logo
إيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟

إيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟

يورو نيوزمنذ 4 ساعات

في ظل حالة من الهلع الأمني الشامل الذي أصاب المؤسسة الحاكمة، نفذت إيران أمس حكم الإعدام بحق مواطنٍ أُدين بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، في خطوة تأتي ضمن حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من المشتبه بهم خلال الأيام الماضية، وسط تصاعد غير مسبوق في حالة القلق داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية، نتيجة الاختراقات الاستخبارية المتكررة التي نُسبت إلى الموساد، والتي أدّت إلى تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت منشآت نووية وكبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين.
وقد أظهرت التقارير الواردة من داخل إيران أن هذه الحملة لم تقتصر فقط على الاعتقالات والمحاكمات، بل امتدت إلى دعوات رسمية للجمهور العام بإبلاغ السلطات عن أي شخص يثير الشكوك، بما في ذلك من يرتدي قبعات أو نظارات شمسية حتى ليلاً، أو من يتلقى طروداً متكررة عبر خدمات الشحن، أو من يلتقط صوراً حول المناطق العسكرية والصناعية، وهو مؤشر واضح على مستوى الذعر الذي تعيشه الدولة العميقة في إيران.
وتؤكد المصادر أن جهاز الموساد الإسرائيلي نجح على مدى أكثر من عقد في بناء شبكة استخبارية داخل إيران تتسم بالعمق والفعالية، حيث تمكنت من العمل في ظروف أمنية مشددة، مستفيدة من ثغرات داخلية في البنية الأمنية الإيرانية، وتغلغلت في قلب المؤسسات النووية والعسكرية والاستخبارية.
ومن أبرز العمليات التي كشفت عن قوة هذا التغلغل هو الهجوم الأخير على المنشآت النووية الإيرانية، والذي تم تنفيذه بمساعدة عملاء للموساد داخل البلاد، كما كان واضحاً أيضاً من خلال عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده عام 2020، التي تم تنفيذها بواسطة نظام إطلاق نار آلي متحكم به عن بُعد ومربوط بالأقمار الصناعية، من دون أن يكون هناك أي وجود مباشر لأي عنصر من الموساد في موقع الحدث.
وفي عام 2021، تم تعطيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشأة نطنز النووية، بعد أن قام الموساد بزرع متفجرات مسبقاً وتفجيرها عن بُعد، في خطوة أخرى أظهرت مدى تقدم التكنولوجيا التي يستخدمها الجهاز الاستخباري الإسرائيلي.
لكن الموساد لم يعتمد فقط على العملاء داخل إيران، بل استخدم أيضاً شبكة إقليمية ودولية توفر له الدعم اللوجستي والمعطيات الاستخبارية. وتشير التقارير إلى أن الموساد يتعاون بشكل وثيق مع ميليشيات كردية في شمال العراق، ومع مجموعات البلوش المتمردة على الحدود مع باكستان، حيث تستخدم طرق التهريب لإدخال مواد لوجستية ونقل معلومات حساسة.
كما يُعتقد أن الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان توفران مراكز انطلاق وبنية تحتية لبعض عمليات الموساد، في حين تلعب شبكات المعارضة الإيرانية في الخارج دوراً محورياً في تجنيد العملاء وجمع المعلومات الاستخبارية.
