logo
في كل يوم حرب... خسائر إضافية ستنعكس على مستقبل التفاوض الأميركي

في كل يوم حرب... خسائر إضافية ستنعكس على مستقبل التفاوض الأميركي

في كل يوم حرب يمرّ، يزداد فيه التدمير، وتفقد المفاوضات الأميركية - الإيرانية مزيداً من أرصدتها.
خسائر يومية
ففي مرحلة ما قبل المواجهة العسكرية الأخيرة، كانت المفاوضات تسير بهدوء ديبلوماسي (ظاهر على الأقل) مباشر وغير مباشر، على برنامج نووي إيراني كان لا يزال مُتكاملاً، وبخصوص برنامج صاروخي إيراني تُحسَب له حسابات التفاوض، وذلك بمعزل عن الإنهاك الشديد الذي أصاب الأذرع الإيرانية في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023.
وبعد الساعات والأيام الأولى من اشتعال النار، بات التفاوض على برنامج نووي أُصيب بأضرار معيّنة، وعلى برنامج صاروخي فقد بعض قدراته. وأما اليوم، فقد صارت المفاوضات حول برنامج نووي إيراني قُصِفَ أميركيّاً أيضاً، وبشأن صواريخ إيرانية فقدت المزيد من التأثير السياسي والإقليمي لرؤوسها المتفجرة.
وانطلاقاً من هذا الواقع، ماذا يبقى لطاولة التفاوض الأميركي - الإيراني مستقبلاً؟ وما هي الخسائر التي يرتّبها كل يوم حرب على مستقبل تلك المفاوضات؟
مواضيع متعددة
أوضح الكاتب والمحلّل السياسي علي الأمين أن "المفاوضات ستُستكمَل حول الصواريخ الباليستية، وعلى شؤون مرتبطة بمستقبل إيران. فترامب (الرئيس الأميركي) لا يفكر بالجانب العسكري المباشر، ولا بالمخاطر العسكرية فقط، بل بأي إيران ستكون في المرحلة القادمة، وبشروط علاقتها بالولايات المتحدة الأميركية وبوظيفتها الإقليمية مستقبلاً، وبموضوع الأذرع".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المفاوضات ستنظر أيضاً بمستقبل العقوبات، وبمدى إمكانية رفعها عن طهران تلقائياً أو وفق شروط جديدة لها علاقة بسياسة إيران وبتركيبتها في المستقبل. وبالتالي، هناك جملة ملفات باقية تتجاوز البُعد النووي والعسكري، وهي تتعلّق بما يسمّيه ترامب "إيران العظيمة"، ومستقبل الاستثمارات فيها. فالرئيس الأميركي يفترض أن إيران ضعُفَت بعد هذه الحرب. وطالما أنها لم تُظهر قوة فعلية في مواجهة أميركا، فهو سيُكمل في نقاط أخرى، منها الى أين ستتّجه (إيران)، ومستقبل اليورانيوم والتخصيب، والى أي مدى يمكن للباقي منه أن يشكل خطراً، أو إذا ما كان سيُنقَل الى دولة ثالثة".
لبنان؟
وأكد الأمين أن "الولايات المتحدة الأميركية تطمح للتفاوض مع إيران. وطهران بدورها لا تستطيع أن تذهب نحو مزيد من العزلة، وأن تتوقع أنها ستحقّق نتائج ومكاسب على المستوى الدولي والإقليمي في تلك الحالة. فإذا عزل النظام الإيراني نفسه أكثر، فسيكون ذلك أشبه بالانتحار له، بدلاً من أن يشكل خطوة قوة وتقدُّم. وبالتالي، تجد إيران نفسها مُضطَّرَة الآن لأن تقوم بشيء يُعيد لها كرامتها بمواجهة أميركا، ويسمح بالقول إنها دولة قوية، ولكن من دون أن يجرّها ذلك الى حرب مفتوحة مع أميركا".
وعن تداعيات ما يجري على لبنان، لفت الى أنه (لبنان) "غير مؤثِّر في معادلة الحرب الجارية، و"حزب الله" غير مؤثّر فيها أيضاً. ونتمنى أن تتمكن الدولة من إعادة ترميم ما هدّمته الحرب فيها ولو بالحدّ الأدنى".
وأضاف:"المواقف العامة من الحرب لدى كل الأطراف في لبنان ليست مُغامِرَة ولا مُبالَغ فيها الآن، وذلك بدءاً من "حزب الله" وصولاً الى "القوات اللبنانية". والتحديات المطروحة على حالها، وهي أن لا يتورط لبنان بشيء، وأن ينصرف لإعادة ترميم الدولة، ولإعادة تثبيت سلطتها وسيادتها، وهو عمل يفترض انخراط الجميع فيه والدفع باتجاهه".
من دون حرب؟
ورداً على سؤال حول أنه كان من الأفضل للمنطقة عموماً، التوصُّل الى اتفاق أميركي - إيراني من دون الحرب التي بدأت في 13 الجاري، أجاب الأمين:"التوصُّل الى اتفاقيات من دون حروب وإسقاط دماء هو أفضل طبعاً. ولكن هذه هي مصالح وحسابات الدول".
وختم:"لم يَكُن هناك توقّعات كبيرة بإمكانية تغيير شيء من دون حرب، لأن طبيعة التركيبة الإيرانية وطبيعة الوضع الإسرائيلي، وطبيعة كل ما جرى منذ "طوفان الأقصى" وحتى الساعة، تصعّب احتمال حدوث تسويات من دون مواجهات عسكرية وأمنية، تُعيد ترتيب التوازنات بشكل يتناسب مع رغبة من يريد المواجهة، وتحقيق مكاسب. وبالتالي، يبدو أن الحرب كانت أمراً لا مفرّ منه، لا سيما أنه صعب على إيران أن تتنازل، لأن طبيعة النظام فيها لا تسمح بتقديم تنازلات لأميركا بالشكل الذي تريده أميركا".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تريد استغلال اللحظة..وقف الحرب بعد إنجاز الضربة الأميركية؟
إسرائيل تريد استغلال اللحظة..وقف الحرب بعد إنجاز الضربة الأميركية؟

