logo
محمد بن سلمان… حكاية "الرجل الذي سيغدو ملكا"

محمد بن سلمان… حكاية "الرجل الذي سيغدو ملكا"

Independent عربيةمنذ 2 أيام

يصدر في يوليو (تموز) المقبل الكتاب الجديد للمؤلفة الأميركية كارين إليوت هاوس بعنوان "الرجل الذي سيغدو ملكاً"، الذي يتناول في 300 صفحة حكاية التحولات الكبرى التي تشهدها السعودية بقيادة ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، استناداً إلى 6 لقاءات مباشرة معه، وشهادات أمراء مقربين ووزراء وأصدقاء طفولة، ومواطنين.
محمد بن سلمان "يعرف الجوهر الحقيقي للقوة"
الكتاب الذي تنفرد "اندبندنت عربية" بنشر مقتطفات حصرية منه، ليس مجرد سيرة سياسية، بل نافذة بانورامية حية على عملية التحديث التي يقودها الرجل البشوش وغير التقليدي، فمحمد بن سلمان كما يصفه الكتاب، قائد لا يحتاج إلى المظاهر المفتعلة لإقناع الآخرين بقوّته، كما أنه "يبغض التملق والتعالي، ويتمتع بثقة كبيرة أثناء مناقشة الشؤون السياسية والدفاعية".
وتستذكر المؤلفة لقاءها المباشر الأول بولي العهد السعودي في قصر عرقة "كان يرتدي ثوباً بنياً فضفاضاً، بلا بشت أو شماغ، كاشفاً عن شعره الداكن المسرّح إلى الخلف بعناية، إنه شاب لا يحتاج إلى مظاهر السلطة أو الأبهة الملكية، لأنه يملك جوهر القوة الحقيقي".
وتؤكد الرئيسة السابقة لتحرير "وول ستريت جورنال"، التي زارت السعودية أول مرة في عهد الملك فيصل، أن الأمير محمد يتمتع بقدرة مميزة على التواصل ويتميز بأسلوب مباشر وشفاف في الحديث، يجمع بين المعلومة التاريخية والمعرفة الدقيقة بآخر الأحداث.
"مسوّق بالفطرة ويستهل حديثه بالتاريخ"
يحرص ولي العهد السعودي على "خلق جو غير رسمي" ومقابلة الضيوف بـ"ابتسامة ودودة" ولا تخفي الكاتبة دهشتها من مكتبه الفسيح وانفتاحه على التحدث بشفافية من دون تدخل مستشاريه، وكتبت "لم يكن في الغرفة مع محمد بن سلمان سوى المترجم وكاتب الملاحظات، وهما بالكاد يتدخلان، أو يُسمع لهما صوت، فالأمير بات يتحدث الإنجليزية بطلاقة".
الأمير محمد "مسوّق بالفطرة" كما تصفه المؤلفة، وتشير إلى أسلوبه بالحوار، فتقول إنه يبدأ الإجابة بتقديم سياق تاريخي موجز، ثم يغوص في التفاصيل بردود مباشرة ومقنعة، وعندما يسترسل فإنه يحرص على تقديم "تفسيرات شاملة"، وتلتقي هذه السمة في اهتمامه بالتاريخ مع شغف والده الملك سلمان باقتناء الكتب التاريخية والتواصل المستمر مع المؤرخين.
وعلى مدى ساعتين أجاب ولي العهد بسرور على أسئلة هاوس، التي تلاحظ أنه مثل والده لا ينهي اللقاء بنفسه حتى لا يوحي بطرد الضيف، وما إن انتهت المقابلة، حتى رافقها الأمير إلى باب "قصر عرقة"، وعرّفها ببعض مستشاريه المقربين، ثم قفز وحيداً إلى عربة الغولف وانطلق مسرعاً".
والأمير محمد (39 عاماً) هو الابن السادس للملك سلمان ولازمه خلال مراحل عمله أميراً للرياض ثم ولياً للعهد، وتشير المؤلفة إلى أن دقة الملك وحرصه على تنشئة الأمير محمد لم تقتصر على الجوانب المهنية وحسب، بل امتدت لتشمل تقييد المصروفات، واستخدام ألعاب الفيديو التي وصفها ولي العهد في مقابلة مع "فوكس نيوز" بأنها وسيلته للترويح عن نفسه.
وأثناء اللقاء لم يفصل بين هاوس وولي العهد السعودي سوى كومة من الأوراق على مكتبه، وهنا تلاحظ بأن الأمير محمد بن سلمان ملمّ بكل جانب من جوانب التقنية، لكنه لا يزال يفضّل تلقي المعلومات المهمة مطبوعة على الورق بالطريقة التقليدية.
"على العالم مراقبة طموح الأمير الحازم"
ما أدركته المؤلفة الأميركية هو أن نظرة ولي العهد السعودي للعالم تتسم بـ "الواقعية"، وقائمة على فكرة "السعودية أولاً"، مشيرةً إلى أن رؤيته لا تقتصر على الإصلاحات الداخلية وحسب، بل "يطمح إلى أن يكون صوتاً مؤثراً في المسرح الدولي، للإسهام في تشكيل الجغرافيا السياسية بما يحفظ السلام والازدهار لمملكته".
وكتبت هاوس، "سيكون من الحكمة أن يراقب العالم هذا الأمير الطموح والحازم وخطته الجريئة التي سيتبعها في العقود المقبلة لإعادة تموضع المملكة مع أي قوة تخدم مصالحها."
وتتقاطع هذه الرؤية التي يشير إليها الكتاب مع ما عبّر عنه الأمير محمد بن سلمان صراحةً في عام 2018، عندما قال إن "الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة، وأعتقد أن هذا الهدف سيتحقق 100٪"، مضيفاً بأنه "لا يريد أن يفارق الحياة قبل أن يرى الشرق الأوسط متقدماً عالمياً".
ومنذ إطلاق رؤية 2030 سعى ولي العهد السعودي لتعزيز مكانة السعودية كشريك موثوق في الساحة الدولية، إذ أشار الكتاب إلى دورها متزايد الأهمية كوسيط بين أوكرانيا وروسيا.
"أدركَ مبكراً تراجع الموثوقية الأميركية"
ما أدركه الأمير محمد منذ وقت مبكر هو تراجع الموثوقية الأميركية في الشرق الأوسط، إذ يؤكد الكتاب أنه كان حريصاً على إعادة رسم علاقات بلاده مع الحليف التقليدي الولايات المتحدة، بالتوازي مع طموحاته العالمية، بخاصة بعدما شهد عن كثب سياسات الرئيس الأميركي السابق جو بايدن التي وصفها مراقبون أميركيون بأنها تقرّب خصوم واشنطن وتنفّر حلفائها.
وفي هذا السياق تُفهم استراتيجية تنويع التحالفات التي تتبعها السعودية على نطاق واسع في سياق المنافسة بين القوى العظمى الثلاث، الولايات المتحدة وروسيا والصين، فبينما سعى الأمير محمد إلى إعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة، عزز تقاربه مع الصين وروسيا، غير أن الكتاب يلفت إلى بعد آخر لا يقل أهمية، ويتجاوز الدول الثلاث.
