
بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قصة الأناقة بالخيط والإبرة
وبفضل هذا المعرض، لم يعد اللوفر حكرا على الفنون التشكيلية والكلاسيكية، بل كسر القاعدة ليقدّم سردية متكاملة عن الجمال والهوية، ويعيد حياكة تاريخ دور الأزياء الفرنسية بخيط وإبرة.
وبينما يتنقّل الزائر بين قاعات المعرض، تتردد في ذهنه أسئلة جوهرية: "هل الأزياء محض استهلاك، أم لغة تعبّر عن الروح وتغذّي الإحساس؟" ويأتي جواب اللوفر واضحا: كل قطعة هنا تحكي قصة، تتمحور حول الأنوثة والفخامة والفن.
سابقة فنية
منذ افتتاحه عام 1793، لم يشهد متحف اللوفر تنظيم أي معرض مخصص بالكامل لعالم الأزياء، رغم موقعه الفريد في قلب باريس، بالقرب من أشهر دور الأزياء الراقية (الهوت كوتور).
وفي هذا السياق، أوضح أوليفييه غابيه، مدير قسم الفنون الزخرفية بالمتحف، أن هذه هي المرة الأولى التي يُقام فيها معرض داخل اللوفر يُعنى بالموضة، من حيث التصميم والتقديم، ضمن مجموعاته الفنية.
وأشار غابيه، في حديثه لموقع الجزيرة نت، إلى أن المتحف كان قد استضاف عام 2022 فعالية صغيرة بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس دار "إيف سان لوران"، وذلك بناءً على اقتراح من المؤسسة نفسها.
وعند سؤاله عن إمكانية تنظيم معارض مماثلة في المستقبل، قال: "اللوفر لا يملك مجموعة أزياء خاصة به، لذا فهو غير ملزم بتقديم معارض للموضة بشكل دوري. لكن من حسن حظنا أن اللوفر، بطبيعته، هو متحف يتقاطع مع عالم الموضة، الذي يتميز بدورات قصيرة وتجدد مستمر. وأعتقد أن الوقت المناسب لمعرض جديد سيأتي، عاجلا أم آجلا".
توقيع على جسد الذاكرة
في الوقت الذي كانت تُنظر فيه إلى الأزياء الراقية على أنها حكر على الملكات وزوجات القادة ونجمات السينما، كان مصمموها يرون فيها خطابا اجتماعيا بصيغة أنثوية. فالثوب والخيوط الذهبية، من وجهة نظرهم، لا تُصمَّم فقط لتلائم الجسد، بل لتعيد تشكيل ثقة المرأة بنفسها وتعزز حضورها، بعيدا عن القيود والتصورات النمطية.
اليوم، وعلى مساحة تُقارب 9 آلاف متر مربع، يعرض متحف اللوفر 65 تصميما معاصرا، إلى جانب نحو 30 إكسسوارا، في حوار بصري وشاعري يمتد من بيزنطة إلى الإمبراطورية الثانية.
وقد سلط أوليفييه غابيه، مدير قسم الفنون الزخرفية في المتحف، الضوء على مجموعة المصممة ماري لويز كارفن، مؤسسة دار كارفن بعد الحرب، والتي تبرعت بأكثر من 300 عمل لقسم الفنون الزخرفية في اللوفر، قائلا: "كان الهدف هو خلق حوار ناجح يضع الموضة في قلب صالات العرض".
وأضاف غابيه: "أردنا أن نظهر كيف شكّلت بيزنطة، والعصور الوسطى، وعصر النهضة، والقرن الـ17 مع شخصية لويس الرابع عشر وفرساي، مصادر إلهام أساسية للعديد من المبدعين".
وأشاد غابيه ببعض القطع البارزة في المعرض، من بينها فستان جون غاليانو المصنوع من الأورجانزا الحريرية والمرفق بغطاء رأس، وفستان صممه كارل أغرافيل عام 2019 مستوحى من خزانة أدراج الكونتيسة دي مايي المعروضة في اللوفر، بالإضافة إلى فستان من تصميم عز الدين علية مستلهم من الفن المصري القديم.
بين الإبرة والريشة
وبمجرد الدخول إلى إحدى القاعات، ستُغرم بالتقاطع الفريد بين فستان أسود من دار ديور يعود لمنتصف القرن الـ20 وُضع بمحاذاة منحوتة لرأس إمبراطور روماني، وفستان ذهبي من جيفنشي يقف تحت لوحة "أفروديت" الإغريقية، بالإضافة إلى التقاء خيوط شانيل بخيوط الذاكرة.
