قصة الهدية الأمريكية الأولى
طلب البيت الأبيض الأمريكي في رسالة إلى إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية اقتراح هدية ملكية يقدمها الرئيس فرانكلين روزفلت للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بمناسبة لقائهما التاريخي، فكان الرد بأن تكون الهدية عبارة عن طائرة مدنية، جاء الرفض مباشرة من البيت الأبيض لتجاوز قيمة الطائرة الميزانية المخصصة للهدية!.
لكن الدكتور هاري سنايدر المستشار صاحب الفكرة ظل مُصرا على الهدية نفسها، لقد رأى المملكة ممتلئة بالكثبان الرملية أكثر من أي شيء آخر دون أن تتوافر فيها حتى وسائل المواصلات البدائية، فأدرك أن تلك الهدية بعينها سوف يكون لها شأن ومستقبل في بلد منطلق على دروب التطور والتنمية كالصاروخ.
عاد الدكتور سنايدر مجدداً إلى رئيسه ليعرض عليه المقترح بأسلوب مختلف، وكانت فكرته أن مصنع "دوغلاس" لديه عدد فائض من الطائرات ناقلة الجنود من نوع C-47 ، وبما أن الحرب العالمية الثانية قد انتهت، فلم لا يستعير البيت الأبيض إحدى تلك الطائرات ويسدد قيمتها لاحقاً لوزارة الدفاع عندما يتوافر لديه المبلغ كاملا.
بهذا المقترح استطاع سنايدر أن يحصل على موافقة البيت الأبيض، والذي بدوره أبلغ شركة دوغلاس بتحويل المقصورة الداخلية لإحدى تلك الطائرات إلى مجلس ملكي. بلغت قيمة الهدية الملكية ٨٥٠٠٠ دولار، غير أن المضحك في الأمر هو أنه وعند تقاعد الدكتور هاري سنايدر تسلم رسالة من البنتاغون في واشنطن من باب الدعابة، مفادها أن البيت الأبيض لم يقم بدفع قيمة الهدية الملكية رغم مرور ٣٠ سنة على الأمر، وأن الخزانة الأمريكية تطالبه هو بمبلغ ٣٥٠٠٠٠ دولار قيمة الطائرة وفوائد كل تلك السنين!.
وصلت الطائرة إلى جدة في 14 أبريل من عام 1945م واستلمها نيابة عن الملك المؤسس الأمير منصور بن عبدالعزيز رحمه الله. كانت الطائرة تعد الأداة الوحيدة لنقل أي شيء بسرعة لا يمكن مقارنتها بأي وسيلة أخرى في ذلك الزمان، وقد استشعر جلالة الملك المؤسس -مباشرة- أهميتها في ربط أرجاء الوطن، ففي نفس العام وكدليل واضح على اهتمامه رحمه الله بالطيران، قرر شراء طائرتين أخريين من نفس الطراز.
كان أكثر ما يميز ذلك الطراز هو أنه لا يتطلب للقيام برحلاته سوى أرض ترابية منبسطة، الأمر الذي كان متوافرا في البيئة الصحراوية للمملكة. وبهذا النوع من الطائرات تمكنت الدولة من ربط مناطقها الإدارية، وتوفير الإمدادات بجميع أنواعها لكل مناطق البلاد، كما ظلت متواصلة مع العالم تبتعث أبناءها لحصد العلوم وتستقبل الزوار والحجيج. لقد أسهم القرار الملكي للمؤسس طيب الله ثراه بالتوسع في شراء ذلك النوع من الطائرات "داكوتا DC3" في تحقيق رؤيته في توطين البادية وإنشاء الهجر، وهي الرؤية التي مكنت المملكة من الانطلاق إلى عهد جديد تدور فيه عجلة التنمية بسرعة فائقة.
