logo
سلاح الهندسة قوة إسرائيل الخفية تحت الأرض وفوقها

سلاح الهندسة قوة إسرائيل الخفية تحت الأرض وفوقها

Independent عربيةمنذ 2 أيام

على رغم أن إسرائيل أنفقت كثيراً على وسائل كشف الأنفاق، بما في ذلك حاجز تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار أطلقت عليه اسم "الجدار الحديدي"، وضخت ملايين الدولارات لإغراق الأنفاق بمياه البحر والمعروفة بخطة "أتلانتس"، كان لسلاح الهندسة الإسرائيلي دور غير مسبوق في الحرب لمكافحة الأنفاق وتفجيرها، وبات من أحد أهم الأسلحة القتالية انتظاماً في العمليات المعقدة على الأرض وما تحتها، في مواجهة شبكة الأنفاق التي كانت ولا تزال هاجساً يؤرق إسرائيل. وتمكنت قوات عمليات خاصة تتبع سلاح الهندسة القتالية الإسرائيلي قبل أيام من العثور على طريق استراتيجي تحت الأرض في شمال قطاع غزة بطول نحو كيلومترين، وقاموا بتفجيره. ويقدر محللون أمنيون إسرائيليون أن طول شبكة الأنفاق الكبيرة والمتشعبة أسفل غزة، التي تشكل معضلة عصية على الحل وخطراً يتربص بالقوات البرية الإسرائيلية، يصل إلى نحو 560 إلى 750 كيلومتراً، على رغم أن طول القطاع لا يتجاوز 40 كيلومتراً فقط. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، من بين العبر المستخلصة في الحرب منذ اشتعالها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وجوب زيادة سلاح الهندسة القتالية بنسبة عالية.
وتتركز وظيفة سلاح الهندسة القتالية الذي تأسس عام 1947 في نطاق القوات البرية للجيش الإسرائيلي، في البحث عن الأنفاق وتدميرها وتفخيخ المباني ونسفها وتفكيك حقول الألغام، إلى جانب بناء الجسور والتحصينات والرد على الهجمات النووية أو البيولوجية أو الكيماوية.
تأسس سلاح الهندسة القتالية عام 1947 في نطاق القوات البرية للجيش الإسرائيلي (موقع الجيش الإسرائيلي)
مهام خاصة
وضمن أقسام سلاح الهندسة القتالية، يعمل سلاح الهندسة الثقيلة، الذي يفرد فرقة قتالية دائمة الوجود على الجبهة يطلق عليها "الفرقة المناطقية" ومعها كتيبة هندسة. وتوجد في قطاع غزة فرقة "ثعالب النار" وتخدم فيها كتيبة هندسة مكونة من ثلاث سرايا هي "فرسان الفولاذ" و"الهندسة التكتيكية" و"قطط الفولاذ"، التي شكلت عام 2003 لكشف وهدم أنفاق في غزة وتنفيذ عمليات اغتيال وهدم منازل الناشطين الفلسطينيين. كما يوجد مع كل لواء سلاح الهندسة المدرعة الذي تتفرع عنه ألوية نظامية ترافقها ثلاث كتائب هندسة هي "باراك" و"سبعة" و"أعقاب الفولاذ 401". كما يوجد 10 ألوية احتياط ترافقها 10 كتائب هندسة مدرعة، فضلاً عن ألوية المشاة مثل "غفعاتي" و"غولاني" و"المظليين" و"النحال" و"عوز". ويتكون عتاد سلاح المدرعات في سلاح الهندسة القتالية عادة من جرافات "دي 9 المجنزرة" والحفارات والجرافات المدولبة الكبيرة وعربات النمر المدرعة وكاسحات الألغام. وإلى جانب كتيبة الهندسة القتالية "أساف 601" و"ماخاتس 605" و"لاهاف603"، برز اسم سلاح الهندسة القتالية للمهام الخاصة "يهالوم" أو "الماسة بالعربية"، كواحدة من أكثر وحدات النخبة انتظاماً في مواجهة الأنفاق. وعلى رغم أن هذه الوحدة الخاصة لا تنتمي إلى المشاة، فإنها تعد إسرائيلياً وعسكرياً كوحدة كوماندوس النخبة، إذ تمثل أعلى سلطة هندسية في الجيش الإسرائيلي التي تمتلك قدرات خاصة، تشمل السطو الهندسي والتخريب الهجومي والتخلص من القنابل وتفكيك العبوات الناسفة والمغاوير الهندسية واكتشاف الأنفاق. كما وتعمل هذه الوحدة التي تأسست منذ ستينيات القرن الماضي، بصورة مستقلة جنباً إلى جنب مع الوحدات الخاصة الأخرى، إلا أن عملياتها توصف بـ"الهادئة والسرية"، حيث لا يكشف عن أي من أنشطتها الخاصة للعامة، وعادة ما تنسب الروايات والأخبار عن أنشطتها إلى "قوة هندسية قتالية"، وهو مصطلح يمكن أن يصف بالقدر نفسه خبراء الهندسة العاديين ومشغلي الجرافات" دي 9" التابعين للجيش الإسرائيلي وسرايا مشاة سلاح الهندسة. وقد زعمت المجلة العسكرية "جينز ديفنس ويكلي" أن "يهالوم" تعمل بصورة وثيقة مع "سييرت متكال" (وحدة القوات الخاصة الرئيسة في الجيش الإسرائيلي) و"شايطيت 13" (وحدة كوماندوس بحرية تابعة للبحرية الإسرائيلية) من خلال تزويدهما بمهارات التدمير والمتفجرات. كما أن معظم المعدات التي طورتها الوحدة لمهامها تبقى سرية للغاية، لجعل من الصعب على خصومها تطوير تدابير مضادة.
حصل سلاح الهندسة خلال الأسابيع الأخيرة على جرافات كبيرة مصدرها الولايات المتحدة الأميركية (موقع الجيش الإسرائيلي)
تحديات كبيرة
