logo
إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا من غزة بعد شهور من التعذيب

إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا من غزة بعد شهور من التعذيب

الجزيرةمنذ 3 ساعات

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد، عن 12 أسيرا فلسطينيا اعتقلتهم خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة بالقطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك بعد شهور من اعتقال واجهوا خلاله التجويع والتعذيب.
وقال مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان، له إن إسرائيل أفرجت عن 12 معتقلا من أسرى قطاع غزة، وتم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط القطاع.
من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إنها يسرت إطلاق سراح 12 معتقلا ونقلهم من نقطة عبور كيسوفيم (جنوب شرق) إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وذكرت اللجنة أنها تدعم بانتظام نقل المعتقلين الذين يُطلق سراحهم إلى غزة من المعابر بين إسرائيل والقطاع، وأشارت إلى أنها تنقل الأسرى إلى المستشفيات لإجراء فحوص طبية لازمة، فضلا عن تزويدهم ببعض الملابس ومستلزمات النظافة الشخصية.
وأفاد شهود عيان بأن الأسرى المُفرج عنهم قضوا شهورا في المعتقلات الإسرائيلية يعانون من التعذيب وسياسة التجويع والإهمال الطبي.
وبين الفينة والأخرى، تفرج إسرائيل عن أعداد من الفلسطينيين الذين اعتقلتهم منذ بدء حرب الإبادة.
وفي 17 أبريل/ نيسان الماضي، قال نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل اعتقلت آلاف المواطنين من قطاع غزة وسط تكتم شديد وإخفاء قسري منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
إعلان
ولم يذكر النادي رقما محددا لعدد الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة القابعين في السجون الإسرائيلية ، بسبب تعمد الاحتلال إخفاء المعلومات بخصوصهم واعتقاله المتواصل للفلسطينيين من القطاع.
لكن" المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" قال في 29 مايو/ أيار الماضي، إن إسرائيل تعتقل وتُخفي في سجونها نحو 4700 فلسطيني من غزة.
وأجرى المرصد مقابلات مع 100 معتقل مفرج عنهم من غزة، ووثق 42 نوعا من التعذيب والمعاملة السيئة والمهينة التي تمارس ضد الفلسطينيين في السجون ومراكز الاحتجاز.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف ستدير سوريا علاقتها بإسرائيل في هذه المرحلة؟
كيف ستدير سوريا علاقتها بإسرائيل في هذه المرحلة؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

