
أطعمة طبيعيّة تغنيك عن الحبوب والمكمّلات
في عالمنا اليوم، يتجه الكثيرون نحو تناول المكملات الغذائية لتعويض نقص الفيتامينات والمعادن في أجسامهم، لكن ما لا يدركه البعض هو أن الطبيعة قد وفرت لنا مصادر غذائية غنية كفيلة بتلبية احتياجات الجسم من العناصر الأساسية، دون الحاجة إلى أقراص دوائية. من خلال اعتماد نظام غذائي متوازن ومتنوع، يمكن للإنسان أن يحصل على معظم الفيتامينات التي يحتاجها من الطعام وحده، مما يجعل بعض الأطعمة بمثابة بديل طبيعي ومتكامل للمكملات الغذائية.
تلعب الفواكه والخضروات دورا محوريا في تزويد الجسم بالفيتامينات الأساسية مثل فيتامين C، A، وK، إلى جانب الألياف ومضادات الأكسدة. على سبيل المثال، يُعتبر البرتقال، الفراولة، والفلفل الحلو مصادر ممتازة لفيتامين C الذي يعزّز مناعة الجسم ويساعد في امتصاص الحديد. أما الجزر والبطاطا الحلوة، فيحتويان على البيتا كاروتين، الذي يتحوّل في الجسم إلى فيتامين A، الضروري لصحة العينين ونمو الخلايا.
كما توفر الحبوب الكاملة مثل الشوفان، القمح الكامل، والأرز البني، مجموعة من فيتامينات B المعقدة، التي تلعب دورا مهما في إنتاج الطاقة ودعم الجهاز العصبي. كما تُعدّ البقوليات، كالفاصولياء والعدس والحمص، مصدرا ممتازا للفولات (فيتامين B9) والحديد والمغنيسيوم، ما يجعلها ضرورية للنساء الحوامل ولمرضى فقر الدم على حد سواء.
هذا وتحتوي المكسرات كالجوز واللوز والبندق، إلى جانب البذور مثل بذور الشيا والكتان، على نسب عالية من فيتامين E، وهو مضاد أكسدة قوي يساعد على حماية خلايا الجسم من التلف. كما أنها تزود الجسم بالدهون الصحية، خصوصًا أحماض أوميغا-3، إلى جانب المغنيسيوم والزنك، وهما عنصران أساسيان في تعزيز المناعة وصحة العظام.
وأيضاً، تعتبر الأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة، والماكريل من أفضل المصادر الغذائية لفيتامين D، الضروري لصحة العظام والمناعة، خاصة في الأماكن التي تقل فيها أشعة الشمس. كما توفّر هذه الأسماك فيتامين B12، الذي لا يتوافر إلا في المصادر الحيوانية، ويُعد أساسيا لتكوين خلايا الدم الحمراء ووظائف الدماغ. أما منتجات الألبان كاللبن والحليب والجبن، فهي غنية بالكالسيوم وفيتامين D، ما يدعم صحة العظام والأسنان.
يُجمع الخبراء على أن السبانخ، الكرنب، والجرجير من أكثر الخضروات الورقية فائدة. فهي غنية بفيتامين K، الضروري لتخثر الدم وصحة العظام، كما تحتوي على نسب مرتفعة من حمض الفوليك والحديد وفيتامين C، مما يجعلها عنصرًا غذائيًا لا غنى عنه في أي نظام صحي.
رغم أهمية المكملات الغذائية لبعض الحالات الخاصة مثل الحمل، الشيخوخة، أو الأمراض المزمنة، إلا أن الغالبية العظمى من الناس يمكنهم تلبية احتياجاتهم من الفيتامينات من خلال الغذاء وحده. السر يكمن في تنويع المصادر الغذائية والحرص على تناول كميات كافية من الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات الصحية، والدهون المفيدة. وبهذا، يصبح الشعار القديم "اجعل غذاءك دواءك" أكثر واقعية من أي وقت مضى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 7 ساعات
- الديار
بري عرض مع وفد نقابة أصحاب المستشفيات الواقع الاستشفائي وبرنامج عمل النقابة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس نقابة أصحاب المستشفيات في لبنان بيار يارد مع وفد من هيئة مكتب النقابة. وقد عرض النقيب يارد والوفد لرئيس المجلس الواقع الاستشفائي في لبنان، واوضاع المستشفيات وبرنامج عمل النقابة.


