
هل من مصلحة أوروبا استقلال القبائل عن الجزائر؟ عليها الاعتراف باستقلالها ودعم حكومتها وتحرير معتقليها وإقامة دولتها
عبدالقادر كتــرة
منطقة القبائل التي ترفض، تاريخيا، البقاء تحت الاستعمار الجزائري وكانت قبل أن تكون الجزائر صنيعة فرنسا، هي واحدة من المناطق التي تعرضت لأبشع أنواع الظلم والقمع في العالم، وهي، أيضا، أكثر منطقة منسية تمارَس ضدها أسوأ سياسات النظام العسكري الجزائري المارق الدموي والخبيث والقذر والجبان المهينة الصامتة من تهميش وقمع.
حين أجرم النظام العسكري الجزائري، تحت قيادة المقبورين أحمد بنبلة وهواري بومدين، بعد خروج فرنسا من مقاطعتها دون استقلال منطقة القبائل وافتعلوا حرب الرمال مع المغرب، بعد أن امتشق أبناء منطقة القبائل الأحرار السلاح يدافعون عن سيادة بلدهم- منطقة القبائل-، وما إن حلت سنة 1962م حتى أسسوا جمهورية القبائل الديمقراطية لها عَلم ونشيد وطني ورئيس ودستور وشعار ورفضوا الديكتاتورية العسكرية، ورفضوا الانضمام للجزائر.
وبما أن الاستعمار الفرنسي لم يستطع القضاء على جمهورية وجيش القبائل بل كان يحترم زعماءها، فقد استعان بقوات المعسكر الاشتراكي والشيوعي من كوبا والفيتنام والاتحاد السوفياتي والدول العربية الافريقية العسكرية الاشتراكية ، فتم التنكيل بالقبائليين الأحرار على يد عصابات وقوات المقبور هواري بومدين وجنرالاته الدمويين من بينهم الخونة القبائليين أولاد الحركى الفرنسيين، أصحاب الأقدام السوداء بمساعدة الطيران العسكري وباستعمال المواد الكيميائية وإحراق الغابات وتصفية القادة وتهجيرهم ونفيهم ومطاردتهم وحتى اغتيالهم.
كان ثمن مساعدة كابرانات العسكر أبناء 'شارل ديغول' للاستعمار الفرنسي في القضاء على ثورة ودولة القبائل، برئاسة القايد آيت أحمد (اليوم بقيادة الرئيس القبائلي فرحات مهنى)، هو تسليم منطقة القبائل وشعبها الثائر، بالقوة للنظام العسكري الجزائري الدموي المارق بعد 'استفتاء وتقرير المصير' مخدوم وخروج فرنسا بشروط سنة 1962م، حيث احتفظت بثروات ما تحت الأرض ولفظت ما فوق الأرض.
سياسة التدمير الممنهج ضد سكان القبائل وسياسة الأرض المحروقة
بعد 'استقلال' الجزائر الشكلي والمشروط سنة 1962م، رفض القبائليون الأحرار الحكم العسكري والاستعمار الفرنسي الجديد بعد تعيين فرنسا وعملائها من خدامها أبناء الحركى حكاما على مقاطعتها في شمال أفريقيا، الباقين إلى يومنا هذا مؤتمرين ومسيرين من باريس ، فقاموا بالثورات تلو الثورات، لكن كل تلك الثورات كان يتم إغراقها في الدم والقتل، وكانت عصابات جنرالات العسكر المجرم تتفنن في التنكيل بالقبائليين الأبطال.
وتذكر 'ثورة القبائل' بعدة حركات تمرد واحتجاجات في منطقة القبائل في شمال أفريقيا، خاصة في الجزائر.
من أبرزها ثورة 1871 بقيادة المقراني والحداد، والربيع الأسود الذي اندلع في عام 2001. كما توجد أيضًا إشارات إلى ثورات أخرى في المنطقة خلال فترات تاريخية مختلفة.
ومن أحداث بارزة مرتبطة بثورة القبائل مثل ثورة فاطمة نسومر عام 1850، وثورة محمد المقراني عام 1871
وكانت من أكبر الحركات الاحتجاجية في منطقة القبائل ضد الاستعمار الفرنسي.
اما ثورة القبائل ضد نظام العسكر الجزائري الاستبدادي فهي تلك التي أطلق عليها 'الربيع الأسود' سنة 2001-2002، حيث
شهدت منطقة القبائل احتجاجات عنيفة، عرفت باسم 'الربيع الأسود'، بسبب مقتل طالب في أعقاب مظاهرات.
امتدت هذه الأحداث من أبريل 2001 إلى أبريل 2002، وخلفت أكثر من 126 قتيلًا و5000 جريح على أفواه بنادق كابرانات العسكر الجزائري المجرم.
وتعود جذور هذه الأحداث إلى التوترات القائمة حول الهوية الأمازيغية، ومطالب الاعتراف بالثقافة واللغة الأمازيغية.
