logo
تصريح 'إسرائيل الكبرى' وصعود الصهيونية الدينية: دوافعه وحدود قابليته للتحقق ورسائله إلى العرب والغرب!غانية ملحيس

تصريح 'إسرائيل الكبرى' وصعود الصهيونية الدينية: دوافعه وحدود قابليته للتحقق ورسائله إلى العرب والغرب!غانية ملحيس

ساحة التحريرمنذ 2 أيام
تصريح 'إسرائيل الكبرى' وصعود الصهيونية الدينية: دوافعه وحدود قابليته للتحقق ورسائله إلى العرب والغرب!
غانية ملحيس
في لحظة تبدو فيها الصهيونية الدينية في ذروة نفوذها داخل بنية الحكم في الكيان الصهيوني، يطل شعار 'إسرائيل الكبرى' كإعلان عقائدي لا يكتفي برسم أفق استراتيجي، بل يسعى إلى احتكار تعريف المستقبل. ومع ذلك، يواجه هذا الصعود الأيديولوجي بيئة عملياتية معاكسة على الصعد العسكرية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية. وهنا يتجلى التناقض البنيوي: صلابة أيديولوجية تقابلها هشاشة عملياتية في الجيش والسياسة والاقتصاد والشرعية الدولية، ما يجعل الشعار أداة تعبئة واستراتيجية خطابية أكثر من كونه خطة قابلة للتنفيذ.
إسرائيل الكبرى: أيديولوجيا متمكنة… ومشروع متعثر
تصريح نتنياهو عن 'إسرائيل الكبرى' ليس انفعالا عابرا، بل التعبير السياسي الأوضح عن مشروع الصهيونية الدينية التي صعدت إلى قلب البنية الحاكمة في الكيان الصهيوني، بعد أن أنجزت الصهيونية العلمانية مهمتها في إقامة الكيان وتثبيت وجوده. كما تمكنت من مد خيوطها إلى تكتلات يمينية شعبوية و«مسيحو صهيونية» غربية.
من الهامش إلى مركز القرار: لحظة الصهيونية الدينية
منذ عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في مطلع ثمانينات القرن الماضي، بدأت الصهيونية المسيحية بالصعود التدريجي إلى مواقع صنع القرار الأمريكي والغربي، فيما تمكنت الصهيونية اليهودية قبل ذلك بسنوات قليلة من الوصول إلى مراكز القرار السياسي داخل الكيان الصهيوني. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، وخصوصاً بعد اغتيال إسحاق رابين عام 1995، تحولت الصهيونية الدينية اليهودية من كتلة مستوطنين مؤثرة إلى شريك مقرر في الائتلافات الحاكمة، مخترقة الجيش والأمن والقضاء والإدارة المدنية في الضفة الغربية.
هذا التحول أسفر عن ثلاث نتائج:
1. تديين القرار السياسي: اعتبار الضم والسيادة على كامل 'أرض الميعاد' واجبا دينيا لا خيارا سياسيا.
2. الاستيطان كأداة دولة: توسع سريع مع شرعنة قانونية وسياسية لمشاريع الضم الزاحف.
3. تركيبة حكم هجينة: براغماتية نتنياهو مدعومة بأيديولوجيا توسعية ترفع سقف المطالب باستمرار.
لماذا الآن… مع أن شروط التحقق ضعيفة؟
إطلاق شعار 'إسرائيل الكبرى' في لحظة ضعف عملياتي يحمل حكمة سياسية مركبة:
1. تعبئة الداخل الديني – القومي: تحويل النقاش من الفشل الميداني في غزة إلى 'رسالة تاريخية' تشد العصب وتؤجل محاسبة الحكومة.
2. الهروب إلى الأمام: رفع سقف الهدف يغطي على الخسائر الميدانية والاقتصادية، ويمنح نتنياهو صورة 'قائد الرسالة' و'رسول العناية الإلهية'.
3. ابتزاز الأنظمة العربية: التلويح بأن انهيار إسرائيل سيزعزع الهندسة الإقليمية التي صاغتها القوى الغربية بعد الحرب العالمية الأولى، مذكّرينهم بأن الجميع 'في مركب واحد' ويجب كبح شعوبهم الغاضبة.
4. حشد الغرب المرتبك: ربط مصير المشروع الصهيوني بالهندسة الغربية للشرق الأوسط، وتحذير من أن عدم المشاركة قد يهدد ركائز النفوذ الغربية القائمة منذ ثلاثة قرون.
5. إعادة تدوير السردية الحضارية: نقل القضية من إطار إبادة جماعية وصراع مسلح بين مستعمرومستعمر إلى 'صراع حضاري/ديني' لاستنهاض حلفاء المسيحو صهيونية واليمين العالمي.
حدود القابلية للتحقق
رغم انسجام الخطاب مع العقيدة، فإن بيئة التنفيذ تعمل ضده:
