
وسط توترات الشرق الأوسط.. «لوبورجيه 2025» يستعرض ابتكارات وُلدت من حرب أوكرانيا
تم تحديثه الأربعاء 2025/6/18 03:45 م بتوقيت أبوظبي
وسط أجواء التوترات الدولية المتصاعدة، كشف معرض لوبورجيه الدولي للطيران والفضاء في باريس عن سباق محموم نحو التسلّح مدفوع بتجارب الحرب في أوكرانيا أكثر من النزاع المتصاعد بين إسرائيل وإيران.
وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته مشاركة شركات إسرائيلية، فإن التركيز الأكبر من قبل الوفود الصناعية والعسكرية انصب على الابتكارات العسكرية المرتبطة بالميدان الأوكراني. وترسم تلك التطورات المذهلة في عالم الذكاء الصناعي والدفاعات الجوية والذخائر الذكية، ملامح سباق جديد نحو التسلح والسيطرة في عالم لا يهدأ.
وكشفت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية أن الحرب الأوكرانية خيمت على معرض لوبورجيه 2015 للطيران الدولي والفضاء، موضحة أن الوفود الحاضرين يعربون عن اهتمامهم بالحرب الأوكرانية أكثر من الصراع الإيراني الإسرائيلي.
وفود مزدوجة العدد... واهتمام أوكراني يفوق صدى الشرق الأوسط
وافتتحت فعاليات معرض لوبورجيه يوم الإثنين وسط جدل كبير، إثر قرار الحكومة الفرنسية إغلاق عدة أجنحة إسرائيلية تعرض أسلحة هجومية، ما أثار غضب تل أبيب التي اعتبرت القرار نوعًا من "التمييز" وخروجًا عن الأعراف الدولية في معارض الدفاع. ورغم ذلك، لم يحظَ هذا السجال باهتمام كبير في كواليس المعرض، حيث كان التركيز منصبًا على الصراع الروسي-الأوكراني، بحسب الإذاعة الفرنسية.
وأجمع عدد من الصناعيين والخبراء على أن الحرب في أوكرانيا تستقطب الاهتمام الأكبر من الوفود الحاضرة. فهي تمثل نموذجًا كاملاً للحروب الحديثة متعددة الأبعاد: اشتباكات برية، غارات جوية، طائرات بدون طيار (درون)، وابتكارات تكنولوجية في صراع طويل الأمد يجري على الأرض الأوروبية، بالقرب من عواصم القرار الغربية.
ويؤكد أحد العارضين: "مقارنةً بالنسخة الماضية من المعرض، تضاعف عدد الوفود الحاضرة، وهو دليل على القلق الأوروبي المتزايد والرغبة في الحصول على حلول دفاعية سيادية وسريعة."
ابتكارات مستوحاة من الجبهات: من المسيّرات إلى القذائف الذكية
وتميز المعرض هذا العام بعدد غير مسبوق من الابتكارات الدفاعية، ومن أبرز ما تم عرضه، ابتكار "One Way Effector" من شركة MBDA ، وهي ذخيرة ذكية بعيدة المدى تعمل بمحرك نفاث، تبلغ سرعتها 400 كم/س وتحمل رأسًا حربيًا يزن 40 كلغ، بمدى يصل إلى 500 كم.
وتطلق من الأرض وتوجه عبر نظام GPS لاختراق الدفاعات الجوية وتفجير الأهداف الحيوية. وتم تطوير هذه الذخيرة بالشراكة مع شركة سيارات فرنسية، ما سمح برفع الإنتاج إلى 1000 وحدة شهريًا.
Veloce 330: درون انتحارية متقدمة بتقنيات عالية
وطورت شركة EOS Technologie بالتعاون مع مجموعة KNDS الطائرة بدون طيار (درون) الانتحارية المتطورة Veloce 330، وهي واحدة من أبرز نماذج الذخائر الجوّالة (MTO) المعروضة في معرض لوبورجيه 2025.
