logo
روسيا ماضية في الحرب للنهاية... وها هي الغواصات

روسيا ماضية في الحرب للنهاية... وها هي الغواصات

Independent عربيةمنذ 3 أيام
تواصل القوات الروسية الاستيلاء على ما بقي من أراضي المقاطعات الأربع التي أعلنت عن ضمها في سبتمبر (أيلول) 2022، تأكيداً لما طرحته ضمن أهدافها في إطار "العملية الروسية الخاصة" في أوكرانيا. بل ولم تكتف هذه القوات بذلك لتمضي إلى ما هو أبعد بالتوغل بعيداً في مقاطعات خاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك المجاورة لهذه المقاطعات بغية إقامة ما تصفه بالمناطق العازلة بهدف تأمينها، وربما وفقاً لما قاله الرئيس فلاديمير بوتين "حيثما تطأ قدما الجندي الروسي من أراضٍ فهي لنا"، للاستيلاء على ما بقي من أراضٍ أوكرانية.
ذلك قول يقترب مما سبق أن قاله هنري كيسنجر عميد الدبلوماسية الأميركية الراحل حول "الإيمان الصوفي لبوتين بالتاريخ"، وهو ما وافق عليه بوتين في كلمته خلال ذكرى ميلاد بطرس الأعظم مؤسس روسيا الحديثة. غير أن بوتين أكد في هذا الصدد أنه يسير على خطى بطرس الأعظم، لا من أجل الاستيلاء على أراضٍ جديدة، بل خلافاً لما يقال يستعيد ما فقدته بلاده من أراضٍ.
ما وراء الغواصات؟
تبريراً لما نتابعه على أرض الواقع، وفي هذا السياق يمكن الاستشهاد بما قاله الأستاذ المساعد في قسم التحليل السياسي والعمليات الاجتماعية والنفسية بجامعة "بليخانوف" الروسية للاقتصاد، وعضو مجلس متخصصي "ضباط روسيا" ألكسندر بيرينجييف، حول أن القوات المسلحة الروسية لو اكتفت بتحرير الأراضي الروسية حصراً ولم تدخل مناطق أوكرانيا "لكنا حشرنا أنفسنا في دوامة المناورة". فضلاً عما أضافه حول أن "الوحدات الروسية حالياً ليست في وضع صعب، ولديها خيار يحدده اتجاه الهجوم الأكثر ملاءمة. وفي بعض النواحي تشبه عملياتنا الهجومية، وإن على نطاق أضيق، هجوم بروسيلوف الشهير خلال الحرب العالمية الأولى. هذه التكتيكات تمنحنا فرصة للتقدم أكثر". ويأتي ذلك مواكباً لعيد البحرية الروسية وما أعلنه بوتين حول توسع روسيا في بناء الغواصات النووية ضمن استراتيجية عسكرية وسياسية شاملة تهدف إلى تعزيز القوة البحرية والحفاظ على التوازن الاستراتيجي العالمي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قال الرئيس فلاديمير بوتين إن هذه الغواصات تمكن روسيا من "الحفاظ على توازن القوى في العالم" في ظل المنافسة الجيوسياسية المتصاعدة، ولتعزيز الردع النووي والاستقرار الاستراتيجي بوصفها جزءاً أساساً من (الثالوث النووي) الروسي (بري، جوي، بحري)". كما أكد بوتين خلال مراسم رفع العلم على متن الغواصة النووية "الأمير بوجارسكي" أن خطط إنشاء قوات بحرية روسية حديثة ستنفذ بصورة كاملة. وأضاف "في المجمل، هناك أكثر من 70 سفينة قيد مراحل مختلفة من الإنجاز في أحواض بناء السفن الروسية هنا في 'سيفماش' وحدها، كما أن من المقرر بناء ست غواصات نووية جديدة بحلول عام 2030".
ويقول مراقبون إن هذه الغواصات توفر القدرة الضاربة الثانية في حال تعرضت المنشآت النووية البرية لهجوم، كذلك فإنها تعتبر، كما هي الحال بالنسبة إلى طراز "بوريي-أ" المزودة بصواريخ "بولافا" الباليستية، عنصراً حيوياً لضمان التوازن النووي مع القوى الأخرى مثل الولايات المتحدة".