• عسكرياً: استعصاء غزة يكشف حدود القوة التكنولوجية أمام مقاومة لامركزية ومرنة، وشمال الكيان ما يزال مصدر استنزاف مستمر. فتح جبهات توسعية جديدة يضاعف المخاطر ويضعف الردع، حتى مع اتفاقيات وقف إطلاق النار.
• سياسياً واجتماعياً: انقسامات حادة بين علماني وديني، وبين سياسي وعسكري، وأزمة ثقة بالقيادة، وتصدعات في العقد الاجتماعي حول الخدمة العسكرية والاقتصاد والقضاء.
• اقتصادياً: حرب باهظة الكلفة: تباطؤ الاستثمار، نزيف في قطاعات السياحة والتقنية، وضغوط مالية تعرقل مشاريع السيطرة الممتدة.
• قانونياً ودولياً: تصاعد العزلة السياسية وتآكل الشرعية الدولية، ونمو الإجراءات القضائية ضد قادة الكيان، ما يزيد من الكلفة السياسية لأي اندفاعة علنية.
• إقليمياً: محور مقاوم متعدد الساحات يرفع كلفة التمدد الصهيوني، ويجعل السيطرة الدائمة على أراض عربية جديدة مغامرة محفوفة بالمخاطر.
الخلاصة: المشروع يمتلك زخما عقائديًا واستيطانيًا، لكنه يفتقر إلى شروط الحسم على المدى المنظور، ومحاولات فرضه قد تُسرع تآكل قوة الكيان الصهيوني نفسه.
الولايات المتحدة: الراعي الحاسم للمشروع بين الحماية والفرملة
منذ نشأة الكيان الصهيوني، شكلت الولايات المتحدة مظلته الاستراتيجية ومصدر قوته العسكرية والسياسية والاقتصادية. ومع صعود الصهيونية الدينية، حافظت واشنطن على معادلة دقيقة: حماية أمن إسرائيل وتفوقها النوعي مقابل ضبط اندفاعاتها التي قد تضر بالمصالح الأمريكية الإقليمية.
القرار الأمريكي ليس مبدئيًا فقط، بل براغماتي أيضًا، إذ تفضّل إدارة الصراع دون حسمه، لضمان استمرار اعتماد إسرائيل الكامل عليها، والحفاظ على سيولة المنطقة بما يخدم الأجندة الأمريكية.
• خط الحماية: استمرار الدعم العسكري النوعي، والتغطية السياسية في مجلس الأمن، والضغط على الحلفاء الغربيين لتبنّي الرواية الإسرائيلية.
• خط الفرملة: منع أي خطوة توسعية كبرى تهدد الأنظمة العربية الحليفة، أو تفتح جبهات مع إيران وحزب الله، أو تستفز تركيا، أو تعرّض تدفقات الطاقة والممرات البحرية للخطر.
التناقض الزمني بين الخطاب والواقع
في اللحظة التي يبلغ فيها المشروع العقائدي الصهيوني ذروة حضوره الخطابي، سواء بلغة التعبئة الدينية أو نبرة 'الحق التاريخي'، نجد أن شروطه العملية على الأرض ما تزال ضعيفة: مأزق ميداني، تصدع في الجبهة الداخلية، وانكشاف أمام المقاومة.ورفض جماهيري عربي واسع. هذا التناقض يوضح أن صعود الصهيونية الدينية سياسياً لا يعكس بالضرورة تفوقها الميداني، بل قد يكون أحيانًا تعويضًا عن فقدانه.
أولوية الرد الفلسطيني – العربي
يتطلب الرد الفلسطيني – العربي على العدوان والمشروع الصهيوني وضع استراتيجية شاملة توحد أدوات المواجهة ضمن إطار واحد، لا تقتصر على إجراءات متفرقة. يمكن أن تشمل هذه الأدوات: حماية غزة، والمقاطعة الذكية، وتفكيك البنية الاستيطانية، في خطة واضحة المعالم تحمل اسما جامعا مثل: 'خطة الردع المجتمعي الطويل' أو 'استراتيجية تعطيل البيئة الحاضنة'.
يتيح هذا الإطار المنظم تحويل الفعل المقاوم من ردود آنية إلى مسار مستمر يراكم الأثر ويستنزف قدرة الاحتلال على إعادة إنتاج سيطرته، محولا المواجهة إلى استراتيجية طويلة النفس عوضا عن أن تكون مجرد رد فعل ظرفي.
الرسائل المشفرة: تحذير قادة العرب والغرب
تصريح نتنياهو يستهدف المجتمع الإسرائيلي والعالم الخارجي، موجها رسائل محددة إلى:
القادة العرب: يشير إلى أن 'مصائرنا مترابطة'، وأن سقوط إسرائيل سيزعزع البنية التي تحفظ أنظمتهم وحدودهم وتوازناتهم. المطلوب منهم تقديم غطاء سياسي، تمويل صامت، ومنع انفلات الشارع.
في هذا السياق، تعمل 'إسرائيل الكبرى' كفزاعة إقليمية: إما أن يقفوا معها، أو يواجهوا تداعيات ما بعد سايكس -بيكو.
