
"من حق إسرائيل الدفاع عن النفس".
الأنباط -
هي جملة لا أصول لها سياسيا كما لا مصوغات لها قانونيا، كونها لا تحتوي على أصول قيمية منطلقة منها ولا تستند لمكيال العدالة ليتم وزنها بوزن الحقوق، وهذا ما يجعلها جملة تأتي بسياق خبري مفادها يقول "أنا مع اسرائيل" فى كل ما تقترفه من أعمال حتى لو كانت مشينة، وانا مع إسرائيل بكل ما تفعله من أجل السيطرة والهيمنة ذلك هو حال الخطاب الأمريكي، وهو الموقف الذي يتبناه البيت الأبيض بطريقة فيها من الغرابة كما تحمل مضمون استفهامي غريب الأطوار، لاسيما وان كل من يعارض تحكم إسرائيل بالمنطقة سيدخل تحت عناوين التشكيك والاتهامية، وهذا ما جعل من عبارة من حق اسرائيل الدفاع عن النفس عبارة قدرية وقد تصبح مقياس بعد مضى وقت قريب عندما تسقط بظلالها على أنظمة المنطقة ومواقفهم، وهو ذات الموضوع الذي سيجعل من قاعدته الاولى تحمل عنوان "من حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس" وليس من حق غيرها إلا الاستجابة للرغائبية التي تنسجم مع إسرائيل وحالها.
وهو الحال الذى يتطلب من الجميع التكيف معه وتفهم مالاته وعلى الجميع فى ذات السياق أن يتفهم ما الذى تقف عليه الصهيونية الدينية ويعمل للتأقلم مع رغبتها، بما فى ذلك انظمة المنطقة وقادة الرأي فيها على تنوع مشاربهم وتعدد أفكارهم حتى ترضى الرغبات الاصولية للصهيونية الدينية بما في ذلك وصول اسرائيل لما تريده من جغرافيا سياسية من النيل للفرات من جهة وإعادة بناء الهيكل وذبح البقرة الحمراء من جهة أخرى، وهو السياق الذي راح ليرسيه السفير الأمريكي لدى إسرائيل هاكابي منذ لحظة استلامه لمهامه، كما ذهب المبعوث الرئاسي ويتكوف يشرعن هذه الخطى من الناحية السياسية ويجعلها فى بحر غلو إسرائيل لعلو كعبها على مجتمعات المنطقة، وذلك وفق آليات بدت دخليه على الأعراف السياسيه والدبلوماسيه لكنها تندرج في إطار ناظم جديد يقوم على العبارة التي يقول مطلعها "من حق إسرائيل الدفاع عن النفس".
والغريب أن هذه الجملة التي أصبحت مرجعية سياسية ربما سيتطلب الأمر تدريسها في المناهج الدراسية وجعلها تشكل مكيال قانوني استثنائي من الواجب شرعنته فى الانظمه والقوانين كونه يشكل علامة فارقة لمبررات الاصطفاف الأمريكي مع إسرائيل ومبررات تسوق عملية انحياز الولايات المتحدة مع كل السياسات الإسرائيلية، مع انها ليست بحاجة لمبرر أو إعطاء جمل مبتورة تفيد ظروف الاصطفاف حتى لا تصبح هذه الجملة تشكل أساس منهجي عند الطرف الاسرائيلي ويتم تصديقها في نهاية المطاف كما الكذبة التي يتم ترديدها مرارا وتكرارا حتى تصبح واقع مع أن الحقيقة غير ذلك، وهذا ما يجعل من هذه الجملة تحمل عنوان جديد لنظرية "التباين المعرفي".
فإذا كان من "حق اسرائيل" ... فلا يوجد لغير إسرائيل حقوق، وإذا كان من "حق اسرائيل" الاعتداء على لبنان بكل وقت واستباحة فضاءات سوريا وقتما تشاء والتضييق على العراق قدر ما يمكن وصياغة قانون جديد للشعب الفلسطيني مفاده يقول "الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت"، والتمادي بالسيطرة على شريان المنطقة من مياه وكهرباء والغاز بدعوى الحفاظ على حق اسرائيل بالدفاع عن النفس و شعوب المنطقة مطالبة بالإذعان لمضمون هذه الجملة التى أصبحت قدريه، ولربما يتم ادراجها فى القانون الدولى تحت مسمى "من حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس" على اعتباره قانون فوق القانون ليصبح بذلك مرجعية فقهية تم اعتمادها فى قمة G7 التى انعقدت فى كندا مؤخرا، الأمر الذي يتطلب من المنظومة الدولية الإسراع في صياغة تعليماته الخاصة من أجل ضمان تنفيذ مشروع هذا القانون الجديد الذى يقول مطلع ابياته "من حق اسرائيل" !.
