logo
هم قالوا لا ننسى ولا نغفر ونحن نقول ننسى ونغفر . فمن الذين ينتصر!!

هم قالوا لا ننسى ولا نغفر ونحن نقول ننسى ونغفر . فمن الذين ينتصر!!

معا الاخباريةمنذ 9 ساعات
في أسوأ الاحتمالات ان تبقى حكومة نتانياهو ويبقى المتطرفون العنصريون في الحكم حتى موعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة ، وهذا لا يغير في النتائج الاستراتيجية شيئا .
ان مواصلة نتانياهو وشركاؤه المتطرفين التدمير والقتل في غزة وفي الضفة الغربية لسنة أخرى لن تجعل إسرائيل افضل ولا اقوى ولا اكثر امانا ولا اوسع قبولا ، وانما ستدفع إسرائيل لابتلاع نتيجة نهائية لم تكن ترغب في مواجهتها . والنتيجة هي ان حل القضية الفلسطينية لا يمكن ان يكون عسكريا ولا امنيا وانما حل عادل ومقبول سياسيا واخلاقيا ودوليا بحسب الشرعة الدولية . وكلما عاندت إسرائيل والمتطرفين الأمريكيين لهذه الفكرة كلما كان الامر موجعا أكثر.
في أسوأ الاحتمالات ان الرئيس الأمريكي يواصل ضعفه الكامل واستباحته امام نتانياهو وجماعته ، وفي أسوأ الحالات انه مسلوب الإرادة وانكشف امام العالم كله انه ليس صاحب قرار سياسي رشيد وانما بات مهرجا حكواتيا تندرج قراراته في باب التسالي والطرائف امام رجال السياسة العميقة في العالم . وهذا سيؤدي لاحقا الى كوارث سياسية واقتصادية واخلاقية وحضارية على المشروع الأمريكي كله .
قد لا تبدو النتائج التي ذكرناها واضحة الان بسبب قسوة المشهد ، وقد يبدو ان الامر يطول كثيرا . لكن الحقيقة التاريخية الثابتة ان العالم فقد توازنه وان التطرف يبرهن من خلال تاريخ مئات السنين الماضية انه لم يساهم في بناء قوة حضارات بل ساهم في تدميرها . وتجارب الشعوب والأمم تشهد على ذلك .
في أسوأ الاحتمالات ان الأنظمة العربية ضعيفة ومستضعفة ، وان الشعوب العربية فقدت الرشد السياسي ، وان النخب العربية خضعت طوال عشرات السنين للقمع والسيطرة والتهجير ، وكانت خطة معدة سلفا لمنع علماء الاجتماع العرب ( وظيفتهم البحث عن حلول لمشاكل المجتمعات العربية ) من التفكير وتوظيفهم في منظمات غير حكومية للسيطرة على أفكارهم او توظيفهم في وظائف خدماتية رخيصة لإحباطهم . لكن التقدم التكنولوجية والتواصل الاجتماع عاد مرة أخرى ليسمح بحرية التفاعل والتأثير ما خلق نخب راقية مؤثرة جديدة قادرة على التغيير بسهولة وعرض الأفكار الضارية الجديدة والانفتاح وبأقل خسائر .
اثبتت الحرب الأخيرة ان المجتمع الفلسطيني الصغير من اقوى واصلب المجتمعات العربية حفاظا على الهوية القومية والبحث عن التحرر .
لا يزال المجتمع الفلسطيني يرى نفسه جزء لا يتجزأ من المجتمعات الإنسانية الحضارية في العلوم وفي العمل وفي البحث العلمي .
يكتب العنصريون عبارة : لا ننسى ولا نغفر .. والمقصود انهم لا ينسون ولا يغفرون ما فعلت أوروبا والرجل الأبيض بهم .
اما نحن فنعتبر ان النسيان نعمة ، وان الغفران صفة حسنة من صفات الله سبحانه وتعالى ، فننسى ونغفر ولا نبني دولة على الأحقاد بل على الامل والحرية والانعتاق من مفاهيم الإبادة والكراهية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هم قالوا لا ننسى ولا نغفر ونحن نقول ننسى ونغفر . فمن الذين ينتصر!!
هم قالوا لا ننسى ولا نغفر ونحن نقول ننسى ونغفر . فمن الذين ينتصر!!

معا الاخبارية

timeمنذ 9 ساعات

  • معا الاخبارية

هم قالوا لا ننسى ولا نغفر ونحن نقول ننسى ونغفر . فمن الذين ينتصر!!

