
قصص سينمائية حقيقية.. كيف تتطاير أجساد أهالي غزة بصواريخ الاحتلال؟
جو 24 :
يقذف صاروخ إسرائيلي الرضيعة أنعام مسافة 50 مترا بعيدا عن منزلها، الذي قصفته طائرات الاحتلال شمال قطاع غزة، على حين بغتة.
تطير الطفلة في السماء وتسقط على فراش مجاور، وكأن ملائكة حملتها وأنزلتها فوقه، ليكون سببا بحمايتها من موت محقق، قبل إصابتها بحروق في وجهها نتيجة انفجار الصاروخ الأول.
هذا المشهد ليس سينمائيا، وإنما قصة حقيقية حدثت مطلع أبريل/نيسان الجاري، ووثقها الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله، الذي يزور غزة لتقديم الرعاية الطبية للجرحى، عبر حسابه في منصة إنستغرام.
ذلك السيناريو الدموي، من بين عشرات مشاهد المقتلة المستمرة بإخراج إسرائيلي متقن، وبدعم أميركي، راح ضحيتها أكثر من 50 ألفا و846 شهيدا و115 ألفا و729 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
أجساد وأشلاء متطايرة
وإذا كان مسمع العالم لا يستوعب سيناريوهات القتل التي يُجرّبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على سكان القطاع المحاصر، فلهم في مجزرة مدرسة دار الأرقم بمدينة غزة دليل أُضيف إلى سجل مفتوح من جرائم الإبادة الجماعية.
حيث وثقت منصات فلسطينية المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في الثالث من أبريل/نيسان الجاري، وما قالت إنه يُظهر لحظة تطاير أجساد الأهالي بفعل القصف العنيف على مدرسة تؤوي نازحين.
ولا يستطيع أهالي غزة خاصة، تخطّي مشهد تطاير الأجساد بفعل القصف، مؤكدين أن ما يتعرضون له ليس حربا وإنما "فناء بطيء تُرتكب فيه القيامة على الأرض، دون حساب أو ميزان أو عدالة، وبينما تُمزق الأجساد وتتبعثر الأرواح، يكتفي العالم بالعدّ والصمت".
وتأكيدا على ذلك، يُخاطب الناشط أحمد الخالدي من وصفهم بـ"المتخاذلين" المتفاجئين بتطاير سكان غزة بفعل القصف، حاكيا بعضا من قصص من تطايرت أجسادهم فوق مبان قريبة، ومن اختفت بعض أشلائهم وتناثرت في المجهول، ومن تعرضوا للفناء تماما، ومن تطايروا وبقوا أحياء.
ويقول الخالدي في منشوره "لقد وجدنا في بيتنا أشلاء جيراننا بعد قصف منزلهم المكون من 6 طوابق، فالانفجار ينثر كل شيء من أجساد وركام وذكريات".
ويضيف "ذات مرة سألت صديقا تم إنقاذه من تحت ركام بيته حيا، كيف هو الشعور؟.. أجاب: مع انفجار الصاروخ شعرت بأنني سقطت في حفرة عميقة مع الدوران بقوة، لكني خرجت حيا وبخير"، مؤكدا أن الشخص نفسه استشهد فيما بعد برفقة زوجته وأطفاله في قصف منفصل.
ويزيد على قصص مشابهة، أخصائي الصحة النفسية الدكتور سعيد الكحلوت، قائلا إن "جسد أختي الشهيدة طار ذات قصف وتجاوز عمارتين وشارعا، بينما وُجد زوجها بعد يومين في حارة مجاورة".
ويكمل في منشور له عبر فيسبوك "في بداية الحرب، وإثر قصف على بيت جيراننا، وجد أهل الحي جسد شهيدة كما هو على فراشها، مستقرا فوق الطابق الخامس في عمارة ملاصقة لبيت الشهيدة الكفيفة.. قال الناس شرحا للحدث: لقد حملتها الملائكة وهربت بها إلى مكان آمن.. كانت نائمة تماما".
وتبدو المرحلة الجديدة من الحرب الإسرائيلية، منذ استئنافها في 18 مارس/آذار الماضي، أكثر دموية وإجراما، إذ قتل جيش الاحتلال 1482 فلسطينيا وأصاب 3688، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.