ومن المصمم الشهير جاك دوسيه إلى مدام كارفن، أعارت 45 دار أزياء راقية مجموعات استثنائية تتناغم بشكل رائع مع اللوحات المعلقة على جدران قسم الفنون الزخرفية باللوفر.
وعندما يتعلق الأمر بالتاريخ والموضة، فإن الروابط لا تُحصى، وغالبا ما تتجسد من خلال المعرفة والتقنيات اللامتناهية والثقافة البصرية، فضلا عن التفاعل الدقيق بين معنى اللوحة أو القطعة الأثرية وكتالوج المصمم. ليبدو الفستان كأنه درع يحمل في طياته شهادة ميلاد الزمن.
ولعل أهم ما يميز معرض "كوتور" هو أنه لا يقدم عرضا للأزياء بقدر ما يُصوغ حوارا بين القرون، وكأن فستان هذا العصر يلقي التحية على تمثال فرعوني، وثنيات قماش مطرز يقلد انسياب الرداء الروماني.
كما تمكنت كل القطع المعروضة في صالات العرض، التي تعرف جيدا لوحات وتحف القرون الماضية، من إخفاء الفوارق بين الفن والموضة، وبين الإبرة والريشة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 22 دقائق
- الجزيرة
هل تزوج كريستيانو رونالدو سرا؟
أشعلت عارضة الأزياء الإسبانية جورجينا رودريغيز التكهنات بشأن زواجها سرا من أسطورة كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف النصر السعودي، بعد مشاركتها سلسلة من صور عبر منصة " إنستغرام" لتبادل الصور، تظهر إطلالتها الأنيقة والعفوية، بالإضافة إلى مقطع فيديو يوثق لحظات رومانسية في مناسبة خاصة. وتحظى جورجينا بأكثر من 67 مليون متابع على "إنستغرام" لترسخ مكانتها كواحدة من أكثر النساء متابعة في العالم، وإلى جانب دورها كعارضة أزياء، تنظم جورجينا حضورها على وسائل التواصل الاجتماعي بعناية، حيث تشارك كل شيء من اللحظات العائلية إلى إلهام الموضة. وظهرت جورجينا وهي ترتدي فستانا أبيض بنقشة زهور وردية رقيقة، كما ارتدت قلادة أنيقة، وعلقت على الصور بالقول "صيف زهري". وبدا أن عارضة الأزياء الإسبانية تستمتع بالموسيقى وسط ترديد أبنتيها أغنية المطربة الشهيرة سيلين ديون "ماي هارت ويل جو أون"، وعلقت على ذلك بالقول "الاحتفال بالصداقة، من يملك أصدقاء جيدين، يملك كنزا". وحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "ماركا" الإسبانية، اليوم الاثنين، انهالت التعليقات بسرعة.. "أنت جميلة كالوردة"، "هذا الفستان والأسلوب الأنثوي يناسبانك تماما، تبدين فاتنة"، و"ألانا وإيفا تتمتعان بصوت رائع". لكن ما لفت انتباه المعجبين حقا هو الخاتم الذي ارتدته جورجينا في إصبعها، مما أثار موجة من التكهنات. لم يكن الزي أو الأجواء المبهجة فقط ما لفت الانتباه، بل أيضا مكان التقاط الصور، حديقة مزينة بأضواء متلألئة، وطاولة مليئة بالزهور مع شموع وأدوات مائدة رومانسية، وجميع أفراد العائلة يستمتعون بالموسيقى، حيث بدا كل شيء وكأنه معد لمناسبة مميزة للغاية. كما ظهرت جورجينا جالسة على أريكة بجانب وسادة بيضاء مطرزة بحرفي "سي" و"جي"، وهما الحرفان الأولان من اسمي كريستيانو وجورجينا متصلان بقلب، حيث أثارت الصورة شائعات حول زواجها المحتمل من رونالدو.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
السياحة في هولندا بعيدا عن أمستردام
