
زياد الرحباني والسينما: ابتعادٌ عن التمثيل ومشاركة في الموسيقى
الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990)
. فالقول واقعٌ معروفٌ، وسبب قلّة تمثيله السينمائي غير واضح نقدياً تماماً، فلعلّ عزوفه عنه منبثقٌ من عدم انجذابه هو إلى الشاشة الكبيرة.
أمّا "الاستماع" إلى تلك المسرحيات، عبر أشرطة "كاسيت" تُباع في أمكنةٍ، أو يتمّ الحصول عليها للتمتّع بها في المناطق الشرقية في تلك الفترة، فيؤكّد أنّ هناك إمكانية كبيرة للتفاعل معه باعتباره فناناً له موقف واضح في السياسة والاجتماع والثقافة والمسرح والفن، وشخصاً يُجيد نقل لغة الشارع، أي لغة الناس العاديين، إلى نصوص بالعاميّة تُصبح لازماتٍ أساسية في كلّ حوار بين لبنانيين ولبنانيات، وربما غيرهم أيضاً. والتفاعل المذكور غير مُحتاج إلى براعة تمثيل غير مُشاهَد غالباً، لذا، يغيب أيّ اكتراثٍ بالتمثيل كفنّ، فزياد الرحباني وحده كافٍ لإثارة متعةٍ وضحكٍ غير حاجِبَين تنبّهاً إلى شقاء اليومي، وبؤس العيش في بلدٍ ممزّق، زمن الحرب أولاً، وفترة السلم الأهلي الهشّ والناقص.
رغم ذلك، يتوق كثيرون وكثيرات إليه، في أي شكلٍ من أشكال الفنون التي يُتقنها بحِرفية وبراعة وجمال وسحرٍ يصنع (السحر) شغفاً به وبها. يُدرك هؤلاء أنّ الأهم في
الرحباني
كامنٌ في شخصه ونبرة صوته والكلام الذي يلتقطه من الناس أنفسهم، مُطوّراً لغة الشارع إلى نصٍّ حقيقي وصادق وشفّاف، وأقدر على قراءة راهنٍ، وانتقاد حالة، وتنبيهٍ إلى مسألة. لذا، يغيب التمثيل بصفته فنّاً، لأنّ الرحباني نفسه غير مكترثٍ بفنّ التمثيل، فشخصياته ـ التي يكتبها ثم يؤدّيها بعفوية تمنحها مصداقية أكبر، وواقعيّة أعمق، ونظرة أقدر على رؤية بعض المقبل قبل حدوثه ـ غير مُحتاجة إلى ذاك الفنّ كي تؤرّخ لحظة، وتوثّق انفعالاً، وتكتب، أو ربما تشارك في كتابة فصلٍ أساسي من تاريخ بلد ومجتمع وثقافة وحياة.
نجوم وفن
التحديثات الحية
لبنان يودّع زياد الرحباني.. إلى المحطّة الأخيرة
لعلّ ذلك يتأكّد أكثر في غيابه شبه التام عن السينما، التي تشهد، في زمني الحرب المعطّلة والسلم المرتبك، إنتاجاً وفيراً يصبّ في النوعين التجاري وغير التجاري. ابتعاد السينما عنه (أمْ أنّه هو المبتعد عنها؟) ربما يكون دليلاً على فقدان الجاذبية بين الفنان والكاميرا. أو ربما زياد نفسه غير راغبٍ في تمثيل أدوار وشخصيات يكتبها آخرون وأخريات، باستثناء فيلمي "نهلة" (1979) للجزائري فاروق بلوفة، و"طيّارة من ورق" (2003) للّبنانية
رندة الشهّال
، إضافة إلى تأديته دور طبيبٍ نفسيّ يُعالِج صحافية "تُعتَقل" في مشفى للاضطرابات النفسية، في "مجنون يحكي" (2013) للّبنانية لينا خوري. لكنّ مشاركته في "نهلة" تقتصر على ظهور قصير، مؤدّياً دور مؤلّف موسيقيّ يُشبهه كثيراً، بينما يمثّل في الثاني دور ضابطٍ إسرائيلي مُكلّف بمراقبة منطقة عبور بين إسرئيل ولبنان، ينتبه إلى هيام جنديّ في فرقته بصبيّة درزية، يُفرض عليها الزواج من قريب لها في الجانب المحتلّ من القرية الدرزية اللبنانية.
يصعب التوقّف طويلاً عند دوره في "نهلة"، إذْ يؤدّي شخصيته الحقيقية، أي فنان موسيقيّ، يُمرِّن نهلة (ياسمين خلاط) على أغنية جديدة. لكنّ فيلم بلوفة هذا مُثير للاهتمام بقراءته وقائع من الحرب الأهلية اللبنانية، بعينيّ صحافي جزائري (يوسف السايح) يأتي إلى بيروت ويُراقب أحوالها وأحوال ناسها بعد أعوام قليلة على اندلاع حربها. أهمية "نهلة" تُقابلها أهمية "طيّارة من ورق" في معاينة بصرية لأحوال أناسٍ يعانون احتلالاً وأهواله، ويلتزمون تقاليد متشدّدة في اجتماعهم وعلاقاتهم، من خلال المُراهِقة لميا (فلافيا بشارة). وزياد، بتأديته دور الضابط الإسرائيلي، غير فاقدٍ كلّياً سخريته المعتادة، لكنّ شخصيته تفرض حالات وتفكيراً ومشاعر أخرى. تمثيله هذا كأنّه تمرينٌ على ابتكار شخصية تختلف تماماً عن كلّ شخصياته المسرحية والإذاعية، ما يعني أنّ هناك فسحة له لتغيير مؤقّت.
لكنّ هذا غير مانعٍ
زياد الرحباني
من العمل للسينما، عبر تأليفه الموسيقى التصويرية لـ"نهلة" و"طيّارة من ورق"، كما لـ"عائدٌ إلى حيفا" (1982) للعراقي قاسم حَول، و"وقائع العام المقبل" (1985) للسوري سمير ذكرى، و"بيروت، الفيلم المنزلي الأخير" (1987، مع الموسيقيّ الأميركي ليني مايرز) للأميركية جينيفر فوكس، و"متحضرات" (1989) للشهّال، و"ظلال الصمت" (2006) للسعودي عبد الله المحسن، الذي يبتعد مع حَول وذكرى عن الحرب الأهلية اللبنانية، الحاضرة في الأفلام الأخرى. كأنّ الرحباني الموسيقيّ يختبر سينمائياً كيفية منح كلّ فيلمٍ ما يرغب في إضافته إليه، أي أنْ تكون موسيقاه مرآة أخرى عن تلك الحرب، العاجزة عن دفعه إلى الهجرة، فالحاصل أنّها (الحرب) تجعله يُصرّ على البقاء في بيروت الغربية، مراقباً تدهور أحوالها وأحوال البلد لاحقاً.