وسبق 'الربيع الأسود' حدث آخر أكثر شهرة وهو 'الربيع الأمازيغي' الذي اندلع عام 1980 في منطقة القبائل أيضًا، للمطالبة بالاعتراف بالهوية الأمازيغية.
وعلى مدار أكثر من سنة بقيت منطقة القبائل تحت الحصار وحظر التجوال والقتل والسجن والتهديد، وبدأ النظام العسكري سياسته الخطيرة لتصفية المنطقة من سكانها الأصليين ليقضي- بعامل الوقت- على أي ثورة مستقبلية أو عصيان مدني في تلك الدولة الصغيرة المحتلة.
انتهج العسكر الجزائري الديكتاتوري المارق ضد عصيان شعب القبائل سياسة إرهابية من عدة محاور: الأول، تجويع سكان القبائل وتهميشهم واستغلال ثروات منطقتهم؛ الثاني، غزو منطقتهم وحرق الغابات بالمنطقة لترهيب السكان الأصليين في جحيم من النيران أتت على الأرياف والجبال؛ الثالث، فتح لسكان القبائل باب الهجرة الشرعية وغير الشرعية بالاتفاق مع فرنسا لإبعادهم عن منطقتهم والحيلولة دون تجمعاتهم وتقويتهم، فهاجروا بالآلاف إلى أوروبا تحت ضغط الفقر والترهيب؛ الرابع، تم تجويع السكان الذين لم يهاجروا ومضايقتهم وترهيبهم وتكميم أفواههم واعتقال الرافضين لهم.
وحين اندلعت الحرب الأهلية التي اطلق عليها 'العشرية السوداء' والتي هي صراع مسلح قام بين عسكر النظام الجزائري وفصائل متعددة تتبنى أفكارًا موالية للجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي، حيث بدأ الصراع في يناير عام 1992 في يناير عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الاسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا حيث وعدت في الإنتخابات بإقامة دولة إسلامية. وانتهت هذه الحرب الأهلية سنة 2002، ذهب ضحيتها أزيد من 250000 قتيل وأكثر من 50000 مفقود إلى يومنا هذا، ولا زالت عصابة النظام العسكري الجزائري الشيطان تهدد بها الشعب باسم الإرهاب وتواجه بها الأحرار كلما نطقت حناجرهم بالحرية والكلمة الحرة والانتخابات النزيهة..
قال العماري مدير المخابرات وأحد مجرمي العشرية السوداء إلى جانب جنرالات للعصابة الحاكمة اليوم، حرفيا: 'إني مُستعد لقتل ملايين الجزائريين إذا تطلّب الأمر للمحافظة على النظام الذي يُهدده الإسلاميون. وأنا أشهد أنه كان في غاية الجدية'! (جزء من شهادة ضابط المخابرات الجزائري السابق محمد سمراوي)، ولا زال العجوز رئيس الأركان الجزائري شنقربحة يهدد ويتوعد كل من سولت له نفسه معارضة النظام أو انتقاده أو حتى تخطيط كلمة في صفحة فيسبوك…
حين أشعل نظام المقبور الهواري بومدين الحرب على المغرب ابتداء من 1975، في محاولة يائسة لفصل الصحراء المغربية عن مغربها، زج بأبناء الشعب الجزائري الفقراء إلى أتون تلك الحرب فمات منهم آلاف من الجنود الشباب ، ومن لم يمت ألحقوه بالعشرية السوداء حيث قتل منهم ازيد من 50000 جندي شاب، فيما رحل جنرالات العشرية السوداء أبناءهم وأسرهم إلى فرنسا المستعمر السابق وصانعهم أين اقتنوا شققا وفيلات وأقاموا مشاريع وحصلوا على جنسية 'ماما' فرنسا، ويتمتعون بأموال الشعب الفقير المنهوبة، ويستعدون لتكرار نفس العملية إذا هم شعروا بقرب سقوطهم على غرار ما وفع لشقيقهم في الإجرام والتقتيل في سوريا 'بشار الجرذ' الذي فر إلى روسيا وترك خلفه الخراب والدمار.
كما تم إعدام عشرات الضباط الرافضين والمعارضين منهم بعض ضباط القبائل الأحرار، كما تم الزج بالمئات منهم في السجون وغادر الجزائر الآلاف منهم.
رغم هذه السياسات الإجرامية، ظل أحرار القبائل يقاومون، ينتفضون، يطالبون بحقوقهم في الحرية والاستقلال، لكن، بالمقابل، ظل العسكر الجبان يمعن في قمعهم وتقتيلهم وتشريدهم إلى اليوم.
