logo
إستراتيجية ترامب للقضاء على الحوثيين.. هل هي قابلة للنجاح؟

إستراتيجية ترامب للقضاء على الحوثيين.. هل هي قابلة للنجاح؟

ليبانون 24٢٤-٠٣-٢٠٢٥

قال جيمس هولمز"، رئيس كرسي "جاي. سي. وايلي" للاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية، وزميل متميز في مركز بروت كرولاك للابتكار وحرب المستقبل في جامعة مشاة البحرية، إن الجيش الأميركي تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، اتبع نهجاً أكثر عدوانية ضد الحوثيين في اليمن مقارنةً بالإدارة السابقة، لكنه نهج غير حاسم نظراً لأن الهجوم الأمريكي لا يتبع استراتيجية تقدمية تؤكد التفوق النوعي للسلاح الأمريكي وتحافظ على السيطرة الكاملة على المواقع المستهدفة.
واستهل الكاتب مقاله في مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية، بالقول إن الهجمات تحول نوعي تحت إدارة ترامب، مشيراً إلى أن هذا التحول يتجلى في الضربات الجوية والصاروخية المتواصلة التي شنتها القوات الأميركية على مواقع الحوثيين الرئيسية، بعكس نهج إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الذي ركز في المقام الأول على الدفاع عن الشحن البحري والتجاري في البحر الأحمر بدلاً من خوض المعركة مباشرة مع الحوثيين.
وأكد الكاتب أن استراتيجية ترامب تهدف إلى فرض تكاليف مستدامة على الحوثيين، ومنعهم من إعادة تجميع صفوفهم أو شن تدابير مضادة فعالة. وفي المقابل، كانت سياسة بايدن رجعية إلى حد كبير، حيث لم تستجب إلا عند وقوع الهجمات.
الصدمة والرعب 2
وأجرى الكاتب مقارنة مباشرة بين حملة ترامب الجوية واستراتيجية الصدمة والرعب، وهي استراتيجية استُخدمت خلال حرب العراق عام 2003 في عهد الرئيس جورج دبليو بوش. اعتمد المفهوم الأصلي على القوة الساحقة لكسر إرادة العدو.
ومع ذلك، فإن تكرار ترامب - الذي يُطلق عليه هولمز اسم "الصدمة والرعب 2" - يُدخل تعديلاً حاسماً هو "الضغط المطول والمتواصل بدلاً من ضربة ساحقة واحدة".
وخلافاً للقصف الجوي المتقطع التقليدي، الذي يمنح الخصوم وقتاً للتعافي، حافظت قوات ترامب على ضغط عملياتي مستمر، مما يضمن بقاء قوات الحوثيين تحت الحصار دون أي هدنة.
وأوضح الكاتب أن الهدف هو شل هياكل القيادة والسيطرة للعدو من خلال القوة المستمرة، مما يُصعّب على الحوثيين تنسيق الهجمات أو تجديد أصولهم العسكرية.
وأشار الكاتب إلى عائق رئيسي في استراتيجية ترامب يتمثل في عدم قدرة القوة الجوية وحدها على الحسم. ويشير إلى النظرية العسكرية لأستاذ الاستراتيجيات البحرية جاي سي وايلي، الذي يُميز بين نوعين من العمليات العسكرية:
- أولا؛ العمليات المتسلسلة، حيث تتقدم القوات تدريجياً من خلال حملة مُنظمة (مثل الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها بطريقة مُنسقة).