ومن المعروف أن روسيا تعمل على استبدال بغواصاتها السوفياتية القديمة، مثلما هو الأمر بالنسبة إلى الغواصات من طراز "تايفون"، غواصات حديثة أكثر تطوراً مثل "بوريي-أ" و"ياسين-أم"، التي تتميز بقدرات هائلة على الاختفاء، إلى جانب ما تتزود به من أنظمة تسليح متطورة مثل صواريخ "تسيركون" الفرط صوتية التي يصعب اعتراضها. وفي هذا الصدد يشير المراقبون على سبيل المثال إلى الغواصة "بيلغورود" (المعروفة باسم "غواصة يوم القيامة") المزودة بطوربيدات "بوسيدون" النووية القادرة على إحداث موجات تسونامي الإشعاعية، مما يعزز الردع الروسي.
تعزيز الوجود
تركز روسيا على نشر غواصاتها النووية في المناطق الحيوية مثل المحيط الهادئ والقطب الشمالي، حيث "ساحة المنافسة" مع الولايات المتحدة وحلف "الـناتو". على سبيل المثال، تم نقل غواصة "جنراليسيموس سوفوروف" إلى قاعدة في شبه جزيرة كامتشاتكا لتعزيز الوجود الروسي في المحيط الهادئ. وتأتي هذه الخطوات رداً على التوسع العسكري الأميركي في المنطقة، الذي ينظر إليه على أنه تهديد للأمن القومي الروسي. كذلك فإنها تعتبر بمثابة الرد على ما تتعرض له روسيا من تحديات جيوسياسية وعقوبات غربية. فضلاً عن ضرورة إظهار ما تتمتع به من قدرات عسكرية وتكنولوجية عبر تحديث أسطولها البحري في ظل "الحرب" التي تتواصل في أوكرانيا. وثمة من يقول إن الغواصات النووية ومنها "بيلغورود" و"ياسين-أم" المجهزة للقيام بالأبحاث العلمية والعمليات العسكرية في هذه المنطقة النائية تستخدم كأداة ضغط سياسي لردع التدخل الغربي. فضلاً عن أن هناك من يقول إن نشر هذه الغواصات قرب حدود "الـناتو" يرسل رسائل تحذيرية كما حدث مع غواصة "بيلغورود" التي رصدت قرب القطب الشمالي. ومن المعروف أيضاً أن هذه الغواصات النووية تعد أداة حاسمة في التنافس على الموارد الطبيعية في القطب الشمالي، حيث تمتلك روسيا مصالح اقتصادية وأمنية كبيرة.
في هذا السياق دعا الرئيس الروسي إلى مواصلة إنتاج غواصات "ياسين-أم" المتعددة المهام، وتسريع وتيرة بناء مزيد منها، مضيفاً أن هذا النوع من الغواصات "يعد أحد المكونات الأساسية للثالوث النووي، الذي يتيح لروسيا الحفاظ على توازن القوى في العالم".
وأشارت "صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الصحيفة الرسمية للدولة، إلى أن الغواصات النووية المتعددة الأغراض من مشروع "ياسين-أم" هي نسخة محدثة من مشروع "885". وتمتلك البحرية الروسية حالياً غواصة واحدة من مشروع "885" وغواصتين من طراز 885M.، وهناك ست غواصات من طراز "ياسين" محدثة أخرى في مراحل مختلفة من البناء. ونقلت وكالة "نوفوستي" عن الرئيس بوتين ما قاله حول تعزيز القوات النووية البحرية الروسية خلال الأعوام المقبلة بأربع غواصات إضافية من مشروع "بوريي-أ"، اثنتان منها قيد البناء بالفعل. وستزود هذه الغواصات بصواريخ "بولافا" الباليستية العابرة للقارات.
وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن روسيا في سبيلها لإجراء التجارب الخاصة باختبار غواصة نووية جديدة من طراز "ياسين-أم" حاملة للصواريخ المجنحة. وأشارت الصحيفة إلى أنه بدأت في البحر الأبيض مرحلة التجارب البحرية على الغواصة النووية الجديدة "أرخانغلسك"، التي طُورت لمصلحة الجيش الروسي في إطار المشروع 885M.. وذكرت أن هذه الغواصة من المفترض أن تخضع لمجموعة من الاختبارات البحرية، وبعدها لمرحلة الاختبارات الحكومية قبل إدخالها الخدمة البحرية العسكرية.