وعلى المستوى الاستراتيجي، ركزت إسرائيل على ثلاث ركائز أساسية:
على الصعيد البشري، تم تجنيد أفراد من الأقليات العرقية مثل الأكراد والبلوش، الذين يشعرون بالتهميش داخل النظام الإيراني، كما تمكن الموساد من اختراق أجهزة الاستخبارات الإيرانية نفسها، وقوات الحرس الثوري، من خلال تجنيد مخبرين داخليين.
أما على الصعيد التكنولوجي، فقد استخدم الموساد الطائرات المُسيّرة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والهجمات السيبرانية مثل فيروس Stuxnet، الذي عطّل برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، مما مكّن إسرائيل من تحقيق أهدافها دون الحاجة إلى وجود بشري دائم داخل إيران.
وأخيراً، فإن أحد أهم أسلحة الموساد هو الحرب النفسية، حيث أدت الاختراقات المستمرة إلى خلق حالة من الهوس والشك العام داخل أعلى مستويات الحكم، ما أدّى إلى توترات داخل الحرس الثوري، فضلاً عن زيادة القمع الداخلي واعتقالات تعسفية وتشديد الرقابة على المواطنين.
ولم تقتصر تأثيرات الموساد على الجانب المادي فقط، بل امتدت لتضرب البنية النفسية للدولة الإيرانية. وقد كشفت وسائل الإعلام الرسمية عن إصدار تعليمات رسمية للمواطنين حول كيفية اكتشاف "المتعاونين مع العدو"، بما في ذلك مراقبة الأفراد الذين يقودون سيارات "بيك أب" أو يحملون حقائب كبيرة، أو يتحركون بسرية حول المنشآت الحساسة.
وفي الوقت نفسه، تم تكثيف عمليات المراقبة الليلية في المناطق الحيوية بمشاركة قوات الباسيج، الجناح شبه العسكري للحرس الثوري الإيراني، في مؤشر واضح على الخوف المتزايد من تحرك العملاء الإسرائيليين بحرية داخل العمق الإيراني.
خلال خطاب مصور يوم الاثنين، دعا رئيس شرطة إيران أحمد رضا رادان من وصفهم بـ"الخونة" إلى تسليم أنفسهم، مشيراً إلى أن من أدرك أنه "تم استغلاله من قبل العدو" يمكن أن يحظى بمعاملة أكثر ليناً وحتى "تكريم"، بينما سيتم "إعطاؤهم درساً قاسياً" إذا تم القبض عليهم.
أما على الصعيد التنظيمي، فإن التأثير كان أعمق مما يبدو. فقد خضع الحرس الثوري الإيراني لتطهيرات واسعة وإعادة هيكلة، تسببت في بعض الحالات في إضعاف تماسكه الداخلي أكثر مما فعلته أي تهديد خارجي.
وتقول تقارير إن هيبة أجهزة الاستخبارات والاستخبارات المضادة الإيرانية قد تراجعت، نتيجة عدم قدرتها على الكشف عن عملاء الموساد أو منع عملياتهم. وبدأت حالة من الانقسام والاتهامات الداخلية تضرب أجهزة الأمن، في وقت تسعى فيه إيران لرسم استراتيجية جديدة لمجابهة ما وصفه مسؤولوها بـ"الحرب الاستخبارية المفتوحة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران: النظام تحت ضغط الضربات الإسرائيلية والمعارضة منقسمة بين جماعات متنافسة
إيران: النظام تحت ضغط الضربات الإسرائيلية والمعارضة منقسمة بين جماعات متنافسة

