logo
خبايا المشروع الإسرائيلي الذي سحق خمس غزة

خبايا المشروع الإسرائيلي الذي سحق خمس غزة

الجزيرة١٣-٠٤-٢٠٢٥

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا عن سعي جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تحويل منطقة رفح بكاملها إلى منطقة عازلة، تبلغ مساحتها 75 كم مربع -أي قرابة 20% من مساحة قطاع غزة – بما فيها المدينة كاملة ومنع عودة سكانها البالغ عددهم نحو 200 ألف نسمة إليها بشكل دائم.
بينما أعلن جيش الاحتلال اكتمال حصار رفح، مع استمرار عمليات تفجير المنازل ومختلف المنشآت المدنية، وحديث الصحافة الإسرائيلية عن وجود كتيبتين من كتائب القسام في المنطقة المراد تدميرها.
ولهذا الاتجاه، إن صح، دلالات مهمة على توجهات الاحتلال المستقبلية بشأن القطاع، وتداعيات إستراتيجية على القضية الفلسطينية وعلى مص ر.
View this post on Instagram
A post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)
محور فيلادلفيا 2
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أكدت في 11 فبراير/شباط، أن الجيش استكمل السيطرة على كامل محور " موراغ" وطوق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة "بشكل كامل"، وأعلن عن تقدم كبير في العمليات البرية جنوبي قطاع غزة، حيث استكمل ما وصفه بـ"مأسسة محور موراغ"، وهو ممر بري يمتد شمالاً من الحدود مع مصر حتى أطراف مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وبحسب إذاعة الجيش، في منشور عبر منصة إكس، فإن "قوات من فرقتي 36 ولواء المدرعات 188، تمكنت من السيطرة الكاملة على المحور وتطويق مدينة رفح من كافة الجهات"، وأشارت إلى أن رفح باتت "محاصرة حصارا كاملا" من القوات الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن "المرحلة المقبلة تشمل عمليات تثبيت السيطرة داخل محور موراغ، والاستعداد لتوسيع التوغل داخل رفح، بهدف ضمها إلى منطقة العازل الحدودي، كمنطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية".
يأتي هذا الإعلان عشية عيد الفصح اليهودي، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل بعدم شن عملية واسعة في رفح لمخاطر وقوع كارثة إنسانية.
في حين تستمر عمليات النسف اليومية للمربعات السكنية في المدينة، نقلت هآرتس شهادات جنود وضباط احتياط، أن جرافات "دي 9" (D9) تُستخدم لهدم كل البنية التحتية في رفح دون تمييز.
وتحولت عمليات الهدم إلى منافسة داخلية بين الوحدات الميدانية، وأن "فرقة غزة" في الجيش الإسرائيلي، أنشأت خارطة لونية تُصنف المناطق وفق نسب التدمير، ووُصفت رفح بأنها أصبحت غير صالحة للسكن.
وبينما كانت رفح مأوى لنحو 200 ألف فلسطيني، هي الآن مدينة شبه خالية ومدمّرة كاملا تقريبًا. ويُنظر إلى أي مدني يظهر في المنطقة على أنه "مخرب" ويُطلق عليه النار أو يُعتقل فورًا، بحسب شهادات جنود نقلتها هآرتس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف لا يقتصر على الاستيلاء على هذه المنطقة، وإنما تحويل غزة إلى جيب جغرافي داخل إسرائيل وإبعاد القطاع عن الحدود المصرية وزيادة الضغط على حركة حماس.
ووفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، صدر أمر بإخلاء 22 حيًا في محافظتي رفح وخان يونس، في 31 مارس/آذار، وبما يشمل مساحة قدرها 97% من محافظة رفح، وتغطي 64 كيلومترًا مربعًا.
