logo
د. محمد العزة : سايكس بيكو الجديدة: الشرق الأوسط من شتات الماضي و مخاطر الحاضر ... ماذا صنعت أيديكم؟

د. محمد العزة : سايكس بيكو الجديدة: الشرق الأوسط من شتات الماضي و مخاطر الحاضر ... ماذا صنعت أيديكم؟

أخبارنامنذ 6 أيام
أخبارنا :
اتفاقية سايكس بيكو 1916 (بين بريطانيا وفرنسا، وبمصادقة روسية)، ثم وعد بلفور 1917، ومؤتمر سان ريمو 1920 (برعاية إيطاليا)، جاءت جميعها في لحظة ضعف تاريخية، كانت الأمة العربية خلالها في أضعف حالاتها، عقب سقوط الدولة العثمانية التي أنهكها الزمن وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى.
ترك العثمانيون العرب دون مقومات الدولة أو مؤسسات قادرة على النهوض، بل مارسوا سياسة التجويع والتجهيل، وسخروا الدين كأداة لإخضاع الشعوب، واستغلال ثرواتها لصالح السلطنة المحتضرة،وبهذا أصبحت الأمة جاهزة ـ بشكل مأساوي ـ لتقبّل أي مشروع خارجي يَعِد بالخلاص، لكنه كان بداية تقسيمها، في غياب الحد الأدنى من الجاهزية السياسية أو البنية التحتية للدفاع عن نفسها ضد تقسيمها ، بل كان سببا لأحكام السيطرة عليها
نفذت مقررات سايكس بيكو تحت غطاء "الشرعية الدولية" للقوى الاستعمارية الكبرى آنذاك. تم تمزيق بلاد الشام وسوريا الكبرى والعراق، وإفشال الحلم الهاشمي العربي، ونقض الوعود التي قُطعت له، وكانت تلك الطعنة الكبرى التي مهدت الطريق لإقامة كيان صهيوني وظيفي عام 1948، حيث وقعت فلسطين تحت الاحتلال بعد أن كانت أقل من 1% من المساحة بيد الصهاينة، لتبدأ فصول الصراع العربي الإسرائيلي.
واليوم، في عام 2025، وبعد أكثر من مئة عام على تلك الاتفاقية، نعيش نسخة متجددة من المشروع ذاته، لكن بأدوات وتقنيات الألفية الجديدة. لم يعد الأمر مقتصرًا على تقسيم الكيانات الكبرى، بل أصبح الهدف هو تفتيت المفتت، و تشظية التشظي، عبر ترسيخ منهج اللوسيفيرية 1717 و تبني بناء وعي هياكل الهويات الفرعية الدينية ،الطائفية، والمذهبية، والإثنية لتنفيذ ذلك، وتغليف المشروع بشعارات براقة مثل "حقوق الإنسان"، و"الديمقراطية"، و"الشرعية الدولية"، وقرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع... وكلها حق يُراد به باطل.
مشروع التقسيم الجديد بات أكثر وضوحًا بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث سقطت بغداد الرشيد عام 2003، وتوالت بعدها انهيارات عدد من عواصم الدول العربية في ما سُمّي بـ"الربيع العربي"، الذي لم يكن سوى خريف دامٍ. انفجرت صراعات داخلية غذتها آلة الإعلام والاستخبارات الغربية ـ الصهيوأمريكية، واستغلت الفقر المعرفي و ضيق الافق السياسي والثقافي للشعوب، لتُحكم السيطرة من خلال أدوات محلية مغلّفة بشرعية دينية أو سلطوية.
وجاء 7 أكتوبر 2023 ليُحرك آخر قطع الشطرنج في هذا المخطط، عبر العدوان الممنهج على غزة، بعد إنهاكها داخليًا و استغلال خطأ تقدير حسابات القوى المقاومة فيها لمعادلة موازين القوى ، حيث العدوان لم يكن فقط على فلسطين، بل على المشروع العربي المقاوم بأكمله، تمهيدًا لإعادة تشكيل المنطقة حسب مخطط "شرق أوسط جديد".
ننظر اليوم إلى أوضاع أشقائنا في العراق، السودان، لبنان، وسوريا، وندرك أن ما يُحاك خطير، وأن الأيدي التي تنفذ هذا المخطط ليست دائمًا أجنبية، بل عربية للأسف، تُدار من غرف استخبارات غربية وصهيونية.
العرب اليوم مطالبون بإظهار قدر أكبر من البراغماتية، وتحريك أوراقهم السياسية القوية، التي لم تُستخدم بعد.
كلنا مع سوريا الوطن والفكرة، مع فلسطين القلب، مع الأمة الواحدة، تلك التي نؤمن بها لا كشعار مكرر، بل كعقيدة سياسية وإنسانية وتاريخية.
لقد سخّرت القوى الكبرى وعلى رأسها الكيان الصهيوني كل أدواتها لمنع تحقيق هذا المشروع الوحدوي، لكنه سيظل حلمًا وهدفًا، لأنه جوهر ارتباطنا بهذه الأرض، من المحيط إلى الخليج.
إن بلاد الشام، التي شاء الله أن تكون في قلب هذه الجغرافيا، لم تُستهدف عبثًا، بل لضرب هذا القلب. ومع أن الطعنة وصلت و ادمت عزيزٍ فلسطيني، إلا أن الأردن ظل الاذين و البطين الناضح بالدم والعزم، في دعم صموده هي شراكة وتوأمة تاريخية مع فلسطين، وفي وحدة مصير لا تقبل القسمة.
الأردن اليوم يضمد الجراح، جراحه وجراح إخوة العروبة في سوريا والعراق وليبيا والسودان، وفي كل بقعة من جسد هذه الأمة النازف، فالمحتل زائل، وإن طال ظلم الظالم.
إننا أمام لحظة تتشابك فيها كل المسارات، وتتشابك فيها المصالح، لكن البوصلة يجب أن تبقى ثابتة ، عدونا واحد، المطلوب منا استيعاب ذكي للمشهد، واستحضار العروبة لا كشعارات، بل كأفعال، وكاستراتيجيات معرفية وثقافية واقتصادية، تخترق العدو بدل أن يخترقنا.
نحتاج اليوم إلى مشروع نهضوي عربي تنموي شامل، ينهض على العقل، والتخطيط، والتحليل، والاتحاد، ويأخذ بأسباب التقدم، للخروج من نفق الانقسام والاحتلال، إلى فضاء الوحدة والسلام والحرية.
عاش الأردن ، عاشت فلسطين. عاشت الأمة العربية حرة موحدة من المحيط إلى الخليج .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حسان و الصفدي يقدمان العزاء إلى المغفور له بإذن الله (الحاج علي بن محمد المعايطه)
حسان و الصفدي يقدمان العزاء إلى المغفور له بإذن الله (الحاج علي بن محمد المعايطه)

