
الفعاليات الوطنية ركيزة مهمة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الأردن
وتتضح أهمية هذه الفعاليات أيضا في الترويج للهوية الثقافية الأردنية والمواقع السياحية الفريدة التي يزخر بها الوطن، ما يعزز من جاذبية الأردن كوجهة سياحية متميزة وآمنة في المنطقة.
وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي، تشكل الفعاليات كذلك، منصة لتمكين الدولة من إيصال صوتها ومواقفها إلى العالم، وتعزيز دورها في الحوار الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى بناء جسور من التفاهم والتعاون مع مختلف الدول والشعوب، الأمر الذي يعكس صورة الأردن كدولة مستقرة ومنفتحة وذات رسالة، وتؤدي دورا مهما من خلال تخصيص منصات لجمع التبرعات أو تخصيص ريع مهرجان أو حفل ما، وتنظيم حملات تضامن في إيصال رسائل إنسانية تعكس التزام الأردن تجاه أشقائه.
ويؤكد خبراء في الثقافة والسياحة والإبداع في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن المهرجانات الثقافية ليست مجرد فعاليات احتفالية، بل أدوات حضارية ورمزية للمقاومة السلمية وتعزيز الهوية الوطنية.
وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور بدر الماضي أن المهرجانات الثقافية تعد رافعة أساسية لنقل الهوية الثقافية للمجتمعات، ولا يمكن أن تترسخ الهوية أو تصان دون دعم منظومة سياسية واقتصادية وثقافية متكاملة.
وأشار إلى تأثير الثقافة الإيجابي العميق في نفوس الناس، وأن الهوية الثقافية بحاجة إلى أدوات سياسية واقتصادية وفنية وإبداعية لتعزيزها، وأن الروافع الثقافية تسهم في بناء الوجدان الجمعي، بل تستطيع الجماهير عبر التعبئة الثقافية أن تؤسس لوعي جماعي لا يقل أهمية عن التعبئة السياسية أو العسكرية، خصوصا عند المواجهة مع ما يحاك ضد القضايا الوطنية، وأبرزها القضية الفلسطينية.
وشدد على أن الثقافة بكل أشكالها تعتبر أداة فعالة من أدوات المقاومة السلمية، تسهم في تحصين المجتمع وبث روح الصمود، لا سيما بين جيل الشباب الذي بدأ يبتعد عن الثقافة التقليدية في ظل التحولات الرقمية، كما إن العودة إلى أساسيات الثقافة الوطنية ضروري لتصليب موقف الأجيال الجديدة، وتعزيز ارتباطهم بالدولة ومؤسساتها وقضاياها، خاصة مع التحديات الدولية والسياسية الراهنة.
وبين أن دمج البعد الثقافي مع البعد الإنساني يعزز من الانتماء ويصون الهوية في مواجهة التشويه والطمس، مدللا على ذلك بأن مهرجان جرش على سبيل المثال، تتجاوز أهميته الحفل الفني إلى فعل ثقافي وحضاري من الطراز الأول، لحمل رسالة الأردن الثقافية إلى العالم، محذرا من اختزاله في صورة احتفالية بحتة لا تعكس عمقه التاريخي.
ولفت إلى أن التردد في تنظيم الفعاليات الثقافية يضعف من رصيد "القوة الناعمة" للأردن، ويفتح المجال للتشكيك بمدى قدرته على التعبير الحر والمستنير.
ودعا إلى توحيد الرسائل الثقافية وتعزيز الهوية الوطنية عبر المهرجانات الثقافية، وأن نكون جميعا صوتا واحدا ويدا واحدة، في مواجهة ما يجري في فلسطين وقطاع غزة لأن الثقافة تمثل حائط الصد الأول والأخير في معركة الكرامة والهوية والحق.
من جهتها، أكدت رئيس قسم الإدارة السياحية في الجامعة الأردنية الدكتورة منى سليحات، أن المهرجانات الثقافية والسياحية، مثل مهرجان جرش، تمتلك القدرة على أن تكون منصات فاعلة للتعبير عن القضايا الوطنية والعربية، خصوصا القضية الفلسطينية.
وأوضحت أن دمج المحتوى الثقافي والفني والأدبي الذي ينعكس فيه صوت فلسطين ومعاناة أهل غزة، يسهم في إيصال رسالة إنسانية ووطنية إلى الجمهور المحلي والدولي، عبر المسرحيات والعروض الموسيقية والأفلام القصيرة.
وأضافت أن تخصيص جزء من ريع هذه الفعاليات لدعم المؤسسات العاملة في غزة، والأسر المتضررة يعزز البعد الإنساني، ويحول المهرجان إلى مساحة فعلية للتضامن.