وقالت المصادر العسكرية الروسية إن روسيا فرغت من بناء "سفينة جديدة لمهام الرصد والتصدي للغواصات المعادية". وأشارت أيضاً إلى قدرات الغواصات "ياسين-أم" النووية على الغطس إلى أعماق تصل حتى 600 متر تحت سطح الماء، وحمل طاقم مؤلف من 90 شخصاً، والعمل لمدة 100 يوم من دون الحاجة إلى التزود بالمؤن والوقود. كذلك فإن هذه الغواصات مزودة بمنصات لإطلاق صواريخ "أونيكس" و"كاليبر" الروسية المجنحة، ومنصات لإطلاق طوربيدات من عيار 533 ملم، وفي المستقبل من المفترض أن تكون قادرة على إطلاق صواريخ "تسيركون" الفرط صوتية.
"الأمير بوجارسكي"
أكد الرئيس الروسي أن هذا "العمل التنسيقي والممنهج سيعزز الاستقرار الاقتصادي للمؤسسات الصناعية والشركات ذات الصلة، وهو أمر بالغ الأهمية، إذ سيساعد على استقطاب الكفاءات الواعدة وتطوير الحلول التكنولوجية المتقدمة". وقال أيضاً "سننفذ الخطط الموضوعة لإنشاء أسطول بحري حديث بصورة كاملة ونهائية، وسنضمن أمن روسيا ومصالحنا الوطنية في جميع أنحاء العالم. هذا أمر لا مراء فيه". وفي مقاطعة أرخانغيلسك شمال غربي روسيا عقد الرئيس بوتين اجتماعاً مع القيادات البحرية جرت خلاله مناقشة المسائل المتعلقة باستراتيجية تطوير قوات الغواصات التابعة للبحرية الروسية.
ويذكر مراقبون بدء تشغيل الغواصة النووية "الأمير بوجارسكي" في سيفيرودفينسك عام 2024، وهي الغواصة النووية الرابعة من سلسلة مشروع "بوري-أ"، وتنتمي إلى الجيل الرابع من الغواصات النووية. أما عن هذه الغواصة فهي "مزودة بأنظمة أسلحة صاروخية تصل حتى 16 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات RSM-56 (ICBMs)، يمكن لكل منها توصيل ما يصل حتى 10 رؤوس حربية نووية إلى أهداف فردية بمساعدة عديد من الرؤوس الحربية المستقلة. فضلاً عن أنظمة طوربيدية حديثة، وأنظمة ملاحية، وأنظمة راديوية تقنية، وأنظمة صوتية مائية". ومثل غيرها من سفن الجيل الرابع، ستشكل الغواصة النووية "الأمير بوجارسكي" أساس القوات النووية الاستراتيجية البحرية الروسية للعقود المقبلة.
في هذا الصدد أعربت مجلة National Interest الأميركية عن اعتقادها أن تصريح الرئيس بوتين حول غواصات "ياسين-أم"، كانت بمثابة نذير شؤم مرعب بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وأشارت هذه المجلة إلى أن "الأمر الأكثر خطورة بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو أن البحرية الروسية قد تشتري مزيداً من هذه الغواصات العالية الأداء والفعالية في العام المقبل". وكان بوتين خلال زيارته لقاعدة "سيفيرودفينسك" البحرية الروسية دعا إلى مواصلة بناء الغواصات من طراز "ياسين-أم" النووية.
ومن المنتظر أن تقوم الغواصة الروسية "الأمير بوجارسكي" بدوريات في مياه القطب الشمالي والمحيط الأطلسي. وبحسب ما نشرته الطبعة الأميركية من مجلة "ميليتري ووتش"، فإنه "نظراً إلى كونها كبرى الغواصات العاملة في العالم، فإن هذه السفن الضخمة هي الخامسة من التعديل (بوري-أ)، والثامنة في العائلة التي تحمل الاسم نفسه، وتتميز بتحسين الاختفاء وزيادة القدرة على البقاء على قيد الحياة". ويذكر التقرير أنه "في حفل رفع العلم على الغواصة الجديدة، أكد الرئيس بوتين أن هذه السفن تشكل أساس القوات النووية الاستراتيجية البحرية، ومع الأخذ في الاعتبار مورد التحديث، ستضمن أمن دولتنا في العقود المقبلة".