2. قادة الغرب: يحذر من أن أي تقصير قد 'يضرب هندستهم' الإقليمية. عليهم كبح ضغوط شعوبهم، مضاعفة التسليح، أو تحمل كلفة فراغ استراتيجي في شرق المتوسط والبحر الأحمر.
يصبح الشعار بذلك أداة لتغليف المطالب الجيوستراتيجية وطلب الدعم والتساهل.
كيف يدار المشروع عمليا؟
حتى مع غياب شروط 'الوثبة الكبرى'، تدار فكرة 'إسرائيل الكبرى' عبر تكتيكات تراكمية بطيئة:
• الضم الزاحف: توسع تدريجي في الضفة الغربية عبر القوانين، الطرق، والبؤر الاستيطانية، بدل إعلان ضم شامل.
• إعادة هندسة ديموغرافية: تدمير مقومات الحياة، والتهجير القسري والطوعي في قطاع غزة، والطرد الناعم أو الصريح في القدس والضفة ومناطق العام 1948.
• تثبيت وقائع أمنية حدودية: في لبنان وسوريا لاستخدامها لاحقا سياسيا.
• تحويل الحروب الدورية إلى محطات لتحقيق النبوءة: لتثبيت القاعدة الدينية وتطبيع التكلفة على المجتمع الإسرائيلي.
تشكل هذه الإدارة 'مشروعًا بلا توقيع': لا إعلان نهائي، لكن كل يوم خطوة صغيرة نحو التوسع الزاحف، مع الحفاظ على سقف الخطاب العقائدي.
سيناريوهات مقبلة
1. الركود الصراعي المديد (الأكثر ترجيحا): استمرار الاستعصاء في غزة، واستنزاف الشمال بشكل مضبوط، مع ضم زاحف في الضفة تحت مظلة دعم أمريكي واضح ودعم غربي متردد.
2. قفزة متهورة (أقل ترجيحا لكنها خطرة): محاولة توسعية أو ترحيلية موضعية قد تفتح جبهات متزامنة، وتفاقم العزلة، وربما تؤدي إلى أزمة داخلية حادة بسبب ارتفاع الكلفة وغموض الأفق.
3. انكفاء اضطراري (احتمال ارتفاعه مع طول مدة الحرب): الضغوط السياسية والاقتصادية الدولية، واهتراء تماسك الائتلاف، يؤديان إلى تبريد قسري مع استمرار أيديولوجيا نشطة.
ماذا يعني ذلك للفلسطينيين والعرب؟
التحدي ليس الانجرار وراء الشعارات، بل تفكيك أدوات التنفيذ الزاحف، وبناء شروط ردع مجتمعي- مؤسسي طويل النفس. المشروع لا يفشل بالصدام الشامل وحده، بل بتعطيل بيئته الحاضنة يوما بعد يوم، وهذا يتطلب:
• قراءة باردة للهندسة الإقليمية: فهم ارتباط أنظمة ما بعد سايكس- بيكو بمصير إسرائيل، وفك الارتباط التدريجي عبر بدائل أمنية وسياسية واقتصادية
• تحصين الجبهة المجتمعية: بناء مؤسسات صلبة، اقتصاد مقاوم، وإعلام قادر على كسر سردية 'الحرب الحضارية'.
• تعدد ساحات الضغط: استخدام القانون الدولي، المقاومة، المقاطعة الذكية، حروب الرواية، والتحالفات العابرة للأقطار لرفع كلفة المشروع الصهيوني.
• حماية غزة ومنع الترحيل: خط الدفاع الأساسي لإفشال أي هندسة ديموغرافية قسرية، وبالتالي تعطيل قلب مشروع 'إسرائيل الكبرى'.
• إنتاج بديل تصوري: طرح مشروع نهضوي تحرري إنساني ديمقراطي تعددي يتجاوز سايكس- بيكو ووعد بلفور، ليس من بوابة توسع مضاد، بل من زاوية شعبية وحقوقية.
اليوم، مشروع 'إسرائيل الكبرى' عقائدي بآلة سياسية نشطة، لكنه معلق على فراغ عملياتي. رفع نتنياهو راية المشروع لحشد الداخل وابتزاز الإقليم وحشد الغرب لا يعني أن ساعة التحقق دقت، بل أن ساعة التآكل والانهيار تقترب إن لم يجدد التحالف حوله.
الغرب واستعداده للتورط
ينظر الغرب، وخصوصًا الولايات المتحدة وأوروبا، إلى مشروع 'إسرائيل الكبرى' من زاويتين متناقضتين:
1. الدعم المبدئي لإسرائيل:
• يعتبر الغرب إسرائيل امتدادا حضاريا وحليفا استراتيجيا في الشرق الأوسط، ويدعمها عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا منذ نشأتها.
• تيارات اليمين المسيحي – الصهيوني في أمريكا ترى في التوسع الإسرائيلي تحقيقا لنبوءات دينية، ما يدفع نحو تغطية أي خطوات توسعية.
2. الخوف من الفوضى والتكلفة:
• أي محاولة لتطبيق مشروع إسرائيل الكبرى بالقوة قد تشعل المنطقة بحروب إقليمية متعددة الجبهات، مع احتمال تورط قوى كبرى وفتح جبهات مع إيران وحزب الله وربما جيوش عربية.
• الانفجار الإقليمي قد يهدد إمدادات الطاقة وسلاسل التجارة، ويضع الغرب أمام أزمة اقتصادية واستراتيجية شبيهة أو أشد من أزمات سابقة.
الإغراءات والمخاطر
• الإغراءات:
• تكريس التفوق الإسرائيلي لضمان استمرار دورها كشرطي غربي يحمي مصالح الطاقة والممرات التجارية ويواجه نفوذ قوى منافسة.
• انسجام مع تيار المسيحوصهيونية المؤثر في السياسة الأمريكية، الذي يرى في التوسع خطوة نحو تحقيق النبوءات الدينية.
• توسيع السوق الإسرائيلية لتصبح مركزا اقتصاديًا وتكنولوجيًا أوسع تحت المظلة الغربية.
• المخاطر:
• إشعال حروب إقليمية متعددة الجبهات تهدد استقرار الأنظمة العربية الحليفة للغرب.
• انقسامات داخل الغرب، خاصة في أوروبا بسبب القرب الجغرافي وأزمات اللاجئين المحتملة.
• تعارض مع الرواية الديمقراطية الغربية، مما يحرج الحكومات أمام شعوبها.
• العبء الاقتصادي والعسكري لتمويل وحماية أمن إسرائيل في ظل مقاومة عربية – إسلامية ممتدة.
مدى الاستعداد للتورط
• الغرب مستعد لتوفير غطاء سياسي ودعم عسكري نوعي إذا كان التوسع تدريجيا ضمن 'إدارة الصراع'، وليس 'تفجيره'.
• التورط المباشر في حرب شاملة صعب إلا إذا تم تسويقه كـ 'حرب ضرورة' ضد 'الإرهاب' أو 'تهديد وجودي'.
• الغرب يدعم إسرائيل كمبدأ، لكنه حذر من كلفة الانجرار وراء مشروع توسعي شامل، خصوصا مع البيئة الدولية المعقدة (روسيا، الصين، إيران).
مؤشرات إنذار مبكر يجب مراقبتها:
• تشريعات إسرائيلية تسرع الضم أو توسع صلاحيات الإدارة المدنية وتقوض القضاء.
• أنماط استيطان جديدة مفاجئة (طرق التفافية، مناطق تدريب، بؤر شرعنتها).
• تغير الخطاب الأمريكي من 'ردع التصعيد' إلى 'تفهم الضرورات الأمنية الاستثنائية'.
• تحركات على الحدود (حزام أمني، قواعد اشتباك شمالًا وجنوبًا).
• سلوك الأسواق (قفز عوائد السندات، خفض التصنيفات، انسحاب شركات تقنية).
• ملفات قانونية دولية قد تشجع أو تكبح المغامرة.
• القدرة الإسرائيلية على التثبيت الزاحف، لكنها ضعيفة على قفزة حدودية كبرى.
• الغرب داعم لإدارة الطموح، متحفظ على تسريعه، والتورط المفتوح مشروط بـ 'ضرورة وجودية'.
• الإقليم: ردع متبادل يرفع كلفة المغامرة ويشجع على 'حرب خطوات صغيرة'.
خاتمة
'إسرائيل الكبرى' اليوم مشروع عقائدي بآلة سياسية نشطة، لكنه معلق على فراغ عملياتي، وليس على أعتاب التحقق.
بين أيديولوجيا متمكنة ومؤسسة سياسية مشغولة بتثبيت وقائع زاحفة، يقف المشروع في منطقة وسطى: قادر على إنتاج سردية حشد، لكنه عاجز عن فرض واقع شامل بالقوة.
هذا التناقض الزمني هو جوهر اللحظة الراهنة: صعود عقائدي يعوّض عن هشاشة عملياتية، ومحاولة تحويل الضعف الميداني إلى قوة خطابية. بذلك يصبح صعود الصهيونية الدينية سياسيا وعقائديا، ليس مرادفا للقدرة الميدانية.
التحدي الأكبر بالنسبة للفلسطينيين والعرب هو إدراك هذه الفجوة واستثمارها عبر تعطيل أدوات التوسع بشكل يومي، حتى تتحول ذروة الخطاب إلى بداية انحداره.
تظهر هنا أهمية الاستراتيجية الفلسطينية – العربية المنظمة، التي ترفع وتراكم كلفة المشروع تدريجيا، وتحول المواجهة من لحظة عابرة إلى صراع طويل النفس يوازن القوة والخطر.
في الختام، مشروع 'إسرائيل الكبرى' اليوم قوي في خطاباته العقائدية، لكنه هش على الأرض وملزم بفراغ عملياتي واضح. الفجوة بين الزخم العقائدي والقدرة الميدانية تمثل جوهر التحدي الفلسطيني – العربي: تحويل هذا الاختلاف إلى أداة استراتيجية عبر صبر طويل، تخطيط دقيق، وتعطيل خطوات التوسع يوما بعد يوم. فقط بهذه الطريقة يمكن أن تتحول المواجهة من ردود فعل عابرة إلى قوة مستمرة تؤثر في ميزان القوى الإقليمي، وتضع حدا لطموحات المشروع العقائدي قبل أن تتحقق.
15/8/2025
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التهديد دليل الهزيمة
التهديد دليل الهزيمة