فولي العهد السعودي لا يركّز فحسب على موازنة علاقاته مع الثلاثي الدولي المتنافس، بل يحرص أيضاً على توسيع الخيارات وإرساء علاقات استراتيجية مع أوروبا والقوة الآسيوية الصاعدة الهند، إضافة إلى التصالح مع خصوم المملكة التقليديين مثل إيران، بهدف تحقيق رؤيته الأوسع لتحقيق الازدهار.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشفت المؤلفة الأميركية أن ولي العهد أبلغها، قبل الإعلان الرسمي، بأن السعودية ستطبع علاقاتها مع طهران بغضون أسبوع، في خطوة اعتبرها ضرورية. وأُعلن رسمياً عن المصالحة بوساطة صينية في 10 مارس (آذار) 2023، بعد قطيعة دبلوماسية لنحو 7 سنوات. ورغم تقليل مسؤولين ومحللين أميركيين من أهمية هذا القرار والتشكيك في استدامته، إلا أن المصالحة تعززت بفتح السفارات، وزيارات رفيعة المستوى من الجانبين، واستئناف الرحلات الجوية.
"همه الأول دفع عجلة التحديث"
ويقدم الكتاب تقييماً لحملة مكافحة الفساد التي أُطلقت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، وعُرفت إعلامياً بـ"حملة الريتز"، مشيراً إلى أن التقديرات الموثوقة تفيد بأن الفساد كان يستنزف ما يقارب 30 في المئة من موازنة الدولة سنوياً، وأوضحت هاوس بأن الهمّ الأول لولي العهد السعودي هو دفع عجلة التحديث في بلاده بلا هوادة، ولهذا يحرص على ألا يعكّر صفو هذه المسيرة شيء.
وأكد الكتاب أن حملة مكافحة الفساد لاقت ترحيباً واسعاً من المواطنين، وساعدت في إعادة توجيه الموارد نحو المشاريع التنموية الجديدة، التي تحتاج إليها السعودية لتقليل اعتمادها على النفط، وبناء قدراتها في القطاعات الجديدة كالسياحة والترفيه والخدمات اللوجستية والصناعة واستخراج المعادن.
مؤمن بأن الشباب السعودي سنده
يسلط الكتاب الضوء على تأثير الأمير محمد بن سلمان في الشباب السعودي، لافتاً إلى أن ولي العهد البالغ من العمر 39 سنة نجح في تقديم نفسه بصفته صوتاً للجيل الشاب الذي يشكّل نحو 65 في المئة من السكان دون سن الـ30، وقد وعدهم ببناء اقتصاد حديث من شأنه تقليل معدلات البطالة، وحرص على توفير مناشط الترفيه لجميع مواطنيه بعدما حرموا منها لفترة طويلة.
وأراد الأمير محمد من حملة مكافحة الفساد "إعادة ضبط الميدان ليكون أكثر عدالة، بحيث يتمكن الشباب السعوديون الذين لا يملكون علاقات نافذة، من المنافسة في القطاع الخاص المنتعش، الذي تعهد بأنه سيخلق الوظائف التي لم يعد بإمكان الدولة توفيرها"، وفق الكتاب.
ونسبت المؤلفة الأميركية الفضل إليه في اتخاذ قرارات جريئة في شأن تحديات لم يستطع غيره معالجتها، وكتبت: "الأمير محمد بن سلمان لا يظهر أي تردد، ويحمل رؤية واضحة لمملكة حديثة، ويدفع نحو ذلك بإصرار لا يلين"، موضحة أنه يحظى بتأييد واسع من السعوديين، وأن نجاح رؤيته يعود جزئياً إلى أن الجيل الشاب يشكّل قاعدة داعمة له.
محمد بن سلمان والانتباه للتفاصيل
وتشير هاوس إلى أن ما يميز الأمير محمد قدرته على ملاحظة أدق التفاصيل، وتروي أن الأمير بدأ أحد اللقاءات بالإشارة إلى عباءتها السوداء، قائلاً "أنتِ تعلمين أنكِ لستِ مضطرة إلى ارتداء ذلك".
وتعلّق الكاتبة بأن الشرطة الدينية كانت قد أمرتها قبل عقد من الزمان بمغادرة أحد الأماكن العامة بسبب عدم تغطية شعرها، موضحة أن هذه الملاحظة العابرة تُجسد حجم التحولات الجذرية التي أحدثها ولي العهد السعودي، وتعكس سمات أساسية يتناولها الكتاب بالتفصيل في شخصيته وهي الصراحة والثقة والقدرة على الانتباه إلى أدق التفاصيل.
والفارق الصارخ بين اليوم والأمس لمسته هاوس في الواقع حين حلّقت في مروحية تقودها سيدة سعودية نحو موقع سياحي، وفي قصة سيدة كانت في بداياتها تسعى إلى الحصول على وظيفة كمحللة مالية، وتُقابل برفض الرجال الحديث معها، بينما تقود اليوم البورصة السعودية "تداول"، وكتبت "بات حضور النساء واضحاً في كل مكان، إنهن يقدن السيارات، ويعملن بأعداد كبيرة في الدوائر الحكومية والشركات الخاصة، ومنهنّ رئيسات تنفيذيات للبورصة وشركة إعلامية كبرى ومؤسِّسات لمشاريعهن الخاصة".
السعودية بين الماضي والحاضر
في مقابلة مع "اندبندنت عربية" العام الماضي، تحدّثت كارين هاوس عن نشأتها في أسرة محافظة في مدينة ماتادور الصغيرة بولاية تكساس، وكيف أنها لم تشعر بغربة شاسعة حين وصلت إلى السعودية في السبعينيات كمراسلة لشؤون النفط في ذروة الحظر النفطي الشهير، وعلى رغم انتهاء مهمتها الصحافية، بقي شغفها بالسعودية حياً، فجابت جميع مناطقها الإدارية، وواصلت الكتابة عنها، حتى نشرت عام 2013 كتابها الأول عن السعودية.
وحين سألتُها عن مشروعها المقبل في نوفمبر 2024، أجابت "إنني أؤلف كتاباً عن العوامل التي شكّلت شخصية الرجل الذي يعيد تشكيل ملامح المملكة العربية السعودية"، وتلخّص هذه العبارة فكرة تؤمن بها هاوس منذ أعوام وهي أن فهم السعودية المتجددة يبدأ بفهم شخصية الأمير محمد بن سلمان الذي يشرف يومياً على تنفيذ مستهدفات بلاده.
ويضمّ الكتاب الجديد قراءة في شخصية الأمير محمد بن سلمان، وأسلوبه في إعادة تشكيل السياسات المحلية والخارجية، وتنويع مصادر دخل البلاد بحيث لا تكون رهينة لأسواق النفط المتقلبة، ويناقش الكتاب أثر التغيير الذي يقوده ولي العهد السعودي في العالم بأجمعه.
وتولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في يونيو (حزيران) 2017، بعد عام من نيل ثقة والده الملك سلمان في قيادة رؤية 2030، وشرع ولي العهد السعودي في تنفيذ الإستراتيجية الجديدة لتنويع مصادر الدخل وكسر ما وصفها بـ"حالة الإدمان النفطية" المعطّلة للتنمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حرب الرؤى حول نجمة البيت الأبيض الصاعدة
حرب الرؤى حول نجمة البيت الأبيض الصاعدة