في أسوأ الاحتمالات ان تبقى حكومة نتانياهو ويبقى المتطرفون العنصريون في الحكم حتى موعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة ، وهذا لا يغير في النتائج الاستراتيجية شيئا . ان مواصلة نتانياهو وشركاؤه المتطرفين التدمير والقتل في غزة وفي الضفة الغربية لسنة أخرى لن تجعل إسرائيل افضل ولا اقوى ولا اكثر امانا ولا اوسع قبولا ، وانما ستدفع إسرائيل لابتلاع نتيجة نهائية لم تكن ترغب في مواجهتها . والنتيجة هي ان حل القضية الفلسطينية لا يمكن ان يكون عسكريا ولا امنيا وانما حل عادل ومقبول سياسيا واخلاقيا ودوليا بحسب الشرعة الدولية . وكلما عاندت إسرائيل والمتطرفين الأمريكيين لهذه الفكرة كلما كان الامر موجعا أكثر. في أسوأ الاحتمالات ان الرئيس الأمريكي يواصل ضعفه الكامل واستباحته امام نتانياهو وجماعته ، وفي أسوأ الحالات انه مسلوب الإرادة وانكشف امام العالم كله انه ليس صاحب قرار سياسي رشيد وانما بات مهرجا حكواتيا تندرج قراراته في باب التسالي والطرائف امام رجال السياسة العميقة في العالم . وهذا سيؤدي لاحقا الى كوارث سياسية واقتصادية واخلاقية وحضارية على المشروع الأمريكي كله . قد لا تبدو النتائج التي ذكرناها واضحة الان بسبب قسوة المشهد ، وقد يبدو ان الامر يطول كثيرا . لكن الحقيقة التاريخية الثابتة ان العالم فقد توازنه وان التطرف يبرهن من خلال تاريخ مئات السنين الماضية انه لم يساهم في بناء قوة حضارات بل ساهم في تدميرها . وتجارب الشعوب والأمم تشهد على ذلك . في أسوأ الاحتمالات ان الأنظمة العربية ضعيفة ومستضعفة ، وان الشعوب العربية فقدت الرشد السياسي ، وان النخب العربية خضعت طوال عشرات السنين للقمع والسيطرة والتهجير ، وكانت خطة معدة سلفا لمنع علماء الاجتماع العرب ( وظيفتهم البحث عن حلول لمشاكل المجتمعات العربية ) من التفكير وتوظيفهم في منظمات غير حكومية للسيطرة على أفكارهم او توظيفهم في وظائف خدماتية رخيصة لإحباطهم . لكن التقدم التكنولوجية والتواصل الاجتماع عاد مرة أخرى ليسمح بحرية التفاعل والتأثير ما خلق نخب راقية مؤثرة جديدة قادرة على التغيير بسهولة وعرض الأفكار الضارية الجديدة والانفتاح وبأقل خسائر . اثبتت الحرب الأخيرة ان المجتمع الفلسطيني الصغير من اقوى واصلب المجتمعات العربية حفاظا على الهوية القومية والبحث عن التحرر . لا يزال المجتمع الفلسطيني يرى نفسه جزء لا يتجزأ من المجتمعات الإنسانية الحضارية في العلوم وفي العمل وفي البحث العلمي . يكتب العنصريون عبارة : لا ننسى ولا نغفر .. والمقصود انهم لا ينسون ولا يغفرون ما فعلت أوروبا والرجل الأبيض بهم . اما نحن فنعتبر ان النسيان نعمة ، وان الغفران صفة حسنة من صفات الله سبحانه وتعالى ، فننسى ونغفر ولا نبني دولة على الأحقاد بل على الامل والحرية والانعتاق من مفاهيم الإبادة والكراهية.