وعن البعد الإنساني في السياحة الثقافية، أوضحت سليحات أن إدراجه في الفعاليات يمنحها عمقا وجدانيا ورسائل سامية، يحولها من نشاط ترفيهي بحت إلى تجربة تثقيفية ومعنوية، ترسخ الهوية الوطنية وتبرز القيم الثقافية.
وشددت على أن التكامل بين السياحة والتراث والهوية الوطنية يتحقق عندما تتحول الفعاليات إلى فضاءات للوعي والانتماء، وتمزج بين الترفيه والتثقيف، ما يتيح للزوار فرصة التفاعل مع روايات الشعوب وتراثها وقضاياها.
وشددت على أن التوازن بين الطابع الاحتفالي للمهرجان ومراعاة مشاعر الجمهور المتأثر بالأحداث الإنسانية ضروري، ويتطلب إعادة صياغة المحتوى عبر فقرات رمزية تضامنية، ورسائل سلام ووعي، وخطاب إعلامي متوازن يظهر الاحترام للمشاعر دون فقدان جو الفرح.
وأكدت أن الفن والسياحة الثقافية أدوات مقاومة وظيفتها تعزيز التضامن الإنساني، وأن المهرجانات قادرة على نقل الرسائل الإنسانية من خلال عروض تستضيف فنانين من مناطق النزاع، ومعارض فنية وأدبية توثق معاناة الشعوب، لتصبح رسالة مشتركة عالمية تدافع عن السلام والعدالة عبر الصوت الجماعي.
بدوره، قال المخرج علي عليان إن العقلية التنويرية باتت مفقودة لأن حفلات المهرجانات تدر دخلا اقتصاديا وتجذب السياح عبر الفن، وترفع من الصورة السياحية للأردن، ما ينعكس إيجابا على رفد اقتصاد الدولة وتقوية دعمها لفلسطين.
وأضاف إن تقوية الاقتصاد تعني تعزيز القدرة على إرسال الدعم الإنساني واللوجستي إلى قطاع غزة، محذرا من أن ضعف الاقتصاد يضعف بدوره القوة المعنوية في مجابهة الظلم.
وفيما يتعلق بالسياحة، أوضح أن حضور ضيف أوروبي أو من أي قارة لمهرجان المسرح الحر أو مهرجان جرش يدفعه للبحث عن الأردن والتعرف على مواقع؛ مثل البتراء وجرش، وجدارا، وجبل نيبو والبحر الميت، ما يؤسس لتجربة سياحية تروج للسياحة الوطنية عبر الفنون والمهرجانات.
وأكد عليان أن دعم الفعل الثقافي ليس ترفا، بل ضرورة وطنية واقتصادية واجتماعية، تسهم في حماية الهوية الأردنية، وتعزيز الدور الإنساني والسياسي للمملكة على الساحتين الإقليمية والدولية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
الحكومة : توفر شاغر وظيفة مدير بنك تنمية المدن والقرى
أعلنت رئاسة الوزراء عن توفر شاغر لوظيفة مدير عام بنك تنمية المدن والقرى، داعية الراغبين ممن تنطبق عليهم شروط إشغال الوظيفة إلى التقدم بطلباتهم إلكترونيًا. وبينت رئاسة الوزراء أن تقديم الطلبات يتم عبر الرابط التالي: على أن يرفق مع الطلب السيرة الذاتية، وصور عن المؤهلات العلمية والشهادات المهنية، وشهادات الخبرة، إلى جانب الوثائق التي تعزز الكفايات القيادية والإدارية المطلوبة للوظيفة. وأكدت أنه لن يُنظر في أي طلب غير مستكمل للوثائق الثبوتية المطلوبة، وسيحصل كل متقدم على إشعار إلكتروني يُفيد باستلام طلبه. وأشارت إلى أنه سيتم الإعلان عن الشاغر الوظيفي عبر: الموقع الإلكتروني لرئاسة الوزراء: موقع بنك تنمية المدن والقرى: و وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، وحسابات التواصل الاجتماعي الرسمية للبعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج، ومنصة الإعلانات الحكومية الموحدة، وذلك اعتباراً من تاريخ 2025/7/28 ولغاية تاريخ 2025/8/5


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
مصفاة البترول : توجه لتزويد سوريا بالغاز المنزلي
