
رسائل «سفينة الحرية» وصلت لمن يهمه الأمر
على الرغم مما بدا أنه سلوك أقل حدة من قوة الكوماندوز بجيش الاحتلال، خلال انقضاضها على 12 ناشطا من أوروبا والبرازيل وتركيا، كانوا على متن السفينة «مادلين» التابعة لتحالف أسطول الحرية، فى سياق سعيها للمساهمة فى كسر الحصار، ومنهجية التجويع التى يفرضها الكيان الإسرائيلى على قطاع غزة، عما جرى للسفينة «مرمرة» التى قامت بنفس المحاولة فى العام 2010، ولجأ خلالها جيش الاحتلال إلى استخدام القوة العسكرية المفرطة، ما أفضى إلى قتل نحو 13 من نشطائهم كانوا فى أغلبهم من الأتراك ودول عربية وإسلامية أخرى، إلا أن المحصلة تكاد تكون متطابقة.. فثمة نزوع بأوامر صارمة من المستوى السياسى لمنع أى محاولة للاقتراب من غزة تنطوى على مساندة إنسانية لشعبها، بعد أن كان هناك توجه فى البداية للسماح لـ» مادلين» بالرسو فى القطاع ما دامت لا تشكل تهديداً أمنياً، وهو ما كان سيؤدى إلى بقاء النشطاء داخله، غير أن القرار تغيّر لاحقاً، وتقرر منع السفينة نهائياً من الاقتراب، لتفادى «خلق سابقة»، على نحو يفتح الباب أمام المزيد من سفن أسطول الحرية المحملة بالناشطين الرافضين لحرب الإبادة التى يكابدها أهل غزة منذ نحو عشرين شهرا، مصحوبة بتطبيق سياسات أشد ضراوة لتجويعهم وتهجيرهم قسريا من مناطقهم.
ولكن لكون أغلبية ناشطى السفينة «مادلين»، من أوروبا الغربية، وفيهم نواب بالبرلمان الأوروبى ويتمتعون بسمعة دولية عالية، فإن منهجية التعاطى معهم من قبل جيش الاحتلال ستقتصر على الترحيل إلى بلدانهم بعد خضوعهم لتحقيقات مكثفة عقب اختطافهم منها، فضلا عن خطف السفينة ذاتها إلى ميناء أشدود، وذلك يعود إلى أن تل أبيب لاترغب فى الإضرار بعلاقاتها مع دول أوروبا الغربية، التى أظهرت على مستوى حكوماتها مؤخرا قدرا من الاستياء تجاه ممارسات جيشها فى غزة، وصل إلى حد تهديد الاتحاد الأوروبى بتجميد اتفاقية الشراكة مع حكومة الاحتلال، وإن توقف الأمر حتى الآن عند مستوى التلويح، دون الإقدام على خطوات عملية من شأنها أن تشكل ضغوطا عليها، فى الوقت نفسه لاتريد أن تفتح هذه الحكومة جبهة جديدة مع الرأى العام الأوروبى، الذى لم يعد يثق فى سرديتها عن الحرب،وأخذ يتظاهر بمئات الألوف فى العواصم الكبرى مثل باريس ولندن وبروكسل، بل إن مظاهرات احتجاج خرجت مدوية فى باريس خلال الساعات الأخيرة رافضة ومنددة بإجراءات جيش الاحتلال ضد ناشطى مادلين، لاسيما أن ستة منهم من حاملى الجنسية الفرنسية، ومن المنتظر أن تتكثف هذه الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة.
الخلاصة أن هؤلاء الناشطين سيعودون إلى بلدانهم دون إقامة طويلة فى مراكز اعتقال بالكيان الإسرائيلى، فى صيغة تعامل اتسمت باللطف المظهرى، بتوزيع بعض الشطائر وزجاجات الماء عليهم، غير أن اقتحام السفينة على نحو انقضاضى عنيف، بدأ بإلقاء طائرات مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال مادة سائلة بيضاء اللون ومجهولة التركيب على سطح السفينة، واصطدام إحدى المُسيّرات بجسدها، سرعان ما أجهض محاولة «تبييض» وجه أفراد قوة الكوماندوز التى كلفت بالعملية، والذين تعاملوا مع نفر من الناشطين من حاملى رسالة سلام ودعم لمواطنين عزل فى غزة، كأنهم قوة مقاتلة محملة بالأسلحة فى حين لم يحملوا على متن سفينتهم سوى بعض من كميات الطعام والدواء.