وتؤكد المطبوعة الأميركية أن الأسطول الروسي يواصل سلسلة من مشتريات الغواصات النووية، وفي السنوات المقبلة من المتوقع أن يزيد عددها إلى 14 وحدة. ووفقاً لما جرى نشره، فإن جميع الغواصات من نوع "Borey-A" موجودة في الأسطول الشمالي والمحيط الهادئ، وتم تصميم "الأمير بوجارسكي" للقيام بدوريات في القطب الشمالي والمحيط الأطلسي. وقد رصدت مجلة "ميليتري ووتش" الأميركية تقدماً تكنولوجياً كبيراً مقارنة بنظرائها السوفيات يتلخص في أن هذه الغواصات الجديدة تتميز، ليس فقط بزيادة ترسانتها الصاروخية، ولكن أيضاً بأحدث أنظمة الكشف والتحكم والحماية.
وكان فلاديمير بوتين أكد في كلمته التي ألقاها بهذا الصدد، أنه بحلول عام 2030 سيحصل الأسطول الروسي على ست غواصات نووية أخرى متعددة الأغراض، وسفينتين إضافيتين من طراز "بوري-أ". وإضافة إلى ذلك من المتوقع تشغيل الناقلات المسيرة تحت الماء "بوسيدون"، القادرة على حمل الذخيرة النووية البعيدة المدى. وتؤكد السلطات الروسية الأهمية الاستراتيجية للاستثمارات في تطوير القوات النووية البحرية باعتبارها أحد العناصر الرئيسة للأمن القومي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روسيا تنتظر رد أوكرانيا على اقتراح تشكيل مجموعات عمل للوصول إلى اتفاق
روسيا تنتظر رد أوكرانيا على اقتراح تشكيل مجموعات عمل للوصول إلى اتفاق

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

روسيا تنتظر رد أوكرانيا على اقتراح تشكيل مجموعات عمل للوصول إلى اتفاق

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، إن موسكو تنتظر رداً ملموساً من كييف على مقترح إنشاء مجموعات عمل، وهو ما سيُشكّل خطوة على طريق التوصل إلى تفاهمات مستدامة. ونقل تلفزيون «آر تي» عن لافروف قوله إن النقاش الجاري منذ بداية العام مع واشنطن بشأن الملف الأوكراني «مفيد ويحقق نتائج». وأضاف لافروف أن موسكو تتفق مع النهج المسؤول لواشنطن، والذي يهتم بضرورة تفادي مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، مؤكداً أن الأميركيين يدركون الواقع القائم حول أوكرانيا ويسعون إلى أخذ الأسباب الجذرية للأزمة بعين الاعتبار. وشدد لافروف على أن انفتاح الولايات المتحدة على مواصلة حوار نزيه قائم على الاحترام المتبادل أمر يبعث على التفاؤل لدى بلاده. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق اليوم، إنه يمكن وصف المحادثات مع أوكرانيا بأنها إيجابية بشكل عام، معبراً عن أمله أن يتمكن البلدان من تشكيل مجموعات عمل لحل المشاكل العالقة. بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن حرب روسيا وأوكرانيا ما كان ينبغي أن تحدث، و«هي حرب (الرئيس السابق جو) بايدن، وأنا أبحث عن كيفية إيقافها». وأشار ترمب إلى أن «أوكرانيا خسرت زهاء 8000 جندي منذ بداية العام، وهذا العدد لا يشمل المفقودين».