كيف ستدير سوريا علاقتها بإسرائيل في هذه المرحلة؟

لم يعُدْ سرًا وجود مفاوضات بين سوريا وإسرائيل في بعض العواصم، بيد أن السؤال عما إذا كانت هذه المفاوضات مقتصرة على ترتيبات أمنية بخصوص التطورات التي جرت بعد الحرب على وقع احتلال إسرائيل شريطًا حدوديًا واسعًا في جنوب سوريا، أم هي مقدمة لاتفاق سلام شامل، في ظل تحرك أميركي يهدف إلى إعادة هندسة المنطقة عبر إطفاء بؤر التوتر، بما يسمح لواشنطن بإعادة تشكيل الواقع الإقليمي، بما يتطابق ورؤيتها لدورها العالمي في المرحلة المقبلة؟ السياق والتوقيت المفاوضات بين دمشق وتل أبيب، أو ما يصح تسميته بـ" مبادرة التهدئة"، تأتي كجزء من سياق أوسع لانعطافة إستراتيجية أميركية، وغربية بالتبعية، للحفاظ على دور فاعل في ضبط مفاعيل المشهد الدولي، والتأثير في توجهاته المستقبلية، في ظل بروز اللاعب الصيني بقوّة الذي بات يتمدد على جميع المفاصل الجيوسياسية الدولية ناثرًا مشاريعه الواعدة في كل ركن، منذرًا بإزاحة الغرب من موقع الريادة في قيادة النظام الدولي. وقد أثبتت التطورات أن الساحة الشرق أوسطية تنطوي على مصالح أميركية، توازي، إن لم تتفوّق على مصالح واشنطن في جنوب شرق آسيا، التي رصدت لها موارد ضخمة. وفي ظل تقدير أميركي بأن مواجهة الخطر الصيني لا تتم بترك فراغات كبيرة له ليتمدد بها، مقابل حصاره في بحر الصين، وصحارى الشرق الأوسط وبحاره وممراته المائية، كعناصر مهمة في هذه اللعبة الجيوسياسية التي يتسع نطاقها ليشمل العالم برمته. وتبعًا لذلك، وفي ضوء توازن القوى العالمي الجديد، بعد أن قلصت التكنولوجيا الصينية الفوارق بدرجة كبيرة، تجد إدارة ترامب نفسها مضطرة للبحث عن آليات جديدة لضمان استمرار التفوق، وهذا ما أكدته زيارة ترامب لدول الخليج العربي، وإيجابية مواقفه تجاه مطالبها، حيث شكّل دعم سوريا محورها الأساسي. ورشة مفاوضات ثمّة ما يمكن وصفه بـ "ورشة مفاوضات" انطلقت فعالياتها في أكثر من عاصمة إقليمية ودولية: أبو ظبي، وباكو، وتل أبيب، وربما أماكن أخرى. ما يجري حتى اللحظة يبدو أنه اختبار أو مرحلة تعارف بين المفاوضين، وتقديم كل طرف أطروحاته، والتي غالبًا ما تكون بسقف مرتفع، يجري بعد ذلك تشذيبها للتوافق مع المنطق والواقع. لم يرشح أي شيء عما يدور في كواليس هذه المفاوضات، لكن هناك مؤشرات عديدة على انطلاقها، من ضمنها توقف القصف الإسرائيلي والانفتاح الأميركي المتسارع على دمشق، كذلك تغير الخطاب السياسي تجاه الإدارة السورية الجديدة في كل من تل أبيب، وواشنطن. لا يعني ذلك أن الأمور تسير بسلاسة وأننا بتنا على بعد أمتار قليلة من التوصل إلى تفاهمات صلبة، بقدر ما يعني تهيئة بيئة مناسبة للمفاوضات، تبدأ بالتهدئة الميدانية ووقف الهجوم الإعلامي الإسرائيلي ضد السلطة السورية الجديدة، وهو شهد بالفعل تحولًا، من خطاب يدعو لعدم الثقة بهذه السلطة إلى خطاب يؤكد على عدم الرغبة بالتدخل بالشأن السوري، وفق وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر. من الطبيعي أن يتم التركيز في هذه المرحلة على الملفات الأمنية، وأن يقود المفاوضات المختصون بالمسائل الأمنية، على ذلك تأخذ المفاوضات طابعًا تقنيًا بحتًا، بعيدًا عن الأيديولوجيا والمواقف السياسية والحساسيات المختلفة، ولا سيما أن بين البلدين تاريخًا متواصلًا من الترتيبات الأمنية كان يجري تحديثها بعد كل تطور، وآخر الإجراءات كانت المنطقة العازلة التي أعقبت حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، والتزم بها الطرفان حتى سقوط نظام الأسد. حاجة دمشق للسلام منذ وصول الإدارة الجديدة للسلطة في دمشق أعلنت بشكل غير موارب، أن الاستقرار والسلام يقفان على رأس جدول أولوياتها في المرحلة القادمة، وبالتالي ليست معنية بلعبة الصراع التي انخرط بها نظام الأسد، على الأقل نتيجة انتمائه لـ"حلف الممانعة" وتسهيل نشاط إيران المناوئ لإسرائيل، والواضح أن إدارة الشرع قرأت جيدًا التحوّل في المزاج الإقليمي الرافض لاستمرار الحروب، ومنطق العسكرة الذي فرضته إيران وحاولت تاليًا التكيف مع متطلبات هذا التحوّل. لكن أيضًا، متطلبات المرحلة، وضرورة الخروج من واقع، أقل ما يُقال عنه أنه واقع معقد إلى أبعد مدى، فرضت على دمشق تبني خيار البحث عن فرصة السلام، للهرب من واقع موازٍ حقيقي وليس افتراضيًا، سمته الانهيار الاقتصادي والعزلة الدولية، قد يصبح هو التعريف الأساسي لسوريا المستقبلية. تدرك دمشق أن لها حسابات حساسة في المعادلات التي يجري تأسيسها في المنطقة، وأنها لاحقة لضلع إقليمي أكبر، وربما نقطة غير مرئية في دائرة من