هنية.. حارس الوصايا الثقيلة للياسين والرنتيسي
هنية.. حارس الوصايا الثقيلة للياسين والرنتيسي

فلسطين أون لاين

timeمنذ 14 ساعات

  • فلسطين أون لاين

هنية.. حارس الوصايا الثقيلة للياسين والرنتيسي

كنتُ في سنتي الثالثة بالجامعة الإسلامية حين دوّى الخبر الذي هزّ غزة: اغتيال الشيخ أحمد ياسين أثناء عودته من صلاة الفجر، ذلك الصباح لم يكن كأي صباح؛ المدينة كانت تمشي مثقلة بالصدمة، والقلوب تعرف أن مرحلة جديدة بدأت بدم الشيخ المؤسس. نظّمت الجامعة الإسلامية بغزة تأبين يليق بمقامه، واحتشدنا في ملعبها الكبير، نتنقّل بين صور الشيخ ولافتات العزاء، نبحث عن عزاءٍ في وجوه بعضنا، كان المشهد أكبر منّا جميعاً، وفي تلك اللحظة كنا ننتظر الكلمة المزلزلة للرئيس الجديد لحماس، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وقد اعتلى المنصة بصفته الخليفة المباشر للياسين. من يعرف الرنتيسي يعرف صوته الهدّار وخطاباته الرنانة، لكن تلك اللحظة كانت مختلفة؛ كان يقف على منصة الشهادة، يحمِل إرث الياسين ويخاطب شعباً تحت النار، وحين دوّى صوته كالأسد الهصور، جاءنا بوعد ووصية ووعيد :"لو رحل الرنتيسي والزهار وهنية ونزار ريان والجميع… والله لن نزداد إلا لحمةً وحبّاً، نحن الذين تعانقت أيادينا على الزناد في الدنيا، وغداً ستتعانق أرواحنا في رحاب الله". تلك الكلمات حفرت نفسها في ذاكرتي كما لو كانت عهداً شخصيّاً، وأنا أقف بين الجموع، أستشعر رهبة اللحظة وحرارة الوصية، فلم يكن ذلك تأبيناً عادياً، بل كان إعلاناً بأن المقاومة تورث دمها ووصاياها قبل أن تورث مواقعها. لم تمر سوى خمسة وعشرين يوماً على ذلك المشهد المهيب في ملعب الجامعة، حتى تكررت الفاجعة على نحو يوجع الذاكرة؛ خبر عاجل يقتحم البيوت ويثقب القلوب: استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في قصف صهيوني استهدف سيارته في شوارع غزة، وعادت أقدامنا إلى نفس الملعب، إلى نفس المنصة التي لم تُنزَل منذ تأبين الشيخ الياسين، أتذكر أنني دخلت حرم الجامعة بخطوات ثقيلة، وبين جدرانها علّقت عشرات الصور للرنتيسي، وفور أن وقعت عيني على إحداها، وجدتني أقف في جمودٍ عجيب؛ كأن الصورة تتنفس، وقطرات العرق تلمع على جبينه، وأنفاسه تتسارع بعد رحلة شاقة من الجهاد، كانت لحظة اختلط فيها وجع الفقد بشرف الانتماء، وأدركت أن قيادة حماس تكتب فصولها بالحبر الأحمر وحده. لم تُعلن الحركة عن قائدها الجديد في ذلك الوقت؛ كانت تعلم أنّ رصاص الاحتلال يطارد الأسماء كما يطارد الظلال، ولكننا كنّا نرى في الميدان أن الوصايا حيّة، والقيادة لم تغب، وإن توارت خلف السرية الثقيلة، ذلك الفراغ لم يكن فراغاً حقيقياً، بل كان فراغ الصدمة الذي سرعان ما ملأته عزيمة الميدان وهدوء القيادة التي تُعيد ترتيب الصفوف بعيداً عن الأضواء. منذ تلك اللحظات، تبلورت أمام أعيننا مدرسة القيادة الممهورة بالدم؛ قيادة تعرف أن