ترمب يواصل انتقاداته لروسيا ويصف هجماتها الأخيرة بأنها «مثيرة للاشمئزاز»
ترمب يواصل انتقاداته لروسيا ويصف هجماتها الأخيرة بأنها «مثيرة للاشمئزاز»

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

ترمب يواصل انتقاداته لروسيا ويصف هجماتها الأخيرة بأنها «مثيرة للاشمئزاز»

واصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب التعبير عن غضبه من استمرار القصف الروسي للمدن الأوكرانية، وإصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رفض دعواته لوقف الحرب. ووصف ترمب الضربات التي شنّتها القوات الروسية ليل الأربعاء-الخميس على أوكرانيا، وأوقعت ما لا يقلّ عن 31 قتيلاً، بأنّها «مثيرة للاشمئزاز»، مؤكداً عزمه على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب استمرار حربها على جارتها. وقال ترمب للصحافيين، إنّ «روسيا - أعتقد أنّ ما يفعلونه مثير للاشمئزاز. أعتقد أنّه مثير للاشمئزاز»، مضيفاً: «سنفرض عقوبات، لا أعلم إن كانت تزعجه (الرئيس بوتين) لكنّنا سنفرضها». خبراء متفجرات يفحصون بقايا صاروخ «كروز» روسي في كييف (أ.ف.ب) وأعلن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أن حصيلة الضربات الروسية ليل الأربعاء-الخميس، على كييف ارتفعت إلى 31 قتيلاً، بينهم 5 أطفال. وقال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي: «انتهت عمليات البحث والإنقاذ. للأسف، تأكد سقوط 31 قتيلاً، بينهم 5 أطفال. أصغرهم لم يتجاوز عمره العامين»، وهذا الهجوم من الأكثر دموية في العاصمة الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي عام 2022. وأطلقت روسيا على أوكرانيا في يوليو (تموز) عدداً من المسيّرات هو الأكبر خلال شهر منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد في فبراير (شباط) 2022، وفق تحليل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، أظهر تكثيف عمليات القصف رغم تحذيرات الرئيس ترمب. سكان كييف يحتمون في أنفاق محطات القطارات الأرضية بسبب القصف الروسي (رويترز) وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن روسيا استخدمت أكثر من 3800 طائرة مسيّرة ونحو 260 صاروخاً في هجماتها على أوكرانيا في يوليو. وكتب زيلينسكي على إكس «نحن نقدر حقيقة أن الرئيس ترمب والقادة الأوروبيين والشركاء الآخرين يرون بوضوح ما يحدث ويدينون روسيا». لكنه أضاف أن الهجمات الروسية لا يمكن أن تتوقف إلا من خلال الجهود المشتركة بين الولايات المتحدة وأوروبا والجهات الفاعلة العالمية الأخرى. وأعلنت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، الجمعة، عن اندلاع حرائق واسعة النطاق في منشآت صناعية في بيلا تسيركفا، الواقعة بمنطقة كييف، جرّاء غارة روسية، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت 60 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، في أجواء عدة مناطق. وأعلن ترمب أنّ مبعوثه الخاص، ستيف ويتكوف، الذي يزور إسرائيل حالياً، سيتوجّه إلى روسيا حال انتهاء مهمّته في الشرق الأوسط، من دون أن يُحدد طبيعة الرسالة التي سيحملها للكرملين. وسبق لويتكوف أن التقى مرات عدّة الرئيس الروسي، وخاض جولات من المناقشات حول اقتراحات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لم تثمر عن أي تقدم. وأكد مايكل روبين، كبير الباحثين في معهد أميركان إنتربرايز، أن ترمب جاد في فرض عقوبات على روسيا. وقال في حديث مع «الشرق الأوسط» إنه على الرغم من تصوير (الرئيس) أوباما لترمب على أنه دمية في يد بوتين، فقد فرض ترمب خلال فترة ولايته الأولى عقوبات أشد من تلك التي فرضها أوباما على الإطلاق. وأضاف