
"ريشة وصرخة" لوقف العنف ضد المرأة (صور)
شفق نيوز/ لتوظيف الفن في مقاومة العنف ضد المرأة العراقية، ولتسليط الضوء على قضاياها، افتتح معرض تشكيلي في العاصمة بغداد، ضم لوحات لفنانين من مختلف الأجيال، أكدوا جميعهم على نبذ العنف والنهوض بواقع المرأة العراقية، فيما أشروا أن الفن والأدب أفضل السبل لإيصال الرسائل.
وأقيم هذا المعرض، الذي يحمل عنوان "ريشة وصرخة"، من قبل دار الأزياء العراقية، إحدى تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والآثار الاتحادية، وفي هذا الصدد، يقول الوكيل الثقافي لوزارة الثقافة، فاضل البدراني، إن "الكثير من اللوحات المشاركة في هذا المعرض عبرت بشكل مباشر عن صرخة قوية لرفض القيود المفروضة على النساء من قبل المجتمع".
ويضف البدراني، لوكالة شفق نيوز، أن "ثمة لوحات اكدت على اهمية ميزان العدالة بين المرأة والرجل"، مشيرا إلى "وجود رسامين وقفوا بجانب المرأة من خلال لوحاتهم الفنية المشاركة بهذا المعرض، الذي هو بمثابة رسالة واضحة وناجحة من الفنانين للمطالبة بحقوق النساء وتحقيق العدالة الاجتماعية".
بدورها، تؤكد فادية النعيمي، رئيسة تجمع فادية للثقافة والفنون، أن "المعرض الذي تم بمشاركة 22 فناناً وفنانة يهدف الى نقل صورة عن واقع المرأة العراقية التي تتعرض للعنف".
وتشير لوكالة شفق نيوز، إلى "مشاركة 5 فنانين من تجمعها الثقافي بهذا المعرض"، مبينة أن "المرأة تعمل على صنع الحياة وقدمت تضحيات جليلة عبر حقب مختلفة، وما تزال ترفل بالعطاء".
وتوضح أنه "لا يمكن للمجتمعات أن تنهض دون أن تاخذ المرأة حقوقها وتحصل على الدعم اللازم لتتفجر طاقاتها وتصب بخدمة البلد".
وسجل العراق عام 2021، خمسة آلاف حالة عنف ضد النساء في بغداد وبقية المحافظات، وفق عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، فيما افاد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان في العراق فاضل الغراوي، ان العام الماضي شهد استمرارًا مقلقًا في ظاهرة العنف وتسجيل أرقام قياسية في عدد الضحايا والانتهاكات.
ووفق احصائيات وزارة الداخلية للعام الماضي تم سجل 14 الف دعوى عنف أسري، بلغت نسبة الإناث منها 73%، بينما بلغت نسبة الذكور 27%، حسب الغراوي.
وشارك بهذا المعرض العديد من الفنانين الرواد، الذين أمضوا حقباً طويلة في الدفاع عن حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها، من خلال لوحاتهم الفنية، ومنهم الفنان التشكلي سامي الربيعي الذي يقول، انه "منذ 5 عقود يشارك في المعارض التشكيلية التي تختص بالدفاع عن حقوق المرأة ونبذ العنف الذي تتعرض له سواء من السلطات او المجتمع".
ويضيف لوكالة شفق نيوز، أن "لوحتي المشاركة بهذا المعرض تعكس تحولات المرأة العراقية ووصولها الى مراكز علمية وثقافية وقيادية مختلفة، تدفع الى فرض احترامها على المجتمع".
وينوه الربيعي، الى أنه جسّد عبر العديد من لوحاته الفنية مناهضة العنف ودعم المرأة والدفاع عن حقوقها في العديد من المعارض التي شارك بها داخل العراق وخارجه.
من جانبها، تنوه شميران اوديشو، عضو رابطة المرأة العراقية، أن "وزارة الثقافة الاتحادية، دأبت على اقامة الندوات الثقافية والمعارض التشكيلية التي ترفد المرأة وتعلو صوتها وتتبنى الدفاع عن حقوقها المشروعة".
