logo
"الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد"– يديعوت أحرونوت

"الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد"– يديعوت أحرونوت

الوسط٠١-٠٥-٢٠٢٥

Getty Images
وقعت اتفاقات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض، في سبتمبر/ أيلول عام 2020
نبدأ جولتنا من صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، ومقال بعنوان "البناؤون ضد المدمرين: لماذا رفض الشرق الأوسط الجديد نهاية العالم؟"، كتبه آدم سكوت بيلوس.
يرى الكاتب أنه قبل نحو عشرين عاماً من الآن، وبعد أحداث 11 سبتمبر، اعتُبر الشرق الأوسط "ساحة معركة دائمة للفوضى الإسلامية"، وبدت المنطقة في عيون المحللين السياسيين "عالقة بين الحركات السنية المتطرفة كالقاعدة، والثوار الشيعة كحزب الله ووكلاء إيران".
لقد كان السلام بعيد المنال حينذاك، لكن في عام 2025، لا يبدو الشرق الأوسط كما تخيله العالم بعد تلك الأحداث، وفق بيلوس.
وجاء في المقال: "اليوم، يتحد اليهود والعرب، ليس لتدمير بعضهم البعض، بل لبناء مستقبل أفضل. إنهم يُقيمون شراكات لا تستند إلى المظالم، بل إلى البقاء المتبادل والطموح المشترك. الشرق الأوسط الجديد آخذ في الصعود - وقد تبلور ظهوره في أحد أحلك الأيام في التاريخ الحديث"، وذلك في إشارة إلى يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حين شنت حركة حماس هجومها غير المسبوق على إسرائيل.
يشبه الكاتب هجوم حماس بمقتل أرشيدوق النمسا، إستي فرانتس فرديناند، عام 1914 والذي دفع أوروبا والعالم إلى إشعال الحرب العالمية الأولى، وكذلك كان من المفترض أن يشعل هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول انفجارا إقليميا كارثيا - لعكس مسار التاريخ وإشعال حرب مقدسة جديدة، حسب قوله.
"لكن هذه المرة، رفضت المنطقة. وبدلاً من الانهيار في الفوضى، ارتد جزء كبير من العالم العربي. أدركت الحكومات - وشعوبها بشكل متزايد - أن السابع من أكتوبر كان بمثابة النَفَس الأخير للأيديولوجيات التي استعبدت المنطقة لقرنٍ من الزمان. من الدماء والركام، تُرسم الآن خريطة جديدة. الشرق الأوسط الجديد يُبنى على يد أولئك الذين اختاروا العقل على التعصب، والابتكار على الظلم، والكرامة على دور الضحية الدائم".
يرى الكاتب أن منطقة الشرق الأوسط تواجه الآن مجموعة غير مسبوقة من الأعداء أبرزها "الحركات الإسلامية المتطرفة سنية كانت أو شيعية، مثل حماس وحزب الله، والاستبداد الثيوقراطي والاشتراكية الثورية، والإمبريالية العثمانية الجديدة التي تمثلها تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان... إلى جانب الحوثيين في اليمن".
لكنه يرى أيضاً أن المنطقة أصبحت تتميز الآن برؤية مشتركة بين إسرائيل ودول عربية "تعطي أولوية للأمن على الأيديولوجية، والتحديث على الانحدار، والعمل والابتكار على الحرب والدمار، والرخاء الاقتصادي على الفقر والظلم، وبناء المستقبل على هوس الماضي، والشراكة على العزلة".
يرى الكاتب أن أساس هذه الرؤية وُضع باتفاقيات إبراهام (الاتفاقيات الإبراهيمية)، حين طبّعت إسرائيل علاقاتها مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، "لكن أحداث العام الماضي أظهرت أن هذه الاتفاقيات لم تكن نهاية المطاف، بل كانت بداية".