وإلى حين الانتهاء من وضع قانون جديد للحقوق الاسرائيلية فوق الحقوق الأممية فإن على كل المعنيين بناء سياقات تاريخية لتعريف السامية وجعلها تقتصر على تيار الصهيونية الدينية فقط ويتم استثناء كل من دونهم باعتبارهم "لفوف" على إسرائيل كما على المنطقة، حتى تصبح السيادة للصهيونيه اليهوديه التى تقف عليها إسرائيل تشكل السمة العامة للمنطقه ومجتمعاتها وذلك بعد انتهاء المناورة العسكرية الايرانية الاسرائيلية اقتساماً كانت نتائجها ام حسماً كان بيانها، فهل يتفق معى صوت الحكمة ان بقي لدينا اصوات هنا أو نماذج هناك بأننا وصلنا للدرك الأسفل من القاع و اوشكنا ان نرتطم بالواقع ونأمل أن يكون بسلام !.
ولعل جملة البيان التى يحاول صياغتها عبر المشهد المعاش، وهى تقوم على معادلة "أمريكا تحكم واسرائيل تتحكم"، هي جملة كانت معرفة ضمنيا في السابق ولم تكن ظاهره بهذه الفجاجة بالوقت الراهن، وهي ذات الجملة التي أخذت تشكل عناوين جديدة للمنطقة وعليها، وهذا ما يجعل المنطقة تتوحد من اجل رفض هذه الاسقاطات التي تسقط على مجتمعاتها وتعمل على حوصلة أنظمتها من أجل التقيد بها باعتبارها العنوان الناظم للمرجعيات الثقافية، الأمر الذي يجعل من حاضرة المنطقة ترفع شعار "من حقنا كما من حق غيرنا ان نعيش بسلام"، وذلك ضمن مرجعية حقيقية وأخرى سياسية تقوم على قوة القانون وليس على قانون القوة حتى يتفيأ الجميع بنعم السلام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ 2 ساعات
- وطنا نيوز
اسرائيل وايران.. فرص الفوز والهزيمه في حرب طاحنه
بقلم: اسراء بني ياسين في كل مرة ترتفع فيها حرارة التصعيد بين إيران وإسرائيل، يعود السؤال إلى الواجهة: هل يمتلك أحد الطرفين فرصة حقيقية للانتصار، أم أن الكل خاسر في حال اندلاع مواجهة شاملة؟ المشهد الإقليمي لا يتيح إجابة حاسمة، لكن المؤكد أن الحرب – إن اتسع نطاق الحرب – لن تكون كسابقاتها، ولن يخرج منها أحد سالمًا بالكامل. طهران، صاحبة النفَس الطويل، تدير صراعها بذكاء استراتيجي يمتد عبر الجغرافيا. ليست بحاجة لجيش يعبر الحدود، يكفيها أن تحرك وكلاءها من اليمن إلى لبنان، لتربك خصومها وتستنزفهم من دون أن تطلق رصاصة مباشرة. 'إيران لا تحارب في طهران، بل في بيروت وغزة وصنعاء'، نقلا عن أحد الباحثين الغربيين، في توصيف دقيق لأسلوبها في إدارة الصراع. وكما هو واضح وعلى الطرف الآخر، تبدو إسرائيل مستعدة دائمًا. منظومات دفاع جوية أثبتت فاعليتها، جهاز استخبارات يُحسب له ألف حساب، وتحالف ثابت مع واشنطن لا يتزعزع. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال مؤخرًا: 'سنمنع إيران من امتلاك سلاح نووي بكل الطرق، وسنفعل ما يلزم لضمان أمننا القومي.' لكن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، لا تستطيع تجاهل أن إيران لم تعد الخصم المعزول كما كانت في الماضي، وأن أي مواجهة اليوم ستكون على أكثر من جبهة، وبأكثر من أسلوب. وهنا يجب الذكر ان الدور الأمريكي حاضر بقوة وإن بشكل غير مباشر. واشنطن، الداعم الرئيسي لتل أبيب، لا تخفي قلقها من تصاعد التوتر، لكنها في الوقت ذاته لا ترغب في خوض حرب جديدة في الشرق الأوسط. تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض مؤخرًا بأن 'الولايات المتحدة تدعم أمن إسرائيل، لكنها تحث جميع الأطراف على ضبط النفس'، يعكس هذا التردد الاستراتيجي الذي يحكم موقف الإدارة الأمريكية في لحظة دقيقة من المنافسة مع الصين والانشغال بالحرب في أوكرانيا. وطبعا لن ننسى روسيا، فهي تلعب دورًا أكثر هدوءًا، لكنها لا تغيب عن المشهد. علاقاتها مع طهران تعززت كثيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة عبر الساحة السورية، لكن موسكو تدرك أن اندلاع حرب واسعة بين إيران وإسرائيل سيهدد توازناتها في المنطقة، ويعقّد تدخلها في ملفات عديدة. ولذلك فهي تميل إلى إبقاء التوتر تحت سقف السيطرة، دون أن تعلن موقفًا صريحًا. ولا يجب ان ننسى قدره ايران على اغلاق مضيق هرمز شريان النفط العالمي وبالتالي اثاره حفيظة امريكا وفي حال تدخلت امريكا بشكل مباشر فان لايران القدره على قصف وربما اغراق