حين تطأ قدم الزائر أرض هولندا، كثيرا ما تتجه الأنظار إلى أمستردام العاصمة، المدينة المتوهجة والشهيرة بالقنوات المائية. إلا أن خلف هذا البريق المألوف، تنسج مدن هولندا الصغيرة خيوط تجربة أكثر صفاءً وعمقًا. مدن تنبض بالحياة الهادئة، وتفوح منها رائحة الطبيعة والزهور، وتناسب أولئك الذين ينشدون السكينة. هارلم توأم أمستردام تُعد هارلم واحدة من أكثر المدن تميزا في طابعها، فهي تُشبه أمستردام في ملامحها المعمارية وقنواتها المائية، لكنها تختلف عنها اختلافًا جوهريا في الإيقاع والجو العام. بينما تضج أمستردام بالزحام والصخب السياحي، تنعم هارلم بهدوء أنيق يجعلها مثالية لمن ينشدون تجربة أكثر رصانة ودفئا. إنها مدينة لا تستعرض جمالها، بل تهمس به في الأزقة، وترويه ببطء في المقاهي القديمة وأسواق الزهور العطرة. من أبرز معالم المدينة متحف "فرانز هالس" (Frans Hals Museum)، المكرس لأعمال الفنان الهولندي البارز، ويجمع بين الفن الكلاسيكي والمعاصر داخل قصر تاريخي (سعر التذكرة قرابة 16 يورو). ويمكن لمحبي العمارة زيارة كاتدرائية "سانت بافو" (Grote Kerk)، التي تزين ساحة السوق الكبرى، وتضم أحد أعظم أجهزة الأرغن في أوروبا، وقد عزف عليه الموسيقار النمساوي الشهير فولفغانغ أماديوس موزارت. تجربة العائلة في هارلم لا تكتمل دون جولة نهرية هادئة عبر قنواتها، بتكلفة تتراوح بين 12 و15 يورو للفرد، مرورا بحديقة النباتات الهادئة (Hortus Botanicus) التي تفتح أبوابها مقابل 8 يورو، وتأخذ الزائر في رحلة بين زهور نادرة وأشجار عجوز تهمس بحكاياتها. أما التسوق، فهارلم تعتبر واحدة من أفضل وجهات التسوق في هولندا، بفضل الشوارع الذهبية (Gouden Straatjes)، والتي تزخر بمحلات الأزياء الراقية والبوتيكات المحلية. تبعد هارلم عن أمستردام نحو 25 كلم، زمن الرحلة 25 دقيقة، وتتوفر خدمات الفنادق، ومواقف متعددة الطوابق وسط المدينة (تسعيرتها بين 18 و22 يورو لليوم). أوتريخت أقدم المدن وسط هولندا تتربع مدينة أوتريخت كمدينة تجمع بين عمق التاريخ وإيقاع الحياة الحديثة، وهي من أقدم مدن البلاد وأكثرها روحًا. ما يميز أوتريخت عن غيرها هو تخطيط قنواتها الفريد، حيث تنخفض الأرصفة إلى مستوى الماء، فتتحول إلى شرفات للمقاهي والمطاعم، مما يمنحها طابعًا حميميًا لا مثيل له في أي مدينة هولندية أخرى. يعلو المدينة برج "دوم تاور" الشهير بارتفاعه البالغ 112 مترًا، وهو أعلى برج كنيسة في البلاد، ويمكن تسلقه لقاء 15 يورو لمشاهدة مشهد بانورامي خلاب يمتد حتى الأفق. معالم المدينة وللأطفال والعائلات، يحتضن المدينة متحف السكك الحديدية، أحد أكثر المتاحف تفاعلية في أوروبا، حيث يُعاد بناء محطات وقطارات قديمة داخل قاعات العرض. تُعرف أوتريخت أيضًا بجامعتها العريقة "جامعة أوتريخت"، التي تضفي على المدينة طابعًا شبابيًا نابضًا بالحياة. يمكن زيارة متحف سبي أوكلو (Speelklok)، المخصص لآلات الموسيقى الميكانيكية من صناديق الموسيقى إلى الأرغن الضخم (تذكرة الدخول 14 يورو). ولا تفوت تجربة التجول في حي المتاحف (Museumkwartier)، حيث تتقاطع الشوارع القديمة مع المعارض الفنية المستقلة والمكتبات الثقافية، بينما تقدم المقاهي الأدبية مشروبات دافئة وسط أجواء هادئة. تبعد أوترخيت مسافة 45 كلم عن العاصمة أمستردام، ويمكن الوصول إليها بسيارة مستأجرة، أو عن طريق المطار، كما تتوفر مواقف تحت الأرض للسيارات وسط المدنية برسوم تتراوح بين 15 و20 يورو لليوم. ليسه قرية الزهور على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب غرب أمستردام، تقع