ويبلغ مدى هذه الطائرة بدون طيار ما بين 80 إلى 100 كيلومتر، وتستطيع التحليق لمدة تصل إلى 3 ساعات، مما يمنحها مرونة كبيرة في العمليات الاستطلاعية والهجومية على حد سواء. وقد أعلنت السلطات الفرنسية أن 17 وحدة من هذا الطراز سيتم تسليمها إلى الجيش الفرنسي لإجراء تجارب ميدانية، في خطوة تهدف إلى تقييم فعاليتها ضمن العمليات القتالية الحديثة.
"Foudre": قاذف صواريخ بعيد المدى للحروب عالية الكثافة
قدمت شركة Turgis & Gaillard نظامها الصاروخي الجديد "Foudre"، وهو قاذف صواريخ متعدد يتميز بمدى استثنائي قد يصل إلى 1000 كيلومتر. صمم هذا النظام خصيصًا للتعامل مع سيناريوهات القتال ذات الشدة العالية، بما يتماشى مع متطلبات الحروب الحديثة التي تتسم بالكثافة النارية والسرعة في الاشتباك. يعد "Foudre" أحد النماذج التي تعكس التحول نحو حلول هجومية بعيدة المدى وقادرة على تنفيذ ضربات دقيقة في عمق العدو.
"RapidFire": منظومة دفاع متطورة متعددة المهام
وكشفت شركتا KNDS وThales عن النسخة البرية من نظام التسليح الذكي "RapidFire"، وهو برج تسليح موجه عن بُعد مزوّد بمدفع عيار 40 ملم. يتميز النظام بقدرته على التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بدءًا من الطائرات خفيفة الوزن، مرورًا بـالطائرات بدون طيار، وصولًا إلى الذخائر الجوّالة والصواريخ الموجهة، وذلك ضمن مدى عملياتي يبلغ نحو 4 كيلومترات.
وقد جرى تطوير هذا النظام في الأصل للاستخدام البحري، قبل أن يتم تكييفه ليواكب متطلبات القتال البري، مما يوسع من نطاق استخدامه التكتيكي في مختلف ميادين المعركة.
الخبرة القتالية الأوكرانية تغير قواعد الصناعة العسكرية
وترى شركات التصنيع أن تجربة الحرب في أوكرانيا غيّرت منهجية العمل العسكري. فبدلاً من مشاريع طويلة المدى تمتد لعقد أو أكثر، بات المطلوب إنتاج أنظمة فعّالة في وقت قصير، بأعداد كبيرة، وبكلفة منخفضة.
من جانبها، قالت مسؤولة من MBDA: "علمتنا أوكرانيا السرعة والمرونة والابتكار، موضحة أن التهديدات تتغير بسرعة، ويجب أن نواكب ذلك".
وأضافت:" بدأنا تطوير One Way Effector من الصفر في ديسمبر الماضي، ونتوقع إطلاق نموذج تجريبي بحلول سبتمبر، على أن يبدأ الإنتاج الرسمي بحلول 2027."
وفي الوقت الذي تضاعف فيه إنتاج MBDA من الصواريخ خلال عامين، تسعى الشركة لتوفير توازن بين الأسلحة عالية الدقة والتكلفة، وتلك التي توفّر الكثافة والتشبع، مثل One Way Effector.
ويوضح المشهد العام في معرض لوبورجيه كيف أن الحروب الحديثة، وعلى رأسها النزاع الروسي-الأوكراني، لم تعد فقط ساحات للمواجهة العسكرية، بل مختبرات حقيقية لاختبار وتطوير التكنولوجيا.
