logo
مساعٍ روسية للتوازن بين دعم إيران والتطبيع مع ترامب

مساعٍ روسية للتوازن بين دعم إيران والتطبيع مع ترامب

العربي الجديدمنذ 14 ساعات

مع إطالة أمد العدوان الإسرائيلي على إيران ودخوله أسبوعه الثاني، لا يزال الموقف الرسمي الروسي يتسم بالضبابية من جهة إحجام موسكو عن تقديم أي دعم يذكر لشريكتها طهران، باستثناء طرح مبادرات وساطة والتنديد بالهجوم الإسرائيلي. واللافت أنه منذ الأيام الأولى لبدء الهجوم الإسرائيلي على إيران، امتنعت موسكو عن تقديم وعود بأي دعم عسكري لطهران في التصدي للهجوم الإسرائيلي، مكتفية بالتنديد بالعدوان وحث الطرفين على التهدئة، رغم التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران أثناء زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى موسكو مطلع العام الحالي. على مستوى التصريحات الرسمية، بدت واضحة مساعي روسيا للنأي بالنفس عن النزاع الإسرائيلي الإيراني، إذ لمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مسؤولية إيران عن عدم إبدائها اهتماماً بالعمل المشترك مع روسيا في مجال الدفاع الجوي. وفي معرض إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت روسيا مستعدة لتزويد إيران بأسلحة جديدة حتى تحمي نفسها من الهجمات الإسرائيلية، قال بوتين خلال لقائه مع وسائل إعلام عالمية في إطار منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي الذي احتضنته العاصمة الشمالية الروسية بين 18 و20 يونيو/حزيران الحالي: "ذات يوم عرضنا على أصدقائنا الإيرانيين العمل في
مجال منظومة الدفاع الجوي
. لم يبدِ الشركاء اهتماماً كبيراً حينها، وها هو".
أفكار بوتين بشأن إيران وإسرائيل
وعند تعليقه على الإمدادات السابقة لنظم صواريخ إس-300 وإس-200 المطورة الروسية إلى إيران، أضاف بوتين أن "مقترحنا تلخّص في أمر آخر، وهو إقامة منظومات لا إمدادات بعينها" أجريت "في وقتها" و"لا علاقة لها بأزمة اليوم". ولفت إلى أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقّعة بين موسكو وطهران "لا تتضمن مواد ذات صلة بالمجال الدفاعي". مع العلم أن الاتفاقية تنص في البند الثالث من مادتها الثالثة على أنه في حال تعرض أي من طرفيها لعدوان، فعلى الطرف الثاني "ألا يقدم للمعتدي أي عون عسكري أو غيره من العون من شأنه الإسهام في مواصلة العدوان"، من دون وضع أي التزامات على عاتق الطرفين. وأكد بوتين أنه اقترح مجرد "أفكار" للتسوية، في مسعى إلى التخفيف من أهمية وساطته في المواجهة العسكرية القائمة بين إسرائيل وإيران. وقال "لا نسعى مطلقاً للتوسط، نحن نقترح أفكاراً فقط". وأضاف "إذا كانت هذه الأفكار جذابة للبلدين، فسنكون سعداء"، مؤكداً أن روسيا لديها "اتصالات" بهذا الشأن مع إسرائيل و"مع أصدقائنا الإيرانيين".
أندريه سيرينكو: روسيا لن تقدم دعماً عسكرياً لإيران
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي في مدينة سان بطرسبرغ، الخميس الماضي: "نود أن نحذّر واشنطن خصوصاً من التدخل عسكرياً في الوضع، إذ سيكون خطوة خطرة للغاية ذات عواقب سلبية لا يمكن توقعها". وتعليقاً على هذا الوضع، رأى مدير جمعية المحللين السياسيين الروس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أندريه سيرينكو، في حديث لـ"العربي الجديد" أن روسيا تعطي في المرحلة الراهنة الأولوية لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وتخفيف العقوبات الأميركية المفروضة عليها، مما يفرض الالتزام بالحياد الإيجابي والامتناع عن تقديم أي دعم يذكر لإيران. وأضاف: "يعلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ثمة علاقة شراكة براغماتية ومتبادلة المنفعة تربط روسيا مع إيران، ومن المهم بالنسبة إلى ترامب أن تلتزم روسيا الحياد، مما سيزيد من فرص إسرائيل التي لن تقف موسكو في صفها بأي حال من الأحوال، خصوصاً أن طهران قدمت دعماً لموسكو بعد بدء النزاع الروسي الأوكراني وزودتها بمعدات عسكرية، بما فيها
مسيرات شاهد
".
مع ذلك، أقرّ سيرينكو أن روسيا لن تقدم دعماً عسكرياً لإيران، مضيفاً: "تكتفي روسيا بطرح مبادرات الوساطة وحث الطرفين على السلام ودعم إيران على مستوى الخطاب السياسي والتنديد بالعدوان الإسرائيلي. الأولوية لروسيا الآن هي عدم إفشال عملية إعادة إطلاق العلاقات مع الولايات المتحدة والرفع التدريجي للعقوبات المفروضة عليها، بينما سيزيد الانضمام العلني إلى طرف إيران في النزاع من صعوبة هذه المهمة حتماً".
