
خمس أوراق رابحة قد تستخدمها الصين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة
Getty Images
من شبكة الصين التجارية المترامية الأطراف إلى قبضتها الخانقة على المعادن النادرة، لن يكون من السهل على واشنطن حشر الصين في الزاوية.
تشهد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم أوجها.
وتواجه الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة رسوما جمركية تصل إلى 245 في المئة، وردّت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125 في المئة على الواردات الأمريكية. ويستعد المستهلكون والشركات والأسواق لمزيد من حالة عدم اليقين مع تزايد المخاوف من ركود عالمي.
وعلى الرغم من ذلك، أكدت حكومة الرئيس الصيني، شي جين بينغ مرارا وتكرارا انفتاحها على الحوار، لكنها حذرت من أنها ستقاتل حتى النهاية إذا لزم الأمر.
دعونا نلقي نظرة على ما تمتلكه بكين من ترسانة لمواجهة رسوم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمركية.
الصين قادرة على تحمل الألم (إلى حد ما)
Getty Images
على عكس ترامب، لن يُجيب شي على أسئلة الشعب الصيني في الانتخابات.
الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مما يعني أنها قادرة على استيعاب آثار الرسوم الجمركية بشكل أفضل من الدول الأصغر الأخرى.
وتتمتع الصين، التي يتجاوز عدد سكانها المليار نسمة، أيضا بسوق محلية ضخمة يمكن أن تخفف بعض الضغط عن المصدرين الذين يعانون من الرسوم الجمركية. ولا تزال بكين تتخبط في اتخاذ القرارات لأن الشعب الصيني لا ينفق ما يكفي. لكن مع مجموعة من الحوافز، من دعم الأجهزة المنزلية إلى تذاكر السفر المدعومة للمتقاعدين على "القطارات الفضية"، قد يتغير هذا الوضع.
وقد منحت رسوم ترامب الجمركية الحزب الشيوعي الصيني زخما أقوى لإطلاق العنان لإمكانات البلاد الاستهلاكية.
قالت ماري لوفلي، خبيرة التجارة الأمريكية الصينية في معهد بيترسون في العاصمة الأمريكية واشنطن، لبرنامج "نيوز آور" على بي بي سي في وقت سابق من هذا الشهر، بأن القيادة الصينية قد "تكون مستعدة تماما لتحمل الألم لتجنب الاستسلام لما تعتقد أنه عدوان أمريكي".
كما أن الصين، كنظام "استبدادي"، لديها قدرة أكبر على تحمل الألم، لأنها لا تُبدي قلقا كبيرا بشأن الرأي العام على المدى القصير. كما أنه لا يزال هناك متسع من الوقت على موعد الانتخابات المقبلة التي قد تؤثر على قادتها.
ومع ذلك، لا تزال الاضطرابات مصدر قلق، لا سيما في ظل وجود استياء عام بالفعل من أزمة العقارات المستمرة وفقدان الوظائف في البلاد.
إضافة إلى أن عدم اليقين الاقتصادي بشأن الرسوم الجمركية يُمثل ضربة أخرى للشباب الصيني الذين لم يعرف سوى الصين الصاعدة.
ويستغل الحزب الحاكم المشاعر القومية لتبرير رسومه الجمركية الانتقامية، إذ دعت وسائل الإعلام الرسمية في الصين الشعب إلى "الصمود في وجه العواصف معا".
وقد يكون الرئيس شي جين بينغ قلقا، لكن بكين، حتى الآن، اتخذت نبرة متحدية وواثقة. وطمأن أحد المسؤولين البلاد قائلا: "أن السماء لن تسقط".
الصين تستثمر في المستقبل
Getty Images
اتجهت الصين نحو الصناعات الناشئة، من السيارات الكهربائية إلى الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من أن الصين تُعرف بأنها مصنع العالم، إلا أنها لا تزال تضخ مليارات الدولارات لتصبح مصنعا أكثر تقدما بكثير.