وبينما تتسابق الدول لضمان سيادتها الدفاعية، يبرز اتجاه نحو إنتاج واسع ومنخفض الكلفة لأنظمة متقدمة، استعدادًا لعالم يُعاد فيه رسم خرائط القوة والنفوذ من جديد.
aXA6IDgyLjIxLjI0MS4yMzQg
جزيرة ام اند امز
SI

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 14 ساعات
- العين الإخبارية
وسط توترات الشرق الأوسط.. «لوبورجيه 2025» يستعرض ابتكارات وُلدت من حرب أوكرانيا
تم تحديثه الأربعاء 2025/6/18 03:45 م بتوقيت أبوظبي وسط أجواء التوترات الدولية المتصاعدة، كشف معرض لوبورجيه الدولي للطيران والفضاء في باريس عن سباق محموم نحو التسلّح مدفوع بتجارب الحرب في أوكرانيا أكثر من النزاع المتصاعد بين إسرائيل وإيران. وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته مشاركة شركات إسرائيلية، فإن التركيز الأكبر من قبل الوفود الصناعية والعسكرية انصب على الابتكارات العسكرية المرتبطة بالميدان الأوكراني. وترسم تلك التطورات المذهلة في عالم الذكاء الصناعي والدفاعات الجوية والذخائر الذكية، ملامح سباق جديد نحو التسلح والسيطرة في عالم لا يهدأ. وكشفت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية أن الحرب الأوكرانية خيمت على معرض لوبورجيه 2015 للطيران الدولي والفضاء، موضحة أن الوفود الحاضرين يعربون عن اهتمامهم بالحرب الأوكرانية أكثر من الصراع الإيراني الإسرائيلي. وفود مزدوجة العدد... واهتمام أوكراني يفوق صدى الشرق الأوسط وافتتحت فعاليات معرض لوبورجيه يوم الإثنين وسط جدل كبير، إثر قرار الحكومة الفرنسية إغلاق عدة أجنحة إسرائيلية تعرض أسلحة هجومية، ما أثار غضب تل أبيب التي اعتبرت القرار نوعًا من "التمييز" وخروجًا عن الأعراف الدولية في معارض الدفاع. ورغم ذلك، لم يحظَ هذا السجال باهتمام كبير في كواليس المعرض، حيث كان التركيز منصبًا على الصراع الروسي-الأوكراني، بحسب الإذاعة الفرنسية. وأجمع عدد من الصناعيين والخبراء على أن الحرب في أوكرانيا تستقطب الاهتمام الأكبر من الوفود الحاضرة. فهي تمثل نموذجًا كاملاً للحروب الحديثة متعددة الأبعاد: اشتباكات برية، غارات جوية، طائرات بدون طيار (درون)، وابتكارات تكنولوجية في صراع طويل الأمد يجري على الأرض الأوروبية، بالقرب من عواصم القرار الغربية. ويؤكد أحد العارضين: "مقارنةً بالنسخة الماضية من المعرض، تضاعف عدد الوفود الحاضرة، وهو دليل على القلق الأوروبي المتزايد والرغبة في الحصول على حلول دفاعية سيادية وسريعة." ابتكارات مستوحاة من الجبهات: من المسيّرات إلى القذائف الذكية وتميز المعرض هذا العام بعدد غير مسبوق من الابتكارات الدفاعية، ومن أبرز ما تم عرضه، ابتكار "One Way Effector" من شركة MBDA ، وهي ذخيرة ذكية بعيدة المدى تعمل بمحرك نفاث، تبلغ سرعتها 400 كم/س وتحمل رأسًا حربيًا يزن 40 كلغ، بمدى يصل إلى 500 كم. وتطلق من الأرض وتوجه عبر نظام GPS لاختراق الدفاعات الجوية وتفجير الأهداف الحيوية. وتم تطوير هذه الذخيرة بالشراكة مع شركة سيارات فرنسية، ما سمح برفع الإنتاج إلى 1000 وحدة شهريًا. Veloce 330: درون