خلال العمليات العسكرية في لبنان وغزة خصوصاً في الحرب الأخيرة، اكتسبت "يهالوم" شهرة واسعة وأوكلت إليها مهام حاسمة في محاور رفح وخان يونس والشجاعية. ووفقاً لمصادر إسرائيلية متعددة، فقد شاركت الوحدة التي تنقسم إلى خمس فرق تشغيلية وأربع فرق بناء قوة، في تفجير أكثر من 30 نفقاً. ويتركز نشاط كتيبة "يائيل" ضمن الوحدة في عمليات التفجير الدقيقة وزرع القنابل في البنية التحتية العسكرية والمدنية التي تعرف على أنها مخابئ أسلحة وأنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة ومواقع إطلاق النار، فيما تتولى كتيبة "سامور" مهمة البحث والتحري وتحديد وتدمير أنفاق التهريب وأماكن تخزين ونقل الأسلحة، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 2004 حين أوكلت لها مهمة تحديد الأنفاق على طوال محور فيلادلفي (صلاح الدين) مع مصر، حيث عملت على الكشف عن فتحات الأنفاق والقتال ضمن مساراتها. وما يميز هذه الكتيبة من دون غيرها أن لديها عربات مخصصة لضخ المتفجرات السائلة إلى داخل الأنفاق وتفجيرها من دون الحاجة إلى دخولها. في حين تعمل كتيبة "ساب" في وحدة "يهالوم" على إزالة الألغام الأرضية والرؤوس الحربية، وتتعامل مع التهديدات النووية والبيولوجية والكيماوية، وهي عادة ما ترافق وحدات العمليات الخاصة في المهام حينما تكون معرضة لخطر مواجهة أفخاخ متفجرة. إذ تشارك هذه الكتيبة باستمرار في تفكيك العبوات الناسفة الكبيرة التي زرعها "حزب الله" على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، أو تلك التي يزرعها فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وغالباً ما تستخدم الجرافات المدرعة عند تنفيذ هذه المهام. وفيما تتركز مهام كتيبة "بيزك" في التعامل مع الأنفاق والمتفجرات من خلال استخدام الروبوتات، تسند مهمة اكتشاف العبوات غير المتفجرة وإتلافها والتعامل مع حقول الألغام إلى كتيبة "يساف". وإلى جانبها تعمل كتيبة "ميدرون موشلاغ (المتحدر الثلجي بالعبرية)" بالمتفجرات الخارقة للأبواب المصفحة والاقتحامات داخل المباني المحصنة، أما "سافير" فمتخصصة في التعامل بالروبوتات والأجهزة ذات الحساسات من أجل اختراق قلب الأنفاق والكشف عن حجمها وعمقها وخصائصها البنائية تمهيداً لإقحام عناصر بشرية بداخلها.
سجلت صور الأقمار الاصطناعية والصور الأرضية تغييراً كبيراً لأبرز معالم شمال قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي)
مدرسة عسكرية
لقبول المجند في وحدة "يهالوم"، يتعين عليه الالتحاق بسلاح الهندسة الإسرائيلي والخضوع للتدريب الأساس، حيث يحدد القادة أفضل المتدربين ويختارونهم لـ"غيبوش" (اختبار شاق يستمر خمسة أيام لقياس الحال البدنية والعقلية في تجارب ميدانية مكثفة). ويعرض على أفضل خريجي "غيبوش" الانضمام إلى الوحدة وتلقي التدريب المتقدم، الذي يستغرق عاماً آخر. ولأن التدريب يستغرق عاماً ونصف العام في المجمل، يتعين على المتطوعين الموافقة على الخدمة لمدة عام إضافي إضافة إلى الخدمة الإلزامية لمدة ثلاثة أعوام في الجيش الإسرائيلي. ويشمل التدريب الهندسي للجنود تأهيلهم بحرفية للتخلص من الذخائر المتفجرة والقتال المتقدم ومكافحة الإرهاب، فيما يتدرب بقية الجنود في سلاح الهندسة القتالية بشكل عام من مختلف الوحدات الأخرى داخل المدرسة الهندسية الخاصة في سلاح الهندسة بالجيش الإسرائيلي، على حمل الأسلحة الثقيلة وزرع الألغام وتفجير الجسور وإزالة العوائق الهندسية وتطهير الطرق من العبوات الناسفة والبحث عن أنفاق للتهريب وتدميرها. ويرتدي جنود سلاح الهندسة القتالية قبعة ذات اللون الرمادي الفاتح، والمعروفة بالفضة، يعلوها رمز يحمل صورة سيف بداخل برج ومحاط بهالة ترمز إلى الاستعداد للقتال، في حين أن ألوان شعار السلاح هي الأسود والبرتقالي الفاقع.
تتركز مهام كتيبة "بيزك" في التعامل مع الأنفاق والمتفجرات من خلال استخدام الروبوتات (موقع الجيش الإسرائيلي)
تفجير وتجريف
