logo
ليبيا... زيارة بولس وحديث السبعين مليار دولار

ليبيا... زيارة بولس وحديث السبعين مليار دولار

الشرق الأوسطمنذ 14 ساعات
هل زيارة بولس المبعوث إلى ليبيا عنوانها الحقيقي هو «النفط مقابل بقاء الحكومة منتهية الولاية برئاسة الدبيبة» في السلطة؟ فزيارة السيد بولس صهر ترمب ومستشاره لن تغير من الأزمة الليبية التي لا تزال في حالة انتظار طويل لصعود الدخان الأبيض بوصف ذلك دليلاً على الاتفاق، وأظنه ما زال بعيداً، وهي التي أصبحت بين مد وجزر، ومبادرات وحوارات، والإعلان عن تسويات قريبة في ظل مغازلة «الدبيبة» واشنطن بالاتفاقات النفطية خلال زيارة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس إلى ليبيا. خلال الزيارة حضر بولس توقيع اتفاقية بين المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، وشركة «هيل إنترناشيونال» الأميركية، مما لا يجعل الزيارة خالية من المصالح المتبادلة، وهذا انعكس في تصريحات المبعوث بولس، بينما الدبيبة سعى بشتى الطرق إلى توظيف الصفقات النفطية والاقتصادية من أجل استرضاء واشنطن للتمديد له.
فالحديث عن مشاريع بسبعين مليار دولار للحصة الأميركية، هل يوحي هذا بمغازلة حكومة الوحدة واشنطن من أجل تثبيت أقدامها التي هي على وشك الانزلاق، وذلك من خلال اتفاقات نفطية قيل أنها حدثت خلال زيارة المبعوث بولس، وما تم الفهم منه أنه اصطفاف خلف الحكومة منتهية الولاية بقرار برلماني ليبي، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، فقد قال السيد بولس: «لن نسمح باستمرار الجمود السياسي الحالي، ونرفض المراحل الانتقالية وأي تشكيل لحكومة جديدة، كما كان يعتزم البرلمان الليبي تشكيلها بديلاً للحكومة منتهية الولاية». وقد سيطرت على تصريحات بولس حالة التبني كلياً لموقف الدبيبة، بضرورة إنهاء المراحل الانتقالية، وإصراره على أن يكون هو آخر رئيس حكومة انتقالية، مما يعني ضمان بقائه إلى حين الاتفاق على دستور للبلاد، الأمر الذي في أقل تقدير يحتاج إلى سنتين فأكثر لإتمام الدستور التوافقي في ظل رفض كبير للمسودة الحالية التي يراها الأغلبية تكرس للمركزية وهيمنة المركز وأحادية العاصمة على القرار، في ظل مطالب قوى وطنية ليست بالقليلة بعودة دستور «1951» الذي يتبنى النهج الفيدرالي الذي تأسست عليه الدولة الليبية.
السيد مسعد بولس خلال زيارته إلى طرابلس، تباحث مع الدبيبة حول المصالح والمكاسب الأميركية في ليبيا، التي يبدو أن الدبيبة مستعد لتنفيذها، بل وحتى القتال من أجل تحقيقها، مقابل استمرار وجوده في السلطة، فهذه الحكومة يبدو أنها مستعدة، كما يُتداول، لقبول حتى المهجرين من السجون الأميركية في ليبيا، بل والقبول بتهجير سكان غزة إلى ليبيا؛ وفق تصريحات صحف ووكالات أنباء أميركية ومسؤولين إسرائيليين، كما ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي وفق تسريبات نُسبت إلى رئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي، ديفيد برنياع، خلال لقاء مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، أنَّ ليبيا، إلى جانب دول أخرى قد تقبل باستقبال أعداد كبيرة من سكان غزة، في ظل صمت تام حتى بالإنكار من قبل حكومة الدبيبة، في حين يراها البعض أنها مجرد تسريبات، وأنها بمثابة بالون اختبار فقط.
الواقع الذي تعاني منه حكومة الدبيبة في طرابلس من رفض شعبي وإقالة برلمانية وشبه عزلة دولية، يظهر أنَّ زيارة بولس تعدُّ طوق نجاة لها، وصكَ تمديد لولايتها المنتهية شعبياً وبرلمانياً.
أزمة ليبيا في الحقيقة هي أزمة أمنية في ظل فوضى السلاح، وليست أزمة شخوص أو تسمية مناصب، وبالتالي أي حوارات حول تسمية شخوص والاختلاف على الأسماء، دون مناقشة صلب الأزمة الأمني، لا يخرج ذلك عن محاولة كسب الوقت بتشكيل مجلس رئاسي، وحكومة لا تختلف عن سابقتها، تنال القبول من الدول التي تتدخل في الشأن الليبي، وهذا عبث جديد بالأزمة الليبية وإطالة لعمرها.
الأزمة الليبية لا تحل إلا بتفكيك الميليشيات، وإن كان هناك دمج لبعض أفرادها فليكن بالأفراد، وليس بالجماعات، وجمع السلاح واحتكاره لدى الدولة، وإخراج المرتزقة، ولا بد من معالجة ملف الهجرة.
الأزمة الليبية مركبة داخلياً وخارجياً، ولا يمكن حلها بمجرد زيارة أو حتى زيارات، ولعلّنا نُذكّر المتفائلين بزيارة المبعث الأميركي مسعد بولس، بأنَّها مجرد زيارة مبعوث لا يملك سلطةَ القرار، وليست زيارة لتحقق السلام والاستقرار في ليبيا بلمحة بصر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاهد..أمواج بشرية في غزة بحثًا عن الغذاء بعد دخول شاحنات المساعدات
شاهد..أمواج بشرية في غزة بحثًا عن الغذاء بعد دخول شاحنات المساعدات