انتحارية متقدمة بتقنيات عالية وطورت شركة EOS Technologie بالتعاون مع مجموعة KNDS الطائرة بدون طيار (درون) الانتحارية المتطورة Veloce 330، وهي واحدة من أبرز نماذج الذخائر الجوّالة (MTO) المعروضة في معرض لوبورجيه 2025. ويبلغ مدى هذه الطائرة بدون طيار ما بين 80 إلى 100 كيلومتر، وتستطيع التحليق لمدة تصل إلى 3 ساعات، مما يمنحها مرونة كبيرة في العمليات الاستطلاعية والهجومية على حد سواء. وقد أعلنت السلطات الفرنسية أن 17 وحدة من هذا الطراز سيتم تسليمها إلى الجيش الفرنسي لإجراء تجارب ميدانية، في خطوة تهدف إلى تقييم فعاليتها ضمن العمليات القتالية الحديثة. "Foudre": قاذف صواريخ بعيد المدى للحروب عالية الكثافة قدمت شركة Turgis & Gaillard نظامها الصاروخي الجديد "Foudre"، وهو قاذف صواريخ متعدد يتميز بمدى استثنائي قد يصل إلى 1000 كيلومتر. صمم هذا النظام خصيصًا للتعامل مع سيناريوهات القتال ذات الشدة العالية، بما يتماشى مع متطلبات الحروب الحديثة التي تتسم بالكثافة النارية والسرعة في الاشتباك. يعد "Foudre" أحد النماذج التي تعكس التحول نحو حلول هجومية بعيدة المدى وقادرة على تنفيذ ضربات دقيقة في عمق العدو. "RapidFire": منظومة دفاع متطورة متعددة المهام وكشفت شركتا KNDS وThales عن النسخة البرية من نظام التسليح الذكي "RapidFire"، وهو برج تسليح موجه عن بُعد مزوّد بمدفع عيار 40 ملم. يتميز النظام بقدرته على التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بدءًا من الطائرات خفيفة الوزن، مرورًا بـالطائرات بدون طيار، وصولًا إلى الذخائر الجوّالة والصواريخ الموجهة، وذلك ضمن مدى عملياتي يبلغ نحو 4 كيلومترات. وقد جرى تطوير هذا النظام في الأصل للاستخدام البحري، قبل أن يتم تكييفه ليواكب متطلبات القتال البري، مما يوسع من نطاق استخدامه التكتيكي في مختلف ميادين المعركة. الخبرة القتالية الأوكرانية تغير قواعد الصناعة العسكرية وترى شركات التصنيع أن تجربة الحرب في أوكرانيا غيّرت منهجية العمل العسكري. فبدلاً من مشاريع طويلة المدى تمتد لعقد أو أكثر، بات المطلوب إنتاج أنظمة فعّالة في وقت قصير، بأعداد كبيرة، وبكلفة منخفضة. من جانبها، قالت مسؤولة من MBDA: "علمتنا أوكرانيا السرعة والمرونة والابتكار، موضحة أن التهديدات تتغير بسرعة، ويجب أن نواكب ذلك". وأضافت:" بدأنا تطوير One Way Effector من الصفر في ديسمبر الماضي، ونتوقع إطلاق نموذج تجريبي بحلول سبتمبر، على أن يبدأ الإنتاج الرسمي بحلول 2027." وفي الوقت الذي تضاعف فيه إنتاج MBDA من الصواريخ خلال عامين، تسعى الشركة لتوفير توازن بين الأسلحة عالية الدقة والتكلفة، وتلك التي توفّر الكثافة والتشبع، مثل One Way Effector. ويوضح المشهد العام في معرض لوبورجيه كيف أن الحروب الحديثة، وعلى رأسها النزاع الروسي-الأوكراني، لم تعد فقط ساحات للمواجهة العسكرية، بل مختبرات حقيقية لاختبار وتطوير التكنولوجيا. وبينما تتسابق الدول لضمان سيادتها الدفاعية، يبرز اتجاه نحو إنتاج واسع ومنخفض الكلفة لأنظمة متقدمة، استعدادًا لعالم يُعاد فيه رسم خرائط القوة والنفوذ من جديد. aXA6IDgyLjIxLjI0MS4yMzQg جزيرة ام اند امز SI