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

حرب الرؤى حول نجمة البيت الأبيض الصاعدة

فريق يعشقها ويعتبرها نموذجاً يحتذى وأيقونة تدرّس وعنواناً مشرفاً، وآخر ينتقدها ويعتبرها رمزاً لمرحلة صعبة وسيئة ومثالاً ينبغي تحاشيه وتفادي تكراره. كارولين ليفيت ليست مجرد مسؤولة في الإدارة الأميركية، أو شابة مجتهدة تمثل جيلاً متحمساً، أو حتى موظفة مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. كارولين ليفيت عنوان مرحلة وعلامة على الطريق، لكن كل المراحل ليست بالضرورة مضيئة في نظر الجميع، وليست كل الطرق مثلى. رائعة أم مريبة؟ بين "كارولين الرائعة" القادرة على القيام بعشرات المهمات باقتدار والحاذقة والأنيقة والمتحدثة بطلاقة والواثقة والعليمة ببواطن الأمور والعالمة بأسرار أقوى دولة في العالم والمديرة لشؤون البيت والعمل وما بينهما، "وكارولين المريبة" ملكة التجميل الإعلامي، المهاجمة بشراسة والمتعالية من دون سند والمثنية للحقائق، تحظى ليفيت منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 بقدر هائل من اهتمام سكان الكوكب، وجدال ساخن بين فريقين أميركيين، أحدهما يعتبرها أيقونة رائعة، والآخر يراها نذير خطر هائل. عقب إعلان فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عيّن المتحدثة باسم حملته الشرئاسية كارولين ليفيت (27 سنة) متحدثة باسم البيت الأبيض، لتكون أصغر من تولوا المنصب، والوجه الأبرز المتحدث باسم السلطة التنفيذية لأقوى دولة في العالم. كعادته، لم يكتفِ ترمب بإعلان تعيين الشابة الجمهورية الطموحة في هذا المنصب المهم، ولكنه أشار إليها في بيانه الرسمي بـ"كارولين ذكية وصلبة وأثبتت قدرتها على التواصل بصورة فاعلة جداً". ولم يخطئ ترمب في توصيف ليفيت، لكنها أصبحت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، والموكلة إليها مهمة الإجابة عن أسئلة الصحافيين والإعلاميين ضمن مهمات أخرى، خلال فترة هي الأكثر إثارة للجدل في تاريخ أميركا الحديث، ووسط سياسات عاتية تتخذها الإدارة الأميركية أدهشت العالم وغيرت الموازين وقلبت المعايير، وما زالت الأكثر إثارة للجدل في الكوكب. وكارولين ليفيت هي الوجه الأبرز لكل ما سبق. من هي؟ ليفيت، الجمهورية حتى النخاع، ولدت في ولاية نيو هامبشير عام 1997، في عائلة تدير مشروعين صغيرين. إنها الولاية التي أعطت صوتها إلى المرشحة الديمقراطية الخاسرة كامالا هاريس بأصواتها الانتخابية الأربعة للمرة السادسة على التوالي، إذ يصر ناخبوها على إعطاء أصواتهم إلى المرشح الرئاسي الديمقراطي. وكانت آخر مرة تصوت فيها الولاية لمرشح جمهوري عام 2000، حين ذهبت الأصوات إلى جورج دبليو بوش. التحقت بمدرسة ثانوية كاثوليكية وحصلت على منحة دراسية لتفوقها في رياضة الـ"كرة الناعمة" (سوفت بول)، والتحقت بـ"كلية سانت آنسليم" في نيو هامبشير، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام والسياسة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حياتها الجامعية كانت حافلة بالأنشطة الإعلامية والسياسية، بين تأسيس أنشطة إذاعية وعقد لقاءات تلفزيونية، وكذلك فترة تدريب في قناة "فوكس نيوز" تزامنت والانتخابات الرئاسية عام 2016، وهي الانتخابات التي فاز فيها الرئيس ترمب فوزاً وصفه كثرٌ بـ"المدهش" و"المفاجئ" و"غير المتوقع". وعام 2018 عقب تخرجها وأثناء رئاسة ترمب الأولى، حصلت ليفيت على وظيفة "كاتبة رئاسية" في البيت الأبيض. ويبدو أنها أثبتت قدراتها، فعملت كذلك مساعدة للمتحدثة باسم البيت الأبيض في ذلك الوقت كايلي مكيناني. وبحسب ما قالته الأخيرة عن تلك الفترة من عملها، فإنها كانت تساعد المتحدثة في تحضير البيانات الصحافية ومحاربة "التحيز" في وسائل الإعلام (الليبرالية) وتوصيل فكر "أميركا أولاً" الذي تبناه ترمب والذي حسّن من شأن المواطنين الأميركيين الذين ظلوا منسيين لأعوام طويلة. خطوة إلى الأمام والخلف عام 2022، خطت ليفيت خطوة سياسية كبيرة في محاولة للوصول إلى الكونغرس، بدأتها بمكسب وأنهتها بخسارة، إذ فازت في انتخابات الكونغرس التمهيدية عام 2022 بترشيح الحزب الجمهوري عن ولاية نيو هامبشير، لكنها خسرت في الانتخابات العامة أمام الديمقراطي كريس باباس. واللافت أن وعودها الانتخابية تطابقت وسياسات ترمب، في ما يختص بكثير من القضايا أبرزها المتعلقة بسياسات السوق الحرة ورفض الهجرة غير النظامية، وبالطبع "جعل أميركا عظيمة مجدداً"، مما يُرجح أنه جعل ترمب يؤكد خلال بيان تعيينها عقب فوزه في نوفمبر الماضي، أنه يثق بقدرة ليفيت على المساعدة في توصيل الرسالة إلى الشعب الأميركي، واستعادة مجد أميركا وعظمتها. هذه هي "كارولين الرائعة"، فروعة ليفيت لا تقتصر فقط على نجاحها في الوصول إلى البيت الأبيض، سواء كمتدربة أثناء دراستها الجامعية، أو كموظفة في منصب عام عقب تخرجها، أو تبوئها مكانة رفيعة خلال حملة ترمب الانتخابية ثم بعد فوزه. روعة ليفيت بالنسبة إلى قطاع من الأميركيين تكمن في تجسيدها توليفة من المواصفات والقدرات والملكات الطبيعية والمكتسبة. لنستعِد مجد