وفي عهد الزعيم شي، دخلت الصين في سباق مع الولايات المتحدة للهيمنة على التكنولوجيا.
واستثمرت بكثافة في التكنولوجيا المحلية، من مصادر الطاقة المتجددة إلى الرقائق الإلكترونية إلى الذكاء الاصطناعي.
ومن الأمثلة على ذلك روبوت الدردشة ديب سيك DeepSeek، الذي احتُفي به كمنافس قوي لروبوت الدردشة الأمريكي تشات جي بي تي، وشركة بي واي دي BYD، التي تفوقت على شركة تسلا، الملوكة للملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، العام الماضي لتصبح أكبر شركة مصنعة للسيارات الكهربائية في العالم. أما شكر الهواتف الذكية آبل، فقد فقدت حصتها السوقية الثمينة محليا لصالح منافستيها الصينيتين هواوي و فيفو.
وأعلنت بكين مؤخرا عن خطط لإنفاق أكثر من تريليون دولار أمريكي على مدى العقد المقبل لدعم الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من محاولة الشركات الأمريكية نقل سلاسل التوريد الخاصة بها بعيدا عن الصين، إلا أنها واجهت صعوبة في إيجاد البنية التحتية والعمالة الماهرة بنفس القدر في أماكن أخرى.
كما منح المصنعون الصينيون في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد البلاد ميزة امتدت لعقود، وسيستغرق تكرارها أو إيجاد بديل لها وقتا.
إن هذه الخبرة الفريدة في سلسلة التوريد والدعم الحكومي جعلا من الصين خصما عنيدا في هذه الحرب التجارية، ومن بعض النواحي، كانت بكين تستعد لهذا منذ ولاية ترامب السابقة.
دروس من ولاية ترامب الأولى
Getty Images
قام الرئيس الصيني شي مؤخرا بجولة دبلوماسية في جنوب شرق آسيا لتعزيز العلاقات مع شركائه التجاريين الرئيسيين.
منذ أن فرض ترامب رسوما جمركية على الألواح الشمسية الصينية عام 2018، عجّلت بكين خططها لمستقبل يتجاوز النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وضخّت بكين مليارات الدولارات في برنامج مثير للجدل للتجارة والبنية التحتية، يُعرف باسم مبادرة الحزام والطريق، لتعزيز العلاقات مع ما يُسمى بالجنوب العالمي.
ويأتي توسع التجارة مع جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا في الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى تقليص اعتمادها على الولايات المتحدة.
فقد كان المزارعون الأمريكيون يزوّدون الصين بـ 40 في المئة من وارداتها من حبوب الصويا، بينما تحوم هذه النسبة الآن حول 20 في المئة. بعد الحرب التجارية الأخيرة، إذ كثّفت بكين زراعة حبوب الصويا محليا واشترت كميات قياسية من المحصول من البرازيل، التي تُعدّ الآن أكبر مورد للصويا إلى الصين.
تقول الدكتورة مارينا يوي تشانغ، الأستاذة المشاركة في معهد العلاقات الأسترالية الصينية بجامعة سيدني للتكنولوجيا "يضرب هذا التكتيك عصفورين بحجر واحد. فهو يحرم الحزام الزراعي الأمريكي من سوق كانت رهينة له سابقا، ويعزز مكانة الصين في مجال الأمن الغذائي".
كما أن الولايات المتحدة لم تعد أكبر سوق تصدير للصين: فقد أصبحت هذه المكانة الآن تابعة لجنوب شرق آسيا. وفي الواقع، كانت الصين أكبر شريك تجاري لـ 60 دولة في عام 2023، أي ما يقرب من ضعف عدد الولايات المتحدة. وبصفتها أكبر مُصدر في العالم، حققت فائضا قياسيا بلغ تريليون دولار في نهاية عام 2024.
وهذا طبعا لا يعني أن الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، ليست شريكا تجاريا أساسيا للصين. لكنه يعني أنه لن يكون من السهل على واشنطن حشر الصين في الزاوية.