على رغم امتلاك سلاح الهندسة القتالية لكل هذه الوسائل الخاصة والتأهيل القتالي المتخصص في الأنفاق في معظم الوحدات والفرق والكتائب، فإن الحل الأكثر سرعة للسلاح والذي بدا جلياً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، كان بتجريف أكبر قدر ممكن من الطرقات ومداخل ومحيط البنايات لحجب كلياً أو جزئياً غالب أو كل فتحات الأنفاق الهجومية لـ"حماس" وغيرها من الفصائل الفلسطينية، حيث سجلت صور الأقمار الاصطناعية والصور الأرضية تغييراً كبيراً لأبرز معالم شمال قطاع غزة وخصوصاً مناطق الرشيد وصلاح الدين وجوار مستشفى الشفاء والواجهة المقابلة لمخيم الشاطئ. وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل جرفت ما يزيد على 90 في المئة من المساحات المخصصة للزراعة داخل قطاع غزة، وأجهزت على مقومات الإنتاج الحيواني. في حين أكدت تقارير متخصصة لوزارة الزراعة الفلسطينية أن إجمالي مساحات الإنتاج النباتي المدمرة نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وتجريف الأراضي بلغت 167 مليون متر مربع، من بينها 78 مليون متر مربع كانت مزروعة بالخضراوات و14 مليون متر مربع مزروعة بالمحاصيل الحقلية إضافة إلى 75 مليون متر مربع من البستنة الشجرية. وبحسب تصريحات سابقة للجنرال إيلان صباغ كبير مهندسي الجيش الإسرائيلي، وقائد وحدة "يهلوم" الذي تولى قيادة العمليات المتعلقة بالأنفاق في قطاع غزة وعملية الدرع الشمالي على طول الحدود مع لبنان، فإن "معالجة تهديد الأنفاق تتمتع بدرجة من الخطوات والإجراءات التي لا تشبه أي شيء موجود فوق سطح الأرض"، مؤكداً أن سلاح الهندسة القتالي التابع للجيش الإسرائيلي "هو المسؤول عن صياغة وتنفيذ العقيدة القتالية لحرب الأنفاق".
لعبت كتيبة "جادان 5280" الهندسية دوراً بارزاً في العمليات العسكرية (موقع الجيش الإسرائيلي)
"جادان 5280"
منذ دخول الجيش الإسرائيلي برياً إلى جنوب لبنان، أوائل أكتوبر 2024، لعبت كتيبة "جادان 5280" الهندسية الخاصة التابعة للواء ألكسندروني في الجيش الإسرائيلي دوراً بارزاً في العمليات العسكرية خصوصاً بتفخيخ وتفجير قرى في جنوب لبنان بصورة شبه كاملة، مثل يارين ومروحين والضهيرة والعديسة ومحيبيب وميس الجبل. كما أظهرت مقاطع فيديو تفجير جنود "كتيبة 5280" كتلاً سكنية في حي الشجاعية بغزة. إذ إن الكتيبة التي تأسست في فترة ما بعد حرب 1967، تطورت تدريجاً كجزء من تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي الهندسية الخاصة في المناطق ذات التضاريس الصعبة أو حيث تتطلب العمليات استخدام الأسلحة والتكتيكات غير التقليدية، وباتت أكثر تخصصاً في تفخيخ الأهداف العسكرية، حيث أصبحت تستخدم تقنيات متقدمة في مجال التفجير والهندسة العسكرية، مثل المتفجرات الموجهة إلكترونياً وأجهزة التفجير من بعد. كما ركزت في الأعوام الأخيرة على أساليب جديدة للتعامل مع تهديدات الأنفاق وحفر التحصينات خصوصاً في جنوب لبنان وعلى طول الحدود اللبنانية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
شرق جديد
وفقاً لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقد تلقى سلاح الهندسة القتالية خلال الأسابيع الأخيرة، تعزيزات إضافية وحصل على جرافات كبيرة مصدرها الولايات المتحدة الأميركية. وأشارت إلى أن القيادة العسكرية للجيش عززت سلاح الهندسة. وأكدت حاجتها لتدريب مزيد من الأفراد النظاميين والاحتياطيين. في المقابل كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية توظيف الجيش الإسرائيلي مقاولين مدنيين لأداء مهام هندسية وعسكرية في مناطق القتال، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا، بزعم نقص الأفراد والمعدات الهندسية في ظل الحرب المتواصلة على قطاع غزة. وبينت الصحيفة أن مهام المقاولين المدنيين جاءت تحت إشراف ضباط إسرائيليين عادة ما يكونون برتبة قائد سرية أو قائد كتيبة، في تسوية وتدمير المباني وحفر الأنفاق وبناء السواتر الترابية في مناطق تعدها إسرائيل "تهديداً أمنياً"، منها شمال قطاع غزة قرب محور "نتساريم"، ومحور "صلاح الدين" (فيلادلفي) الحدودي مع مصر، الذي بات يبلغ عرضه نحو 3-4 كيلومترات. أما في لبنان، فيعمل المقاولون بحسب الصحيفة على تدمير الغابات الكثيفة وتسوية المواقع الحرجية في المنطقة الحدودية. وأشارت التحقيقات إلى أن الاستعانة بالمقاولين المدنيين توسع تدريجاً منذ بداية العام الحالي، واتسع أكثر مع الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله". وبحسب بيان الجيش، فإن الاستعانة بمقاولين مدنيين جاء ضمن مشروع أطلقه تحت اسم "شرق جديد"، الذي يهدف إلى "تعزيز التحصينات" في المناطق الحدودية على خلفية انهيار نظام بشار الأسد وانسحاب جيش النظام من مواقعه، تاركاً خلفه معدات وبنية تحتية عسكرية مهجورة. وصرح الجيش الإسرائيلي بأن المقاولين يوفرون "مرونة تشغيلية"، ويؤدون مهام "غير متاحة للجنود النظاميين". مشيراً إلى أنهم "يسهمون في تخفيف الضغوط عن قوات الهندسة القتالية التي تعمل في مهام خطرة على خطوط المواجهة الأمامية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلاح الهندسة قوة إسرائيل الخفية تحت الأرض وفوقها
سلاح الهندسة قوة إسرائيل الخفية تحت الأرض وفوقها