كشف الرئيس التنفيذي لشركة مصفاة البترول الأردنية م. حسن الحياري، عن توجه لتزويد سوريا بالغاز المنزلي عبر إستقبال أسطوانات غاز فارغة من الجانب السوري وتعبئتها في الأردن، ومن ثم إعادة إرسالها مجددا. وقال الحياري إن الشركة تعد الدراسات اللازمة حول هذا المشروع، تمهيدا لعرضها رسميا على الجانب السوري'، وبين الحياري أن التوجه يشمل تعبئة نحو 40 ألف أسطوانة يوميا خلال فصل الصيف فقط، وذلك في ظل إعطاء الأولوية لتغطية الاحتياجات المحلية، خلال فصل الشتاء. ووفقا للعرض الذي سيقترحه الأردن على الجانب السوري، سيتم استقبال الأسطوانات الفارغة من هناك في محطة صلاح الدين لتعبئة الغاز، التابعة لشركة مصفاة البترول في منطقة النعيمة شمالي المملكة، حيث ستعبأ هناك، ثم تُعاد إلى الأراضي السورية لاستخدامها في تغطية احتياجات سكان الجنوب السوري. وقال الحياري إن المصفاة لم تحصل حتى الآن على رقم دقيق لحجم الاحتياج اليومي لسورية من أسطوانات الغاز المنزلية. وتعد شركة مصفاة البترول، الجهة الوحيدة المنتجة لمادة الغاز المسال في المملكة، فيما تتولى الشركة الأردنية لصناعة وتعبئة الغاز المسال (المملوكة بالكامل لمصفاة البترول)، مسؤولية التعبئة من خلال ثلاث محطات رئيسية تقع في عمان، إربد وداخل مقر المصفاة في الزرقاء. وتظهر آخر بيانات الشركة أن واردات الأردن من الغاز المسال، بلغت خلال العام 2023 نحو 384.18 ألف طن، مقارنة مع نحو 406 آلاف طن في العام 2022، ما يمثل تراجعا بنسبة تقارب 5 %. وكانت مصفاة البترول، فعلت أعمال الشركة الأردنية لصناعة وتعبئة الغاز المسال مطلع العام 2023، حيث نقلت إليها جميع أنشطة الغاز المسال باستثناء الإنتاج، وربطت بها محطات التعبئة الثلاث، إلى جانب ورشة إصلاح وتأهيل أسطوانات الغاز. وتقوم الشركة باستيراد الغاز المسال وتخزينه وبيعه، إضافة إلى استيراد الأسطوانات الفارغة وتعبئتها وفقا للمواصفات المحلية والدولية المعتمدة. وحول آخر الأرقام الصادرة أيضا، فقد شهد نشاط التعبئة نموا ملحوظا، إذ تم بيع نحو 9.34 مليون أسطوانة غاز سعة 12 كغم، مقارنة بـ9.12 مليون أسطوانة في العام 2023، بزيادة تقدر بنحو مليون أسطوانة أو ما نسبته 3 %. وعلى الجانب الآخر، انخفض عدد أسطوانات الغاز سعة 50 كغم المعبأة من 989,972 أسطوانة في العام 2023، إلى 961,250 أسطوانة في العام الماضي، بانخفاض نسبته نحو 2.9 %. إلى ذلك، وقع الأردن وقطر منتصف آذار(مارس) الماضي، اتفاقية منحة لضخ كميات من ذلك الوقود إلى سورية عبر خط الغاز العربي، هي عبارة عن منحة مقدمة من صندوق قطر للتنمية، تتضمن استغلال وحدة التغويز العائمة في ميناء العقبة وضخ الغاز إلى سورية، لتأمين احتياجات قطاع الكهرباء.


الرأي
منذ 4 ساعات
- الرأي
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
تعلن رئاسة الوزراء عن توفر شاغر وظيفة مدير بنك تنمية المدن والقرى، فعلى من تتوافر فيه متطلبات إشغال هذه الوظيفة التقدم بطلب من خلال الرابط الالكتروني على موقع رئاسة الوزراء ( على ان يرفق مع الطلب السيرة الذاتية وصور عن المؤهلات العلمية والشهادات المهنية وشهادات الخبرة والوثائق المعززة للكفايات القيادية والادارية المطلوبة للوظيفة، وسيتم استبعاد أي طلب غير مستوفي للأوراق الثبوتية المطلوبة، ويحصل كل من تقدم بطلب على إشعار الكتروني يفيد باستلام طلبه، علماً بأنه سيتم الإعلان عن الوظيفة على الموقع الإلكتروني لرئاسة الوزراء ( وبنك تنمية القرى ( ووزارة الخارجية لشؤون المغتربين وعلى حسابات التواصل الاجتماعي الرسمية للبعثات الدبلوماسية الاردنية في الخارج ومنصة الاعلانات الحكومية الموحدة,اعتباراً من تاريخ (2025/7/28 ) ولغاية تاريخ ( 2025/8/5 ).