
شجار على الهواء بين صحافية فرنسية ومتظاهر خلال تجمع من أجل سفينة 'مادلين'- (فيديو)
مظاهرة للاحتجاج على استيلاء إسرائيل على مادلين في ساحة الجمهورية في باريس، 9 يونيو 2025. رويترز
باريس- 'القدس العربي': خلال تجمع احتجاجي ضد 'قرصنة' إسرائيل للسفينة 'مادلين'، التي على متنها 12 ناشطًا وناشطة، بينهم السويدية غريتا تونبرغ وستة فرنسيين، في مهمة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، تعرضت صحافية في قناة 'فرانس إنفو' للاعتداء أثناء تغطيتها المباشرة من ساحة الجمهورية، حيث كانت تُقام مظاهرة دعم لأعضاء طاقم 'أسطول الحرية'.
وبينما كانت وسط الحشود تنقل مباشرة فعاليات المظاهرة، قاطعها رجل وأهانها بوصفها بـ'الفاشية'. وقد دانت إدارة 'فرانس إنفو'، التي تعمل بها الصحافية، الحادث وقررت 'سحب الفريق من الميدان'.
#FranceInfo en direct #FlotilleDeLaLiberté journaliste France info vs manifestant LFI
Rassemblement place de la république pour Rima Hassan #PlacedelaRepublique pic.twitter.com/n4xlSRFIIA
— Aserty (@Aserty5838561) June 9, 2025
هتف المتظاهر، الذي ظهر بوضوح في كاميرا القناة الإخبارية، قائلاً: 'فرانس إنفو تنشر الأكاذيب'. وعندما واصل مضايقتها، حاولت الصحافية إبعاده، إلا أنه جذبها بعنف من ذراعها، ما منعها من إكمال عملها وقطع بثها. وقد سُمع صوتها خارج الكادر وهي تصرخ: 'لكن هل هذا معقول؟!'. وقالت مقدمة الأخبار في الاستوديو بعد ذلك: 'انتبهي لنفسك'، ووصفت المشهد بأنه 'صورة مقلقة بعض الشيء'.
الصحافية في حالة 'صدمة'
ويطرح هذا الحادث مسألة تعميم نشر عناصر أمنية لمرافقة الصحافيين خلال أداء مهامهم.
أما رينو برنار، ممثل نقابة 'فورس أوفريير' في تلفزيون فرنسا، فقد اعتبر أن هذا الحادث يكشف عن 'حالة من الهستيريا في النقاش العام حول مواضيع مثل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، والدين، والعلمانية، أو الضرائب. وهذه الحالة يغذيها الإعلام الإخباري المستمر'.
وأضاف رئيس التحرير السابق في 'فرانس إنفو': 'بعد أشهر من الاتهامات بأن الإعلام العمومي يعج بالناشطين اليساريين، فهذه أول مرة يتم وصفنا بالفاشيين'.
وكانت حركة 'فرنسا الأبية' قد دعت إلى تجمع في باريس، يوم الإثنين، دعمًا للنائبة الأوروبية عن الحركة، ريما حسن، ولـ11 عضوًا آخرين من 'أسطول الحرية'، الذين تم اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي في الليل.