موقع كتابات

timeمنذ يوم واحد

  • موقع كتابات

التهديد دليل الهزيمة

لدينا مثل بالعراقي يقول ( البزونة لمن تنحصر تگوم تخرمش ) بمعنى القطة عندما تحصر في مكان تستخدم مخالبها لعدم الامساك بها لكن النتيجة لا تستطيع المقاومة فاخر ما لديها استخدام مخالبها . هكذا هو نتن ياهو بعد مرور سنتين تقريبا على السابع من اكتوبر العظيم فانه لم يحقق اهدافه منذ ان بدات وحشيته في الثامن من اكتوبر 2023 والى الان ولانه محاط بسلسلة من الهزائم وعلى مختلف الاصعدة فانه لا يريد الاعتراف بالهزيمة لذا يلجا الى اسلوب التحدث وكانه منتصر فتارة يعلن عن احتلال غزة وتارة اخرى يعلن عن اعادة ضرب ايران وثالثا يدعي ان الكيان الصهيوني بمساحته الجديدة أي من النيل الى الفرات وان كان لم يعلن اسم العراق في وسائل الاعلام ولا اعلم هل سهوا ام لغايات سيئة ، وهذه التصريحات دليل قوي على هزيمته لانه في غزة لم يتمكن من الحاق الهزيمة بالمقاومة بل تكبدت قواته خسائر لم تتكبدها في كل حروبها ، موساده فشل في غزة بالرغم من مساندة الهرم بايدن عندما اعلن عن مبادرته القذرة بانشاء ميناء بايدن بحجة المساعدات لكنها واقعا قوات المارينز عسى ولعل تتمكن من تحرير الاسرى لكنها فشلت وانسحبت بخفي حنين بل حتى الميناء انسحب . الموساد نجح في لبنان وفي ايران لكنه لم تتم فرحته بذلك لان البدلاء جاءوا بنفس نفس ووتيرة القادة الشهداء واثبتوا جدارتهم وانتصروا على الكيان ، ففي لبنان لم يحققوا أي هدف يذكر والعيب تتحمله حكومة لبنان والتي الى الان المقاومة اللبنانية تمارس كظم الغيظ ولا اعلم الى متى سيكون ذلك . اما ايران فيكفيها نصرا وعزا وشرفا ان الكيان وامريكا هم من توسلوا لايقاف الحرب وعلى ما ذكر احد المحللين ان السبب في ذلك هو ضرب قاعدة الامريكان في قطر حيث ان المعروف عن الطائرات الامريكية ( اف 35) بانها شبحية ولا احد يرصدها لكن تبين ان الذي يجعلها غير مرئية هي الرادارات الاشعاعية التي تعمل في القاعدة مع كل غارة تقوم بها المقاتلات ، هذه الرادارات تم قصفها من قبل ايران والنتيجة كشفت هذه المقاتلات بالرغم من ان ايران اسقطت ثلاثة على اراضيها وتحتفظ بطياريها كاسرى حرب ، هنا بدا العويل الصهيوامريكي لوقف الحرب دون أي بنود لوقف الحرب . المقاومة في العراق وفق سياستها وضعف الحكومة العراقية فانها تمارس ايضا ضبط النفس ، ومن هنا اثباتا لما ذكرناه ترى مطالبة امريكا والصهاينة نزع سلاح المقاومة في غزة ولبنان والعراق ، ومنع ايران من التصنيع النووي وهذا لانها اثبتت وكبدت فيهم خسائر جسيمة ، حتى هم من قالوا بعد القصف الايراني لتل ابيب قالوا هذه تل ابيب ام غزة لكثرة الدمار الذي احدثته الصواريخ الايرانية . اعود لنتن ياهو وهو يعربد باحتلال غزة والصهيونية الكبرى وهذا اسلوب الخاسرين لان الذي يستطيع يعمل لا ينتظر هذا اولا وثانيا يصادف في كثير من المعارك او المواقف الحرجة هنالك قادة وحتى جنود عندما يكون في زاوية ضيقة وميؤس من النجاة يعمد الى الانتحار او القيام بعملية انتحارية حتى لا يقع في الاسر ، هذه يقدم عليها من يفكر بمبادئه وشرفه اما نتن ياهو فلا شرف له ولا مبادئ له بل انه يفكر التضحية بالمستوطنين ونسال الله ان يعجل ذلك . اخيرا اقول لعوائل الاسرى كفوا عن مظاهراتكم فان الرجل جعل ابناءكم ضمن الخسائر ولا يعنيه امرهم لانه متعطش للدماء فاذا ما انهي الملف يعني توقف الحرب يعني توقف الجرائم وهذا لا يكون لان الرجل الخاسر لا يعترف بالهزيمة ، والامل معقود على الشعوب الاوربية التي بدات تضغط على حكوماتها العميلة التي كانت طوال سنتين تدعم جرائم الصهاينة .