الفاعلين الإقليميين الأقوياء، اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، وأنها مضطرة للعب تحت ظلال هذه القوى، ما دامت قد دخلت اللعبة بدون أدوات قوّة، على كل الصعد، وبحمل ثقيل من الأزمات والاحتياجات. وفق ذلك، رأت دمشق أن الانخراط ضمن الهندسة التي تجريها واشنطن، بالتنسيق مع الفاعلين الإقليميين، في الخليج العربي وتركيا، فرصة أرادت التقاطها، ورافعة للخروج من دائرة التهميش والدمار، إذ لا يمكن تحقيق الاستقرار بجوار كيان يعتقد أنه يمتلك ناصية المنطقة، ولا يمكن جذب أموال الاستثمار بدون وضع مستقر، ما يعني تحويل سوريا إلى نموذج الدولة الفاشلة، وهو الكابوس الذي حاول حكّام سوريا الجدد الهروب منه، مع إدراكهم أنه لن يكون في جعبتهم، وهم يجلسون على طاولات التفاوض، سوى تقديم التنازلات. إسرائيل والسلام بالإكراه ليست هذه اللحظة المناسبة التي ترغب بها إسرائيل للانخراط في عملية سلام مع سوريا، فلا المزاج الإسرائيلي ولا النخب المؤثرة في وارد السير في هذا المسار الآن، والتفكير الإسرائيلي في هذه المرحلة في مكان آخر، حيث تصحو إسرائيل، بعد طوفان الأقصى، على واقع إستراتيجي مختلف لم تشهد ذاكرتها مثيلًا له منذ قيامها، ولا حتى بعد حرب عام 1967 حينما انهارت بوابات دول الطوق العربي وبات بإمكان الدبابات الإسرائيلية العبور إلى العواصم دون أي عوائق لوجيستية أو عسكرية سوى عائق التوازنات الدولية في خضم الحرب الباردة وحدود النفوذ المرسومة بين مناطق أميركية وأخرى سوفياتية. الطموح الإسرائيلي في سوريا أكبر من سلام قد يتم التراجع عنه يومًا إذا تغيرت المعطيات، حيث تتجه تفضيلات إسرائيل إلى صناعة كيانات موازية للدولة السورية، كيانات تعتمد في بقائها على الدعم الإسرائيلي، وتدفع دمشق وحكامها إلى الانكفاء نهائيًا عن المطالبة بأراضٍ تحتلها إسرائيل، وتزيد عليها الجنوب حيث المياه الوافرة والأراضي الزراعية وقوة العمل التي تحتاجها المزارع والورش في حيفا والجولان والجليل، واعتقاد قادة إسرائيل أن تحقيق هذا الطموح لن يكلف كثيرًا، وكل ما ستفعله تل أبيب الإشراف على إدارة الصراعات في جنوب سوريا لخدمة مصالحها الجيوسياسية. لكن التطور المفاجئ تمثل في موقف تركيا ودول الخليج العربي من التغيير في سوريا، ودفع واشنطن إلى احتضانه وجعله مصلحة للأمن القومي الأميركي، الأمر الذي أثار ريبة إسرائيل من احتمال إخراجها من الترتيبات التي هي في الواقع أكبر من مجرد استيعاب سوريا، بقدر ما هي تشكيل لواقع شرق أوسطي مرتبط بدوائر عالمية أوسع، ومشاريع جيوسياسية على نطاق أكبر، وبالتالي فإن إسرائيل تدخل مرحلة التفاهمات مع دمشق كنوع من الاختبار لمسارات التحرك الإقليمي والدولي، ولا سيما بعد تهميشها من تحركات الرئيس ترامب الأخيرة في المنطقة، وحالة الجفاء مع أوروبا، التي بدورها بدأت الانخراط المكثف في دهاليز الملفات الشرق أوسطية. هل الصفقة وشيكة؟ بناء على هذه المقدمات، لا يبدو أن ما يدور بين دمشق وتل أبيب في هذه المرحلة هي مفاوضات سلام نهائية، بقدر ما هي مباحثات للتوافق على إطار أمني جديد بعد تراجع إسرائيل عن الترتيبات السابقة، وثمة عوامل كثيرة تؤكد هذا الاحتمال: اختلال توازن القوى بشكل كبير يمنع دمشق من الذهاب إلى مفاوضات سلام تحتاج لأوراق قوّة تجبر إسرائيل على التنازل عن الجولان. تحتاج الإدارة السورية الجديدة إلى مدى زمني أطول للقيام بخطوة عقد اتفاقية سلام مع إسرائيل، إذ بالرغم من تفضيل قطاعات واسعة من السوريين التركيز على الجوانب الاقتصادية والإعمار، وبالتالي الابتعاد عن الحروب الخارجية؛ لا تزال الصورة غير واضحة بالنسبة للنظام الجديد في دمشق، وبالتالي يشكّل خوضها في عملية سلام، قد تقدم خلالها تنازلات جغرافية مغامرة خطرة. عدم حاجة إسرائيل إلى سلام يرتّب عليها التزامات بحجم التنازل عن أراضٍ تحتلها في الجولان، ومن مصلحة إسرائيل إبقاء الوضع الأمني هشًا على جبهتها الشمالية، وإبقاء دمشق تحت ضغط الإحساس بعدم الأمان من جهة إسرائيل، إلى حين نضوج ظروف مواتية للحصول على تنازلات كبيرة باطمئنان. لا تطرح الأطراف التي تحتضن النظام السوري الجديد: الإقليمية والدولية، مسألة التوصل إلى اتفاق سلام بين دمشق وتل أبيب، في هذه المرحلة، لإدراكها أن الظروف غير ناضجة، وأن من شأن الاختلاف في أي مرحلة من مراحل التفاوض قد يفجر جولات صراعية تطيح بالاستقرار السوري الهشّ، لذا فالأفضل هو التوصل لترتيبات أمنية صارمة بين الطرفين تضمن الهدوء إلى حين التوصل لإطار سلام قابل للتطبيق. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