ويلحظ سكان غزة قصفا أعنف ووتيرة قتل أشد وكأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم القطاع حقل تجارب لأسلحته العسكرية الفتاكة، بعد خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع المقاومة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وعن ذلك، يربط الكحلوت بين مشهدي القصف العنيف وتطاير أجساد الشهداء، قائلا إن "قوة الانفجارات التي نشهدها في هذه الحرب تجعلني أقول إن الأجساد تحاول أن تنجو بنفسها فتهرب، حتى ولو طارت خارج دائرة النار، هاربة من الجحيم (..) وصوت الانفجار كأن السماء انشقت عن غضبها، يزلزل الأرض تحت أقدامنا ويصم آذاننا حتى لا نعود نسمع إلا أزيز الخوف وهو يعوي داخل رؤوسنا".
خوف وهلع
ويدعو المدون أبو غيث ياغي، العالم للحديث عن "غزة التي تموت"، والليالي الصعبة التي يعيشها السكان، بينما "تُجرّب إسرائيل أنواعا جديدة من القنابل والصواريخ".
وبينما يسأل الناشط محمد العكشية عبر حسابه "شو قاعدين برموا (الاحتلال) علينا" بسبب أصوات القصف التي يتردد صداها في كل الأرجاء، يؤكد آخر أن موجة الانفجارات وعمليات القصف مرعبة وغير مسبوقة.
في حين يرى الناشط محمد هنية أن أغلب الصواريخ المستخدمة بعد تجدد الإبادة مختلفة عن سابقها، ولها موجة انفجارية هائلة، مضيفا "أصبحنا نسمع تردد صدى الانفجار لمدة أطول، أي أنه لا يتوقف في لحظته بل يظهر صوته كأنه يمتد وينتشر، بالتزامن مع هزات أرضية تستمر ثواني.
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
صاروخ إسرائيلي يبتر طفولة غادة.. ويترك غزة تنزف أطفالها
على الأرجوحة الصغيرة في ساحة مدرسة «دار الأرقم»، كانت الطفلة غادة دبابش (6 سنوات) تحاول أن تنتزع من الحرب فسحة لعب، كأنها ترفض أن تُسرق منها طفولتها. تضحك وتتمايل بخفة، ولم تكن تعلم أن تلك اللحظة البريئة ستكون آخر عهدها بكامل جسدها. صاروخ إسرائيلي أنهى المشهد، وبتر يدها اليمنى بالكامل، اليد التي كانت تكتب بها، وتتناول طعامها، وتتشبث بها بأختها الكبرى، وتلوّح بها لأمها كل صباح. وغادة، النازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، كانت ضمن عشرات الأطفال المقيمين في المدرسة التي تحوّلت إلى ملجأ للنازحين وسط المدينة. في المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل مطلع نيسان/ أبريل، استُشهد 31 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 100، كثير منهم أطفال مثل غادة. وزعم جيش الاحتلال أنه هاجم «مجمع قيادة» لحماس بقصفه مدرسة الأرقم، فيما نفى مكتب الإعلام الحكومي بغزة ذلك، مؤكدا أن الهجوم استهدف نازحين مدنيين. والجمعة، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن النساء والأطفال تصدروا قائمة الضحايا منذ استئناف الاحتلال حربه على قطاع غزة في 18 آذار/ مارس الماضي، موضحًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل خلال تلك الفترة 595 طفلًا و308 نساء. وتجلس غادة اليوم، في زاوية من مدرسة أخرى أُعيد تهجيرها إليها، لا تبوح بالكثير، لكنها تحمل في نظراتها ما يفوق الكلام. تبتسم حين تُسأل، لكنها تسرح سريعا في صمتها الطويل، كأنها تحادث شيئا لا يُرى. يقول والدها أحمد دبابش، بصوت مُتعب: «كانت تلعب