تصريحات نتنياهو حول اسرائيل الكبرى: مرجعيات واهداف حاضرة وأخرى مؤجلة
تصريحات نتنياهو حول اسرائيل الكبرى: مرجعيات واهداف حاضرة وأخرى مؤجلة

موقع كتابات

timeمنذ يوم واحد

  • موقع كتابات

تصريحات نتنياهو حول اسرائيل الكبرى: مرجعيات واهداف حاضرة وأخرى مؤجلة

في 13، اغسطس،يوليو، الجاري؛ ذكرت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قال في مقابلة مع قناة 'آي 24″ إنه يشعر بأنه في 'مهمة تاريخية وروحية' وأنه 'مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى'. ان تصريحات نتنياهو المفاجئة او التي شكلت مفاجئة للدول العربية، وحتى ربما لبقية دول العالم كونها تأتي في وقت العالم، تقريبا كل العالم؛ يشهد حروب او مناطق اضطرابات ومناطق اخرى ساخنة حبلى بالكثير من المفاجئات او التحولات والتغييرات. إنما من الجانبالثاني؛ فهي لم تكن مفاجئة لكل متابع حصيف او لكل متابع في الذي يجري او في الذي جرى او في الذي سوف يجري في القارة العربية من تغييرات وتحولات تنتجها وأنتجتها فوضى هنا وفوضى هناك وحرب هنا وحرب هناك، اكثر كثيرا مما جرى، ومما هو جاري في الحاضر المعيش. الكيان الاسرائيلي ونتنياهو وطاقم حكومته العنصرية لم يكن لها ان تتغول كل هذا التغول لولا الصمت والهوان العربي او ربما ابعد من الصمت المهين هذا. كل الدول العربية سواء في مشرق الاوطان العربية او في مغربها؛ قد ادانت وشجبت تصريحات نتنياهو كما هو ديدنها في كل ما تقوم او ما قامت به اسرائيل سواء في غزة او في الضفة الغربية او في سوريا مؤخرا، اضافة الى اغلب دول الاسلامية وبقية دول العالم، شجبت تصريحات نتنياهو، باستثناء الولايات المتحدة الامريكية. ان هذه التصريحات ليست وليدة هذه اللحظة التاريخية المشؤومة بل انها جزء من مخطط قديم قدم الحركة الصهيونية. لكن اوضاع العرب تقريبا كل الانظمة العربية فيها؛ في تراجع وهوان لامثيل له في كل تاريخ العرب اللهم الا في لحظة سقوط الدول العربية الاسلامية في بغداد، عاصمة العالم المتحضر في حينها،والتاريخ الذي تلى هذه اللحظة والذي استمر لقرون تالية،حتى هذه المحطة التاريخية التي لم تكن في سوء وعار؛مما يجري في الوقت الحاضر وقبل هذا الحاضر بسنوات. ان سقوط النظام السوري كان وكما قلت او كتبت في مقالات سابقة؛ كان بتخطيط ممنهج من تركيا ومن روسيا ومن (اسرائيل) التي دمرت كل قدرات وامكانات الجيش السوري. كي تفتح كل الابواب لها في احتلال الجنوب السوري حتى وصلت قواتها على مشارف العاصمة دمشق. النظام السوري هو كما غيره، من الانظمة العربية التي تم اسقاطها في سنوات سابقة؛ نظام دكتاتوري حكم الشعب السوري بقبضة من حديد ونار وسجون وتغيب للقوى الوطنية في اليسار والوسط واليمين لا فرق عنده بين هذا وذاك. الكيان الاسرائيلي يسيطر الآن على مساحات واسعة في الجنوب السوري، وليس في نيتها( اسرائيل نتنياهو) كما يظهر من خلال اجراءاتها العسكرية في تلك المناطق، الانسحاب منها، بل انها تؤسس لها قواعد عسكرية واخرى مدنية؛ لتكون هي الاساس في القضم والبقاء فيها وضمها إليها. في قطاع غزة تجري ومنذ سنتين إبادة واسعة النطاق فيها سواء في القتل المبرمج او في الجوع والعطش ورمي الناس في العراء بلا ادنى ظل يحميهم من حرة الشمس او بردالشتاء في هذه الاصقاع؛ لم تقم كل الانظمة العربية بما هو واجب عليها من اجراءات تجبر داعمي هذا الكيان العنصري والمجرم على ايقاف هذه المذبحة. مع العلم ان لديهم او في حوزتهم كل قدرات الضغط على امريكا وغيرها من دول الغرب؛ لإجبار هذا الكيان الاسرائيلي على التوقف. بل ان ما يجري هو تغطية سواء في الاعلام او في بقية الاجراءات من قبيل استمرار مفاوضات من اجل ابرام هدنة وليس ايقاف شامل لهذه المحرقة خلال هذه السنتين. يجري جميع هذا الذي يجري في ظل اجراءات اسرائيلية اخرى وعلى سمع وبصر الانظمة العربية والاسلامية وبقية دول العالم؛ من عملية تهجير منظم وبصمت وتحت ستار من التهميش الاعلامي المقصود، عبر سفن تنقل الراغبين الى اماكن اخرى وحسب الاختيار، وهذا هو ما كتب عنه مقال للدكتور فايز بو شماله، نشر في الرأي اليوم قبل مدة او قبل اسابيع. نفس الخطط بل هو اكثر يجري في الضفة الغربية. من هنا تكون المقاومة الفلسطينية، او هي كانت من لحظة انطلاقها قبل عقود مديدة الى اللحظة التاريخية الحاضرة الآن ، في غزة وفي الضفة الغربية؛ محطة افتراق بين ان نكون كعرب او كي تكون الدول العربية لها السيادة والاستقلال و لها القدرة بالمحافظة على جغرافيتها من القضم بالاستيلاء والضم. ان مقاومة هذه المشاريع سواء في لبنان او في غير لبنان مهمة جدا، بل هي اكثر اهمية من اي وقت مضى. اذ، لا يوجد من يقف الكيان الاسرائيلي عند حدوده الا حين يواجه بقوة وقدرة تجبرها ( اسرائيل) هي وداعميها على التوقف واجراء حسابات جديدة بالخسائر والارباح. ان الاكثر اهمية تاريخية؛ هي المقاومة في غزة وفي الضفة الغربية، أذ، تكتسب اهمية خطيرة لجهة بعيدة المدى في صياغة الاوضاع ونتائجها على ارض الواقع بما يخدم قضية فلسطين وجميع قضايا الدول العربية وهنا ما اقصده الشعوب العربية. اذا، استمر هذا الموقف العربي الرسمي على ما هو عليه خلال السنتين الفائتتين في عدم تقديم الدعم العسكري والاقتصادي وكل ما له صلة بتقوية روح وذراع المقاومةفي فلسطين، في القطاع والضفة الغربية؛ ستلاحق تلك الانظمة العربية لعنة التاريخ سواء كانوا افرادا من اصحاب القرار او الهياكل السياسية لهذه الانظمة