logo
الثقافة جسر الصداقة بين البحرين وروسيا

الثقافة جسر الصداقة بين البحرين وروسيا

أخبار الخليج٠٣-٠٣-٢٠٢٥

شهدت‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬والرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭.‬
فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬تطورا‭ ‬نوعيا‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬نتائجها‭ ‬الطيبة‭ ‬التوافق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الثنائية‭ ‬معززا‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬العلاقات‭ ‬المتينة‭ ‬بين‭ ‬قائدي‭ ‬البلدين‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬رئاسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬أعطت‭ ‬مجالا‭ ‬أوسع‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬العربية‭ ‬والقرارات‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الروسي‭ ‬باعتباره‭ ‬صديقا‭ ‬للعرب‭ ‬وداعما‭ ‬للقضايا‭ ‬العربية‭ ‬وخاصة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فلا‭ ‬يسمح‭ ‬المجال‭ ‬هنا‭ ‬لاستعراض‭ ‬كل‭ ‬النتائج‭ ‬والمؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬ولكن‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬تعد‭ ‬الرافعة‭ ‬الأساسية‭ ‬لبقية‭ ‬جوانب‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الروسية‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬الروسية‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬كانت‭ ‬داعمة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬للبحرين‭ ‬سواء‭ ‬عند‭ ‬الاستفتاء‭ ‬على‭ ‬عروبة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬أو‭ ‬أيام‭ ‬الأزمة‭ ‬عندما‭ ‬تعرضت‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬محاولات‭ ‬للإخلال‭ ‬بأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬مشرفة‭ ‬ولن‭ ‬ينساها‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭.‬
أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬متانة‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬هو‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬مثل‭ ‬الأيام‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وهي‭ ‬عديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬وكذلك‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنظيمها‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الروسية‭ ‬وكذلك‭ ‬المشاركات‭ ‬والزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬التي‭ ‬ازدادت‭ ‬وتيرتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬
وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬نفسه‭ ‬ازدادت‭ ‬المشاركات‭ ‬الثقافية‭ ‬الروسية‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬للانتباه‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬الروسي‭ ‬مبهرا‭ ‬ولفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إليه‭ ‬اجتذب‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬السعوديين‭ ‬لحضور‭ ‬الحفلات‭ ‬والعروض‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البحرين‭ ‬بمناسبة‭ ‬المواسم‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬الروسي‭ ‬الجميل‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬محل‭ ‬الترحيب‭ ‬والمحبة‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬المهتم‭ ‬بالثقافة‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬الأعجاب‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬المسافة‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬جغرافيا‭ ‬ولكن‭ ‬نتيجة‭ ‬لثراء‭ ‬الثقافة‭ ‬الروسية‭ ‬وتنوعها‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬تنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬الشعوب‭ ‬الروسية‭ ‬وعاداتهم‭ ‬وتقاليدهم‭ ‬وفنونهم‭ ‬المختلفة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإيقاعات‭ ‬المتعددة‭ ‬تعدد‭ ‬الشعوب‭ ‬الروسية‭ ‬مشاهد‭ ‬تشده‭ ‬حيث‭ ‬استمتعنا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أيما‭ ‬استمتاع‭ ‬بالعروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مختلف‭ ‬الفرق‭ ‬الفنية‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الصالة‭ ‬الثقافية‭ ‬بمتحف‭ ‬البحريني‭ ‬الوطني‭.‬
وفي‭ ‬المقابل‭ ‬سوف‭ ‬يشهد‭ ‬عام‭ ‬2026‭ ‬حضور‭ ‬ثقافيا‭ ‬واسعا‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬تأكيدا‭ ‬لهذا‭ ‬التواصل‭ ‬وعلى‭ ‬متانة‭ ‬وقوة‭ ‬العلاقات‭ ‬الثقافية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ ‬باعتبار‭ ‬الثقافة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬الجسور‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬
أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬التعليمي‭ ‬المرتبط‭ ‬بالثقافة‭ ‬فقد‭ ‬شهدنا‭ ‬مؤخرا‭ ‬حدثًا‭ ‬مهما‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬مركز‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬بالجامعة‭ ‬الخليجية‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬البادرة‭ ‬الطيبة‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الخليجية‭ ‬وهي‭ ‬ثمرة‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭ ‬تستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬يفتح‭ ‬بابا‭ ‬ثقافيا‭ ‬ولغويا‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬التواصل‭ ‬والفهم‭ ‬اللغوي‭ ‬والعلمي‭ ‬والثقافي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يوفره‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬بما‭ ‬يسهل‭ ‬التحاق‭ ‬أعداد‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬الأدبية‭ ‬والعلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬والفنية‭.‬
ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬والعلاقات‭ ‬وإن‭ ‬يشمل‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭.‬