روبين أن ترمب كان أكثر استعداداً من أسلافه للانسحاب من الدبلوماسية وفرض العقوبات، مرجحاً أن يفرض عدداً من العقوبات الشخصية والمالية على الصناعة الروسية، لكنه سيتفاوض بعد ذلك مع موسكو لتخفيف العقوبات التي فرضها. وقال «إنها مجرد طريقة ترمب، وهي منطقية بكل صراحة: فرض العقوبات والمساومة لرفعها، بدلاً من التوسل والتوسل واستخدام العقوبات بوصفها تهديداً بعيداً، كما يفعل الكثير من الديمقراطيين»، حسب قوله. آثار الدمار التي سببتها الضربات الجوية الروسية في مدينة كرماتورسك في دونوتيسك بأوكرانيا (رويترز) وبالفعل، فقد عُدّت استدارة ترمب تجاه أوكرانيا نقطة تحول بالنسبة للعديد من الجمهوريين، وليس فقط للديمقراطيين. فقد أوصت لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، التي يقودها «الجمهوريون» بزيادة كبيرة في مساعدات أوكرانيا بميزانية الدفاع للعام المقبل، رافضةً محاولة وقف تمويل إمدادات طويلة الأجل من الأسلحة الضرورية لكييف للدفاع عن النفس. ويوم الخميس، وافقت اللجنة على إطار عمل لميزانية دفاعية بقيمة 852 مليار دولار، تتضمن 800 مليون دولار لدعم عسكري سنوي طويل الأجل لأوكرانيا. وبعد انتهاء عطلته الصيفية، سينظر مجلس الشيوخ بكامل هيئته في حزمة الإنفاق، ثم سيعمل مع مجلس النواب لوضع اللمسات الأخيرة على التشريع في وقت لاحق من هذا العام. كما قدّم عضوان من مجلس الشيوخ من الحزبين مشروع قانون، لإرسال أكثر من 55 مليار دولار دعماً لأوكرانيا، يُموّل جزء منه من خلال الأصول الروسية المجمدة في الولايات المتحدة. وتدعم لجنتا القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ، بقيادة «الجمهوريين» أيضاً، استمرار برنامج أوكرانيا، وإن كان بمستويات تمويل أقل. ظهر بوتين متحرراً من الملابس الرسمية برفقة حليفه الأقرب رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو (إ.ب.أ) وعُدّ تصويت يوم الخميس أحدث تطور للحزب الجمهوري بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بعدما ابتعد ترمب عن موقفه السابق من أوكرانيا، حين ألقى باللوم بلا أساس على الرئيس زيلينسكي في استمرار القتال. وفي حين رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جهود ترمب للتوسط في اتفاق سلام، غيَّر ترمب موقفه، وحدد مهلة أسبوعين لبوتين لإنهاء إراقة الدماء أو مواجهة عقوبات صارمة جديدة. وقد أدَّى تغيير ترمب المفاجئ إلى تغيير مماثل في المواقف بين العديد من الموالين له في الكونغرس، الذين كانوا، مثله، قد عبّروا عن انزعاجهم من قضية أوكرانيا. وقد شجَّع هذا التحول الجناح المؤيد لأوكرانيا في الحزب الجمهوري، بمن فيهم أعضاء اللجنة الفرعية للمخصصات المعنية بالإنفاق الدفاعي، على الضغط من أجل تشديد الخناق على الاقتصاد الروسي، وإرسال مزيد من الأسلحة إلى حكومة كييف. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مساعد جمهوري كبير في مجلس الشيوخ، قوله عن التشريع الذي لم يبتّ بعد: «هناك دعم عميق من الحزبين لأوكرانيا في كلا المجلسين»، مقرّاً بأن التغيير الأخير في نبرة ترمب «قد يُغيّر وجهات نظر» بعض الجمهوريين المترددين. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترمب خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أرشيفية - أ.