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

إسرائيل تريد استغلال اللحظة..وقف الحرب بعد إنجاز الضربة الأميركية؟

تأمل إسرائيل عدم تضييع "إنجازاتها" العسكرية في إيران، خصوصاً بعد الضربة الأميركية للمنشآت النووية، وأن يدفع ذلك طهران نحو اتفاق، وتواصل بالمقابل عدوانها، إذ يستمر الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع في الجمهورية الإسلامية. ونقلت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، عن مسؤولين في المستوى السياسي الإسرائيلي، قولهم إنهم يأملون امتصاص إيران الضربات التي تلقتها من إسرائيل والولايات المتحدة، وأن تعود إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتفاهمات بشأن برنامجها النووي. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر مطّلع، أن المسؤولين الإسرائيليين، يعتقدون أن الرسائل التي بعثت بها إيران عقب الضربة الأميركية، لا تبشّر برغبة حقيقية في العودة إلى المحادثات، لكنهم يأملون أن يغيّر المرشد علي خامنئي موقفه. وقال أحد المصادر: "في إسرائيل لا يريدون إهدار ما حدث (الضربة الأميركية واعتبارها إنجازاً).. فعندما يقع حدث كهذا، يتجهون إلى مسار دبلوماسي، لأنه لم يعد هناك ما يمكن تحقيقه بالوسائل العسكرية". مضيق هرمز ومع هذا، لا يستبعد المسؤولون الإسرائيليون احتمال حدوث تصعيد في الأيام المقبلة، إذا قررت إيران تنفيذ تهديداتها والانتقام من الهجوم الأميركي، سواء عبر تعطيل الملاحة في مضيق هرمز، أو تنفيذ سلسلة هجمات ضد قواعد أو سفارات أميركية في المنطقة، أو ضد أهداف غربية حول العالم. ومن الخيارات الأخرى التي قد تلجأ إليها إيران، الحفاظ على مواجهة محدودة، عبر حرب استنزاف ضد إسرائيل تمتد لأشهر، باستخدام إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة بشكل متقطع، على غرار ما يفعله الحوثيون في اليمن. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لضربة كبيرة، "أعادته سنوات إلى الوراء"، مما سيُصعّب على طهران إنتاج قنبلة نووية أو صواريخ قادرة على حملها في المستقبل القريب، وهي الذريعة التي روجتها إسرائيل لتبرير عدوانها، فيما أدلى رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بتصريحات مشابهة خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن. تقييم فوردو ورغم اعتقاد إسرائيل أن الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية دمّرت المنشأة النووية الكبرى في نطنز، بما في ذلك الجزء الموجود تحت الأرض، إلا أن المؤسسة الأمنية تجد صعوبة في تقييم وضع منشأة فوردو. ونقلت "هآرتس" عم مصدر غربي مطّلع على البرنامج النووي الإيراني، أن "الإيرانيين ربما تمكّنوا نظرياً من إخلاء اليورانيوم المخصب من فوردو، لكن إخلاء أجهزة الطرد المركزي ليس ممكناً فعلياً". أما منشأة إنتاج الوقود النووي في أصفهان، فتُظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة، أنها تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة الهجوم الأميركي. في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصادر، أنه على الرغم من أن الهجوم الأميركي كان يهدف إلى الإشارة إلى نهاية الحملة العسكرية على إيران، ورغم أن المجتمع الدولي قد يزيد الضغط من أجل وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لم تستنفِد بعد بنك الأهداف الذي جمعته، وتدرس حالياً إمكانية استغلال نافذة "الفرصة النادرة"، التي تتيح لها العمل بحريّة في الأجواء الإيرانية لضرب أهداف إضافية. الخطة الأصلية لواشنطن من جهتها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الاثنين، بأن الهجوم الأميركي على المنشآت الإيرانية، خلّف أضراراً كبيرة تثير تساؤلات بشأن استمرار العدوان. ونقلت تقديرات مسؤولين إسرائيليين أن مئات الكيلوغرامات من المواد المُخصّبة دُمّرت خلال الهجمات، موضحين أنه "إذا أوقف خامنئي إطلاق النار غداً وقال إنه يريد إنهاء الحدث (الحرب)، فسنقبل بذلك". وأوضح مسؤولون إسرائيليون، وفقاً لذات الصحيفة، أنه رغم التقديرات الأولية، لا يوجد حتى الآن تأكيد قاطع لنتائج الضربة الأميركية، مشيرين إلى أن الصورة ستتضح خلال الأيام المقبلة. وقالوا: "تقدير الجهات الأمنية (الإسرائيلية) هو أن الإيرانيين لم يتمكنوا من إخراج المواد المُخصّبة، وإن فعلوا، فبكميات ضئيلة فقط". وأضافوا "تقديرنا أنّ الكتلة الكبيرة، التي تبلغ مئات الكيلوغرامات، لم تُنقل، وتم تدميرها خلال الهجمات". ولفتت الصحيفة إلى أن الخطة الأصلية للأميركيين كانت مهاجمة منشأة فوردو فقط، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أقنعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتوسيع العملية لتشمل نطنز وأصفهان أيضاً، بذريعة علم إسرائيل بوجود منشأة تحت الأرض قرب أصفهان يُخزَّن فيها اليورانيوم المخصّب، لكنها لم تكن قادرة على استهدافها، وهو ما استكملته الضربة الأميركية. وقبل العملية، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل إزالة بطاريات الدفاع الجوي والرادارات الإيرانية من المسار المؤدي إلى المواقع، حتى لا يتمكن الإيرانيون من رصد تشكيل الطائرات الأميركية، الذي ضم 120 طائرة مرافقة لطائرات "بي-2". وبحسب المسؤولين الإسرائيليين: "تقديراتنا أننا أعدنا البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لأكثر من عقد من الزمن، وبالمقابل أعددنا الجمهور لحملة (عسكرية) طويلة. الأمر لا يتعلّّق بنا بل بالإيرانيين. إذا قرر الإيرانيون الدخول في حرب استنزاف معنا، فستكون حملة طويلة وسنحتاج إلى وقت. لكن هذا ليس ما نريده. نريد إنهاء الحدث في الفترة القريبة، هذا الأسبوع. الأمر يعتمد على خامنئي. إذا استمر في إطلاق النار دون توقف، فسيتوجب علينا الرد، إذ لا يمكننا أن نتحمّل. مصلحتنا هي عدم إطالة أمد الحرب".

حزب الله لا يملك أي مرصد خارجي!
حزب الله لا يملك أي مرصد خارجي!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

حزب الله لا يملك أي مرصد خارجي!