وعقب ورود تقارير تفيد بأن البيت الأبيض سيستخدم مفاوضات التجارة الثنائية لعزل الصين، حذرت بكين الدول من "التوصل إلى اتفاق على حساب مصالح الصين".
وسيكون هذا خيارا مستحيلا بالنسبة لمعظم دول العالم.
فقد صرح وزير التجارة الماليزي، تنكو ظفرول عزيز، لبي بي سي الأسبوع الماضي: "لا يمكننا الاختيار، ولن نختار أبدا بين الصين والولايات المتحدة".
الصين تعرف الآن متى سيتراجع ترامب.
Getty Images
شهد سوق السندات الحكومية الأمريكية عمليات بيع حادة عندما أعلن ترامب فرض رسوم جمركية باهظة على معظم الدول.
تمسّك ترامب بموقفه مع انخفاض حاد في أسعار الأسهم عقب إعلانه عن فرض رسوم جمركية شاملة في أوائل أبريل/ نيسان، مشبها رسومه الباهظة بـ"الدواء".
لكنه تراجع عن موقفه، وأوقف معظم تلك الرسوم لمدة 90 يوما بعد موجة بيع حادة في سندات الحكومة الأمريكية. تُعرف هذه السندات أيضا باسم سندات الخزانة، ولطالما اعتُبرت استثمارا آمنا، لكن الحرب التجارية هزت الثقة في هذه الأصول.
ولمح ترامب منذ ذلك الحين إلى تهدئة التوترات التجارية مع الصين، قائلا إن الرسوم الجمركية على السلع الصينية "ستنخفض بشكل كبير، لكنها لن تُلغى تماما".
لذا، يشير الخبراء إلى أن بكين تُدرك الآن أن سوق السندات قادر على زعزعة استقرار ترامب.
كما أن الصين تمتلك أيضا 700 مليار دولار من سندات الحكومة الأمريكية. واليابان، الحليف القوي لأمريكا، هي الدولة الوحيدة غير الأمريكية التي تمتلك أكثر من ذلك.
ويجادل البعض بأن هذا يمنح بكين نفوذا: فقد دأبت وسائل الإعلام الصينية على الترويج لفكرة بيع أو حجب مشتريات السندات الأمريكية كـ"سلاح".
لكن الخبراء يحذرون من أن الصين لن تخرج سالمة من هذا الوضع.
بل سيؤدي ذلك إلى خسائر فادحة لاستثمارات بكين في سوق السندات، وسيزعزع استقرار اليوان الصيني.
وتضيف الدكتورة تشانغ بأن الصين لن تتمكن من ممارسة الضغط باستخدام سندات الحكومة الأمريكية "إلا إلى حد معين". "فالصين تملك ورقة مساومة، وليست سلاحا ماليا".
تشديد الخناق على المعادن النادرة
Getty Images
تُعدّ المعادن النادرة أساسية في تصنيع أشباه الموصلات.
لكن ما يمكن للصين تسليحه هو احتكارها شبه الكامل لاستخراج وتكرير المعادن النادرة، وهي مجموعة من العناصر المهمة في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.
وتمتلك الصين رواسب ضخمة من هذه المعادن، مثل الديسبروسيوم، المستخدم في مغناطيسات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح، والإيتريوم، الذي يُوفر طلاء مقاوما للحرارة لمحركات الطائرات النفاثة.
وقد استجابت بكين بالفعل لرسوم ترامب الجمركية الأخيرة بتقييد صادرات سبعة معادن أرضية نادرة، بما في ذلك بعض المعادن الأساسية لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي.
وتُشكل الصين حوالي 61 في المئة من إنتاج المعادن الأرضية النادرة و92 في المئة من تكريرها، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
في حين بدأت أستراليا واليابان وفيتنام في تعدين المعادن الأرضية النادرة، سيستغرق الأمر سنوات قبل أن تُستبعد الصين من سلاسل التوريد.