وآخر جريمة نكراء وشنعاء للنظام العسكري الجزائري في منطقة القبائل بعد إحساسه بتحركات شعبية قبائلية ضد النظام ورفض المشاركة في مسرحية الانتخابات الكوميدية الشنقريخية التبونية، أشعل النظام العسكري الحرائق في غابات منطقة القبايل خلال صيف 2021، التي تسببت في خسائر بشرية عديدة من جنود أبناء الشعب وسكان المنطقة، ودمرت مئات الهكتارات من الغابات وهجرت آلاف الأسر من منازلهم وديارهم التي التهمتها نيران العسكر الجزائري البغيض والحقير.
كما أدت إلى تدفق واسع للتضامن تجلى من خلال العديد من الإجراءات في داخل الجزائر وفي الشتات، ودخل صيف 2021 في التاريخ مع اندلاع الحرائق في جميع البلدان حول البحر الأبيض المتوسط.
تشيرُ أغلبُ الرّوايات التاريخية إلى أن منطقة القبايل كانت مستقلة قبل دخول الاستعمار الفرنسي سنة 1830 للجزائر ولم تكن قائمةً كدولة حينها، الأمر الذي دفع فرنسا إلى إنشاء الجزائر من لدن الجنرال 'شنايدر'، الذي قام بخلق هذا الكيان الجزائري سنة 1839.
أحكَم الاحتلال الفرنسي القبضة على المنطقة، وتمكن من النفاذ إلى منطقة القبايل 'المستقلة' سنة 1857.
اشتدّت الحرب بين القبايل وفرنسا. وبما أن فرنسا كانت قوة عسكرية تتوفر على آليات حديثة للحروب، هزمت القبايل وجعلتها ملحقة بالجزائر.
تهديد النظام العسكري الجزائري يدفع أوروبا باتجاه دعم دولة القبائل
الآن تعيش أوروبا هاجس خوف حقيقي مصدره النظام الجزائري. فالجزائر تمتلك أقوى ثلاث وسائل تهديد تخشاها أوروبا مستقبلا وهي الإرهاب، المخدرات القوية (الكوكايين والأقراص المهلوسة من نوع البريغابالين والإكستازي والريفوتريل والكيبتاجون…)، والهجرة.
من بين الوسائل الثلاث تخشى أوروبا أكثر ما تخشاه غزو المهاجرين الجزائريين والمهاجرين الأفارقة الذين تجلبهم الجزائر من الساحل ليهدد بهم ضفة البحر المتوسط الشمالية وأعداد الجزائريين والأفارقة المهاجرين عبر قوارب الموت المنطلقة من سواحل الجزائر تعد بالآلاف شهريا وعشرات الآلاف سنويا الوضع الذي جعل إسبانيا تعلن حالة استنفار وتطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي .
وعي أوروبا بخطر نظام الجزائر، وبخطر سياسته الابتزازية التي يوظف فيها الهجرة والإرهاب كسلاح، يفرض عليها أن تفكر تفكيرا جديدا وجديا في خطة غير تقليدية كي تكبح بها جماح النظام العسكري الجزائري الديكتاتوري المستبد المارق والشيطان، المقبل على الانفجار.
هذه الخطة البديلة يمكن أن تلعب فيها دولة منطقة القبائل رأس الحربة.
فالشعب القبائلي هو شعب متحضر، شعب مثقف وديمقراطي، ويعتبر نفسه شعبا أوروبيًا في إفريقيا، ويسعى لإحياء جمهوريته الديمقراطية في منطقة القبائل. وهذه المميزات تُسهل التعامل معه، وتُسهل تفادي الابتزاز جنرالات العسكري الجزائري الديكتاتوري.
النقطة الثانية المهمة، هي أن منطقة القبائل هي منطقة ساحلية طويلة ومواجِهة لأوروبا، ومن شأنها أن تقضي على تهديد الهجرة، وتكون حاجزا بين الجزائر الخطيرة وأوروبا، كما من شأنها أن تكون منطقة سياحية آمنة تحفز السياحة بين ضفتي المتوسط.
الوضع الذي تعيشه الجزائر الآن مخيف، والانفجار وشيك يمكن أن يحدث في أي لحظة، وأوروبا وشمال أفريقيا هي أكبر ضحية لأي فوضى تحدث في الجزائر.
إن فكرة إقامة دولة في منطقة القبائل كحاجز مع الجزائر تبدو فكرة مغرية للغاية لأوروبا ولشعب القبائل.
القبائليون يغازلون أوروبا ويعرضون مشاريع التعاون
الآن تتحرك القوى الحية والسياسية في القبائل بنشاط وبمشروع سياسي طموح ومقنع وهو الثورة، وإحياء مشروع جمهورية 'فاطمة نسومر' و'محمد المقراني' و'الحسين آيت أحمد' والمناضل رئيس الحكومة المؤقتة فرحات مهنى.
إنه مشروع يخدم جيو-بوليتيك أوروبا الخائفة من كابرانات العسكر، ويخدم مصالح دول الضفة الشمالية للبحر المتوسط.
تبدو فرنسا أكثر دولة أوروبية يجب أن تهتم بالمشروع القبائلي الطموح؛ فهي مهددة بأن تخسر مصالحها وامتيازاتها وثرواتها في الجزائر الموثقة بمعاهدة 'إفيان' في يوم قد يبدو قريبا، والحل الوحيد للحفاظ عليها هو أن تدعم دولة جديدة ديمقراطية جارة لفرنسا ذات مصداقية وموثوقية ولجميع جيرانها المحيطين بها، الذين تضايقوا من إرهابها وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وحكومة القبائل في المنفى بفرنسا، تكون حاجزا بينها وبين البعبع العسكري الخبيث والجبان الذي لن يتحرك خوفا من فقدان امتيازات جنرالاته وأبنائهم وأسرهم في فرنسا، ولا شك أنه سيقايض ذلك مقابل تخليه عن السلطة في الجزائر وترك الاختيار لباريس لتعيين خلفاء لهم مقابل أمنهم وسلامتهم وسلامة أسرهم.
على ما يبدو، نشطاء القبائل ومناضلوه واعون تماما بأهمية إقناع أوروبا بدعم دولة في منطقة القبائل؛ دولة تتعهد بمحاربة الهجرة غير الشرعية، تحترم المعاهدات الدولية وحقوق الإنسان، وتساعد فرنسا في الحفاظ على مصالحها وتقضي على الابتزاز العسكري الجزائري المارق والحقير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلادي
منذ يوم واحد
- بلادي
هل من مصلحة أوروبا استقلال القبائل عن الجزائر؟ عليها الاعتراف باستقلالها ودعم حكومتها وتحرير معتقليها وإقامة دولتها
هل من مصلحة أوروبا استقلال القبائل عن الجزائر؟ عليها الاعتراف باستقلالها ودعم حكومتها وتحرير معتقليها وإقامة دولتها عبدالقادر كتــرة منطقة القبائل التي ترفض، تاريخيا، البقاء تحت الاستعمار الجزائري وكانت قبل أن تكون الجزائر صنيعة فرنسا، هي واحدة من المناطق التي تعرضت لأبشع أنواع الظلم والقمع في العالم، وهي، أيضا، أكثر منطقة منسية تمارَس ضدها أسوأ سياسات النظام العسكري الجزائري المارق الدموي والخبيث والقذر والجبان المهينة الصامتة من تهميش وقمع. حين أجرم النظام العسكري الجزائري، تحت قيادة المقبورين أحمد بنبلة وهواري بومدين، بعد خروج فرنسا من مقاطعتها دون استقلال منطقة القبائل وافتعلوا حرب الرمال مع المغرب، بعد أن امتشق أبناء منطقة القبائل الأحرار السلاح يدافعون عن سيادة بلدهم- منطقة القبائل-، وما إن حلت سنة 1962م حتى أسسوا جمهورية القبائل الديمقراطية لها عَلم ونشيد وطني ورئيس ودستور وشعار ورفضوا الديكتاتورية العسكرية، ورفضوا الانضمام للجزائر. وبما أن الاستعمار الفرنسي لم يستطع القضاء على جمهورية وجيش القبائل بل كان يحترم زعماءها، فقد استعان بقوات المعسكر الاشتراكي والشيوعي من كوبا والفيتنام والاتحاد السوفياتي والدول العربية الافريقية العسكرية الاشتراكية ، فتم التنكيل بالقبائليين الأحرار على يد عصابات وقوات المقبور هواري بومدين وجنرالاته الدمويين من بينهم الخونة القبائليين أولاد الحركى الفرنسيين، أصحاب الأقدام السوداء بمساعدة الطيران العسكري وباستعمال المواد الكيميائية وإحراق الغابات وتصفية القادة وتهجيرهم ونفيهم ومطاردتهم وحتى اغتيالهم. كان ثمن مساعدة كابرانات العسكر أبناء 'شارل ديغول' للاستعمار الفرنسي في القضاء على ثورة ودولة القبائل، برئاسة القايد آيت أحمد (اليوم بقيادة الرئيس القبائلي فرحات مهنى)، هو تسليم منطقة القبائل وشعبها الثائر، بالقوة للنظام العسكري الجزائري الدموي المارق بعد 'استفتاء وتقرير المصير' مخدوم وخروج فرنسا بشروط سنة 1962م، حيث احتفظت بثروات ما تحت الأرض ولفظت ما فوق الأرض. سياسة التدمير الممنهج ضد سكان القبائل وسياسة الأرض المحروقة بعد 'استقلال' الجزائر الشكلي والمشروط سنة 1962م، رفض القبائليون الأحرار الحكم العسكري والاستعمار الفرنسي الجديد بعد تعيين فرنسا وعملائها من خدامها أبناء الحركى حكاما