في موسيقاه التصويرية انعكاس طبيعي لرهافة اشتغاله، المتناقضة مع قسوة العنف البيروتي، والارتباك الفردي للتائه فيها، والخلل الانفعاليّ لذوات وتفكير. كأنّه، بقلّة الأفلام التي يؤلّف موسيقاها، يُشير إلى حيرة له أمام هذا الفن: ابتعادٌ عن التمثيل، ومشاركته في التأليف الموسيقي نوعٌ من تمرين إبداعي آخر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- العربي الجديد
زياد الرحباني... فنان أتمّ مهمته
موضوع الحلقة: زياد الرحباني... فنان أتمّ مهمته الضيف: 1- فؤاد هاشم 2- إبراهيم نجم المحاور: إعداد وتقديم: سائد نجم الملخص بودكاست "العربي الجديد" يسلط الضوء على زياد الرحباني، الشخصية الفنية البارزة التي أثرت في المشهد الثقافي العربي. يتناول البودكاست تأثير زياد على الموسيقى والمسرح والسياسة، حيث كان له دور كبير في التعبير عن القضايا الفلسطينية والمقاومة. يتحدث الضيوف، مثل الفنان التشكيلي فؤاد هاشم والموسيقي إبراهيم نجم، عن تجاربهم الشخصية مع زياد وكيف أثر في حياتهم الفنية والشخصية. تتطرق الحلقة إلى تفاصيل تشييع زياد الرحباني، حيث اجتمع الناس من مختلف الأطياف لتوديع الفنان الذي كان له تأثير كبير على حياتهم. يصف إبراهيم نجم كيف أن الحزن على رحيل زياد كان له وقع خاص في فلسطين، حيث كان زياد مصدر إلهام للعديد من الفنانين الفلسطينيين. كما يتحدث الضيوف عن الإرث الفني لزياد وكيف أن أعماله ستظل حية في الذاكرة الثقافية العربية. تتناول الحلقة أيضاً التحديات التي واجهها زياد الرحباني في مسيرته الفنية، مثل مقاومته لإغراءات المال وتمسكه بمواقفه السياسية والفنية. يتحدث الضيوف عن كيف أن زياد كان فناناً شاملاً، استطاع أن يجمع بين الموسيقى والمسرح والإذاعة ليقدم رسالة فنية وسياسية عميقة. ورغم رحيله، يظل زياد الرحباني حاضراً في الذاكرة الثقافية، حيث يستمر تأثيره في إلهام الأجيال الجديدة. النقاط الرئيسية - زياد الرحباني كان شخصية فنية متعددة المواهب، حيث كان له تأثير كبير في مجالات الموسيقى والمسرح والإذاعة، وكان معروفًا بجرأته في طرح القضايا السياسية والاجتماعية. - وفاة زياد الرحباني أثرت بشكل كبير على محبيه، حيث تجمع الناس من مختلف المناطق لتوديعه، وكان هناك شعور بالحزن والفقدان العميق بين الحاضرين. - زياد الرحباني كان له تأثير كبير على الموسيقى العربية، حيث أدخل عناصر جديدة مثل الجاز الشرقي، وكان له دور في إعادة اكتشاف صوت فيروز بشكل جديد. - رغم أن زياد الرحباني كان بإمكانه أن يكون فنانًا عالميًا، إلا أنه اختار أن يبقى ملتزمًا برسالته الفنية والاجتماعية، مما جعله شخصية فريدة ومؤثرة. - إرث زياد الرحباني الفني لا يزال حيًا، وهناك أعمال لم تُكتشف بعد، مما يشير إلى أن تأثيره سيستمر في الأجيال القادمة. أسئلة وأجوبة كيف كانت تجربتك مع زياد الرحباني؟ وهل حضرت تشييع زياد الرحباني؟ وما الذي شاهدته في التشييع وكيف كان أثره؟ تجربتي مع زياد الرحباني كانت شخصية من خلال الموسيقى والأغاني والمسرحيات والبرامج الإذاعية التي قدمها. لم أكن أعرفه شخصياً، لكنني حضرت تشييع زياد الرحباني، حيث تجمع الناس من كل مكان في بيروت، وكان الجو مليئاً بالحزن والدهشة لفقدان هذا الشخص الذي كان له تأثير كبير رغم انعزاله في الفترة الأخيرة. كانت لحظة مؤثرة عندما رأيت فيروز مكسورة في الكنيسة، وهذا ما جعلني أذرف الدموع. كيف تفسر حالة الحزن الخاصة التي يشعر بها أهل فلسطين تجاه زياد الرحباني؟ زياد الرحباني كان له تأثير كبير على الموسيقيين الفلسطينيين، وكان ملهمًا للعديد من التجارب الفلسطينية. وجوده كان يعطي شعورًا بالأمان وكأنه صوت يمكن الاعتماد عليه. رحيله كان بمثابة فقدان لصوت مهم، وكان هناك شعور باليأس لأنه لم يتم الاستماع إلى رسالته بشكل كافٍ في حياته. هل كان بينك وبين زياد الرحباني دوائر مشتركة من الأصدقاء؟ وما هي القصص التي يرويها الأصدقاء عنه والتي قد لا تكون معروفة عبر الإعلام؟ كان هناك أصدقاء مشتركين بيني وبين زياد الرحباني، وكانوا يروون قصصًا عن صعوبة العمل معه بسبب دقته وحرصه على الكمال في العمل. في الفترة الأخيرة، قلل زياد من استقباله للناس وكأنه استسلم للوضع العام، مما جعله ينعزل عن العالم. في مقالك الذي نشرته بعنوان "لربما مات زياد" في جريدة الأخبار اللبنانية، ذكرت أن زياد ربما أتم مهمته أو استنزف. ما الذي تعنيه بذلك؟ وما الذي تبقى له ليقوم به؟ زياد الرحباني قدم الكثير من الأعمال الفنية والموسيقية والمسرحية، وكان له دور كبير في توعية الناس. ربما أتم مهمته في إيصال رسالته، ولم يكن يسعى للمال أو الشهرة. كان يمكنه أن يكون مليارديرًا لكنه اختار أن يكون فنانًا يحمل رسالة. رحيله كان بمثابة إتمام لمهمته، وما زال هناك أعمال لم تُكتشف بعد ستساهم في توعية الأجيال القادمة. هل ترغب في قول شيء قبل أن نختم؟ أود أن أقول إن زياد الرحباني ترك إرثًا فنيًا كبيرًا لم يُستوعب بعد بشكل كامل. هناك أعمال لم تُنشر بعد، وستساهم في توعية الأجيال القادمة. زياد كان سابقًا لعصره، ورحيله لا يعني نهاية تأثيره، بل بداية لفهم أعمق لأعماله ورسائله. العربي الجديد بودكاست عربي الجديد بودكاست من فترة بطلت بطلت لأنه لاحظت أنه كل شي عم بشتريه تاريخ صلاحيته أبعد بكتير من تاريخ صلاحيتي أنا كتابة مقدمة لحلقة بودكاست عن زياد الرحباني كتابة مقدمة لحلقة بودكاست عن زياد الرحباني هو امتحان صعب بحيث ذاته امتحان يوازي بصعوبة تقبل فكرة أنه ما عادش هناك ظهور جديد حيكون سخرية زياد المألوفة من الواقع في مسرحية أو بأغنية أو بنكة سياسية حيقولها قدام الكاميرا بدون ما يبتسم أو ليقول مقطوعة موسيقية ما وسعتها السياسة رغم جرأة مواقفه وجذريتها خاصة فيما تعلق بفلسطين والمقاومة وامتلاكه أدوات الفن المختلفة لأول مرة أشعر بعدم الحاجة لتقديم تعريف بالشخص المراد الكلام عنه ولا حتى حاجة التعريف بإنتاجه الفني حلقة جديدة من بودكاست فيه ما فيه معكم سائد نجم وبينضم إلينا في هذا اللقاء الفنان التشكيلي اللبناني فؤاد هاشم وابراهيم نجم الموسيقي والفنان الفلسطيني أهلا وسهلا أبراهيم وفؤاد يهلا يهلا كيفك سائد والله تمام الحمد لله فؤاد لما حكيتك يوم التشريع وشركتك الرغبة باستضافتك في حلقة عن زياد شعرت أنك هيك تلبكت وكنت متردد حتى لحظة متأخرة صحيح حسيت أنه الموضوع صعب ينحكي عنه لأنه حسيت حالي مش أنا الشخص اللي بيقدر أحكي عنه رجعت نفسي بعد شي خمس ساعات لما رجعت أحكي بك قلت أنه بحكي عن تجربتي الخاصة مع زياد مع أني ما بعرفه شخصيا تجربتي بينه وأول مرة أسمعته ليوم التشريع اللي بيتخللها الموسيقى الأغاني المسرحيات البرامج الإيزائية فهي علاقتي الشخصية بزياد فمني شخص أقعد أحكي عن زياد أحكي عن حالي كيف تعبت مع زياد هاي اللي رجعت فكرت فيه رح بسألك كيف كان تجربتك مع زياد لكن خلينا نسألك أنت حضرت تشيية يا زياد الرحباني شو اللي شفته في التشيية وكيف كان أثره؟ حلق بعد ما أجي خبر الوفاة قبل يوم فالشباب المقربين من زياد اقترحوا أن يكون التشيية حد المستشفى تدري فمن الساعة 7 الصبح بلشت العالم تتجمع من كل النواحل أغذيقاء الفنانين لقرب له يعني شارع الحمرة كلها أو بيروت فيه ناس تيجوا من بره بيروت نزلوا تغيرها الشارع كان كتير عفوي كانوا نازلين مظاهرة وكانوا نازلين يحضروا مسرحية لزياد هني كانوا متفقين الساعة 8 الصبح أنا كانت شي ساعة 7 وربع العالم كانت فوق بعضها كان فيه الزئيف كان فيه الزلاغيط كان فيه ناس عم بتغني أغانية فيه ناس حاملين ورد وعم بيبكوا وناطرين حتى يظهر النعش كانت لحظة غريبة هي بتملكها أنه مش مصدقين اللي صار وبنفس الوقت حزن موجود أنه خسرنا هذا الشخص مع أنه صار له فترة منعزل عن العالم ما بنسمع عنه شي بس نعرف أنه بينتنا فكانت غريبة هاللحظة فيه ناس طلعت دموعة أنا ما طلعتهم ضغيتني حبسهم لفترة طويلة يمكن بعد ما حضرت على التلفزيون التشهية اللي صار بالكنيسة بكفية هون في هاللحظة لما شفت فيروس مكسورة هون نزل دموعي بس وقت التشهية لا كنت بعدني مصدوم أنه مش مصدق الشي اللي صار هذا باختصار عن مرحلة التشهية لفت إبراهيم أنه مساحت الحزن والشعور بالفقد في فلسطين وكأنه تسعت ليكون هناك حزن خاص لزياد حزن أهل فلسطين الخاص كيف بتفسر هاي الحالة؟ يعني طبعا زياد الرحباني بالنسبة لي شخصيا كموسيقي كان حدا من الأساس الغير مباشرين فيش موسيقي في البلد ما تأثرش أصلا بالمدرسة الرعبانية أصلا وست فيروس طبعا ومع الوعي والقضايا لما الواحد يحكم القضية في حياته بيكون يعني كان زياد سواء ككاتب مقالات كمسرحي كحدا عنده برنامج إذاعي كذا برنامج إذاعي فكان هو يعني ملهم لكتير تجارب فلسطينية يعني لا يحضرني هلأ وبيش أنسى حدا فحالة الفقد هذي أجت في وقت وكأنه وجود زياد الرحباني على قيد الحياة كان يعطي وكأنه في أمان معين أو في صوت رح يطلع نوع نستنى زياد يرجع من عزته بس بنفس الوقت أشوف وكأنه كان الوفاة هذي أو رحيله هو الحدث اللي رح يعاود يحيي لجيل اللي وعي في فترة انعزابه في فترة ابتعاده عن المشهد أو يمكن كان واصل لمرحلة من اليأس أنه هذا الشعب العربي خلاص ما بده يسمع ما بده يوعى ما بده يسمع هاي الرسالة اللي هو بلشها الصوت من السبعينات والتمينينات بلش صوت زياد يعلى ويحكي كمتنبئ كحدا عنده بصيرة كحدا اتطلع على الغيب وقدر يشوف أربعين سنة لقدام شو رح يصير فيمكن هذا النوع من الغصة وكأنه ليش ما سمعنا من قبل ليش ما فهمنا من قبل يعني الكلمات تختنق مش بس على زياد ولكن على فكر زياد كيف بلشت تجربتك مع إبراهيم؟ يعني كان نوع مختلف فيه جرأة في الطرح فيه أفكار مجنونة دايماً إنه ابن فيروز أصلاً يعني مين فينا يعني فيروز كانت جزء وما زالت من صباحات الوطن العربي كله فيعني فيه يعني نعرف وحده عايش معنا في البيت في الموسيقى وفي فكره فيعني زياد كان ملهم بالنسبة لي في برامج الإذاعة في 2004 لما كان عندي فكر أكون عندي برامج كان يعني هذا إشي نقدر نحكي نقدر نوصل صوت في زمن أنت محاصر فكرياً وجغرافياً كل الأنواع محاصر ما في فصحة فهو كأنه كان يدل الناس إنه تقدر تعمل هيك تقدر تحكي بهالطريقة تقدر تحكي وكأنه هذا يدلك وين فيه طرق تفجر هذا الغضب تفجر هذا الحب يعني فالعلاقة هي زي أي نوع موسيقى ولكن زياد يعني والله أنا أشعر بالحزن هلأ إنه للأسف إنه هلأ عم نحكي عن زياد مش من قبل يعني هذا بيخليني أشعر بالخجل إنه أحكي عن زياد هلأ مفروض من قبل حكينا عن زياد وعايش يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا ميجانا و يا م والوالد كان بتسمع طراب بالسيارة و نحن مضطرين بهذا الحال أن نسمع الطراب معه أكتر شي كان يسمع يا وردة يا ميادة ميادة الحنائي و ع فترة سنتاني يعني عم نسمع نفس الكاسلتات ميادة أو وردة بتوصل كولد عمره 8 سنين و 9 سنين عم بيسمع هذي الأغاني طول الوقت عالطريق اللي فيها مسافة 4 ساعات دمار لبيوم من الأيام بيتغير هذا الصوت جاب كاسلت أغاني مسرحية شي فاشل راجع بإذن الله والأغاني اللي كانت بالمسرحية فبلشنا نسمع هذي الأغاني هلا أوكي انبسطنا بالموسيقى بالكلمات اللي كانت موجودة بس ما فهمنيهم هاي عم بحكي قبل الشيح الإسرائيلي لبيروك و راحت الأيام وجت الأيام بلشنا نسمع بي عم بحكي هلا بعد 85 أو 84 بلشنا نسمع غير شي لزياد الرحباني اكتشفنا انه فيه شخص اسمه زياد الرحباني و جوزيف سعر الله يرحمه كمان أول مسرحية سمعتها إذا مش غلطان بالنسبة لبكرة شو هاي كانت أول مسرحية و يمكن سمعتها شي كذا مرة كذا مرة و عم بتخيل الشخصيات عم تتخيل كيف شكلوا زياد الرحباني اللي هو شايفينه بس على هذا المنظر الوحيد على الكاسات من بعد درسها جاء طلع كاسات أنا مش كافر هيدا أول كاسات أغاني بيشتريه لزياد الرحباني أنا مش كافر و كمان طول الوقت عم حاطه بالسيارة طول الوقت حاطه بالمسجلة بالبيت عم يتسمع عليه فهيدا كانت أول تجربة و عملت لي وعي هيدا الكاسات لأنه الأغاني اللي بقلبه 3 ربيع موجهة للمجتمع من أنا مش كافر لشو هالأيام اللي وصلنا و إلى آخرين فهيدا هون بلشت تبني لي الوعي طبعا كيف يفكر زياد أو شو هيدا الشي جديد اللي عم نعرفه و صحنت صرت كل ما أنزع المحل الديسكوتاك حتى أجيب كاساتات أو شي ننزل نجيب المسرحيات الباقية و بعضهم الموجودين الكاساتات لعندي الأهل و بعدين تقطع إذاعة صوت الشعب و بلش يعمل بروغراماته الإذاعية اللي هن بعضنا طيبين اللي هن عالزينة نص الألف خمسمية نص الألف خمسمية صرنا نسمعهم بالسيارة نحنا و رايحين على الشغل و أي مشهور بيطلعوا لك بالإذاعة فهودي عملوا عم تسمعوهم يوميا كأنه عم يعطيك رسائل يومية كيف الرسائل بتجي بيقفز زر الرزنامة بتطلع الرزنامة و عندك