد لدى المشاهدين. واكتفى لطفي لبيب بتقديم أدوار ضيف الشرف والظهور في بضع لقطات بالأعمال الفنية، مجاملة لأصدقائه الفنانين، وتحدياً للمرض، حيث ظهر مؤخراً في مسلسل «بنات همام» الذي تم عرضه شهر رمضان الماضي.


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
سمك يلهم الباحثين علاجاً لفقدان السمع
كشف باحثون في معهد ستويرز للأبحاث الطبية في ولاية ميزوري الأمريكية عن آلية جينية جديدة تنظّم تجدد الخلايا الحسية في سمك الزرد، والتي تُشبه خلايا الأذن الداخلية للإنسان، ما قد يمهد الطريق لفهم أعمق لآليات الشفاء واستلهام علاج لفقدان السمع لدى البشر.


صحيفة الخليج
منذ 6 ساعات
- صحيفة الخليج
فحوص نظر مجانية لطلاب من مدارس «جيمس»
أعلنت «تيتان آي بلس» المتخصصة في مجال النظارات والعناية بالبصر والتابعة لمجموعة «تاتا»، عن توسيع نطاق تعاونها مع برنامج «جيمس ريواردز»، التابع لمجموعة «جيمس التعليمية»، بهدف تعزيز الوعي بأهمية صحة العيون، وترسيخ ثقافة الفحوص الدورية داخل المجتمعات المدرسية. واستناداً إلى النجاح الذي حققته المرحلة التجريبية مؤخراً من خلال إقامة مخيّم مجاني لفحص النظر استمر سبعة أيام في مدرستين من مدارس «جيمس»، تعمل «تيتان آي بلس» حالياً على توسيع المبادرة لتشمل عشر مدارس. تهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الفحوص الوقائية للعيون، وتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه صحة البصر في تحقيق النجاح الأكاديمي، والحياة اليومية، والصحة العامة على المدى الطويل. وقال كوروفيلا ماركوس، الرئيس التنفيذي للأعمال الدولية في شركة «تيتان»: «كشفت نتائج الفحوص التي أجريناها خلال المرحلة التجريبية أن نحو 33 % من الطلاب بحاجة إلى تصحيح نظر أو استشارة طبية، وذلك دون أن يدرك العديد منهم حدوث أي تغيّر في قدراتهم البصرية». فيما قال فينود مورالي، مدير العمليات في برنامج «جيمس ريواردز»: «يسعدنا التعاون لتقديم فحوص نظر مجانية لطلابنا. ويهدف البرنامج إلى توفير قيمة مضافة حقيقية لمجتمع مدارس جيمس، ومن خلال توسيع نطاق هذه المبادرة القيّمة، نأمل في تحقيق هذا الهدف». وستقدّم المرحلة الثانية من هذا التعاون فحوص نظر شاملة واستشارات شخصية لكل من الطلاب وأعضاء الهيئات التدريسية في 10 مدارس تابعة لمجموعة «جيمس»، أما لأولياء الأمور، فتوفّر الحملة «حقائب رعاية بصرية منزلية» قيّمة، تتضمن وصفات مبسّطة، ومواد تثقيفية حول صحة عيون الأطفال.