"اليوم، تقترب السعودية أكثر من أي وقت مضى من إضفاء الطابع الرسمي على علاقاتها مع إسرائيل، بعد أن تخلّت عن مطلبها القديم بإقامة دولة فلسطينية كشرط مسبق. حتى سوريا، بعد سقوط نظام الأسد، أبدت حرصها على الانضمام إلى عملية التطبيع الإقليمي. في غضون ذلك، تعمل القوات الإسرائيلية والخليجية والعربية بهدوء على دمج دفاعاتها الجوية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والاستعداد للتهديدات الجماعية".وفق المقال.
وأضاف الكاتب: "ما يُطلق عليه البعض (حلف الناتو الشرق أوسطي) يُشار إليه الآن علنا من قبل القيادة الإسرائيلية باسم (تحالف إبراهام). في هذا الهيكل الأمني الإقليمي الجديد، يُفهم الهجوم على إحدى هذه الدول على أنه هجوم على الجميع".
ومع ذلك يرى الكاتب أن هذا الهيكل الأمني الجديد هش ويواجه تحديات، أبرزها محاولات متوقعة من إيران وتركيا وبقايا الحركات الإسلامية لمقاومته، وسعى آلات الدعاية المتطرفة إلى تأجيج المظالم القديمة، حسب قوله.
"لن تتلاشى الكوابيس المروعة بين عشية وضحاها. ولكن لأول مرة منذ أجيال، يتحول مركز الثقل في الشرق الأوسط - ليس نحو الحرب، بل نحو البقاء والشراكة والقوة من خلال هدف مشترك".
واختتم: "كان من المفترض أن يُنهي السابع من أكتوبر السلام. بدلاً من ذلك، كشف عن من كان مستعداً لبنائه - ومن يجب أن يُترك في الخلف. لم يضع أملنا. إنه واضح الآن - في كل معاهدة تُوقّع، وشراكة تُعقد، وطفل يُعلّم البناء بدلاً من الكراهية. الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً. عندما تُريده، يصبح حقيقة".
مستقبل القضية الكردية
AFP
متظاهرون يرفعون صورة لزعيم حزب العمال الكردستاني السجين، عبدالله أوجلان، بعد أن دعا الحزب إلى نزع سلاحه في أواخر فبراير/ شباط 2025
ننتقل إلى صحيفة ديلي صباح التركية، ومقال بعنوان "مستقبل القضية الكردية" كتبه محي الدين أتامان.
ينقل الكاتب تعريف المسألة الكردية عن روبرت أولسون، أستاذ التاريخ وسياسات الشرق الأوسط في جامعة كنتاكي الأمريكية، الذي شرحها وفقاً لمفهومين: تشير "القضية الكردية" إلى سماتها الدولية أي أن المصطلح يُستخدم في المنابر الدولية، بينما تشير "المشكلة الكردية" إلى تأثيرها على السياسات الداخلية والخارجية للدول الوطنية، مثل العراق وتركيا وإيران وسوريا، التي يُشكل الأكراد فيها نسبةً كبيرةً من سكانها.
ويُستخدم المفهوم الأول لوصف قضية شرق أوسطية، بينما يُشير المفهوم الثاني إلى القضايا الوطنية المرتبطة بها في كل دولة.
يلقي الكاتب الضوء على تغير الأجواء في المنطقة، فيما يتعلق بالمشكلة الكردية في سياقاتها الثلاث: العراق، سوريا وتركيا.
ففي العراق "قد حُلّت إلى حد كبير بعد صدور الدستور الجديد عام 2005، والذي بموجبه تأسست حكومة إقليم كردستان".
وفي سوريا "وقعت الحكومة السورية الجديدة اتفاقية مع وحدات حماية الشعب، الفاعل السياسي الكردي الرئيسي في البلاد. وبموجب هذه الاتفاقية، سيتمكن الأكراد المقيمون في سوريا من المطالبة بحقوقهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، على أساس المساواة في المواطنة".
أما السياق الثالث في تركيا "تتخذ أنقرة اليوم مبادرات لحل كل من المشكلة الكردية الوطنية، والقضية الكردية الإقليمية".
وكتب: "اتخذت تركيا خطواتٍ ملموسةً عديدةً في سبيل منح الشعب الكردي حقوقه الثقافية. فعلى سبيل المثال، تُدير الدولة قناةً تلفزيونيةً كرديةً، وتُدرّس اللغة الكردية في الجامعات. ويبدو أن تركيا عازمةٌ على حلِّ مشكلتها الكردية بشكلٍ دائم، بعد إطلاقها أحدثَ عمليةٍ لمشروع "تركيا خالية من الإرهاب"، وفق المقال.
ويقدم الكاتب رؤيته لما يجب أن تفعله تركيا، لكي تنجح في حل مشكلتها الوطنية وإدارة القضية الإقليمية.