ومن المنشآت الموجودة في هذه المنطقة مستشفيان ميدانيان و4 مراكز للرعاية الصحية الأولية و7 نقاط طبية وما لا يقل عن تسعة مطابخ مجتمعية نُقلت إلى خان يونس.
وبين يومي 31 مارس/آذار و1 أبريل/نيسان، أشارت التقديرات إلى نزوح نحو 90 ألفا من رفح، وهم الآن مشتتون في مدينة خان يونس ومواصي خان يونس ودير البلح.
ويضيف التقرير، أن مستودع المركز السعودي للثقافة والتراث، قُصف في غارة جوية إسرائيلية شُنت على شرق رفح، في 3 أبريل/نيسان، وأسفر هذا القصف عن تدمير المستودع واحتراق جميع منصات تحميل اللوازم الطبية، البالغ عددها 1600، وكان من المقرر، أن تؤمّن الاستجابة لاحتياجات المرضى والمصابين، وفقًا لرئيس مجلس إدارة المركز.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، قد أعلن مطلع أبريل/نيسان الجاري، أن الجيش سيسيطر على محور "موراغ"، كما سيطر سابقا على محور " فيلادلفيا"، البالغ طوله 14.5 كيلومترا على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن تسجيل مصور لنتنياهو قال فيه: "نسيطر على محور موراغ، الذي سيكون محور فيلادلفيا الثاني".
المقاومة في رفح
ونقل مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشع، أنه رغم إعلان الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2024 "حسم لواء رفح"، فإن الزيارات الميدانية الأخيرة لرئيس الأركان أكدت استمرار نشاط كتائب حماس في المدينة، مع إقرار الجيش، أن 75% من الأنفاق لا تزال قائمة، وأن رفح لم تُحسم عسكريًا، كما أُعلن سابقًا.
وأشار مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش إلى الطريقة التي تُعرّف بها قيادة المنطقة الجنوبية جاهزية كتائب حماس في المنطقة، وذلك بوصف محور موراغ بأنه "يقسم بين كتائب رفح وخان يونس". وبحسب الجيش الإسرائيلي، لا تزال هناك كتيبتان فعالتان في رفح من أصل أربع، وفي خانيونس هناك 3 كتائب فعالة من أصل أربع.
وأمس الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي من لواء غولاني بجروح خطِرة في معارك جنوبي قطاع غزة، كما أعلن إصابة ضابط بجروح في اشتباكات مسلحة في رفح، موضحا، أن 3 مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار تجاه قوة من جيش الاحتلال في رفح.
كما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مصادر عسكرية، أن قائد قوات القنص التابعة لحركة حماس في كتيبة تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة قُتل في غارة جوية حديثة، وبحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن قائد القناصة، أحمد إياد محمد فرحات، كان مسؤولا عن التقدم وتنفيذ العديد من الهجمات على القوات الإسرائيلية في غزة وضد الاحتلال.
المعنى السياسي والتداعيات
تتمثل تداعيات هذه الخطوة إن تمت بأمور منها:
إعلان
1- عزل غزة سياسيا واقتصاديا وأمنيا عن مصر وعمقها العربي، وقطع شريان الحياة الوحيد لغزة مع العالم.
2- التراجع النهائي عن فكرة التخلي عن قطاع غزة، التي كانت وراء قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون بالانسحاب منها عام 2005، وتعزيز التوجه إلى ابتلاعها جغرافيا والتخلص من سكانها، بتهجيرهم من منافذ أخرى إذا بقيت مصر على موقفها الرافض لاستقبالهم.