أميركا التغريدة التي شكرت عبرها ليفيت، ترمب على ثقته بتعيينها متحدثة باسم البيض الأبيض حملت كذلك وعداً بتنفيذ المطلوب، "فلنستعِد مجد أميركا وعظمتها"، وهذا تحديداً ما تفعله ليفيت منذ تقلدها منصبها، في الأقل بنظر معتنقي الفكرة ومؤيدي المنظومة ومباركي الأسلوب. فأسلوب ليفيت على منصة المتحدث باسم البيت الأبيض مبهر. وفي "قاموس المعاني" يقال انبهر الرجل، أي انقطع نفسه إعياء. ويقال أيضاً، خطف البصر، أو اندهش، أو تحير. وليفيت خلال الأشهر الأخيرة أبهرت الجميع، سواء من تخاطبهم من منصة المتحدث، أو من يتابعونها عبر الشاشات. وعلى رغم أن وظيفة الوقوف على منصة المتحدث الرسمي للبيت الأبيض تعني بالضرورة قدراً من التبادلات المتوترة والمشاغبات المضطربة والشد والجذب، في محاولة من المتحدث للإصرار على صحة موقف الإدارة وصواب مسار السياسات وروعة أداء الرئيس، مقابل إصرار الصحافيين والإعلاميين على استخلاص إجابة شافية، أو الوصول إلى تفسيرات منطقية، أو تضييق الخناق من أجل الحصول على حقيقة متخفية أو مختفية، لكن ليفيت تضيف مزيداً إلى التوليفة السابقة. وبحسب تقرير لصحيفة "أوبزرفر" البريطانية عنوانه "كارولين ليفيت مسؤولة إعلام ترمب الساحرة ذات الملامح القاسية" (2025)، يصفها المستشار السابق لترمب، ستيف بانون بأنها "صلبة كالجلد"، متوقعاً أن تتبوأ منصبه السابق في البيت الأبيض، بعد أن تمضي عاماً أو عامين في منصبها الحالي، أو أنها ستحصل على منصب وزاري. وربما تصبح رئيسة موظفي البيت الأبيض؟ ويسرد التقرير مجموعة من الردود "المذهلة" التي خرجت بها ليفيت على أسئلة جدلية بسرعة وحنكة ومن دون أن تتوقف أو تتردد للحظة. لماذا توقف ترمب عن فرض الرسوم الجمركية؟ تأتي الإجابة كالطلقة "إنه فن إبرام الصفقات". وعن العداء المحتدم بين المسؤول الفيدرالي (سابقاً) والمتهم بتسريح العمال إيلون ماسك ومستشار ترمب التجاري بيتر نافارو، ترد بابتسامة ساحرة "الأولاد سيبقون أولاداً". كما يرصد التقرير عدم اعتماد ليفيت على أوراق ومستندات أثناء وقوفها أمام الصحافيين، فالمعلومات حاضرة والردود جاهزة. وخلال فيديو بثته على منصة "إكس"، قالت إنها قبل كل لقاء صحافي، تصلي وتتضرع قائلة "يا رب، يا يسوع، من فضلك أعطنا القوة والمعرفة والقدرة على نطق كلماتنا والاستمتاع والثقة". ساحرة بلمسة قاسية؟ بعضهم يراها شخصية ساحرة، ولكن بلمسة فتاة قاسية. حادة جداً مع الصحافيين الذين يحاولون الإيقاع بها، لكنها تفعل ذلك من دون أن تترك المساحة أو الفرصة لوضعها في خانة الاتهام. قبل أيام، شككت مراسلة شبكة "أن بي سي" ياميش ألسيندور في مصداقية احتواء مقطع الفيديو الذي عرضه ترمب خلال اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أدلة حول حدوث إبادة جماعية ضد البيض في جنوب أفريقيا، وقالت إن الصلبان (جمع صليب) البيضاء في الفيديو تكريم لذكرى زوجين قتلا، وليست مقبرة جماعية لمزارعين بيض قُتلوا. وبدت علامات الحيرة على وجه ليفيت قبل أن تستجمع "شجاعتها" وقالت بثقة "لا، الفيديو حقيقي. والصلبان لمزارعين بيض قتلوا بسبب لون بشرتهم بعدما تعرضوا للاضطهاد السياسي. هذه الصلبان تمثل حياتهم، والحقيقة أنهم ماتوا، وأن الحكومة في جنوب أفريقيا لم تفعل شيئاً حيال ذلك". مواقف كثيرة خلال هذه المدة القصيرة تصدت لها ليفيت بكل بأس وقوة وثقة، بما في ذلك مواقف ترجح الأدلة عدم دقتها، أو تحيزها، أو لا تخلو من توجيه اتهامات من دون سند، بحسب توصيف مراقبين. أساؤوا استخدام سلطتهم المواجهة الأحدث، وربما الأشد بأساً ودهشة، ما قالته ليفيت تعليقاً على حكم مفاجئ أصدرته محكمة التجارة الدولية الأميركية، يقضي ببطلان التعريفات التي أعلن عنها ترمب، مما يعني ضربة عنيفة لخطط الرئيس الأميركي الخاصة بالرسوم الجمركية. وقالت ليفيت إن ثلاثة قضاة "أساؤوا استخدام سلطتهم القضائية بصورة صارخة للاستيلاء على سلطة الرئيس ترمب، ومنعه من تنفيذ التفويض الذي منحه إياه الشعب الأميركي". وقالت أيضاً إن القضاة الثلاثة يهددون بتقويض أميركا على الساحة العالمية، متعهدة بأن إدارة ترمب ستأخذ "الحكم المزلزل" إلى المحكمة العليا. ما تمثله ليفيت من قوة وبأس وصلابة منذ وصلت إلى منصب المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض وُضع تحت المجهر هذه المرة، ففريق المؤيدين رآها ردوداً نارية موفقة، وتقويمات سياسية للقضاء في وقتها، ومزيداً من الجهود لعودة أميركا عظيمة مجدداً. أما الفريق المضاد، فاعتبرها حلقة في سلسلة متصلة مما يجب ألا تكون عليه أميركا. وفي رد فعل ناري، شن المحامي السابق للبيت الأبيض تاي كوب حملة عدائية شديدة ضد ليفيت بسبب ما قالته عن القضاة الذين أصدروا الحكم. وقال كوب كثيراً عن ليفيت، مثل أن أحداً لا يأخذها على محمل الجد، وأن تعليقاتها دفاعية، وأنه يسهل إثارة غضبها من قبل الناس، وأنها مخطئة، إضافة إلى أن معلوماتها تركز على قلة خبرة وسوء علم، لكن أغرب ما قاله تحول إلى لقب يستخدمه الفريق المعارض "كارولين المريبة"، أو Creepy Karoline. وعلى رغم أن كوب كان مستشاراً قانونياً