نكتة و عندك طبخة و عندك كذا فهودي صاروا عم يطلعوا لنا كل يوم طب بيفوتوا و بيدمعوا للواحد و بيعش عشانه يمكن تنسى الكلمات بس بيصيروا تصرف بحياتك اليومية بس تقرأ شي بتصير تشرح الشي اللي قريته على أساس لسناته أو إذا شفت لوحة أو شفت أي موقف بالشارع أي مشكلة أي نكتة أي شي بتصير تشرحه على أساس الشي لسناته من زياد بهالبرامج و بهالأكلاني بالمسرحية فهاي بتخيلها البدايات معه و اللي كملت فيها لهلأ يمكن كان بينك وبين زياد دوائر مشتركة من الأصدقاء صح شو القصص اللي بيحكوها الأصدقاء عنه يمكن مش الكتير معروفة عبر الإعلام هلأ في قصص أنه بمطارح أنه الشكل اللي إحنا بنعرفه أنه هذا الشخص الزاكل اللي عامل مسرحيات تعمل أغاني الملحن الرائع العطاري اللي يشتغلوا معه فيه الناس بيقولوا لك أنه كتير صعب بالشغل لأنه بيحب الشغل تكون عالبكلة متقن هيكون ناقصه شي يمكن هاي التصليحة اللي بيكونوا عم بيشتغلوها أو العمل اللي عم بيشتغلوه بياخد أيام حتى ينعقد بس هني مستمتعين بهالشغل لأنه عارفين حالهم مع مين عم بيشتغلوه بس آخر فترة الأشخاص اللي بعرفهم اللي كتير مقربين منه أنه خفف استقباله للعالم ما عاد بيشوف حدا بتل كأنه استسلم لعشان الوضع بشكل عام غير اللي كان حاب يشوفه فليش بده يكمل نظرت لها الموضوع حسيته استسلم ليش بده يكمل فأنه بلع الحياة كلها كان حدا يعني هو حدا مهتم بالشأن السياسي ومحلل فكان بيحكي وكان حزنان على رحيل زياد فكان بيقول أنه زياد رحل أهر على الوضع اللي بيصير صح إبراهيم في المسألة هاي مسألة زياد بتحس وكأنه زياد هو اللي يجاوب على أسئلة صعبة مش الكل كان قادر حتى اللحظة يجاوب عليها كلها زي قصة أنه كيف ممكن واحد يكون فنان في مجالات متعددة ومتنوعة المسرح الموسيقى الأغنية الإذاعة ودام كمان سؤال المختلف من نوعه هو سؤال دور الفنان أمام الحدث السياسي وموقفه وسؤال قدام سؤال ثالث كمان كيف ممكن يصمد الفنان قدام مغريات المادة ليحافظ على موقفه كيف تطلع على هذا الموضوع يعني أنا اللي بشوفه كان هو مش تقليدي مش لأنه هو قرر أن يكون مش تقليدي بالأساس يعني إذا بدي أطلع على زياد تعاطي أنا كيف أسمعهم ممكن حدا تاني يسمع زياد وفقط أشوف زياد أشوف شي آخر أكيد بس اللي كنت أشوفه أنه هو يعني ما أصد يتعمل هاي التوليفة أنه كان عنده فكر وكان عنده صوت جواته وبده يوصله فكان أشياء بدها تكون بالمسرح المسرح برضو ما كان بس فقط مسرح ولكن كان هناك موسيقى بتحمل بتحمل هذا الوعي اللي بيفهم للموسيقى واللي ما عنده تذوق موسيقي كان النص والحبك الجوال المسرحية كان قادر يوصل فيها هذا الرسالة في محلات تانية كان عنده مسؤولية صوت خيروز جارة القمر وحتى وتم يعني بتذكر كمان في حياتنا كانت الهجوم الصحة في أنه هي جارة القمر أنت وين نزلتها لما غنت نوع من الكلام كيفك أنت كان هذي بالنسبة للناس أنه للنقاط عفاً عفاً إبراهيم أعطاك هنا برأيي أنا أنه هو اكتشفها لفايروس مرة تانية صحيح صحيح ، هبطلق معنا جاي لهاي المقطة لأنه نحنا بأول طلعتنا لما كنت اسمعها لأغاني ما كنت ميز إنه هاي لزياد أو لأخواني الرحباني أو أي ملحن آخر في أغاني لفايروس كنت حس بالمدل أنا وعم بسمعها لما بلشت ميز بين الموسيقى هيدو يعني الموسيقى اللي بتريحني بتطلع لزياد أو لفريمون وهبي الأشياء التانية ما كانت تمللني وبعدها بتمللني لهلأ فبعتبر أنه هو اللي اكتشفها من جديد كأنها كانت عم تتدرب مع بيت الرحباني ، مع عاصي ومنصور وزياد خليها تصير ناضجة بهالمطرح صحيح صحيح بقت فيه مية في المية معك يعني فيه فرق بين قبل وبعد صحيح يعني يقدر يكون يستكشف إمكانيات وأحساس آخر عند السيد فايروس فموسيقياً يعني أصلاً حتى بصطلح الأوريانتال جاز أول مرة كان على بوستر لعرض لزياد المفهوم أنه فيه جاز شرقي كان زياد هو أول من يعني مع أنه هو يعني لم يصرح أنه هو جاز شرقي ولكن الجمهور هو لم يبدأ عنده ولكن اللي عمله زياد خلى فيه كتب جديد بموسيقى الجاز حتى بالتوزيق يعني مش فقط بالتلحين فيعني بين إذاعة ومسرح وقلم هذا بدل مش أنه يصبه أن يكون فنان شامل ولكن واضح أنه ما عنده من فكر لا يستوعبه الفن فقط يعني ولا إطار واحد من الفن يعني وبتخيل هو عانى من قضية الإنتاج عانى من قضية اللاقي بلاتفورمز كمان تعرض للسرقة والتقويل حتى في كتير كلمات لفقت له وإن كان حلوة هو ما قالها في هذا المحل فكان ملهم بكل معنى الكلمة وهذا الحصر اللي إحنا نحزن على هذا الموضوع ولكن الحقيقة زياد ما معك يعني بالعكس في موته هو وكأنه خلق من جديد في هذه حتى البودكاستر اللي عم نعمله هلأ أو النقاش حول زياد هذا أكبر دليل لساته ولساته موجود ورح يسيد لقدام زي ما قلت لك بالبداي في جيل ما بعرف زياد هلأ عم بعرفه وهذا رح يحيي فكرة مرة في كل إطار لأنه هلأ في ناس متخصصة فقط موسيقى في ناس متخصصة فقط مسرح وبتخيل الدور الجاي على أي فنان هو كيف بيقدر يطحي الوعي عند كل فرد في الوطن العربي على ذاته لأنه كل إنسان كل إنسان يصحى من فكرة يا واحد يا اتنين لأنه اتعلمته من زياد مثلاً في طفولتي أول ما هيك تعرفت على زياد وبتفق مع أخي فؤاد كانت مسرحية وكانت شيء فاشل أول مرة ما كانش في إنترنت كانت كاستات أنا مش كاستات أنا كان يو اس بي أم بي ثري حد يعني أنا متأخرين عن هالأشياء فكان شيء فاشل واو كنت أسمعها بذهول وبعدين من هذا الزياد في هذه الفترة هاي من طفولتي استكشف أنه فيه هذا الإنسان فكانت شيء فاشل وبعدين رحت ع مقابلاته وبعدين اكتشفت يعني كان اكتشاف فيه تجدات يعني مش فناني جداً النقطة اللي علمنيها أنه فيش شيء خيارين فقط فكان لما يتعرض أو يعرض مع بعض لخيارين أشك أنه فيه تالد ورابع وخامس وهذا الوعي لأن المنظومة تجي بتقولك يا هيك يا هيك يا أبيض يا أسود يا ممنوع يا مسموح ولكن دائماً زياد كان مبدع حتى بالجملة الموسيقية أنه لا فيه كتير خيارات أنت حر يعني يقولك وما زال يقولك حتى هما أنت حر وهذا ملخص لسؤالك ولكن زياد يقولك أنت حر أنت حر ولازم تكون حر أول ما طلع من عباقة الأخوان الرحباني بهم كانوا مأسسين للمدرسة لليوم موجودين يعني حتى بعد وفاة عاصي ومنصور الله يرحمهم يا ربي لليوم موجود عمالهم حتى اللي بالنسبة إلنا ممكن تكون مملئة أو مش فاهمينها ولكن فيه إشي جديد كان قبل الرحاب يعني هناك شيء قبل مدرسة الرحابة وهناك شيء آخر بعد الرحابة