logo
لماذا اُختير الشرع ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم؟

لماذا اُختير الشرع ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم؟

إيطاليا تلغراف٢٢-٠٤-٢٠٢٥

إيطاليا تلغراف
محمود علوش
شهد الشرق الأوسط، منذ مطلع الألفية الثالثة، سلسلة من الأحداث الكبرى التي أعادت تشكيل معالمه الجيوسياسية، وأنظمة الحكم في بعض دوله، والسياسات الدولية في المنطقة.
يبرز سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كأحد أهم هذه الأحداث. هذا الحدث لم يُنهِ فقط أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد وحزب البعث، ولم يُحدث هزة جيوسياسية إقليمية فحسب، بل جلب إلى السلطة شخصية استثنائية، هي أحمد الشرع، الذي غيّر سوريا وتغير معها.
لذا، لم يكن مفاجئًا أن تختار مجلة 'تايم' الأميركية الشرع ضمن قائمة أكثر مئة شخصية سياسية عالمية تأثيرًا لهذا العام.
تستند معايير 'تايم' في تصنيفاتها السنوية إلى التأثير القيادي، والتغييرات الملموسة التي يُحدثها الأفراد على بلدانهم والمنطقة والسياسات الدولية. تنطبق هذه المعايير على أحمد الشرع، لكن اختياره هذا العام يحمل دلالات تتجاوز المعايير التقليدية.
فهذه هي المرة الأولى التي تُدرج فيها المجلة شخصية ذات خلفية إسلامية سابقة ضمن قائمة الزعماء المؤثرين عالميًا. على سبيل المثال، أدرجت 'تايم' بشار الأسد في عام 2013 ضمن الشخصيات المؤثرة لقيادته بلدًا في خضم صراع جيوسياسي كبير عليه، لكنه لم يمتلك خلفية مشابهة للشرع.
من ناحية أخرى، يُسلط اختيار الشرع الضوء على اهتمام العالم بمساعيه لتجاوز الماضي وإثبات قدرته على إدارة سوريا وتوحيدها وبناء دولة جديدة، وعلى التعامل مع التحديات الجيوسياسية التي تجذب العديد من الفاعلين الإقليميين والدوليين.
تعتمد 'تايم' في تصنيفها على معايير التأثير العالمي والإنجازات التي تغيّر الأحداث أو السياسات أو المجتمعات، سواء كان هذا التأثير إيجابيًا أو سلبيًا.
يُبرز تصنيف الشرع جهوده الدعائية لتقديم صورة جديدة عنه للعالم. منصات مثل 'تايم' لا تكتسب أهميتها من مصداقيتها فحسب، بل من تأثيرها على نظرة صانعي القرار في العالم للتحول السوري.
وفي معرض تفسير اختيارها، وصفت 'تايم' الشرع بأنه يوازن بين المتشددين الذين قادهم سابقًا، والليبراليين السوريين الذين رحبوا بسقوط الأسد، مشيدةً بتجربته في حكم شمال غرب سوريا وتواصله مع الأقليات الدينية في المنطقة.
هذا التصنيف يروّج للشرع كزعيم سوري يطمح لقيادة بلاده مع مراعاة تنوعها الديني والعرقي والثقافي، وتأثيرها الإقليمي الكبير. وعلى الرغم من أن معايير 'تايم' لا تسعى بالضرورة لإضفاء طابع إيجابي أو سلبي على الشخصيات العالمية، فإن تصنيف الشرع يميل إلى الإيجابية، بالنظر إلى التحول الكبير في شخصيته منذ توليه السلطة في سوريا.
كانت صورته مثيرة للجدل في الأوساط الدولية حين تولّى قيادة هيئة تحرير الشام، إذ ارتبط اسمه آنذاك بمشاريع عابرة للحدود أثارت كثيراً من التحفظات. لكن مع مرور الوقت، أعاد تموضع رؤيته لينخرط في مشروع سوري الطابع، يركّز على الأهداف المحلية للثورة، وعلى رأسها إسقاط النظام القائم، الذي ترسّخ عبر القمع والاستبداد والبنية الطائفية.
كونه الشخصية العربية الوحيدة في فئة القادة ضمن قائمة 'تايم'، إلى جانب شخصيات عالمية مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، يعزز التصنيف مكانة الشرع كرمز للقيادة العربية المؤثرة عالميًا.
ويعكس التصنيف أهمية التغيير الذي قاده في سوريا على محيطَيها العربي والإقليمي، وعلى المصالح الدولية في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، يشير التصنيف إلى تحول في السردية الدولية تجاه الثورة السورية، من تصويرها كصراع أهلي طائفي أدى إلى عودة خطر الإرهاب، إلى الاعتراف بها كحركة أحدثت تغييرًا جذريًا، وخلقت فرصة تاريخية لتحويل سوريا من معضلة مزمنة إلى قيمة جيوسياسية تدعم استقرار المنطقة وتتماشى مع المصالح الغربية.
وفي ضوء ذلك، يُمكن النظر إلى تصنيف 'تايم' على أنه مؤشر إضافي على التقبل العالمي المتزايد لحقيقة أن الشرع لديه طموحات تستحق الاعتراف بها وبحاجة إلى فرصة لإثبات نواياه وحقيقة اعتداله.
أسهم الصراع في سوريا في تشويه النظرة الدولية إلى الواقع السوري بشكل كبير. فقد قامت هذه النظرة، في الغالب، على مجموعة من التصورات التي أضرت بالثورة السورية وبسياسات المجتمع الدولي تجاه سوريا.
من ذلك، على سبيل المثال، التركيز المبالغ فيه على البعد الطائفي للثورة على حساب الأبعاد الاجتماعية العميقة التي دفعت الشعب السوري للانتفاض ضد نظام بشار الأسد، فضلًا عن إغفال الأبعاد المحلية للصراع لصالح الاعتبارات الجيوسياسية.
بعد الإطاحة بنظام الأسد، تسعى العديد من الدول الغربية إلى تجاوز هذه التصورات، أو على الأقل الحد من تأثيرها كمحدد رئيسي لسياساتها تجاه سوريا. وتعمل هذه الدول على إعادة توجيه جهودها نحو دعم سوريا في انتقالها نحو بناء دولة جديدة، مع ضمان عدم عودتها إلى دوامة الصراع.
غير أن الاعتبارات والتحفظات السائدة تجاه الشرع ما تزال تُسهم في تقييد توجه عدد من الدول الغربية نحو اعتماد سياسة أكثر انفتاحًا ومرونة حيال الواقع السياسي الجديد.
في هذا السياق، يمكن أن يسهم تصنيف مجلة 'تايم' بشكل جزئي في تبديد هذه النظرة الحذرة، وتشجيع المجتمع الدولي على التركيز على الفرص التي توفرها قيادة الشرع لسوريا، بدلًا من التركيز على المخاوف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قمة الرياض تعيد رسم خرائط الشرعية وتتجاهل الرخوات
قمة الرياض تعيد رسم خرائط الشرعية وتتجاهل الرخوات

