
"الحزب" سيسلّم سلاحه… حتماً
في زيارتَي الموفد الأميركي توم برّاك الأخيرتين إلى لبنان، كانت اجتماعاته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري هي الأهمّ، إذ يحمل بري صفتَين: الأولى، رئيس المجلس والمتقدّم رسميّاً لدى الطائفة الشيعيّة. والثانية، حامل ورقة التفويض من حزب الله.
في الاجتماع الأخير يوم الثلاثاء، وقد أعقبه اجتماع ليلي "تقني" في عين التينة أيضاً غاب عنه بري، الذي كان خلد الى النوم، وحضره مستشاره علي حمدان بمشاركة السفيرة الأميركيّة ليزا جونسون، بدا الجانبان حريصان على الخروج بحلّ، خصوصاً أنّ بري أدرك أنّ البديل عن إقناع الجانب الأميركي هو الحرب، وهي ستكون قاسية على الجنوبيّين والشيعة، أكثر من غيرهم. يحاول بري تجنّب الحرب، ولذلك أدّى دور مفكّك الألغام، بين تعنّت حزب الله وعناد الإدارة الأميركيّة، مدركاً بأنّ بنيامين نتنياهو ينتظر ضوءاً أخضر لاستهداف مناطق لبنانيّة عدّة وفرض تسليم سلاح حزب الله بالقوّة.
بري مقتنع بأن لا مفرّ من تسليم السلاح، ولكن يريده من دون "كسر" حزب الله، وبعد تحقيق "مكاسب" كمثل انسحاب الجيش الإسرائيلي من نقاطٍ احتلّها وتسليم الأسرى اللبنانيّين. "أرنبه" الأخير كان العودة الى النقطة التي انتهت اليها الحرب، أي اتفاق وقف إطلاق النار، فتتوقّف الاعتداءات الإسرائيليّة ويبدأ الجيش الإسرائيلي انسحابه، في مقابل استكمال الجيش اللبناني مهمّة مصادرة سلاح "الحزب" في شمال الليطاني بعد جنوبه.
من شأن هذه الخطوة التحرّر من المهلة الزمنيّة الضيّقة لتسليم السلاح، وقد سبق لحزب الله أن وافق على الاتفاق ولو حاول أحياناً التنصّل منه في خطابه الإعلامي حفاظاً على ماء الوجه وتعزيزاً لموقعه التفاوضي.
وتشير المعلومات الى أنّ برّاك أبدى انفتاحًا على مقترحات برّي، وكان متجاوباً في الاجتماع الليلي في عين التينة. في المقابل، طلب بري من حزب الله عدم التصعيد في خطابه الإعلامي بعد أن أوحى بأنّ الحرب باتت حتميّة، والبديل الوحيد عنها هو التصادم مع الدولة.
هل يعني ذلك أنّ خيار الحرب بات وراءنا؟ أبداً. فسلاح حزب الله هو ورقة تفاوض بيد الإيراني، ولن يبيعها إلا على طاولة المفاوضات مع الأميركيّين، ولو كان الإخراج لبنانيّاً، وفي عين التينة على الأرجح. وإن تعثّرت المفاوضات، سيدفع لبنان الثمن، إذ قد لا ينتحر "الحزب" وحده، بل سيأخذ البلد معه.
داني حداد
خاص موقع Mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 42 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
استياءٌ من "الغموض المتعمّد" الذي يُحيط بالمفاوضات مع برّاك
أبدت مصادر سياسية استياءها من الغموض المتعمّد الذي يحيط بالمفاوضات الجارية مع الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك، لجهة تفاصيل المناقشات ونقاط التقدم والتعثر. «فليس منطقياً، في دولة تعهدت بالشفافية، أن يبقى الرأي العام غائباً عمّا يدور في الغرف المقفلة، علماً أنّ النتائج يتحمّلها الجميع». وسألت هذه المصادر عبر «الجمهورية»: «ما الذي يمنع إطلاع الرأي العام اللبناني على المجريات ليكون أكثر فهماً للموقف الرسمي، بدلاً من إبقائه في حالة الغموض، خصوصاً أنّ الوسيط الأميركي تلقّى رداً من ركني السلطة التنفيذية ثم رداً آخر من رئيس المجلس النيابي نبيه بري؟ وليس واضحاً أين يلتقي الردّان وأين يتباينان، وهذا ما يبقي اللبنانيين أسرى الغموض والشائعات المغرضة في أحيان كثيرة». واعتبرت المصادر «أنّ من المثير للسخرية أن تقوم الدولة بإيصال موقفها وتتبادل الآراء مع الأميركيين وإبلاغها إلى الإسرائيليين، فيما ممنوع على اللبنانيين أنفسهم أن يعرفوها». انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 42 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
"حزب الله" يلتزم ولا يسلّم
يشكل موضوع سلاح "حزب الله" المادة الأكثر إثارة للخلافات الداخلية ومع الخارج، ولا تزال أي مقاربة لملف السلاح محكومة بالسقوف العالية الرافضة أي مسّ به أو حديث عنه. وجاء في مقال سابين عويس في" النهار": يدرك الحزب بوضوح أن السلاح لم يعد يحظى بأي غطاء داخلي مع سقوط المحور الذي كان يشكل العبء الأساسي فيه. يظهر التناقض بوضوح في خطاب الحزب في مقاربته لقرارين هما الأبرز منذ صعود نجم الحزب في بيئته، عام 2006 بسبب عدوان تموز. أول قرار صدر غداة تلك الحرب عن مجلس الأمن الدولي حمل الرقم 1701 مستندًا إلى القرارين الأساسيين 1559 و1680، أما القرار الثاني فصدر في 27 تشرين الثاني الماضي، وكان القرار الموقع من لبنان وإسرائيل لوقف النار بعد حرب الإسناد لغزة. المفارقة أن الحزب التزم القرارين واعترف بهما، لكنه لم ينفذ الشق المتعلق بسلاحه في أي منهما. بالرغم من التزامه اليوم اتفاق وقف النار، وقبوله بتثبيته وعدم الذهاب إلى اتفاق جديد، لم يشكل التزامه هذا عاملًا مساعدًا في تخفيف الشروط الأميركية والإسرائيلية الضاغطة في اتجاه تسليم السلاح. وعليه، فقد باتت البلاد مشرعة على احتمال العودة إلى الحرب والتصعيد العسكري، مقابل دفع أميركي نحو إعادة تضييق الخناق الاقتصادي والمالي على نحو يعيد لبنان إلى الحصار والعزلة الدوليين. صحيح أن براك لم يستعمل مفردة القرار 1701 كما درجت عادة كل الموفدين الدوليين، لإدراكه أن المسؤولين اللبنانيين يتلطون وراء التزامهم القرار، ولا ينفذون مندرجاته، وكأنهم بذلك لم يقرأوه، أو في أحسن الأحوال، كل يقرأه على طريقته. من هنا، جاء كلام براك ورسائله بالمباشر مصوبًا على البند الأهم في الـ1701 والقرارات السابقة المتعلقة بنزع السلاح غير الشرعي، وجوهره سلاح "حزب الله". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 42 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
موظفة أقوى من الوزير
أفادت مصادر صحفية ان عددا من الشركات يشكو من أداء موظفة وهي رئيسة قسم في إحدى الوزارات نتيجة تفردها في اتخاذ القرار والامضاء لاحدى الشركات حصرا ملفات خاصة بها لأنها تابعة لجهة سياسية نافذة، في حين تهمل الشركات الاخرى، وقد علت الصرخة بوجهها مطالبة وزير الوصاية بالتحرك لوضع حد لها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News