"على تركيا أن تمرَّ بمراحلَ مُحددة. أولًا: أن تُنهي العنف والأنشطة الإرهابية داخل البلاد. ولتحقيق ذلك، يُتوقع من حزب العمال الكردستاني أن يُسلِّم سلاحه، استجابةً لدعوة عبد الله أوغلان، الزعيم المؤسس للحزب. وتدعو الحكومة التركية الجهات الفاعلة ذات الصلة إلى الساحة السياسية. هناك توقعات كبيرة بأن يعقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره في شمال العراق ويعلن قرار حله"، وفق رأي الكاتب.
علاوة على ذلك، على تركيا تحسين علاقاتها مع الأطراف الكردية في الدول الأخرى، وأبرزها حكومة إقليم كردستان العراق بقيادة عائلة البرزاني، كما يتعين على تركيا التعاون مع الحكومات المركزية الأخرى، وخاصة في سوريا والعراق، لكي تتمكن من إدارة القضية الإقليمية وحلّها، وفق الكاتب.
واختتم: "تدرك تركيا جيداً أنه كلما زاد تدخل القوى العالمية في القضية الكردية، طال أمدها. لذلك، تسعى جاهدة إلى الحد من الآثار المدمرة للقوى العالمية، التي تُعتبر القوة الرئيسية وراء معظم الأزمات المطولة".
"الولايات المتحدة دولة مارقة مُناخياً"
Getty Images
تسبب التغير المناخي في زيادة وتيرة حرائق الغابات حول العالم خلال السنوات الأخيرة
أخيرا ننهي جولتنا من صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، ومقال بعنوان "في علم المناخ، أصبحت الولايات المتحدة الآن دولة مارقة"، كتبته أنجانا أهوجا.
تستهل الكاتبة بالإشارة إلى سياسات إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المناهضة لمكافحة ظاهرة التغير المناخي، حيث "خالفت الإدارة الأمريكية التقاليد" بالكشف عن معلومات حول مقياس مناخي رئيسي - تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي - دون أي تعليقات، على الرغم من الارتفاع القياسي. كما أشارت الإدارة إلى أنها ستتوقف عن دفع تكاليف استضافة مجموعات بيانات مناخية حيوية على الإنترنت، مع احتمال إغلاق مواقعها اعتبارا من مايو/ أيار.
وكتبت: "استجابت معاهد الأبحاث الأوروبية لنداءات استغاثة عبر الأطلسي، بتوحيد جهودها لدعم المعلومات قبل اختفائها أو حذفها. فيما يتعلق بعلم المناخ، تُظهر الولايات المتحدة علامات على تحولها إلى دولة مارقة".
تقول الكاتبة إن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي تقوم بجمع قياسات تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والتي يعود تاريخها إلى عام 1958، حيث تنشر الوكالة بياناً صحفياً سنوياً مصحوباً بتعليقات. لكن هذا العام، اقتصر ذلك على تحديثات طفيفة نُشرت على فيسبوك وX، دون أي إحاطة صحفية أو تعليقات سياقية مصاحبة.
وأوضحت الكاتبة أن البيانات كشفت عن ارتفاع غير مسبوق، لتركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عام 2024 "التي بلغت 3.7 جزء في المليون، مقارنة بأكبر ارتفاع سابق، والذي بلغ 2.9 جزء في المليون في عام 2015".
وترى الكاتبة أن رسالة الفشل المناخي هذه لا تلقى قبولاً أو اهتماماً لدى إدارة ترامب "التي دأبت على التقليل من خطر الاحتباس الحراري أو التشكيك فيه بالأساس، والتي رفضت اتفاقية باريس للمناخ".
وتابعت: "تُعد الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، موطن علوم المناخ والطقس في الولايات المتحدة، هي الرسول الذي يتعرض حالياً للقتل".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كلفة الفاتورة الأمريكية في الشرق الأوسط.. «فانس» يفضح وهم الديمقراطيات المستحيلة
كلفة الفاتورة الأمريكية في الشرق الأوسط.. «فانس» يفضح وهم الديمقراطيات المستحيلة