على مقاطعتها في شمال أفريقيا، الباقين إلى يومنا هذا مؤتمرين ومسيرين من باريس ، فقاموا بالثورات تلو الثورات، لكن كل تلك الثورات كان يتم إغراقها في الدم والقتل، وكانت عصابات جنرالات العسكر المجرم تتفنن في التنكيل بالقبائليين الأبطال. وتذكر 'ثورة القبائل' بعدة حركات تمرد واحتجاجات في منطقة القبائل في شمال أفريقيا، خاصة في الجزائر. من أبرزها ثورة 1871 بقيادة المقراني والحداد، والربيع الأسود الذي اندلع في عام 2001. كما توجد أيضًا إشارات إلى ثورات أخرى في المنطقة خلال فترات تاريخية مختلفة. ومن أحداث بارزة مرتبطة بثورة القبائل مثل ثورة فاطمة نسومر عام 1850، وثورة محمد المقراني عام 1871 وكانت من أكبر الحركات الاحتجاجية في منطقة القبائل ضد الاستعمار الفرنسي. اما ثورة القبائل ضد نظام العسكر الجزائري الاستبدادي فهي تلك التي أطلق عليها 'الربيع الأسود' سنة 2001-2002، حيث شهدت منطقة القبائل احتجاجات عنيفة، عرفت باسم 'الربيع الأسود'، بسبب مقتل طالب في أعقاب مظاهرات. امتدت هذه الأحداث من أبريل 2001 إلى أبريل 2002، وخلفت أكثر من 126 قتيلًا و5000 جريح على أفواه بنادق كابرانات العسكر الجزائري المجرم. وتعود جذور هذه الأحداث إلى التوترات القائمة حول الهوية الأمازيغية، ومطالب الاعتراف بالثقافة واللغة الأمازيغية. وسبق 'الربيع الأسود' حدث آخر أكثر شهرة وهو 'الربيع الأمازيغي' الذي اندلع عام 1980 في منطقة القبائل أيضًا، للمطالبة بالاعتراف بالهوية الأمازيغية. وعلى مدار أكثر من سنة بقيت منطقة القبائل تحت الحصار وحظر التجوال والقتل والسجن والتهديد، وبدأ النظام العسكري سياسته الخطيرة لتصفية المنطقة من سكانها الأصليين ليقضي- بعامل الوقت- على أي ثورة مستقبلية أو عصيان مدني في تلك الدولة الصغيرة المحتلة. انتهج العسكر الجزائري الديكتاتوري المارق ضد عصيان شعب القبائل سياسة إرهابية من عدة محاور: الأول، تجويع سكان القبائل وتهميشهم واستغلال ثروات منطقتهم؛ الثاني، غزو منطقتهم وحرق الغابات بالمنطقة لترهيب السكان الأصليين في جحيم من النيران أتت على الأرياف والجبال؛ الثالث، فتح لسكان القبائل باب الهجرة الشرعية وغير الشرعية بالاتفاق مع فرنسا لإبعادهم عن منطقتهم والحيلولة دون تجمعاتهم وتقويتهم، فهاجروا بالآلاف إلى أوروبا تحت ضغط الفقر والترهيب؛ الرابع، تم تجويع السكان الذين لم يهاجروا ومضايقتهم وترهيبهم وتكميم أفواههم واعتقال الرافضين لهم. وحين اندلعت الحرب الأهلية التي اطلق عليها 'العشرية السوداء' والتي هي صراع مسلح قام بين عسكر النظام الجزائري وفصائل متعددة تتبنى أفكارًا موالية للجبهة الإسلامية للإنقاذ والإسلام السياسي، حيث بدأ الصراع في يناير عام 1992 في يناير عقب إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 1991 في الجزائر والتي حققت فيها الجبهة الاسلامية للإنقاذ فوزا مؤكدا حيث وعدت في الإنتخابات بإقامة دولة إسلامية. وانتهت هذه الحرب الأهلية سنة 2002، ذهب ضحيتها أزيد من 250000 قتيل وأكثر من 50000 مفقود إلى يومنا هذا، ولا زالت عصابة النظام العسكري الجزائري الشيطان تهدد بها الشعب باسم الإرهاب وتواجه بها الأحرار كلما نطقت حناجرهم بالحرية والكلمة الحرة والانتخابات النزيهة.. قال العماري مدير المخابرات وأحد مجرمي العشرية السوداء إلى جانب جنرالات للعصابة الحاكمة اليوم، حرفيا: 'إني مُستعد لقتل ملايين الجزائريين إذا تطلّب الأمر للمحافظة على النظام الذي يُهدده الإسلاميون. وأنا أشهد أنه كان في غاية الجدية'! (جزء من شهادة ضابط المخابرات الجزائري السابق محمد سمراوي)، ولا زال العجوز رئيس الأركان الجزائري شنقربحة يهدد ويتوعد كل من سولت له نفسه معارضة