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوكرانيا تعلن استعدادها للتفاوض مباشرة مع روسيا
أوكرانيا تعلن استعدادها للتفاوض مباشرة مع روسيا

أخبار الخليج

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبار الخليج

أوكرانيا تعلن استعدادها للتفاوض مباشرة مع روسيا

كييف‭ ‬ – ‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينكسي‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬إنه‭ ‬يتوقع‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬بوقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬لثلاثين‭ ‬يوما،‭ ‬مؤكّدا‭ ‬استعداد‭ ‬كييف‭ ‬للاجتماع‭ ‬بمسؤولين‭ ‬روس‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مفاوضات‭ ‬مباشرة‭ ‬لإيجاد‭ ‬تسوية‭ ‬للحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭. ‬وأتت‭ ‬تصريحات‭ ‬زيلينسكي‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬إجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬مباشرة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬مايو‭ ‬في‭ ‬إسطنبول،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يوافق‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬مدّة‭ ‬30‭ ‬يوما‭ ‬قدّمه‭ ‬الأوروبيون‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬ من‭ ‬جهته،‭ ‬اعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوجان‭ ‬انه‭ ‬‮«‬مستعد‭ ‬لاستضافة‭ ‬مفاوضات‮»‬،‭ ‬وابلغ‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬ان‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬فرصة‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬بين‭ ‬موسكو‭ ‬وكييف‭. ‬واعتبر‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني‭ ‬فريدريش‭ ‬ميرتس‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬أن‭ ‬عرض‭ ‬روسيا‭ ‬خوض‭ ‬مفاوضات‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬جيد‮»‬‭ ‬لكنه‭ ‬‮«‬غير‭ ‬كاف‭ ‬إطلاقا‮»‬،‭ ‬داعيا‭ ‬موسكو‭ ‬للموافقة‭ ‬على‭ ‬هدنة‭ ‬مدعومة‭ ‬أوروبيا‭ ‬مدتها‭ ‬30‭ ‬يوما‭. ‬وقال‭ ‬زيلينسكي‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬لا‭ ‬طائل‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬القتل‭ ‬ولو‭ ‬ليوم‭ ‬واحد‭. ‬نتوقع‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬روسيا‭ (‬موافقتها‭ ‬على‭) ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬كامل‭ ‬ومستدام‭ ‬وموثوق‭ ‬به،‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬الغد،‭ ‬12‭ ‬مايو،‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬مستعدة‭ ‬للقائها‮»‬‭. ‬ وفي‭ ‬بادرة‭ ‬إيجابية‭ ‬نادرة،‭ ‬اعتبر‭ ‬زيلينسكي‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ ‬بدأت‭ ‬تدرس‭ ‬فكرة‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬المستمرّة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬والتي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬الآلاف‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬مؤشّر‭ ‬إيجابي‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬الروس‭ ‬أخيرا‭ ‬بدراسة‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬ينتظر‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬جدّا‭. ‬والخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬فعلا‭ ‬هي‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‮»‬‭. ‬وتعتبر‭ ‬كييف‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬الحليفة‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬غير‭ ‬المشروط‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬للتوصّل‭ ‬إلى‭ ‬حلّ‭ ‬دبلوماسي‭ ‬لأسوأ‭ ‬نزاع‭ ‬تشهده‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭.‬ ومنذ‭ ‬الغزو‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬انقطع‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬تبادل‭ ‬سجناء‭ ‬الحرب‭ ‬ورفات‭ ‬القتلى‭. ‬وسبق‭ ‬للطرفين‭ ‬أن‭ ‬أجريا‭ ‬محادثات‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬اسطنبول‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تفض‭ ‬إلى‭ ‬أيّ‭ ‬حلّ‭ ‬يذكر‭. ‬وبحسب‭ ‬بوتين،‭ ‬أخفقت‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬غايتها‭ ‬بسبب‭ ‬تدخّل‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬حينذاك‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭. ‬وقبل‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬زيلينسكي،‭ ‬عقد‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬مؤتمرا‭ ‬صحافيا‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬الاولى‭ ‬فجر‭ ‬السبت‭ ‬الأحد‭ (‬22, 00‭ ‬بتوقيت‭ ‬جرينتش‭ ‬السبت‭)‬،‭ ‬ردّ‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬الإنذار‭ ‬الموجّه‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الأوروبيين‭. ‬ واقترح‭ ‬بوتين‭ ‬إجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬‮«‬مباشرة‮»‬‭ ‬و«بلا‭ ‬شروط‮»‬‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬إسطنبول،‭ ‬متجاهلا‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬أوكراني‭ ‬أوروبي‭ ‬يحظى‭ ‬بمباركة‭ ‬أمريكية‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬لمدة‭ ‬30‭ ‬يوما‭. ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬التطرّق‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬صريح،‭ ‬انتقد‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬طريقة‭ ‬معاملة‭ ‬الأوروبيين‭ ‬لروسيا‭ ‬‮«‬الفظّة‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬إنذارات‮»‬،‭ ‬مؤكّدا‭ ‬أن‭ ‬كلّ‭ ‬هدنة‭ ‬محتملة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬محادثات‭ ‬‮«‬مباشرة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬كييف‭. ‬وقال‭ ‬بوتين‭ ‬للصحفيين‭ ‬في‭ ‬الكرملين‭ ‬إن‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬مستعدّة‭ ‬لمفاوضات‭ ‬بلا‭ ‬شروط‭ ‬مسبقة‭... ‬نقترح‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تأخير‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬15‭ ‬مايو‭ ‬في‭ ‬إسطنبول‮»‬‭. ‬ من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬اردوحان‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬لنظيره‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬بلوغ‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬‮«‬نقطة‭ ‬تحوّل‭ ‬تاريخية‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مكتبه‭. ‬واعتبر‭ ‬ماكرون‭ ‬ان‭ ‬العرض‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬لكنها‭ ‬غير‭ ‬كافية‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬مساعي‭ ‬بوتين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬كسب‭ ‬الوقت‮»‬‭. ‬ولا‭ ‬‮«‬يستبعد‮»‬‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬فكرة‭ ‬مناقشة‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬خلال‭ ‬المباحثات‭ ‬مع‭ ‬كييف،‭ ‬لكن‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬شدّد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تتمحور‭ ‬المناقشات‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬للنزاع‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬بـ«الحرب‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬مصطلح‭ ‬ترفض‭ ‬السلطات‭ ‬الروسية‭ ‬عادة‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وذلك‭ ‬‮«‬من‭ ‬منظور‭ ‬تاريخي‮»‬‭.‬