موقعها على لائحة الاغتيال ليس نهاية، بل بداية لمرحلة جديدة من المقاومة، ومن بين تلك الظلال كان يلمع اسم إسماعيل هنية، الذي لم يعلن قائداً رسمياً يومها، لكنه صار في وعي الميدان حارس الوصايا الثقيلة ووارث طريق الشهداء. بينما كانت غزة تلملم جراحها بعد رحيل الرنتيسي، كانت القيادة تتنفس خلف ستار السرية، فلم يكن اسم إسماعيل هنية يعلَن رسمياً يومها، لكننا كنّا نراه بين الصفوف والمنابر والميدان، قائداً صامتاً في زمن الضجيج، يحرس خط النار ويمسك بخيوط الداخل والخارج بحذرٍ وصبرٍ طويل. أتذكّر مرة سمعت فيها صوته في مهرجان جماهيري بعد الاغتيالات الكبرى؛ كنت أقف بين الحشود، أستعيد رهبة منصة التأبين، فإذا بصوته يخرج هادراً حازماً، يرسل رسالةً بحجم التاريخ: "لن نعترف بإسرائيل"، فلم يكن تصريحاً عابراً، بل طلقة سياسية خرقت معادلات المنطقة، رسالة إلى العواصم البعيدة قبل أن تكون تهديداً للعدو القريب، ويومها شعرت أنّني أقف على عتبة لحظة نادرة، لحظة ترى فيها قائداً يترجم الوصايا إلى سياسة، والسياسة إلى رصاص محتمل. لم يكن إسماعيل هنية قائداً تقليدياً يرفع صوته في كل موقف أو يلهث وراء الأضواء، بل كان مزيجاً فريداً من الهدوء العلني والحركة الخفية، كان يطلّ على الجماهير بابتسامة ثابتة ونبرة متزنة، بينما تُدار خلف الستار حسابات دقيقة تُوازن بين أعباء الميدان وتعقيدات السياسة، هذا المزاج الهادئ لم يكن استكانة، بل كان غطاءً لصلابة لا تنكسر؛ إذ جمع بين رجل المنبر الذي يعرف كيف يخاطب شعباً تحت النار، ورجل الميدان الذي لا يسمح للكلمة أن تُفصل عن دماء الشهداء، ومن بين حصارٍ خانق أراد أن يخنق غزة، صنع مساحةً جديدة للمناورة، حوّل فيها الضيق إلى رافعة نفوذ إقليمي، حتى غدت غزة – رغم نزيفها – مركز ثقل يُعيد رسم إيقاع الاشتباك مع الاحتلال، في شخصيته اجتمع ما كان يظنه البعض متناقضاً: اللين في الهيئة، والصلابة في الموقف؛ الصمت في العلن، والجرأة في القرار؛ حتى صار نموذجاً لمدرسة قيادة تُبنى على رصانة الكلمة وصلابة البندقية في آن واحد. كنت أشعر، وأنا أرى هنية على المنصة أو أتابع تصريحاته، أنني أمام قائد يعرف أن المعركة أطول من أعمار القادة، كان قائدٌ يربّي جنوده على قاعدةٍ واحدة: "إن رحلنا، فالوصايا على أكتافكم، والبنادق على الزناد"، ولذلك صارت قيادة هنية جسراً بين دماء الياسين والرنتيسي واستمرارية الميدان، مدرسةً توازن بين الرصاص والكلمة، السرية والعلنية، الحصار والمناورة. مرت السنوات، وكبرت غزة على الجراح، لكنّ صورة ذلك الشاب القائد الذي كان يقف على المنصات بهدوئه المهيب لم تفارق ذاكرتي، كلما تابعت مشاهد الميدان، شعرت أن هنية لم يكن مجرد قائد مرحلة، بل حلقة حيّة في سلسلة مقاومة لا تنكسر، في كل اغتيالٍ جديد لقائدٍ من قادة القسام، كانت وصايا الياسين والرنتيسي تعود حارّة كما سمعناها أول مرة، وكنت أراقب هذا التكرار