وفي عام 2024، حظرت الصين تصدير معدن أساسي آخر، وهو الأنتيمون، وهو معدن بالغ الأهمية لعمليات التصنيع المختلفة. وقد ارتفع سعره بأكثر من الضعف وسط موجة من الشراء بدافع الذعر والبحث عن مورد بديل.
ويُخشى أن يحدث الشيء نفسه لسوق المعادن الأرضية النادرة، ما قد يُسبب اضطرابا شديدا في مختلف الصناعات، من السيارات الكهربائية إلى الصناعات الدفاعية.
قال توماس كرومر، مدير شركة جينغر للتجارة والاستثمار الدولي، في تصريح سابق لبي بي سي "كل ما يُمكن تشغيله أو إيقافه يعمل على الأرجح بالمعادن النادرة".
وأضاف "سيكون تأثير ذلك على صناعة الدفاع الأمريكية كبيرا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 11 ساعات
- الوسط
"يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة"- الإندبندنت
Getty Images أدى تفاقُم الأوضاع الإنسانية في غزة إلى إعلان عدد من العواصم الغربية أخيراً عن رفضها لاستمرار تلك الأوضاع، وقد ترددت أصداء هذا الموقف الغربي في عدد من أعمدة الرأي العالمية، ونستعرض في جولة الصحف لهذا اليوم بعضاً من تلك الآراء. نستهل جولتنا من الإندبندنت البريطانية، والتي نشرت افتتاحية بعنوان: "أخيراً الغرب يتحدث بصوت عالٍ عن غزة- لكن لا يجب أن يتوقف الأمر عند ذلك". وقالت الصحيفة إنه "يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة، وإن الوقت قد حان للحديث بصوت عالٍ"؛ على أن يكون هذا الحديث مصحوباً بنشاط دبلوماسي قوي، مع التركيز على إقناع واشنطن بخطورة وأهوال ما يقع في القطاع الفلسطيني. ورأت الإندبندنت أن الأوضاع في غزة تُعطي دافعاً أخلاقياً وإنسانياً لإدارة ترامب لكي تتخذ موقفاً، كما تعطي أيضاً دافعاً سياسياً ودبلوماسياً قد يجده الرئيس الأمريكي والدائرة المحيطة به أكثر إقناعاً- وهو أن "تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تصُبّ في مصلحة أمريكا"، بحسب الصحيفة. وأوضحت الإندبندنت أن الحرب في غزة الآن يبدو أنها تستهدف تسوية القطاع بالأرض وإجبار أهله على النزوح منه، على نحو يستحيل معه تحقُّق طموح ترامب فيما يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام والاعتراف الرسمي بإسرائيل من قبل أصدقاء ترامب في دول الخليج، على حدّ تعبير الصحيفة. وقالت الإندبندنت إنه على الرغم من الصفقات المثمرة- العامة والخاصة- التي أبرمها ترامب في الخليج، فإن "المنطقة لن تنعم أبداً بالاستقرار ما لم تنتهِ الحرب في غزة". كما أن الاستثمارات الأمريكية في كل من السعودية والإمارات وقطر لن تكون آمنة، فضلاً عن أن الاتفاق النووي مع إيران سيكون مستحيلا، وفقاً للصحيفة. ونبّهت الإندبندنت إلى أن الرئيس ترامب أظهر قدرة على اتخاذ موقف مستقل إزاء الحوثيين في اليمن، وعلى صعيد العلاقات مع القيادة السورية الجديدة بل وحتى على الصعيد الإيراني- وكلها مواقف لا تروق لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؛ "أما على صعيد غزة، فإن الرئيس الأمريكي لم يُحرّك ساكناً بعد"، على حدّ تعبير الصحيفة. وحذّرت الإندبندنت من أن المأساة في غزة قد تُسفر قريباً عن موجة من هجرة آلافٍ عديدة من الفلسطينيين إلى الغرب بحثاً عن حياة جديدة- فيما يُعتبر دافعاً آخر ومُبرّراً قوياً لإنهاء الحرب في غزة فوراً. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تدابير أخرى يمكن أن يتّخذها المجتمع الدولي في هذا الصدد- ومنها "الحدّ من تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة"، وهناك أيضاً، "مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية" والتي يمكن أن تُطرَح أكثر للنقاش المفتوح، في إطار حلّ الدولتين، وفقاً للإندبندنت التي أشارت كذلك إلى خيار الضغوط الاقتصادية على حكومة نتنياهو. ورأت الصحيفة أنه سيكون مفيداً في هذا الصدد، أن يكسِب الساسة البريطانيون ونظراؤهم حول العالم، الجدال مع نتنياهو بشأن الحرب في غزة- بالإشارة إلى أنه "لم ينجح في إطلاق سراح الرهائن بسرعة؛ ولم يكسر حركة حماس ولا هو أنهى تماماً تهديد الهجمات الإرهابية؛ وأنه (نتنياهو) ربما نجح في التخلّص من عدد من قيادات حماس، لكن ذلك لم يأتِ نتيجة للقصف العشوائي وإنما نتيجة لسياسة الاغتيالات". "وليقُل الساسة البريطانيون لنتنياهو إن حربه في غزة لم تتسبب فقط في كارثة إنسانية مستمرة، وإنما فشلت في تحقيق أهدافها المُعلَنة؛ كما تركت هذه الحرب الشعب الإسرائيلي أقلّ أماناً مما كان عليه قبلها- وهذا في حدّ ذاته ينبغي أن يكون أكبر تُهمة توجّه إلى نتنياهو"، وفقاً للصحيفة البريطانية. "أقلّ ما يمكن فِعلُه في سبيل تحقيق السلام" AFP وننتقل إلى صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية والتي نشرت افتتاحية بعنوان "المساعدات الإنسانية تعود إلى غزة- وحماس". وقالت الصحيفة إن "إسرائيل أعادت تدفُّق المساعدات إلى غزة يوم الاثنين رغم إدراكها الكامل بأن الكثير من هذه المساعدات ستسرقه حركة حماس، وبأن بعض الإمدادات ستُباع مُجدداً للناس، بما يموّل المجهود الحربي لحماس ويساعدها في البقاء في حُكم القطاع". ونوّهت وول ستريت جورنال إلى أن إسرائيل كانت قد سهّلت دخول 25 ألف شاحنة مُحمّلة بالمساعدات الإنسانية أثناء الهدنة التي انتهت في 18 مارس/آذار، وأنها كانت واثقة أن غزة لديها إمدادات تكفيها لمدة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أشهر، لكن بعد أن "سرقت حماس المساعدات"، ظهر نقص الإمدادات بشكل واضح بعد ثلاثة أشهر فقط، وفقاً للصحيفة الأمريكية. "فماذا كان للعالم أن يفعل- هل يضغط على حماس لإعادة ما سرقته؟ أم يضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المزيد لحماس لكي تسرقه؟ الإجابة دائما تأتي باختيار الشق الثاني من السؤال، رغم ما يعنيه ذلك من إطالة زمن الحرب"، بحسب الصحيفة. ورأت وول ستريت جورنال أنه "ينبغي أن يكون من مصلحة الجميع ألّا تصل المساعدات إلى أيادي حماس"، قائلة إن "التوقف عن تزويد الإرهابيين بالإمدادات هو أقل ما يمكن للمنظمات الحقوقية أن تفعله في سبيل تحقيق هدف السلام"، وفقاً للصحيفة الأمريكية. غولان "نطق بحقيقة غير مريحة للأُذن الإسرائيلية" Reuters عضو الكنيست الإسرائيلي وزعيم حزب الديمقراطيين المعارض يائير غولان. ونختتم جولتنا من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وافتتاحية بعنوان "الحقيقة المزعجة هي أن يائير غولان مُحقّ بشأن ما أصبحت عليه إسرائيل". وقالت هآرتس إن عضو الكنيست الإسرائيلي وزعيم حزب الديمقراطيين المعارض يائير غولان "نطق بحقيقة غير مريحة للأُذن الإسرائيلية". ورأت الصحيفة أن "هذا هو التفسير الأكثر دقّة للهجوم الذي يتعرض له غولان من كل الطيف السياسي الإسرائيلي تقريباً- من أقصى اليمين إلى الوسط المعتدل، بعد أنْ أدلى بتصريحاته يوم الثلاثاء". ونقلت هآرتس بعضاً مما قاله غولان من أن "إسرائيل على الطريق لكي تصبح دولة منبوذة، على نحو ما كانت عليه جنوب أفريقيا ذات يوم، إذا هي لم تعُد وتتصرف كدولة عاقلة.. وإن الدول العاقلة لا تشنّ حرباً ضد مدنيين، ولا تقتل أطفالاً رُضّع كهواية ولا تضع لنفسها أهدافاً من قبيل طرد الشعوب". وأكدت هآرتس أن الحقيقة التي انطوت عليها هذه التصريحات هي بالضبط السبب وراء الهجوم الشامل الذي تعرض له صاحبها- غولان. ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو، الذي يعرف الجميع علاقته بهذه الحقيقة التي نطق بها غولان، اتّهم الأخير بالـ "تحريض ضد الجنود الإسرائيليين وضد دولة إسرائيل". كما حذّر وزير الخارجية جدعون ساعر من أن تصريحات غولان من شأنها أن "تغذّي نيران معادات السامية". أيضاً، وزير الدفاع يسرائيل كاتس وصف تصريحات غولان بأنها "افتراء دموي وضيع"، مطالباً بإقصاء صاحب هذه التصريحات من الحياة العامة. ووزير الاتصالات شلومو كرعي هو الآخر اتهم النائب يائير غولان بأنه "إرهابي"، وفق الصحيفة. ولفتت هآرتس إلى وصول هيستريا الهجوم على غولان إلى خطوط المعارضة؛ فاتهم أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا غولان بالإضرار بالأمن القومي الإسرائيلي. وقال زعيم حزب الوحدة الوطنية بِيني غانتس إن تصريحات غولان "تضع حرية الجنود الإسرائيليين في خطر". كما سارع زعيم حزب هناك مستقبل، يائير لابيد إلى الإعلان عن أن "القول إن الجنود الإسرائيليين يقتلون الأطفال الرُضّع كهواية هو خطأ وهديّة لأعداء إسرائيل". ونبّهت هآرتس إلى أن "الةقل التي تناضل من أجل إنهاء الحرب تخضع للاضطهاد ولتكميم الأفواه"، مشيرة إلى أن تسعة ناشطين أُلقي القبض عليهم هذا الأسبوع لأنهم تظاهروا احتجاجاً على استمرار الحرب. وطالبت الصحيفة بإطلاق سراح هؤلاء المحتجزين على الفور، قائلة إن "الطريق الوحيد للدفاع عن الحق هو: الانضمام لهؤلاء الذين تجرّأوا ونطقوا به؛ والدعوة إلى إنهاء الحرب والقتل؛ وإلى إطلاق سراح الرهائن".