على الأرجوحة في ساحة المدرسة، وتضحك. وفجأة سقط صاروخ.. أصيبت بشظية في يدها مباشرة، وكانت الإصابة بالغة جدًا. أسعفتها بنفسي، ربطت يدها لأوقف النزيف، وركضنا إلى المستشفى. كنت أدرك أن يدها قد لا تُنقذ من شدة التهتك». وأضاف: «دخلت غرفة العمليات.. حاول الطبيب، لكنه عاد ليخبرنا أن البتر لا مفر منه». وتابع بألم: «وقّعت على العملية وقلبنا يتقطع، لكن هذه مشيئة الله ونحن مؤمنون. غادة كانت تستخدم يدها اليمنى في كل شيء: في الأكل، والكتابة، حتى دخول الحمام. الآن نحاول أن نواسيها، وندربها على استخدام يدها اليسرى، لكنها تتعب كثيرًا، حتى من الضحك». وتقول الطفلة بصوت خافت ووجه شاحب: «أنا غادة دبابش.. عمري 6 سنين.. اليهود قطعوا إيدي وأنا نفسي بيد بدالها». ولا تُعاني غادة من ألم الإصابة فقط، بل من تداعياتها اليومية، فلا تستطيع اللعب كما كانت، ولا استخدام الحمام دون مساعدة، ولا الكتابة التي كانت تحبها. وتدخل شقيقتها الكبرى ملك (8 سنوات)، على خط الألم بصوت طفولي ممتزج بالحسرة: «كنت أحمل أخي الصغير عندما حدث القصف فجأة.. امتلأ المكان بالدخان ولم أرى شيئا.. كنت أتمنى أن ينتهي الدخان سريعا فقط لأعود لأمي». ثم تستدرك بصوت مثقل بالمسؤولية: «أتمنى أن نحظى غادة بطرف صناعي حتى تستطيع الكتابة واللعب مثلنا (..) هي لا تستطيع دخول الحمام وحدها وأنا دائمًا أكون معها بوقف معها وأتمنى أن أراها تضحك من قلبها». وتختم همسًا، وهي تقبّل يد أختها المبتورة: «أجمل هدية لأختي هي الطرف الصناعي.. حتى تعود لحياتها الماضية». وفي 24 آذار/ مارس الماضي قالت وزارة الصحة بغزة إن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال حرب الإبادة الجماعية على مدار 19 شهرا (حتى 23 مارس) بلغ نحو 15 ألفا و613 طفلا، وهو ما يشكل 31 بالمئة من إجمالي القتلى في حينه. وقالت في إنفوغرافيك نشرته آنذاك، إن الإصابات في صفوف الأطفال وصلت إلى 33 ألفا و900 طفل، بنسبة تصل إلى 30 بالمئة من إجمالي مصابي القطاع، البالغ 113 ألفا و408 أشخاص. وأفاد الإنفوغرافيك بأن إسرائيل قتلت في ذات الفترة 825 رضيعا بعمر أقل من عام. ولم تشر الوزارة إلى عدد الأطفال والنساء الذين قتلوا منذ استئناف إسرائيل إبادتاها الجماعية في 18 آذار/ مارس الماضي، والتي أسفرت حتى ظهر الجمعة، عن استشهاد 2062 وإصابة 5375 آخرين معظمهم من النساء والاطفال، وفق أحدث بياناتها. وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر بوجه المساعدات الإنسانية. «عرب 48»


سواليف احمد الزعبي
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- سواليف احمد الزعبي
قصص سينمائية حقيقية.. كيف تتطاير أجساد أهالي غزة بصواريخ الاحتلال؟
#سواليف يقذف #صاروخ_إسرائيلي #الرضيعة أنعام مسافة 50 مترا بعيدا عن منزلها، الذي قصفته #طائرات_الاحتلال شمال قطاع #غزة، على حين بغتة. تطير الطفلة في السماء وتسقط على فراش مجاور، وكأن ملائكة حملتها وأنزلتها فوقه، ليكون سببا بحمايتها من موت محقق، قبل إصابتها بحروق في وجهها نتيجة انفجار الصاروخ الأول. هذا المشهد ليس سينمائيا، وإنما قصة حقيقية حدثت مطلع أبريل/نيسان الجاري، ووثقها الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله، الذي يزور غزة لتقديم الرعاية الطبية للجرحى، عبر حسابه في منصة إنستغرام. ليسـت شـظـآيآ آلتي تتطـآير في آلسـمـآء . .. إنمـآ هي آجسـآد بشـر مـسـلمـين . .. أي آنتمـ يآ أمـة مـحمـد (ص) ؟#غزة_تحت_القصف — Baydaâ||☫𓂆 بَـيْـداءحَيدَر (@BaydaaHaidar7) April 4, 2025 ذلك السيناريو الدموي، من بين عشرات مشاهد المقتلة المستمرة بإخراج إسرائيلي متقن، وبدعم أميركي، راح ضحيتها أكثر من 50 ألفا و846 شهيدا و115 ألفا و729 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023. أجساد وأشلاء متطايرة 🚨🙏🙏🙏🙏🙏👇🏻 أجساد شعب غزة تتطاىر جثثهم من قوة التفجيرات العنيفة ثم تعود لترتطم في الأرض ، مناظر تدمي القلوب المتحجرة. يا أمة 2 مليار مسلم . يا أمة العروبة. يا عالم بلا ضمير . يا ذكور هذا الزمن . يا سلالة الشياطين . ألم تتحرك مشاعركم وأنتم ترون الجثث تتطاير أمام أعينكم… — Lara (@TradingLara) April 5, 2025 وإذا كان مسمع العالم لا يستوعب سيناريوهات القتل التي يُجرّبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على سكان القطاع المحاصر، فلهم في مجزرة مدرسة دار الأرقم بمدينة غزة دليل أُضيف إلى سجل مفتوح من جرائم الإبادة الجماعية. حيث وثقت منصات فلسطينية المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في الثالث من أبريل/نيسان الجاري، وما قالت إنه يُظهر لحظة تطاير أجساد الأهالي بفعل القصف العنيف على مدرسة تؤوي نازحين. ولا يستطيع أهالي غزة خاصة، تخطّي مشهد تطاير الأجساد بفعل القصف، مؤكدين أن ما يتعرضون له ليس حربا وإنما 'فناء بطيء تُرتكب فيه القيامة على الأرض، دون حساب أو ميزان أو عدالة، وبينما تُمزق الأجساد وتتبعثر الأرواح، يكتفي العالم بالعدّ والصمت'. اجساد الشهداء تتطاير امام انظار العالم — م.حسن (@HasanAl_bahrani) April 4, 2025 وتأكيدا على ذلك، يُخاطب الناشط أحمد الخالدي من وصفهم بـ'المتخاذلين' المتفاجئين بتطاير سكان غزة بفعل القصف، حاكيا بعضا من قصص من تطايرت أجسادهم فوق مبان قريبة، ومن اختفت بعض أشلائهم وتناثرت في المجهول، ومن تعرضوا للفناء تماما، ومن تطايروا وبقوا أحياء. ويقول الخالدي في منشوره 'لقد وجدنا في بيتنا أشلاء جيراننا بعد قصف منزلهم المكون من 6 طوابق، فالانفجار ينثر كل شيء من أجساد وركام وذكريات'. ويضيف 'ذات مرة سألت صديقا تم إنقاذه من تحت ركام بيته حيا، كيف هو الشعور؟.. أجاب: مع انفجار الصاروخ شعرت بأنني سقطت في حفرة عميقة مع الدوران بقوة، لكني خرجت حيا وبخير'، مؤكدا أن الشخص نفسه استشهد فيما بعد برفقة زوجته وأطفاله في قصف منفصل. ويزيد على قصص مشابهة، أخصائي الصحة النفسية الدكتور سعيد الكحلوت، قائلا إن 'جسد أختي الشهيدة طار ذات قصف وتجاوز عمارتين وشارعا، بينما وُجد زوجها بعد يومين في حارة مجاورة'. ويكمل في منشور له عبر فيسبوك 'في بداية الحرب، وإثر قصف على بيت جيراننا، وجد أهل الحي جسد شهيدة كما هو على فراشها، مستقرا فوق الطابق الخامس في عمارة ملاصقة لبيت الشهيدة الكفيفة.. قال الناس شرحا للحدث: لقد حملتها الملائكة وهربت بها إلى مكان آمن.. كانت نائمة تماما'. وتبدو المرحلة الجديدة من الحرب الإسرائيلية، منذ استئنافها في 18 مارس/آذار الماضي، أكثر دموية وإجراما، إذ قتل جيش الاحتلال 1482 فلسطينيا وأصاب 3688، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة. ويلحظ سكان غزة قصفا أعنف ووتيرة قتل أشد وكأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم القطاع حقل تجارب لأسلحته العسكرية الفتاكة، بعد خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع المقاومة في يناير/كانون الثاني الماضي. وعن ذلك، يربط الكحلوت بين مشهدي القصف العنيف وتطاير أجساد الشهداء، قائلا إن 'قوة الانفجارات التي نشهدها في هذه الحرب تجعلني أقول إن الأجساد تحاول أن تنجو بنفسها فتهرب، حتى ولو طارت خارج دائرة النار، هاربة من الجحيم (..) وصوت الانفجار كأن السماء انشقت عن غضبها، يزلزل الأرض تحت أقدامنا ويصم آذاننا حتى لا نعود نسمع إلا أزيز الخوف وهو يعوي داخل رؤوسنا'. خوف وهلع ويدعو المدون أبو غيث ياغي، العالم للحديث عن 'غزة التي تموت'، والليالي الصعبة التي يعيشها السكان، بينما 'تُجرّب إسرائيل أنواعا جديدة من القنابل والصواريخ'. وبينما يسأل الناشط محمد العكشية عبر حسابه 'شو قاعدين برموا (الاحتلال) علينا' بسبب أصوات القصف التي يتردد صداها في كل الأرجاء، يؤكد آخر أن موجة الانفجارات وعمليات القصف مرعبة وغير مسبوقة. في حين يرى الناشط محمد هنية أن أغلب الصواريخ المستخدمة بعد تجدد الإبادة مختلفة عن سابقها، ولها موجة انفجارية هائلة، مضيفا 'أصبحنا نسمع تردد صدى الانفجار لمدة أطول، أي أنه لا يتوقف في لحظته بل يظهر صوته كأنه يمتد وينتشر، بالتزامن مع هزات أرضية تستمر ثواني.


جو 24
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- جو 24
قصص سينمائية حقيقية.. كيف تتطاير أجساد أهالي غزة بصواريخ الاحتلال؟
جو 24 : يقذف صاروخ إسرائيلي الرضيعة أنعام مسافة 50 مترا بعيدا عن منزلها، الذي قصفته طائرات الاحتلال شمال قطاع غزة، على حين بغتة. تطير الطفلة في السماء وتسقط على فراش مجاور، وكأن ملائكة حملتها وأنزلتها فوقه، ليكون سببا بحمايتها من موت محقق، قبل إصابتها بحروق في وجهها نتيجة انفجار الصاروخ الأول. هذا المشهد ليس سينمائيا، وإنما قصة حقيقية حدثت مطلع أبريل/نيسان الجاري، ووثقها الطبيب المغربي يوسف بو عبد الله، الذي يزور غزة لتقديم الرعاية الطبية للجرحى، عبر حسابه في منصة إنستغرام. ذلك السيناريو الدموي، من بين عشرات مشاهد المقتلة المستمرة بإخراج إسرائيلي متقن، وبدعم أميركي، راح ضحيتها أكثر من 50 ألفا و846 شهيدا و115 ألفا و729 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023. أجساد وأشلاء متطايرة وإذا كان مسمع العالم لا يستوعب سيناريوهات القتل التي يُجرّبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على سكان القطاع المحاصر، فلهم في مجزرة مدرسة دار الأرقم بمدينة غزة دليل أُضيف إلى سجل مفتوح من جرائم الإبادة الجماعية. حيث وثقت منصات فلسطينية المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في الثالث من أبريل/نيسان الجاري، وما قالت إنه يُظهر لحظة تطاير أجساد الأهالي بفعل القصف العنيف على مدرسة تؤوي نازحين. ولا يستطيع أهالي غزة خاصة، تخطّي مشهد تطاير الأجساد بفعل القصف، مؤكدين أن ما يتعرضون له ليس حربا