3- تغيير في جغرافيا غزة، وتعزيز تحويلها إلى معازل سكانية منفصلة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق يمنع بقاء الاحتلال داخل القطاع.
4- تدمير مدينة سكنية تدميرا كليا، والتهجير القسري الدائم لقرابة مئتي ألف فلسطيني.
ويشير تقرير مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إلى أن "إصدار القوات الإسرائيلية بشكل متزايد أوامر الإخلاء -والتي هي في الواقع أوامر تهجير- أدى إلى النقل القسري للفلسطينيين في غزة إلى مساحات متقلصة باستمرار، حيث لا تتوفر لهم سوى فرص ضئيلة أو معدومة للحصول على الخدمات المنقذة للحياة، بما فيها المياه والغذاء والمأوى، وحيث يظلون عرضة للهجمات".
كما أن طبيعة ونطاق أوامر الإخلاء يثيران مخاوف جدية من نية إسرائيل إخلاء السكان المدنيين من هذه المناطق بشكل دائم بهدف إنشاء "منطقة عازلة، ويُعدّ التهجير الدائم للسكان المدنيين داخل الأراضي المحتلة بمثابة نقل قسري، وهو انتهاك جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة، وجريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي ، بحسب مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
5- تقليل نسبة كبيرة من المساحة الصالحة للزراعة في غزة، إذ تعد المنطقة التي يعبرها "محور موراغ" سلة غذاء القطاع، وأدى احتلالها إلى ارتفاع أسعار الخضار والمواد الغذائية.
6- بقاء قوات إسرائيلية بشكل مكثف على حدود مصر إلى أجل غير مسمى، في انتهاك دائم لاتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية.
وقد تكون تسمية نتنياهو المحور الجديد "فيلادلفيا 2" رسالة مبطنة لمصر، بمعنى أن هناك واقعا جديدا مستداما سيصبح فيه محور فيلادلفيا داخل الأراضي الفلسطينية وخاضعا للسيطرة الإسرائيلية.
السيناريوهات المستقبلية
نجاح الاحتلال في إقامة منطقة عازلة لأمد طويل.
فشل المشروع بفعل المقاومة الفلسطينية والرفض المصري والدولي، ولطبيعة الموقف الأميركي دور مهم في هذا الصدد.
أن يكون الأمر مجرد ورقة ضغط لتحسين شروط أي تسوية مستقبلية في الأسابيع المقبلة، وهو ما يتسق مع الأنباء المنقولة عن ترامب، ومبعوثه ستيف ويتكوف بشأن قرب التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.
وكذلك ما نقلته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس أثناء زيارته رفح، إن إسرائيل "أقرب إلى صفقة" من التصعيد العسكري. وتحليل مراسلها "آفي أشكنازي" بأن السيطرة على رفح هي وسيلة ضغط سياسي على حماس لقبول صفقة رهائن تشمل وقف إطلاق النار.
وختاما؛ فمن شأن نجاح الاحتلال في إبادة رفح، أن تزداد شهيته لاستهداف مناطق أخرى في القطاع وخارجه بذات السيناريو، وهو ما سيدفع باتجاه المزيد من تعقيد الصراع العربي الإسرائيلي ويقوض أسس الموقف العربي الداعي إلى حل الدولتين ، واتخاذ الصراع أبعادا أكثر جذرية على المستوى الشعبي، وهو ما سيؤثر بلا شك على الموقف الرسمي، أو يزيد الهوة بين المواقف الشعبية والرسمية العربية، ويقلل من فرص الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في مستقبل المنطقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بشارة بحبح أكاديمي مقدسي في الدائرة السياسية لترامب
بشارة بحبح أكاديمي مقدسي في الدائرة السياسية لترامب

