
لوفيغارو: تقدم مقلق للجهاديين في منطقة الساحل
وذكرت الصحيفة -في مستهل تحليل بقلم جان مارك غونين- بأن الهجمات الجهادية ازدادت، وأن الوضع الأمني في منطقة الساحل تدهور بشكل كبير بعد أقل من 3 سنوات على انتهاء عملية برخان التي أوقفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 تحت ضغط المجالس العسكرية التي وصلت إلى السلطة عبر انقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ورأت الصحيفة أنه لم يعد من شك في أن الجماعتين الإرهابيتين الرئيسيتين -وهما جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة ل تنظيم القاعدة ، و تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى – تتفوقان بانتظام على جيوش الدول الثلاث الأكثر عرضة للخطر، وتشنان غارات دامية على الدول المجاورة، خاصة بنين.
وشهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة هجمات متكررة وقعت إحداها في الجزء الغربي من مالي على الحدود مع السنغال وموريتانيا، تعرضت خلالها 7 بلدات -بينها المدينتان الكبيرتان كايس ونيورو- لهجوم متزامن من قبل قوات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
فراغ أمني
واستهدف زعيم الجماعة رجل الطوارق إياد أغ غالي هذه المنطقة لا من أجل السيطرة على المراكز الحضرية فحسب، ولكن أيضا على طرق النقل الرئيسية في المنطقة، لحاجة مالي الشديدة إليها لتوفير المؤن من الدول المجاورة التي تملك إطلالة على البحر.
ومع ذلك، لم تتأكد بعد سيطرة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الكاملة على المنطقة، إذ تشير مصادر محلية إلى استعادة النظام مدينة كايس، لكن الهجمات الأخيرة على المنشآت العسكرية وفرت للمهاجمين كمية كبيرة من الأسلحة، بل إن روايات شهود عيان أفادت باستخدام المهاجمين مركبات عسكرية مدرعة في هجمات الأشهر الستة الماضية، وادعى البعض أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تمتلك طائرات مسيّرة تستخدمها لدعم قواتها.
ويرى باكاري سامبي المدير الإقليمي لمعهد تمبكتو أن عملية الأول من يوليو/تموز كانت تخطيطا متقنا من قبل الجماعة التي يقودها إياد أغ غالي، وهي تهدف إلى تعطيل خطوط الاتصالات والإمداد للجيش المالي، مما يزيد عزلة باماكو التي تركز على تأمين العاصمة، مما يسمح للجماعة بالهجوم بسرعة والانسحاب، مستغلة عزلة الجيش الجغرافية والتحديات اللوجستية.
ولا يبدي باكاري سامبي تفاؤلا كبيرا بالمستقبل، ويرى أن حضور جماعة نصرة الإسلام والمسلمين منذ انسحاب القوات الفرنسية عام 2022 وقوات حفظ السلام عام 2023 أصبح قويا.
ويقول سامبي "تستغل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الفراغ الأمني الإقليمي استغلالا كاملا مع انسحاب القوات الدولية على الرغم من مساهمات التعاون مع روسيا".
ومع ذلك، تكافح مالي وبوركينا فاسو والنيجر المتحدة في تحالف دول الساحل لوقف تقدم الجماعة، وقد صدت القوات المالية بعض الهجمات، لكنها تكبدت خسائر في معظم المناطق المستهدفة في الأول من يوليو/تموز الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحللين يعتقدون أن التعاون مع جهات فاعلة مثل مجموعة فاغنر الروسية المتهمة بانتهاكات حقوق الإنسان قد أدى إلى تأجيج المظالم المحلية، مما سهل تجنيد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تمكنت من التكيف مع الأزمات البيئية والاقتصادية واستغلالها.
وقد أدى ذلك إلى تفاقم التوتر بين المجتمعات الرعوية والزراعية، واستغلتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لجذب الشباب العاطلين عن العمل، لتوفر شكلا من أشكال الاستقرار الاقتصادي لبعض المجتمعات مقابل ولائها، خاصة شعب الفلان الرعوي المنتشر في دول الساحل، والذي يدخل في صراعات متكررة مع المزارعين المستقرين.