صحيفة سبق

timeمنذ 4 دقائق

  • صحيفة سبق

شاهد..أمواج بشرية في غزة بحثًا عن الغذاء بعد دخول شاحنات المساعدات

وثقت الكاميرات من غزة اليوم مشهدًا إنسانيًا لافتًا مع تدفق آلاف الفلسطينيين نحو شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع، في محاولة للحصول على الغذاء وسط أوضاع معيشية متدهورة وأزمة إنسانية متفاقمة. ويرصد المشهد لحظات تدافع الأهالي في مشهد اشبه بـ"الأمواج البشرية"، حيث امتلأت الساحات والشوارع بالمواطنين الذين هرعوا لتأمين احتياجاتهم من المواد الغذائية. ويأتي هذا التحرك بعد إدخال عدد محدود من الشاحنات التي تحمل مساعدات تمسّ الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، الذين يعيشون تحت وطأة الحصار والتصعيد العسكري المستمر منذ أشهر، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء. المشهد يعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها السكان، في ظل بطء تدفق المساعدات مقارنةً بحجم الحاجة، ووسط غياب حلول دائمة تُنهي الأزمة الممتدة. وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اليوم، أن فتح جميع المعابر وإغراق غزة بالمساعدة، هو السبيل الوحيد لتجنّب المزيد من تعميق المجاعة بين سكان القطاع. وقالت "الأونروا" :"إن المطلوب هو 500 إلى 600 شاحنة على الأقل من الأساسيات كل يوم". وأضافت "نأمل أن يُسمح "للأونروا" أخيرًا جلب آلاف الشاحنات المحمّلة بالغذاء والأدوية ولوازم النظافة الصحية المتواجدة حاليًا في الأردن ومصر، وتنتظر الضوء الأخضر". مشهد لأمواج بشرية بعد دخول شاحنات المساعدات.. آلاف الفلسطينيين يحاولون الحصول على المواد الغذائية #العربية #غزة — العربية (@AlArabiya) July 28, 2025

السيسي: ترمب بإمكانياته ومكانته هو القادر على إيقاف حرب غزة وإدخال المساعدات
السيسي: ترمب بإمكانياته ومكانته هو القادر على إيقاف حرب غزة وإدخال المساعدات