بالصور.. حكاية ضريحين غامضين عند باب الخليل بالقدس
بالصور.. حكاية ضريحين غامضين عند باب الخليل بالقدس

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

بالصور.. حكاية ضريحين غامضين عند باب الخليل بالقدس

في فناء صغير وعلى بُعد أمتار قليلة من باب الخليل ، أحد أبواب القدس التاريخية، يقع ضريحان مجهولا الهوية، لا تحمل شواهدهما أي نقوش تدل على من دُفن فيهما، وقد أثارا جدلا واسعا بين الباحثين والمؤرخين أدى لتعدد الروايات والأساطير حولهما. يقع القبران في ميدان عمر بن الخطاب مقابل قلعة القدس ، بين عمارتين حديثتين، وهما مبنيان من الحجارة، ومتماثلان في الشكل، ويعلو أحدهما شاهد مزخرف بعمامة، ما يدل على أن المدفون رجل ذو مكانة رفيعة، بينما تعلو الآخر قبعة نسوية ضيقة، ما يرجح أن المدفونة امرأة. وتنسب بعض الروايات الشائعة القبرين إلى مهندسي سور القدس في عهد السلطان سليمان القانوني ، وتدعي أن السلطان أمر بإعدامهما، كما تُروى أساطير أخرى عن شخصيات يهودية دفنت في المكان أو أن القبرين يعودان لشيخ الحارة وزوجته، لكنها روايات تفتقر إلى أدلة موثقة. كما تنسب بعض الروايات أحد القبرين إلى المهندس التركي معمار سنان الذي يُنسب إليه بناء السور، لكنها روايات باطلة لأن قبره موجود في مدينة إسطنبول. وتدّعي بعض العائلات أن القبرين يعودان لشخصيات منها، مثل عائلة الغوانمة التي تربط القبرين بالأمير عبد الدايم، أو عائلة الصافوطي التي تنسبهما للحاج إبراهيم الصافوطي وزوجته، كما ينسب القبر إلى الشيخ علي الغماري المغربي، لكن ينسف تلك الرواية وجود مقام للشيخ في قرية الدوايمة المهجرة. أما المؤرخ كامل العسلي فذكر أن القبرين مجهولان، مرجّحا أن يكونا لمجاهدين أو ناظرين على سور القدس، من دون إثبات قطعي. وبحسب الدكتور محمد هاشم غوشة، فإن القبرين هما لسنان بن إلياس، نائب المسؤول عن "قلعة القدس"، وزوجته وابنته، وهو رأي يدعمه ببعض الوثائق والموقع الجغرافي للمكان، معتبرا أن الفناء المعروف هو "التربة الصفدية". ويشير المؤرخون إلى أن تعدد الروايات حول اسم "باب الخليل" سبب خلطا في تحديد هوية المدفونين، حيث عرف باسم باب محراب داود، وباب داود، وباب التجار، وباب السمك، وغيرها من الأسماء.