أخبار ليبيا
منذ 15 ساعات
- أخبار ليبيا
الذهب يلمع مجددًا.. قفزة بالأسعار وسط تراجع الدولار وتوترات واشنطن
في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية وعدم اليقين المالي في الولايات المتحدة، عاد الذهب إلى واجهة المشهد كملاذ آمن للمستثمرين، مسجلاً اليوم الأربعاء، أعلى مستوياته في أكثر من أسبوع، مدفوعًا بتراجع الدولار وتزايد المخاوف بشأن مستقبل السياسة المالية الأميركية. وارتفعت العقود الآجلة للذهب لشهر أغسطس في بورصة 'كومكس' بنسبة 1.05% لتصل إلى 3347 دولارًا للأونصة، كما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.88% لتسجل 3319.05 دولارًا للأونصة، وفقًا لبيانات التداول. وأوضح المحلل في شركة 'ماريكس'، إدوارد ماير، أن مؤشر الدولار فقد أكثر من نقطة كاملة خلال 24 ساعة، على خلفية خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني، إلى جانب الشكوك التي تحيط بمشروع قانون الضرائب الذي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرحه، ما زاد من جاذبية الذهب كأداة تحوط. وكان ترامب قد دعا الجمهوريين في الكونغرس، أمس الثلاثاء، إلى التوحد خلف مشروع قانون شامل لخفض الضرائب، إلا أن فشله في إقناع عدد من الرافضين داخل الحزب يهدد بإجهاض الحزمة التي تُعد حجر الأساس في أجندته الاقتصادية المحلية. ويُعرف الذهب تقليديًا بكونه ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات السياسية والمالية، ويزداد بريقه مع انخفاض أسعار الفائدة وتراجع الدولار، ما يعزز الطلب عليه من قبل المستثمرين. من جهته، أشار كبير محللي السوق في شركة 'كيه سي إم تريد'، تيم ووترر، إلى أن التوقعات المتوسطة إلى طويلة الأجل تشير إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الذهب، لكنه حذر من أن أي تطورات إيجابية مفاجئة، مثل اتفاق تجاري جديد أو انفراج سياسي في واشنطن، قد تعرقل مسار المعدن الأصفر نحو استعادة مستوى 3500 دولار. The post الذهب يلمع مجددًا.. قفزة بالأسعار وسط تراجع الدولار وتوترات واشنطن appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا


عين ليبيا
منذ 16 ساعات
- عين ليبيا
الذهب يلمع مجددًا.. قفزة بالأسعار وسط تراجع الدولار وتوترات واشنطن
في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية وعدم اليقين المالي في الولايات المتحدة، عاد الذهب إلى واجهة المشهد كملاذ آمن للمستثمرين، مسجلاً اليوم الأربعاء، أعلى مستوياته في أكثر من أسبوع، مدفوعًا بتراجع الدولار وتزايد المخاوف بشأن مستقبل السياسة المالية الأميركية. وارتفعت العقود الآجلة للذهب لشهر أغسطس في بورصة 'كومكس' بنسبة 1.05% لتصل إلى 3347 دولارًا للأونصة، كما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.88% لتسجل 3319.05 دولارًا للأونصة، وفقًا لبيانات التداول. وأوضح المحلل في شركة 'ماريكس'، إدوارد ماير، أن مؤشر الدولار فقد أكثر من نقطة كاملة خلال 24 ساعة، على خلفية خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني، إلى جانب الشكوك التي تحيط بمشروع قانون الضرائب الذي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرحه، ما زاد من جاذبية الذهب كأداة تحوط. وكان ترامب قد دعا الجمهوريين في الكونغرس، أمس الثلاثاء، إلى التوحد خلف مشروع قانون شامل لخفض الضرائب، إلا أن فشله في إقناع عدد من الرافضين داخل الحزب يهدد بإجهاض الحزمة التي تُعد حجر الأساس في أجندته الاقتصادية المحلية. ويُعرف الذهب تقليديًا بكونه ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات السياسية والمالية، ويزداد بريقه مع انخفاض أسعار الفائدة وتراجع الدولار، ما يعزز الطلب عليه من قبل المستثمرين. من جهته، أشار كبير محللي السوق في شركة 'كيه سي إم تريد'، تيم ووترر، إلى أن التوقعات المتوسطة إلى طويلة الأجل تشير إلى مزيد من الارتفاع في أسعار الذهب، لكنه حذر من أن أي تطورات إيجابية مفاجئة، مثل اتفاق تجاري جديد أو انفراج سياسي في واشنطن، قد تعرقل مسار المعدن الأصفر نحو استعادة مستوى 3500 دولار.