العين الإخبارية
منذ 3 أيام
- العين الإخبارية
معرض لوبورجيه للطيران.. هل ستكون إسرائيل حاضرة؟
رغم التصعيد الأخير في التوترات مع إيران، فإن الجدل حول مشاركة إسرائيل في معرض لوبورجيه الدولي للطيران والفضاء، الذي انطلق اليوم الإثنين، كان قائمًا منذ فترة. فهل ستكون الدولة العبرية حاضرة بالفعل؟ وبينما أكدت وزارة الجيوش الفرنسية، الجهة المنظمة الرئيسية للمعرض، مشاركة كُبرى شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية في هذا الحدث العالمي المهم في مجال الطيران، رغم المناخ الدولي المشحون بسبب الحرب في غزة وتصاعد المواجهة مع إيران، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن جناحها الصناعي في المعرض قد تم إغلاقه، بحسب شبكة "سي.نيوز" الفرنسية. تسع شركات إسرائيلية حاضرة رغم الجدل وتشمل قائمة المشاركين شركات بارزة مثل Israel Aerospace Industries، وElbit Systems، وRafael Advanced Defense Systems، التي ستعرض أحدث تقنياتها، من طائرات مراقبة، وطائرات بدون طيار تكتيكية، إلى أنظمة اعتراض وصواريخ دقيقة. إغلاق جناح إسرائيل يثير أزمة دبلوماسية في المقابل، وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الإثنين في بيان:" إن جناحها الصناعي في المعرض قد تم إغلاقه، ووصفت القرار بأنه "فاضح وغير مسبوق". وأكدت أن المنظمين أزالوا الأسلحة الهجومية المعروضة بطلب من الحكومة الفرنسية، وهو ما رفضته تل أبيب. ونتيجة لذلك، تم تغطية الجناح بألواح سوداء خلال الليل، حسب ما ورد في بيان رسمي مدعوم بصور. وأفاد منظمو المعرض، الممثلون في مجموعة الصناعات الجوية والفضائية الفرنسية (GIFAS)، أن هذا الإجراء جاء تنفيذًا لـ"تعليمات صادرة عن السلطات الفرنسية المختصة قبل افتتاح المعرض"، موضحين أن القرار لم يشمل جميع العارضين الإسرائيليين، الذين لا يزال يُسمح لهم بالمشاركة، وأن الحوار جارٍ لإيجاد مخرج مناسب للأزمة. ورغم هذا، يبقى وجود إسرائيل في المعرض مثار جدل سياسي وأخلاقي واسع، على خلفية تدهور الأوضاع في غزة وتنامي الدعوات لعزلها على الساحة الدولية. سياق متأزم في الشرق الأوسط وتأتي هذه المشاركة بينما لا تزال الأزمة في الشرق الأوسط تتصدر المشهد العالمي، حيث شهدت المنطقة تبادلًا للنيران بين إسرائيل وإيران لليلة الثالثة على التوالي، في وقت تتهم فيه تل أبيب طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه الأخيرة، مؤكدة على حقها في تطوير برنامج نووي مدني. وفي الوقت نفسه، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب عملياتها في غزة، ما يطرح تساؤلات أخلاقية بشأن شرعية مشاركة صناعتها العسكرية في مثل هذا الحدث. موقف المنظمين: حياد تجاري رغم الدعوات للمقاطعة ورغم الدعوات الواسعة لمقاطعة إسرائيل، أكد المنظمون تمسكهم بـ"الحياد التجاري"، معتبرين أن المعرض مساحة مخصصة للعرض الصناعي، وليس أداة سياسية أو دبلوماسية. وقد دعّمت السلطة القضائية