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

سلاح الهندسة قوة إسرائيل الخفية تحت الأرض وفوقها

على رغم أن إسرائيل أنفقت كثيراً على وسائل كشف الأنفاق، بما في ذلك حاجز تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار أطلقت عليه اسم "الجدار الحديدي"، وضخت ملايين الدولارات لإغراق الأنفاق بمياه البحر والمعروفة بخطة "أتلانتس"، كان لسلاح الهندسة الإسرائيلي دور غير مسبوق في الحرب لمكافحة الأنفاق وتفجيرها، وبات من أحد أهم الأسلحة القتالية انتظاماً في العمليات المعقدة على الأرض وما تحتها، في مواجهة شبكة الأنفاق التي كانت ولا تزال هاجساً يؤرق إسرائيل. وتمكنت قوات عمليات خاصة تتبع سلاح الهندسة القتالية الإسرائيلي قبل أيام من العثور على طريق استراتيجي تحت الأرض في شمال قطاع غزة بطول نحو كيلومترين، وقاموا بتفجيره. ويقدر محللون أمنيون إسرائيليون أن طول شبكة الأنفاق الكبيرة والمتشعبة أسفل غزة، التي تشكل معضلة عصية على الحل وخطراً يتربص بالقوات البرية الإسرائيلية، يصل إلى نحو 560 إلى 750 كيلومتراً، على رغم أن طول القطاع لا يتجاوز 40 كيلومتراً فقط. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، من بين العبر المستخلصة في الحرب منذ اشتعالها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وجوب زيادة سلاح الهندسة القتالية بنسبة عالية. وتتركز وظيفة سلاح الهندسة القتالية الذي تأسس عام 1947 في نطاق القوات البرية للجيش الإسرائيلي، في البحث عن الأنفاق وتدميرها وتفخيخ المباني ونسفها وتفكيك حقول الألغام، إلى جانب بناء الجسور والتحصينات والرد على الهجمات النووية أو البيولوجية أو الكيماوية. تأسس سلاح الهندسة القتالية عام 1947 في نطاق القوات البرية للجيش الإسرائيلي (موقع الجيش الإسرائيلي) مهام خاصة وضمن أقسام سلاح الهندسة القتالية، يعمل سلاح الهندسة الثقيلة، الذي يفرد فرقة قتالية دائمة الوجود على الجبهة يطلق عليها "الفرقة المناطقية" ومعها كتيبة هندسة. وتوجد في قطاع غزة فرقة "ثعالب النار" وتخدم فيها كتيبة هندسة مكونة من ثلاث سرايا هي "فرسان الفولاذ" و"الهندسة التكتيكية" و"قطط الفولاذ"، التي شكلت عام 2003 لكشف وهدم أنفاق في غزة وتنفيذ عمليات اغتيال وهدم منازل الناشطين الفلسطينيين. كما يوجد مع كل لواء سلاح الهندسة المدرعة الذي تتفرع عنه ألوية نظامية ترافقها ثلاث كتائب هندسة هي "باراك" و"سبعة" و"أعقاب الفولاذ 401". كما يوجد 10 ألوية احتياط ترافقها 10 كتائب هندسة مدرعة، فضلاً عن ألوية المشاة مثل "غفعاتي" و"غولاني" و"المظليين" و"النحال" و"عوز". ويتكون عتاد سلاح المدرعات في سلاح الهندسة القتالية عادة من جرافات "دي 9 المجنزرة" والحفارات والجرافات المدولبة الكبيرة وعربات النمر المدرعة وكاسحات الألغام. وإلى جانب كتيبة الهندسة القتالية "أساف 601" و"ماخاتس 605" و"لاهاف603"، برز اسم سلاح الهندسة القتالية للمهام الخاصة "يهالوم" أو "الماسة بالعربية"، كواحدة من أكثر وحدات النخبة انتظاماً في مواجهة الأنفاق. وعلى رغم أن هذه الوحدة الخاصة لا تنتمي إلى المشاة، فإنها تعد إسرائيلياً وعسكرياً كوحدة كوماندوس النخبة، إذ تمثل أعلى سلطة هندسية في الجيش الإسرائيلي التي تمتلك قدرات خاصة، تشمل السطو الهندسي والتخريب الهجومي والتخلص من القنابل وتفكيك العبوات الناسفة والمغاوير الهندسية واكتشاف الأنفاق. كما وتعمل هذه الوحدة التي تأسست منذ ستينيات القرن الماضي، بصورة مستقلة جنباً إلى جنب مع الوحدات الخاصة الأخرى، إلا أن عملياتها توصف بـ"الهادئة والسرية"، حيث لا يكشف عن أي من أنشطتها الخاصة للعامة، وعادة ما تنسب الروايات والأخبار عن أنشطتها إلى "قوة هندسية قتالية"، وهو مصطلح يمكن أن يصف بالقدر نفسه خبراء الهندسة العاديين ومشغلي الجرافات" دي 9" التابعين للجيش الإسرائيلي وسرايا مشاة سلاح الهندسة. وقد زعمت المجلة العسكرية "جينز ديفنس ويكلي" أن "يهالوم" تعمل بصورة وثيقة مع "سييرت متكال" (وحدة القوات الخاصة الرئيسة في الجيش الإسرائيلي) و"شايطيت 13" (وحدة كوماندوس بحرية تابعة للبحرية الإسرائيلية) من خلال تزويدهما بمهارات التدمير والمتفجرات. كما أن معظم المعدات التي طورتها الوحدة لمهامها تبقى سرية للغاية، لجعل من الصعب على خصومها تطوير تدابير مضادة. حصل سلاح الهندسة خلال الأسابيع الأخيرة على جرافات كبيرة مصدرها الولايات المتحدة الأميركية (موقع الجيش الإسرائيلي) تحديات كبيرة خلال