فراغ داخلي لبناني وترقب دولي بانتظار مشهدية الاقليم ومسار المواجهات العسكرية بين اسرائيل وإيران، والمساحة الزمنية قبل الوصول الى طاولة المفاوضات، وهو مسار غير واضح لدى كل الأطراف وضمنا لدى حزب الله الذي لا يملك حاليا أي مرصد خارجي يستشعر نتائج المرحلة المقبلة. وفي الانتظار ملفات داخلية كثيرة، وفي أولوياتها السلاح، فالعهد والحكومة، وضمن استراتيجية حصر السلاح يعملان جدياً على تجزئة الملف فتبدأ الالية بتسليم سلاح مخيمات الجنوب في محاولة لضبط الحدود مع استبعاد أية فرضيات لأية عمليات حزبية أو حتى فردية إضافة الى قرار لبناني بتعزيز الاجراءات الامنية في محيط المخيمات بشكل كبير جدا، أما بالنسبة لحزب الله والمواقف الاخيرة لأمينه العام، فلا قلق لبنانيا من أي تحرك تصعيدي إنطلاقا من قناعة مفادها أن الحزب سلم بحصرية الدولة اللبنانية بالدفاع عن لبنان، وبمسار يفضي الى تسليم السلاح، وكان لافتا عودة الحديث عن استراتيجية دفاعية يظللها هدوء عسكري وأمني يمهد للبحث في مضامينها. على مستوى التعيينات وتحديدا القضائية وإيدال، تقول مصادر متابعة للجديد إنها مقفلة، فرئيس الجمهورية "ما في يحملها"، على مستوى التعيينات المالية المرتبطة بمصرف لبنان هي أيضا "مكانك راوح" وسط تباين بين الرئاسة الثالثة والحاكمية وبعض نوابها. في المقابل لفتت زيارة مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الاعمال الوزير السابق علي حميه الى عين التينه ومتابعة ملف الاعمار مكلفا من رئيس الجمهورية رغم التوتر العسكري وموجات الغارات العنيفة على جنوب لبنان وصولا الى شمال الليطاني. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

"نعتذر لأننا لم نُبلغك".. الكشف عن رسالة السنوار وضيف إلى نصر الله في 7 أكتوبر
"نعتذر لأننا لم نُبلغك".. الكشف عن رسالة السنوار وضيف إلى نصر الله في 7 أكتوبر