الفرنسية هذا الموقف، حيث رفضت المحكمة القضائية في بوبيني، يوم الثلاثاء الماضي، طلبًا قدمته عدة جمعيات لاستبعاد الشركات الإسرائيلية، معتبرة أن الطلب غير مبرر قانونيًا. وأيدت محكمة الاستئناف في باريس القرار لاحقًا. مقاطعة سياسية على مستوى محلي في رد فعل سياسي، أعلن ستيفان تروسل، رئيس المجلس الإقليمي لسان سان دوني (من الحزب الاشتراكي)، عبر منصة "إكس"، أنه لن يشارك في مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء في المعرض. وقال تروسل: "لا يمكننا أن ندّعي الدفاع عن حقوق الإنسان من جهة، ومن جهة أخرى نفرش السجادة الحمراء لدولة تتهمها المحكمة الجنائية الدولية باحتمال ارتكاب أفعال إبادة جماعية". كما تبنى المجلس الإقليمي بيانًا يدعو إلى: الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، واستبعاد إسرائيل من المعرض، ووقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق". وأضاف: "الصمت لم يعد مقبولًا. والغموض كذلك." إجماع يساري ضد المشاركة الإسرائيلية والرفض شمل جميع نواب سان سان دوني المنتمين إلى اليسار الفرنسي. فقد اعتبر النائب ستيفان بو (من الحزب الشيوعي الفرنسي) مشاركة إسرائيل "غير مقبولة"، مؤكدًا أن حضور ممثلي الدولة العبرية في حدث يخضع لرعاية الدولة الفرنسية هو بمثابة تجاهل للجرائم التي تُرتكب في غزة. أما النائب إيريك كوكريل (من حزب "فرنسا الأبية") ورئيس لجنة المالية في الجمعية الوطنية، فأكد لوكالة الأنباء الفرنسية أن موقف حزبه متطابق تمامًا. وقد شارك عدد من نواب اليسار في تظاهرة نظّمتها تنسيقيات نقابية وجمعيات ضمن فعاليات "قرية ضد الحرب" بين 20 و22 يونيو في بوبيني. سابقة متكررة ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير مشاركة إسرائيل في المعارض الفرنسية جدلًا قانونيًا وسياسيًا. ففي العام الماضي، تم استبعاد الشركات الإسرائيلية مبدئيًا من معرض "يوروساتوري"، قبل أن تعود للمشاركة بعد معركة قضائية خاضتها الحكومة الإسرائيلية والشركات المعنية. كما تم رفض طلب مماثل خلال معرض "يورونافال" البحري من قبل المحكمة التجارية. aXA6IDEwMy4yMjUuNTMuNTcg جزيرة ام اند امز AU


العين الإخبارية
منذ 5 أيام
- العين الإخبارية
جدل في فرنسا حول قانون مكافحة المخدرات.. ما علاقة المافيا الإيطالية؟
صادق المجلس الدستوري الفرنسي على غالبية مواد قانون مكافحة الاتجار بالمخدرات، المعروف إعلاميًا بـ"قانون النركوترفيك"، ليثير جدل حقوقي. وبينما اعتبر القانون بمثابة "خطة إنقاذ لإخراج فرنسا من فخ المخدرات"، فإن بعض مواده لاقت انتقادات لاذعة من جهات حقوقية ونواب معارضين، على خلفية المخاوف من المساس بحقوق الإنسان. المجلس الدستوري يصادق على غالبية مواد القانون أعلن المجلس الدستوري الفرنسي، يوم الخميس، قبوله بغالبية بنود القانون الجديد الذي يهدف إلى مواجهة تفشي شبكات الاتجار بالمخدرات. أقر 32 مادة من أصل النص القانوني المقدم، بينما أسقط ست مواد جزئيًا أو كليًا، وأصدر تحفظات على مواد أخرى، أبرزها تلك المتعلقة بالإجراءات العقابية