طاقة
التحديثات الحية
روسيا المستفيد الخفي من حرب إيران وإسرائيل
واعتبر أن إطالة أمد النزاع لا تصب في مصلحة أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، قائلاً: "في حال صمدت المنظومة السياسية الإيرانية في الأيام المقبلة، فسيكتسب النزاع طابعاً طويل الأجل وسيشكل مفاجأة غير سارة على الأميركيين أنفسهم. لم يفِ ترامب بوعوده بإنهاء النزاع الروسي الأوكراني، بل بات يواجه نزاعاً جديداً بضلوع حليفته إسرائيل بحرب جديدة، خصوصاً أن سلسلة الهجمات الإسرائيلية الشرسة لا تترك أمام طهران من خيار، سوى أن تحذو حذو كوريا الشمالية وتنتج قنبلة نووية طالما يتخاذل المجتمع الدولي عن تقديم أي ضمانات للنخبة الإيرانية".
ووضع بعض الخبراء الروس أيضاً على عاتق إيران المسؤولية عما تتعرض له، إذ رأى مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا، رسلان بوخوف، أن "الأيام الأولى من الحرب الإيرانية الإسرائيلية كشفت الأزمة العميقة للسياسة الدفاعية والبناء الدفاعي في إيران"، مرجعاً هذه الأزمة إلى "إخضاع السياستين الخارجية والدفاعية لأهداف أيديوقراطية (أي حكم دولة وفقاَ لمبادئ أيديولوجية) لا ولن تملك إيران مواردَ اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية كافية لتحقيقها أبداً". وفي مقال بعنوان "محاكاة العظمة. في أسباب أزمة السياسة الدفاعية الإيرانية" نشرته صحيفة كوميرسانت، اعتبر بوخوف أن
الحرس الثوري الإيراني
تحوّل إلى منظمة "أشبه بعصابات" معنية بالتوسيع المستمر لنفوذيها السياسي والاقتصادي واستثمار أكبر قدر ممكن من موارد الدولة، مما أسفر عن "خصخصة" السياستين الخارجية والدفاعية من قبل الحرس وإخضاع الدولة الإيرانية في حد ذاتها للمصالح الضيقة لنخبة الحرس الثوري.
مكسيم كاتز: لو كان بايدن رئيساً لانتقدت موسكو الحرب الإسرائيلية على إيران
انتقاد معارض روسي لموقف موسكو
على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، جزم المدون الروسي المعارض الهارب إلى إسرائيل، مكسيم كاتز، أنه في حال كانت أي إدارة أخرى تتولى زمام الأمور في البيت الأبيض، لكان الموقف الرسمي الروسي من الهجمات الإسرائيلية على إيران سيتلخص في أن "الدمية العسكرية إسرائيل هاجمت بتحريض من محركها الأميركي نظاماً صديقاً لروسيا مع إشهار هدف إسقاط السلطة الحاكمة". وفي مقطع فيديو بعنوان: "ماذا تقول روسيا عن الحرب بين إسرائيل وإيران؟" حظي بأكثر من 700 ألف مشاهدة على موقع يوتيوب، لفت كاتز الذي تصنفه وزارة العدل الروسية "عميلاً للخارج" والصادر بحقه حكم غيابي بالسجن لمدة ثماني سنوات، إلى أن النظام الإيراني حليف "رسمي" لروسيا، إذ كانت
الحرب الروسية الأوكرانية
ستبدو مختلفة من دون المسيرات الإيرانية.
وخلص كاتز إلى أن عزوف روسيا عن توجيه انتقادات إلى واشنطن بسبب دعمها لإسرائيل يرجع إلى أن هذا الدعم لا تقدمه هذه المرة "الزمرة الديمقراطية الشنيعة بقيادة (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن المصاب بالخرف"، وإنما "أكبر وأوفى صديق" دونالد ترامب، حتى إذا أصبح هذا الصديق "يقود حملة صليبية ضد النظام الإيراني عارضاً عليه الاستسلام غير المشروط أمام إسرائيل". يشار إلى أن بوتين أجرى فور بدء التصعيد الإسرائيلي الإيراني سلسلة من الاتصالات مع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية المعنية، بما في ذلك اتصال مع ترامب، في 14 يونيو الحالي، وصفه معاون الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، بأنه كان "صريحاً ومفيداً"، وتركز على "التصعيد الخطر" للوضع في الشرق الأوسط.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
خسائر حرب إيران عند روسيا "فوائد" ... زيادة عوائد النفط والاحتياطي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس الإيراني: طهران لن تتخلى أبدا عن حقها في الطاقة النووية.. ومشرّع: القصف الأمريكي يعطينا الحق في الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي
الرئيس الإيراني: طهران لن تتخلى أبدا عن حقها في الطاقة النووية.. ومشرّع: القصف الأمريكي يعطينا الحق في الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي

القدس العربي

timeمنذ 5 ساعات

  • القدس العربي

الرئيس الإيراني: طهران لن تتخلى أبدا عن حقها في الطاقة النووية.. ومشرّع: القصف الأمريكي يعطينا الحق في الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي

طهران: قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده لن تتخلى أبدا عن حقها في الطاقة النووية، الذي 'لا يمكن انتزاعه منها بالحرب والتهديدات'. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن بزشكيان قال في محادثة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم السبت إن إيران مستعدة لتقديم ضمانات وإجراءات لبناء الثقة لإظهار الطبيعة السلمية لأنشطتها النووية، بحسب بيان صادر عن الرئيس الإيراني. وأضافت 'إرنا' أن بزشكيان قال إن إيران لم تسع أبدا لإنتاج أسلحة نووية. ونشر الزعيم الفرنسي على منصة إكس أنه أبلغ نظيره الإيراني أن 'إيران يجب ألا تحصل أبدا على أسلحة نووية، والأمر متروك لإيران لتقديم ضمانات كاملة بأن نواياها سلمية'. من جهته قال رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عباس غولرو على إكس اليوم الأحد، إن لطهران الحق القانوني في الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بموجب المادة العاشرة منها، وذلك عقب القصف الأمريكي لثلاث منشآت نووية إيرانية. وتنص المادة العاشرة على أن لأي عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية 'الحق في الانسحاب من المعاهدة إذا رأى أن أحداثا استثنائية عرضت المصالح العليا لبلاده للخطر'. من جانبها، قالت سارة فلاحي، عضو البرلمان وعضو اللجنة الأمنية في البرلمان إن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية. غير أنه لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق، حسب وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، بعد ساعات من قصف طائرات حربية أمريكية منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو ومواقع أخرى. يشار إلى أن مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، والذي يبلغ عرضه حوالي 55 كيلومترا، طريق ملاحي رئيسي بالنسبة لصادرات النفط العالمية، على سبيل المثال بالنسبة للناقلات التي تغادر من السعودية. وفجر الأحد، دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب تنفيذ هجوم 'ناجح للغاية' استهدف 3 من أبرز المواقع النووية الإيرانية، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. وقال ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشيال' إن الطائرات الأمريكية 'أسقطت حمولة كاملة من القنابل' على تلك المواقع، قبل أن تغادر المجال الجوي الإيراني بسلام. ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين. (وكالات)

مساعٍ روسية للتوازن بين دعم إيران والتطبيع مع ترامب
مساعٍ روسية للتوازن بين دعم إيران والتطبيع مع ترامب