النظام أو انتقاده أو حتى تخطيط كلمة في صفحة فيسبوك… حين أشعل نظام المقبور الهواري بومدين الحرب على المغرب ابتداء من 1975، في محاولة يائسة لفصل الصحراء المغربية عن مغربها، زج بأبناء الشعب الجزائري الفقراء إلى أتون تلك الحرب فمات منهم آلاف من الجنود الشباب ، ومن لم يمت ألحقوه بالعشرية السوداء حيث قتل منهم ازيد من 50000 جندي شاب، فيما رحل جنرالات العشرية السوداء أبناءهم وأسرهم إلى فرنسا المستعمر السابق وصانعهم أين اقتنوا شققا وفيلات وأقاموا مشاريع وحصلوا على جنسية 'ماما' فرنسا، ويتمتعون بأموال الشعب الفقير المنهوبة، ويستعدون لتكرار نفس العملية إذا هم شعروا بقرب سقوطهم على غرار ما وفع لشقيقهم في الإجرام والتقتيل في سوريا 'بشار الجرذ' الذي فر إلى روسيا وترك خلفه الخراب والدمار. كما تم إعدام عشرات الضباط الرافضين والمعارضين منهم بعض ضباط القبائل الأحرار، كما تم الزج بالمئات منهم في السجون وغادر الجزائر الآلاف منهم. رغم هذه السياسات الإجرامية، ظل أحرار القبائل يقاومون، ينتفضون، يطالبون بحقوقهم في الحرية والاستقلال، لكن، بالمقابل، ظل العسكر الجبان يمعن في قمعهم وتقتيلهم وتشريدهم إلى اليوم. وآخر جريمة نكراء وشنعاء للنظام العسكري الجزائري في منطقة القبائل بعد إحساسه بتحركات شعبية قبائلية ضد النظام ورفض المشاركة في مسرحية الانتخابات الكوميدية الشنقريخية التبونية، أشعل النظام العسكري الحرائق في غابات منطقة القبايل خلال صيف 2021، التي تسببت في خسائر بشرية عديدة من جنود أبناء الشعب وسكان المنطقة، ودمرت مئات الهكتارات من الغابات وهجرت آلاف الأسر من منازلهم وديارهم التي التهمتها نيران العسكر الجزائري البغيض والحقير. كما أدت إلى تدفق واسع للتضامن تجلى من خلال العديد من الإجراءات في داخل الجزائر وفي الشتات، ودخل صيف 2021 في التاريخ مع اندلاع الحرائق في جميع البلدان حول البحر الأبيض المتوسط. تشيرُ أغلبُ الرّوايات التاريخية إلى أن منطقة القبايل كانت مستقلة قبل دخول الاستعمار الفرنسي سنة 1830 للجزائر ولم تكن قائمةً كدولة حينها، الأمر الذي دفع فرنسا إلى إنشاء الجزائر من لدن الجنرال 'شنايدر'، الذي قام بخلق هذا الكيان الجزائري سنة 1839. أحكَم الاحتلال الفرنسي القبضة على المنطقة، وتمكن من النفاذ إلى منطقة القبايل 'المستقلة' سنة 1857. اشتدّت الحرب بين القبايل وفرنسا. وبما أن فرنسا كانت قوة عسكرية تتوفر على آليات حديثة للحروب، هزمت القبايل وجعلتها ملحقة بالجزائر. تهديد النظام العسكري الجزائري يدفع أوروبا باتجاه دعم دولة القبائل الآن تعيش أوروبا هاجس خوف حقيقي مصدره النظام الجزائري. فالجزائر تمتلك أقوى ثلاث وسائل تهديد تخشاها أوروبا مستقبلا وهي الإرهاب، المخدرات القوية (الكوكايين والأقراص المهلوسة من نوع البريغابالين والإكستازي والريفوتريل والكيبتاجون…)، والهجرة. من بين الوسائل الثلاث تخشى أوروبا أكثر ما تخشاه غزو المهاجرين الجزائريين والمهاجرين الأفارقة الذين تجلبهم الجزائر من الساحل ليهدد بهم ضفة البحر المتوسط الشمالية وأعداد الجزائريين والأفارقة المهاجرين عبر قوارب الموت المنطلقة من سواحل الجزائر تعد بالآلاف شهريا وعشرات الآلاف سنويا الوضع الذي جعل إسبانيا تعلن حالة استنفار وتطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي . وعي أوروبا بخطر نظام الجزائر، وبخطر سياسته الابتزازية التي يوظف فيها الهجرة والإرهاب كسلاح، يفرض عليها أن تفكر تفكيرا جديدا وجديا في خطة غير تقليدية كي تكبح بها جماح النظام العسكري الجزائري الديكتاتوري المستبد المارق والشيطان، المقبل على الانفجار. هذه الخطة البديلة يمكن أن تلعب فيها دولة منطقة