وتشير لوكالة شفق نيوز، أنه "على الرغم من تباين المدارس الفنية للوحات الفنية المشاركة بهذا المعرض، إلا انها جميعاً تنطلق من هدف واحد، هو إدانة العنف ضد المراة عبر صرخة فنية يختلف فيها تناول الموضوع والتعامل معه من زوايا متعددة من فنان لآخر".
إلى ذلك، تؤكد المنسقة في دار الأزياء العراقية رفاه المعموري، لوكالة شفق نيوز، أن "الهدف من اقامة المعرض توظيف الفن لموضوعات اجتماعية مهمة، وهو أمر اعتادت على تبنيه دار الازياء العراقية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المتخصصة".
وتوضح، أن "المعرض يحمل رسالة إنسانية عبر تناوله موضوعة العنف ضد المرأة، والتي عبر الفنانون المشاركون عن رؤيتهم الخاصة إزاء العنف من خلال تداخل الالوان والاشكال والصور".
وتتابع، أن "اللوحات الفنية تنتمي لمدارس فنية مختلفة، لكنها جميعا تعالج قضايا العنف الموجه ضد النساء".
وتلفت التشكيلية ميادة ناظم، إلى أن "لوحتي الرمزية تمثل امرأة ترفع رأسها الى الاعلى بقوة، وان اللون البيجي المستخدم يرمز الى النقاء، فيما تعني السلاسل ذات اللون الرمادي، الاضطهاد الذي عانت منه المرأة في الماضي والحاضر، فيما يمثل الإطار الاسود في اللوحة الصورة المعتمة للعنف".
وفي ذات السياث، فقد اقتسبت التشكيلة هدى الخفاجي، لوحتها من لوحة فنية عالمية، حيث توضح لوكالة شفق نيوز، أن "اللوحة ترمز الى تحرر المرأة من القيود ومن بعض التقاليد التي لاتتناسب والحياة العصرية".
وشرعت الدولة العراقية عدة قوانين للحد من ظاهرة العنف ضد النساء، إلا أن ﻗﺮارات اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ تخضع الى ﺗﻜﻴﻴﻒ أﻓﻌﺎل اﻟﻀﺮب واﻻﻋﺘﺪاء اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ المرأة وﻓﻖ المادة 412 من قانون اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت وﺗﺼﻞ عقوبتها الى اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪة ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ عاماً.
ويرى عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الشاعر والناقد محمد صادق، أن "التشريعات القانونية ليست كافية لردع الجرائم مهما كانت شدتها، ما لم يرافقها وعي جمعي عميق قائم على أسس معرفية واخلاقية نابعة من تاريخ وحضارة المجتمع".
ويؤكد لوكالة شفق نيوز، أن "لكل من الرجل والمرأة باعتبارهما كائنان بشريان دورهما في الحياة، ويجب ان يتم ذلك بشكل متكافئ بين الطرفين بمختلف الاصعدة الحياتية والعملية، لأن الحياة لا تتكامل إلا بتعاونهما معا".
ويوضح، أن "افضل سبل التعاون بين الطرفين هو فسح المجال أمام المرأة لممارسة انشطتها العملية والاجتماعية بحرية بعيدا عن العنف والضغط والاكراه"، منوها إلى أن "المسرح والأدب والموسيقى والفن التشكيلي وجميع مفاصل الثقافة الاخرى، تسهم في خلق بيئة صحية تنعش العقول وتنيرها وتفتح أمام الانسان افاق الامل والتطلع والرقي، وليس ثمة أنسب من الفنون في تسليط الضوء على المشاكل والقضايا السلبية التي يعاني منها المجتمع العراقي، ومنها العنف ضد المراة الذي يصدر عن نفوس مريضة ومصابة بالوهم وفرض الارداة الذكورية بالقوة".
فيما توضح الأكاديمية التشكيلية في معهد الفنون الجميلة تمارا الشبخون لوكالة شفق نيوز، ان لوحتها تعبر عن الميزان وما يعنيه من حكم بناء على المعايير المنطقية دون تحيز، فالكفة الراجحة المليئة بالزهور ترمز للجمال والحياة والحب، وان الدلالات التقليدية التي تُنسب إلى المرأة ليست جمالية فقط، بل إنسانية ووجودية".