العمليات العسكرية في لبنان وغزة خصوصاً في الحرب الأخيرة، اكتسبت "يهالوم" شهرة واسعة وأوكلت إليها مهام حاسمة في محاور رفح وخان يونس والشجاعية. ووفقاً لمصادر إسرائيلية متعددة، فقد شاركت الوحدة التي تنقسم إلى خمس فرق تشغيلية وأربع فرق بناء قوة، في تفجير أكثر من 30 نفقاً. ويتركز نشاط كتيبة "يائيل" ضمن الوحدة في عمليات التفجير الدقيقة وزرع القنابل في البنية التحتية العسكرية والمدنية التي تعرف على أنها مخابئ أسلحة وأنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة ومواقع إطلاق النار، فيما تتولى كتيبة "سامور" مهمة البحث والتحري وتحديد وتدمير أنفاق التهريب وأماكن تخزين ونقل الأسلحة، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 2004 حين أوكلت لها مهمة تحديد الأنفاق على طوال محور فيلادلفي (صلاح الدين) مع مصر، حيث عملت على الكشف عن فتحات الأنفاق والقتال ضمن مساراتها. وما يميز هذه الكتيبة من دون غيرها أن لديها عربات مخصصة لضخ المتفجرات السائلة إلى داخل الأنفاق وتفجيرها من دون الحاجة إلى دخولها. في حين تعمل كتيبة "ساب" في وحدة "يهالوم" على إزالة الألغام الأرضية والرؤوس الحربية، وتتعامل مع التهديدات النووية والبيولوجية والكيماوية، وهي عادة ما ترافق وحدات العمليات الخاصة في المهام حينما تكون معرضة لخطر مواجهة أفخاخ متفجرة. إذ تشارك هذه الكتيبة باستمرار في تفكيك العبوات الناسفة الكبيرة التي زرعها "حزب الله" على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، أو تلك التي يزرعها فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وغالباً ما تستخدم الجرافات المدرعة عند تنفيذ هذه المهام. وفيما تتركز مهام كتيبة "بيزك" في التعامل مع الأنفاق والمتفجرات من خلال استخدام الروبوتات، تسند مهمة اكتشاف العبوات غير المتفجرة وإتلافها والتعامل مع حقول الألغام إلى كتيبة "يساف". وإلى جانبها تعمل كتيبة "ميدرون موشلاغ (المتحدر الثلجي بالعبرية)" بالمتفجرات الخارقة للأبواب المصفحة والاقتحامات داخل المباني المحصنة، أما "سافير" فمتخصصة في التعامل بالروبوتات والأجهزة ذات الحساسات من أجل اختراق قلب الأنفاق والكشف عن حجمها وعمقها وخصائصها البنائية تمهيداً لإقحام عناصر بشرية بداخلها. سجلت صور الأقمار الاصطناعية والصور الأرضية تغييراً كبيراً لأبرز معالم شمال قطاع غزة (موقع الجيش الإسرائيلي) مدرسة عسكرية لقبول المجند في وحدة "يهالوم"، يتعين عليه الالتحاق بسلاح الهندسة الإسرائيلي والخضوع للتدريب الأساس، حيث يحدد القادة أفضل المتدربين ويختارونهم لـ"غيبوش" (اختبار شاق يستمر خمسة أيام لقياس الحال البدنية والعقلية في تجارب ميدانية مكثفة). ويعرض على أفضل خريجي "غيبوش" الانضمام إلى الوحدة وتلقي التدريب المتقدم، الذي يستغرق عاماً آخر. ولأن التدريب يستغرق عاماً ونصف العام في المجمل، يتعين على المتطوعين الموافقة على الخدمة لمدة عام إضافي إضافة إلى الخدمة الإلزامية لمدة ثلاثة أعوام في الجيش الإسرائيلي. ويشمل التدريب الهندسي للجنود تأهيلهم بحرفية للتخلص من الذخائر المتفجرة والقتال المتقدم ومكافحة الإرهاب، فيما يتدرب بقية الجنود في سلاح الهندسة القتالية بشكل عام من مختلف الوحدات الأخرى داخل المدرسة الهندسية الخاصة في سلاح الهندسة بالجيش الإسرائيلي، على حمل الأسلحة الثقيلة وزرع الألغام وتفجير الجسور وإزالة العوائق الهندسية وتطهير الطرق من العبوات الناسفة والبحث عن أنفاق للتهريب وتدميرها. ويرتدي جنود سلاح الهندسة القتالية قبعة ذات اللون الرمادي الفاتح، والمعروفة بالفضة، يعلوها رمز يحمل صورة سيف بداخل برج ومحاط بهالة ترمز إلى الاستعداد للقتال، في حين أن ألوان شعار السلاح هي الأسود والبرتقالي الفاقع. تتركز مهام كتيبة "بيزك" في التعامل مع الأنفاق والمتفجرات من خلال استخدام الروبوتات (موقع الجيش الإسرائيلي) تفجير وتجريف على رغم امتلاك سلاح الهندسة القتالية لكل هذه الوسائل الخاصة والتأهيل القتالي المتخصص في الأنفاق في معظم الوحدات والفرق والكتائب، فإن الحل الأكثر سرعة للسلاح والذي بدا جلياً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، كان بتجريف أكبر قدر ممكن من الطرقات ومداخل ومحيط البنايات لحجب كلياً أو جزئياً غالب أو كل فتحات الأنفاق الهجومية لـ"حماس" وغيرها من الفصائل الفلسطينية، حيث سجلت صور الأقمار الاصطناعية والصور الأرضية تغييراً كبيراً لأبرز معالم شمال قطاع غزة