الموجع بفخرٍ وحزنٍ معاً: رحيل الأجساد لا يوقف سيرة المقاومة، بل يضاعف حضورها، حتى حين يغيب القائد، تبقى كلماته على المنصة تسكن أذن الميدان وتعيد توجيه البوصلة. رحيل هنية لم يُغلق صفحة من صفحات المقاومة، بل فتح باباً أوسع لخلودها، فقد ترك خلفه ما هو أثبت من موقعٍ تنظيمي أو لقب سياسي؛ ترك مدرسةً قائمة على وصايا الدم، حيث تتحول كلمات المنصة إلى عقيدة يومية، ويصير الخطاب الجماهيري جزءً من عدّة المقاتل في الميدان، ولم يكن خلوده في صورته أو في اسمه فحسب، بل في قدرته على أن يجعل من كل جولة مواجهة امتداداً طبيعياً لمسيرة الياسين والرنتيسي، وحتى بعد غيابه ظلّت غزة تتصرّف كما لو أنه حاضر بين صفوفها، تُقاتل وتفاوض، وفق القاعدة التي أرساها: أن القيادة زائلة، لكن المقاومة باقية، ومن هنا صار اسم هنية ليس مجرد فصل في كتاب المقاومة، بل خيطاً ناظماُ يربط دماء المؤسسين بالرصاصة التي لا تزال تخرج من غزة حتى اليوم. مدرسة هنية صنعت خلود السيرة المقاومة في ثلاثة أبعاد:  استمرارية الميدان: البنادق لم تصمت يوماً، بل ازدادت تنظيماً وانضباطاً.  ذاكرة المنصة: خطاباته حملت وصايا الدم وربطت المقاتل بالجمهور، والسياسة بالرصاص.  إعادة إنتاج المقاومة: كل اغتيالٍ كان إعلان ولادة لمرحلةٍ أشد صلابة. وأنا أستعيد تلك اللحظات من سنوات الجامعة، أدرك أنّ هنية ترك خلفه ما هو أعظم من اسمه: ترك مدرسة قيادة لا تُقاس بعدد التصريحات أو صور المهرجانات، بل بعدد البنادق التي واصلت إطلاق النار بعد رحيله، وفي آخر مرة وقفت فيها أمام صورة شهيدٍ في حرم الجامعة الإسلامية، شعرت أن المكان نفسه صار محراباً للذاكرة؛ صور القادة تراقبنا، وعيونهم كأنها تقول: أكملوا الطريق. برحيل إسماعيل هنية، لم تخسر المقاومة قائداً بقدر ما رسّخت معادلة البقاء بعد الغياب، لقد أثبت أن المشروع المقاوم لا يُختزل في الأفراد مهما كانت رموزيتهم، بل يقوم على منظومة تعيد إنتاج نفسها بالدم والتجربة، ترك هنية وراءه ما هو أبعد من الوصايا؛ ترك بنية صلبة تجعل الفراغ مستحيلاً والانكسار وهماً، وحوّل غياب القائد من تهديد إلى فرصة لتجديد القيادة وتحصين الميدان. لقد أعاد هنية تعريف وظيفة القيادة في زمن الاحتلال: ليست إدارة اللحظة فحسب، بل هندسة الوعي الجمعي على أن المقاومة قدر لا يُلغى باغتيال ولا يُكسر بحصار، ولهذا، فإن كل صاروخ ينطلق من غزة لا يحمل فقط دوي الحديد والنار، بل يوقّع باسم مدرسة كاملة من القادة الذين أثبتوا أن موتهم لا يعني نهاية المعركة، بل بدايتها المتجددة. إن الأرض التي أنجبت الياسين والرنتيسي وهنية تعرف جيداً معادلتها الوجودية: يمضي القادة بأجسادهم، وتبقى المقاومة هي القائد الحقيقي، ويبقى مشروعهم أعند من الصواريخ التي أطلقوها، ورسّخ هنية بدمه أنّ اغتياله لم ينهِ المعركة، بل ثبّت القاعدة بأنّ كل اغتيال هو ولادة جديدة للمقاومة. المصدر / فلسطين أون لاين