قدر لحاله يكون إشي تالد منعزل عنهم ومش بالضرورة يعني هو نجح مش لأنه ابن فيروز ولا ابن عاصي ولا من عائلة الرحباني وهو اللي قاله انت حر انت حر كإنسان يعني هذه الاشي اللي علمني أنه أنت بتقدر تكون شو أنت لأنه كل إنسان مميز في مجال لابد أن ترى وهو يعني كان اللي بقالده زياد بشكل مباشر كانوا ما ينجحوا ما تقدر تكون زياد رحباني ما تقدر ولكن تقدر تكون أنت وهذا اللي كان يوصلني يعني بتخيل هذا اللي وصلني من دسترات زياد اسمع يا رضا كل شي عم يغدى ويزيد بارح كنا على حديدي وهلأ صرنا على حديدي اسمع يا رضا كل شي عم يغدى ويزيد بارح كنا على حديدي وهلأ صرنا على حديدي عمالك بتقول ورسى بيغتر ببالي أنه قديش أصعب بأنه تكون ابن فيروز وعاصر رحباني وتطلع زياد زياد اللي هو كإسم حتى مستقل بالإمكان التفاعل مع كل هاي التفاصيل والأثر يكون موجود بدون ما يكون مربوط بفيروز على الآخر أسف على المقاطعة يعني حتى هلأ مش مضطر تحكي زياد الرحباني تحكي زياد وكل الكل رح يعرف صحيح تماماً عسيرة بداية زياد وكذا عندي صديق بس منه مطلع على الموسيقى بالمرة مقلخصة ولا مطلع على زياد الرحباني فبيسألني الأخوان الرحباني زياد ومين الثاني يا سلام عرفتي هاي من شي سنة فاضطرت أعمل له دارس طويل عريض طلعت خبره عن بيت الرحباني عاصي ومنصور وخيروز وفي عندهم خيونا ليه اسمه مقلخصة بالأخوان تحت وصلته لزياد الرحباني بالمعلومات اللي عنديها حرام أنه هو كان عمره يمكن هذا الشاب شي خمسة وعشرين سنة ستة وعشرين سنة يعني قد نص عمري فحسيت حالي عم بعطي دارس مهم فصار يسمعه لزياد وماشي الحال عادي وحدين بقصة كنتو عم تحكي عن نحكي عن كيف زياد طلع من بيت الرحباني ما تنسى أنه زياد كان عايش بيت وهي قايلة بعض المقابلات غير أنه فيه عاصي ومنصور وفيروس كان فيه عندهم كمية من المثقفين يفوتوا عبيتهم بشكل يومي فهذا الخزان اللي هو مخه لزياد قداش عم يتعبأ كلمة من هون معذوفة من هون حكي سياسي من هون هيدا كله عبّأ بتخيل وعمل هيدا النقلة تاعته لظهر من بيت أهله و بأحنا المقابلات كمان ليش عم بتذكرهم لأنه بهات كام يوم من الوفاة لليوم الصبح اللي سمعوهم بالأربعين سنة سمعتهم من بارح أو أول من بارح أو أجل أول من بارح طول الوقت عم بتسمع حسيت حالي أنه لازم أرجع أتذكرهم أو أرجع أغزي مخي بالموسيقى فبأحلى المقابلات قال أنه لما ترك بيت أهله ونزع على الحمراء كان يعرف أنه فيه الموسيقى المصرية والموسيقى الكلاسيكية اللي بيسمعوها أهله بالبيت والموسيقى الفرنسية الأغاني الفرنسية لأنه أحد المنتجين اللي كان يعمل المصرحيات لبيت الرحباني بيحب الموسيقى الفرنسية كيف كانوا بيحبوا يسمعوها فرح على الديسكوتيك بالحمراء وقعد يسمعوا الجاز ونصدم بالجاز ما كان بيعرف الجاز عم بلشت كمان قلب جديدة وفات فيها وطور فعنده كثير مراحل برات بيت الرحباني بس هني بتخيل الخزان الأساسي لكل شغله لو ما كانوا موجودين ما كان قلع هيك شو عدم أبدا ما بتفرق مع حدا صرنا بدنا نبيع المعزل خماتم ذهب المناجم ندفع بالمطاعم فاتوريد الغداء شو عدم أبدا شو عدم أبدا شو عدم أبدا ما بتفرق مع حدا صرنا بدنا نبيع المعزل خماتم ذهب المناجم ندفع بالمطاعم فاتوريد الغداء شو عدم أبدا شو عدم أبدا ما بتفرق مع حدا في مقال نشرته إبراهيم بعنوان لربما مات زياد في جرية الأخبار اللبنانية كنت قلت جملة مات زياد بعدما أتم مهمته أو قلت أو ربما استنزف يعني يمكن أتم مهمته أو استنزف أو عمل يعني حاول شو بدك أكتب كتب مقالات كتب كلام وحكا مسرحيات وعمل أغاني ولحن خوبة وغن وعزل وانعزل صحيح ظهره وانكسر يعني شو ظل يعمل هلا هو فعلا إذ كان رسالة والله كفا وفا والله ولا كلام ولا إشي مقدر نوفيه حقه إنه ما كان يعمل لإله لو لا إله كان ولا أسهل من يكون مالتي ملياردير بفنان كان بقدر يكون بأحسن المسارح في العالم ما فكر فيها ولا مرة ما فكر فيها ولا مرة بالضبط هذا بدل إنه إنسان فنان خطار رسالة أنا بالنسبة لي خطار وعينا صحينا على الهبل اللي عايشينه على الكره الغبي اللي عايشينه لبعض وكان يدعو لإشي كتير يعني والله كان يدعو لإشياء يعني كان يشتغل شغل رسول كان يحكى لأكلام عم بالوعي سمعت سمعت الكلمة القدس اللي قالها الخوري على المنبر أو المطران شوها؟ أنا لا والله ما قدرت يعني صراحة أقول صريح يعني شوفت سيد فيروز كيف كان ما قدرت لا الكلام التقبين بالكنيسة كان مطرح تبشيري لأنه لازم ينحكى هذا الكلام ومطرح إنه عم بيشبهوا لأي قدس عم بيبشر بأشياء بطريقته الخاصة لازم تسمعها كتير مهمة ما حافظ الكلام بس أنا والله إنه يعني هو لا كان شغلة تانية عفواً إبراهيم برجع مرة تانية للتشيعة صار في تشيعة بيروت بالحمراء اللي كانت في العالم العالم كل أشكالها من الموسيقين للمحبين لكل العالم وكان في التقبين اللي صار بالكنيسة ببكفاية اللي هو بتخيلوا أنا كان لازم يكون خاص بس لفيروز ما حدا تاني يطلع لأنه كان كتير مصطنع والعالم اللي عم تطلع وكمسيلة وسياسيين اللي هو ما كان يطيئهم كلهم حضروا إيه كله بس إنه جينا كرمال فيروز قاعدة مش أكتر وحسيت من أزعجوها كان لازم تقعدوا هالمطرح لحالها هي وريما وزياد والمحبين لقراب لقراب يكونوا موجودين فحسيت إنه كان فيه أطلع بس ما طلعت حسيت إنه الحمراء لحالها بتكفي كانت للعالم عشان هؤلاء الناس حقيقيين اللي كانوا حوالي اللي بيعرفوه واللي ما بيعرفوه كم شخص فالأشياء اللي شفتها على التلفزيون من بارح والعالم اللي طلعت وكل واحد بيحط صورته على الفيسبوك وعلى الإنستجرام وعلى الأسائل الثانية كتير متعب هذا الشي كانوا ناس فنانين وغنيين وسياسيين وكذا فليه يعني يمكن المنظر اللي أكتر شي بقاني منظر كارلين لبوس وطلال حيدر هؤلاء اللي كانوا كتير حقيقيين موجودين فوق بما تبقى كان كتير فايك إبراهيم بتحب تقول شي قبل ما نختم؟ أه والله بحب أقول شغلي زياد الله يرحمه يا ربي كان يعني أعماله اللي الجيل قبلنا حبها هي أعمال كان عاملها قبلنا وأعماله اللي عاملها مؤخرا يعني مش مؤخرا يعني الفترة اللي مرقت الجمهور ما قبلها لسه فهو عنده إرث لسه ما انتشر ولسه ما ثوعبوا الناس لسه وعيهم ما قدر يثوعب الموسيقى اللي قدمها وكانوا بدهم بدهم أنا مش كافر بدهم والله أنا فكري هنيك بدهم هذا الأغاني هذا النوع من الأغاني لكن زياد كان عنده وما زال في أعمال لسه لم طر النور يعني ما بدي أذكر المهرجانات والأماكن اللي من 2019-2020 أصلا من 2019 كيف أتذكر الناس ما قتلوها كانوا بدهم متمسكين بنسخة من زياد الرحباني هو لسه كان سابق وما زال حتى في وفاته سابقهم فيعني يمكن عزاقنا أنه فيه أعمال راح نعرفها وراح نفهم لسه أكتر يعني هو الكلمات ما تخوني وما زال هناك أعمال لزياد راح تواعي أكتر لأجيال لسه قادمة والله يرحمهم يا ربنا شكراً لك أبراهيم شكراً لك فؤاد وشكراً شكراً شكراً للعرب الجديد على هذه المساحة لزياد وأكيد متواضع حتى لو كان أكتر بالنسبة لإيش أنت زياد وكتير بسعيد كمان من يكون تكون مصطفي مع الأخ والفنان فؤاد تشرفت بمعرفتك لبنان بالقلب دايماً احنا كل واحد في الوطن العربي في قطعة من القلب اسمها لبنان فعلاً وفلسطين بالقلب طبعاً طبعاً أكيد زياد سيفهم هذا يعجز الكلام عنه والله فعلاً فعلاً فؤاد أبراهيم شكراً لكم شكراً شكراً اشتركوا في القناة المصاري أشاط لحاله ، عهده نطفي و عهده كتير حي الودي ، حي الودي ، حي الودي ، تعجين في الفجريات شو هالقيامي اللي أمسلناه ، قال إنو بني عطير عم يعطي فقير قال لأنو المصاري أشاط لحاله ، عهده نطفي و عهده كتير حي الودي ، حي الودي ، حي الودي ، تعجين في الفجريات بيقولوا لك من عرق جبينه ، طلع مصاري هالإنسان طيب كيف هيدا و كيف ملاينه ، و ما مرة شايفينه عرقان مش صحيح ، مش صحيح ، مش صحيح إلا و غلام شو هالقيامي إلا و غلام


القدس العربي
منذ 2 أيام
- القدس العربي
نَغَم غير شرقي: هل تجاوزنا شعبوية زياد الرحباني المضادة؟
جدّدت وفاة الموسيقي اللبناني زياد الرحباني جدالات كثيرة، لم تنقطع يوماً، شديدة التسيُّس، حتى لو لم تلامس القضايا السياسية مباشرةً، واقتصرت على مسائل فنيّة وموسيقية. وهذا أمر متوقّع، إذ لم ينقطع الفنانون الناطقون بالعربية يوماً عن معالجة مسائل مثل الهوية والحداثة والوطنيّة، وكلها سياسية بالعمق، فما بالك بالرحباني الابن، ذي التصريحات السياسية النارية، الذي ارتبط اسمه باثنتين من أكثر القضايا إشكالية في الجدل السياسي العربي المعاصر: الحرب السورية والمقاومة اللبنانية. وقبلها ارتبط بأحداث وتواريخ لا تقلّ إشكالية، مثل الحرب الأهلية اللبنانية؛ الحركات الشيوعية؛ والتمرّد على ما سميّ «الصيغة اللبنانية»، سياسياً وثقافياً. ترتفع دعوات كثيرة لعدم تسييس ذكرى الرحباني بعد وفاته، باعتبار أنه موسيقي أولاً وأخيراً، يُقيّم ويُستعاد على هذا الأساس، وما الإصرار على الجدل السياسي حوله إلا علامة غير صحيّة، على تسيُّس مفرط في الحيز العام العربي، يترافق عادةً مع صعود كل أنوع التطرّفات والشعبوية. إلا أن مثل هذه الدعوات لا تحترم رغبة الراحل نفسه، وطريقته في فهم وتقديم نفسه وأعماله، فهو دوماً رأى نفسه فناناً مُسيَّساً، يُضمِّن أعماله كثيراً من المحتوى السياسي، المباشر أو غير المباشر، حتى في أكثر الأغاني عاطفيةً، بل حتى في تعامله مع اللغة والطابع النَّغَمي. وهذا لا ينتقص بالتأكيد من قيمة أعماله، فالسياسة أحد المنظومات التي يتعامل معها الفن، تماماً مثل الدين والأخلاق وغيرها من أنظمة المجتمع، والمقياس هنا هو «اللغة الفنيّة» في التعامل مع تلك المنظومات، أي القدرة على تحويلها إلى شأن فني، وإعادة صياغتها ضمن ترميزات نظام الفن، المتعلّقة بالجماليات، لا أن يُعامل الفن وفق ترميزات أنظمة خارجة عنه. وكان الرحباني صاحب لغة فنيّة فريدة بكل المعايير، إلا أن بتر السياسة من أعماله، سيؤدي إلى قراءة وتلقٍّ فقير لها، يضيّع كثيراً من دلالاتها، وأيضاً جمالياتها. المشكلة ليست في «التسييس» إذن، بل في «الفنيّة» المفرطة، والزائفة غالباً، في بعض محاولات التلقي، وهي بدورها ذات مغزى مُسيّس في العمق، إذ تحاول معارضة ونقد بيئة سياسية معيّنة، والتهرّب منها، نحو اختلاق أخرى، تعتبرها أكثر «صحيّة». وبالتأكيد، ليست جدالات الحيز العام العربي مَنْ سيّس فن الرحباني قسراً، بل ربما كان العكس صحيحاً، كان هو ممن ساهموا بشدة في تسييس جيل أو جيلين عبر الفن، وإدخالهما إلى جدالات الحيز العام وصراعاته، والتعامي عن ذلك خاطئ حتى من زاوية النقد الثقافي، الذي يجب أن يحقق، مبدئياً، نوعاً من الفهم الداخلي للظاهرة التي يعالجها. يمكن تمييز عناصر متعددة في سياسيّة الرحباني، يجوز ردّ أغلبها إلى الشعبوية، وهي ليست تهمة أو شتيمة، بل هي تكتيك سياسي، لطالما كانت له تعبيراته الفنيّة عبر التاريخ، خاصة مع انتشار «الثقافة الجماهيرية»، بوصفها أحد أهم ظواهر التحديث، أياً كان الموقف الفلسفي منها. للراحل أعمال كثيرة، مثل ألبوم «أنا مش كافر»، يمكن تصنيفها ضمن البروباغندا، التي ليست بدورها شتيمة، وإنما شكل فنّي ساهم بشدة في تطوير الفنون المعاصرة، وصار جزءاً من الثقافة الجماهيرية في كل أنحاء العالم؛ فضلاً عن تخصص الرحباني بالسخرية السياسية والاجتماعية؛ أما الأعمال غير المباشرة سياسياً، فكانت تحوي مواقف واضحة، من مسائل مثل الهوية والتمدّن والطبقة ولغة التواصل. وفي أحيان كثيرة كان يقدّم توضيحات مبسّطة لغاياته الفنية/السياسية، كما في فيلم «هدوء نسبي»، الذي أنتجه بالتوازي مع ألبوم يحمل الاسم نفسه، يحوي «موسيقى صامتة»، وبعض الأغاني العاطفية، ليشرح أشياء كثيرة عن الهوية الموسيقية، وما سمّاه آنذاك «الجاز الشرقي» (تراجع عن التسمية في ما بعد)، وهوية لبنان (قرص فلافل على هيئة هامبرغر، حسب تعبيره)، والوضع السياسي والاجتماعي العام، وكأنه يريد القول: لا تظنوا أني تخلّيت عن القضية، حتى عندما لا أقدّم لكم كلاماً واضحاً، إلا أن تلك الشعبوية لم تكن تقليدية، أو حتى كلاسيكية (ربما ستصبح كذلك الآن)، بل يمكن وصفها بالمضادة، أي بالضد من الهوية السياسية والوطنية لبلده، ومفهومها عن «الشعب»، والتي ساهمت عائلته في صياغتها. وصلت شعبوية الرحباني الابن المضادة إلى درجة التهكّم القاسي من «الشعب»، بل حتى تجريمه وإدانته والدعوة إلى محاسبته في بعض الأحيان، وخصص ثلاثة أعمال مسرحية بشكل كامل لهذا، وهي «فيلم أمريكي طويل»، «بخصوص الكرامة والشعب العنيد»، و»لولا فسحة الأمل». أراد زياد الرحباني أن يبني شعباً مضاداً لـ»الشعب»، وكلما أحسّ بعبثيّة ذلك ازداد سوداويةً وتهكماً، إلا أن شعبويته المضادة لم تذهب سدىً، فقد بات هناك كثير من «الزياديين»، شعب من الساخرين السوداويين، الذين يجمعون بين النقد الاجتماعي القاسي والالتزام الشديد بقضية ما، غالباً وطنية. ما يدلُّ بوضوح على أن نقد الرحباني للوطن والأخلاق والشعب، كان ينبع من موقف وطني وأخلاقي وشعبي مفرط. يمكن اعتبار محاولات وتجارب زياد الرحباني هذه من أفضل ما أنتجته المنطقة ثقافياً، في التعاطي مع أسئلة التحديث والهوية، إلا أنها تبدو، مثل سيرة حياة صانعها، عالقة في دائرة مفرغة، كلما تهكّمت ازدادت التزاماً؛ وكلما شتمت «الشعب العنيد» التصقت به أكثر؛ وكلما تمرّدت أخلاقياً وفكرياً عادت إلى أحضان «المقاومة الإسلامية» وطقوس الدفن الكنسي. فهل يمكن بالفعل تجاوز الزيادية؟ أم أن كل محاولة لنقد الشعب والوطن، بكل مآسيهما، ستنتهي إلى «شي فاشل»، مهما بلغت نجوميته وعبقريته؟ غير شرقي توجد في التراثات الدينية والأسطورية الشعبية، خاصة المسيحية منها، وضعية «غير الميّت»، أي الضائع بين عالمي الفناء والخلود، دون أن ينال الخلاص. وقد ألهم هذا أدب الرعب المعاصر بشدة، وصار ثيمة متكررة، في قصص الأشباح ومصاصي الدماء والموتى الأحياء، بكل دلالاتها الاجتماعية والتاريخية والنفسيّة. هؤلاء لا يموتون، ولكنهم لا ينالون النعمة الإلهية، التي تشكّل جوهر الحياة. قد يشعر «غير الميت» بنشوة في البداية، نظراً لكونه لا يفنى مثل بقية البشر، ولكن سرعان ما يدرك أنه فاقد للحياة والخلاص. وربما يكون هذا الترميز الأسطوري مناسباً لإدراك مأساة وملهاة زياد الرحباني، بوصفه «غير شرقي». نَظَّر زياد الرحباني، بأسلوب شعبوي، لفكرة النَفَس غير الشرقي في الموسيقى، والهوية عامةً، حتى عندما يتعامل مع مقامات ونغمات شديدة الشرقية. «المضمون» هنا قد يكون شرقياً خالصاً، أو مزيجاً من ثقافات متنوّعة؛ ولكن عبقرية الشكل تكمن في «العالمية»، أي في التوزيع والأداء والمزج المناسب للأذن المعاصرة، الأقرب لـ»الغربية»، ما يكشف، في نهاية المطاف، أن لا فارق جذرياً بين شرق وغرب، وكله ممتزج على أرضنا، ومتقارب بشكل حميم. بإمكان زياد أن يكون شرقياً جداً، ولكن شرقيته هذه أقرب لمحاكاة ساخرة، كما تبدّت في ألبوم «في الأفراح»، وكثير من الأعمال اللاحقة. وهذه المحاكاة الشرقية ترسّخ صورة مُنتج المحاكاة بوصفه غير شرقي تماماً، دون أن يكون غربياً. اعتُبرت «غير الشرقية» هذه، من قبل زياد وكثيرين غيره، جوهر مشروع الرحابنة، بكل أطواره، وكذلك جوهر التمرّد عليه، باتجاه تعميقه وتجذيره؛ بل ربما جوهر الهوية اللبنانية. وكانت فكرة شديدة الجاذبية لكثير من المثقفين، إلا أنها تكشّفت في ما بعد عن ثغرات كبيرة، فالمزج الموسيقي قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الاستسهال والنمطيّة، نظراً لعمله على الإلصاق المفتعل لعناصر مألوفة ومترسّخة، لإظهار «المزج»، وهو ما بدا واضحاً لدى معظم تلاميذ زياد الرحباني والمتأثرين به؛ أما «العالمية» فليست أكثر من مفهوم غامض، انقلب، في حالات كثيرة، إلى تقديم رخيص للذات والثقافة، في مؤسسات غربية تُعنى بـ»التبادل الثقافي»، وتسجن مثقفي المنطقة وفنانيها وناشطيها بأدوار محدودة، تتسم بالدونيّة، ولا ترقى إلى مصاف «الثقافة الرفيعة»؛ والأهم أنه لا يوجد ما هو «غير شرقي»، فلبنان، بكل «عالميته» و»مزائجه»، كان مثل غيره، موطناً لكل أشكال التطرفات، والمظاهر العالمثالثية الرثّة، وأحياناً في طليعتها، بما فيها الميليشيات الدينية، والإمارات الإسلامية، والاعتداءات الشاملة على الحريات. زياد الرحباني فهم هذا أسرع من غيره، ما قاده إلى مزيد من التهكّم والسوداوية، من الذات قبل الآخرين. لقد صار عالقاً في وضعية «غير الشرقي»، الذي شهد انحطاط كل المشاريع التي آمن بها، على كل المستويات؛ والذي لا يستطيع أن يلبس عمامة المقاوم، ولا أن يتمرّد على قضيته، ما يوقعه في تناقضات بالجملة، دون أمل بالخلاص. هذه المأساة/الملهاة أكثر عمقاً من موقفه من «الثورة السورية»، الذي لم يعد يدينه اليوم، بعد توضّح المآسي التي أنتجتها، إلا أنه يظهر تناقض «غير الشرقيين» بأغلبهم: لكل منهم تطرفاته الدينية المُحبَّذة، فيصبحون في قمة التنويرية والإنسانية، عندما يهاجمون متطرفي المعسكر الآخر؛ وينسون منطقهم، عندما يدعمون هذا الزعيم الميليشياوي أو ذاك؛ ويحملون ثقافة «عالمية»، لا تفعل إلا أن تمسخ نفسها أمام «العالم»، الذي ترغبه وتلعنه في الوقت نفسه. والنتيجة «مزيج» غريب المذاق، وغير قابل للهضم، مثل قرص الفلافل الذي يدّعي أنه ليس كذلك، والذي تحدّث عنه زياد في «هدوء نسبي». ضد الشعب «غير الشرقي» يدين «الشعب» بقسوة، ولكن ليس للانفصال أو القطيعة معه، وإنما لكي يصبح شعباً كما يجب أن يكون. في مسرحية «لولا فسحة الأمل»، ارتدى الرحباني زيّاً عسكرياً ذي سمة فاشيّة، وانهمك في تقويم وإعادة تربية «الشعب العنيد»؛ وفي مقابلاته تغزّل أكثر من مرة بالدول المركزية الصلبة، والأجهزة الأمنية القوية. ربما كانت مشكلته الفعلية مع ذلك «الشعب» أنه «غير شرقي» بدوره، فلا هو ملتزم مثل المقاومة الإسلامية، التي كثيراً ما رآها الشيء الوحيد الذي يعمل بشكل صحيح في البلد؛ ولا هو واعٍ ومنتج، «كما في مدينة تورينو»، وإنما «يكشّ الحمام»، حسب قوله في أحد برامجه الإذاعية. ربما كانت مشكلة زياد الرحباني مع ذاته، وقد يكون هذا ما دفعه إلى يأس مديد، دفعه إلى التوقف عن الإنتاج الفني في سنواته الأخيرة. كان من الصعب على الرحباني بالطبع تجاوز «الزيادية»، ولكن السؤال ما يزال مطروحاً على الزياديين الكُثر، الذين فُجعوا بوفاته: هل أنتم، مثل زياد، من «الشعب العنيد» في نهاية المطاف؟ الإجابة غالباً نعم، وربما كانت عبقرية زياد الرحباني هي التي جعلته يدرك ذلك مبكراً، ويغرق بعدها في محاكاة ساخرة ويائسة لذاته، وكأنه، في كل مقابلة وحفلة، يمثّل أنه زياد، الذي لم يعد يؤمن به. قد تكون هناك آفاق أخرى، لم يستطع زياد الرحباني تمييزها، نظراً لثقافته السياسية، وإرثه العائلي، ومكانته الرمزية، وانغماسه في كل الحوادث الكبرى التي شهدتها المنطقة. وتلك الآفاق توجد بالضرورة خارج المفاهيم، التي حاول التمرّد عليها من الداخل، وإعادة ترتيب عناصرها بشكل ساخر. وعلى الرغم من أنه ألّف وأعاد توزيع عدد من أجمل الألحان الكنسيّة (ما ينفي قطيعته مع الإرث المسيحي) فإنه لم ينتبه بما فيه الكفاية على ما يبدو إلى مفهوم «الخروج» Exodus، الأساسي في التراث اليهودي/المسيحي، أي الانسحاب، الهرب، من الدوران في دوائر استعباد مفرغة من المعنى؛ والعبور نحو معانٍ جديدة للوجود. وهذا قد يتطلب القطيعة الكاملة مع «الوطن» و»الشعب»، لا الشفقة عليهما، ومحاولة إعادة بنائهما كما يجب أن يكونا؛ وربما ابتكار بدائل، قد تكون «خيانة»، بالنسبة لمن لم ينجز الخروج. يبقى لنا من زياد عدد من أجمل الألحان في تاريخ الموسيقى العربية، وطاقة متفجّرة على التهكّم، قد تكون معيناً على «الخروج». ربما نكون مخلصين له أكثر، إذا كسرنا دوائر يأسه، واستطعنا إنجاز ما عجز عنه: تخليص زياد الرحباني من «زياديته». كاتب سوري