الثقافة جسر الصداقة بين البحرين وروسيا
الثقافة جسر الصداقة بين البحرين وروسيا

أخبار الخليج

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • أخبار الخليج

الثقافة جسر الصداقة بين البحرين وروسيا

شهدت‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬والرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭.‬ فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬تطورا‭ ‬نوعيا‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬نتائجها‭ ‬الطيبة‭ ‬التوافق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الثنائية‭ ‬معززا‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬العلاقات‭ ‬المتينة‭ ‬بين‭ ‬قائدي‭ ‬البلدين‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬رئاسة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬أعطت‭ ‬مجالا‭ ‬أوسع‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيس‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬العربية‭ ‬والقرارات‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الروسي‭ ‬باعتباره‭ ‬صديقا‭ ‬للعرب‭ ‬وداعما‭ ‬للقضايا‭ ‬العربية‭ ‬وخاصة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فلا‭ ‬يسمح‭ ‬المجال‭ ‬هنا‭ ‬لاستعراض‭ ‬كل‭ ‬النتائج‭ ‬والمؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬ولكن‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬تعد‭ ‬الرافعة‭ ‬الأساسية‭ ‬لبقية‭ ‬جوانب‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الروسية‭.‬ كما‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬الروسية‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬كانت‭ ‬داعمة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬للبحرين‭ ‬سواء‭ ‬عند‭ ‬الاستفتاء‭ ‬على‭ ‬عروبة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬أو‭ ‬أيام‭ ‬الأزمة‭ ‬عندما‭ ‬تعرضت‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬محاولات‭ ‬للإخلال‭ ‬بأمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬مشرفة‭ ‬ولن‭ ‬ينساها‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭.‬ أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬متانة‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬هو‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬مثل‭ ‬الأيام‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وهي‭ ‬عديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬وكذلك‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنظيمها‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الروسية‭ ‬وكذلك‭ ‬المشاركات‭ ‬والزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬التي‭ ‬ازدادت‭ ‬وتيرتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬ وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬نفسه‭ ‬ازدادت‭ ‬المشاركات‭ ‬الثقافية‭ ‬الروسية‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬للانتباه‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬الروسي‭ ‬مبهرا‭ ‬ولفت‭ ‬الأنظار‭ ‬إليه‭ ‬اجتذب‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬السعوديين‭ ‬لحضور‭ ‬الحفلات‭ ‬والعروض‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البحرين‭ ‬بمناسبة‭ ‬المواسم‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬الروسي‭ ‬الجميل‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬محل‭ ‬الترحيب‭ ‬والمحبة‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬المهتم‭ ‬بالثقافة‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬الأعجاب‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬المسافة‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬جغرافيا‭ ‬ولكن‭ ‬نتيجة‭ ‬لثراء‭ ‬الثقافة‭ ‬الروسية‭ ‬وتنوعها‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬تنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬الشعوب‭ ‬الروسية‭ ‬وعاداتهم‭ ‬وتقاليدهم‭ ‬وفنونهم‭ ‬المختلفة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإيقاعات‭ ‬المتعددة‭ ‬تعدد‭ ‬الشعوب‭ ‬الروسية‭ ‬مشاهد‭ ‬تشده‭ ‬حيث‭ ‬استمتعنا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أيما‭ ‬استمتاع‭ ‬بالعروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مختلف‭ ‬الفرق‭ ‬الفنية‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الصالة‭ ‬الثقافية‭ ‬بمتحف‭ ‬البحريني‭ ‬الوطني‭.‬ وفي‭ ‬المقابل‭ ‬سوف‭ ‬يشهد‭ ‬عام‭ ‬2026‭ ‬حضور‭ ‬ثقافيا‭ ‬واسعا‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬تأكيدا‭ ‬لهذا‭ ‬التواصل‭ ‬وعلى‭ ‬متانة‭ ‬وقوة‭ ‬العلاقات‭ ‬الثقافية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين‭ ‬باعتبار‭ ‬الثقافة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬الجسور‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬ أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬التعليمي‭ ‬المرتبط‭ ‬بالثقافة‭ ‬فقد‭ ‬شهدنا‭ ‬مؤخرا‭ ‬حدثًا‭ ‬مهما‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬مركز‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬بالجامعة‭ ‬الخليجية‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬البادرة‭ ‬الطيبة‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الخليجية‭ ‬وهي‭ ‬ثمرة‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭ ‬تستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬يفتح‭ ‬بابا‭ ‬ثقافيا‭ ‬ولغويا‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬التواصل‭ ‬والفهم‭ ‬اللغوي‭ ‬والعلمي‭ ‬والثقافي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يوفره‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية‭ ‬بما‭ ‬يسهل‭ ‬التحاق‭ ‬أعداد‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬الأدبية‭ ‬والعلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬والفنية‭.‬ ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬والعلاقات‭ ‬وإن‭ ‬يشمل‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وروسيا‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭.‬

خلال استقبال جلالته كبار المشاركين في مؤتمر الحوار الإسلامي ـ الإسلامي.. الملك: لا عِزَّ للأمة ولا سلطان إلا بوحدتها وتمسكها بدينها
خلال استقبال جلالته كبار المشاركين في مؤتمر الحوار الإسلامي ـ الإسلامي.. الملك: لا عِزَّ للأمة ولا سلطان إلا بوحدتها وتمسكها بدينها

أخبار الخليج

time١٩-٠٢-٢٠٢٥

  • أخبار الخليج

خلال استقبال جلالته كبار المشاركين في مؤتمر الحوار الإسلامي ـ الإسلامي.. الملك: لا عِزَّ للأمة ولا سلطان إلا بوحدتها وتمسكها بدينها