ومنذ ذلك العام ظل الطيران ، ومازال، القطاع المُمكّن لرؤية الوطن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
![مشاهد مهيبة مناهضة للحوثيين في صنعاء تُشعل تفاعل الشرعية وتُجدد حنينها للعودة [شاهد]](/_next/image?url=http%3A%2F%2Fmedia.almashhad-alyemeni.com%2Fimg%2F25%2F05%2F25%2F320316_L.webp&w=3840&q=100)
![مشاهد مهيبة مناهضة للحوثيين في صنعاء تُشعل تفاعل الشرعية وتُجدد حنينها للعودة [شاهد]](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fall-logos-bucket.s3.amazonaws.com%2F7adramout.net.png&w=48&q=75)
حضرموت نت
منذ 21 دقائق
- حضرموت نت
مشاهد مهيبة مناهضة للحوثيين في صنعاء تُشعل تفاعل الشرعية وتُجدد حنينها للعودة [شاهد]
قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، معمر الإرياني، إن الحضور الكبير والمهيب لشيوخ ووجهاء وأبناء القبائل في تشييع الشيخ ناجي جمعان الجدري، عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام وشيخ مشايخ بني الحارث، لم يكن مجرد مراسم وداع، بل تظاهرة سياسية وشعبية صامتة أكدت أن القبيلة اليمنية لا تزال تحتفظ بولائها لرموزها الوطنية وترفض الخضوع لهيمنة مليشيا الحوثي. وأضاف الإرياني في تصريح رسمي أن القبائل اليمنية، التي حاولت مليشيا الحوثي إخضاعها بالترهيب والمال والسلاح، خرجت عن صمتها في هذا التشييع، وبعثت برسائل واضحة تعكس حجم الاحتقان الشعبي والرفض المتصاعد داخل الأوساط القبلية، خاصة تلك التي عانت لسنوات من الإقصاء والتضييق. وأشار الوزير إلى أن المشهد الذي شهدته العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، يعكس حجم العزلة المتفاقمة التي تعاني منها الجماعة، حتى في مناطق كانت تُعد حواضن تقليدية لها، مضيفاً: 'الجماهير التي احتشدت اليوم تقول بوضوح: هذا الكابوس إلى زوال، وإرادة الشعب أقوى من بطش المليشيا'. واختتم الإرياني تصريحه بنعي الشيخ ناجي جمعان، قائلاً: 'رحم الله الشيخ ناجي جمعان الجدري، أحد رموز انتفاضة ديسمبر، الذي واجه الكهنوت ببسالة، وظل على العهد حتى توفاه الله. وقريباً سيشيّع الشعب اليمني مشروع الحوثي إلى غير رجعة.' ### جنازة مهيبة وسط صنعاء.. والآلاف يودعون شيخ بني الحارث وكانت العاصمة اليمنية صنعاء قد شهدت، صباح الأحد، موكباً جنائزياً مهيباً للشيخ ناجي محمد جمعان الجدري، أحد أبرز مشايخ القبائل اليمنية المناهضين للحوثيين، والذي توفي في العاصمة المصرية القاهرة بعد ثماني سنوات من مغادرته البلاد في أعقاب انتفاضة ديسمبر 2017. وانطلقت مراسم التشييع من المستشفى السعودي الألماني، ومرّت بشوارع صنعاء باتجاه مقبرة كولة جدر في مسقط رأسه بمنطقة جدر بمديرية بني الحارث، حيث ووري جثمانه الثرى بعد الصلاة عليه، وسط حضور واسع من القيادات القبلية والشخصيات الاجتماعية والمواطنين من مختلف المناطق. وتداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مؤثرة للحشود التي تجمّعت لتوديع الراحل، وسط حضور لافت رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها مليشيا الحوثي في العاصمة. يُذكر أن الشيخ ناجي جمعان كان من أبرز رموز المقاومة القبلية ضد الحوثيين، وقد فقد اثنين من أبنائه خلال مشاركته في انتفاضة ديسمبر 2017 التي دعا لها الرئيس الراحل علي عبد الله صالح لمواجهة الحوثيين، قبل أن يغادر البلاد متوجهاً إلى القاهرة، حيث واصل نشاطه السياسي والوطني حتى وفاته.


الحدث
منذ 25 دقائق
- الحدث
نائب أمير جازان يقوم بجولة في ديوان الإمارة
قام صاحب السمو الأمير ناصر بن محمد بن عبدالله بن جلوي نائب أمير منطقة جازان، بجولة اليوم في ديوان الإمارة، التقى فيها وكلاء الإمارة المساعدين ومديري العموم والموظفين، وذلك عقب صدور الأمر الملكي بتعيينه نائبًا لسمو أمير المنطقة. وتمنى سموه للجميع التوفيق، مهيبًا بتسهيل إجراءات العمل التي تخدم المراجعين وفق الأنظمة والقوانين والتنسيق والتواصل وسرعة الإنجاز لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة أيدها الله.


الوطن
منذ 31 دقائق
- الوطن
هل استسلم العالم لمحو غزة من الخريطة؟
