
السيد طالب الرفاعي والتدريب
السيد طالب الرفاعي … والتقريب
رئيس جامعة متقاعد
التقريب بين المذاهب الإسلامية هو مشروع فكري واجتماعي يهدف إلى تقليل الفجوة بين أتباع المذاهب المختلفة، وتعزيز الحوار والتفاهم بدلاً من الصراع والانقسام. وقد لعب العديد من العلماء والمفكرين دورًا في هذا المجال، ومن بينهم السيد طالب الرفاعي.
التقريب بين المذاهب: الأهداف والتحديات
أهداف التقريب:
1. تعزيز الوحدة الإسلامية لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية.
2. الحد من الطائفية التي تؤدي إلى النزاعات والاقتتال.
3. العودة إلى المشتركات الدينية مثل القرآن الكريم والسنة النبوية.
4. فتح باب الاجتهاد والحوار بين العلماء من مختلف المذاهب.
5. توضيح التصورات الخاطئة التي تكونت نتيجة الدعايات الطائفية المتبادلة.
التحديات:
1. المواقف المتشددة داخل بعض المدارس الدينية التي ترفض أي تقارب.
2. العوامل السياسية التي تستخدم الخلافات المذهبية لأغراض النفوذ والسلطة.
3. الاختلافات العقائدية العميقة مثل مسألة الإمامة، والصحابة، وفقه العبادات.
4. تأثير الإعلام الطائفي الذي يعمق الخلافات بين السنة والشيعة.
دور السيد طالب الرفاعي في التقريب بين المذاهب
السيد طالب الرفاعي هو أحد العلماء الشيعة البارزين الذين اهتموا بالتقريب بين المذاهب، وكان له دور مهم في تعزيز الحوار السني-الشيعي. ومن أبرز جهوده:
1. الانفتاح على الفكر السني:
• سعى الرفاعي إلى بناء جسور بين العلماء السنة والشيعة، ودعا إلى التركيز على المشتركات بدلًا من نقاط الخلاف.
• التقى بعدد من علماء السنة ودخل في حوارات فكرية تهدف إلى إزالة سوء الفهم بين الطرفين.
2. دوره في المؤسسات التقريبية:
• شارك في لقاءات ومؤتمرات تجمع بين علماء من مختلف المذاهب، مثل تلك التي نظمها دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر.
• ساهم في نشر أفكار تدعو إلى الاعتدال ونبذ الطائفية عبر كتاباته ومحاضراته.
3. رفضه للتكفير والطائفية:
• رفض الرفاعي فكرة تكفير أي من المذاهب الإسلامية، ودعا إلى احترام الاجتهادات المختلفة داخل الإسلام.
• أكد أن الخلافات الفقهية والعقائدية لا ينبغي أن تؤدي إلى الاقتتال أو القطيعة.
4. الدعوة إلى قراءة منصفة للتاريخ الإسلامي:
• انتقد الرفاعي الطريقة التي يتم بها استغلال الخلافات التاريخية بين السنة والشيعة لخلق صراعات معاصرة.
• دعا إلى دراسة التاريخ الإسلامي بموضوعية لفهم الظروف التي نشأت فيها المذاهب المختلفة.
فمن هو السيد طالب الرفاعي :
السيد طالب الرفاعي، سيد ينتمي إلى الـ بيت الرسول صل الله عليه وآله وسلم وعالم دين شيعي عراقي، وُلد عام 1931 في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار. في عام 1951، انتقل إلى النجف الأشرف لمتابعة دراسته في الحوزة العلمية.
في عام 1969، أوفدته مرجعية السيد محسن الحكيم رض إلى مصر ليكون ممثلًا لها، حيث قضى هناك نحو عشرين عامًا. خلال هذه الفترة، أقام علاقات متميزة مع عدد من علماء الأزهر والشخصيات المصرية البارزة. من أبرز هؤلاء:
• الشيخ محمد الفحام: شيخ الأزهر الأسبق.
• الشيخ عبد الحليم محمود: شيخ الأزهر الأسبق.
• الشيخ محمد متولي الشعراوي: داعية ومفسر قرآن شهير.
• الشيخ أحمد حسن الباقوري: وزير الأوقاف المصري الأسبق.
• الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ): عالمة وكاتبة مصرية.
• زينب الغزالي: داعية إسلامية وقيادية في جماعة الإخوان المسلمين.
هذه العلاقات ساهمت في تعزيز الحوار والتفاهم بين المذاهب الإسلامية في مصر خلال تلك الفترة.
و كان للسيد طالب الرفاعي الذي حصل على شهادة الدكتوراه في مصر دور بارز في حصول المذهب الجعفري على اعتراف رسمي من الأزهر الشريف كمذهب إسلامي معتمد يمكن تدريسه والاعتماد عليه في الفتوى.
تفاصيل الاعتراف بالمذهب الجعفري:
• خلال فترة إقامته في مصر كممثل لمرجعية السيد محسن الحكيم في أواخر الستينيات والسبعينيات، سعى السيد الرفاعي إلى تعزيز الحوار بين الأزهر الشريف وعلماء الشيعة.
• بفضل جهوده وعلاقاته المتميزة مع كبار علماء الأزهر، ومنهم الشيخ محمود شلتوت (شيخ الأزهر آنذاك)، صدر قرار يقضي باعتبار المذهب الجعفري مذهبًا إسلاميًا خامسًا، إلى جانب المذاهب السنية الأربعة (الحنفي، المالكي، الشافعي، والحنبلي).
أهمية هذا القرار:
• سمح بتدريس الفقه الجعفري في جامعة الأزهر، مما عزز مناخ الانفتاح الفقهي داخل المؤسسة الدينية السنية الأبرز في العالم الإسلامي.
• مثّل خطوة كبيرة في التقريب بين المذاهب، خاصةً في ظل الجهود التي كانت تبذلها دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر.
• ساهم في الحد من الخطاب التكفيري الذي كان يستهدف أتباع المذهب الشيعي، وأعطى شرعية فقهية لآرائهم في مصر.
المصادر التاريخية حول هذا الحدث:
• جاء هذا الاعتراف في سياق جهود عدة علماء ومفكرين إصلاحيين، مثل الشيخ محمود شلتوت، وبدعم من شخصيات شيعية بارزة، منهم السيد طالب الرفاعي.
• هذا الاعتراف لا يزال يُذكر كنقطة مهمة في تاريخ العلاقات السنية-الشيعية، رغم التحديات اللاحقة التي أثرت على التقارب المذهبي.
إجمالًا، لعب السيد طالب الرفاعي دورًا أساسيًا في هذه الخطوة التاريخية، التي تعد من أهم إنجازات التقريب بين المذاهب الإسلامية في العصر الحديث.
ولا يخفى ما كان للسيد الرفاعي من دور في محاولته إقناع مرجعية السيد محسن الحكيم رض بالكتابة إلى الرئيس المصري الأسبق عبد الناصر بالعفو عن السيد قطب من حكم الإعدام رغم ان الحكومة المصرية او غيرها قد دست في تفسير السيد قطب انه فسر اية ولا تقربوا الصلاة وانتم سكارى بانها نزلت في امير المؤمنين علي عليه السلام في حين ان النسخة الاولى من التفسير لم تكن تحمل ذلك حسب ما اطّلعت عليه شخصيا
وقد كانت لي لقاءات عديدة مع سماحة السيد الرفاعي عندما رجع إلى العراق وأقام في بغداد والنجف اكثر من عام ونصف قسم من هذه اللقاءات في مؤتمرات علمية وثقافية وسياسية مثل اللقاء في مؤتمر مركز الرافدين للحوار او خلال القائه محاضرة لازال صداها يتردد في جامعة الفرات الأوسط التقنية التي كنت مؤسسها ورئيسها او في برنامج قابل للنقاش الذي أعددته وقدمته او في زيارات شخصية في مقر إقامته في بغداد او النجف ولازالت الاتصالات تجري بيننا بشكل مستمر كوني ارى في سماحته معينا لا ينضب من المعلومات والأفكار التي اعتز بها بالإضافة إلى معرفته التفصيلية بعائلتي إبتداءاً من جدي المرحوم السيد نور الياسري رض مرورا بأبنائه رحمة الله عليهم اجمعين كونهم قد فارقوا الحياة جميعا وصولا إلى أحفاده