وخصوصاً مناطق الرشيد وصلاح الدين وجوار مستشفى الشفاء والواجهة المقابلة لمخيم الشاطئ. وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل جرفت ما يزيد على 90 في المئة من المساحات المخصصة للزراعة داخل قطاع غزة، وأجهزت على مقومات الإنتاج الحيواني. في حين أكدت تقارير متخصصة لوزارة الزراعة الفلسطينية أن إجمالي مساحات الإنتاج النباتي المدمرة نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وتجريف الأراضي بلغت 167 مليون متر مربع، من بينها 78 مليون متر مربع كانت مزروعة بالخضراوات و14 مليون متر مربع مزروعة بالمحاصيل الحقلية إضافة إلى 75 مليون متر مربع من البستنة الشجرية. وبحسب تصريحات سابقة للجنرال إيلان صباغ كبير مهندسي الجيش الإسرائيلي، وقائد وحدة "يهلوم" الذي تولى قيادة العمليات المتعلقة بالأنفاق في قطاع غزة وعملية الدرع الشمالي على طول الحدود مع لبنان، فإن "معالجة تهديد الأنفاق تتمتع بدرجة من الخطوات والإجراءات التي لا تشبه أي شيء موجود فوق سطح الأرض"، مؤكداً أن سلاح الهندسة القتالي التابع للجيش الإسرائيلي "هو المسؤول عن صياغة وتنفيذ العقيدة القتالية لحرب الأنفاق". لعبت كتيبة "جادان 5280" الهندسية دوراً بارزاً في العمليات العسكرية (موقع الجيش الإسرائيلي) "جادان 5280" منذ دخول الجيش الإسرائيلي برياً إلى جنوب لبنان، أوائل أكتوبر 2024، لعبت كتيبة "جادان 5280" الهندسية الخاصة التابعة للواء ألكسندروني في الجيش الإسرائيلي دوراً بارزاً في العمليات العسكرية خصوصاً بتفخيخ وتفجير قرى في جنوب لبنان بصورة شبه كاملة، مثل يارين ومروحين والضهيرة والعديسة ومحيبيب وميس الجبل. كما أظهرت مقاطع فيديو تفجير جنود "كتيبة 5280" كتلاً سكنية في حي الشجاعية بغزة. إذ إن الكتيبة التي تأسست في فترة ما بعد حرب 1967، تطورت تدريجاً كجزء من تعزيز قدرات الجيش الإسرائيلي الهندسية الخاصة في المناطق ذات التضاريس الصعبة أو حيث تتطلب العمليات استخدام الأسلحة والتكتيكات غير التقليدية، وباتت أكثر تخصصاً في تفخيخ الأهداف العسكرية، حيث أصبحت تستخدم تقنيات متقدمة في مجال التفجير والهندسة العسكرية، مثل المتفجرات الموجهة إلكترونياً وأجهزة التفجير من بعد. كما ركزت في الأعوام الأخيرة على أساليب جديدة للتعامل مع تهديدات الأنفاق وحفر التحصينات خصوصاً في جنوب لبنان وعلى طول الحدود اللبنانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) شرق جديد وفقاً لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقد تلقى سلاح الهندسة القتالية خلال الأسابيع الأخيرة، تعزيزات إضافية وحصل على جرافات كبيرة مصدرها الولايات المتحدة الأميركية. وأشارت إلى أن القيادة العسكرية للجيش عززت سلاح الهندسة. وأكدت حاجتها لتدريب مزيد من الأفراد النظاميين والاحتياطيين. في المقابل كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية توظيف الجيش الإسرائيلي مقاولين مدنيين لأداء مهام هندسية وعسكرية في مناطق القتال، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا، بزعم نقص الأفراد والمعدات الهندسية في ظل الحرب المتواصلة على قطاع غزة. وبينت الصحيفة أن مهام المقاولين المدنيين جاءت تحت إشراف ضباط إسرائيليين عادة ما يكونون برتبة قائد سرية أو قائد كتيبة، في تسوية وتدمير المباني وحفر الأنفاق وبناء السواتر الترابية في مناطق تعدها إسرائيل "تهديداً أمنياً"، منها شمال قطاع غزة قرب محور "نتساريم"، ومحور "صلاح الدين" (فيلادلفي) الحدودي مع مصر، الذي بات يبلغ عرضه نحو 3-4 كيلومترات. أما في لبنان، فيعمل المقاولون بحسب الصحيفة على تدمير الغابات الكثيفة وتسوية المواقع الحرجية في المنطقة الحدودية. وأشارت التحقيقات إلى أن الاستعانة بالمقاولين المدنيين توسع تدريجاً منذ بداية العام الحالي، واتسع أكثر مع الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله". وبحسب بيان الجيش، فإن الاستعانة بمقاولين مدنيين جاء ضمن مشروع أطلقه تحت اسم "شرق جديد"، الذي يهدف إلى "تعزيز التحصينات" في المناطق الحدودية على خلفية انهيار نظام بشار الأسد وانسحاب جيش النظام من مواقعه، تاركاً خلفه معدات وبنية تحتية عسكرية مهجورة. وصرح الجيش الإسرائيلي بأن المقاولين يوفرون "مرونة تشغيلية"، ويؤدون مهام "غير متاحة للجنود النظاميين". مشيراً إلى أنهم "يسهمون في تخفيف الضغوط عن قوات الهندسة القتالية التي تعمل في مهام خطرة على خطوط المواجهة الأمامية".

الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات من دون سائق لتقليل المخاطر على قواته
الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات من دون سائق لتقليل المخاطر على قواته

الشرق الأوسط

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات من دون سائق لتقليل المخاطر على قواته

بدأ الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة استخدام جرافات «روب دوزر» التي تعمل من دون سائق، ويمكن تشغيلها عن بُعد، في محاولة لتعزيز عمليات الجيش الميدانية، وتقليل المخاطر على قواته. و«روب دوزر» جرافة ضخمة هي النسخة الروبوتية من جرافات «كاتربيلر دي 9»، تشغَّل من معرض عسكري في ولاية ألاباما الأميركية. ويستخدم الجيش الإسرائيلي جرافات «دي 9» منذ سنوات في الخطوط الأمامية للقتال، مثل تمهيد الطرق للقوات المتقدمة، وإزالة الأنقاض، وتسوية الأراضي. ولكن منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وبعدها الحرب مع لبنان، بدأ الجيش بشكل متزايد استخدام النسخة الروبوتية من الجرافة والمتمثلة في «روب دوزر»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وتكمن فكرة استخدام الجرافة الروبوتية في «إلغاء وجود شخص في مقصورة القيادة»، وفق راني الذي قاد فريقه في شركة الصناعات الجوية الإسرائيلي «آي إيه آي» تطوير «روب دوزر». وبحسب راني الذي لم يفصح عن اسم عائلته لأسباب أمنية، خلال الحرب في عزة، بدأ الجيش يفضل النسخة الروبوتية التي يمْكنها تأدية مجموعة واسعة من المهام «أفضل من الإنسان». حالياً، يشغّل البشر هذا النوع من الجرافات والأنظمة، لكن النسخ المستقبلية منها ربما تكون مستقلة، ما يثير مخاوف أخلاقية وقانونية بشأن طريقة خوض المعارك المستقبلية في قطاع غزة. تعرضت إسرائيل للانتقاد كثيراً بسبب استخدامها المتزايد للتكنولوجيا المتقدمة في القتال، سواء أنظمة الدفاع الجوي أو أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدَمة في مجال الاستخبارات، وذلك لعدم الدقة أو قلة الرقابة البشرية مع احتمال انتهاكها للقانون الدولي. ويقول محللون إن نشر إسرائيل المتزايد لجرافة «روب دوزر» يعكس الاتجاهات العالمية الأوسع نحو الأتمتة في المركبات القتالية الثقيلة، مثل ناقلات الأفراد التي يتم التحكم فيها عن بُعد، وتعمل مثل الطائرات المسيَّرة. وبحسب مسؤول عسكري تحدث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وفضَّل عدم الكشف عن هويته، فإن الجيش الإسرائيلي كان يستخدم «الأدوات الروبوتية منذ أكثر من عقد لكن بشكل بسيط، أما الآن فيجري استخدامها في الحروب واسعة النطاق». وأضاف المسؤول أن القوات يمكنها الآن تشغيل المعدات دون الحاجة إلى دخول أراضي الطرف الثاني في النزاع. وقال أندرو فوكس، العقيد المتقاعد في الجيش البريطاني والباحث في معهد «هنري جاكسون سوسايتي» في لندن، إن الجيش الإسرائيلي من المحتمل أن يكون أول قوة عسكرية تستخدم الآلات القتالية التي يتم التحكم فيها عن بُعد في منطقة حرب نشطة. ووصف فوكس ذلك بأنه «تطوُّر كبير» يغير «نمط» الحرب، حيث تؤدَّى المهام بشكل فعال، لكن مع تقليل كبير للمخاطر على الأفراد. وقال رئيس دراسات الحروب الحضرية في «مودرن وور إنستيتيوت» التابع للجيش الأميركي في ويست بوينت، جون سبنسر: «هذا هو المستقبل»، مضيفاً: «كُثر جربوا ذلك، لكن لم يشهد أحد استخدامه في المعارك الحديثة الفعلية، إنه شيء فريد جداً». لكن بالإضافة إلى العيوب الأخلاقية والقانونية لهذه التكنولوجيا المتقدمة، هناك أيضاً الحاجة إلى وجود عنصر بشري يتخذ القرارات خصوصاً في الحالات غير الاعتيادية. ورأى تال ميمران المحاضر والباحث في القانون الدولي في جامعة القدس الإسرائيلية أن هجوم السابع من أكتوبر هو إحدى تلك الحالات. وأضاف ميمران الذي كان يتابع من كثب التطورات التكنولوجية للجيش الإسرائيلي: «أعتقد ان السابع من أكتوبر أظهر لنا أنه يمكنك بناء جدار قد يكلف مليار دولار، لكن إذا لم تقم بدوريات على الحدود، فإن أحداً سيخترقها». وأوضح: «يجب أن نأخذ في الحسبان الفرص والمخاطر التي تأتي مع التكنولوجيا». وبالنسبة إلى ميمران «هذا هو العصر الذي يتفجر فيه الذكاء الاصطناعي في حياتنا، ومن الطبيعي أن يكون له أيضاً تأثير في مجال الأمن».

الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات روبوتية لتقليل الخطر على قواته
الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات روبوتية لتقليل الخطر على قواته

Independent عربية

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • Independent عربية

الجيش الإسرائيلي يستخدم جرافات روبوتية لتقليل الخطر على قواته

بدأ الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة استخدام جرافات "روب دوزر" التي تعمل من دون سائق ويمكن تشغيلها عن بعد، في محاولة لتعزيز عمليات الجيش الميدانية وتقليل الخطر على قواته. و"روب دوزر" جرافة ضخمة، وهي هي النسخة الروبوتية من جرافات "كاتربيلر دي-9"، وتشغل من معرض عسكري في ولاية ألاباما الأميركية. ويستخدم الجيش الإسرائيلي جرافات "دي-9" منذ أعوام في الخطوط الأمامية للقتال، مثل تمهيد الطرق للقوات المتقدمة وإزالة الأنقاض وتسوية الأراضي، ولكن منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وبعدها الحرب مع لبنان، بدأ الجيش باستخدام النسخة الروبوتية من الجرافة والمتمثلة في "روب دوزر". وتكمن الفكرة في استخدام الجرافة الروبوتية "بإلغاء وجود شخص في مقصورة القيادة"، وفق راني الذي قاد فريقة في شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (أي إيه أي) تطوير "روب دوزر". وبحسب راني الذي لم يفصح عن اسم عائلته لأسباب أمنية، فخلال الحرب في غزة بدأ الجيش يفضل النسخة الروبوتية التي يمكنها تأدية مجموعة واسعة من المهمات أفضل من الإنسان. وحالياً يشغل البشر هذا النوع من الجرافات والأنظمة، لكن النسخ المستقبلية منها قد تكون مستقلة مما يثير مخاوف أخلاقية وقانونية في شأن طريقة خوض المعارك المستقبلية داخل قطاع غزة. وكثيراً ما تعرضت إسرائيل للانتقاد بسبب استخدامها المتزايد للتكنولوجيا المتقدمة في القتال، سواء لأنظمة الدفاع الجوي أو أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الاستخبارات، وذلك لعدم الدقة أو قلة الرقابة البشرية مع احتمال انتهاكها القانون الدولي، ويقول محللون إن نشر إسرائيل المتزايد لجرافة "روب دوزر" يعكس الاتجاهات العالمية الأوسع نحو الأتمتة في المركبات القتالية الثقيلة، مثل ناقلات الأفراد التي يتم التحكم بها عن بعد وتعمل مثل الطائرات المسيرة. وبحسب مسؤول عسكري تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية وفضل عدم الكشف عن هويته، فإن الجيش الإسرائيلي كان يستخدم "الأدوات الروبوتية منذ أكثر من عقد ولكن بشكل بسيط، أما الآن فيجري استخدامها في الحروب الواسعة النطاق". وأضاف المسؤول أن القوات يمكنها الآن تشغيل المعدات من دون الحاجة إلى دخول أراضي الطرف الثاني في النزاع. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال العقيد المتقاعد في الجيش البريطاني والباحث في معهد "هنري جاكسون سوسايتي" في لندن، أندرو فوكس، إن من المحتمل أن يكون الجيش الإسرائيلي أول قوة عسكرية تستخدم الآلات القتالية التي يجري التحكم بها عن بعد داخل منطقة حرب نشطة، واصفاً ذلك بأنه تطور كبير يغير نمط الحرب، حيث تؤدى المهمات بصورة فعالة مع تقليل كبير للخطر على الأفراد. وقال رئيس دراسات الحروب الحضرية في "مودرن وور إنستيتيوت" التابع للجيش الأميركي في ويست بوينت، جون سبنسر، إن "هذا هو المستقبل"، مضيفاً "كثر جربوا ذلك لكن لم يشهد أحد استخدامه في المعارك الحديثة الفعلية، إنه شيء فريد جداً". وإضافة إلى العيوب الأخلاقية والقانونية لهذه التكنولوجيا المتقدمة فهناك أيضاً الحاجة إلى وجود عنصر بشري يتخذ القرارات، خصوصاً في الحالات غير الاعتيادية، ورأى المحاضر والباحث في القانون الدولي في جامعة القدس الإسرائيلية، تال ميمران، أن هجوم السابع من أكتوبر 2023 هو إحدى تلك الحالات. وأضاف ميمران الذي كان يتابع من كثب التطورات التكنولوجية للجيش الإسرائيلي، "أعتقد أن السابع من أكتوبر 2023 أظهر لنا أنه يمكنك بناء جدار قد يكلف مليار دولار، لكن إذا لم تقم بدوريات على الحدود فإن أحداً سيخترقها"، موضحاً أنه "يجب أن نأخذ في اعتباراتنا الفرص والأخطار التي تأتي مع التكنولوجيا". وبالنسبة إلى ميمران فإن "هذا هو العصر الذي يتفجر فيه الذكاء الاصطناعي في حياتنا، ومن الطبيعي أن يكون له أيضاً تأثير في مجال الأمن".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store