وكان هذا القارب الإنساني قد انطلق من إيطاليا في الأول من يونيو، بهدف 'كسر الحصار الإسرائيلي' المفروض على قطاع غزة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
تظاهرة في باريس دعما لغزة وللمطالبة بالإفراج عن نشطاء سفينة "مادلين"
تجمع مئات الأشخاص، مساء أمس الثلاثاء، في باريس للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين والمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى الإفراج عن ناشطين كانوا على متن سفينة " مادلين " واحتجزتهم إسرائيل في المياه الإقليمية الدولية أثناء نقلهم مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني. وخلال هذه التظاهرة في ساحة لا ريبوبليك في العاصمة الفرنسية، ارتدى المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب، الكوفيات ولوّحوا بالعلم الفلسطيني، وهتفوا شعارات متعددة بينها "دعوا الشاحنات تمر!"، و"إسرائيل تقتل، و(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون متواطئ". كذلك، هتف المتظاهرون "ريما، ريما، باريس معكِ!"، في إشارة إلى عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن عن حزب " فرنسا الأبية " اليساري الراديكالي، والتي اعتقلتها السلطات الإسرائيلية الاثنين مع أحد عشر ناشطا آخرين على متن سفينة "مادلين". وشارك في التظاهرة عدد من الأعضاء البارزين في حزبها، مثل النائبة في البرلمان الأوروبي مانون أوبري والنائبة كليمانس غيتيه. وقالت فتيحة فاضل، وهي متقاعدة فرنسية مغربية تبلغ 67 عاما شاركت في المسيرة، لوكالة فرانس برس "اليوم، نرى أن القانون الدولي قد دُفن في غزة (...) من أجل البشرية جمعاء، يجب أن ينتهي ذلك". أخبار التحديثات الحية احتجاجات في إيطاليا تنديدا باختطاف إسرائيل لسفينة "مادلين" من بين الناشطين الاثني عشر الذين اعتُقلوا أول من أمس الاثنين، غادر ثلاثة فرنسيين والمواطنة السويدية غريتا تونبرغ ومواطن برازيلي، إسرائيل، أمس الثلاثاء، بعد توقيع أوراق تُجيز طردهم. أما الآخرون، ومن بينهم ريما حسن، فرفضوا التوقيع على الوثيقة وسيمثلون أمام السلطات القضائية الإسرائيلية. وأثار إنهاء إسرائيل رحلة سفينة "مادلين" غضباً دولياً، حيث ندد نشطاء حقوقيون وبرلمانيون باعتراض جيشها السفينة المحملة بمساعدات إنسانية قبيل بلوغها وجهتها النهائية على بعد كيلومترات من شواطئ القطاع، واختطاف طاقمها. وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية مكثفة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهرا. وقد خلفت الغارات اليومية دمارا هائلا في غزة، حيث يواجه السكان خطر المجاعة بسبب الحصار والقيود الصارمة على المساعدات الإنسانية، وفق الأمم المتحدة. ومارست إسرائيل القرصنة تجاه السفينة "مادلين" حين كانت تبحر في المياه الدولية، حيث حاصرتها بزوارق، وظهر الجنود في بث مباشر وهم يأمرون المتضامنين برفع أيديهم. وتأتي عملية القرصنة بعد تحذيرات إسرائيلية باعتبار إبحار السفينة "محاولة غير قانونية" لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، وفق ما زعم بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع. (فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 11 ساعات
- العربي الجديد
مُرحّل من طاقم سفينة "مادلين" يروي تفاصيل الاختطاف على يد إسرائيل