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

"نعتذر لأننا لم نُبلغك".. الكشف عن رسالة السنوار وضيف إلى نصر الله في 7 أكتوبر

كشقت صحيفة معاريف العبرية عن مضمون الرسالة التي ارسلها قائد حماس السابق يحيى السنوار الى الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله صباح 7 أكتوبر، يدعوه فيها الى فتح جبهة لبنان ومعتذرا عن عدم التنسيق المسبق. وهذا نص الرسالة: الموقعون: السنوار، ضيف، ومروان عيسى في غزة. المرسل إليهم: نصر الله في لبنان وإيزادي في طهران. المضمون: تفاصيل الخطة لإبادة إسرائيل | وثيقة استخباراتية مرعبة: الرسالة التي أرسلها قادة حماس صباح المجزرة | الكنز الاستخباراتي الذي 'سقط' في يد إسرائيل بعد اغتيال محمد السنوار، تضمن أيضًا وثيقة مذهلة تصف بشكل دقيق، من أفواه قادة حماس أنفسهم، الأسباب التي دفعتهم للهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، وحالة الروح المعنوية داخل حماس عشية الهجوم، والعلاقات بين حماس السنية وحزب الله وإيران الشيعيين وباقي أعضاء 'حلقة النار'، والخطة الكاملة لحماس التي آمنوا بأنها ستؤدي بالفعل لتدمير دولة إسرائيل. تُفصّل الوثيقة، عبر صفحات عديدة، الأسباب التي دفعت ضيف والسنوار وعيسى إلى شن الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر. هؤلاء الثلاثة يفصّلون الأسباب واحدةً تلو الأخرى بدقة عالية. يُذكر أن المظاهرات والانقسام الداخلي في إسرائيل لم تُذكر إطلاقًا بين هذه الأسباب. الحديث يدور عن رسالة شخصية خاصة، طويلة ومفصّلة، كتبها القادة الثلاثة لحماس (محمد ضيف، يحيى السنوار، ومروان عيسى) إلى أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وإلى سعيد إيزادي، قائد 'فيلق فلسطين' في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. تم العثور على الرسالة في مخبأ كان يستخدمه يحيى السنوار وقيادة حماس العسكرية، ضمن كمية كبيرة من المواد المشابهة، تشمل مراسلات ووثائق وخططًا ورسائل بين كبار مسؤولي المنظمة مع جهات خارجية ومع بعضهم البعض. التقديرات تشير إلى أن الرسالة أُرسلت من قبل ضيف والسنوار وعيسى صباح 7 أكتوبر، بالتزامن مع بداية هجوم عناصر النخبة على غلاف غزة، أو بعد ذلك بوقت قصير. تكشف قراءة الرسالة الطويلة صورة داخلية حميمية وفريدة للحالة النفسية في حماس، والإيمان الديني-المسيحاني بتدمير إسرائيل، والأسباب التي دفعت حماس لارتكاب الخطأ الفادح بمهاجمة إسرائيل دون تنسيق مسبق مع بقية شركاء 'المقاومة'، وكذلك كل الأسباب المتعددة التي توردها الرسالة والتي دفعت حماس لاتخاذ قرار شن الحرب على إسرائيل. قادة حماس أيضًا يقدمون اعتذارًا عميقًا لنصر الله لعدم إعلامه بالهجوم مسبقًا ويتوسلون إليه للانضمام للحرب، حتى أنهم يفصّلون كيف يرون