عيد سعيد يا عرب.. عيد شهيد يا غزة
عيد سعيد يا عرب.. عيد شهيد يا غزة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

عيد سعيد يا عرب.. عيد شهيد يا غزة

لم يكن صباح عيد في غزة؛ بل بقايا ليل لم يتوقف فيه عواء المدافع.. المآذن مُلقاة على الأرض في حلقها، تنزف بقايا تكبيرات ذُبحت قبل أن تصل إلى السماء. العيد في غزة صباحٌ آخر من مواكب الشهداء والأحزان والدموع والجوع؛ أطفال يصبحون أيتامًا.. فجأة، تختلط زفة الشهيد مع تكبيرات العيد.. الوالد يخرج يبحث لعائلته عن كيس طحين، فيعود لأطفاله في كيس الجثث. في غزة، يتحول يوم العيد إلى أخبار عاجلة، لا شيء سوى اللون الأحمر.. على شاشة الأخبار، وعلى بقايا جدار! بجرعة زائدة من الحقد تزداد شهية جيش الاحتلال للقتل، ترتفع بورصة أعداد الشهداء والجرحى والمحروقين. مراسل الأخبار يكرر النداء الأخير قبل أن يقع هو على الأرض جوعًا.. وحزنًا على فقدان عائلته. قُم.. قل لهم يا مراسل الأخبار إننا بشر، إننا نموت جوعًا وقصفًا ..قل لهم إن الحياة ممنوعة علينا؛ وكلُّنا جنائز مؤجلة.. انقل لهم حفلة الذبح الجماعي على الهواء مباشرة؛ أطفالنا لا يريدون العيد، يريدون أبًا وأمًا فقط، فهل هذا كثير علينا؟ في محاولة للفرح.. قام بعض الأطفال يلعبون لعبة الحرب كما في الأعياد السابقة.. لكن، في لحظة غادرة قرر ضابط الدبابة أن يلعب معهم بقذيفة حوّلتهم إلى خليط من أشلاء وتراب ودماء هنا، العيد مفقود! كل شيء في غزة مفقود: الحلوى، تكبيرات العيد، الابتسامة، الأقارب ولَـمّة العيد.. لا ضحكات صاخبة، ولا ملابس جديدة.. لا موائد ولا حلوى، ولا "فسيخ".. السمك المملح الموجود هنا دمار وقصف ووجوه شاحبة.. وفي كل بيت تفاصيل مؤلمة من الفَقد. إعلان ما أثقل التهاني على ألسنة الغزيين! لا أحد يجرؤ أن يقول "كل عام وأنتم بخير".. لا مساجد لأداء صلاة العيد.. لا زيارات، ولا تجمُّع لأطفال العيد في الحارات.. السماء تتلبد بطيارين يستمتعون بصيد الأبرياء في العيد، يعشقون تحويل صلاة العيد إلى صلاة جنازة. وفي محاولة للفرح.. قام بعض الأطفال يلعبون لعبة الحرب كما في الأعياد السابقة.. لكن، في لحظة غادرة قرر ضابط الدبابة أن يلعب معهم بقذيفة حوّلتهم إلى خليط من أشلاء وتراب ودماء. في زنزانة منفردة، رطبة كجِراح تعذيب لا تندمل، كان الأسير "هشام" يكبّر تكبيرات العيد.. دخل عليه سجّانان، وضعا على رقبته دعامة حديدية، وجلس كل منهما على طرف منها، يقهقهان.. على مسمار أقدم من الاحتلال علّقت الجدة "أم إسماعيل" كوفية زوجها الذي أسره جيش الاحتلال في العيد الماضي.. تنظر في الكوفية عميقًا علّه يعود من طياتها.. ترى في ظاهر يدها تجاعيد النكبة والتغريبة والحصار، وحروبًا لا تتوقف.. تحدّق في يدها الأخرى في تتابع حبّات السُّبحة. كانت ساهمة تستذكر وتعدّ الغائبين بدل التسابيح.. كانت تحدث نفسها: يا حسرتي، أي عيد هذا؟! وأيُّ حرب ستكون بعده؟! أي عيد ثقيل سيمرُّ في ذاكرة الطبيبة "آلاء النجار" التي استهدف العدو بيتها، وقتل وأحرق تسعة من أطفالها، وكذلك والدهم الدكتور حمدي النجار.. وصارت مقياسًا ومَثلًا للصبر عند عرب كانوا يقولون: "يا صبر أيوب"، وصاروا يقولون: "يا صبر آلاء النجار"! أي عيد أليم ستعيشه طفلة الحريق "وردة"، الناجية من حريق هولوكوست غزة، بعد أن رأت النيران تشوي أهلها أمامها؟ كم سنة سيظلّ قلبها ينزف حزنًا على كل من قضوا أمامها حرقًا في خيام الإيواء؟ "أم عمر" تسمع ترويدة جارتها التي فقدت عقلها وجميع أبنائها منذ أسبوع، وهي تغني بصوت يقطع الأكباد : "العيد مش للي ضلّوا.. العيد للي راحوا.. راحوا.. ليش تركتوني يَمّا". جلست "أم إبراهيم" تنظر إلى الكراسي الخالية والصحون المُغبرّة.. تتمتم: "سامحني يا أبو إبراهيم، لا عندي قهوة عيد، ولا كعك عيد، ولا ظل حدا من الأولاد يفتح الباب إذا إجا الجيران.. الله يرحمكم يُمّه.. عيد شهيد يُمّه". من أسلاك الكهرباء المقطّعة صنع "ياسر" أرجوحة لأخته الصغيرة.. كانت ترى مشهد الدمار من مكان أعلى، كانت تقول له: "طيّرني فوق.. بدي أغمّض، ما بدي أشوف الحرب، طيّرني فوق".. كان يصفق لها بنصف يد قطعتها قذيفة، ويقف على بقايا رجل بُترت دون تخدير. فجأة، أوقف الأرجوحة.. قال لها: "بخاف لو طرتي كتير يشوفك قناص إسرائيلي".. لحظات، وأغمضت عينيها.. إلى الأبد! في زنزانة منفردة، رطبة كجِراح تعذيب لا تندمل، كان الأسير "هشام" يكبّر تكبيرات العيد.. دخل عليه سجّانان، وضعا على رقبته دعامة حديدية، وجلس كل منهما على طرف منها، يقهقهان.. يشتمان دينه ويطلبان منه أن يشتم نَبيّه! بصوت خفيض يردد: "الله أكبر كبيرا، أحَدٌ أحَد".. تلاشى صوته، تكوّر جسدُه النحيل، ابتسم وكأنه رأى نهاية أخرى في عالمٍ آخر.. ثم صمت إلى الأبد. غزة التي كانت مليئة بمآذن تصدح بتكبيرات العيد، وكانت تضج بالتهليل والأهازيج، وكانت مع آخر طبق من الكعك تنتظر العائدين من موسم الحج، وتزيّن بوابات الدور ومداخل الحيّ بسعف النخيل والمصابيح.. غزة هذه أصبحت وأمست بلا مآذن ولا مودعين، ولا زوار ولا قهوة، ولا كعك ولا هدايا الحجيج، ولا بوابة لبيت، ولا بيت لبوابة تستقبل أو تودع.. ولا صلة رحم؛ فقد فرّقتهم الحرب، وتوزّعتهم التغريبات والنزوح بلا توقف . غزة التي اعتادت أن تعيش أعيادًا باتت فرِحةً حزينة.. أعياد البطولة والأحزان معًا! كانت أغنيةُ "أبو عرب" وِردًا للشعب الفلسطيني منذ نصف قرن، يسمعونها يوم العيد: يا يُمّا لو جانا العيد آاخ يا يما سألتو وين الغوالي شيل من الردم أطفالي يا يما لو جاني العيد شو بينفع العيد للي مفارق حبابو؟. يا يا يُمّا! راح أبو عرب، وراح العرب، وراح العيد والغوالي؛ بسبب العرب.. عيد سعيد يا عرب.. عيد شهيد يا غزة! الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة. إعلان

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store