بواسطة باكاري سامبي
وعلى مدى 3 سنوات -حسب الصحيفة- حوّل الجهاديون أنفسهم إلى أبطال لقضية الفولان، مما أسفر عن اشتباكات عنيفة مع القوات المسلحة وحلفائها، ومجازر بحق قرويين من جماعات عرقية أخرى، حيث ارتكب أعضاء من جماعة "متطوعو الدفاع عن الوطن"، وهي مليشيا للدفاع عن النفس أنشأتها الحكومة منذ عام 2020 مذبحة بحق الفولان في قرية سولينزو، مخلفة وراءها 130 ضحية، وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
وبعد أيام قليلة شنت جماعة أنصار الشريعة الإسلامية هجوما على معسكر دياباغا، مما أسفر عن مقتل نحو 30 جنديا ومتطوعا من الفولان، وأعلنت مسؤوليتها عن هذا الهجوم، موضحة أنه كان "بداية انتقام سولينزو".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 15 ساعات
- الجزيرة
فرض حظر ليلي على الدراجات النارية شرق السنغال
فرضت السلطات المحلية في منطقة باكل (شرق السنغال) حظرا ليليا على حركة الدراجات النارية والهوائية، في إجراء غير مسبوق يأتي على خلفية تصاعد الهجمات المسلحة على الشريط الحدودي مع مالي. وبموجب قرار إداري صدر الخميس 24 يوليو/تموز، يُمنع تنقّل الدراجات النارية والهوائية من منتصف الليل حتى السادسة صباحا، وذلك حتى 24 أغسطس/آب المقبل، في جميع مناطق مقاطعة باكل المحاذية للحدود المالية. وبرّر المحافظ القرار بأسباب أمنية، مستثنيا منه العاملين في القطاع الصحي وقوات الدفاع والأمن، في حين لم تصدر السلطات المحلية أي توضيحات إضافية حول هذا الإجراء. ويأتي القرار عقب سلسلة من الهجمات يُعتقد أن مسلحي جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" -المرتبطة بتنظيم القاعدة – قد نفذوها في بلدات مالية قرب بلدة كيديرا السنغالية، مطلع يوليو/تموز الجاري. وشملت الهجمات بلدة ديبولي الواقعة على بعد مئات الأمتار فقط من الأراضي السنغالية، مما أثار موجة من القلق في صفوف السكان المحليين، ودفع إحدى أكبر نقابات النقل البري إلى دعوة منتسبيها لتجنّب السفر إلى مالي المجاورة.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
الجيش النيجيري يعلن مقتل 95 مسلحا شمال غربي البلاد
أعلن الجيش النيجيري، الثلاثاء، تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في ولاية النيجر شمال غربي البلاد، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 95 من أفراد جماعات مسلحة تُعرف رسميا بوصف "قطاع طرق"، وذلك في إطار إحباط هجوم كان قيد التحضير، بحسب تقرير أعده خبراء أمميون واطّلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية. وشاركت في العملية وحدات برية وسلاح الجو، حيث نُفذت غارات جوية أعقبتها اشتباكات عنيفة باستخدام المدفعية، واستهدفت منطقتي وراري وراقادا، وفقًا للتقرير ذاته. وتعاني ولايات شمال غربي نيجيريا منذ سنوات من انتشار جماعات مسلحة تمارس أنشطة تشمل الابتزاز والسطو وتهريب الأسلحة واختطاف المدنيين مقابل فدية، في ظل محدودية حضور الدولة في المناطق الريفية. وتشير مصادر محلية إلى أن هذه الجماعات نشأت إثر نزاعات حول المراعي وسرقة الماشية، قبل أن تتطور إلى تشكيلات شبه عسكرية تتخذ من غابات زمفارا وكاتسينا وكادونا والنيجر مراكز لها. تحفظ رسمي وانتقادات حقوقية في حين أكد الجيش، الأربعاء، "تحييد عدد من الإرهابيين"، فإنه امتنع عن تقديم حصيلة دقيقة للخسائر، مكتفيا بالإشارة إلى مقتل أحد أفراده. ونقل مصدر استخباري أن هذا التحفظ يأتي ضمن سياسة جديدة تهدف إلى الحد من تدفق المعلومات الميدانية إلى الجماعات المسلحة، ما قد يساعدها على تعديل خططها وتحركاتها. ويرى محللون أمنيون أن بعض هذه العصابات المسلحة نسقت عملياتها مع تنظيمات جهادية تنشط في شمال شرقي البلاد، أبرزها جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا ، مما يعمّق التحديات الأمنية ويزيد من تعقيد المشهد، رغم تحسن التنسيق في الآونة الأخيرة بين القوات الجوية والبرية. وقد أثار تصاعد استخدام الضربات الجوية انتقادات من منظمات حقوقية، على خلفية تقارير تفيد بسقوط مئات الضحايا المدنيين خلال السنوات الماضية، وهو ما يُعد عاملا إضافيا يزيد من صعوبة جهود التهدئة وإعادة الاستقرار إلى المناطق المتأثرة بالصراع.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
زيارة رسمية ودعم أميركي لمالي في مواجهة الجماعات المسلحة
في زيارة رسمية حملت طابعا أمنيا واقتصاديا جددت الولايات المتحدة دعمها لجهود مالي في مواجهة الجماعات المسلحة بمنطقة الساحل، وذلك خلال زيارة وليام بي. ستيفنز نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون غرب أفريقيا والمبعوث الخاص للساحل إلى العاصمة باماكو يومي 21 و22 يوليو/تموز الجاري. وخلال مؤتمر صحفي عقده في باماكو اعتبر ستيفنز أن "مكافحة الإرهاب مسؤولية مشتركة"، مشددا على أن الجماعات المسلحة تمثل "تهديدا مباشرا للولايات المتحدة"، وأن التعاون مع مالي يشكل "أولوية" لبلاده. وأكد المسؤول الأميركي استمرار جهود واشنطن في قطع مصادر تمويل الجماعات المسلحة، وتعزيز التعاون مع السلطات المالية في هذا المجال. كما ناقش ستيفنز مع المسؤولين الماليين فرص التعاون الاقتصادي، معلنا عن قرب افتتاح غرفة التجارة الأميركية في باماكو، بهدف تشجيع الاستثمارات وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين.