
على محمد.. قصة رجل «القاعدة» الذي خان التنظيم ودعمه
تم تحديثه الخميس 2025/4/10 02:12 م بتوقيت أبوظبي
رجل "القاعدة" باستخبارات أمريكا.. تبدو قصة رجل خان أخطر جماعة إرهابية وأقوى جهاز استخبارات في آن واحد، وكأنها حكاية من عالم الأفلام.
لكنها حقيقة واقعية جسدها علي محمد، هذا الرجل الغامض الذي لم يكن من بين الأسماء الأشهر في عالم الإرهاب، لكنه دون شك من أكثرهم تأثيرًا وخطورة.
وبحسب تقرير لمجلة "مليتري" اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فقد قدم علي محمد للولايات المتحدة، أول نظرة متعمقة على تنظيم القاعدة في بداياته، وكل ذلك كان يجري في الوقت الذي يقوم فيه بتدريب عناصر التنظيم باستخدام خبراته من الجيش الأمريكي.
وُلد علي محمد عام 1952 لعائلة عسكرية مصرية، نشأ في بيئة محافظة قرب الحدود مع إسرائيل، حيث أسهمت المواجهات والاحتكاكات مع القوات الإسرائيلية في زرع بذور التطرف داخله منذ سن مبكرة.
في ذلك الوقت، كان على قناعة بأن العالم الغربي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، هو العدو الأكبر للإسلام.
وقد صرح لاحقًا لمحققي الـ"FBI" أنه لم يكن بحاجة إلى فتوى دينية لقتال الولايات المتحدة، لأن "عداوتها للإسلام كانت واضحة بما يكفي"، على حد قوله.
خلال خدمته بالجيش المصري، انضم لتنظيم "الجهاد الإسلامي المصري"، وهو التنظيم الذي لعب دورًا محوريًا في التخطيط لاغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981، والذي تم تنفيذه بالفعل على يد خالد الإسلامبولي، أحد زملائه في التنظيم.
ومن المفارقات أنه كان وقت اغتيال السادات يتلقى دورة تدريبية في فورت براغ بولاية نورث كارولينا ضمن برنامج للضباط الأجانب.
في عام 1984، اُستبعد من الجيش المصري. عندها تلقى أوامر من زعيمه في تنظيم الجهاد، أيمن الظواهري، بمحاولة اختراق إحدى وكالات الاستخبارات الغربية. وهنا بدأ فصله الأخطر.
تقدم علي محمد طوعًا للعمل مع وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) من خلال مكتبها في القاهرة، فتم قبوله سريعًا، وأُرسل إلى هامبورغ بألمانيا للتجسس على مسجد يعتقد بوجود صلات له مع حزب الله اللبناني.
لكن المهمة فشلت فشلًا ذريعًا، فقد كشف نفسه للإمام المحلي بأنه عميل لـ"CIA". المفاجأة أن الوكالة لم تكن لتعلم بهذا الأمر لولا أن لديها عميلًا آخر مزروعًا داخل نفس المسجد أبلغ عن خيانته.
بعد هذا الفشل، أُسقط اسمه من سجلات الوكالة، وصدرت توصيات بمنعه من دخول الولايات المتحدة، إلا أن تلك التوصيات لم تُنفذ.
وفي عام 1985، دخل علي محمد الأراضي الأمريكية، ليس فقط كمقيم، بل التحق بالجيش الأمريكي في سن 34 عامًا، وتم إرساله مرة أخرى إلى فورت براغ، حيث التحق بقيادة العمليات الخاصة وأصبح مسؤول الإمداد في المجموعة الخامسة للقوات الخاصة.
كان علي محمد يتمتع بكفاءة بدنية وعقلية عالية، وتفوق على جميع زملائه في التدريبات العسكرية. لكنه، خلال تلك الفترة، لم يكن جنديًا أمريكيًا فحسب، بل كان أيضًا عميلاً مزدوجًا نشطًا في خدمة تنظيم "الجهاد الإسلامي".
إذ كان يسرب وثائق عسكرية سرية، بما في ذلك كتيبات تدريبية خاصة بالقوات الخاصة، ومعلومات حساسة عن أماكن تواجد الوحدات العسكرية الأمريكية، بالإضافة إلى تفاصيل حول مراكز الإمداد البحري التابعة للبحرية الأمريكية.