القبائل رأس الحربة. فالشعب القبائلي هو شعب متحضر، شعب مثقف وديمقراطي، ويعتبر نفسه شعبا أوروبيًا في إفريقيا، ويسعى لإحياء جمهوريته الديمقراطية في منطقة القبائل. وهذه المميزات تُسهل التعامل معه، وتُسهل تفادي الابتزاز جنرالات العسكري الجزائري الديكتاتوري. النقطة الثانية المهمة، هي أن منطقة القبائل هي منطقة ساحلية طويلة ومواجِهة لأوروبا، ومن شأنها أن تقضي على تهديد الهجرة، وتكون حاجزا بين الجزائر الخطيرة وأوروبا، كما من شأنها أن تكون منطقة سياحية آمنة تحفز السياحة بين ضفتي المتوسط. الوضع الذي تعيشه الجزائر الآن مخيف، والانفجار وشيك يمكن أن يحدث في أي لحظة، وأوروبا وشمال أفريقيا هي أكبر ضحية لأي فوضى تحدث في الجزائر. إن فكرة إقامة دولة في منطقة القبائل كحاجز مع الجزائر تبدو فكرة مغرية للغاية لأوروبا ولشعب القبائل. القبائليون يغازلون أوروبا ويعرضون مشاريع التعاون الآن تتحرك القوى الحية والسياسية في القبائل بنشاط وبمشروع سياسي طموح ومقنع وهو الثورة، وإحياء مشروع جمهورية 'فاطمة نسومر' و'محمد المقراني' و'الحسين آيت أحمد' والمناضل رئيس الحكومة المؤقتة فرحات مهنى. إنه مشروع يخدم جيو-بوليتيك أوروبا الخائفة من كابرانات العسكر، ويخدم مصالح دول الضفة الشمالية للبحر المتوسط. تبدو فرنسا أكثر دولة أوروبية يجب أن تهتم بالمشروع القبائلي الطموح؛ فهي مهددة بأن تخسر مصالحها وامتيازاتها وثرواتها في الجزائر الموثقة بمعاهدة 'إفيان' في يوم قد يبدو قريبا، والحل الوحيد للحفاظ عليها هو أن تدعم دولة جديدة ديمقراطية جارة لفرنسا ذات مصداقية وموثوقية ولجميع جيرانها المحيطين بها، الذين تضايقوا من إرهابها وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وحكومة القبائل في المنفى بفرنسا، تكون حاجزا بينها وبين البعبع العسكري الخبيث والجبان الذي لن يتحرك خوفا من فقدان امتيازات جنرالاته وأبنائهم وأسرهم في فرنسا، ولا شك أنه سيقايض ذلك مقابل تخليه عن السلطة في الجزائر وترك الاختيار لباريس لتعيين خلفاء لهم مقابل أمنهم وسلامتهم وسلامة أسرهم. على ما يبدو، نشطاء القبائل ومناضلوه واعون تماما بأهمية إقناع أوروبا بدعم دولة في منطقة القبائل؛ دولة تتعهد بمحاربة الهجرة غير الشرعية، تحترم المعاهدات الدولية وحقوق الإنسان، وتساعد فرنسا في الحفاظ على مصالحها وتقضي على الابتزاز العسكري الجزائري المارق والحقير.


بلادي
٠٧-٠٦-٢٠٢٥
- بلادي
الجزائر: وحدة إرهابية سرية خاصة تحت إشراف 'شنقريحة' لتنفيذ عمليات إرهابية وجرائم بهدف زعزعة أمن واستقرار الساحل
الجزائر: وحدة إرهابية سرية خاصة تحت إشراف 'شنقريحة' لتنفيذ عمليات إرهابية وجرائم بهدف زعزعة أمن واستقرار الساحل عبدالقادر كتــرة بعد فشل النظام العسكري الجزائري المارق والحقير والخبيث والشيطان، في جميع مناوراته ومؤامارته ونجاحه في استعداء جميع جيرانه من الدول والأنظمة بالإضافة إلى دول أخرى وغرقه في مستنقع العزلة، اختار هذا النظام الماكر والقذر ركوب آليات الإرهاب والاجرام والقتل والفوضى لزعزعة أمن واستقرار المنطقة وبلدان الجوار. وفي مقال نشره موقع 'ساحل أنتليجانس Sahel Intelligence'، يوم 4 يونيو 2025 ، موقع باسم الصحفي 'فريدريك باولتون'، يفضح مؤامراته ومناوراته حيث أفادت مصادر من الدرك الجزائري أن النظام العسكري الجزائري أنشأ وحدة من المرتزقة الأجانب في جنوب الجزائر. هذه القوة شبه العسكرية، المُسماة غير رسميًا 'KL-7″، يُزعم أنها تشارك في عمليات زعزعة استقرار عدة دول مجاورة، بالتنسيق مع جماعات مسلحة غير حكومية، بعضها مصنف كمنظمات إرهابية من قبل المجتمع الدولي. ووفقًا لضابط سابق، حسب نفس المصدر، تأسست هذه الوحدة منذ عامين