قرية ليسه، وهي واحدة من أروع الوجهات الريفية في هولندا، والتي تتحول كل ربيع إلى لوحة من الزهور لا مثيل لها في العالم. تُعرف ليسه بأنها موطن حديقة كيوكينهوف (Keukenhof)، أكبر حديقة زهور في أوروبا، حيث تتفتح أكثر من 7 ملايين زهرة على امتداد 32 هكتارًا من الألوان المبهرة. لكن ما يميز ليسه لا يقتصر على الحديقة فحسب، بل يمتد إلى الحقول المفتوحة المحيطة، التي تتماوج بالأحمر والأرجواني والأصفر في مشهد يخطف الأنفاس، ويمكن استكشافه بالدراجة الهوائية أو حتى بالمروحيات الصغيرة لمن يبحث عن تجربة استثنائية. الطابع الهولندي رغم صغرها، تحتفظ القرية بطابع هولندي دافئ: منازل خشبية، مقاهي محلية، ومزارع عائلية تفتح أبوابها للزوار في موسم التوليب (منتصف مارس/آذار حتى منتصف مايو/آيار). سعر تذكرة الدخول إلى كيوكينهوف يبلغ نحو 19 يورو للبالغين، ويمكن استئجار دراجة من خارج الحديقة بحوالي 12 يورو في اليوم لاكتشاف الحقول المجاورة. ما يجعل ليسه فريدة هو التناغم بين الهدوء الريفي والانفجار البصري الذي يُحيي كل ركن من أركانها. إنها الوجهة المثالية للمصورين، والعائلات، وكل من يبحث عن هولندا في أجمل تجلياتها. ويمكن الوصول إليها عن طريق السيارة، وتتوفر المطاعم الريفية وسط الحقول وتناول وجبة تقليدية تتراوح بين 18 إلى 25 يورو، وتوجد بيوت ضيافة ريفية أو فندق صغير. بجانب توفر مواقف سيارات مجانية قرب كيوكينهوف خلال موسم الزهور. النقل الهولندي دقة وسلاسة تشتهر هولندا بشبكة قطارات منظمة وموثوقة، ما يجعل التنقل بين مدنها سهلًا حتى دون الحاجة لسيارة. ويمكن الوصول من أمستردام إلى هارلم في نحو 15 دقيقة فقط، بتكلفة تقارب 5 يورو. كما يمكن السفر من هارلم إلى أوتريخت في حوالي 50 دقيقة، مع تبديل قطار واحد، بتكلفة تقارب 10–12 يورو. أما الوصول إلى قرية ليسه، فيتطلب ركوب القطار حتى محطة ساسنهايم Sassenheim القريبة، ثم استخدام الحافلة أو الدراجة لاستكمال الرحلة. كما يُنصح بشراء بطاقة النقل الذكية OV-chipkaart، التي تتيح استخدامًا مرنًا ومخفضًا للتنقل عبر القطارات، الترام والحافلات في جميع أنحاء البلاد، مع إمكانية تعبئتها بسهولة عبر ماكينات في المحطات أو التطبيقات. أفضل وقت للزيارة تتزين هولندا بأزهار التوليب من أبريل حتى أوائل مايو/آيار، معلنة انطلاق موسم الربيع المبهج بألوانه الزاهية ونسائمه العطرة، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 10 و17 درجة مئوية، مع أوقات مشمسة متقطعة وأمطار خفيفة متوقعة. أما فصل الصيف، من يونيو/حزيران حتى أغسطس/آب، فيُعد الذروة السياحية؛ تقدم فيه البلاد طقسًا معتدلًا لطيفًا بمتوسط حرارة بين 18 و25 درجة مئوية، مع سطوع للشمس يصل إلى 6–8 ساعات يوميًا وغيوم متناثرة في الغالب، مما يجعل الأجواء مثالية للتجول بين المدن والقنوات والمهرجانات المفتوحة. ثم يأتي سبتمبر بطقس خريفي مائل للدفء، بدرجات حرارة تتراوح بين 15 و20 درجة، مع هدوء نسبي في حركة السياح وألوان خريفية ساحرة تكسو الأشجار والشوارع.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
شاهد.. لقطة خيالية لغولر نجم ريال مدريد بكرة السلة
أشعل الدولي التركي أردا غولر نجم ريال مدريد مواقع التواصل الاجتماعي بلقطة خيالية خلال قضائه العطلة الصيفية قبل انطلاق الموسم الجديد. اقرأ المزيد