كشف الصحافي الفرنسي (من أصل مصري) عمر فياض، الذي كان ضمن طاقم سفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية ، عن جانب مما تعرّض له رفقة باقي النشطاء من تضييق ومعاملة سيئة خلال الساعات التي تلت قرصنة قوات الاحتلال الإسرائيلي سفينتهم بينما كانت تبحر باتجاه شواطئ قطاع غزة لكسر الحصار عنه. وقال فياض في مقابلة مصورة مع "العربي الجديد" في مطار شارل ديغول بباريس بعد ترحيله إنّ قوات الاحتلال بدأت باقتحام سفينة "مادلين" بشكل سريع جداً، مشدداً على أنّ عملية الاقتحام جرت في المياه الإقليمية الدولية ليبدأ بعد ذلك التضييق الإسرائيلي عليهم وسوء المعاملة. وبخصوص موقع قرصنة السفينة أوضح فياض أنه "لذلك يكرر كثير من المتطوعين بالرحلة أنه جرى اختطافهم، وليس احتجازهم. تم اختطافهم من المياه الإقليمية الدولية، وسحبهم إلى المياه الإسرائيلية في ذلك الحين"، مشيراً إلى أن النقطة التي صعدت فيها قوات الاحتلال على متن السفينة "مادلين" كانت تبعد بما يزيد عن 100 ميل عن قطاع غزة، ومؤكداً أن "هذا يثبت أن القارب كان في مسار قانوني داخل المياه الإقليمية الدولية". وتابع فياض: "بعد سيطرتهم على القارب سحبوه وقادوه لمدة تزيد عن 12 ساعة تقريباً. ولما وصلوا إلى ميناء أسدود لفوا وداروا وعادوا. لا نعلم لماذا. ربما لإبعاد الصحافيين من المكان أو للتشويش على المحامين. لا نعلم لماذا. لم يرسوا مباشرة بالقارب في ميناء أسدود. أمضينا قرابة ثماني ساعات بميناء أسدود. وهناك بدأوا في استجواب الأشخاص الثلاثة الرئيسيين على متن القارب، من لهم التأثير الأكبر، (النائبة بالبرلمان الأوروبي) ريما حسن و(الناشطة في مجال المناخ) غريتا تونبرغ ، و(الناشط البرازيلي) تياغو أفيلا". #فيديو | فور وصوله إلى مطار شارل ديغول.. الصحافي عمر فياض يروي لـ "العربي الجديد" تفاصيل احتجازه في إسرائيل مع نشطاء سفينة "مادلين" — العربي الجديد (@alaraby_ar) June 10, 2025 وقال ضمن المقابلة مع "العربي الجديد" إنّ الإسرائيليين "أخذوا هؤلاء الثلاثة في البداية وبدأوا التحقيقات معهم، وتفتيش كل جزء في أجسادنا، وكل ما بحوزتنا. بعد ذلك بدأوا يسحبوننا إلى السيارات"، قبل نقلهم إلى مكان احتجاز في المطار، الذي قال إنه لا يستطيع التذكر إن كان بن غوريون في تل أبيب أم مطارا آخر. وأوضح أنه في مكان الاحتجاز الأول حاولوا إرغام النشطاء على التوقيع على ورقة فيها تعهد بعدم العودة مرة أخرى إلى الأراضي الإسرائيلية. وذكر بهذا الخصوص: "أزعجت هذه الورقة عدداً من النشطاء، خاصة أن الأمر يأتي في إطار الإرغام، وأنهم لم يرتكبوا أي ذنب ولم يكونوا في الأساس يتجهون إلى إسرائيل، بل إلى قطاع غزة المحاصر بشكل غير قانوني". تقارير دولية التحديثات الحية قرصنة "مادلين": تفاصيل احتجاز وترحيل الناشطين والخطوات المرتقبة وقال فياض كذلك: "إذا وقعوا تلك الورقة فذلك يثبت أنهم ذهبوا إلى إسرائيل بإرادتهم، ولذلك رفضوا التوقيع عليها"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي مارس عليهم الضغط النفسي بطرق عديدة، مثل استخدام أصوات عالية، والتشويش على النشطاء عبر نقلهم بين غرف الاحتجاز من حين لآخر وبشكل عشوائي. ولفت إلى أنّ النشطاء أمضوا تقريباً في مكان الاحتجاز الأول نحو 10 ساعات أو أكثر، مشيراً إلى أنّ "المدة الزمنية كانت طويلة وكان يصعب معرفة التوقيت لأنه لم تكن لدينا ساعات وحتى لدى سؤال قوات الاحتلال عن التوقيت كانوا يرفضون الرد". وكشف أنه وقعّ بالإضافة إلى