خبرني

timeمنذ 3 دقائق

  • خبرني

حسان و الصفدي يقدمان العزاء إلى المغفور له بإذن الله (الحاج علي بن محمد المعايطه)

خبرني - ‎من لا يشكر الناس لا يشكر الله ‎الحمد لله الذي أعطانا فشكرنا، ثم أخذ منا فصبرنا ‎ قدم رئيسا مجلسي الوزراء جعفر حسان والنواب أحمد الصفدي ومدير مكتب الأمير حسين زيد بقاعين، واجب العزاء إلى الدكتور محمد علي المعايطة وذويه و عموم عشائر المعايطه و عشائر الكرك بفقيدهم الحاج علي بن محمد المعايطة وقدم الدكتور جعفر حسان والصفدي واجب العزاء للفقيد ولكافة إخوانه وأسرة آل المعايطة في وفاة فقيد الأردن الكبير. وتقدم الدكتور حسان و الدكتور الصدفي باسمه وباسم وزراء و نواب الأردن كافة بعظيم المواساة لآل المغفور له الحاج علي المعايطة. وأشاد الدكتور حسان و الصدفي بمناقب الفقيد ودوره العسكري و القبلي البارز في المملكة الأردنية الهاشمية. بدوره توجه الدكتور محمد علي المعايطه بعظيم الشكر و والامتنان للدكتور حسان و الدكتور الصدفي ولكافة الشعب الأردني وللعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين المفدى حفظه الله و ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله على ما حظي به المرحوم من عناية ورعاية خاصة خلال فترة علاجه، والاهتمام الخاص الذي أبدته قيادة وشعب و عشائر المملكة و بشكل خاص عشائر الكرك. ‎نسأل الله تعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته و يسكنه فسيح جناته. ‎لا أراكم الله مكروهاً بعزيز وشكر الله سعيكم وجعلها في ميزان حسناتكم ‎ ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون... ‎وجزاكم الله خير الجزاء.