- ثانياً؛ العمليات التراكمية، حيث تنفذ القوات ضربات متفرقة ومستقلة تهدف إلى استنزاف الخصم بمرور الوقت.
ورأى الكاتب أن حملة ترامب في اليمن تراكمية بحتة. فهي تتكون من غارات جوية فردية وهجمات صاروخية، لكنها تفتقر إلى التقدم الاستراتيجي اللازم للسيطرة. وفي حين أن هذا النهج قد يُضعف موارد العدو، فإنه لا يُرسي السيطرة على الأراضي أو يُجبر الخصم على الاستسلام.
دروس تاريخية: السيطرة على التدمير
ويرى الكاتب أن التدمير ليس كالسيطرة. فبينما تُشل حملة ترامب الجوية البنية التحتية للحوثيين بشكل فعال، فإنها لا تُوفر الوسائل اللازمة لإملاء نتيجة الصراع.
وتكشف الأمثلة التاريخية أن حملات القصف الجوي غالباً ما كانت غير كافية لضمان النصر العسكري دون وجود قوات برية لترسيخ سيطرة دائمة.
على سبيل المثال، أظهرت حرب فيتنام حدود القصف الجوي في إجبار الخصم على الاستسلام. كما أوضحت حرب الخليج عام 1991 أنه حتى حملات القصف المكثفة يجب أن تتبعها عمليات برية لتحقيق نتائج حاسمة.
صمود الحوثيين
وأوضح الكاتب أن الحوثيين أظهروا قدرةً ملحوظة على التكيف، حيث عدّلوا تكتيكاتهم بسرعة وأعادوا بناء قدراتهم العسكرية على الرغم من الضربات الأمريكية. وهم يتمتعون بدعم عسكري إيراني، يوفر لهم أسلحة متطورة وتدريباً ومساعدات لوجستية. هذا الدعم الخارجي يسمح لهم بمواصلة عملياتهم حتى في ظل القصف المتواصل.
ولفت الكاتب النظر إلى أنه ما لم تُقرن حملة ترامب بتدابير إضافية - مثل الجهود الدبلوماسية والضغط الاقتصادي أو العمليات البرية - فمن المرجح أن يستمر الحوثيون على الرغم من الضربات الجوية.
التداعيات الاستراتيجية والحرب المستقبلية
ورأى الكاتب أن الصراع في البحر الأحمر يمثل اختباراً لفعالية الحرب الجوية والبحرية الحديثة. فبينما تعكس استراتيجية ترامب تحولاً نحو التفوق الجوي والبحري، تُظهر السوابق التاريخية أن الحملات الجوية وحدها نادراً ما تحقق نصراً مستداماً.
ولفت الكاتب النظر إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة بتقييم دور القوة الجوية بشكل نقدي والنظر في كيفية تكاملها مع الأهداف الاستراتيجية الأوسع.
ما يزال الكاتب هولمز متشككاً بشأن فعالية استراتيجية ترامب على المدى الطويل، وما لم تتطور الحملة إلى استراتيجية أكثر شمولاً، فمن المرجح أن يتحمل الحوثيون القصف ويواصلوا تعطيل أمن البحر الأحمر وطرق الشحن العالمية.
ويخلص هولمز إلى ضرورة استمرار الحملة العسكرية لترامب التي يراها تمثل تحسنا مقارنةً بموقف بايدن الدفاعي، منوهاً إلى ضرورة إقرانها بعمليات برية ومساعي سياسية لضمان النصر على الحوثيين. (24)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقديم المساعدات بحالات الكوارث... من يتوّلى المهمّة بعد الوكالة الأميركية للتنمية؟
تقديم المساعدات بحالات الكوارث... من يتوّلى المهمّة بعد الوكالة الأميركية للتنمية؟