العالم غاضبٌ، حانقٌ، مقهورٌ، مستَفَزٌّ وعاجزٌ، حيال فظاعة ما يجري في قطاع غزّة، لكنه يبدو مستسلمًا أمام «القدر» الذي صنعته عقول التطرّف الوحشي وآلة التقتيل والتدمير الإسرائيلية. مستسلمٌ لأن الولايات المتحدة والقوى الغربية التي سارعت إلى العراق وسوريا لسحق تنظيم «داعش» وإرهابه و«دولته»، ولمنعه من العبث بجغرافية البلدَين، لم تمانع أن تمارس إسرائيل إرهابًا «ما بعد داعشيٍّ» بأحدث الأسلحة والقنابل الاختراقية والذكاء الاصطناعي لاقتلاع فلسطينيي غزّة من بيوتهم، لتسوية أبنيتهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومساجدهم بالأرض، لتجريف آثارهم ومقابرهم ولإلغاء أي وجود وتاريخ وملكية وانتماء لهم إلى هذه الأرض. بعد نحو عشرين شهرًا من الحرب، تتحدّث إسرائيل عن خططها العسكرية الراهنة بمصطلحات واضحة، وتنفذّها بطرائق أكثر وضوحًا بمعدل مجازر عدة يوميًا، مع تركيز شديد على الأطفال والنساء. يوم السبت (24.05.25) وصلت طبيبة الأطفال آلاء النجار إلى عملها في مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وبعد لحظات وصلت جثامين تسعة من أطفالها قُتلوا بصاروخ إسرائيلي وأصيب زوجها وابنها العاشر. هذه مجرد عيّنة من إجرام قضى على عائلات بأكملها. يُجمَع الآن مليونا غزّي في زاوية في جنوب غربي القطاع ليصبحوا فعلًا في معسكر تصفية قبل القتل أو الترحيل. مسؤولون في الكيان الإسرائيلي لا يتورّعون عن ذكر مصطلح «الحل النهائي» الذي استخدمه النازيون لإبادة اليهود. لم يعد خافيًا أن الخطة ترمي إلى إبادة غزّة، إلى محوها من جغرافية فلسطين. لم تتلقف العواصم الكبرى أيًّا من الإشارات الكثيرة التي لاحت منذ بدء الحرب حتى اليوم، لإدراك خطورة نهج الإبادة الذي ظهرت معالمه وواصلت إنكاره. دعمت واشنطن وحلفاؤها «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، أعطوها أكثر الأسلحة فتكًا ورأوا بأم العين كيف استخدمتها ضد المدنيين بذريعة أن مقاتلي «حماس» والفصائل متغلغلون بينهم. دافعوا عنها في مجلس الأمن وأمام محكمة العدل الدولية، وحقدت واشنطن على جنوب إفريقيا التي قاضت إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية إلى حدّ أن دونالد ترمب نصب فخًّا لرئيسها سيريل رامافوزا واستخدم فيديو «أدلة مغلوطة» لاتهام بلاده بإبادة المزارعين البيض. وعندما كُشف أن ذلك الفيديو من الكونغو لم يُصدر البيت الأبيض أي اعتذار أو توضيح، فالمهم أن الرئيس استطاع إفحام ضيفه ولو بالكذب. تلاعب بنيامين نتنياهو وعصابته بالإدارة الأمريكية السابقة، شريكتهم، إلى حدّ إهانتها وإذلالها. أحبطوا كل خطة اقترحتها لـ«اليوم التالي» بعد الحرب، لأن إسرائيل لم تتصوّر أي نهاية لهذه الحرب بوجود أهل غزّة على أرضها. وبعد أيام من تسلّمه صلاحياته سارع ترمب إلى إعلان تبنّيه «خطة تهجير سكان غزّة» باعتبارها نتيجة بديهية لما أنجزته إسرائيل، ومع أنه اقتصد في الحديث عنها بعد الاعتراضات العربية إلا أنه لم يتخلَّ عنها. ولترسيخ اقتناع ترمب بالمشروع العقاري في غزّة، يُنفذ الجيش الإسرائيلي الآن أوامر بتدمير أي مبنى لا يزال قائمًا. في آخر تصريحات لنتانياهو حرص على القول إنه ماضٍ في خطط السيطرة على كامل قطاع غزّة «وصولًا إلى تهجير سكانها وفقًا لبرنامج ترمب» الذي هو في الأساس برنامج إسرائيلي. ردّ نتنياهو بصلفٍ على انتقادات أوروبية لممارسات لإسرائيل سواء في عملياتها العسكرية أو في منعها دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزاه الجوع وبدأ يميت أطفالًا ومسنّين. خلافًا لألمانيا التي لم تغادر هوسها المَرَضي بدعم إسرائيل في حربها، خرجت بريطانيا أخيرًا عن صمتها، ومعها فرنسا وكندا، وإلى حدٍّ ما بلجيكا، واتخذت لندن إجراءات (تعليق مفاوضات اتفاق جديد للتجارة الحرّة) وفرضت عقوبات على أشخاص وكيانات منخرطة في اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، فيما طلبت باريس مراجعة لاتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، ولوّحت الدول الثلاث بإمكان «الاعتراف بدولة فلسطينية». لم تأتِ هذه المواقف متأخرة فحسب، بل ظلّت الإجراءات المعلنة بعيدة عن وقف الإمدادات العسكرية وبالتالي غير مؤثرة أو رادعة للوحش الإسرائيلي الهائج. وبعد مقتل موظفين إسرائيليين في واشنطن، برصاص شخص هتف «فلسطين حرّة»، أمكن آلة التضليل الإسرائيلية أن تتحدّى الأوروبيين وتتهمهم بأنهم يحرّضون على «معاداة السامية». وذهب نتنياهو إلى حدّ مقارنة «فلسطين حرّة» بالشعار النازي «هايل هتلر». وعلى الرغم من الحديث عن جفاء شخصي بينه وبين ترمب، وعن ضغوط أمريكية للتوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار مع تبادل أسرى فإن وفد إسرائيل غادر مفاوضات الوسطاء في الدوحة من دون تحقيق أي تقدم، ولم يتسنَّ العثور على أثر لضغوط أمريكية. وبعد اتصال ترمب- نتنياهو نقل مكتب الأخير أن الرئيس الأمريكي عبّر عن «دعمه لضمان إطلاق جميع الرهائن وللقضاء على حماس»، أي أنه لا يؤيّد المآخذ الأوروبية ولا يمارس ضغوطًا. * ينشر بالتزامن مع موقع «النهار العربي»