في عام 1988، ذهب إلى أفغانستان، خلال إجازته من الجيش، للمشاركة في القتال ضد القوات السوفياتية. وهناك تعاون بشكل مباشر مع المقاتلين، بمن فيهم عناصر من تنظيم القاعدة الناشئ بقيادة أسامة بن لادن. ولم يحاول إخفاء نشاطه، بل عاد إلى الولايات المتحدة حاملاً تذكارات من الحرب مثل أحزمة جنود سوفيات قتلوا في المعارك.
بعد خروجه من الخدمة الفعلية، التحق بالاحتياط في كاليفورنيا وتزوج من امرأة أمريكية، ما منحه غطاءً اجتماعيًا قويًا.
وخلال التسعينيات، كان علي محمد لاعبًا أساسيًا في جميع عمليات القاعدة الكبرى تقريبًا، من تدريب منفذي تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، إلى التخطيط لهجمات ضد رموز في نيويورك، بل وشارك في إعداد المسلحين الصوماليين الذين اشتبكوا مع القوات الأمريكية في حادثة إسقاط مروحية "بلاك هوك".
وفي نفس الوقت، كان يتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي كمخبر، حيث كشف لهم شبكة تزوير وثائق لصالح حركة "حماس"، لكن المفارقة الكبرى أنه كان يزود الـ"FBI" بمعلومات عن بعض الجماعات الإرهابية، بينما كان في الواقع يساعد القاعدة على التوسع وبناء شبكاتها.
رغم فشله في اختبارات كشف الكذب، وتحذيرات متكررة من شركائه في الجرائم، لم يتم القبض عليه إلا بعد تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998.
حينها، ألقت السلطات الأمريكية القبض عليه سرًا، ومنذ ذلك الحين يُعتقد أنه محتجز في مكان غير معروف داخل الولايات المتحدة دون محاكمة.
وقد ترددت تقارير غير مؤكدة بأنه يتعاون الآن مع الاستخبارات الأمريكية، ويوفر معلومات عن هيكل تنظيم "القاعدة" وعملياته السابقة، ليبقى أحد أكثر الألغاز غموضًا في تاريخ الحرب على الإرهاب، وشخصًا يشكل درسًا قاسيًا في خطورة اختراق المؤسسات العسكرية من الداخل.
aXA6IDgyLjI5LjIxOC43NCA=
جزيرة ام اند امز
GB

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

البوابة
منذ 2 أيام
- البوابة
تبادل الاتهامات بدعم الإرهاب.. عقبة في طريق السلام بين الهند وباكستان
فى أبريل ٢٠٢٥، شهدت العلاقات بين الهند وباكستان توترًا متصاعدًا إثر تبادل الاتهامات بشأن دعم الإرهاب، وسط تصاعد فى الاشتباكات العسكرية على الحدود خاصة فى منطقة كشمير المتنازع عليها، مما أعاد إلى الواجهة النزاع القديم بين الجارين الإقليميين. تركز هذه التطورات على هجوم نفذه مسلحون فى إقليم جامو وكشمير الذى تديره الهند، ما دفع نيودلهى إلى تحميل إسلام آباد مسئولية تمويل ودعم الجماعات المسلحة، وهو ما نفته باكستان بشدة. اتهامات هندية مجددا بدعم الإرهاب قال وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ، فى تصريحات مؤخرا إن صندوق النقد الدولى يجب أن يعيد النظر فى قرض بقيمة مليار دولار لباكستان بزعم أنه "يمول الإرهاب". وأضاف: "أعتقد أن جزءًا كبيرًا من المليار دولار القادمة من صندوق النقد الدولى سوف يُستخدم لتمويل البنية التحتية للإرهاب فى باكستان. أى مساعدة اقتصادية تُمنح لباكستان ليست سوى تمويل للإرهاب." ورغم اعتراضات الهند، وافق صندوق النقد الدولى على مراجعة برنامج القروض لباكستان، مما أتاح لها الحصول على دفعة بقيمة مليار دولار. وأوضحت وزارة المالية الهندية أن الهند امتنعت عن التصويت على المراجعة، معربة عن "مخاوف بشأن فعالية برامج صندوق النقد الدولى فى حالة باكستان نظرا لسجلها الضعيف". من جانبها، رفضت باكستان هذه الاتهامات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت على خان، إن محاولة الهند لعرقلة الدعم الدولى لباكستان تعكس "إحباط نيودلهي". وأضاف: "إن محاولة انتقاد مؤسسة مثل صندوق النقد الدولى دليل على هذا اليأس". تصعيد خطير فى كشمير اندلعت اشتباكات عسكرية بين القوات الهندية والباكستانية على طول خط السيطرة فى كشمير الأسبوع الماضي، فى أسوأ أعمال عنف عسكرى بين البلدين منذ عقود. أسفرت المواجهات عن مقتل نحو ٧٠ شخصًا من الجانبين، بينهم مدنيون وجنود. وترجع هذه المواجهات إلى هجوم نفذه مسلحون على سياح فى جامو، وهو الهجوم الذى اتهمت فيه الهند باكستان بدعم الجماعات التى نفذته، فيما نفت إسلام آباد هذه الاتهامات، معتبرة إياها "محاولة من الهند لتبرير سياساتها القمعية فى كشمير". بعد تصاعد العنف، توصل الطرفان إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بداية من يوم السبت، بعد وساطة دولية، كان من ضمنها زيارة وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى إسلام آباد لبحث سبل خفض التوتر. تاريخ طويل من الخلافات تعود جذور النزاع بين الهند وباكستان إلى تقسيم شبه القارة الهندية عام ١٩٤٧، عندما قُسمت الإمبراطورية البريطانية إلى دولتين مستقلتين هما الهند وباكستان، مع إقليم كشمير المتنازع عليه ذى الأغلبية المسلمة، والذى ظل نقطة خلاف مركزية بين الجانبين. منذ ذلك الحين، اتهمت الهند باكستان بدعم وتمويل الجماعات المسلحة التى تعمل على زعزعة استقرار كشمير، مثل جماعة "جيش محمد" و"عسكر طيبة"، والتى تنشط داخل الهند وتنفذ هجمات تستهدف المدنيين والقوات الأمنية. فى المقابل، تتهم باكستان الهند باستخدام "إرهاب الدولة" لقمع السكان المسلمين فى كشمير، واتهامات مماثلة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، إضافة إلى اتهامات بأن الهند تدعم جماعات مسلحة داخل الأراضى الباكستانية. بلغ النزاع ذروته فى عدة مناسبات، منها هجوم بولواما فى عام ٢٠١٩ الذى أسفر عن مقتل ٤٠ جنديًا هنديًا، وهو الهجوم الذى ردت عليه الهند بضربات جوية داخل الأراضى الباكستانية، متهمة إياها بتدريب ودعم الإرهابيين، وهو ما نفته إسلام آباد وتعكس الاتهامات المتبادلة واقعًا معقدًا من عدم الثقة والتوترات السياسية العميقة بين الهند وباكستان. ويرى محللون أن هذه الاتهامات تُستخدم فى أحيان كثيرة كأداة سياسية لكسب الدعم الداخلى وتبرير الإجراءات الأمنية والعسكرية. وترى الهند فى دعم باكستان للجماعات المسلحة تهديدًا وجوديًا لأمنها الوطني، وتتبنى سياسات صارمة ضد التمويل والدعم اللوجستى لتلك الجماعات، وتستخدم باكستان من جهتها، الاتهامات الهندية لتبرير سياساتها فى كشمير وتسليط الضوء على "انتهاكات حقوق الإنسان" التى تطال المدنيين فى الإقليم. وتعتبر هذه الاتهامات محاولة هندية لإبقاء النزاع على حاله، وتؤدى هذه الديناميكية إلى تفاقم التوترات وتعطيل أى فرص للحوار السياسى أو الحلول السلمية، كما ترفع من احتمالات التصعيد العسكرى على الحدود. تلعب الأزمة الاقتصادية دورًا هامًا فى المشهد الباكستانى الحالي، حيث تعانى باكستان من ديون ضخمة وأزمة مالية حادة وصلت إلى حافة التخلف عن السداد فى ٢٠٢٣، مما دفعها إلى طلب دعم صندوق النقد الدولي. فى هذا السياق، وافق الصندوق على خطة إنقاذ بقيمة ٧ مليارات دولار شملت قرضًا بقيمة مليار دولار، مما ساعد فى تخفيف الأعباء المالية مؤقتًا. ولكن الهند أعربت عن معارضتها لهذه المساعدات بسبب المخاوف من أن تمويل باكستان قد يُستخدم لدعم الإرهاب، وهذا التوتر الاقتصادى يعكس جزءًا من الصراع الأوسع، حيث تستغل كل دولة الأوضاع الاقتصادية والسياسية لتقوية موقفها فى النزاع. تُعد الاتهامات المتبادلة بدعم الإرهاب حجر عثرة أساسى أمام تحسين العلاقات بين الهند وباكستان، حيث تعزز حالة العداء وعدم الثقة بين الطرفين، على الرغم من محاولات متكررة لاستئناف الحوار، فإن أى محادثات بين البلدين غالبًا ما تنهار بسبب هذه الاتهامات وتصاعد العنف، مما يجعل مسار السلام هشًا وغير مضمون. ويظل مستقبل العلاقات مرهونًا بإرادة سياسية حقيقية من الطرفين لخفض التصعيد، وتبنى سياسات تتيح فتح قنوات حوار جادة تستند إلى احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.