مشاركة حزب الله واستمرار المعركة حتى القضاء على إسرائيل. الرسالة هي في الواقع 'أمر يوم' من حماس، مع إضافات وتحديثات ليوم بدء المعركة لإبادة إسرائيل. تم إرسالها إلى نصر الله، وإلى سعيد إيزادي كمستلم إضافي. ثلاثة جهاديين سنّة (ضيف، السنوار، عيسى) يبلغون جهاديَّيْن شيعيَّيْن (نصر الله وإيزادي) عن بدء العملية المشتركة لتدمير 'الكيان الصهيوني' بالتفصيل. يتلقى نصر الله هنا تقييمًا للوضع بشكل مباشر، واعتذارًا واضحًا من قادة حماس لعدم إعلامه مسبقًا بموعد الهجوم بسبب 'القدرات الاستخباراتية للعدو'. الرسالة السرية هذه تبدأ بأدعية وآيات من القرآن. تشير التقديرات إلى أن الرسالة كُتبت مسبقًا، لكنها أُرسلت فقط مع بدء اقتحام قوات النخبة صباح السبت. جاء في مقدمة الرسالة: 'الأخ المجاهد السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ندعو الله تعالى أن تصل هذه الرسالة إليكم وأنتم بأتم صحة وعافية'. ثم تأتي النقطة الرئيسية: 'عندما تقرأ هذه الكلمات، يكون آلاف من مجاهدي كتائب القسام قد خرجوا لمهاجمة أهداف الاحتلال الصهيوني الإجرامي، وسيقصفون مواقع العدو وتجمعات استيطانه ومطاراته ومفترقاته في المنطقة الجنوبية وفي فلسطين المحتلة. سيخترقون السياج لمواجهة قوات الاحتلال والسيطرة على مواقع عسكرية ومدنية في المنطقة وأسر أعداد من جنود الاحتلال'. 'سينضم إليهم آلاف المجاهدين من الفصائل الأخرى والقوى المختلفة. نطلب دعمًا وعونًا مع دخول مجاهدينا واحدًا تلو الآخر إلى أرضنا المحتلة لتوجيه أشد ضربة لهذا المحتل الإجرامي خلال العقود الأخيرة. هذا هو العقاب المناسب لاعتداءاته على مسجدنا الأقصى، خصوصًا في الأسابيع الأخيرة'. ثم تسرد الرسالة بالتفصيل أعمال إسرائيل التي توصف بـ'تدنيس المسجد'، من بينها طرد المرابطين، وضربهم، ومنع المسلمين من الصلاة، وإدخال طقوس يهودية. وتنتقل الرسالة للحديث عن 'جرائم الاحتلال' في جنين ونابلس والخليل، وقتل الفلسطينيين وهدم البيوت. وكذلك العمليات الإسرائيلية في سوريا والعراق واغتيالات العلماء والقادة في إيران. تتطرق الرسالة أيضًا لتحليل استراتيجية إسرائيل في المنطقة، وتشرح كيف تخطط إسرائيل لتفكيك المواجهة مع الجبهات المختلفة. ثم يدعو قادة حماس نصر الله للانضمام بقوة إلى المعركة وتكثيف الضربات الصاروخية على إسرائيل، وبدء هجوم بري واسع بعد إضعاف الدفاعات الجوية الإسرائيلية. تبلغ الرسالة ذروتها بنبوءة أن نجاح المعركة سيؤدي إلى 'التحول التاريخي الأكبر في تاريخ الإسلام'، وتحقيق رؤية الإمام الخميني بـ'إشعال الثورة الإسلامية الكبرى'. وتختتم الرسالة باعتذار من نصر الله لعدم إبلاغه مسبقًا، بسبب خوفهم من قدرات المخابرات الإسرائيلية، ويطلبون منه الدعم. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store