الطبيب أندريه باتيست وغريتا تونبرغ على تلك الورقة، ليتم بعدها عزلهم لوحدهم في غرفة أخرى. بعدها قال فياض إنّ المسؤولين عن اختطافهم أحضروا للناشطين بعض الطعام والماء في تلك الغرفة، التي مكثوا فيها لمدة طويلة، لعدة ساعات. وأكد تعرّض المختطفين للتضييق حتى بعد ذلك، موضحاً أنّ الناشطة تونبرغ حينما كانت تحاول أن تنام مستندة برأسها إلى الحائط كانت تأتي قوات الاحتلال وتردد بصوت عال باللغة الإنكليزية "غريتا. لا تنامي". وأضاف أنّ ذلك "سبّب لها حالة شديدة من الإرهاق والدوار، وهذا اتضح عليها حينما بدأت تتحرك لكي ينقلوها إلى مكان آخر لوحدها. لم تكن قادرة على المشي في تلك اللحظة. كانت متعبة ومرهقة جداً". الصحافي #عمر_فياض لـ "العربي الجديد": الناشطة #غريتا_تونبرغ تعرضت أثناء الاحتجاز لمضايقات نفسية واستفزاز وحرمت من النوم — العربي الجديد (@alaraby_ar) June 10, 2025 ولفت فياض إلى أنّ الإسرائيليين "كانوا يحاولون استفزازها (تونبرغ) بحكم صغر سنها (22 عاماً). كانت إحدى المجندات التابعة للشرطة تدخل من حين لآخر إلى الغرفة وتشغل على هاتفها موسيقى للأطفال، وترقص في الغرفة أمامها لكي تحرمها من النوم"، كشكل من المضايقة النفسية. وتابع: "نقلوني أنا والطبيب باتيست بعد ذلك إلى غرفة جديدة. وقع على تلك الورقة حتى يعود إلى أهله وأسرته لأننا واجهنا التهديد بأنه في حال عدم التوقيع فسنواجه المساءلة القانونية وستجري محاكمتنا في تل أبيب. أردنا تجنب هذا السيناريو بما أننا تعرضنا للاختطاف وتعرضنا لمعاملة سيئة. فما بالك بما سيجري في حال نقلوا ملفنا إلى القضاء". وفي وقت سابق الثلاثاء، أوضح تحالف أسطول الحرية، في بيان، أنّ المتطوعين على متن السفينة "مادلين" مُنحوا خياران، إما توقيع وثائق تقرّ بالموافقة على الترحيل، أو البقاء رهن الاحتجاز والمثول أمام المحكمة، مشيراً إلى أن الأسطول شجّع بعضهم، إذا أتيحت له الفرصة، على الموافقة على الترحيل المعجّل لاستعادة إمكانية التواصل، بما في ذلك القدرة على التحدث بحرية، والدفاع عن زملائهم. وأكد الأسطول أنه تم ترحيل باتيست وتونبرغ وفياض بالإضافة إلى سيرجيو توريبيو (إسباني)، في وقت بقي 8 آخرون في الاحتجاز الإسرائيلي، وهم: صهيب أوردو (تركي)، ومارك فان رينيس (هولندي)، وباسكال مورييراس (فرنسي)، وريفا فايارد (فرنسية)، وريما حسن (فرنسية)، وتياغو أفيلا (برازيلي)، ويانيس محمدي (فرنسي)، وياسمين أكار (ألمانية).


القدس العربي
منذ 20 ساعات
- القدس العربي
سفينة مادلين لم تصل إلى غزة لكنها فضحت التواطؤ الغربي في الإبادة.. ولهذا السبب ستخسر إسرائيل في النهاية
لندن- 'القدس العربي': قال المعلق في صحيفة 'الغارديان' أوين جونز إن شجاعة قافلة كسر الحصار والناشطة غريتا ثونبرغ لا يمكن مقارنتها بتواطؤ الحكومات الغربية في ما يجري بغزة من إبادة. وقدم في بداية مقالته مقاربة بسيطة قال فيها 'تخيّل هذا: خلال عطلة نهاية الأسبوع، قررت بريطانيا، التي صدمها حجم المعاناة في غزة، أن تتجاوز الأعراف والمؤسسات الدولية، وأن تستخدم أسطولها البحري لتوصيل الغذاء وحليب الأطفال والإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها إلى موانئ قطاع غزة'. عام 2012، نشرت 'هآرتس' وثيقة قدّر فيها مسؤولون حكوميون الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للإنسان كي لا يموت جوعاً. وكان الهدف: جعل حياة سكان غزة بائسة دون