المشددة داخل السجون، بحسب إذاعة "20 مينيت" الفرنسية. الحبس الانفرادي.. مستوحى من قوانين مكافحة المافيا الإيطالية أكثر النقاط إثارة للجدل في القانون الجديد كانت نظام العزل الانفرادي داخل السجون، المخصص لأخطر تجار المخدرات. فرغم اعتراضات نواب اليسار الذين لجؤوا إلى المجلس الدستوري، معتبرين أن هذه الإجراءات "تهدد بشكل خطير دولة القانون"، فإن المجلس صادق عليها مع بعض التحفظات. وبحسب القانون، يمكن إيداع السجناء، سواء كانوا محكومين أو موقوفين احتياطيًا، في أحياء شديدة الحراسة بقرار من وزير العدل، وفقًا لشروط محددة. أول هذه الأحياء سيُفتتح في سجن فاندين-لو-فييل (شمال فرنسا) نهاية يوليو المقبل. هذه الإجراءات مستوحاة من التشريعات الإيطالية لمكافحة المافيا، وتسمح مثلًا بإجراء تفتيش جسدي كامل للسجين في حال وجود تواصل غير مراقب مع شخص آخر، وهو ما أثار انتقادات حادة من منظمات مثل المرصد الدولي للسجون، التي وصفتها بأنها "تنتهك الحقوق الأساسية". تحفظات على التفتيش الكامل رغم المصادقة على المادة الخاصة بالتفتيش الكامل، أصدر المجلس الدستوري تحفظًا واضحًا ينص على أن هذا النوع من التفتيش يجب أن يُمارس فقط في ظروف استثنائية، مثل: الحاجة لحماية خصوصية المحتجز، وضمان سرية التبادلات، وصعوبات تنظيمية استثنائية تمنع الرقابة العادية. من جانبه، رحب وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان بقرار المجلس، وكتب على منصة إكس (تويتر سابقًا): "تقدم كبير لأمن الفرنسيين! المجلس الدستوري يقر غالبية مواد قانون مكافحة المخدرات المتعلقة بالعدالة". مواد تم إسقاطها لحماية الحياة الخاصة وحقوق الدفاع من بين المواد الست التي تم إسقاطها: السماح للأجهزة الاستخباراتية بالوصول المباشر إلى قواعد البيانات الضريبية، إذ اعتبر المجلس أنها لا تحقق توازنًا كافيًا بين حماية النظام العام واحترام الحياة الخاصة، وتجربة استخدام الخوارزميات في رصد تجارة المخدرات، والتي رُفضت للسبب ذاته. كما تم إسقاط مادة كانت تسمح، في حالات استثنائية، بإصدار حكم إدانة دون تمكين المتهم من الطعن في أدلة ضده مخزّنة في "ملف سري"، وهو ما اعتُبر خرقًا صارخًا لمبادئ المحاكمة العادلة. جزئية "المحاكمة بالفيديو" تعد على حقوق المتهمين؟ القانون الجديد كان ينص على التوسع في استخدام المحاكمة عبر الفيديو للسجناء الخاضعين لنظام العزل، بهدف الحد من نقلهم وتفادي حوادث الهروب، كحادثة الهروب الشهيرة في 14 مايو 2024، التي قُتل خلالها عنصران من حرس السجون أثناء نقل تاجر مخدرات خطير يُدعى محمد أمرا. لكن المجلس اعتبر أن تعميم المحاكمة عبر الفيديو يشكل "انتهاكًا مفرطًا لحقوق الدفاع"، لا سيما للمتهمين الموقوفين احتياطيًا، وأقر الرقابة الدستورية عليها. رغم الانتقادات، يمثل هذا القانون بالنسبة للحكومة إجراءً غير مسبوق في مواجهة شبكات المخدرات المتزايدة التنظيم والوحشية، لكنه في الوقت نفسه يكشف عن المعضلة القديمة بين تحقيق الأمن واحترام الحريات الفردية. aXA6IDEwOC4xNjUuODEuMjIzIA== جزيرة ام اند امز JP