تقريبًا. وقد تلقى أعضاؤها – المُختارون بدقة من القوات الخاصة الوطنية ومرتزقة أجانب، بقيادة ضابط يُدعى ' تدريبات متقدمة في الحرب غير التقليدية والتخريب، وتتمتع الوحدة بتمويل سري من الميزانية العسكرية. ويُشتبه في تورط 'وحدة الطيف' أو 'الوحدة الشبحية' في عدة عمليات عنف حديثة، نُسبت خطأً لمتمردين محليين. وتشمل هذه العمليات تفجير منشآت مدنية وعسكرية واغتيالات مستهدفة لقادة مجتمعيين واستغلال التوترات العرقية في دول الساحل (مالي، النيجر، بوركينا فاسو) وليبيا ونيجيريا. ويؤكد محلل عسكري سابق (طلب عدم الكشف عن هويته): 'هذه ليست حرب عصابات عشوائية، بل إستراتيجية منهجية تهدف لإضعاف الحكومات المنافسة'، لكن الهدف الأساسي للجزائر – بحسبه – هو تقويض الاستقرار الإقليمي للحفاظ على هيمنتها السياسية. والأكثر إثارة للقلق هي الروابط التشغيلية المزعومة بين 'وحدة الطيف' وجماعات جهادية نشطة في المنطقة (القاعدة، داعش، فصائل الطوارق الموالية للجزائر)، والتي تتراوح من تبادل المعلومات إلى تنسيق هجمات مشتركة وتوريد أسلحة متطورة. في الميدان، أفاد سكان محليون في جنوب الجزائر وشمال مالي عن اختفاءات غامضة في مناطق ريفية، كما أن شهادات لنازحين يتهمون 'أشخاصًا يتحدثون لغات مختلفة' بتنفيذ غارات ليلية. وتكشف مصادر دركية أن مركز القيادة والتدريب السري يقع في منطقة صحراوية جنوب تمنراست، ويتصل مباشرة بالجنرال 'سعيد شنقريحة' (رئيس الأركان) الرئيس الفعلي للجزائر أو بمحيطه. ويُقدّر عدد الوحدة بـ 100-120 فردًا، يعملون على دورات مدتها 3-6 أشهر قبل إعادة انتشارهم.


الصحفيين بصفاقس
٢٩-٠٥-٢٠٢٥
- الصحفيين بصفاقس
في الديمقراطيات التي تنتهك حقوق الشعوب الاخرى….أ.د الصادق شعبان
في الديمقراطيات التي تنتهك حقوق الشعوب الاخرى….أ.د الصادق شعبان 29 ماي، 20:45 لي سؤال : هل الديقراطيات التي تنتهك حقوق الشعوب الأخرى تسمى ديمقراطيات ؟ هل يكفي أن تكون لك حكومة منتخبة و إعلام حرّ حتى تصبح في سلّة الأنظمة الحسنة ؟ هل الديمقراطيات التي تستعمر الشعوب إلى اليوم و تنتهب الثروات و تنحّي حكومات أجنبية و تفرض حكومات و تصعد سياسيين و إعلاميين و تنزل آخرين و تسلب السيادة و الكرامة من دول اخرى هي ديمقراطيات؟ هل ديمقراطيات حقا تلك الأنظمة التي اليوم تسدّ الباب أمام المهاجرين من شعوب كانت السبب في فقرها على مدى قرون و جهّلتها و خلقت فيها ظروف الفوضى ، تضعهم اليوم في كازرنات للترحيل و تردّهم قسرا إلى بلدانهم او ترسلهم في أول الطائرات او البواخر ؟ هل يمكن أن نكون ديمقراطيين في الداخل و دكتاتوريين في الخارج ؟ أو بعبارة أخرى هل الإنسان في الداخل هو إنسان و الإنسان فى الخارج شيء آخر ! اترك لكم البحث عن الأمثلة ، و هي عديدة جدا … الامثلة اليوم و ليس فقط في الزمن القديم … كل المؤسسات التي تتولى قياس الديمقراطية او الحوكمة الرشيدة لا تدرج الممارسات الخارجية في التقارير عن مؤشرات التقييم ! كلها دون استثناء … حتى مؤسسات الأمم المتحدة التي من المفروض ان تكون واعية و مستقلة انساقت في ماكينة الغرب الساحقة … لا غرابة ان تجد أنظمة مجرمة مثل نظام إسرائيل اليوم مرتبة في مقدمة الديمقراطيات! كما لا غرابة أن تجد الغرب يبرر لمجازر أو يسكت عنها و ترى النفاق في تصريحات السياسيين و تحليل الاعلاميين … هذه فكرة لمن يريد الكتابة فيها … أما انا فسبق ان أدرجتها في كتب كثيرة وضعتها بعد الربيع الأسود و لكني رفضت نشرها إلى اليوم … لذا ، قليلا من النفاق يا فلاسفة الغرب مصدّري المدنية … و بعض الانتباه يا أيها المؤمنون بالانوار … لست مشرّعا للدكتاتوريات ابدا … لكني لست ممن يعطي صكا على بياض لديمقراطيات عديدة …