فتاوى العمائم الإسفنجية ، من بناه؟ آدم؟ يعقوب ؟ أم شيخ تيك توك؟! (عن تاريخٍ يُذبح بلحية … ويُدافع عنه مؤرخ ) بقلم : د. وليد العريض
فتاوى العمائم الإسفنجية ، من بناه؟ آدم؟ يعقوب ؟ أم شيخ تيك توك؟! (عن تاريخٍ يُذبح بلحية … ويُدافع عنه مؤرخ ) بقلم : د. وليد العريض

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 2 أيام

  • شبكة أنباء شفا

فتاوى العمائم الإسفنجية ، من بناه؟ آدم؟ يعقوب ؟ أم شيخ تيك توك؟! (عن تاريخٍ يُذبح بلحية … ويُدافع عنه مؤرخ ) بقلم : د. وليد العريض

فتاوى العمائم الإسفنجية: من بناه؟ آدم ؟ يعقوب ؟ أم شيخ تيك توك؟! (عن تاريخٍ يُذبح بلحية… ويُدافع عنه مؤرخ) بقلم : د. وليد العريض في زمن المفارقة يُسأل المؤرخ عن المسجد الأقصى فيُتهم بأنه 'يتدخل في غير تخصصه'، ويُسأل من لم يقرأ كتابًا في التاريخ أو الأركيولوجيا فيقول بثقة: آدم بناه وآخر يرفع حاجبه الورع قائلًا: لا يعلم من بناه إلا الله وثالث – وهو شيخ شهير من كلية محاسبة – يؤكد أنه سليمان لأنه قرأها في الهامش! هذه ليست نكتة، بل فتاوى حيّة شاهدها الناس على يوتيوب بصوت مشايخ من أمثال محمد حسان وعثمان الخميس وغيرهم، يفتون في الأركيولوجيا كما لو كانت فرعًا من فقه الطهارة. عن أي قدسية نتحدث؟ المسجد الأقصى في العقيدة الإسلامية ليس قدسيًا لأنه بُني بيد 'آدم' أو 'سليمان'، بل لأنه: القبلة الأولى، موقع المعراج ومعراج المعنى، موضع اجتماع الأنبياء وصلاتهم خلف خاتمهم، صلى الله عليه وسلم لأن الله بارك حوله، لا لأن الحاخامات أو شيوخ تيك توك باركوا أساساته. 'سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى…' قالها القرآن ولم يحدّد من بناه، لأن البناء هنا ليس حجارة، بل مكانة وليس ترابًا، بل سُلَّمًا بين الأرض والسماء. لكن، فلنتكلم عن الحجارة وعن الحفريات! منذ احتلال القدس عام 1967، جنّد الصهاينة أكثر من 100 بعثة أثرية وفتحوا أنفاقًا عميقة تحت المسجد الأقصى واهتزّت كل ذرة تراب تحته ونسفوا كل حجر يمكن أن يختبئ فيه 'أثر هيكل سليمان' كما يزعمون. فماذا وجدوا؟ لا شيء!لا أثر لهيكل ولا نقش، ولا حجر ولا حتى مسمار خشبي! عادوا كما عاد الذئب إلى يعقوب… بخفيّ هيكلٍ لم يكن له وجود! ما يقوله العلماء الحقيقيون: إسرائيل فنكلشتاين – رئيس قسم الآثار بجامعة تل أبيب – يقول في كتابه الشهير The Bible Unearthed (التوراة المنقّبة): 'لم يُعثر على أي أثر ملموس لهيكل سليمان، لا في القدس ولا في أي مكان آخر بفلسطين الأدلة الأثرية لا تدعم الرواية التوراتية.' شلومو ساند – أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب في كتابه اختراع الشعب اليهودي: 'الهيكل الذي تتحدث عنه التوراة ليس حقيقة تاريخية، بل نتاج خيال قومي كتبه كهنة المنفى البابلي…' إيلان بابيه – المؤرخ الإسرائيلي المنشق، في كتابه التطهير العرقي في فلسطين: 'الرواية التوراتية صيغت لاحقًا لتبرير الاحتلال والسيطرة ولم تكن أبدًا وصفًا تاريخيًا لما كان.' كيث وايتلام – أستاذ الدراسات الدينية بجامعة ستيرلينغ – في كتابه اختراع إسرائيل القديمة: 'التاريخ التوراتي ليس تاريخًا بل أسطورة لاهوتية ولم يُثبت أبدًا على الأرض أي مما تزعم التوراة.' أيها الشيوخ المتورّطون حين تقولون إن 'سليمان هو من بنى الأقصى' فأنتم لا تكرّمونه، بل تعيدون صياغة الرواية الصهيونية بعمامة سنية. حين تصرّون على أن البناء كان في عصر آدم فأنتم تهربون من العلم إلى الخرافة، لتمنحوا رواية الهيكل ما لم تستطع الحفريات إثباته. وحين تصمتون أمام نتائج قرنين من التنقيب فأنتم تُديرون ظهوركم للتاريخ وتفتحون أحضانكم للتزوير. إلى الذين قالوا لنا خليك في تخصصك. أنا مؤرخ. أعرف كيف يُكذب النص حين يُفصل عن ترابه. أنا لا أتحدث عن فتوى، بل عن أرض تم التنقيب فيها حجرًا حجرًا ولم تنطق بأي حرف توراتي. أما أنتم فتهرعون للتبرير وتبنون فوق الوهم مساجد من ظنّ، لا من يقين. وختاما من تراب القدس الأقصى لا يحتاج أن نعلم من بناه،بل يحتاج أن نمنع من يهدّ أسسه الروحية باسم الفتوى.هو مسجد باركه الله، لا لأنه توراتي، بل لأنه قرآني.ولأن من دخل فيه صلى لا من حفَر تحته بحثًا عن 'رخصة سماوية للاحتلال'. كفى تزويرًا بعمامة كفى خيانة باسم العلم الشرعيكفى سكوتًا باسم الأدب مع المشايخ فالساكت عن التاريخ شيطان آخرس. د. وليد العريضمؤرخ و أديب و شاعر وكاتب صحفي تموز / يوليو 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store