خبر للأنباء

timeمنذ 7 أيام

  • خبر للأنباء

قمة الرياض تعيد رسم خرائط الشرعية وتتجاهل الرخوات

بينما كانت عدسات العالم تلتقط لحظة اللقاءُ بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس القيادة السورية أحمد الشرع، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومشاركة الرئيس التركي أردوغان عبر الانترنت، كان اليمن غائباً عن الصورة، وعن المعنىٰ، ولم يتم ذكره حتى في هامش الزيارة والقمة والحدث التاريخي برمته..!!. هذا اللقاء لم يكن بروتوكوليًا، ولم يكن عادياً. لقد كان لحظة إعلان ضمني عن شرعية جديدة لسوريا مابعد الأسد، شرعية بُنيت على أنقاض حرب، لكن تقودها اليوم قيادة نضجت، وعرفت من أين تؤكل كتف السياسة الدولية. ووجدت اليوم فرصتها فاستغلتها، واقتحمت الطاولة من باب الكبار الأقوياء، اقليميا ودولياً. في الجهة المقابلة، نكبتنا وبؤسنا كيمنيين، مجلس القيادة الرئاسي، بشخوصه الثمانية الذين يقيم غالبيتهم في ذات المدينة، كانوا يجتمعون في خيمة عبدالله العليمي يُخزنون القات ويتابعون فعاليات الزيارة التاريخية ومخرجاتها المفصلية من شاشات التلفزيون، ولايجرؤون على السؤال: لماذا لسنا جزء من المشهد، لماذا لم يُذكر اسم اليمن على هامش الزيارة، ولو من باب رفع العتب او جبر الخواطر..؟! ليرتد إليهم الجواب الذي يعرفونه جيداً: لأنهم ليسوا جزء حقيقي من المشهد اليمني، ولايملكون شيئًا يُقدمونه، وليس لديهم مايقولونه غير الشكاوى المتكررة من الحوثيين وتدبيج الشكر والعرفان لكل من يتطوع ويقصف المرافق العامة والمنشآت الحيوية في مجال سيطرتهم فقط..!! القيادة السورية رغم الانقسام والمآسي التي مرت بها منذ 2011 وحتى اليوم، استطاعت أن تُفرز شخصية سياسية تفاوض وتُقنع وتُحترم، أما قيادة اليمن، فلم تفرز سوى وجوهٍ تتنازع الصلاحيات، وتستجدي الشرعية، وتنتظر التعليمات من موظف في مكتب السفير السعودي لدى اليمن، قيادة عاجزة عن بناء تحالف، أو فرض قرار، أو حتى صياغة موقف سياسي حقيقي، قيادة لم تقدّم خلال أكثر من ثلاث سنوات منذ تشكيل مجلسهم إلا المزيد من الخيبات والنهب والفساد والارتزاق والتبعية. هذه ليست مقارنة عابرة بين بلدين، بل مقارنة بين مشروعين: مشروع يؤمن بالدولة ويسعى لاستعادتها، ومشروع يعتاش على الدولة وينهش ماتبقى منها.. سوريا، بكل جراحها، تسير في طريق البناء السياسي، واليمن، بكل دعم الإقليم والعالم له، يسير في طريق التفكك والانهيار، لأنه بلا قيادة وطنية حقيقية، والموجود عبارة عن كومبارس يتحركون وفقا لأجندة من يمولهم، ولايرون في الدولة أكثر من حقيبة سفر ومخصصات مالية، وبيانات عبثية وتغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