خاصاً للبيت الأبيض عام 2017، كما مثل ترمب وقت التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، فإنه اعتذر من الاستمرار في العمل عام 2018 من دون ذكر أسباب، لكن مقربين له تحدثوا عن عدم قدرته على التعامل مع مواقف ترمب العدائية والهجومية تجاه المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي. في مرمى كارولين وقبل أيام قليلة، سلطت الأضواء مجدداً على ليفيت حين وجهت اتهامات نارية وصريحة اعتبرها بعضهم بالغة القسوة لجيل، زوجة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بأنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها وما وصفته بـ"تدهوره العقلي" عن الشعب الأميركي. ودعا كبير المتحدثين باسم ترمب السيدة الأولى السابقة جيل بايدن إلى التحدث بصراحة عن التدهور العقلي المزعوم للرئيس السابق، قائلاً إنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها عن الشعب. يشار إلى أن انتقادات عدة توجه إلى طريقة المتحدثة الرسمية في التعامل والتفاعل مع الإعلام والإعلاميين، إذ يرونها مفرطة في الحدة وأحياناً الصرامة، وعلى رغم ذلك فإنها لا تتعرض لانتقادات أو تقويمات من داخل البيت الأبيض. واقع الحال يشير إلى أن ليفيت تقوم بمهمات أي متحدث رسمي (غير المعلنة) كما ينبغي، العدوانية كما هو متوقع، التحدث بغضب كما هو مطلوب، إظهار الشعور بالمرارة كما هو منصوص عليه في مهمات الوظيفة، إظهار ملامح الاستياء كما يحبذ دائماً. وعلى رغم كل ذلك، لا يسيء إليها المحيطون بترمب كما يفعلون مع بعضهم بعضاً، بل هناك شعور عام في البيت الأبيض بأن الجميع يحميها أو يودها بطريقة أو بأخرى. أما غير المحيطين بالرئيس، أو غير المؤيدين لإدارته، فلا يجدون أنفسهم مضطرين إلى ذلك. وأطلق بعضهم لقب "أستاذة التمويه"، وأحياناً "التضليل" عليها بعد تقلدها منصبها بأسابيع. Spinmeister كلمة تعني شخصاً ماهراً في التضليل الإعلامي وتقديم تفسيرات إيجابية لأحداث وسياسات ليست إيجابية بالضرورة، ولا سيما في مجالي السياسة والعلاقات العامة بغرض التأثير في الرأي العام. وهو شخص يتقن كيفية إدارة المعلومات وعرضها على الجمهور بصورة تدحض التفسيرات السلبية وتجهض محاولات الدعاية السلبية، وتوجه الدفة صوب رواية إيجابية واحدة. وكثير من التقارير الصحافية الأميركية والغربية لا تتردد في إطلاق هذا الاسم عليها حين يتعلق الأمر بطريقة إدارتها لمنصب المتحدث الرسمي. باسم "أميركا العظيمة" كارولين ليفيت لا تتحدث باسم البيت الأبيض فقط، أو عن سياسات ترمب وإدارته بصورة إيجابية فقط. تتحدث عما تؤمن به بشدة. فهي من أشد المؤمنين وأكثر المروجين لفكر "جعل أميركا عظيمة مجدداً" أو MAGA. وهذا الإيمان يظهر جلياً واضحاً في كل كبيرة وصغيرة، فلم يعُد الأمر ينحصر في حزب جمهوري يتبنى سياسات تميل إلى اليمين فقط، بل أصبح هناك "جمهوري عادي"، و"جمهوري ماغا". ويمكن القول إن الجمهوري العادي هو من يميل إلى اليمين، محافظ إلى حد ما، يدعم الحق في امتلاك سلاح وتقليص الهجرة وتقييد الإجهاض ولا يمانع الإنفاق العسكري بهدف التفوق والهيمنة، وعادة يكون أكثر تمسكاً بالدين، تحديداً المسيحية. أما الجمهوري الـ"ماغا"، بحسب موسوعة "بريتانيكا"، فهو أكثر تشدداً في يمينيته، يميل إلى الطابع القتالي أو الحاد في التعبير عن وجهة نظره وتوجهه. ويرى بعضهم أنه يجسد مفاهيم التعصب للحزب أو التطرف السياسي في أميركا ويعادي المثليين ويميل إلى العنصرية ولا يمانع كثيراً في اللجوء إلى العنف وقت الحاجة، وربما بلا حاجة، ويناصب وسائل الإعلام الرئيسة، ولا سيما الليبرالية، العداء، ويعتبرها متحيزة ضده، أو تعتنق الكذب، وتتحيز لآخرين لا يستحقون، وهم أكثر قابلية لتصديق نظريات المؤامرة. وتشير الموسوعة إلى أن الخبراء والمراقبين والمحللين تجاهلوا أهمية "ماغا" أو حتى محاولة فهمها، وبينهم من استهان بها أو سخر منها. إنها الأيديولوجيا التي بناها ترمب خلال حملته الانتخابية الأولى، (على رغم أنها كانت موجودة بأنواع مختلفة وباهتة من قبل)، ثم في فترته الرئاسية الأولى، ثم حملته الانتخابية الثانية التي لم تتكلل بالفوز، وأخيراً خلال حملته الانتخابية الثالثة، وفترته الرئاسية الثانية. وتفيد "بريتانيكا" بأنه نظراً إلى قوة حركة "لنجعل أميركاً عظيمة مرة أخرى"، بات على المرشحين الجمهوريين الآخرين تبني استراتيجيات تحد من الانتقادات المباشرة أو الخطرة لترمب، وتؤكد قبولهم بعض الآراء المتطرفة لأعضاء الحركة لضمان الفوز والبقاء في المشهد الحزبي الجمهوري. أقرب إلى الكمال أبرز ما يميز كارولين ليفيت بصورة كبيرة عن غيرها من الجمهوريين حماستها الشديدة التي لا تلين أو تخفت لعقيدة الـ"ماغا". وصفات ليفيت المتفردة كثيرة، فإضافة إلى أنها أصغر من تقلد منصب المتحدث الرسمي في مسيرة الرئاسة الأميركية، فهي أيضاً تفرض نفسها كسيدة جميلة، ولا تظهر إلا في كامل تأنقها، وكأنها على وشك تصوير فيلم سينمائي. والمظهر الأقرب ما يكون إلى الكمال يجد صدى بالغ الإيجابية لدى المؤيدين، لكنه أيضاً يخضع لتحليلات وانتقادات تتأرجح