الشرق السعودية

timeمنذ 4 دقائق

  • الشرق السعودية

السيسي: ترمب بإمكانياته ومكانته هو القادر على إيقاف حرب غزة وإدخال المساعدات

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، "نداءً خاصاً" إلى نظيره الأميركي دونالد ترمب، دعاه خلاله إلى بذل أقصى جهد لإيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، باعتباره "القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات". وقال السيسي في كلمة مصورة بشأن الأوضاع في غزة: "أوجه نداءً خاصاً إلى الرئيس ترمب، لأن تقديري الشخصي له أنه، بإمكانياته ومكانته، هو القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه المعاناة". وأضاف السيسي مخاطباً ترمب: "من فضلك.. أبذل كل الجهد"، معتبراً أنه "حان الوقت لإيقاف هذه الحرب". وقال الرئيس المصري في كلمته التي بثها التليفزيون المصري: "منذ 7 أكتوبر حرصنا على المشاركة الإيجابية مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة من أجل 3 نقاط: إيقاف الحرب وإدخال المساعدات (إلى غزة) والإفراج عن الرهائن". رفض التهجير وشدد السيسي على أن مواقف مصر كانت دوماً إيجابية تدعو إلى إيقاف الحرب وحل الدولتين وإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى موقف مصر الواضح بشأن رفض التهجير، لأنه "سيؤدي إلى تفريغ قكرة حل الدولتين أو الحل السلمي أو إقامة الدولة الفلسطينية". وبشأن المساعدات، قال إن القطاع يحتاج إلى ما بين 600 و700 شاحنة في الأيام العادية، وخلال الأشهر الماضية، كنا حريصين على إدخال أكبر حجم من المساعدات مع أخذ بعين الاعتبار أن معبر رفح هو معبر هو معبر أفراد وتشغيله لا يرتبط بالجانب المصري، فقط بل من الجانب الآخر داخل قطاع غزة. ولفت السيسي إلى وجود أكثر من 5 معابر متصلة بقطاع غزة، سواء من جهة الأراضي المصرية أو من جهة الأراضي الفلسطينية، موضحاً أن المعابر المتصلة مع قطاع غزة من الجانب المصري هي معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم فقط. فتح المعابر وشدد الرئيس المصري على أن حجم المساعدات والشاحنات الموجودة لدينا، والتي تستعد للدخول إلى قطاع غزة ضخم جداً، ولا يمكننا أن نمنعها، لا من الناحية الأخلاقية، ولا بحكم الظروف، ولا حتى من منطلق واجبنا الوطني، لكن دخول المساعدات يتطلب تنسيقاً مع الجانب الآخر، وقد بذلنا جهداً كبيراً جداً خلال الأيام الماضية لبدء إدخال هذه المساعدات". وقال السيسي إن "الظروف داخل القطاع أصبحت مأساوية خلال الأشهر الماضية، والأمر "أصبح لا يطاق" داعياً إلى إدخال أكبر من المساعدات خلال هذه المرحلة للتخفيف عن الشعب الفلسطيني، بما فيها المساعدات الغذائية والطبية لتخفيف معاناة أشقائنا الفلسطينيين". وعن موقف مصر تجاه الفلسطينيين، قال الرئيس المصري: "لنا دور محترم وشريف وأمين ومخلص ولم ولن يتغير أبداً"، وتابع: "حريصون على إيجاد الحلول تخفف من التوتر والتصعيد وتنهي الحرب وتوجد حلاً نهائياً لهذه القضية". ووجه السيسي نداء عالمياً إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول العربية لبذل أقصى جهد خلال هذه الفترة الصعبة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء الأزمة.

إيران تعلن إحباط مخطط لاغتيال 23 مسؤولاً واعتقال مئات الجواسيس
إيران تعلن إحباط مخطط لاغتيال 23 مسؤولاً واعتقال مئات الجواسيس

صحيفة سبق

timeمنذ 34 دقائق

  • صحيفة سبق

إيران تعلن إحباط مخطط لاغتيال 23 مسؤولاً واعتقال مئات الجواسيس

كشفت وزارة الاستخبارات الإيرانية عن اعتقال مئات الجواسيس وإحباط عشرات المخططات خلال ما سمّته "حرب الاثني عشر يومًا"، مؤكدة أن إسرائيل ودولًا غربية كانت وراءها بهدف إثارة الفوضى الداخلية وإسقاط النظام الإيراني. وأوضحت الوزارة في بيان نقلته وكالة "مهر" أن تلك الفترة شهدت مواجهة استخباراتية مع ما وصفته بـ"ناتو التجسس"، مشيرة إلى أن الحرب لم تكن مجرد مواجهة عسكرية محدودة، بل خطة معقدة شملت أبعادًا أمنية واستخباراتية وإعلامية ونفسية. وأكد البيان أنه تم إحباط مخططات إرهابية لاغتيال 23 مسؤولًا إيرانيًا، إلى جانب تفكيك شبكات تخريبية واسعة بدعم مباشر من "الجبهة الشيطانية" بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، بمشاركة عدة دول أوروبية ومجموعات معادية للثورة، وفق موقع RT. وشددت الوزارة على أن الهجوم استخدم أدوات متعددة، من الاغتيالات والتخريب إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، وإثارة الرأي العام، ومحاولات اختراق المؤسسات عبر جماعات مسلحة وتكفيرية. كما اتهمت طهران بعض الأطراف الدولية باستغلال منظمات أممية لتوجيه اتهامات ظالمة بشأن البرنامج النووي الإيراني، في سياق حملة ضغط ممنهجة انتهت بقرار غير مبرر صادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store