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

بشارة بحبح أكاديمي مقدسي في الدائرة السياسية لترامب

بشارة بحبح أكاديمي وناشط سياسي أميركي من أصل فلسطيني، ولد في القدس عام 1958. تابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة وحصل على الدكتوراة من جامعة هارفارد. بعد تجربة مهنية قصيرة بالقدس انتقل بشارة بحبح إلى أميركا وانخرط في العمل الأكاديمي والسياسي، فكان له دور كبير في حشد أصوات الناخبين العرب لدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وأصبح أحد المقربين من دائرته الخاصة. يؤمن بشارة بحبح بإمكانية "تحقيق السلام" في الشرق الأوسط عبر "الحوار والتواصل مع كل الأطراف المعنية بالموضوع"، وتقول بعض المصادر الصحفية إنه أسهم في عقد مفاوضات مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدارة الأميركية عام 2025. المولد والنشأة ولد بشارة بحبح عام 1958 في البلدة القديمة بمدينة القدس من أب مقدسي وأم تنحدر من عائلة ثرية في مدينة يافا ، داخل الخط الأخضر. كانت عائلته تعيش في القدس لكنها اضطرت عام 1948، في خضم النكبة التي تلت إعلان قيام إسرائيل ، للنزوح إلى الأردن. ويرتبط نزوح عائلة بحبح خارج فلسطين بشكل وثيق بحادث تفجير قنبلة في فندق الملك داود في القدس عام 1946، والذي أسفر عن سقوط 71 قتيلا بينهم 41 فلسطينيا. كان والد بشارة بحبح يملك محلا للحلاقة في ذلك الفندق الفاخر، وكان في عمله يوم الانفجار ونجا بأعجوبة بعدما اضطر للقفز من الطابق الثاني قبل لحظات من العملية، التي كانت وراءها عناصر من عصابة الأرغون الصهيوينة التي كان يقودها مناحيم بيغن. أمضى والدا بشارة بحبح عامين في مخيم للاجئين الفلسطينيين بمدينة الزرقاء وسط الأردن، وهناك وُلدت إحدى أخواته. يعرّف بشارة بحبح نفسه بأنه لاجئ وابن لاجئين، ويقول إن حياته في القدس اتسمت بالفقر وعدم الاستقرار، لذلك صمّم على أن يجنب أولاده العيش في ظروف مماثلة. وعن ظروف تنشئته، قال بشارة بحبح في تصريحات صحفية "كنا تسعة أفراد في غرفة نوم واحدة، بلا ماء أو كهرباء. أتذكر طفولتي وأنا أدرس تحت ضوء فانوس. كما أتذكر عندما كانت مياه الأمطار تتسرب عبر السقف، والغرفة مليئة بالدلاء لجمعها". كان بشارة بحبح يحمل بطاقة الهوية الزرقاء، التي تمنحها عادة سلطات الاحتلال لسكان القدس المحتلة، وفي عام 2009 سحبها منه الاحتلال بحجة أنه لم يعد مقيما بشكل دائم في القدس. لا يزال بشارة يحتفظ ببطاقة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أ ونروا)، والتي تبين حصص الطعام الشهرية التي كانت عائلته تتلقاها بمخيم الزرقاء ثم في البلدة القديمة بالقدس. الدراسة والتكوين العلمي تابع بشارة بحبح دراسته في القدس إلى غاية 1976 حين سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد حصوله على منحة دراسية من جامعة بريغهام يونغ في ولاية يوتا. واصل بشارة بحبح دراسته الجامعية وتخصص في العلوم السياسية والاقتصاد بجامعة هارفارد، ومنها حصل على الماجستير عام 1981، ثم الدكتوراه عام 1983 في قضايا الأمن الإقليمي. الحياة المهنية والأكاديمية عاد بشارة بحبح إلى القدس عام 1983، وفي بداية مشواره المهني عمل بين عامي 1983 و1984 رئيس تحرير الطبعتين العربية والإنجليزية من صحيفة "الفجر"، التي كانت تصدر في القدس الشرقية بين عامي 1972 و1993 وكانت مقربة من منظمة التحرير الفلسطينية. عاد لاحقا إلى الولايات المتحدة وبدأ مسارا في العمل الأكاديمي، إذ درّس في جامعة هارفارد، وكان مديرا مشاركا لمعهد الشرق الأوسط التابع لتلك الجامعة العريقة. إعلان إلى جانب ذلك كان بشارة بحبح، خبيرا ماليا مختصا في إدارة الثروات والديون والضرائب، وألف في هذا المجال كتابا بعنوان "إدارة الثروات