العربية. ان الدعم الحقيقي لا يكون ابدا بدعم استعراضي من قبيل انزال الحاويات من السماء، بل الدعم الحقيقي هو استخدام قدرات الضغط لتغيير مجرى الصراع بما يخدم قضية فلسطين وقضايا العرب جميع العرب. بالعودة الى تصريحات نتنياهو؛ فهذه التصريحات هي ليست متأتية من فراغ، بل ان لها مرجعتيها سواء الدينية او السياسية التي تؤكد ان ارض اسرائيل هي ليست الحالية بل انها اكبر مساحة من هذه التي عليها الآن الكيان الاسرائيلي، انها اسرائيل الكبرى. من هذا المنطلق الديني والسياسي الذي اعتمد عليه نتنياهو في تصريحاته الأخيرة؛ تكون جغرافية اسرائيل الكبرى ممتدة على ارض سورية واردنية ولبنانية ومصرية كما نقلته قناة روسيا اليوم بتاريخ 13اوغسطس، يوليو الحالي. ان العالم في الطريق الى التحول والتغير الى عالم جديد. ان كل المؤشرات تؤكد ان هذا التحول بات قريبا بل انه صار على مرمى البصر الذي يرى وبكل وضوح علائم ومحاطات تحوله. شراكات هنا وشراكات هناك وتحالفات هنا وتحالفات هناك في كل مكان على هذه المعمورة. اتفاقات وحل او حلحلة لأكثر من منطقة صراع في العالم كما حدث مؤخرا، بأنهاء صراع اذربيجان وارمينيا في ابرام معاهدة سلام برعاية امريكية على سبيل المثال لا الحصر. في المقابل الانظمة العربية عاجزة تماما ان تلعب دورا واضحا ومؤثرا في نزع فتيل الحرب سواء في السودان او اي مكان اخر من قارة العرب. لأن هذه الانظمة العربية من الجانب الثاني وهذاهو المؤسف جدا، الى حد الاسى؛ تنفذ املاءات امريكا او غير امريكا في سعيها لوضع حل ما لكل حرب او صراع في قارة العرب، وليس نابعا من قناعتها وقرارها المستقل وسيادتها ومصالح شعوبها بعيد الامد. في هذه الحالة ان كل هذه الحلول ما هي الا لتحقيق ما تريد امريكا ومن خلفها الكيان الصهيوني. لذا، تكون جميع هذه التحركات ميتة حتى قبل ان تبدا حركتها من لحظة خط شروعها. بناءا عليه؛ نرى ان جميع الصراعات او حروب العرب فيما بينهم سواء في داخل دولهم او مع بعضهم البعض؛ تستمر او انها مستمرة منذ سنوات كما هو الحال في سوريا وفي السودان وفي اليمن على الرغم من توقفها في اليمن لكنها بلا حل نهائي ومستدام. السبب هو ان قرارات الوساطة او ارضية ايجاد الحلول لم يكن عربيا او انه صنع في اروقة صناعة القرار العربي، بل يتم صناعته في واشنطن وتل ابيب التي تتجول بحرية في ممرات البيت الابيض وغرف صناعة القرار الامريكي. ان الحرب في غزة او ان الاصح الإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني في غزة ستكون له تداعيات تاريخية على مجمل الاوضاع العربية. لذا، دعم صمود ابطال غزة فرض عين على الشعوب العربية. كما ان الحرب في اوكرانيا ستكون بنتائجها محطة انطلاق كبرى لتغيير النظام العالمي، وبالذات حين تحقق روسيا كل اهدافهااو القسم الاهم، من غزوها لأوكرانيا. من المتابعة لكل تصريحات سواء المسؤولون الروس او المسؤولون الامريكيون؛ ان اجتماع ألاسكا بين بوتين وترامب؛ سيكون على طاولة النقاش والبحث امامهم ليس قضية الحرب في اوكرانيا فقط، بل انها ستبحث ملفات اخرى رفيعة المستوى. مهما تكون نتائج الاجتماع بين رئيسي اعظم قوتين نوويتين في العالم؛ فان الطريق الى عالم جديد لسوف يستمر ويتواصل. المسؤولون الايرانيون يؤكدون دوما انهم على تواصل عبر وسطاء مع امريكا على الطريقة الامثل لبدء الحوار بينهما حول الملف النووي. كما، من الجانب الثاني هناك حوار بين روسيا والصين ايران حول ملف ايران النووي، وبالذات بين روسيا وايران. من وجهة النظر الشخصية ان المفاوضات بين ايران وامريكا ربما تبدأ في الاسابيع المقبلة التي ستفاوض فيها ايران من موقع القدرة والتمكن. عليه، فما هو موقع قارة العرب من كل هذه التحولات سواء الجارية الآن او التي سوف تجري لاحقا بعد زمن ما؟ اذا استمرت اوضاع العرب او الانظمة العربية على ماهي عليه حاليا؛ من انها تأتمر بأوامر واملاءات امريكا وغيرها وعلى سبيل المثال الكيان الصهيوني من خلال املاءات امريكا والتي هي في نهاية المشوار ماهي الا لخدمة اطماع الكيان الاسرائيلي. عندها تكون الانظمة العربية سواء من حيث تدري او من حيث لا تدري؛ قد عاونت الكيان الاسرائيلي او دفعته الى التغول والغطرسة، والاطماع والتوسع على حساب ارض العرب سواء في سوريا، التي يحتل الكيان جنوبها او في لبنان التي تحتل جزء من جنوب لبنان ومزارع شبعا، او بالطامة الكبرى في فلسطين، القطاع والضفة الغربية. اسرائيل لن تنسحب لا من الجولان ولا من جنوب سوريا، ولا من جنوب لبنان ولا من مزارع شبعا، ولا تقر وتعترف بحل الدوليتين الا حين تجبر على دفع اثمان وتكلفة باهظة لا قبل لها بتحملها سواء من النواحي العسكرية او الاقتصادية او البشرية واعني هنا هو اجبار المستوطنين على الهروب من ارض هي ليست ارضهم او هجرتهم من اسرائيل ذاتها حين تكون المنازلة ثقيلة على الداخل الاسرائيلي، وتحطم ابوابها الداخلية. ان تصريحات نتنياهو ليست محصورة فيه فقط، بل انها موجودة فيعقول ونفوس كل الاسرائيليين سواء كانوا من اليسار او من اليمين المتطرف او من الوسط. الفرق فقط هنا هو ان نتنياهو وحكومته العنصرية يصرحون بذلك، اما الاخرون يحتفظون بأطماعهم التوسعية في ذواتهم، ويدفنونها في اعماق عقولهم ونفوسهم حتى يحين حينها. هؤلاء يعتبرون نتنياهو قد اضر بإسرائيل وسمعتها ووجودها وعكر مياه انهار العلاقة بين اسرائيل وامريكا والغرب، وليس رفضا لحرب نتنياهو الاجرامي من حيث المبدأ ابدا، بل ان العكس هو الصحيح.