إن هذه النهاية للسفينة» مادلين»، لا تعنى توقف أسطول الحرية عن مهمة الإسناد الإنسانى للشعب الفلسطينى فى غزة، وهى مهمة بدأت فى العام 2007 بعد تعرضها لحصار قوات الاحتلال وبلغت ذروتها فى العام 2010 بالسفينة مرمرة، والتى على الرغم مما تعرضت له من قتل واعتقال وقسوة فى التعامل مع ناشطيها، ظلت تتواصل بين الفينة والأخرى فى محاولة لاترمى إلى تزويد سكان القطاع بقدر من احتياجاتهم الإنسانية فحسب، وإنما الأهم هو إبلاغ العالم بأن ثمة شعب يتعرض للإبادة والجوع، والانتهاك لحقوقه على مدار الساعة من قبل قوة غاشمة دون أن يتحرك ما يسمى بالنظام الدولى لوقفها، والذى تتزعمه للأسف الولايات المتحدة والتى تعد الشريك الأكبر فى استمرار حرب الإبادة هذه، وهو ما جسده استخدامها ــ قبل أيام ــ حق النقض « الفيتو»، ما أجهض قرارا لمجلس الأمن بوقفها، متحدية إرادة 4 دول من أصحاب العضوية الدائمة بالمجلس وعشر من أصحاب العضوية غير الدائمة والتى وافقت عليها بينما هى وقفت كعادتها فى الجانب الخطأ عندما يتعلق الأمر بحقوق الفلسطينيين والعرب.
ولاشك أنه عندما يعود هؤلاء الناشطون إلى بلادهم لن يجمدوا حركتهم الداعمة للفلسطينيين، وإنما سيتحول كل واحد منهم ليصبح سفيرا للعدالة الفلسطينية ومندوبا فوق العادة للكشف عن مدى وحشية الكيان الإسرائيلى وعدائه الممنهج للحضارة الإنسانية،فضلا عن كشف ممارسات ما يطلق عليها فى الغرب واحة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط وصاحبة أكبر جيش تقنى حديث فى المنطقة، والذى يلجأ للعنف فى مواجهة سفينة مدنية صغيرة تحمل بعض مؤن ونفرا من المتضامنين الشجعان قرروا تجاوز عجز النظام الدولى بتظاهرة شغلت العالم، بعد أن انطلقوا بها من إيطاليا، ونجحوا فى فضح أرباب حرب الإبادة والمجاعة والتدمير وقتل الأطفال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 3 ساعات
- مصرس
نداء استغاثة.. لماذا غيرت سفينة أسطول الحرية «مادلين» ل كسر الحصار عن غزة مسارها؟ (فيديو)
في مهمة لاتختلف عن إنسانية الهدف الرئيسي لها، غيرت سفينة أسطول الحرية «مادلين» مسارها استجابة لنداء استغاثة من قارب طالبي لجوء، بحسب ما نقلته قناة «الجزيرة». وقالت مصادر ل«الجزيرة» إن السفينة- التي تهدف لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة- ستتجه إلى قارب طالبي اللجوء وتتعامل بما يقتضيه القانون الدولي. نداء استغاثة يغير وجهة قارب كسر الحصار عن غ زة #مادلين.. ماذا حدث؟#الجزيرة_مباشر@gretathunberg @rimamobarak @ @omarfaiad @thiagoavilabrasil — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 5، 2025وكانت السفينة «مادلين» قد انطلقت من جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا يوم الأحد الماضي، وعلى متنها 12 ناشطا دوليا لكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.وجاءت الخطوة بعد إخفاق محاولة سابقة بسبب هجوم إسرائيلي بطائرتين مسيّرتين على سفينة أخرى في البحر المتوسط قرب مالطا مطلع مايو الماضي.إسرائيل تستعد للسيطرة على السفينةإلى ذلك، أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، أن جيش «دولة الاحتلال» يستعد لوصول أسطول الحرية، من خلال نشر قواته العسكرية في المنطقة «سواحل قطاع غزة»، على الرغم من أنه لم يتقرر بعد في هذه المرحلة كيفية التعامل مع السفينة، مشيرة إلى أنه وفق مصادر عسكرية، واستنادًا إلى التجارب السابقة، سيتم نقل رسالة مباشرة إلى المحتجين بعدم دخول المنطقة.وبينت «جيروزاليم بوست» العبرية، أنه في حال تحدى المحتجين الأوامر أو«استفزوا» جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقد تسيطر القوات على السفينة وتعتقل المحتجين وتنقلهم إلى ميناء أسدود، حيث سيتم ترحيلهم.ووفقًا لمصادر عسكرية، تستعد وحدة كوماندوز النخبة «شاييطت 13» وأسطول زوارق الصواريخ لهذا السيناريو.ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال يعمل على فرض الإغلاق البحري الأمني على قطاع غزة وهو مستعد لمجموعة واسعة من السيناريوهات التي سيقوم بتفعيلها وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي.مسيرة مجهولة تقترب من السفينةفي المقابل، قال نشطاء السفينة مادلين إن مسيرة جديدة اقتربت من السفينة الليلة الماضية، وحلقت قريبا منهم على علو أكثر انخفاضا من مسيرة الليلة السابقة، لافتين إلى أنهم اضطروا لاتخاذ إجراءات السلامة المتبعة في مثل هذه الحالات، التي تشمل ارتداء سترات النجاة مخافة استهداف السفينة أو محاولة إغراقها، وولم يتبين المشاركون أسباب هذا التحليق، ولا الجهة التي تتبع لها المسيرة.وتعد «مادلين» السفينة رقم 36 ضمن سلسلة سفن تحالف أسطول الحرية، وقد هددت إسرائيل مرارا باستخدام القوة لاعتراض أي سفن تحاول الوصول إلى غزة.وسبق للاحتلال الإسرائيلي أن هاجم عام 2010 السفينة «مافي مرمرة» ضمن أسطول الحرية في سواحل فلسطين المحتلة؛ ما أدى لاستشهاد 10 أتراك، واعتقال الناشطين الآخرين على متن السفينة.و«أسطول الحرية» الذي تشكّل سنة 2010 هو حركة دولية للتضامن مع الفلسطينيين تأخذ طابعا إنسانيا، وتنشط ضد الحصار الإسرائيلي على غزة.