ب) وأكد مسؤول دفاعي أميركي أن المساعدات العسكرية لأوكرانيا استؤنفت كما كانت قبل التوقف، بعدما دعا ترمب إلى اتفاق تشتري بموجبه الدول الأوروبية أسلحة أميركية ثم تُسلّمها إلى أوكرانيا. وأعلنت ألمانيا، الجمعة، أنها ستسلم منظومتي صواريخ «باتريوت» لأوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، على أن تكون برلين أول من يتسلّم أحدث المنظومات في المقابل. وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، في بيان، إنه بفضل الالتزام الأميركي «يمكن لألمانيا أن تدعم أوكرانيا في البداية بمنظومات إطلاق، ثم بمكونات إضافية من منظومة (باتريوت)». وسيسلم الجيش الألماني في البداية قاذفات باتريوت إضافية إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة، تليها مكونات النظام الإضافية التي سيجري تسليمها في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر. يتصافح دونالد ترمب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بعد أن توصلا إلى اتفاق لتسوية نزاع تجاري بشأن زيادات الرسوم الجمركية (د.ب.أ) وفي المقابل، سوف تتسلّم برلين أنظمة «باتريوت» جديدة من الولايات المتحدة بوتيرة متسارعة، وستوفر برلين التمويل اللازم لها. وأصبحت احتياجات أوكرانيا للدفاع الجوي أكثر إلحاحاً، مع تكثيف روسيا هجماتها الجوية على أنحاء البلاد هذا الصيف، وأثبتت أنظمة «باتريوت» فاعليتها في تدمير الصواريخ الباليستية الروسية. وسلَّمت ألمانيا بالفعل 3 من أنظمة «باتريوت» إلى أوكرانيا، وقالت، الجمعة، إن إرسال الأنظمة الإضافية لن يؤثر على إسهاماتها في حلف شمال الأطلسي. وقالت ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الجمعة، إن إرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا هما أسرع السبل لإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات ونصف السنة. وذكرت كالاس في حسابها على منصة «إكس» أن أولوية الاتحاد الأوروبي تتمثل في توفير مزيد من الدفاعات الجوية لأوكرانيا على وجه السرعة.

هل تتجسس بريطانيا على المتظاهرين ضد المهاجرين؟
هل تتجسس بريطانيا على المتظاهرين ضد المهاجرين؟

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

هل تتجسس بريطانيا على المتظاهرين ضد المهاجرين؟

مر عام كامل على أحداث الشغب التي شهدتها بريطانيا نهاية يوليو (تموز) عام 2024، وبينما تقول تقارير إن كراهية اليمين للمهاجرين قد ازدادت منذ ذلك التاريخ، كشفت تسريبات صحافية عن وحدة تجسس استخدمتها حكومة لندن للتجسس على المتظاهرين الذين هاجموا فنادق اللاجئين واشتبكوا مع عناصر الشرطة التي حاولوا حماية النزلاء. تشير التسريبات إلى أن الحكومة البريطانية وعبر الوحدة التابعة لوزارة التقنية التي يقودها بيتر كايل، بعثت خلال أحداث الشغب برسائل إلى منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة تطلب منها حذف منشورات قالت إنها تؤجج الوضع في البلاد، وقد استردت لجنة متخصصة في الكونغرس هذه الرسائل أخيراً واطلعت على مضمونها. وحدة التجسس تلك استخدمت خلال جائحة كورونا قبل سنوات لرصد المناهضين لعمليات الإغلاق الحكومية، وقد تجدد دورها في أحداث الشغب عام 2024 من أجل تتبع المنتقدين والرافضين لفنادق المهاجرين والمحرضين على مهاجمتهم، وعلى ضوء عملها خاطبت لندن منصات التواصل معترضة على فيديوهات ومنشورات تؤجج الشارع. تفجرت أحداث الشغب في مدينة "ساوثبورت" الساحلية شمال غربي البلاد قبل أن تنتقل إلى عدة مدن ومناطق بريطانية، سببها إشاعة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تقول إن قاتل فتيات صغيرات كن يتعلمن الرقص هو مهاجر مسلم جاء حديثاً على متن قارب مطاطي، وقبل أن تتضح الحقيقة اشتعلت الشوارع وهاجم الناس فندقاً للمهاجرين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في تلك الأحداث مرت المملكة المتحدة بأيام سيئة كانت بمثابة اختبار حقيقي للسلم الأهلي، وقد اضطرت الحكومة فيها إلى إجراءات استثنائية على المستوى الأمني والقضائي والحقوقي