الموجز
منذ 2 أيام
- الموجز
سر الجهاز الغامض على طاولة ترامب يثير التساؤلات في لقاء مفاجئ مع الرئيس السوري
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو من لقاء جمع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في العاصمة السعودية الرياض، يوم الخميس، في مشهد أثار الكثير من التساؤلات والجدل السياسي والإعلامي. 🚨كثير شافوه أمام الرؤساء.. بجانب ترامب، وبوسط اجتماعات تُحدد مصير دول، لكن ما أحد سأل: ما هو هذا "الجهاز الغامض"؟ ولماذا لا يُستخدم إلا في غرف مغلقة وعلى طاولات القرار؟ لا هو هاتف عادي، ولا جهاز اتصال تقليدي. إنه أداة تُستخدم عندما تكون المكالمة أغلى من أن تُخترق. 👇 ثريد عن… — ما وراء المعرفة (@M3il9) May 17, 2025 ولفت النشطاء إلى وجود جهاز غريب الشكل على الطاولة أمام ترامب خلال اللقاء، ما أثار موجة تكهنات بشأن طبيعته ووظيفته. ورجّح بعض المعلقين أنه جهاز اتصال يستخدم في المكالمات الجماعية (conference call)، بينما رأى آخرون أنه قد يكون مرتبطًا بأنظمة اتصالات متقدمة أو أمنية. ما هو هذا الجهاز الذي يظهر بشكل متكرر في اجتماعات رفيعة المستوى، مثل هذا الذي كان موضوعاً أمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؟ إنه ليس مجرد هاتف عادي، بل هو أداة متخصصة للاتصالات الاحترافية. لنتعرف عليه عن كثب. تابع — فارس العمري (@fares_omarii) May 17, 2025 اللقاء جاء بعد إعلان ترامب عن خطة لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، بطلب من ولي العهد السعودي، واصفًا الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع بأنه "شاب جذاب، قوي البنية، وله ماضٍ قوي"، مضيفًا أن أمامه "فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا". كما أشار ترامب إلى أن الشرع أبدى استعدادًا للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، في خطوة مفاجئة في سياق التطورات الإقليمية، لكنه أوضح أن "على سوريا تصحيح أوضاعها أولاً" قبل أي خطوات فعلية في هذا الاتجاه. تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، يظهر فيها جهاز على الطاولة أثار تساؤلات واسعة حول مهامه وسبب وجوده. وأكد مراقبون أن الجهاز هو هاتف مؤتمرات متطور من طراز Cisco 8831، يعمل عبر بروتوكول الإنترنت (IP) مع نظام… — Ahmad Hamieh🇦🇷🇦🇷 (@Ahmadhamieh313) May 18, 2025 الشرع، الذي عُيّن مؤخرًا رئيسًا مؤقتًا لسوريا في إطار تسوية سياسية لم تتضح معالمها بالكامل، كان في السابق أحد مؤسسي جبهة النصرة، الجماعة التي بايعت تنظيم القاعدة. لكنه انفصل عنها عام 2016، بحسب تقرير صادر عن المركز الأمريكي للتحليلات البحرية (CNA).