في أي سوق" (2009) يعتبر دليلا شاملا يرشد الأفراد إلى سبل حماية أصولهم المالية وبناء ثرواتهم لمواجهة أي تقلبات. وقبل ذلك، ألف بشارة بحبح، بالاشتراك مع لينا بتلر، كتابا بعنوان " إسرائيل وأميركا اللاتينية: العلاقة العسكرية" (1986) سلط فيه الضوء على خلفيات التعاون العسكري بين إسرائيل وعدد من بلدان أميركا اللاتينية. النشاط السياسي يعتبر بشارة بحبح أن بوصلته في حياته هي خدمة القضية الفلسطينية من موقع كونه مواطنا فلسطينيا وأميركيا، وبما حققه من نجاحات في المجال الأكاديمي والاقتصادي. وكانت أولى تحركاته من خلال العضوية في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام متعددة الأطراف حول ضبط الأسلحة والأمن الإقليمي، وذلك في أعقاب التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993. انخرط بشارة بحبح في الحياة السياسية الأميركية وتقلب بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وذلك على خلفية مواقف كل حزب من القضية الفلسطينية. يقول بشارة إنه صوت عام 2016 للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بسبب استيائه من مواقف الرئيس الديمقراطي آنذاك باراك أوباما الذي لم يقدم في نظره أي شيء للفلسطينيين. أما في انتخابات 2020 فقد صوّت للمرشح الديمقراطي جو بايدن بسبب اعتراف ترامب بالقدس "عاصمة لإسرائيل" ونقل السفارة الأميركية إليها، وكذا اعترافه "بسيادة إسرائيل" على مرتفعات الجولان السوري المحتل. وفي انتخابات 2024، عاد بشارة بحبح ليصوّت مجددا لترامب بعد "خيبة الأمل الكبيرة" في صفوف الفلسطينيين من سياسات بايدن، وخاصة من العدوان الإسرائيلي على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. دعم ترامب لم يكتف بحبح بالتصويت لترامب، بل كان له دور كبير في حشد أصوات الناخبين الأميركيين من أصل عربي، ولذلك أنشأ عام 2024 منظمة "العرب الأميركيون من أجل ترامب"، في خطوة احتجاجية على مواقف بايدن الداعمة بشكل مطلق لإسرائيل في حربها على قطاع غزة. ويبرر دعمه لترامب بعاملين أساسيين: الوعود بتحقيق وقف الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم في المنطقة. ويرى أنه حقق الوعد الأول عندما ضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير/كانون الثاني 2025. يؤكد بشارة بحبح أنه على اتصال مع بعض مستشاري الرئيس دونالد ترامب، وعلى الصعيد العربي يقول إنه التقى في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 بثلاثة قادة عرب في الشرق الأوسط في إطار المساعي الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. إمكانية السلام لكن موقف بحبح تغير نسبيا من الرئيس ترامب عندما أعلن الأخير في فبراير/شباط عن خطط أميركية للاستيلاء على قطاع غزة بعد ترحيل سكانه إلى دول الجوار وتحويله إلى وجهة سياحية دولية سماها "ريفييرا الشرق الأوسط". وعلى إثر ذلك، بادر بشارة بحبح إلى تغيير اسم المنظمة التي أسسها عام 2024 دعما لترامب إلى "العرب الأميركيون من أجل السلام"، إيمانا منه أن فرص تحقيق السلام في الولاية الثانية لترامب ممكنة. وبحكم معرفته بدواليب العمل السياسي في الولايات المتحدة وآليات صنع القرار فيها، يرى بشارة بحبح أن مفتاح حل القضية الفلسطينية يوجد في أيدي اليهود الأميركيين، وأنه لا بد من فتح قنوات حوار معهم للتوصل إلى التسوية المنشودة. واتساقًا مع سعيه للسلام من خلال الحوار مع كافة الأطراف المعنية بالموضوع، رجحت مصادر مختلفة أن بشارة بحبح لعب دورا في التواصل بين حركة حماس والإدارة الأميركية للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر في 12 مايو/أيار 2025. وكان عيدان ألكسندر أسيرا لدى كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