إثارة غضب عالمي ولم يحدث هذا بالطبع، كما يقول جونز، فبدلاً من ذلك تُرك الأمر للنشطاء على متن سفينة مادلين، بمن فيهم غريتا ثونبرغ، للقيام بمحاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على المساعدات وزيادة الوعي بـ 'أزمة مجاعة' وشيكة. وفي الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، صعد جنود إسرائيليون على متن السفينة، بزعم أنها كانت في المياه الدولية، ونقلوا الطاقم إلى الموانئ الإسرائيلية، تحضيراً لإعادتهم إلى أوطانهم، وهو ما فعلته إسرائيل صباح الثلاثاء. وقال محامو النشطاء إن هذا تجاوز من جانب القوات الإسرائيلية، لكن يجب على الطاقم اعتبار معاملتهم خفيفة، مقارنة بعام 2010، حيث اقتحم الجيش الإسرائيلي أسطول مساعدات آخر، وقتل 10 نشطاء في هذه العملية. ويشير الكاتب إلى أنه، ومنذ أن خرجت الأنباء عن تسيير قافلة كسر الحصار، انطلقت آلة الدعاية الإسرائيلية بكل ما لديها من عزم وطاقة لتشويه تحالف أسطول الحرية، واصفة سفينة مادلين بأنها 'يخت سيلفي'، وهو ما ردّدته وسائل الإعلام الغربية. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية بلا خجل: 'هناك طرق لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وهي لا تتضمن صور سيلفي على إنستغرام'. مع أن إسرائيل تعرف كل شيء عن هذه الطرق، لأنها عرقلتها بشكل منهجي. وتجدر الإشارة إلى أن تحالف أسطول الحرية، الذي جهّز وسيّر سفينة مادلين، أُطلق عام 2010، أي قبل 13 عاماً من 7 تشرين الأول/أكتوبر، فالحصار المفروض على حركة البضائع والأشخاص من وإلى غزة قائم منذ ما يقرب من عقدين. وكما قال مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت: 'الفكرة هي فرض حمية غذائية على الفلسطينيين، لا جعلهم يموتون جوعاً'. وفي عام 2012، نشرت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية وثيقة رسمية مسرّبة، قدّر فيها مسؤولون حكوميون الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للإنسان كي لا يموت جوعاً. وكان الهدف هو: جعل حياة سكان غزة بائسة دون إثارة غضب عالمي من خلال تجويع جماعي. وقبل عام من 7 تشرين الأول/أكتوبر، حذّر برنامج الغذاء العالمي من 'الوضع الإنساني المتردّي هناك'، مشيراً إلى أن حوالي نصف سكان غزة المحاصرين 'يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد'. وقد زادت إسرائيل، وخلال العشرين عاماً الماضية، من حدة الحصار، وحتى رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، العضو في حزب الليكود، الذي يتزعمه الآن بنيامين نتنياهو منذ أكثر من عقد، ندّد بإسرائيل لارتكابها جرائم حرب خطيرة كسياسة رسمية. وأشار جونز إلى ما قاله الجنرال الإسرائيلي غسان عليان، في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وكان يترأس القسم العسكري الإسرائيلي المسؤول عن المساعدات الإنسانية، أن 'سكان غزة' يتحملون ذنباً جماعياً، وأن 'الحيوانات البشرية تُعامل وفقاً لذلك، لقد فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة. لا كهرباء، لا ماء، فقط دمار. أردتم الجحيم، فستحصلون على الجحيم'. وقد كان هذا مجرد تصريح واحد من تصريحات متعددة عن نية إجرامية وإبادة جماعية لم تدع مجالاً للشك في الجريمة القادمة. ويعلّق الكاتب أن الدول الغربية، قررت تجاهل هذه التحذيرات. وفي آذار/مارس 2024، كتب وزير الخارجية في حينه ديفيد كاميرون رسالة دامغة لرئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، أليسا كيرنز، وهي زميلة له في حزب المحافظين، وفصّل فيها طرقاً متعددة تمنع بها إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك تعمّدها عدم فتح المزيد من الطرق البرية، وعدم منحها الوقت الكافي وفرض شروط فحص مفرطة. وأوضح قائلاً: 'لا تزال العوائق الرئيسية هي الرفض التعسفي من جانب حكومة إسرائيل وإجراءات التخليص المطوّلة، بما في ذلك عمليات الفحص المتعددة، وفتح النوافذ الضيقة في ساعات النهار'. وذكر أن المساعدات الممولة من بريطانيا ظلت راكدة على الحدود لما يقرب من ثلاثة أسابيع في انتظار الموافقة. ومع ذلك، لم تفرض الحكومة البريطانية أي عقوبات، واستمرت في تسليح دولة كانت تعلم أنها تُجوّع السكان المدنيين عمداً. إلى جانب هذا كشف موقع 'بروباليكا' في 2024، أن أبرز سلطتين أمريكيتين معنيتين بالمساعدات الإنسانية خلصتا إلى أن إسرائيل عرقلت عمداً شحنات الغذاء والدواء إلى غزة. وبموجب القانون الأمريكي، كان هذا يعني، تعليقاً فورياً لشحنات الأسلحة إلى إسرائيل، لكن إدارة بايدن لم تقبل هذه النتائج. ويعلّق جونز أن القارئ قد لا يكون على معرفة بالتقريرين لأن أياً منهما لم يحظ بتغطية إعلامية تُذكر في وسائل الإعلام الغربية التي خدعت جمهورها بشأن نية إسرائيل وسلوكها الإبادي. تعريف الإبادة: فرض ظروف معيشية متعمّدة على جماعة بشرية بهدف تدميرها المادي كلياً أو جزئياً ويذكّر الكاتب بميثاق الأمم المتحدة لعام 1948 وتعريفه للإبادة، وهو: 'فرض ظروف معيشية متعمّدة على جماعة بشرية بهدف تدميرها المادي كلياً أو جزئياً'. ويقول الكاتب إن هذا وصف دقيق لما تفعله إسرائيل في غزة. فقد قتلت 524 عامل إغاثة، وقتلت بشكل منهجي ضباط شرطة مكلّفين بحماية المساعدات، ودمّرت البنية التحتية اللازمة لنقل المساعدات الإنسانية، ومنعت وصول الوقود والمياه اللازمين لطهي الطعام. وأصبح أكثر من 95% من الأراضي الزراعية غير صالح للزراعة بسبب الهجمات الإسرائيلية، وتضرّرت 81% من الأراضي الزراعية، ودُمّرت 83% من الحياة الطبيعية. ونفقت جميع الماشية والدواجن تقريباً، وتوقف إنتاج الحليب تقريباً. وقال جونز إن إسرائيل جرّمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، وفرضت حصاراً شاملاً عليها قبل ثلاثة أشهر. ثم استبدلت الهياكل الإنسانية القائمة بمؤسسة غزة الإنسانية وكان هدفها، كما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، السماح بدخول 'الحد الأدنى الضروري' حتى 'لا يوقفنا العالم ويتهمنا بارتكاب جرائم حرب'. وتساءل الكاتب عما يعنيه الوزير المتطرف بمنع العالم إسرائيل، ويجيب: 'حسناً، يُعلن سموتريتش صراحة أن إسرائيل ستطرد جميع الفلسطينيين الناجين من غزة'. ولا يتوقف الأمر على أن مؤسسة غزة الإنسانية لا تقدم سوى القليل جداً من المساعدات، وغالباً ما تكون غير صالحة للاستخدام، بل إنها أنشأت أيضاً نقاط إغاثة في الجنوب لإفراغ شمال غزة عمداً. ثم ارتكبت القوات الإسرائيلية مجازر متكررة بحق الفلسطينيين الجائعين، واستبدلت الهياكل الإنسانية القائمة بما وصفه النائب البريطاني المحافظ كيت مالثاوس بأنه 'مسلخ'. لم تصل مادلين إلى شواطئ غزة، إلا أن طاقمها فضح الفاحشة التي يشعر المواطنون الغربيون بالقرف منها، وهؤلاء من سيقومون يوماً بإجبار حكوماتهم على التخلي عن تواطئهم، ولهذا السبب ستخسر إسرائيل في النهاية.