العين الإخبارية
منذ 3 أيام
- العين الإخبارية
واشنطن تُعيد تشكيل ذراعها السرية.. رجل الشرق الأوسط يتصدر عمليات التجسس
عينت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ضابطًا مخضرمًا يتمتع بخبرة واسعة في الشرق الأوسط في منصب نائب مدير العمليات، المسؤول الأول عن الإشراف على المهام السرية للوكالة على مستوى العالم. وبحسب صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، يعكس هذا التعيين تحولًا استراتيجيًا في سياسة الوكالة، باتجاه تعزيز النشاط الاستخباراتي الخارجي، وخاصة في المناطق الرمادية والصراعات المعقدة. وأفادت الصحيفة بأن «الضابط الجديد، الذي يتولى حاليًا منصب رئيس محطة في دولة شرق أوسطية حيوية، وقع عليه الاختيار بعد سحب ترشيح سلفه رالف غوف»، وهو ضابط متقاعد كان قد استُدعي للخدمة، قبل أن يُستبعد وسط تكهنات ربطت قرار الإبعاد بمواقفه السياسية المؤيدة لأوكرانيا أثناء تقاعده. ما أهمية منصب نائب مدير العمليات؟ يُعد هذا المنصب أحد أهم المناصب داخل الوكالة، حيث يتولى صاحبه الإشراف على العمليات السرية، وتجنيد العملاء في الدول المصنفة كأولويات استخباراتية، مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية. وتقول المصادر إن الضابط المعين يتمتع بسمعة استثنائية بين زملائه الميدانيين، بفضل خبرته الممتدة في بيئات شديدة التعقيد، مما يجعله الخيار الأمثل لقيادة عمليات تتطلب فهمًا دقيقًا للتحالفات السياسية والتهديدات الأمنية، لا سيما في الشرق الأوسط وآسيا. ويتماشى هذا التعيين مع رؤية مدير الوكالة جون راتكليف، الذي أعلن أمام «الكونغرس» عن عزمه تقليص الاعتماد على الوسائل التقنية الحديثة مثل التنصت والمراقبة بالأقمار الصناعية، والعودة إلى ما يُعرف بـ«الاستخبارات البشرية» (HUMINT) بوصفها العمود الفقري للعمل السري. وفي هذا السياق، أطلقت الوكالة مؤخرًا حملة غير مسبوقة عبر منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد عملاء داخل الصين، تضمنت مقاطع فيديو باللغة الصينية تشرح إجراءات التواصل الآمن، مثل استخدام شبكة Tor المُشفّرة، وتعد المتعاونين بحماية قانونية ومالية. جدل في أروقة الاستخبارات لا يُنظر إلى تعيين نائب مدير العمليات الجديد على أنه مجرد تغيير إداري روتيني، بل هو جزء من موجة إعادة هيكلة تشهدها أجهزة الاستخبارات الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب. فقبل أشهر، أُقيل الجنرال تيموثي هوغ من رئاسة وكالة الأمن القومي (NSA) وقيادة العمليات السيبرانية العسكرية، كما أقصيت إدارة الاستخبارات الوطنية برئاسة تولسي غابارد كلاً من رئيس المجلس الوطني للاستخبارات مايكل كولينز ونائبه، بذريعة "تسييس المعلومات الاستخباراتية". غير أن مراقبين ربطوا القرار بتقرير استخباراتي ناقض مزاعم البيت الأبيض حول إرسال قوات أمريكية إلى السلفادور لمواجهة تهديدات «مزعومة» من فنزويلا. أما بشأن سحب ترشيح رالف غوف، فبرزت تساؤلات حول مدى تأثير المواقف السياسية للضباط المتقاعدين على فرص تعيينهم في المناصب الحساسة. وبينما أرجع البعض القرار إلى دعم غوف العلني لأوكرانيا، أكدت مصادر أخرى أن الأمر يعود إلى «اعتبارات مهنية بحتة». مهام جسيمة واستراتيجيات هجومية ويواجه الضابط الجديد تحديات معقدة في ظل تصاعد التنافس الاستخباراتي العالمي، خصوصًا مع روسيا والصين، اللتين تعززان إجراءاتهما الأمنية ضد الاختراقات. كما تظل بؤر الشرق الأوسط، مثل العراق وسوريا واليمن، ساحات مفتوحة للتجاذب الاستخباراتي، ما يتطلب منه تطوير أدوات هجينة تجمع بين العمل السري والدبلوماسية الخفية، والاستفادة من خبرته في المنطقة لتعزيز نفوذ الوكالة. وتعكس هذه التغييرات توجه إدارة ترامب نحو تبني استخبارات أكثر عدوانية وهجومية، تعمل في المناطق الرمادية التي تتقاطع فيها المصالح والصراعات العالمية. لكن هذه الاستراتيجية لا تخلو من تساؤلات حيال المخاطر المحتملة، لا سيما مع تصاعد الانتقادات حول استخدام الاستخبارات كأداة سياسية أكثر منها مهنية. aXA6IDM4LjIyNS43LjE4MSA= جزيرة ام اند امز SE