الديار
منذ 7 ساعات
- الديار
المسكنات أثناء الحمل: بين الحاجة الطبيّة والمخاطر المحتملة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يمثل الحمل فترة حساسة تتطلب عناية دقيقة بصحة الأم والجنين، لا سيما عندما يتعلق الأمر باستخدام الأدوية، وعلى رأسها المسكنات. فرغم أن بعض الآلام الخفيفة قد تكون شائعة خلال هذه المرحلة، إلا أن اللجوء إلى الأدوية يجب أن يكون مدروسًا ومحكومًا بإشراف طبي صارم، نظرًا للتأثيرات المحتملة في نمو الجنين وسلامة الحمل. وفي هذا السياق، تُطرح علامات استفهام حول أمان المسكنات المختلفة وتأثيرها في صحة الأم والبيئة على حد سواء. يُعد الباراسيتامول (أو الأسيتامينوفين) من أكثر المسكنات استخدامًا خلال الحمل، ويُعتبر آمنًا نسبيًا إذا استُخدم بالجرعات الموصى بها ولمدة قصيرة. لكن، دراسات حديثة أظهرت وجود ارتباط محتمل بين الاستخدام طويل الأمد للباراسيتامول ومشاكل سلوكية لدى الأطفال، مما يستدعي استخدامه فقط عند الضرورة القصوى وتحت إشراف طبي. المسكنات التي تندرج ضمن فئة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، تُعد غير آمنة خلال الحمل، خاصة في الثلث الثالث، إذ قد تؤثر في الدورة الدموية للجنين وتزيد من خطر الولادة المبكرة أو مشاكل في القلب والكلى للجنين. لهذا، يوصى بتجنب هذه الفئة قدر الإمكان خلال الحمل، ما لم يكن هناك ضرورة طبية قصوى وبإشراف طبيب مختص. أما المسكنات الأفيونية مثل الكودين أو الترامادول، فهي تمثل تهديدًا حقيقيًا خلال الحمل. إذ ترتبط بزيادة خطر التشوهات الخلقية، والإدمان عند الطفل حديث الولادة، ومتلازمة الامتناع الوليدي. لذلك، يُحظر استخدامها بشكل ترفيهي أو دون وصفة طبية دقيقة، ويجب التفكير بألف مرة قبل اللجوء إليها حتى في الحالات المؤلمة. لا تقتصر تبعات استخدام المسكنات خلال الحمل على صحة الأم والجنين فقط، بل تمتد إلى البيئة أيضًا. فالكثير من المسكنات التي يتم تناولها تُفرز في البول وتصل إلى مياه الصرف الصحي، ومن ثمّ إلى المسطحات المائية. ومع ضعف تقنيات المعالجة في محطات الصرف ببعض الدول، كلبنان، فإن هذه المواد قد تساهم في تلوّث الأنهار والبحر، وتؤثر في الكائنات البحرية، خاصة إذا تم التخلص من الأدوية بشكل غير آمن. بما أن الخيار المثالي هو تجنب الأدوية ما أمكن، تؤدي الأساليب البديلة دورًا مهمًا، مثل الراحة، العلاج الفيزيائي، اليوغا المخصصة للحوامل، واستخدام الكمادات الباردة أو الساخنة حسب نوع الألم. وفي حال كان استخدام المسكنات ضروريًا، فيجب أن يكون بعد استشارة طبيب نسائي أو صيدلي خبير في أدوية الحمل. كما يُشجع على عدم رمي الأدوية غير المستخدمة في النفايات أو المجاري، بل تسليمها إلى الصيدليات التي تعتمد أنظمة إعادة التدوير أو التخلص الآمن. إنّ سلامة الحمل لا تعني فقط الحفاظ على صحة الأم والجنين، بل تشمل أيضًا إدراك الآثار طويلة الأمد لاستخدام الأدوية على البيئة من حولنا. ولهذا، فإن التوعية الصحية المتكاملة، التي تأخذ في الاعتبار البعد البيئي، باتت اليوم ضرورة لا ترفًا. فقرار صغير مثل تناول حبة دواء، قد تكون له تداعيات أوسع مما نتخيّل.