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء العراقية
منذ 5 ساعات
- الأنباء العراقية
هجوم صاروخي جديد من اليمن يستهدف وسط الكيان الصهيوني
متابعة - واع دوت صافرات الإنذار فجر اليوم الجمعة في تل أبيب ومناطق واسعة من الكيان الصهيوني نتيجة هجوم صاروخي من اليمن هو الثالث خلال 24 ساعة. وقال المتحدث باسم الجيش الصهيوني: " أنه عقب الإنذارات التي تم تفعيلها قبل قليل في عدة مناطق، تم اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن". وأضاف أنه "تم رصد صاروخ أطلق من اليمن باتجاه الأراضي الصهيونية، وأن أنظمة الدفاع تعمل على اعتراض التهديد". وأعلن أنصار الله (الحوثيون) في وقت سابق من الخميس استهداف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي بعد ساعات من صاروخ آخر تم إطلاقه على الكيان الصهيوني.

وكالة أنباء براثا
منذ 12 ساعات
- وكالة أنباء براثا
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث حول الانتخابات.. بين تنافس النخب وتفتيت المجتمع
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!

وكالة أنباء براثا
منذ 12 ساعات
- وكالة أنباء براثا
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن مستقبل الأعراب في ظل استحقاقات الذل والخنوع.. الواقع والمآلات
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!