العربي الجديد

timeمنذ 14 ساعات

  • العربي الجديد

مساعٍ روسية للتوازن بين دعم إيران والتطبيع مع ترامب

مع إطالة أمد العدوان الإسرائيلي على إيران ودخوله أسبوعه الثاني، لا يزال الموقف الرسمي الروسي يتسم بالضبابية من جهة إحجام موسكو عن تقديم أي دعم يذكر لشريكتها طهران، باستثناء طرح مبادرات وساطة والتنديد بالهجوم الإسرائيلي. واللافت أنه منذ الأيام الأولى لبدء الهجوم الإسرائيلي على إيران، امتنعت موسكو عن تقديم وعود بأي دعم عسكري لطهران في التصدي للهجوم الإسرائيلي، مكتفية بالتنديد بالعدوان وحث الطرفين على التهدئة، رغم التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران أثناء زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى موسكو مطلع العام الحالي. على مستوى التصريحات الرسمية، بدت واضحة مساعي روسيا للنأي بالنفس عن النزاع الإسرائيلي الإيراني، إذ لمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مسؤولية إيران عن عدم إبدائها اهتماماً بالعمل المشترك مع روسيا في مجال الدفاع الجوي. وفي معرض إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت روسيا مستعدة لتزويد إيران بأسلحة جديدة حتى تحمي نفسها من الهجمات الإسرائيلية، قال بوتين خلال لقائه مع وسائل إعلام عالمية في إطار منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي الذي احتضنته العاصمة الشمالية الروسية بين 18 و20 يونيو/حزيران الحالي: "ذات يوم عرضنا على أصدقائنا الإيرانيين العمل في مجال منظومة الدفاع الجوي . لم يبدِ الشركاء اهتماماً كبيراً حينها، وها هو". أفكار بوتين بشأن إيران وإسرائيل وعند تعليقه على الإمدادات السابقة لنظم صواريخ إس-300 وإس-200 المطورة الروسية إلى إيران، أضاف بوتين أن "مقترحنا تلخّص في أمر آخر، وهو إقامة منظومات لا إمدادات بعينها" أجريت "في وقتها" و"لا علاقة لها بأزمة اليوم". ولفت إلى أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقّعة بين موسكو وطهران "لا تتضمن مواد ذات صلة بالمجال الدفاعي". مع العلم أن الاتفاقية تنص في البند الثالث من مادتها الثالثة على أنه في حال تعرض أي من طرفيها لعدوان، فعلى الطرف الثاني "ألا يقدم للمعتدي أي عون عسكري أو غيره من العون من شأنه الإسهام في مواصلة العدوان"، من دون وضع أي التزامات على عاتق الطرفين. وأكد بوتين أنه اقترح مجرد "أفكار" للتسوية، في مسعى إلى التخفيف من أهمية وساطته في المواجهة العسكرية القائمة بين إسرائيل وإيران. وقال "لا نسعى مطلقاً للتوسط، نحن نقترح أفكاراً فقط". وأضاف "إذا كانت هذه الأفكار جذابة للبلدين، فسنكون سعداء"، مؤكداً أن روسيا لديها "اتصالات" بهذا الشأن مع إسرائيل و"مع أصدقائنا الإيرانيين". أندريه سيرينكو: روسيا لن تقدم دعماً عسكرياً لإيران من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي في مدينة سان بطرسبرغ، الخميس الماضي: "نود أن نحذّر واشنطن خصوصاً من التدخل عسكرياً في الوضع، إذ سيكون خطوة خطرة للغاية ذات عواقب سلبية لا يمكن توقعها". وتعليقاً على هذا الوضع، رأى مدير جمعية المحللين السياسيين الروس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أندريه سيرينكو، في حديث لـ"العربي الجديد" أن روسيا تعطي في المرحلة الراهنة الأولوية لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وتخفيف العقوبات الأميركية المفروضة عليها، مما يفرض الالتزام بالحياد الإيجابي والامتناع عن تقديم أي دعم يذكر لإيران. وأضاف: "يعلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ثمة علاقة شراكة براغماتية ومتبادلة المنفعة تربط روسيا مع إيران، ومن المهم بالنسبة إلى ترامب أن تلتزم روسيا الحياد، مما سيزيد من فرص إسرائيل التي لن تقف موسكو في صفها بأي حال من الأحوال، خصوصاً أن طهران قدمت دعماً لموسكو بعد بدء النزاع الروسي الأوكراني وزودتها بمعدات عسكرية، بما فيها مسيرات شاهد ". مع ذلك، أقرّ سيرينكو أن روسيا لن تقدم دعماً عسكرياً لإيران، مضيفاً: "تكتفي روسيا بطرح مبادرات الوساطة