وإنما "فناء بطيء تُرتكب فيه القيامة على الأرض، دون حساب أو ميزان أو عدالة، وبينما تُمزق الأجساد وتتبعثر الأرواح، يكتفي العالم بالعدّ والصمت". وتأكيدا على ذلك، يُخاطب الناشط أحمد الخالدي من وصفهم بـ"المتخاذلين" المتفاجئين بتطاير سكان غزة بفعل القصف، حاكيا بعضا من قصص من تطايرت أجسادهم فوق مبان قريبة، ومن اختفت بعض أشلائهم وتناثرت في المجهول، ومن تعرضوا للفناء تماما، ومن تطايروا وبقوا أحياء. ويقول الخالدي في منشوره "لقد وجدنا في بيتنا أشلاء جيراننا بعد قصف منزلهم المكون من 6 طوابق، فالانفجار ينثر كل شيء من أجساد وركام وذكريات". ويضيف "ذات مرة سألت صديقا تم إنقاذه من تحت ركام بيته حيا، كيف هو الشعور؟.. أجاب: مع انفجار الصاروخ شعرت بأنني سقطت في حفرة عميقة مع الدوران بقوة، لكني خرجت حيا وبخير"، مؤكدا أن الشخص نفسه استشهد فيما بعد برفقة زوجته وأطفاله في قصف منفصل. ويزيد على قصص مشابهة، أخصائي الصحة النفسية الدكتور سعيد الكحلوت، قائلا إن "جسد أختي الشهيدة طار ذات قصف وتجاوز عمارتين وشارعا، بينما وُجد زوجها بعد يومين في حارة مجاورة". ويكمل في منشور له عبر فيسبوك "في بداية الحرب، وإثر قصف على بيت جيراننا، وجد أهل الحي جسد شهيدة كما هو على فراشها، مستقرا فوق الطابق الخامس في عمارة ملاصقة لبيت الشهيدة الكفيفة.. قال الناس شرحا للحدث: لقد حملتها الملائكة وهربت بها إلى مكان آمن.. كانت نائمة تماما". وتبدو المرحلة الجديدة من الحرب الإسرائيلية، منذ استئنافها في 18 مارس/آذار الماضي، أكثر دموية وإجراما، إذ قتل جيش الاحتلال 1482 فلسطينيا وأصاب 3688، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة. ويلحظ سكان غزة قصفا أعنف ووتيرة قتل أشد وكأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم القطاع حقل تجارب لأسلحته العسكرية الفتاكة، بعد خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع المقاومة في يناير/كانون الثاني الماضي. وعن ذلك، يربط الكحلوت بين مشهدي القصف العنيف وتطاير أجساد الشهداء، قائلا إن "قوة الانفجارات التي نشهدها في هذه الحرب تجعلني أقول إن الأجساد تحاول أن تنجو بنفسها فتهرب، حتى ولو طارت خارج دائرة النار، هاربة من الجحيم (..) وصوت الانفجار كأن السماء انشقت عن غضبها، يزلزل الأرض تحت أقدامنا ويصم آذاننا حتى لا نعود نسمع إلا أزيز الخوف وهو يعوي داخل رؤوسنا". خوف وهلع ويدعو المدون أبو غيث ياغي، العالم للحديث عن "غزة التي تموت"، والليالي الصعبة التي يعيشها السكان، بينما "تُجرّب إسرائيل أنواعا جديدة من القنابل والصواريخ". وبينما يسأل الناشط محمد العكشية عبر حسابه "شو قاعدين برموا (الاحتلال) علينا" بسبب أصوات القصف التي يتردد صداها في كل الأرجاء، يؤكد آخر أن موجة الانفجارات وعمليات القصف مرعبة وغير مسبوقة. في حين يرى الناشط محمد هنية أن أغلب الصواريخ المستخدمة بعد تجدد الإبادة مختلفة عن سابقها، ولها موجة انفجارية هائلة، مضيفا "أصبحنا نسمع تردد صدى الانفجار لمدة أطول، أي أنه لا يتوقف في لحظته بل يظهر صوته كأنه يمتد وينتشر، بالتزامن مع هزات أرضية تستمر ثواني. المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي تابعو الأردن 24 على