الديار
منذ 7 ساعات
- الديار
فيروسات الصيف التنفسيّة: مخاطر غير متوقّعة في موسم الحرارة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب على الرغم من ارتباط فيروسات الجهاز التنفسي غالبًا بفصل الشتاء، إلا أن فصل الصيف لا يخلو من هذه التهديدات الصحية. قد يظن البعض أن حرارة الصيف كفيلة بالقضاء على الفيروسات التنفسية، إلا أن الواقع يُظهر أن بعض الفيروسات تجد في الأجواء الحارة بيئة مناسبة للانتشار، لا سيما مع تغيّر أنماط الحياة وزيادة السفر والتجمعات. تنتشر فيروسات الجهاز التنفسي خلال الصيف لعدة أسباب، أبرزها التكييف المستمر داخل الأماكن المغلقة، مما يخلق بيئة باردة وجافة تشبه إلى حد كبير أجواء الشتاء. هذا التبدل المفاجئ بين درجات الحرارة المرتفعة في الخارج والباردة في الداخل يضعف الجهاز المناعي ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة. كما أن السفر والاختلاط في الأماكن المزدحمة كالمسابح والمراكز التجارية والمطارات يُسهم بشكل كبير في انتقال الفيروسات بين الأفراد. من بين الفيروسات التي تنتشر صيفًا، يُعد فيروس الأنف من أكثر المسبّبات لنزلات البرد في هذا الفصل. كما يلاحظ تزايد في حالات الإصابة بفيروس البارا إنفلونزا، الذي قد يؤدي إلى التهابات الحنجرة والشُعب الهوائية. فيروس أدينوفيروس أيضًا يُعتبر من الفيروسات الشائعة في الصيف، ويتميز بقدرته على إصابة الجهاز التنفسي والعين والجهاز الهضمي في بعض الحالات. تتراوح الأعراض بين خفيفة إلى متوسطة، وتشمل سيلان الأنف، التهاب الحلق، السعال، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وأحيانًا صعوبة في التنفس لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو الأطفال وكبار السن. وقد تختلط الأعراض مع علامات أمراض أخرى مثل الحساسية الموسمية، مما يصعّب التمييز بينها دون استشارة طبية. على الرغم من شيوع الاعتقاد بأن الفيروسات التنفسية تقتصر على أشهر الشتاء الباردة، إلا أن فصل الصيف لا يخلو من خطرها. فالتنقل المتزايد، والتجمعات العائلية، والاعتماد الكبير على أجهزة التكييف تجعل من هذا الفصل أرضًا خصبة لانتشار بعض الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، خاصة في الأماكن المغلقة. للوقاية من هذه الفيروسات خلال أشهر الصيف، ينصح الأطباء بتجنب التعرّض المفاجئ لتغيرات حادة في درجات الحرارة، مثل الانتقال المباشر من أجواء شديدة الحرارة إلى غرف باردة بفعل التكييف. فتيارات الهواء الباردة تضعف دفاعات الجهاز التنفسي مؤقتًا، مما يجعله أكثر عرضة للعدوى. كما يُعد الحفاظ على ترطيب الجسم أمرًا ضروريًا، نظرًا لدور الماء في دعم الوظائف الحيوية والمناعة. إضافةً إلى ذلك، يُعد غسل اليدين بانتظام من أهم وسائل الحماية، نظرًا لانتقال الفيروسات بسهولة عبر الأسطح الملوثة. ويُنصح أيضًا بتجنب مشاركة الأغراض الشخصية، مثل المناشف أو زجاجات المياه، لأنها قد تحمل الفيروسات دون ظهور أعراض على حاملها. أما من الناحية الغذائية، فإن تناول وجبات متوازنة غنية بالفيتامينات، ولا سيما فيتامين C وD، إلى جانب الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، يعزز من كفاءة الجهاز المناعي ويقلل من احتمالات الإصابة. وفي حال ظهور أعراض تنفسية مثل السعال، أو التهاب الحلق، أو انسداد الأنف، يجب متابعة الحالة بدقة. فإذا استمرت الأعراض لأكثر من خمسة أيام، أو إذا ترافقت مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة أو ضيق في التنفس، فإن زيارة الطبيب تصبح أمرًا لا بد منه لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب. وتُعد هذه الخطوة أكثر أهمية إذا كان المريض طفلًا صغيرًا أو شخصًا مسنًا أو يعاني من أمراض مزمنة، إذ تكون مضاعفات الفيروسات لديهم أكثر خطورة.