بين الموضوعية والإفراط في العداء. بعضها يمكن فهمه في ضوء الخلافات الأيديولوجية والاختلافات السياسية، وبعضها الآخر لا يمكن هضمه لأنه لا يندرج إلا تحت بند الضرب تحت الحزام. مجلة بريطانية متخصصة في أخبار النميمة وأخبار وملابس الشخصيات العامة، كتبت هذه السطور ضمن انتقادات حادة وجهتها لليفيت، معتبرة أن ملابسها غير مناسبة لسنها الصغيرة، وخطوطها حادة لا تتناسب ومرحلة الشباب، "يأتي عالم ترمب بعالم جمالياته الخاصة به. هناك وجه 'مار أي لاغو' المتنامي، وهو المصطلح الذي يشير إلى الجراحة التجميلية ذات ملامح الوجه المحددة التي تسيطر على الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي. وهناك شعر الجمهوريين الأشقر المصفف بكثافة، والتميز عادة بتجعيدات كثيرة ومموجة على رغم أن الشعر فائق النعومة قد شق طريقه إلى الرأس نفسها (في إشارة إلى تسريحة شعر الرئيس نفسه)". وتمضي المجلة في انتقادها الغريب لليفيت، فتقول "في حين أن وجه 'مار أي لاغو' يمثل أحد الجوانب الجمالية، فإن هناك خطاً مظهرياً آخر في دائرة ترمب أكثر رتابة. مظهر قديم ومحافظ بصورة مفرطة، وهذه هي الموضة سيئة الحظ التي وقعت فيها ليفيت. تحاول النساء الأكبر سناً الظهور بمظهر أصغر، بينما تحاول الشابات الظهور بمظهر أكبر سناً في هذه الحلقة الضيقة المقربة من الرئيس، وهذا يفسد أسلوب ليفيت". في المقابل، يشير تقرير "أوبزرفر" إلى ليفيت بتوجه مختلف ولكنه غارق في السياسة، "بشعرها الأشقر الطويل ذي الطابع الجمهوري الذي يشبه شعر إيفانكا، وتتألق ليفيت على منصة التتويج ببدلات 'شانيل' المزيفة وحذاء 'جيمي تشو' ذي الكعب العالي. وترتدي قلادة ذهبية على شكل صليب وساعة 'غوتشي' وردية وتحمل حقيبة 'لوي فيتون' بقيمة ألفي دولار". صليب ليفيت يُذكر أيضاً أن ليفيت كثيراً ما تظهر مرتدية قلادة على شكل صليب بصورة واضحة وصريحة، مما يثير إعجاب كثرٍ بين الفريق المؤيد، وانتقاد كثرٍ بين الفريق المناهض. بين "باركها الرب وأكثر من أمثالها لعودة الدين لأميركا"، و"هل هناك وسيلة أكثر وضوحاً لبث مزيد من الفرقة وغرس الفتنة في أميركا وجرها نحو مزج الدين بالسياسة أكثر من الإصرار على ارتداء رمز ديني بهذا الوضوح؟"، هكذا تدور الدوائر. وتقول مراسلة البيت الأبيض التابعة لمنظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأميركية" (ترنينغ بوينت يو أس أي) الموصوفة بـ"بالغة المحافظة" مونيكا بايدج لويزي عنها "هي دائماً في أبهى صورة وبالغة الأناقة. هي متكاملة الجوانب، جميلة وأنيقة وقادرة على التوفيق بين العمل والأسرة، وتفعل ذلك بثقة وقوة. إنها تمثل أمراً رائعاً بكل معاني الكلمة". من جيل زد بكل معاني الكلمة، تمثل ليفيت نموذجاً لفئة من "جيل زد" في أميركا، الماضين بثقة وسرعة نحو فكر "ماغا" الجمهوري، لدرجة أن تلميحات تشير إلى احتمال تأسيس حزب "ألترا" جمهوري، أي جمهوري جداً، من ناحية اليمينية، أو تحول الحزب الحالي إلى اعتناق نسخة أكثر تشدداً في اليمينية، وأكثر ميلاً للتدين المجاهر به، وأكثر حدة في التعبير عن المواقف السياسية المحافظة، وأكثر جرأة في تعريف "أميركا العظيمة" من دون مواربة سياسية. كما تمثل ليفيت نموذجاً يعتبره بعضهم جمهورياً بامتياز للأسرة الأميركية كما ينبغي أن تكون، إذ إنها تنتمي لأسرة تمتلك كشكاً لبيع الـ"آيس كريم" ومحلاً لبيع الشاحنات المستعملة. وتعلمت تعليماً جيداً ومارست الرياضة واجتهدت في الأنشطة غير الدراسية. علمت نفسها حب السياسة وتدربت وبنت شبكة علاقات وحصلت على فرص عدة، وتقلدت منصب المتحدث باسم البيت الأبيض لتصبح الأصغر سناً في ذلك المنصب المهم. تزوجت، وأنجبت. وعلى رغم أن زوجها يكبرها بنحو ثلاثة عقود، وأنها وزوجها يملكان من المال ما يكفي لترعى الصغير حفنة من المربيات، لكنها تصطحبه معها أحياناً إلى مكتبها في البيت الأبيض، وتشارك متابعيها على الـ"سوشيال ميديا" صوراً عائلية تجسد الفكرة. على "إنستغرام" تعرّف نفسها بأنها "زوجة، وأم، والمتحدثة باسم البيت الأبيض"، بهذا الترتيب. قصة ومسيرة اللافت أن كارولين ليفيت، شابة البيت الأبيض القوية الجريئة المثيرة لجدل لا يقل حدة عن ذلك الذي يثيره الرئيس، مضى على عملها في منصبها أقل من ستة أشهر، وعلى رغم ذلك أثارت شهية عدد من الكتاب والمؤلفين ليكتبوا عنها وعن مسيرتها وقصة حياتها التي لم تبلغ ثلاثة عقود بعد، والكتب مطروحة في الأسواق. "السيرة الذاتية لكارولين ليفيت"، "قصة حياة مفصلة للسياسية الأميركية كارولين ليفيت: حياتها المبكرة، مسيرتها المهنية، علاقاتها، وإنجازها الأخير كمتحدثة باسم البيت الأبيض"، "كارولين ليفيت... أصغر متحدث باسم البيت الأبيض"، "كارولين ليفيت... النجم الصاعد في السياسة الأميركية". المتحدثة باسم البيت الأبيض في مكانة مختلفة ومتفردة، سلباً وإيجاباً. ومثلما تثير الإعجاب وتعتبر أيقونة للنجاح ودليلاً على تفوق سياسات الحزب الجمهوري، ولا سيما الـ"ماغا" جمهوري، فإنها تثير الانتقادات وتعتبر رمزاً للسياسات اليمينية، ودليلاً على أن الآتي يختلف عما مضى شكلاً وموضوعاً.