وحث الطرفين على السلام ودعم إيران على مستوى الخطاب السياسي والتنديد بالعدوان الإسرائيلي. الأولوية لروسيا الآن هي عدم إفشال عملية إعادة إطلاق العلاقات مع الولايات المتحدة والرفع التدريجي للعقوبات المفروضة عليها، بينما سيزيد الانضمام العلني إلى طرف إيران في النزاع من صعوبة هذه المهمة حتماً". طاقة التحديثات الحية روسيا المستفيد الخفي من حرب إيران وإسرائيل واعتبر أن إطالة أمد النزاع لا تصب في مصلحة أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، قائلاً: "في حال صمدت المنظومة السياسية الإيرانية في الأيام المقبلة، فسيكتسب النزاع طابعاً طويل الأجل وسيشكل مفاجأة غير سارة على الأميركيين أنفسهم. لم يفِ ترامب بوعوده بإنهاء النزاع الروسي الأوكراني، بل بات يواجه نزاعاً جديداً بضلوع حليفته إسرائيل بحرب جديدة، خصوصاً أن سلسلة الهجمات الإسرائيلية الشرسة لا تترك أمام طهران من خيار، سوى أن تحذو حذو كوريا الشمالية وتنتج قنبلة نووية طالما يتخاذل المجتمع الدولي عن تقديم أي ضمانات للنخبة الإيرانية". ووضع بعض الخبراء الروس أيضاً على عاتق إيران المسؤولية عما تتعرض له، إذ رأى مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا، رسلان بوخوف، أن "الأيام الأولى من الحرب الإيرانية الإسرائيلية كشفت الأزمة العميقة للسياسة الدفاعية والبناء الدفاعي في إيران"، مرجعاً هذه الأزمة إلى "إخضاع السياستين الخارجية والدفاعية لأهداف أيديوقراطية (أي حكم دولة وفقاَ لمبادئ أيديولوجية) لا ولن تملك إيران مواردَ اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية كافية لتحقيقها أبداً". وفي مقال بعنوان "محاكاة العظمة. في أسباب أزمة السياسة الدفاعية الإيرانية" نشرته صحيفة كوميرسانت، اعتبر بوخوف أن الحرس الثوري الإيراني تحوّل إلى منظمة "أشبه بعصابات" معنية بالتوسيع المستمر لنفوذيها السياسي والاقتصادي واستثمار أكبر قدر ممكن من موارد الدولة، مما أسفر عن "خصخصة" السياستين الخارجية والدفاعية من قبل الحرس وإخضاع الدولة الإيرانية في حد ذاتها للمصالح الضيقة لنخبة الحرس الثوري. مكسيم كاتز: لو كان بايدن رئيساً لانتقدت موسكو الحرب الإسرائيلية على إيران انتقاد معارض روسي لموقف موسكو على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، جزم المدون الروسي المعارض الهارب إلى إسرائيل، مكسيم كاتز، أنه في حال كانت أي إدارة أخرى تتولى زمام الأمور في البيت الأبيض، لكان الموقف الرسمي الروسي من الهجمات الإسرائيلية على إيران سيتلخص في أن "الدمية العسكرية إسرائيل هاجمت بتحريض من محركها الأميركي نظاماً صديقاً لروسيا مع إشهار هدف إسقاط السلطة الحاكمة". وفي مقطع فيديو بعنوان: "ماذا تقول روسيا عن الحرب بين إسرائيل وإيران؟" حظي بأكثر من 700 ألف مشاهدة على موقع يوتيوب، لفت كاتز الذي تصنفه وزارة العدل الروسية "عميلاً للخارج" والصادر بحقه حكم غيابي بالسجن لمدة ثماني سنوات، إلى أن النظام الإيراني حليف "رسمي" لروسيا، إذ كانت الحرب الروسية الأوكرانية ستبدو مختلفة من دون المسيرات الإيرانية. وخلص كاتز إلى أن عزوف روسيا عن توجيه انتقادات إلى واشنطن بسبب دعمها لإسرائيل يرجع إلى أن هذا الدعم لا تقدمه هذه المرة "الزمرة الديمقراطية الشنيعة بقيادة (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن المصاب بالخرف"، وإنما "أكبر وأوفى صديق" دونالد ترامب، حتى إذا أصبح هذا الصديق "يقود حملة صليبية ضد النظام الإيراني عارضاً عليه الاستسلام غير المشروط أمام إسرائيل". يشار إلى أن بوتين أجرى فور بدء التصعيد الإسرائيلي الإيراني سلسلة من الاتصالات مع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية المعنية، بما في ذلك اتصال مع ترامب، في 14 يونيو الحالي، وصفه معاون الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، بأنه كان "صريحاً ومفيداً"، وتركز على "التصعيد الخطر" للوضع في الشرق الأوسط. اقتصاد دولي التحديثات الحية خسائر حرب إيران عند روسيا "فوائد" ... زيادة عوائد النفط والاحتياطي