فرانس 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • فرانس 24

إيران: النظام تحت ضغط الضربات الإسرائيلية والمعارضة منقسمة بين جماعات متنافسة

تستهدف الضربات الإسرائيلية كبار الشخصيات والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام الحكومية في إيران ، وهو ما يشكل ضغوطاً شديدة على المؤسسة الحاكمة في البلاد. لكن وعلى الرغم من ذلك، ومن موجات الاحتجاجات على مدى عقود في جميع أنحاء البلاد، لا تزال المعارضة الإيرانية منقسمة بين جماعات وفصائل إيديولوجية متنافسة، ويبدو أن حضورها المنظم داخل البلاد ضعيف. وتنقسم بعض الجماعات أو التكتلات المعارضة إلى ما يلي: مؤيدون للملكية يقيم رضا بهلوي، وريث آخر شاه لإيران محمد رضا بهلوي في الولايات المتحدة. وكان والده الشاه قد فرّ من إيران في عام 1979 مع اندلاع الثورة الإيرانية. وتوفي في مصر عام 1980. ويدعو رضا بهلوي، من الولايات المتحدة، إلى تغيير النظام من خلال العصيان المدني السلمي وإلى إجراء استفتاء على حكومة جديدة. وبينما يدعم الكثير من الإيرانيين في الخارج العودة إلى نظام الحكم الملكي، لكن لا يمكن معرفة حجم شعبية هذه الفكرة داخل البلاد. فمعظم الإيرانيين ينتمون لفئات عمرية لا تعرف كيف كانت الحياة قبل الثورة، وتبدو البلاد مختلفة تماما عن تلك التي شهدت فرار والد بهلوي قبل 46 عاما. وفي حين ينظر كثير من الإيرانيين بحنين إلى تلك الحقبة التي سبقت الثورة، يتذكر العديد منهم أيضا أوجه عدم المساواة والقمع التي كانت سائدة خلالها. كما هناك انقسامات حتى بين الجماعات المؤيدة لنظام حكم الشاه. مجاهدي خلق كانت منظمة مجاهدي خلق جماعة يسارية قوية نفذت الكثير من الهجمات التفجيرية ضد حكومة الشاه وأهداف أمريكية في السبعينيات، لكنها في النهاية اختلفت مع الفصائل الأخرى. ولا يمكن للكثيرين من الإيرانيين، ومنهم ألد أعداء الجمهورية الإسلامية، أن يغفروا لهذه المنظمة وقوفها إلى جانب العراق ضد إيران خلال الحرب التي دارت رحاها بين 1980 و1988. وكانت مجاهدي خلق أول من كشف علنا في عام 2002 عن امتلاك إيران برنامجا سريا لتخصيب اليورانيوم، لكن الحركة لم تظهر أي علامة تذكر على أي وجود نشط داخل إيران لسنوات. في المنفى، لم يظهر زعيمها مسعود رجوي في العلن منذ أكثر من 20 عاما، بينما تتولى زوجته مريم رجوي زمام الأمور. وانتقدت جماعات حقوقية مجاهدي خلق بسبب ما وصفته بسلوكها الشبيه بسلوك الطائفة ولانتهاكات تمارسها بحق أتباعها، وهو ما تنفيه المنظمة. وتشكل منظمة مجاهدي خلق القوة الرئيسية وراء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تقوده مريم رجوي والذي له وجود نشط في العديد من الدول الغربية. أقليات عرقية غالبا ما كانت الأقليات الكردية والبلوشية، ذات الأغلبية السنية في إيران، تشعر بالغضب حيال الحكومات الشيعية. ونظمت العديد من الجماعات الكردية منذ فترة طويلة حركات معارضة للجمهورية الإسلامية في الأجزاء الغربية من البلاد حيث تشكل الأغلبية. وكانت هناك فترات من التمرد ضد القوات الحكومية. في بلوشستان، على طول الحدود الإيرانية مع باكستان، تتشكل المعارضة لطهران من أنصار رجال الدين السنة الذين يسعون إلى توسيع نفوذ أتباعهم داخل الجمهورية الإسلامية والمتشددين المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وعندما انتشرت الاحتجاجات الكبرى في مختلف أنحاء إيران، كانت في كثير من الأحيان أشد ضراوة في المناطق الكردية والبلوشية. ولكن لا توجد حركة معارضة واحدة موحدة في أي من المنطقتين تشكل تهديدا واضحا لحكم طهران. حركات احتجاجية خرج مئات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع في احتجاجات حاشدة على مدار عقود من الزمن. بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009، امتلأت شوارع طهران ومدن أخرى بالمتظاهرين الذين اتهموا السلطات بتزوير الأصوات لصالح الرئيس، آنذاك، محمود أحمدي نجاد ضد المرشح المنافس مير حسين موسوي. وتم سحق "الحركة الخضراء" التي يتزعمها موسوي ووضعه تحت الإقامة الجبرية مع حليفه السياسي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي. وينظر إلى الحركة التي سعت إلى الإصلاح الديمقراطي داخل النظام القائم للجمهورية الإسلامية، الآن على نطاق واسع على أنها حركة لا وجود لها. وفي عام 2022، اجتاحت إيران احتجاجات كبيرة مرة أخرى تركزت على حقوق المرأة. إذ استمرت مظاهرات "المرأة والحياة والحرية" لعدة أشهر، لكنها لم تسفر عن تشكيل منظمة أو قيادة. وفي النهاية تم اعتقال العديد من المتظاهرين وسجنهم.

إيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟
إيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟

يورو نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • يورو نيوز

إيران والاختراق الأمني: كيف حوّل "الموساد" طهران إلى ملعب استخبارتي؟

في ظل حالة من الهلع الأمني الشامل الذي أصاب المؤسسة الحاكمة، نفذت إيران أمس حكم الإعدام بحق مواطنٍ أُدين بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، في خطوة تأتي ضمن حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من المشتبه بهم خلال الأيام الماضية، وسط تصاعد غير مسبوق في حالة القلق داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية، نتيجة الاختراقات الاستخبارية المتكررة التي نُسبت إلى الموساد، والتي أدّت إلى تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت منشآت نووية وكبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين. وقد أظهرت التقارير الواردة من داخل إيران أن هذه الحملة لم تقتصر فقط على الاعتقالات والمحاكمات، بل امتدت إلى دعوات رسمية للجمهور العام بإبلاغ السلطات عن أي شخص يثير الشكوك، بما في ذلك من يرتدي قبعات أو نظارات شمسية حتى ليلاً، أو من يتلقى طروداً متكررة عبر خدمات الشحن، أو من يلتقط صوراً حول المناطق العسكرية والصناعية، وهو مؤشر واضح على مستوى الذعر الذي تعيشه الدولة العميقة في إيران. وتؤكد المصادر أن جهاز الموساد الإسرائيلي نجح على مدى أكثر من عقد في بناء شبكة استخبارية داخل إيران تتسم بالعمق والفعالية، حيث تمكنت من العمل في ظروف أمنية مشددة، مستفيدة من ثغرات داخلية في البنية الأمنية الإيرانية، وتغلغلت في قلب المؤسسات النووية والعسكرية والاستخبارية. ومن أبرز العمليات التي كشفت عن قوة هذا التغلغل هو الهجوم الأخير على المنشآت النووية الإيرانية، والذي تم تنفيذه بمساعدة عملاء للموساد داخل البلاد، كما كان واضحاً أيضاً من خلال عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده عام 2020، التي تم تنفيذها بواسطة نظام إطلاق نار آلي متحكم به عن بُعد ومربوط بالأقمار الصناعية، من دون أن يكون هناك أي وجود مباشر لأي عنصر من الموساد في موقع الحدث. وفي عام 2021، تم تعطيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشأة نطنز النووية، بعد أن قام الموساد بزرع متفجرات مسبقاً وتفجيرها عن بُعد، في خطوة أخرى أظهرت مدى تقدم التكنولوجيا التي يستخدمها الجهاز الاستخباري الإسرائيلي. لكن الموساد لم يعتمد فقط على العملاء داخل إيران، بل استخدم أيضاً شبكة إقليمية ودولية توفر له الدعم اللوجستي والمعطيات الاستخبارية. وتشير التقارير إلى أن الموساد يتعاون بشكل وثيق مع ميليشيات كردية في شمال العراق، ومع مجموعات البلوش المتمردة على الحدود مع باكستان، حيث تستخدم طرق التهريب لإدخال مواد لوجستية ونقل معلومات حساسة. كما يُعتقد أن الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان توفران مراكز انطلاق وبنية تحتية لبعض عمليات الموساد، في حين تلعب شبكات المعارضة الإيرانية في الخارج دوراً محورياً في تجنيد العملاء وجمع المعلومات الاستخبارية. وعلى المستوى الاستراتيجي، ركزت إسرائيل على ثلاث ركائز أساسية: على الصعيد البشري، تم تجنيد أفراد من الأقليات العرقية مثل الأكراد والبلوش، الذين يشعرون بالتهميش داخل النظام الإيراني، كما تمكن الموساد من اختراق أجهزة الاستخبارات الإيرانية نفسها، وقوات الحرس الثوري، من خلال تجنيد مخبرين داخليين. أما على الصعيد التكنولوجي، فقد استخدم الموساد الطائرات المُسيّرة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والهجمات السيبرانية مثل فيروس Stuxnet، الذي عطّل برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، مما مكّن إسرائيل من تحقيق أهدافها دون الحاجة إلى وجود بشري دائم داخل إيران. وأخيراً، فإن أحد أهم أسلحة الموساد هو الحرب النفسية، حيث أدت الاختراقات المستمرة إلى خلق حالة من الهوس والشك العام داخل أعلى مستويات الحكم، ما أدّى إلى توترات داخل الحرس الثوري، فضلاً عن زيادة القمع الداخلي واعتقالات تعسفية وتشديد الرقابة على المواطنين. ولم تقتصر تأثيرات الموساد على الجانب المادي فقط، بل امتدت لتضرب البنية النفسية للدولة الإيرانية. وقد كشفت وسائل الإعلام الرسمية عن إصدار تعليمات رسمية للمواطنين حول كيفية اكتشاف "المتعاونين مع العدو"، بما في ذلك مراقبة الأفراد الذين يقودون سيارات "بيك أب" أو يحملون حقائب كبيرة، أو يتحركون بسرية حول المنشآت الحساسة. وفي الوقت نفسه، تم تكثيف عمليات المراقبة الليلية في المناطق الحيوية بمشاركة قوات الباسيج، الجناح شبه العسكري للحرس الثوري الإيراني، في مؤشر واضح على الخوف المتزايد من تحرك العملاء الإسرائيليين بحرية داخل العمق الإيراني. خلال خطاب مصور يوم الاثنين، دعا رئيس شرطة إيران أحمد رضا رادان من وصفهم بـ"الخونة" إلى تسليم أنفسهم، مشيراً إلى أن من أدرك أنه "تم استغلاله من قبل العدو" يمكن أن يحظى بمعاملة أكثر ليناً وحتى "تكريم"، بينما سيتم "إعطاؤهم درساً قاسياً" إذا تم القبض عليهم. أما على الصعيد التنظيمي، فإن التأثير كان أعمق مما يبدو. فقد خضع الحرس الثوري الإيراني لتطهيرات واسعة وإعادة هيكلة، تسببت في بعض الحالات في إضعاف تماسكه الداخلي أكثر مما فعلته أي تهديد خارجي. وتقول تقارير إن هيبة أجهزة الاستخبارات والاستخبارات المضادة الإيرانية قد تراجعت، نتيجة عدم قدرتها على الكشف عن عملاء الموساد أو منع عملياتهم. وبدأت حالة من الانقسام والاتهامات الداخلية تضرب أجهزة الأمن، في وقت تسعى فيه إيران لرسم استراتيجية جديدة لمجابهة ما وصفه مسؤولوها بـ"الحرب الاستخبارية المفتوحة".

هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من القنابل سَيَفي بالغرض؟
هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من القنابل سَيَفي بالغرض؟

يورو نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • يورو نيوز

هل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من القنابل سَيَفي بالغرض؟

في ظل التصعيد المتزايد بين إسرائيل وإيران، تدور نقاشات داخل الأوساط الأمريكية والإسرائيلية حول الخيارات العسكرية المتاحة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وسط تركيز خاص على منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، التي بُنيت على عمق كبير داخل جبل، مما يجعل استهدافها تحدياً تقنياً وعسكرياً صعباً. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن إحدى الوسائل الفعالة لإلحاق أضرار جدية بهذه المنشأة هي استخدام القنابل المعروفة باسم "Bunker-buster"، وهي قنابل مصممة لتدمير الأهداف المحصنة تحت الأرض. ويُعتقد أن الولايات المتحدة تمتلك النوع الوحيد القادر على تحقيق هذا الهدف، وهو قنبلة تزن 30 ألف رطل، وتُعتبر سلاحاً دقيقاً وموجهاً إلكترونياً، ويمكن حمله فقط بواسطة الطائرة الخفية "B-2 Stealth Bomber"، وهي الوحيدة القادرة فنياً على تنفيذ مثل هذه المهمة. ومن الناحية العملية، فإن استخدام هذه القنبلة يتطلب تدخلاً أمريكياً مباشراً، عبر إرسال طائرات أمريكية مزودة بهذا السلاح للقيام بالضربة، وهو ما قد يفتح المجال أمام تصعيد أوسع في منطقة الشرق الأوسط، ويزيد احتمالية دخول الولايات المتحدة في صراع مباشر مع إيران، وهو أمر أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً أنه لا يريده. وفي هذا السياق، قال مراسل وكالة الأسوشيتد برس ديفيد رايزينغ: "مع استمرار إسرائيل في شن هجمات على إيران، تزداد التكهنات بأنها قد تحتاج إلى التحدث مع واشنطن حول إمكانية استخدام القنابل الأمريكية المدمرة للمخابئ. وذلك لأن إسرائيل، بصريح العبارة، لا تمتلك القدرات التقليدية اللازمة لتدمير منشأة مثل فوردو، التي تقع على عمق كبير داخل الجبال". وأضاف رايزينغ: "استخدام هذه القنبلة يعني أن هناك طياراً أمريكياً سيقوم بإلقاء قنبلة أمريكية من طائرة أمريكية على منشأة نووية إيرانية، وهو تدخل مباشر قد يغير طبيعة الصراع في المنطقة. لكن حتى اللحظة، لم يُعلن عن أي طلب رسمي من قبل إسرائيل للحصول على هذا النوع من الدعم العسكري، كما رفض الرئيس ترامب التعليق على الموضوع بشكل واضح". على الجانب الآخر، أشار مسؤولون إسرائيليون إلى وجود خيارات أخرى لديهم يمكن من خلالها استهداف المنشآت النووية الإيرانية، دون الكشف عن طبيعة هذه الخيارات أو مدى جاهزيتها. ويأتي هذا النقاش في وقت تستمر فيه الضربات الإسرائيلية على مواقع متعددة داخل إيران، فيما يبدو أنها بداية مرحلة جديدة من التوتر بين البلدين، والتي قد تتطور إلى مواجهة أوسع إذا لم تنجح القنوات الدبلوماسية في تبريد الأجواء. وتظل العين على واشنطن الآن، حيث ينتظر المراقبون موقف الإدارة الأمريكية من أي طلب محتمل من إسرائيل للحصول على دعم عسكري مباشر، خاصة باستخدام السلاح الاستراتيجي الذي تملكه وحدها، والذي قد يكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الصراع في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store