وتضيف ان اللوحة تعبر عن تفوق الجمال على القسوة والحياة على الجمود.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
مبدعون عراقيون يشاركون في معرض روسي (صور)
شفق نيوز/ شارك ستة من أبرز الخطاطين العراقيين بمعرض "رحلة الحرف العربي من العراق إلى روسيا" في مدينة قازان. وافتتح المعرض الفني في متحف الثقافة الإسلامية بمسجد "قول شريف" ضمن فعاليات منتدى قازان، في السادس عشر من مايو/أيار. ويقام المعرض للمرة الأولى في روسيا، بتنظيم مشترك بين البيت الروسي في العراق ووزارة ثقافة تتارستان، وبمشاركة نخبة من الخطاطين العراقيين، وفقاً لما نقله موقع "روسيا اليوم". وأشرف على افتتاح المعرض رسميا كل من: مارات إيلشاتوفيتش غاتين، مساعد رئيس جمهورية تتارستان ونائب رئيس مجموعة "روسيا – العالم الإسلامي"، وألق علي محمد البرغش، مدير البيت الروسي في جمهورية العراق. وقد أكد غاتين على دور البيت الروسي في العراق في تنشيط العلاقات، وأعرب البرغش عن شكره وتقديره للتعاون المثمر بين جمهورية تتارستان والبيت الروسي في العراق. ويضم المعرض 39 عملا فنيا متنوعا لستة من أبرز الخطاطين العراقيين من فرع بابل لرابطة الخطاطين العراقيين، وهم: جاسم حمود حسين النجفي، جاسم التميمي، قاسم طاهر عباس الحافظي، رسول حمزة ناصر الزركاني، خضير شراد كريم الجبوري، وحيدر علي جبر حسين الشيباني. ويعرف هؤلاء الفنانون بإبداعاتهم المتنوعة ومشاركاتهم المتميزة في محافل فنية محلية ودولية. وتعرض في المعرض أعمال خطية كلاسيكية منفذة بالحبر والتذهيب على الورق، إلى جانب أعمال حديثة على القماش باستخدام مواد مثل الأكريليك والنحاس، مما يعبر عن تلاقي الأصالة مع الحداثة في تجربة الخط العربي العراقي. وشهد المعرض حضورا رفيع المستوى، ضم رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ومفتي جمهورية تتارستان، ورئيس وزراء تتارستان، إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الثقافية والرسمية. كما حضر وفد من الوكالة الفيدرالية الروسية برئاسة قسطنطين فولكوف.


شفق نيوز
منذ 20 ساعات
- شفق نيوز
"التكفير".. فيلم جديد يتناول حرب العراق وآثارها الإنسانية
شفق نيوز/ ذكر موقع "ديدلاين" الأمريكي المتخصص بأخبار هوليوود والسينما، أن ثلاثة من نجوم السينما، سيتشاركون في بطولة فيلم عنوانه "التكفير"، مرتبط بحرب العراق، والمستند على رواية مقتبسة من مقال شهير نشر في مجلة "نيويوركر" الأمريكية في العام 2012 تحت نفس الاسم. وأوضح التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن الفيلم سيكون من بطولة الممثل البريطاني كينيث براناه، والممثلة الفلسطينية هيام عباس، والممثل الأمريكي بويد هولبروك، وسيبدأ تصويره في الأردن وتكساس، وهو يتناول قصة جندي من "المارينز" يعاني من الاضطراب، ويحاول أن يتصالح مع الناجين من عائلة عراقية أطلق عليها النار هو وعناصر وحدته العسكرية في العام 2003. ولفت التقرير إلى أن فيلم "التكفير" يمثل أول تجربة إخراجية لصانع الأفلام الأمريكي ريد فان دايك، الذي سبق له أن رُشح لجائزة الأوسكار عن فيلمه القصير "ابتدائية ديكالب" في العام 2017. وأشار التقرير إلى أن الثلاثي براناه، وعباس، وهولبروك، سيتصدرون البطولة في الفيلم الذي يأتي بعد 13 عاماً من مقال ديكستر فيلكينز المهم في مجلة "نيويوركر" والذي حمل أيضاً عنوان "التكفير" ويتناول الآثار النفسية والعاطفية لحرب العراق على المدنيين العراقيين وأيضاً على جنود مشاة المارينز، ويركز على شخصية لو لوبيلو، الذي تلاحقه ذكريات حادثة مميتة في بغداد، ثم تقوده رحلة الشعور بالذنب والندم إلى التواصل مع نورا التي كانت الناجية الوحيدة من عائلتها التي يعتقد أنه ربما الحق الأذى بها. وتابع التقرير أن فيلم "التكفير" سيبدأ تصويره خلال الشهر الجاري، وهو أول إنتاج ضخم يتم تصويره في استوديوهات "ساوث سايد" التابعة لشركة "تالون انترتينمانت".