الاساطير الامريكيه في الخليج. في هذا السياق، تبدو الحرب غير التقليدية هي المسرح الحقيقي للصراع. اغتيالات، هجمات سيبرانية، تفجيرات محسوبة، ورسائل ملغومة تُرسل من اليمن أو جنوب لبنان أو حتى عمق العراق. معايير الانتصار هنا لم تعد تُقاس بالأرض التي تُحتل أو بعدد الضحايا، بل بمدى القدرة على الصمود والاستنزاف وتحقيق أهداف استراتيجية بدون الانزلاق إلى حرب شاملة. لكن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها، أن الشعوب هي التي تدفع الثمن. العالم العربي – من المحيط إلى الخليج – يقف على الهامش، يتابع المشهد بقلق. الدول تحاول النأي بنفسها، لأنها تدرك أن أي حرب ستنعكس على استقرارها الداخلي واقتصاداتها المنهكة. في هذه اللحظة الحساسة، الانتصار الأكبر قد لا يكون عسكريًا، بل سياسيًا وأخلاقيًا، حين ينجح طرف ما في تجنيب المنطقة كارثة لا تُبقي ولا تذر. من هذا المنطلق، قد لا يكون السؤال الأهم هو من سينتصر، بل كيف يمكن تجنّب الحرب أصلًا. لأن الانتصار، إن حصل، سيكون فوق ركام المدن، وأشلاء الأبرياء، وخراب المنطقة كلها.


هلا اخبار
منذ 4 ساعات
- هلا اخبار
باكستان: قائد الجيش ناقش مع ترامب التجارة والتوتر بين إسرائيل وإيران
هلا أخبار – قال الجيش الباكستاني يوم الخميس إن قائد الجيش عاصم منير والرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقدا مناقشات حول التجارة والتنمية الاقتصادية والعملات المشفرة خلال اجتماع في البيت الأبيض يوم الأربعاء. وقال الجيش في بيان "عبر الرئيس ترامب عن اهتمامه الشديد بإقامة شراكة تجارية تعود بالنفع المتبادل مع باكستان على أساس التقارب الاستراتيجي طويل الأمد والمصالح المشتركة". وأضاف البيان أن منير وترامب تبادلا أيضا وجهات النظر حول التوتر بين إسرائيل وإيران.


خبرني
منذ 5 ساعات
- خبرني
مصدر عُماني ينفي وصول وفد إيراني إلى مسقط من أجل التفاوض
خبرني - نفى مصدر عماني ما يجري تداوله بشأن وصول وفد إيراني إلى العاصمة العمانية مسقط، من أجل التفاوض مع أميركا للعودة لوضع حدٍ للنزاع، واستئناف المحادثات النووية في جولتها السادسة التي توقفت قبل إتمامها بفعل "هجوم إسرائيل على إيران". المصدر ذاته قال لـ العربية أيضاً "لا توجد أية محادثات بين الإيرانيين والمبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف في السلطنة". التصريحات الواردة من سلطنة عُمان تأتي عقب أيام منذ اندلاع التصعيد الإسرائيلي في طهران، كما تتزامن مع توقف المفاوضات الإيرانية - الأميركية التي كان مقررا عقدها في مسقط الأحد الماضي، وسط دعوات خليجية بأهمية استئنافها. وأعلنت سلطنة عمان إلغاء الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران وأميركا التي كان من المقرر عقدها الأحد المنصرم في مسقط، إذ بدأت المحادثات بوساطة عمانية في أبريل الماضي، وسط مخاوف من بشأن مستقبل المحادثات على وقع الضربات المتبادلة. وكانت مصادر إعلامية مطلعة أفادت بأن الإيرانيين أبلغوا الوسطاء القطريين والعمانيين بأنهم لن يجروا أية مفاوضات جادة إلا بعدما تستكمل إيران ردها على الضربات الإسرائيلية. في المقابل، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه يدرس فكرة انضمام واشنطن إلى إسرائيل في قصف إيران، لافتاً إلى أن طهران تواصلت مع واشنطن للتفاوض من أجل وضع حد للنزاع. وفي تصريحات أدلى بها في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، قال ترامب "لقد نفد صبرنا (حيال إيران) لهذا السبب نقوم بما نقوم به"، مكرّراً دعوة طهران إلى "استسلام غير مشروط". ولدى سؤاله عمّا إذا قرر توجيه ضربات أميركية إلى إيران، قال ترامب "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل، لا أحد يعلم ما سأقوم به". وتابع: "يمكنني أن أقول لكم إن إيران تواجه مشاكل كثيرة وهم (الإيرانيون) يريدون التفاوض". وقال إن طهران اقترحت إيفاد مسؤولين إلى البيت الأبيض للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني في مسعى لوضع حد للهجوم الجوي الذي تشنه إسرائيل منذ الجمعة على إيران، لكنه قال إن هذا المقترح "متأخر جداً".