مشروع 'إسرائيل الكبرى'.. من جدران كازينو بازل إلى واقع استيطاني ماثل في وضع عربي مائل!علي ناصر محمد
مشروع 'إسرائيل الكبرى'.. من جدران كازينو بازل إلى واقع استيطاني ماثل في وضع عربي مائل!علي ناصر محمد

ساحة التحرير

timeمنذ 2 أيام

  • ساحة التحرير

مشروع 'إسرائيل الكبرى'.. من جدران كازينو بازل إلى واقع استيطاني ماثل في وضع عربي مائل!علي ناصر محمد

مشروع 'إسرائيل الكبرى'.. من جدران كازينو بازل إلى واقع استيطاني ماثل في وضع عربي مائل! علي ناصر محمد في وضع عربي معتل استمرأ التقصير فيما كان يراه التزاما قوميا مصيريا نحو ماكان يسميه 'قضيةالعرب الأولى'، فلسطين، يواصل مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، وهو بكامل الثقة الإعلان عن سياسات الكيان الصهيو ني الاستعمارية التوسعية وهو يعي أن موجة الغضب الشعبي والسياسي العربي والدولي المناهض للكيان الصهيوني، على ما يرتكبه من حرب إبادة وتجويع بحق الشعب الفلسطيني في غزة لن تثنيه مهما بلغت ذروتها طالما أن الولايات المتحدة في جيبه. في محاولة لصرف الأنظار عن جرائم دولته الوحشية في غزة والضفة ولبنان وسوريا، ولإعادة شدّ العصب وتعزيز العصبية الصهيونية في الشارع الإسرائيلي وفي مراكز التاثير الصهيونية على صناع القرار في كل أنحاء العالم ، أطلّ نتنياهو وبعض أعضاء في حكومته بتصريحات استفزازية وعنجهية غير مسبوقة معلنين عدم التراجع عن قيام 'إسرائيل الكبرى'. نتنياهو أكد أنه في 'مهمة روحية وتاريخية'، واجبة التنفيذ وكأن الوقت قد حان لإخراج هذا المشروع من الظل إلى العلن، في ظل العجز العربي والتواطئ الدولي لمقاومة التوسع الصهيوني في أراضي ست دول عربية. بدأ التحضير لهذا المشروع منذ 130 عامًا، وبعد تأسيس الكيان عام ١٩٤٨ لم يعد حبيس جدران 'كازينو بازل' في سويسرا، الذي انعقد فيه المؤتمر الصهيوني الأول في 29–31 أغسطس 1897، برئاسة الصهيوني النمساوي تيودور هرتزل. لقد سنحت لي الفرصة بعد جهد جهيد زيارة المكان في صيف عام 2010 ودخلتُ قاعة الكازينو التي احتضنت المؤتمر، أو المؤامرة وكان في استقبالي لوحة تذكارية عند مدخله مكتوبة بثلاث لغات، تُحيل إلى أيامٍ وقراراتٍ ما زالت تزعزع استقرارنا و تصر على رسم حاضر ومستقبل منطقتنا وتهدد وجود الشعب الفلسطيني. في داخلها، تتجاور الزخارف الأوروبية الكلاسيكية مع مقاعد خشبية عتيقة وصورٍ لهرتزل ورفاقه وكل شيء يوحي بأن المكان تحول من صالة حفلات إلى منصة لوضع خرائط سياسية تتجاوز حدود المدينة. قرأتُ العبارة المنسوبة لهرتزل في مذكّراته عن مخرجات ذلك المؤتمر: «لقد أسست هنا الدولة اليهودية… وإن لم يحدث هذا خلال خمس سنوات فسيحدث بعد خمسين سنة»؛ جملة قصيرة بثقل تاريخٍ دموي استثنائي قل نظيره. وقد تحقق ما قاله بعدها بنحو واحد وخمسين عامًا بقيام الكيان الصهيوني بقرار من الأمم المتحدة استخدمت فيه الحركة الصهيونية وداعميها الرشى للحصول على أصوات بعض الدول. ونحن نيام. تأملتُ الجدران وكأنها ما تزال تحتفظ بأصداء النقاشات الأولى حول «الدولة اليهودية» في فلسطين العربية وكيف ستقوم، وبأي أدوات. خطر لي أن هذا المكان البعيد جغرافيًا عن فلسطين كان أقرب ما يكون إلى غرفة عمليات لاغتصاب وطنٍ لأناس يدعون وصلا تاريخيا زائفابه.. هنا وُضعت البدايات الفكرية والتنظيمية والحركية لمشروعٍ تمدّد لاحقًا على الأرض، فصل الجسد العربي إلى أوصال، وجرّ وراءه تواطؤاتٍ إقليمية ودولية، فيما دفع الفلسطينيون كل الثمن . . خرجتُ من القاعة وأنا أشعر أن «مشروع إسرائيل الكبرى» لم يعد حبيس جدران الكازينو؛ فما صيغ هنا بافتراء على «التاريخ والدين » نراه اليوم يُترجم إلى خرائط استيطان وخطط تهويد على الأرض وعمل لايكل ولايمل. ونحن نصرح ونصرح ونستغيث بالغير. منذ ذلك المؤتمر، عملت المنظمات الصهيونية على تنفيذ قراراته بخطوات مدروسة ومتزامنة، بتنظيمها هجرات يهودية إلى فلسطين، مستغلة تحولات إقليمية ودولية. تنامى الاستيطان، وفرضت الوقائع على الأرض. ونحن وفي المقدمة الخلافة العثمانية عاجزون.واليوم، وبعد أكثر من قرن، يرى قادة هذا الكيان أن الفرصة مواتية لاحتلال كل فلسطين واستقطاع أراض عربية أخرى لتنفيذ مشروعهم من 'النيل إلى الفرات' وتوسيع نطاق سيطرتهم تحت شعارات دينية وتاريخية مزعومة تسندها القوة والتواطئ الدولي ويمهد لها الطريق الانقسام العربي. إن صحونا اليوم – وإن جاءت الصحوة متأخرًة – أفضل من أن نستسلم لفرض أكثر من أمر واقع يزلزل كياناتنا. في هذا السياق، تابعنا المواقف العربية الرسمية الرافضة لتصريحات نتنياهو وخطة الاستيطان المعروفة بـ'E1″، والإدانات القوية من جامعة الدول العربية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الكويت، وغيرها من الدول العربية والإسلامية، التي أكدت أن هذه المشاريع تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وخطرًا يهدد الوجود العربي ذاته. لكن، يجب ألا نكتفي بالإدانات والبيانات والتصريحات؛ بل ينبغي أن يتبع ذلك خطة عمل واضحة ومشروعًا عربيًا متكاملًا لمواجهة المشروع الصهيوني التوسعي الذي يهدد الأمة العربية ومقدساتها ووجودها. لقد أثبتت التجارب أن هذا الكيان لا يسعى للسلام، ولا لتطبيع العلاقات ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة أو للانسحاب من الاراضي المحتلة في سوريا ولبنان أو توخي الاستقرار في المنطقة، بل يسعى دومًا إلى إشعال الأزمات وإدامة الصراعات، لأن السلام الحقيقي يهدد وجوده القائم على الحروب والنزاعات، التي يستمد منها قوته وبقاءه ودعم الولايات المتحدة غير المشروط له. لقد حذرنا مرارًا، منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى اليوم، من أن حرب الإبادة والاستيطان لن تتوقف عند حدود غزة والضفة الغربية، بل ستمتد إلى لبنان وسوريا والأردن ومصر والسعودية ، وهو ما أعلنه اليوم مجرم الحرب الفاشي، بنيامين نتنياهو، في تحدٍّ صارخ للدول العربية وللمجتمع الدولي. وعليه، فإننا نناشد الدول العربية بعقد قمة عربية طارئة لاتخاذ موقف موحّد لمواجهة هذا المشروع الصهيوني التوسعي الخطير، واستخدام جميع الإمكانيات العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها، قبل أن يقع الفأس في الرأس، ويصبح ما نحذّر منه اليوم واقعًا لا يمكن التراجع عنه. دقت ساعة العمل العربي. فلسطين تناديكم. لاتخذلوها. ‎2025-‎08-‎15

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store