"أبواب الجحيم" سلسلة كمائن للقسام ضد جنود الاحتلال
"أبواب الجحيم" سلسلة كمائن للقسام ضد جنود الاحتلال

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

"أبواب الجحيم" سلسلة كمائن للقسام ضد جنود الاحتلال

أعلنت كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مايو/أيار 2025 بدء تنفيذ سلسلة كمائن مركبة أطلقت عليها اسم "أبواب الجحيم"، استهدفت فيها القوات الإسرائيلية المتوغلة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة ، وذلك ردا على التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي تزايد بعد 18 مارس/آذار من العام نفسه، إثر رفض إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار ، واستئنافها العمليات العسكرية في القطاع. وتضمنت العمليات مجموعة تكتيكات، من الاستدراج إلى التفجير، ضمن خطة عسكرية تهدف إلى استنزاف القوات الإسرائيلية في المنطقة. العملية الأولى: كمين "مسجد الزهراء" في الثالث من مايو/أيار 2025، نفّذت كتائب القسام أولى عمليات سلسلة "أبواب الجحيم" عبر كمين نوعي استهدف قوة راجلة من الجيش الإسرائيلي مكوّنة من 10 جنود، قرب مسجد الزهراء في حي الجنينة شرق مدينة رفح. وانطلقت العملية بخروج مجموعة من المقاومين من أحد الأنفاق القتالية، وفتحوا نيرانهم مباشرة على القوة الإسرائيلية المتمركزة في الموقع. وبعد الاشتباك الأولي، انسحب المقاومون إلى داخل النفق في خطوة تكتيكية لاستدراج الجنود إلى منطقة مفخخة. ومع دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة برفقة كلاب مدرّبة على اكتشاف العبوات، فجّرت الكتائب عبوات ناسفة معدّة سلفا، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين في صفوف الجيش الإسرائيلي. وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل الضابط نوعام رافيد، والجندي يهيلي سرور من وحدة "يهلوم" التابعة لسلاح الهندسة القتالية. وفي مرحلة لاحقة من العملية، وبعد تقدم قوات النجدة الإسرائيلية لإجلاء القتلى والجرحى، استهدفت كتائب القسام دبابة " ميركافا" و جرافة "دي 9" المدنية بواسطة قذائف "الياسين 105". إعلان وتلت العملية حالة استنفار عسكري شامل لقوات الاحتلال، بما في ذلك تدخل طائرات مروحية في محاولة لنقل المصابين وإخلاء الموقع. العملية الثانية: كمين "مفترق المشروع" في السابع من مايو/أيار 2025، نفّذت كتائب القسام كمينا استهدف قوة هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي في منطقة مفترق المشروع شرق مدينة رفح. وبدأت العملية باستهداف الطابق الأرضي لمنزل تحصّن داخله عدد من جنود الاحتلال، عبر قذائف مضادة للتحصينات والدروع، وتبع ذلك اشتباك مباشر بين عناصر القسام والقوة الإسرائيلية داخل الموقع. وعقب الاشتباك الأولي انسحب المقاومون تكتيكيا إلى أحد الأنفاق القتالية، بهدف استدراج الجنود نحو منطقة مُفخخة مسبقا. ومع تقدم القوات الإسرائيلية إلى الموقع، فجرت الكتائب عبوات ناسفة قوية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود. وقد رُصدت عمليات إنزال لمروحيات عسكرية إسرائيلية في محاولة لإخلاء المصابين، في مؤشر على شدة الضربة وتعقيد الكمين. العملية الثالثة: كمين "حي التنور" في الثامن من مايو/أيار 2025، نفّذت كتائب القسام عمليتين نوعيتين متتاليتين ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي التنور شرق مدينة رفح. فالعملية الأولى استهدفت قوة هندسية إسرائيلية مكوّنة من 12 جنديا، كانت تستعد لتنفيذ عملية نسف أحد المنازل قرب مفترق الفدائي، استخدم مقاتلو القسام قذيفتين مضادتين للأفراد والدروع لاستهداف القوة داخل المنزل، مما أدى إلى انفجار عنيف أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف الجنود، وفق ما أفادت به الكتائب في بيان رسمي عبر قناتها على "تليغرام". أما العملية الثانية، فقد نُفذت عبر تفجير عبوة ناسفة موجهة استهدفت قوة إسرائيلية أخرى في المنطقة ذاتها، مما ضاعف الخسائر في صفوف الجيش. وبعد ساعات من العملية، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل كل من الرقيب يشاي إلياكيم أورباخ من كتيبة الهندسة 605 ووحدة باراك 188، والرقيب يام فريد، أحد مقاتلي لواء غولاني. وأعلنت كتائب القسام أن مجموع العمليتين أسفر عن مقتل وإصابة 19 جنديا إسرائيليا، كما رصدت هبوط مروحيات عسكرية إسرائيلية لإخلاء المصابين من موقع الكمين، ووثّق مقطع مصور نقل عدد من الجرحى إلى مستشفى "سوروكا" في إسرائيل.

واشنطن تلغي آلاف التأشيرات وتعد بمزيد
واشنطن تلغي آلاف التأشيرات وتعد بمزيد

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

واشنطن تلغي آلاف التأشيرات وتعد بمزيد

كشف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو -الثلاثاء- عن أن عدد التأشيرات التي ألغتها الولايات المتحدة "ربما بالآلاف"، مضيفا أنه يعتقد أنه لا يزال هناك مزيد لفعله. وفي إفادة أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ، قال روبيو: "لا أعرف أحدثَ عدد، ولكن ربما لا يزال أمامنا المزيد للقيام به". واعتبر أن "التأشيرة ليست حقا، بل إنها امتياز". وكان مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قالوا في وقت سابق إن حاملي تأشيرات الطلاب و البطاقات الخضراء معرضون للترحيل بسبب دعمهم للفلسطينيين وانتقادهم سلوك إسرائيل في الحرب على غزة، واصفين أفعالهم بأنها تهديد للسياسة الخارجية الأميركية واتهموهم بدعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). ووصف منتقدو ترامب تلك الجهود بأنها اعتداء على حرية التعبير وانتهاك للدستور. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، احتُجزت طالبة تركية من جامعة تافتس لأكثر من 6 أسابيع في مركز احتجاز للمهاجرين في لويزيانا بعد مشاركتها في كتابة مقال ينتقد رد فعل جامعتها على حرب إسرائيل على غزة، ثم أمرت محكمة فدرالية بالإفراج عنها بكفالة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store