افتتاح دورة القيادة والأركان 66 المشتركة 30
افتتاح دورة القيادة والأركان 66 المشتركة 30

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

افتتاح دورة القيادة والأركان 66 المشتركة 30

أخبارنا : مندوباً عن رئيس هيئة الأركان المشتركة، افتتح المساعد للعمليات والتدريب اليوم الأحد، دورة القيادة والأركان 66 المشتركة 30 في كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية، بحضور المفتش العام، وآمر الكلية، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والملحقين العسكريين للدول الشقيقة والصديقة المشاركة في الدورة. ونقل المساعد للعمليات والتدريب للمشاركين، تحيات ومباركة رئيس هيئة الأركان المشتركة بالتحاقهم بهذا الصرح الأكاديمي المتميز وتمنياته لهم بالتوفيق في الدورة التي تستمر لمدة عام، بإشراف نخبة مميزة من أعضاء هيئة التدريس وبمتابعة من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بما يسهم بشكل فعال في تطوير معرفتهم بكل ما هو جديد ومهم من العلوم العسكرية والأكاديمية وبما يزيد قدراتهم الفكرية والمعرفية ويخدم القوات المسلحة. وأضاف المساعد أن دورة القيادة والأركان تعتبر محطة رئيسية ومهمة في مسار خدمة الضباط ونقطة انطلاق جديدة نحو آفاق أرحب للعمل القيادي وتولي وظائف الركن المختلفة في وحدات وتشكيلات القوات المسلحة، وحثهم على العمل بروح الفريق والتفاعل الإيجابي مع مجريات الدورة والحرص على الاستفادة القصوى من هذه التجربة الغنية وعلى تبادل الخبرات والمعرفة. وألقى مفتي القوات المسلحة كلمة قال فيها: "إن من أشرف العلوم التي تميزت بها حضارتنا هو العلم العسكري الذي يجمع بين شرفين عظيمين العلم والرباط في سبيل الله والذي أصبح ضرورة ملحة لاسيما في هذا العصر الذي يتسم بالتحديات الكبيرة والمخاطر الجسيمة"، مؤكداً أن الجيش العربي هو امتداد للجيش المصطفوي وبقية له، وهو مثال يحتذى به في القيادة والشجاعة والتضحية والانضباط العسكري والالتزام بمبادئ الإسلام العظيمة. يشار إلى أن كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية تأسست عام 1954، لرفد القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي وجيوش الدول الشقيقة والصديقة بالقادة وضباط الركن المؤهلين وتمنحهم درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية. --(بترا) مواضيع قد تهمك

"الطاقة النيابية" تزور نقابة المهندسين
"الطاقة النيابية" تزور نقابة المهندسين

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

"الطاقة النيابية" تزور نقابة المهندسين

زارت لجنة الطاقة والثروة المعدنية النيابية، برئاسة النائب المهندس هيثم زيادين، اليوم الأحد، نقابة المهندسين الأردنيين، في إطار الدور الرقابي للجنة، للاطلاع على واقع العمل الهندسي في مجالات الطاقة والتحديات التي تواجه عمل النقابة. وأكد زيادين، أهمية الدور الوطني والمهني الذي تضطلع به النقابة في تأهيل الكفاءات الهندسية ودعم المشاريع الحيوية، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة، مشددا على ضرورة تنسيق الجهود بين المؤسسات التشريعية والنقابية لتحقيق أمن الطاقة وتعزيز الاعتماد على المصادر المحلية. من جانبهم، أكد النواب إيمان العباسي، رائد قطامين، راكين أبو هنية، خضر بني خالد، ونسيم العبادي، دعمهم الكامل لتوجه النقابة نحو تحديث نظام التقاعد، داعين إلى إيجاد حلول عادلة ومستدامة تضمن حقوق المهندسين وتراعي التحديات الاقتصادية، كما طالبوا بمراجعة سياسات الاشتراك الجديدة لتخفيف الأعباء المالية وضمان استمرارية الصندوق. وأشاروا إلى أن "الطاقة النيابية" تعمل بالتعاون مع مجلس النقابة على دراسة التعديلات المقترحة على أنظمة صندوق التقاعد، بما يضمن استدامته وتحسين خدماته، مع التأكيد على أن أي إصلاحات يجب أن توازن بين حقوق المهندسين من جهة، واستمرارية الصندوق من جهة أخرى. وأشادوا بالدور المهني الذي تلعبه نقابة المهندسين في تطوير العمل الهندسي، رغم ما مر به القطاع من تحديات، مؤكدين أهمية مواصلة التعاون لتحديث التشريعات وتبسيط الإجراءات المتعلقة بتراخيص المشاريع في قطاع الطاقة. من جهته، أكد نقيب المهندسين، المهندس عبد الله غوشة، أن النقابة بصدد إعداد حزمة من التعديلات التشريعية تتماشى مع توجه الدولة نحو اللامركزية، من خلال تمكين فروع النقابة في المحافظات لتكون أذرعا مهنية وخدمية فاعلة في تنمية المجتمعات المحلية. وأكد أهمية ترسيخ الشراكة مع السلطة التشريعية لخدمة المصلحة العامة وتعزيز دور النقابات المهنية، مستعرضا أبرز المبادرات التي تنفذها النقابة، وعلى رأسها مشروع التحول الرقمي الشامل، إضافة إلى برامج المسؤولية المجتمعية مثل حملة "فزعة أهل"، وجهود النقابة في دعم القضايا الوطنية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store