إيران: تمكنا من إصلاح منظومات دفاع جوي واستبدال أخرى بأحدث
إيران: تمكنا من إصلاح منظومات دفاع جوي واستبدال أخرى بأحدث

العربي الجديد

timeمنذ 18 ساعات

  • العربي الجديد

إيران: تمكنا من إصلاح منظومات دفاع جوي واستبدال أخرى بأحدث

قال قائد الدفاع الجوي غربي إيران اليوم السبت إن السلطات تمكنت من إصلاح منظومات دفاع جوي تعرضت لهجمات، واستبدال أخرى بمنظومات حديثة، مشيراً إلى نجاح إسقاط 12 مسيرة هجومية واستطلاعية إسرائيلية في هذه المنطقة. في الأثناء، أفادت وكالة مهر الإيرانية، مساء اليوم، بتفعيل الدفاعات الجوية في مينائي بندر عباس وبندر لنغه الإيرانيين على الخليج، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مستودعات للطائرات المسيرة ومستودع أسلحة في منطقة بندر عباس جنوب غرب إيران. وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية بتفعيل الدفاعات الجوية في المينائين "بسرعة" بعد اكتشاف أجسام جوية إسرائيلية في جنوب البلاد، مضيفة أن عمليات الدفاع الجوي مستمرة لتدمير هذه المسيرات وحققت النجاح في التصدي لها. وأعلنت إيران، اليوم، إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الصغيرة الإسرئيلية، بعد اختراقها أجواء محافظة قم شمال إيران. وأفاد الجيش الإيراني، في بيان، بأن الحرس الثوري في محافظة قم، تمكن من رصد هذه المسيرات واستهدافها في مناطق مختلفة من المحافظة، مشيراً إلى أن هذه الطائرات الصغيرة كانت جزءاً من هجوم معاد تم التصدي له بنجاح. أخبار التحديثات الحية بزشكيان لماكرون: لن نُصفّر تخصيب اليورانيوم وهجماتنا ستزداد شدة وشنت إسرائيل، السبت، عدة غارات عنيفة على مواقع في محافظات طهران والأهوار وخوزستان، بينها غارة استهدفت محطة لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في أصفهان. وقال الجيش الإيراني إن 5 من جنوده قتلوا وأصيب 9 آخرون في قصف على قرية سومار بمحافظة كرمانشاه. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم "عشرات الأهداف العسكرية في جنوب غرب إيران بأكثر من 50 ذخيرة". وتوعّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان السبت إسرائيل برد "أكثر تدميراً" على هجماتها، مشدداً على رفضه وقف البرنامج النووي في بلاده، وذلك في خضمّ الحرب التي دخلت يومها التاسع بين إيران وإسرائيل. ووفق وكالة إرنا الرسمية، فقد قال بزشكيان في محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ "ردّنا على العدوان المتواصل للكيان الصهيوني سيكون أكثر تدميراً". وفي إسرائيل، أكد وزير الخارجية جدعون ساعر أن الضربات التي طاولت خصوصاً منشآت عسكرية ونووية، أخرت "لسنتين أو ثلاث سنوات" برنامج إيران النووي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store