أمتنا الإسلامية تمر بظروف صعبة تحتم علينا بذل المزيد من الجهد للوصول إلى كلمة سواء بيننا تجمع قلوبنا وتوحد كلمتنا المؤتمر يمهد لمرحلة جديدة تمكننا من التعبير السليم عن جوهر الإسلام والتعامل الرشيد مع التحدياتِ التي تواجه الأمة وتعيق مسيرة تقدمها الحضاري استقبل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬الصخير،‭ ‬أمس‭ ‬كبار‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬ـ‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬يتقدمهم‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬والذي‭ ‬تستضيفه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬برعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والقيادات‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمفكرين‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمهتمين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬ومصير‭ ‬مشترك‮»‬،‭ ‬وينظمه‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ومجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭.‬ ‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الاستقبال،‭ ‬رحَّب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بضيوف‭ ‬المملكة،‭ ‬شاكرًا‭ ‬لهم‭ ‬حضورهم‭ ‬ومشاركتهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬المهم،‭ ‬ومتمنيًا‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬اجتماعهم‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توحيد‭ ‬الكلمة،‭ ‬ولمّ‭ ‬الشمل‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭.‬ وبعد‭ ‬تلاوة‭ ‬آيات‭ ‬بينات‭ ‬من‭ ‬الذكر‭ ‬الحكيم،‭ ‬تفضل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬سامية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭ ‬نصها‭:‬ بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم الحمد‭ ‬لله،‭ ‬والصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬أجمعين،، ‭ ‬صاحب‭ ‬الفضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،، الحضور‭ ‬الكريم،، ‭ ‬السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته،‭ ‬وحياكم‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ضيافةِ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬يسعدُها‭ ‬أن‭ ‬تكونَ‭ ‬حاضنةً‭ ‬لهذا‭ ‬الاجتماعِ‭ ‬الميمون،‭ ‬بغاياتهِ‭ ‬المثلى،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وحدة‭ ‬صف‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬وإعلاء‭ ‬مكانتِها‭.‬ ويطيبُ‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نلتقي‭ ‬بكم‭ ‬في‭ ‬ساعةٍ‭ ‬مباركةٍ‭ ‬من‭ ‬ساعاتِ‭ ‬اللقاءِ‭ ‬والتواصل،‭ ‬بمناسبةِ‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمرِ‭ ‬الحوارِ‭ ‬الإسلامي‭ ‬ – ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬بادرَ‭ ‬بفكرته،‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬أرضِ‭ ‬البحرين‭ ‬قبلَ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬حفظهُ‭ ‬الله‭ ‬وباركَ‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭ ‬المخلص‭ ‬لخدمة‭ ‬الإسلامِ‭ ‬والمسلمين‭.‬ وها‭ ‬نحنُ‭ ‬اليوم،‭ ‬نستجيبُ‭ ‬لذلك‭ ‬النداءِ‭ ‬التاريخي،‭ ‬بإقامةِ‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمرِ‭ ‬المهم‭ ‬والهادف‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬الفكرِ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والتمهيدِ‭ ‬لمرحلةٍ‭ ‬جديدة‭ ‬تمكنّنا‭ ‬من‭ ‬التعبيرِ‭ ‬السليمِ‭ ‬والأمينِ‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬الإسلام،‭ ‬والتعاملِ‭ ‬الرشيدِ‭ ‬مع‭ ‬التحدياتِ‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة،‭ ‬وتعيق‭ ‬مسيرة‭ ‬تقدمها‭ ‬الحضاري‭.