مبعوث ترمب: الأخطار تحتدم بعد استهداف أوكرانيا قاذفات روسية
مبعوث ترمب: الأخطار تحتدم بعد استهداف أوكرانيا قاذفات روسية

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

مبعوث ترمب: الأخطار تحتدم بعد استهداف أوكرانيا قاذفات روسية

قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى كييف كيث كيلوغ، إن احتمالات التصعيد في الحرب الدائرة في أوكرانيا "تحتدم بصورة كبيرة" بعدما استخدمت القوات الأوكرانية طائرات مسيرة لاستهداف قاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية في عدة قواعد جوية في عمق الأراضي الروسية. وأكدت أوكرانيا مهاجمتها مطارات في سيبيريا وأقصى شمال روسيا في مطلع الأسبوع، وضربت أهدافاً على مسافة تصل إلى 4300 كيلومتر من خطوط المواجهة في الصراع. وقال كيلوغ لشبكة "فوكس نيوز"، "أوضح لكم، إن مستويات الأخطار تحتدم بصورة كبيرة، أقصد، ما حدث مطلع الأسبوع الجاري". وأضاف، "في مجال الأمن القومي يتعين أن يدرك الناس: عندما تهاجم جزءاً من منظومة البقاء الوطنية للخصم، ألا وهو الثالوث النووي، فهذا يعني أن مستوى الأخطار يرتفع لأنك لا تعرف رد فعل الطرف الآخر. أنت لست متأكداً". ولدى روسيا والولايات المتحدة معاً نحو 88 في المئة من إجمالي الأسلحة النووية. وتملك كل قوة ثلاث طرق رئيسة للهجوم باستخدام الرؤوس النووية، والمعروفة باسم الثالوث النووي، وهي القاذفات الاستراتيجية، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تطلق من الأرض، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات. وأشار كيلوغ إلى أن الأضرار التي لحقت بالقاذفات الروسية مطلع الأسبوع كانت أقل أهمية من التأثير النفسي الذي تسببت فيه لروسيا، معبراً عن قلق خاص إزاء التقارير غير المؤكدة عن هجوم أوكراني على قاعدة بحرية في شمال روسيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، أمس الثلاثاء، إن ترمب لم يكن على علم مسبق بهجمات أوكرانيا بطائرات مسيرة على قاذفات روسية. وعقدت روسيا وأوكرانيا محادثات في إسطنبول، الإثنين، إلا أنهما لم تحققا تقدماً يذكر نحو إنهاء الحرب. وقال كيلوغ، إن أوكرانيا وصلت إلى موقف "منطقي للغاية"، لكن روسيا تتخذ "موقفاً شديد المبالغة"، وأن الهدف الآن هو "محاولة سد الفجوة بين الموقفين". في سياق آخر وصل سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إلى بيونغ يانغ، حيث سيلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للتباحث معه خصوصاً في الملف الأوكراني، بحسب ما أفادت وكالتا "تاس" و"ريا نوفوستي" الروسيتان للأنباء، اليوم الأربعاء. وقالت "ريا" نقلاً عن المكتب الإعلامي لمجلس الأمن الروسي، إن "المحادثات ستركز على تطبيق بعض بنود معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا الاتحادية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، إضافة إلى إحياء ذكرى المقاتلين الكوريين الذين شاركوا في تحرير منطقة كورسك" الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا. وتبرز زيارة وزير الدفاع السابق والمسؤول الأمني الكبير حالياً إلى كوريا الشمالية التقارب المتسارع بين موسكو وبيونغ يانغ. وتعود آخر زيارة لشويغو إلى الجارة الجنوبية لبلاده إلى مارس (آذار) الماضي. وعززت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما العسكري في الأعوام الأخيرة، وقد قدمت كوريا الشمالية لحليفتها روسيا عتاداً وعديداً لدعمها في حربها ضد أوكرانيا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأرسلت كوريا الشمالية آلاف الجنود لدعم القوات الروسية في استعادة كورسك، المنطقة التي سيطرت عليها أوكرانيا جزئياً. ووقع البلدان اتفاقية دفاع مشترك خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية العام الماضي. وفي أبريل (نيسان) الماضي، أكدت بيونغ يانغ للمرة الأولى نشرها قوات على الجبهة الأوكرانية إلى جانب الجيش الروسي. الاستعداد لصدام عسكري في الموازاة نقلت وكالة تاس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو قوله في تصريحات نُشرت اليوم الأربعاء إن تدريبات حلف شمال الأطلسي في البلطيق جزء من استعدادات الحلف لاحتمال وقوع صدام عسكري مع روسيا. وقال جروشكو "تقييمنا للنشاط العسكري لحلف شمال الأطلسي هو أنه جزء من الاستعدادات لاشتباكات عسكرية مع روسيا". وأضاف جروشكو، حسبما ذكرت وكالة تاس، "إذا نظرنا إلى تركيز هذه التدريبات ومفهومها، وهيكل نشر القوات، والقوات نفسها ونوعيتها والمهام التي تم تحديدها لهذه التدريبات، فإنها تتعلق بقتال خصم يضاهيها". ويجري حلف شمال الأطلسي هذا الشهر مناوراته السنوية في بحر البلطيق والمناطق المحيطة به.

الاتحاد والنجومية المطلقة
الاتحاد والنجومية المطلقة

سعورس

timeمنذ 15 ساعات

  • سعورس

الاتحاد والنجومية المطلقة

اختتم عميد الأندية السعودية، صاحب الإنجازات والبطولات ومؤسس كرة القدم السعودية، موسمه التاريخي والاستثنائي بإحكام قبضته على جميع بطولات الموسم الرياضي السعودي، محققاً إنجازاً كبيراً وتاريخياً مهماً ولأول مرة في تاريخه، حيث جمع بين بطولة الدوري وكأس الملك، وهما أقوى بطولات الموسم الكروي السعودي، حيث التقى الاتحاد مساء الجمعة وعلى ملعب الإنماء في مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة معقل النمور في نهائي أغلى البطولات كأس خادم الحرمين الشريفين شقيقه فريق القادسية، وفي اختتام المنافسات الرياضية المحلية السعودية وبحضور وتشريف كبير من سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، ملهم وعراب الرؤية، وحضوره السنوي المعتاد الذي يعد بمثابة تكريم لجميع الرياضيين والشباب في المملكة العربية السعودية، والذي دوماً حضوره يضيف للمناسبة قيمة كبيرة، ومثل هذه النهائيات لا يوجد فيها خاسر فالجميع كسب هذا الحضور المهيب، وحتماً أضاف لانتصار النمور الاتحادية الشيء الكثير. وفي النهائي الكبير والمثير بين الاتحاد والقادسية، وبدا واضحاً منذ بداية المباراة أن نمور العميد المونديالية دخلت اللقاء وعينها على اللقب، وبالفعل تقدم الاتحاد بأقدام قائده الفرنسي الدولي كريم بنزيما، وعزز الجزائري حسام عوار النتيجة بالهدف الثاني الذي أشعل المدرجات الاتحادية الكبيرة وبحضور ما يقارب 52 ألف متفرج، لينهي الاتحاد شوط المباراة الأول بهدفين مقابل هدف، وفي الشوط الثاني لم يتغير الوضع كثيراً رغم أن القادسية حاول مراراً أن يعود بالمباراة إلى نقطة الصفر من خلال تسجيل هدف التعديل على أمل أن يحقق شيئاً، ولكن يقظة نجوم الاتحاد لم تمنحهم الفرصة، وأضاف القائد الاتحادي كريم بنزيما هدف الاتحاد الثالث الذي أنهى كل شي وطار باللقب الأغلى لخزائن الذهب الاتحادية، لتعلو أصوات الفرح في مدرجات ملعب الإنماء، وعاشت جدة أفراحاً كبيرة توالت كثيراً هذا الموسم بضم كأس الملك للدوري. وبتتويج الاتحاد مساء الجمعة يسدل الستار عن المنافسات الكروية للموسم الرياضي السعودي 2024 _ 2025 والذي شهد تنافساً كبيراً على جميع الأصعدة، سواء التنافس على لقب الدوري الذي ذهب للاتحاد الأفضل وبجدارة برصيد تاريخي من النقاط، أو الابتعاد من الهبوط الذي تصارعت على الابتعاد عن شبحه عدة فرق ليغادر في النهاية الوحدة بجانب العروبة والرائد. وفي ختام الموسم نبارك لعشاق نادي الوطن الاتحاد عميد الأندية السعودية نجومية الموسم المطلقة، وإن شاء الله يواصل الاتحاد في المواسم المقبلة تحقيق البطولات والمنجزات واإسعاد جماهيره. عمر القعيطي انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store