شفق نيوز
منذ 3 أيام
- شفق نيوز
"كعكة صدام" تضع مخرجاً عراقياً على طريق الأوسكار
شفق نيوز/ اعلن المخرج السينمائي حسن هادي، يوم الأحد، أن فيلمه "كعكة الرئيس" الذي عرض في مهرجان كان السينمائي، مرشح لجائزة الاوسكار. وقال هادي في تصريحات لفرانس برس ترجمتها وكالة شفق نيوز، إن "العقوبات تعمل على تقوية الديكتاتوريين، لأنها تركز الموارد الشحيحة في أيديهم وتجعلهم "أكثر وحشية"، ولم يحدث في تاريخ العالم أن فُرضت عقوبات ولم يتمكن الرئيس من تناول الطعام". وحظي أول فيلم روائي طويل للمخرج هادي، "كعكة الرئيس"، بتعليقات إيجابية للغاية منذ عرضه لأول مرة يوم الجمعة في قسم "أسبوعي المخرجين". وبحسب الوكالة، فإن "الفيلم "يتفوق بفارق كبير" على بعض الأفلام المنافسة على جائزة السعفة الذهبية الكبرى في المهرجان، وقد يكون أول فيلم عراقي يرشح لجائزة الأوسكار". يتتبع الفيلم قصة لاميا البالغة من العمر تسع سنوات بعد أن تعرضت لسوء الحظ عندما تم اختيارها من قبل معلمة المدرسة لتخبز للفصل كعكة بمناسبة عيد ميلاد الرئيس، أو يتم التنديد بها بسبب عدم ولائها. وفي أوائل تسعينيات القرن الماضي، كانت البلاد ترزح تحت عقوبات الأمم المتحدة القاسية، وبالكاد تستطيع هي وجدتها التي تتشارك معها منزلًا من القصب في أهوار جنوب العراق توفير قوت يومها. وبينما ينطلقون إلى المدينة للبحث عن مكونات باهظة الثمن، ومعهم ديك لمياء الأليف وممتلكاتهم القليلة الأخيرة للبيع، ينغمس الفيلم في الواقع الاجتماعي والفساد في العراق بالتسعينيات. واشار المخرج العراقي الى أن "الحصار التجاري والمالي شبه الكامل الذي فرض على العراق بعد غزوه الكويت هدم النسيج الأخلاقي للمجتمع، واعاد البلاد الى مئات السنين إلى الوراء"، موضحا انه "لم يتذوق الكعكة إلا عندما كان في أوائل سنوات المراهقة، بعد أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 بصدام حسين ورفع العقوبات". واوضح هادي إنه "اختار التصوير في الاهوار لإثبات أنها بقيت وصدام رحل، بعد ان قام بتجفيفها سابقاً". ولإعادة إحياء العراق في شبابه، اهتم هادي وطاقمه بالتفاصيل، فجمعوا الملابس القديمة وأحضروا حلاقًا إلى المجموعة لقص شعر وشوارب الجميع، حتى الممثلين الإضافيين، بحسب فرانس برس، وقد قاموا باستكشاف أفضل المواقع، وقاموا بتصوير أحد المشاهد في مطعم صغير يقال إن صدام نفسه كان يرتاده. وقال هادي إنه شعر "بالدهشة" عندما سمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول مؤخرا، إنه "يخطط لرفع العقوبات عن سوريا بعد أن أطاح الإسلاميون بالرئيس بشار الأسد العام الماضي"، مستدركا بالقول "لا أعتقد أن العقوبات ساعدت بأي شكل من الأشكال في التخلص من بشار، ولكنها بالتأكيد مكنته من قتل المزيد من الناس وتعذيب المزيد ".