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

تقديم المساعدات بحالات الكوارث... من يتوّلى المهمّة بعد الوكالة الأميركية للتنمية؟

سيقود مكتب وزارة الخارجية الأميركية للتعامل مع قضايا اللاجئين، والذي يعمل على الحد من الهجرة غير الشرعية، استجابة الولايات المتحدة للكوارث الخارجية وفقاً لمقتطفات من برقية داخلية للوزارة، وهو دور يعتبر الخبراء أنّه يفتقر المعرفة والموظّفين اللازمين له. ويتولّى مكتب السكّان واللاجئين والهجرة هذه المهمّة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي وكالة المساعدات الخارجية الأميركية الرئيسية التي تعمل إدارة الرئيس دونالد ترامب على تفكيكها، وفقاً لمقتطفات اطّلعت عليها "رويترز". وأدّى تفكيك الوكالة - التي يشرف عليها إلى حد كبير الملياردير إيلون ماسك في إطار حملة ترامب لتقليص الحكومة الاتحادية - إلى ما وصفه العديد من الخبراء باستجابة الإدارة الأميركية المتأخرة وغير الملائمة للزلزال الخطير الذي ضرب ميانمار يوم 25 آذار/مارس. ولم تتمكّن "رويترز" من معرفة التاريخ الدقيق للبرقية.‭‭ ‬ وترد هذه المقتطفات في برقية تُعرف باسم "جميع المراكز الدبلوماسية والقنصلية"،‭‭ ‬‬والتي أُرسلت هذا الأسبوع إلى السفارات الأميركية وغيرها من المراكز الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم. وأشارت البرقية إلى ضرورة تشاور جميع البعثات الأميركية في الخارج مع مكتب السكّان واللاجئين والهجرة بشأن إعلانات الكوارث الخارجية، بموجب الترتيب الجديد. وورد فيها أنّه "بموافقة مكتب السكّان واللاجئين والهجرة وإدارة الكوارث بناء على المعايير المحدّدة للمساعدة الدولية في حالات الكوارث، يمكن تخصيص ما يصل إلى 100 ألف دولار لدعم الاستجابة الأولية". وأضافت "قد تتوفّر موارد إضافية بناء على الحاجة الإنسانية المقرّرة" بالتشاور مع مكاتب وزارة الخارجية الأخرى. ولم ترد وزارة الخارجية على الفور على طلب للتعليق.

زمن "السلاح الخارج عن سلطة الدولة" إنتهى... هذا ما جاء في البيان اللبناني - الفلسطيني المشترك!
زمن "السلاح الخارج عن سلطة الدولة" إنتهى... هذا ما جاء في البيان اللبناني - الفلسطيني المشترك!