أخبار ليبيا

timeمنذ 9 ساعات

  • أخبار ليبيا

كلفة الفاتورة الأمريكية في الشرق الأوسط.. «فانس» يفضح وهم الديمقراطيات المستحيلة

في خطاب حاد اللهجة، انتقد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، السياسات الأمريكية السابقة في الشرق الأوسط، واصفًا محاولات بناء الديمقراطيات في المنطقة بـ'الوهم المكلف والمستحيل'، مؤكداً أن الولايات المتحدة أنفقت تريليونات الدولارات على مشاريع لم تحقق أي نتائج ملموسة، بينما تجاهلت التهديدات الحقيقية مثل تنامي نفوذ الصين. وقال فانس خلال كلمته في الأكاديمية البحرية الأمريكية، والتي نشرها على منصة 'إكس'، إن القادة الأمريكيين في العقود الماضية 'أضاعوا البوصلة'، عبر انخراطهم في مغامرات خارجية بدلاً من التركيز على التحديات الجيوسياسية الكبرى، مضيفًا: 'تصوروا أن بناء الديمقراطية في الشرق الأوسط سيكون مهمة سهلة، لكن الواقع أثبت أنها كانت أقرب إلى المستحيل. دفعنا الثمن، والشعب الأمريكي هو من تحمّل الفاتورة'. وربط فانس بين إخفاقات الماضي وبين الجولة الخليجية الأخيرة للرئيس دونالد ترامب، التي شملت السعودية وقطر والإمارات، مؤكدًا أن الزيارة لم تكن فقط لتأمين الاستثمارات، بل مثّلت تحولًا رمزيًا نحو نهاية مرحلة التدخلات الخارجية وبداية استراتيجية تقوم على الواقعية السياسية وحماية المصالح الأمريكية. وتابع فانس: 'لا مزيد من المهام المفتوحة… لا مزيد من الحروب التي لا نهاية لها… نحن نعود إلى واقعية تخدم مصالحنا، لا أوهام الآخرين'. وأثارت تصريحات فانس جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، إذ وصفها البعض بأنها 'عودة ضرورية إلى الواقعية بعد عقدين من الحروب والنفقات الضخمة'، فيما اعتبرها آخرون بمثابة 'انسحاب من الدور القيادي العالمي الذي طالما لعبته واشنطن'. يذكر أنه ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، دخلت السياسة الخارجية الأمريكية مرحلة اتسمت بالتدخلات المباشرة في الشرق الأوسط، تحت شعارات محاربة الإرهاب وبناء الديمقراطيات، وانطلقت واشنطن في مغامرات عسكرية امتدت من أفغانستان إلى العراق، مرورًا بليبيا وسوريا، مدفوعة بقناعة مفادها أن تغيير الأنظمة وفرض نموذج الحكم الديمقراطي يمكن أن يخلق شرقًا أوسط أكثر استقرارًا وأقرب إلى القيم الغربية. لكن بعد أكثر من عقدين، بدأت تتراكم المؤشرات على فشل هذه المقاربة، ولم تؤدِ التدخلات إلى استقرار دائم، بل ساهمت في تفكيك دول، وتعميق الفوضى، وخلق فراغات أمنية ملأتها قوى منافسة كالنفوذ الإيراني والروسي، وفي الداخل الأمريكي، ازداد السخط الشعبي على كلفة هذه الحروب التي استنزفت الاقتصاد وأثقلت كاهل المواطن، دون عوائد ملموسة على الأرض. ومع وصول دونالد ترامب إلى الحكم عام 2016، بدأت ملامح تحوّل كبير تظهر، وأطلق خطابًا مناهضًا للتدخلات، وركز على شعار 'أمريكا أولاً'، رافضًا أن تستمر بلاده في دفع ثمن صراعات الآخرين، وعاد هذا التوجه بقوة بعد انتخابه مجددًا في 2024، حيث أصبحت الواقعية السياسية حجر الأساس في استراتيجية البيت الأبيض. The post كلفة الفاتورة الأمريكية في الشرق الأوسط.. «فانس» يفضح وهم الديمقراطيات المستحيلة appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا

ترامب: الجيش لن ينشر الديمقراطية بالقوة وسنركز على تطوير تقنيات حربية متقدمة
ترامب: الجيش لن ينشر الديمقراطية بالقوة وسنركز على تطوير تقنيات حربية متقدمة

عين ليبيا

timeمنذ 10 ساعات

  • عين ليبيا

ترامب: الجيش لن ينشر الديمقراطية بالقوة وسنركز على تطوير تقنيات حربية متقدمة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال كلمته في حفل تخريج الأكاديمية العسكرية 'ويست بوينت'، أن الجيش الأمريكي لن يعود إلى نشر الديمقراطية في العالم تحت تهديد السلاح، مؤكداً أن المهمة الأساسية للقوات المسلحة هي حماية حدود الولايات المتحدة والقضاء على أي تهديد لأمنها. وقال ترامب: 'ليس دور الجيش الأمريكي تقديم عروض مسرحية لتحويل ثقافات الدول الأخرى أو فرض الديمقراطية بالقوة'، مضيفاً أن 'مهمة الجيش هي الهيمنة والقضاء على أي تهديدات للولايات المتحدة في أي مكان وزمان'. وأشار ترامب إلى أن العمليات العسكرية تتغير مع ظهور تقنيات جديدة مثل الطائرات المسيّرة التي تضرب بدقة عالية وسرعة فائقة، معتبراً أن الجيش الأمريكي يدرس حالياً هذه التكتيكات الحديثة مستفيداً من تجربة الصراع في أوكرانيا. كما شدد الرئيس الأمريكي على استمرارية تعزيز الميزانية الدفاعية، قائلاً: 'لقد وضعنا ميزانية دفاعية تريليونية ولن أخفض منها حتى عشرة سنتات، وهناك مجالات أخرى يمكن تقليل الإنفاق فيها'. وتطرّق ترامب إلى إنتاج الولايات المتحدة لصواريخ فرط صوتية بكميات كبيرة، متهماً روسيا بسرقة تصاميم هذه الصواريخ في عهد إدارة أوباما، رغم أن روسيا تمتلك صواريخ فرط صوتية متطورة تستخدمها عملياً، مثل 'تسيركون' و'كينجال' و'أفانغارد'. وأكد ترامب أن عودة إدارته إلى البيت الأبيض أعادت احترام وهيبة الجيش الأمريكي على الساحة العالمية، معتبراً أن القوات المسلحة ستواصل دورها في الدفاع عن الوطن دون الانخراط في محاولات نشر الديمقراطية بالقوة. هذا الموقف يعكس تحولاً في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، حيث تركز الآن على تعزيز القدرات الدفاعية وتبني تقنيات قتالية حديثة، مع الابتعاد عن التدخلات العسكرية التقليدية لتغيير الأنظمة في الخارج.

بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟
بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟

عين ليبيا

timeمنذ 11 ساعات

  • عين ليبيا

بعد حادث السفارة.. هل تنقلب العلاقات بين ترامب ونتنياهو إلى مواجهة مفتوحة؟

تصاعد التوتر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة، في وقت وصف فيه مسؤولون أمريكيون العلاقة بين الجانبين بأنها تمرّ بمرحلة 'فتور متزايد'، رغم حرص الطرفين على عدم الإعلان عن قطيعة رسمية. وجاء ذلك عقب الهجوم الذي وقع قرب المتحف اليهودي في العاصمة الأميركية، وأسفر عن مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية، إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن الحادث، رغم إدانته من جانب ترامب، لن يغيّر جوهر الخلافات المتراكمة بين الجانبين. وأدان ترامب الهجوم بشدة، قائلاً إنه 'أكثر رؤساء أميركا دعماً لإسرائيل في التاريخ'، لكنه في الوقت نفسه يواصل النأي بنفسه عن بعض سياسات نتنياهو، وهو ما عزاه مراقبون إلى 'خيبة أمل متنامية' داخل إدارة ترامب تجاه أداء الحكومة الإسرائيلية. ونقلت صحيفة 'بوليتيكو' عن خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو باتت علنية بشأن عدة ملفات في الشرق الأوسط، خصوصاً التعامل مع الحرب في غزة، وإيران، والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن الموقف من التوسع الاستيطاني والضغط الإسرائيلي المستمر للحصول على دعم غير مشروط. وقال أحد المسؤولين السابقين إن 'هناك مجموعة في الإدارة لا ترى في إسرائيل شريكاً استثنائياً، بل شريكاً عادياً لا يستحق معاملة خاصة'، في وقت أشار مقرب من البيت الأبيض إلى أن 'نتنياهو هو أصعب شخصية يمكن التعامل معها من بين جميع الملفات في الشرق الأوسط'. ورغم اتصال هاتفي جرى بين ترامب ونتنياهو عقب الهجوم، وُصف بأنه حمل تعبيراً عن 'حزن عميق' من جانب الرئيس، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن القضايا الجوهرية، خصوصاً موقف إسرائيل من المساعدات لغزة، ورفضها لجهود التسوية مع إيران، لا تزال محل خلاف حاد. وقال مسؤول أميركي إن ترامب بات 'منزعجاً من وتيرة التصعيد في غزة' التي يرى أنها تُعقّد مبادراته الإقليمية، وتُعيق مساعيه لتوسيع اتفاقات التطبيع العربي – الإسرائيلي، مضيفاً: 'هناك شعور بأن إسرائيل تطالب بالكثير دون أن تحقق لواشنطن مكاسب دبلوماسية توازي ذلك'. ويظهر تحول ترامب الإقليمي بوضوح في مواقفه الأخيرة، إذ فضّل زيارة دول الخليج خلال جولته الأخيرة متجنباً المرور بإسرائيل، كما تعزز التوجه نحو الشراكة مع السعودية والإمارات، اللتين يعتبرهما مقربون من البيت الأبيض 'أكثر التزاماً بقواعد اللعبة، وأكثر استعداداً لتوقيع الصفقات ودعم المفاوضات مع طهران'. من جهته، صعّد السفير الإسرائيلي في واشنطن، يتسحاق ليتر، لهجته قائلاً إن 'الهجوم يمثل جبهة جديدة في الحرب على إسرائيل، تقودها حماس وإيران ووكلاؤها'، مؤكداً أن الحادثة 'جزء من حملة لتشويه شرعية الدولة الإسرائيلية'. ورغم استمرار التنسيق الأمني والاتصالات الرسمية، يبدو أن 'العلاقة الخاصة' بين ترامب ونتنياهو تمرّ باختبار جدي، خاصة مع تقارير تفيد بأن الرئيس الأميركي بدأ يفقد صبره، ويسعى لإعادة ضبط علاقاته في الشرق الأوسط بما يتوافق مع مصالحه الاستراتيجية. هذا وتمثل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل واحدة من أقوى التحالفات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، تأسست منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، وبدأت هذه العلاقة بدعم دبلوماسي أمريكي قوي، وتطورت بشكل ملحوظ خاصة بعد حرب 1967 وحرب 1973 حيث قدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا واقتصاديًا واسعًا لإسرائيل، وعلى مدار العقود، أصبحت الولايات المتحدة المزود الرئيسي للمساعدات العسكرية لإسرائيل، مما منحها تفوقًا عسكريًا عبر تزويدها بتقنيات متقدمة وأسلحة حديثة. سياسيًا وعسكريًا، تحظى إسرائيل بدعم كبير داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس باعتبارها حليفًا أساسيًا في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصًا إيران والمنظمات المسلحة. وتعقد الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة وتتبادلان معلومات استخبارية بانتظام، بينما تدافع واشنطن عن إسرائيل في المحافل الدولية، مستخدمة في كثير من الأحيان حق النقض في مجلس الأمن لصالحها. وعلى الرغم من قوة هذا التحالف، شهدت العلاقات بين البلدين توترات متقطعة ناجمة عن خلافات حول قضايا مثل الاستيطان وعملية السلام مع الفلسطينيين واتفاق إيران النووي، إلا أن هذه الخلافات لم تؤثر بشكل جذري على عمق التعاون بينهما، وفي الوقت الحالي، تستمر الولايات المتحدة في تقديم دعم سياسي وعسكري واسع لإسرائيل، لكنها تسعى أيضًا إلى إدارة ملفات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يدعم الاستقرار الإقليمي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store