من أجل احتواء الأوضاع ومنع انزلاق البلاد نحو دوامة كبيرة من العنف، وقد كانت وسائل التواصل حينها وخصوصاً "إكس" جزءاً من المشكلة وحتى عامل تحريض. مالك "إكس" الملياردير الأميركي إيلون ماسك فتح أبواب منصته أمام البريطانيين الناقمين على الهجرة والمهاجرين في بريطانيا، وحملت أجنحة الطائر الأزرق منشورات التحريض بين آلاف الناس الذين يشعرون بالاستياء بسبب فشل الحكومات المتعاقبة في ضبط الحدود ووقف تدفق الأجانب إلى البلاد سواء عبر الطرق الشرعية أو غير الشرعية. ماسك وضع نفسه حينها في خصومة مع الحكومة البريطانية ورئيسها كير ستارمر، فوصفه بـ"الطاغية" بعد تعامله الصارم مع أعمال الشغب وإطلاقه يد القضاء لإنزال أشد العقوبات على المحتجين الذين تعرضوا للمهاجرين والمسلمين في ممتلكاتهم وأرواحهم، ولا تزال تلك الأحكام القضائية محط انتقاد ونقاش داخلي في المملكة المتحدة حتى اليوم. يتزامن الكشف عن تجسس الحكومة على رافضي المهاجرين العام الماضي مع انطلاق موجة جديدة من التظاهرات ضد فنادق اللاجئين بعد اتهام مهاجر إثيوبي بالاعتداء جنسياً على فتاة محلية بمنطقة إيبينغ شمال العاصمة لندن، لم يفد إنكاره التهم ولا محاولات التهدئة من أطراف عدة في إنهاء المسألة، حتى إن التظاهرات تخللها صدام مع قوات الشرطة. تحشد جماعات "اليمين المتطرف" في مناطق مختلفة للاحتجاجات المناهضة لفنادق اللاجئين ويقول وزير الأعمال والتجارة في حكومة لندن جوناثان رينولدز إن "المتظاهرين منزعجون لأسباب مشروعة، وهناك إحباط كبير تتقاسمه الحكومة معهم في شأن نظام اللجوء والضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي خلفها عليهم لكن الحلول الجذرية تحتاج وقتاً". تراجعت أعداد فنادق اللاجئين في بريطانيا بحسب رينولدز من 400 إلى 200، كما تخطط الحكومة لإغلاق هذا الملف تماماً بحلول عام 2029، لكن خطوات ستارمر ووزرائه تعجز حتى اليوم عن تدفق المهاجرين من الشواطئ الفرنسية، حيث وصل إلى البلاد أكثر من 25 شخصاً منذ بداية العام الحالي وفق أحدث البيانات الرسمية المنشورة. يتزامن ظهور تسريبات "التجسس" على المتظاهرين في أحداث يوليو (تموز) 2024، مع سيل من الانتقادات توجه للحكومة البريطانية اليوم من الداخل ومن أميركا في شأن قانون "سلامة تصفح الإنترنت" الذي بدأ تنفيذه أخيراً، واتهمت لندن بسببه بتقييد حرية التعبير عبر فرض تعليمات تجبر شركات المحتوى الإلكتروني على مراقبة ومنع مشورات مختلفة. تدافع الحكومة عن نفسها بالقول إن ما تقيد نشره هو فقط ما يمس الأطفال واليافعين ويدفعهم نحو سلوكيات خطأ، أما المحتوى الموجه للبالغين فهو وفق متحدث رسمي باسم الحكومة، لا يخضع لأي تدقيق، والقانون الجديد لا يمس بما يتناقله الناس وينشرونه ولا يتعارض مع حرية التعبير ما دام المنشور لا يروج لما هو مخالف للقانون أصلاً. وفقاً لصحيفة "ذا صن" لا تخفي الحكومة اليوم العمل على تشكيل فريق من محققي الشرطة لمراقبة وسائل التواصل بحثاً عن منشورات معادية للمهاجرين وسط مخاوف من تجدد أعمال الشغب مع تصاعد أزمة "لاجئي القوارب"، منوهة بأن الفريق المتخصص سيعمل تحت إشراف وزارة الداخلية ليرفد قوات إنفاذ القانون بما هو مفيد لعملهم. والحديث عن الفريق الجديد تكشف في رسالة إلى البرلمان بعثت بها المسؤولة الأمنية ديانا جونسون تشكر فيها توصيات لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم في شأن الفريق وتتعهد دراستها جيداً، منوهة بأن "هذا الفريق سيوفر القدرة الوطنية على مراقبة المعلومات ذات الاختصاص وتقديم المشورة للمعنيين في شأن استخدامها والتعامل معها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store