‬ ولا‭ ‬يُخفى‭ ‬عليكم،‭ ‬أيها‭ ‬الحضورُ‭ ‬الكريم،‭ ‬ما‭ ‬مرّت‭ ‬وتمرُّ‭ ‬به‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية،‭ ‬من‭ ‬ظروفٍ‭ ‬صعبة،‭ ‬تحتّمُ‭ ‬علينا‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬للوصولِ‭ ‬إلى‭ ‬كلمةٍ‭ ‬سواء‭ ‬بينَنا،‭ ‬تجمعُ‭ ‬قلوبَنا،‭ ‬وتوحّدُ‭ ‬كلمتنا،‭ ‬وتشُدُّ‭ ‬مِن‭ ‬أَزرِنا،‭ ‬وتنبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والخلاف،‭ ‬فلا‭ ‬عِزَّ‭ ‬لهذه‭ ‬الأمةِ‭ ‬ولا‭ ‬سلطانَ‭ ‬إلا‭ ‬بوحدتِها،‭ ‬وتمسُّكِها‭ ‬بدينِها،‭ ‬امتثالًا‭ ‬للدعوةِ‭ ‬الربانيةِ‭ ‬في‭ ‬الكتابِ‭ ‬العزيزِ‭: (‬وَأَطِيعُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬وَرَسُولَهُ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَنَازَعُوا،‭ ‬فَتَفْشَلُوا‭ ‬وَتَذْهَبَ‭ ‬رِيحُكُم‭).‬ ونتطلعُ،‭ ‬لهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬إلى‭ ‬إسهاماتِ‭ ‬المؤتمرِ‭ ‬العلمية‭ ‬والشرعية‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إشاعة‭ ‬الفكرِ‭ ‬المعتدل،‭ ‬ووقف‭ ‬الاستغلال‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي‭ ‬المهدد‭ ‬لاستقرارِ‭ ‬المجتمعاتِ‭ ‬وسيادةِ‭ ‬الأوطان،‭ ‬الذي‭ ‬يتطلبُ،‭ ‬بدوره،‭ ‬استحداث‭ ‬آليات‭ ‬متجددةٍ‭ ‬وجادةٍ‭ ‬لتوسيعِ‭ ‬دائرة‭ ‬التفاهم‭ ‬والتقاربِ‭ ‬لتشملَ‭ ‬كل‭ ‬مكوناتِ‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وبقيادةٍ‭ ‬حكيمةٍ‭ ‬للرموز‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬كلَ‭ ‬المدارس‭ ‬والمذاهبِ‭ ‬الفكرية‭.‬ ‭ ‬ونود‭ ‬هنا،‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬وقوف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬سيصدر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬الديني‭ ‬المبارك‭ ‬من‭ ‬أمرٍ‭ ‬جامعٍ‭ ‬يجمع‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬‮«‬الأخوةِ‭ ‬الدينيةِ‮»‬‭ ‬الحقة،‭ ‬عبر‭ ‬ترسيخِ‭ ‬التضامن‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬واعتبار‭ ‬الاختلاف‭ ‬بينها،‭ ‬اختلاف‭ ‬تنوع‭ ‬وتكامل،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يجمعها‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬يفرقها‭.‬ ‭ ‬ولا‭ ‬يفوتُنا،‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد،‭ ‬أن‭ ‬نُشيدَ‭ ‬بالدور‭ ‬الرائد‭ ‬الذي‭ ‬يتولاه‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬يجمع‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬علماءِ‭ ‬البلاد‭ ‬لخدمة‭ ‬الدينِ‭ ‬الحنيف،‭ ‬ومن‭ ‬أجلِ‭ ‬رفعةِ‭ ‬المسلمين‭ ‬ولمَ‭ ‬شملهم‭.‬ ‭ ‬كما‭ ‬نفخر‭ ‬بقانونِ‭ ‬الأسرة‭ ‬البحريني‭ ‬الموحد،‭ ‬الذي‭ ‬أثبتت‭ ‬تجربتُه‭ ‬النموذجية،‭ ‬أن‭ ‬أوجهَ‭ ‬التلاقي‭ ‬بين‭ ‬المذاهبِ‭ ‬الإسلامية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعابِ‭ ‬نقاط‭ ‬الاختلاف‭ ‬المحدودة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أيةِ‭ ‬فرقةٍ‭ ‬أو‭ ‬خلاف‭. ‬ وختامًا،‭ ‬نحمدُ‭ ‬اللهَ‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬فضلهِ‭ ‬وتكريمهِ‭ ‬بأن‭ ‬جعلنا‭ ‬من‭ ‬أهلِ‭ ‬القبلةِ‭ ‬الواحدة،‭ ‬ورمزًا‭ ‬للوحدةِ‭ ‬والتوافق،‭ ‬فأصبحنا‭ ‬بنعمتهِ‭ ‬إخوانًا،‭ ‬ونسألهُ‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬أن‭ ‬يهيئَ‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬أمرِنا‭ ‬رشدا،‭ ‬وأن‭ ‬يوفقَ‭ ‬الجميع‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خيرُ‭ ‬الأمةِ‭ ‬ونفعُها،‭ ‬إنهُ‭ ‬سميعٌ‭ ‬مجيب‭.‬ ‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬ ‭ ‬ثم‭ ‬ألقى‭ ‬فضيلة‭ ‬الأمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬كلمةً‭ ‬قال‭ ‬فيها‭:‬ ‭ ‬بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم ‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬وصلى‭ ‬الله‭ ‬وسلم‭ ‬وبارك‭ ‬على‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد،‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬أجمعين،، ‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،، ‭ ‬السلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.. ‬وبعد،، ‭ ‬يسعدني‭ ‬وزملائي‭ ‬وإخواني‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬الإسلام‭ ‬أن‭ ‬نجتمع‭ ‬في‭ ‬بلدكم‭ ‬العزيز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬واحة‭ ‬للتعايش‭ ‬والحوار،‭ ‬مقدرين‭ ‬بامتنان‭ ‬احتضان‭ ‬جلالتكم‭ ‬لهذه‭ ‬الدعوة‭ ‬المخلصة‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الإخوة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جمع‭ ‬الكلمة‭ ‬وتوطيد‭ ‬الأخوة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتوفير‭ ‬الإمكانات‭ ‬اللازمة‭ ‬لإنجاحه‭ ‬وإيصال‭ ‬صوته‭ ‬ورسالته‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬وأدعو‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬جهودكم‭ ‬المخلصة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بلدكم‭ ‬ورفعته،‭ ‬ودعم‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة،‭ ‬وأن‭ ‬يديم‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وسائر‭ ‬بلاد‭ ‬المسلمين‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والسلامة‭ ‬والاستقرار‭.‬ السادة‭ ‬العلماء‭ ‬الأفاضـل،، ‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬تقديري‭ ‬لحضوركم‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬المهم،‭ ‬واستجابتكم‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الخالصة‭ ‬والصادقة‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬والتي‭ ‬نسعى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬لم‭ ‬شمل‭ ‬الأمة،‭ ‬والتفاهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬الماضي‭.‬ ‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،، لقد‭ ‬تحدثت‭ ‬اليوم‭ ‬واستمعت‭ ‬إلى‭ ‬إخواني‭ ‬وزملائي‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬وفقهائهم‭ ‬ومفكريهم،‭ ‬والذين‭ ‬أشكرهم‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬لاستجابتهم‭ ‬الكريمة‭ ‬لدعوة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬ومجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬للتشاور‭ ‬حول‭ ‬تحديات‭ ‬ثقيلة‭ ‬فرضها‭ ‬واقع‭ ‬مؤلم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يجثم‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬الجميع،‭ ‬وإني‭ ‬لأقدر‭ ‬كثيرًا‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الاستثنائي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تعتده‭ ‬أعيننا‭ ‬بهذا‭ ‬الجمع،‭ ‬والذي‭ ‬تلاقت‭ ‬فيه‭ ‬أطياف‭ ‬الأمة،‭ ‬وعلماؤها‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬الإمامية‭ ‬والزيدية،‭ ‬ومن‭ ‬الإباضية،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬عامة‭ ‬المسلمين‭ ‬جميعًا‭ ‬ممن‭ ‬وصفهم‭ ‬نبي‭ ‬الإسلام‭ ‬صلوات‭ ‬الله‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬يحدد‭ ‬لنا‭: ‬من‭ ‬هو‭ ‬‮«‬المسلم‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬رقاب‭ ‬المسلمين‭ ‬ذمة‭ ‬الله‭ ‬ورسوله،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭: ‬‮«‬من‭ ‬صلى‭ ‬صلاتنا،‭ ‬واستقبل‭ ‬قبلتنا،‭ ‬وأكل‭ ‬ذبيحتنا،‭ ‬فذاكم‭ ‬المسلم‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬ذمة‭ ‬الله‭ ‬وذمة‭ ‬رسوله؛‭ ‬فلا‭ ‬تخفروا‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ذمته‮»‬‭.‬ ‭ ‬جـلالة‭ ‬الـملـك،،‭ ‬إخــوتي‭ ‬العلماء،، ‭ ‬أظنكم‭ ‬تتفقون‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬يحدثنا‭ ‬أن‭ ‬أمتنا‭ ‬الإسلامية‭ ‬لم‭ ‬تجن‭ ‬من‭ ‬الفرقة‭ ‬والتشرذم،‭ ‬وتدخل‭ ‬بعض‭ ‬دولها‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لبعضها‭ ‬الآخر،‭ ‬أو‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬أراضيها،‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬المذهبية‭ ‬والطائفية‭ ‬والعرقية‭ ‬لزرع‭ ‬الفتن‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬أو‭ ‬محاولات‭ ‬تغيير‭ ‬المذاهب‭ ‬المستقرة‭ ‬بالترغيب‭ ‬وبالترهيب،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تجن‭ ‬الأمة‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬فرقة‭ ‬ونزاعًا‭ ‬وصراعًا‭ ‬أسلمها‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬وتراجع‭ ‬أطمع‭ ‬الغير‭ ‬فينا‭ ‬وجرأه‭ ‬علينا،‭ ‬حتى‭ ‬رأينا‭ ‬وسمعنا‭ ‬من‭ ‬يطالبنا‭ ‬بتهجير‭ ‬شعب‭ ‬عريق‭ ‬وترحيله‭ ‬من‭ ‬وطنه‭ ‬ليقيم‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬منتجعًا‭ ‬سياحيًا‭ ‬على‭ ‬أشلاء‭ ‬الجثث‭ ‬وأجساد‭ ‬الشهداء‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬من‭ ‬أهلنا‭ ‬وأشقائنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬المكلومة،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬تتفقون‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لتضامن‭ ‬عربي‭ ‬إسلامي‭ ‬أخوي‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المظاهر،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أردنا‭ ‬الخير‭ ‬لبلادنا‭ ‬ولمستقبل‭ ‬أمتنا‭.‬ ‭ ‬وأتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بالدعاء‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬قادة‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬قمتهم‭ ‬العربية‭ ‬المرتقبة‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وأن‭ ‬يجمع‭ ‬كلمتهم‭ ‬ويوحد‭ ‬شملهم‭.‬ ‭ ‬وختامًا‭ ‬جـلالة‭ ‬الـملـك،، ‭ ‬يعلم‭ ‬الله‭ ‬أني‭ ‬لا‭ ‬أجيد‭ ‬المدح‭ ‬ولا‭ ‬الثناء‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬القادة‭ ‬والحكام،‭ ‬غير‭ ‬أني‭ ‬أتحرج‭ ‬كثيرًا‭ ‬أن‭ ‬أقصر‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬واجب‭ ‬يفرضه‭ ‬الشرع‭ ‬كما‭ ‬تفرضه‭ ‬الأخلاق،‭ ‬وأوصانا‭ ‬به‭ ‬نبينا‭ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الناس‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬أمرنا‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬أنزلوا‭ ‬الناس‭ ‬منازلهم‮»‬،‭ ‬نعم،‭ ‬أستحي‭ ‬أن‭ ‬أنهي‭ ‬كلمتي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أتقدم‭ ‬بالأصالة‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬ونيابة‭ ‬عن‭ ‬إخوتي‭ ‬علماء‭ ‬الإسلام‭ ‬المجتمعين‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬حضرتكم‭ ‬بما‭ ‬أنتم‭ ‬أهلٌ‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الثناء‭ ‬والشكر‭ ‬والعرفان‭ ‬بالجميل،‭ ‬وأحمد‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬كثيرًا‭ ‬أن‭ ‬هيأكم‭ ‬لاستضافة‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬واحتضانه‭ ‬ودعمه‭ ‬بإخلاص‭ ‬واضح‭ ‬ونية‭ ‬طيبة‭.‬ ‭ ‬كما‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشكر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اجتهد‭ ‬وسعى‭ ‬لإنجاح‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬رجالكم‭ ‬الجادين‭ ‬المخلصين،‭ ‬ومن‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬وعلماء‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭.‬ ‭ ‬كما‭ ‬يسعدني‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬استكمال‭ ‬المسيرة،‭ ‬وتجديد‭ ‬النيات‭ ‬لخدمة‭ ‬الإسلام‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬المحطة‭ ‬التالية‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬ـ‭ ‬الإسلامي،‭ ‬سوف‭ ‬تحتضنها‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وأدعو‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬أن‭ ‬يوفقنا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬أمتنا،‭ ‬وأن‭ ‬يمكن‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬التآلف‭ ‬والتقارب‭ ‬والوحدة‭ ‬والتقدم‭ ‬والرخاء‭.‬ ‭ ‬شكر‭ ‬الله‭ ‬لكم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حسن‭ ‬صنيعكم‭ ‬وكرم‭ ‬ضيافتكم‭ ‬وحكمة‭ ‬رعايتكم‭.‬ ‭ ‬وجزاكم‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬خير‭ ‬الجزاء‭.‬ ‭ ‬والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحـمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته‭.‬ ‭ ‬هذا،‭ ‬وقد‭ ‬أقام‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬مأدبة‭ ‬غداء‭ ‬تكريمًا‭ ‬لضيوف‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬ـ‭ ‬الإسلامي‭. ‬

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store