مصرس
منذ 3 ساعات
- مصرس
عضو «أسطول الحرية» ل«المصري اليوم»: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مادلين الخيرية «قرصنة»
أعلن ائتلاف «أسطول الحرية»، فجر أمس، عبر حساب منسوب له على «تليجرام»، صعود قوات إسرائيلية على متن السفينة «مادلين» الخيرية التى كانت تتجه إلى غزة، واتهم إسرائيل ب«اختطاف» النشطاء الذين كانوا على متنها. فيما قالت وزارة خارجية الاحتلال إن البحرية وجهت القارب لتغيير مساره عندما اقترب مما قالت إنه «منطقة محظورة»، وبعد نحو ساعة قالت إن القارب يُسحب باتجاه السواحل الإسرائيلية، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية «كان» أن السفينة وصلت إلى ميناء أسدود.وكانت السفينة مادلين تحمل على متنها نشطاء ومواد تموينية، كما كانت تتجه لكسر حصار قطاع غزة، الذى تحاصره إسرائيل، وترفع سفينة مادلين العلم البريطانى، ويديرها ائتلاف أسطول الحرية المؤيد للفلسطينيين.وقال تياجو أفيلا، عضو ائتلاف «أسطول الحرية»، إن ما حدث هو قرصنة مكتملة الأركان، مؤكدًا أنهم يأملون عودة جميع النشطاء إلى بلدانهم سالمين، وأضاف: «ما جرى يعكس كيف تتعامل إسرائيل مع كل محاولة إنسانية بالتجريم والعدوان».وتابع «تياجو»، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: «نشر جيش الاحتلال 3 وحدات خاصة (S13، S6، وS3) مع طائرات مروحية لاعتراض السفينة»، لافتًا إلى أن هذه الوحدات معروفة بارتكاب جرائم حرب، كما حدث فى الهجوم على سفينة «مرمرة» عام 2010، حيث قُتل 10 متضامنين.وقال المنسق العام لفريق السفينة، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، زاهر بيراوى، إن إسرائيل لا تملك أى سلطة قانونية على المتطوعين، وإن احتجازهم يُعد انتهاكًا صارخًا لأبسط مبادئ القانون الدولى، ومقررات محكمة العدل الدولية التى تدعو إلى تسهيل مرور المساعدات إلى غزة دون عوائق.وطالب بضرورة الإفراج الفورى عن جميع النشطاء المختطفين.وقال «بيراوى» إن اللجنة تطالب الحكومات الغربية بضرورة العمل على معاقبة الحكومة الإسرائيلية وأفعالها المنافية لحقوق الإنسان.وأكد أنهم سيُبحرون مجددًا، وسينضم إليهم المزيد من أصحاب الآراء الحرة من مختلف أنحاء العالم، ولن توقفهم هذه الاعتداءات الإرهابية، قائلًا: «نعرف أن كسر الحصار عن غزة ليس فقط واجبًا قانونيًا، بل هو إنسانى وأخلاقى».وتحمل السفينة «مادلين» اسم الفتاة الفلسطينية مادلين كلاب، أول امرأة احترفت صيد الأسماك فى قطاع غزة، والتى فقدت والدها ومصدر رزقها إثر اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع فى أكتوبر 2023.


النبأ
منذ 3 ساعات
- النبأ
السفينة مادلين تصل ميناء أسدود الإسرائيلي بمرافقة سفن حربية
وصلت السفينة مادلين، التي قرصنتها البحرية الإسرائيلية أثناء محاولتها التوجه إلى قطاع غزة، إلى ميناء أسدود الإسرائيلي مساء الإثنين، وفق ما أفاد به مراسل وكالة الأناضول. السفينة مادلين تصل ميناء أسدود الإسرائيلي بمرافقة سفن حربية وأوضح المراسل أن السفينة وصلت إلى الميناء برفقة سفن حربية إسرائيلية، بعد أن تم اعتراضها واحتجازها الليلة الماضية في المياه الإقليمية قبالة السواحل الإسرائيلية. وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد أعلنت في وقت سابق عن رصد السفينة مادلين قبالة السواحل الإسرائيلية في طريقها إلى ميناء أسدود، حيث تجري الآن عمليات استلام السفينة تحت حراسة أمنية مشددة.