العربي الجديد
منذ 4 أيام
- العربي الجديد
زياد الرحباني والسينما: ابتعادٌ عن التمثيل ومشاركة في الموسيقى
لم يكن زياد الرحباني (1956 ـ 2025) ممثلاً تنجذب الكاميرا، السينمائية والتلفزيونية، إليه، بينما تأديته الأدوار الأولى في مسرحياته السبع (1973 ـ 1994) منبثقٌة من أنّ الشخصيات تلك تُشبهه تماماً صوتاً ونبرة وحركة، وسخرية أيضاً، كما يفعل في حياته اليومية. قول هذا لا ينتقص من أي قيمة فنية له في الموسيقى والأغنية وكتابة نصوصها، وفي مسرحياته، خاصة تلك المُنجزة في أعوام الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990) . فالقول واقعٌ معروفٌ، وسبب قلّة تمثيله السينمائي غير واضح نقدياً تماماً، فلعلّ عزوفه عنه منبثقٌ من عدم انجذابه هو إلى الشاشة الكبيرة. أمّا "الاستماع" إلى تلك المسرحيات، عبر أشرطة "كاسيت" تُباع في أمكنةٍ، أو يتمّ الحصول عليها للتمتّع بها في المناطق الشرقية في تلك الفترة، فيؤكّد أنّ هناك إمكانية كبيرة للتفاعل معه باعتباره فناناً له موقف واضح في السياسة والاجتماع والثقافة والمسرح والفن، وشخصاً يُجيد نقل لغة الشارع، أي لغة الناس العاديين، إلى نصوص بالعاميّة تُصبح لازماتٍ أساسية في كلّ حوار بين لبنانيين ولبنانيات، وربما غيرهم أيضاً. والتفاعل المذكور غير مُحتاج إلى براعة تمثيل غير مُشاهَد غالباً، لذا، يغيب أيّ اكتراثٍ بالتمثيل كفنّ، فزياد الرحباني وحده كافٍ لإثارة متعةٍ وضحكٍ غير حاجِبَين تنبّهاً إلى شقاء اليومي، وبؤس العيش في بلدٍ ممزّق، زمن الحرب أولاً، وفترة السلم الأهلي الهشّ والناقص. رغم ذلك، يتوق كثيرون وكثيرات إليه، في أي شكلٍ من أشكال الفنون التي يُتقنها بحِرفية وبراعة وجمال وسحرٍ يصنع (السحر) شغفاً به وبها. يُدرك هؤلاء أنّ الأهم في الرحباني كامنٌ في شخصه ونبرة صوته والكلام الذي يلتقطه من الناس أنفسهم، مُطوّراً لغة الشارع إلى نصٍّ حقيقي وصادق وشفّاف، وأقدر على قراءة راهنٍ، وانتقاد حالة، وتنبيهٍ إلى مسألة. لذا، يغيب التمثيل بصفته فنّاً، لأنّ الرحباني نفسه غير مكترثٍ بفنّ التمثيل، فشخصياته ـ التي يكتبها ثم يؤدّيها بعفوية تمنحها مصداقية أكبر، وواقعيّة أعمق، ونظرة أقدر على رؤية بعض المقبل قبل حدوثه ـ غير مُحتاجة إلى ذاك الفنّ كي تؤرّخ لحظة، وتوثّق انفعالاً، وتكتب، أو ربما تشارك في كتابة فصلٍ أساسي من تاريخ بلد ومجتمع وثقافة وحياة. نجوم وفن التحديثات الحية لبنان يودّع زياد الرحباني.. إلى المحطّة الأخيرة لعلّ ذلك يتأكّد أكثر في غيابه شبه التام عن السينما، التي تشهد، في زمني الحرب المعطّلة والسلم المرتبك، إنتاجاً وفيراً يصبّ في النوعين التجاري وغير التجاري. ابتعاد السينما عنه (أمْ أنّه هو المبتعد عنها؟) ربما يكون دليلاً على فقدان الجاذبية بين الفنان والكاميرا. أو ربما زياد نفسه غير راغبٍ في تمثيل أدوار وشخصيات يكتبها آخرون وأخريات، باستثناء فيلمي "نهلة" (1979) للجزائري فاروق بلوفة، و"طيّارة من ورق" (2003) للّبنانية رندة الشهّال ، إضافة إلى تأديته دور طبيبٍ نفسيّ يُعالِج صحافية "تُعتَقل" في مشفى للاضطرابات النفسية، في "مجنون يحكي" (2013) للّبنانية لينا خوري. لكنّ مشاركته في "نهلة" تقتصر على ظهور قصير، مؤدّياً دور مؤلّف موسيقيّ يُشبهه كثيراً، بينما يمثّل في الثاني دور ضابطٍ إسرائيلي مُكلّف بمراقبة منطقة عبور بين إسرئيل ولبنان، ينتبه إلى هيام جنديّ في فرقته بصبيّة درزية، يُفرض عليها الزواج من قريب لها في الجانب المحتلّ من القرية الدرزية اللبنانية. يصعب التوقّف طويلاً عند دوره في "نهلة"، إذْ يؤدّي شخصيته الحقيقية، أي فنان موسيقيّ، يُمرِّن نهلة (ياسمين خلاط) على أغنية جديدة. لكنّ فيلم بلوفة هذا مُثير للاهتمام بقراءته وقائع من الحرب الأهلية اللبنانية، بعينيّ صحافي جزائري (يوسف السايح) يأتي إلى بيروت ويُراقب أحوالها وأحوال ناسها بعد أعوام قليلة على اندلاع حربها. أهمية "نهلة" تُقابلها أهمية "طيّارة من ورق" في معاينة بصرية لأحوال أناسٍ يعانون احتلالاً وأهواله، ويلتزمون تقاليد متشدّدة في اجتماعهم وعلاقاتهم، من خلال المُراهِقة لميا (فلافيا بشارة). وزياد، بتأديته دور الضابط الإسرائيلي، غير فاقدٍ كلّياً سخريته المعتادة، لكنّ شخصيته تفرض حالات وتفكيراً ومشاعر أخرى. تمثيله هذا كأنّه تمرينٌ على ابتكار شخصية تختلف تماماً عن كلّ شخصياته المسرحية والإذاعية، ما يعني أنّ هناك فسحة له لتغيير مؤقّت. لكنّ هذا غير مانعٍ زياد الرحباني من العمل للسينما، عبر تأليفه الموسيقى التصويرية لـ"نهلة" و"طيّارة من ورق"، كما لـ"عائدٌ إلى حيفا" (1982) للعراقي قاسم حَول، و"وقائع العام المقبل" (1985) للسوري سمير ذكرى، و"بيروت، الفيلم المنزلي الأخير" (1987، مع الموسيقيّ الأميركي ليني مايرز) للأميركية جينيفر فوكس، و"متحضرات" (1989) للشهّال، و"ظلال الصمت" (2006) للسعودي عبد الله المحسن، الذي يبتعد مع حَول وذكرى عن الحرب الأهلية اللبنانية، الحاضرة في الأفلام الأخرى. كأنّ الرحباني الموسيقيّ يختبر سينمائياً كيفية منح كلّ فيلمٍ ما يرغب في إضافته إليه، أي أنْ تكون موسيقاه مرآة أخرى عن تلك الحرب، العاجزة عن دفعه إلى الهجرة، فالحاصل أنّها (الحرب) تجعله يُصرّ على البقاء في بيروت الغربية، مراقباً تدهور أحوالها وأحوال البلد لاحقاً. في موسيقاه التصويرية انعكاس طبيعي لرهافة اشتغاله، المتناقضة مع قسوة العنف البيروتي، والارتباك الفردي للتائه فيها، والخلل الانفعاليّ لذوات وتفكير. كأنّه، بقلّة الأفلام التي يؤلّف موسيقاها، يُشير إلى حيرة له أمام هذا الفن: ابتعادٌ عن التمثيل، ومشاركته في التأليف الموسيقي نوعٌ من تمرين إبداعي آخر.