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

زمن "السلاح الخارج عن سلطة الدولة" إنتهى... هذا ما جاء في البيان اللبناني - الفلسطيني المشترك!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تلبيةً للدعوة الرسمية الموجهة من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، قام رئيس دولة فلسطين، محمود عباس بزيارة رسمية إلى الجمهورية اللبنانية، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية تناولت العلاقات الثنائية بين الجانبين وآخر التطورات الإقليمية والدولية. وبعد اجتماع الرئيسين، أصدرا البيان المشترك التالي: أولاً: على الصعيد السياسي - يؤكد الجانبان على العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، والتزامهما المشترك بتعزيز أواصر التعاون والتنسيق بينهما على مختلف المستويات. - يجدد الجانبان التأكيد على ضرورة التوصل إلى سلام عادل وثابت في المنطقة. يسمح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. كما يعطي كل بلدان المنطقة وشعوبها حقوقها المحقة والمشروعة. - يدين الجانبان استمرار العدوان "الاسرائيلي" على قطاع غزة وما نتج عنه من خسائر بشرية فادحة وكارثة إنسانية غير مسبوقة. ويطالبان المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والجاد لوقفه وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين الفلسطينيين. - يؤكد الجانبان على ضرورة تفعيل دور الأمم المتحدة ومؤسساتها في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وضمان احترام القانون الدولي وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. - يشجب الجانبان الاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة على لبنان، ويدعوان المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، الى الضغط على "إسرائيل" لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه برعاية الدولتين في تشرين الثاني من العام 2024 لجهة وقف الاعمال العدائية والانسحاب من التلال التي تحتلها "إسرائيل"، وإعادة الاسرى اللبنانيين، لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف بها دولياً، وذلك تطبيقاً لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701 الذي التزم لبنان احترام كامل مندرجاته. ثانياً: في ما يتعلق بوضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان: - يؤكد الجانبان على تمسكهما بحل عادل للاجئين الفلسطينيين، بما يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها، وفقاً للقرار الأممي 194، ورفضهما لكل مشاريع التوطين والتهجير. - يشدد الجانبان على أهمية استمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومواصلة تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، مع العمل على زيادة مواردها المالية لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها. - اتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة لبنانية فلسطينية لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعمل على تحسين الظروف المعيشية للاجئين، مع احترام السيادة اللبنانية والالتزام بالقوانين اللبنانية. - يؤكد الجانبان التزامهما بتوفير الظروف اللازمة، بما يضمن للأخوة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حياة كريمة من دون المساس بحقهم في العودة أو التأثير على هويتهم الوطنية. ثالثاً: في مجال الأمن والاستقرار - يؤكد الجانبان التزامهما بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة اللبنانية. كما يؤكدان على أهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه. ويعلنان إيمانهما بأن زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية، قد انتهى، خصوصاً أن الشعبين اللبناني والفلسطيني، قد تحمّلا طيلة عقود طويلة، أثماناً باهظة وخسائر فادحة وتضحيات كبيرة. - يشدد الجانبان على تعزيز التنسيق بين السلطات الرسمية، اللبنانية والفلسطينية، لضمان الاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية ومحيطها. - يؤكد الجانب الفلسطيني التزامه بعدم استخدام الأراضي اللبنانية كمنطلق لأي عمليات عسكرية، واحترام سياسة لبنان المعلنة والمتمثلة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والابتعاد عن الصراعات الإقليمية. - يتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان عدم تحول المخيمات الفلسطينية إلى ملاذات آمنة للمجموعات المتطرفة. وفي الختام، اعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن شكره وتقديره للرئيس اللبناني العماد جوزاف عون على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، ومجدداً التزام دولة فلسطين بدعم أمن لبنان واستقراره وسيادته على كامل أراضيه.

لماذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر؟
لماذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر؟

ليبانون 24

timeمنذ 3 أيام

  • ليبانون 24

لماذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر؟

ذكر موقع " الإمارات 24"، أنّ الدكتور في العلوم العسكرية والسياسية جيمس هولمز ، تناول الأسباب المحتملة التي دفعت الحوثيين إلى وقف هجماتهم على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ، مؤكداً أن الضربات الجوية الأمسركية ربما لعبت دوراً جزئياً في تعديل حساباتهم، من دون أن تكون "حاسمة بحدّ ذاتها". وقال هولمز في مقاله في موقع مجلة"ناشيونال إنترست" الأميركية، إن وقف إطلاق النار لا يعني تحقيق السلام، بل يمثل نتيجة مؤقتة ضمن حملة عسكرية أوسع لا تزال مستمرة ضدّ إسرائيل ، وإن قرار الحوثيين نابع من حسابات كلفة وفائدة أكثر من كونه نتيجة لهزيمة عسكرية مباشرة. وأشار الكاتب إلى أن القوة الجوية الأميركية ربما ساعدت بضرباتها المحسوبة، دون هجوم بري موازٍ، في دفع الحوثيين إلى إعادة حساباتهم بما يخدم موقف واشنطن ، وإعلانها وقف هجماتهم على السفن العابرة للبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وكان هولمز قد كتب مقالاً سابقاً في أيّد فيه رأي الأدميرال جاي سي وايلي، الذي رأى أن القوة الجوية وغيرها من أشكال الحرب "التراكمية" والمتفرقة، لا يمكنها أن تحسم الصراع العسكري بمفردها، مشيراً إلى أن الغاية من الاستراتيجية العسكرية هي فرض السيطرة على أرض أو موقع ذي أهمية استراتيجية. وأوضح وايلي أن القصف الجوي لا يعادل السيطرة الفعلية، إذ تستطيع القوات البرية أن تفرض سيطرة دائمة ومُحكمة. ومن هنا، فإن القوات الجوية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store