معركة "السلطان يعقوب" ونهاية أكذوبة "الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان"
معركة "السلطان يعقوب" ونهاية أكذوبة "الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان"

إيطاليا تلغراف

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • إيطاليا تلغراف

معركة "السلطان يعقوب" ونهاية أكذوبة "الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان"

إيطاليا تلغراف إدريس عدار حقّق نتنياهو نصرا رمزيا ما كان يحلم به. أعلن مكتبه عن استعادة جندي 'إسرائيلي' من سوريا. قال بيان في الموضوع 'في عملية خاصة من قبل الموساد والجيش الإسرائيلي، أعدنا إلى الوطن رفات… تسفيكا فلدمان الذي سقط في معركة السلطان يعقوب في يونيو 1982'. معركة السلطان يعقوب دارت سنة 1982 بين القوات السورية والصهيونية. وفي بيان مشترك أفاد الجيش وجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بأنه 'في عملية خاصة بقيادة الجيش الإسرائيلي والموساد، تم العثور على جثمان الرقيب أول تسفيكا فلدمان في العمق السوري وأعيد إلى إسرائيل'. لم يذكر بيان نتنياهو كما بيان الجيش والموساد زمن العثور على الرفات وكيف تمت الطريقة. كما لم يذكرا ما إن كانت حركة الجولاني ساعدت في الأمر؟ منذ الثامن من دجنبر من السنة الماضية، تاريخ تمكين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة- فرع تنظيم القاعدة بسوريا) من السلطة في دمشق والقوات 'الإسرائيلية' تعربد بحرا وجوا وبرا. قامت بتدمير مقدرات الجيش السوري بشكل شبه كلي، والغريب أن الجولاني قال أمام ماكرون: سنتعاون على محاربة داعش وتدمير الأسلحة الكيماوية. وعندما كانت هيئة تحرير الشام ومن معها، وأنصار 'الثورة السورية' في العالم العربي، يحتفلون بالانتصار على النظام بل على ثلاثة جيوش (الإيراني والسوري والروسي) وعدة مليشيات، كانت 'القوات الإسرائيلية' تحتل الأراضي السورية دون مواجهة. احتلت 'إسرائيل' مساحة جغرافية تفوق مساحة لبنان دون حرب، أضافتها للجولان المحتل. قال الجولاني في باريس: نجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل قصد التهدئة. أي تهدئة؟ التهدئة تكون بين متحاربين. الحركة الجولانية لم تحارب. منذ اليوم الأول أعلنت أنها لن تدخل في حرب مع إسرائيل. ولن تكون منطلقا لأي هجوم عليها. وصبيحة الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي اعتقلت قوات الأمن العام طلال ناجي. وكانت المعركة السياسية تقتضي استقباله من قبل الجولاني ليفاوض به. لكن هيهات. ناهيك عن اعتقال قيادات الجهاد الإسلامي، إذ ما تسرب يفيد التحقيق معهم حول مسالك وصول السلاح للمقاو/ومة. يستشكل الجولانيون بالقول: ما الفرق بين الآن والأمس؟ ألم تكن إسرائيل تهاجم سوريا طوال الفترة السابقة. رفات الجندي الصهيوني المستعادة من سوريا تسعفنا في فهم ما جرى سابقا وما يجري حاليا. الدبابات الإسرائيلية التي تعربد اليوم في الأراضي السورية لم تكن تجرؤ على الدخول شبرا واحدا. لماذا؟ صحيح أن الحرب لم تتم على خط التماس منذ اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1974. لكن عندما وجدت القوات السورية نفسها وجها لوجه كانت المعركة الكبرى. معركة 'السلطان يعقوب' بجنوب لبنان. هي المعركة التي قُتل فيها الجندي الصهيوني 'تسفيكا فيلدمان' وتم فيها على الأقل حجز جثتين من قبل الجيش السوري. ما حكاية هذه المعركة التي أنهت أكذوبة 'الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل'؟ وقعت هذه المعربة يوم 10 يونيو 1982 بين القوات السورية والقوات الإسرائيلية. كانت نهاية المعركة هزيمة للصهاينة. تراجعوا إلى الوراء وأُجبروا على الانسحاب. تم قتل30 جندياً إسرائيلياً وأسر اثنين على الأقل وتم تدمير أكثر من 20 دبابة واغتنام أخرى. وكانت الفرقة 90 الإسرائيلية بقيادة اللواء جيورا ليف اجتازت قرية مرجعيون، ومن هناك شرعت في دفع اللواء المدرع لسوريا التابع للفرقة العاشرة، غير أن القوات السورية استخدمت طائرات غازيل لدعم عملية التأخير وأطلقت صواريخ هوت على الأرتال الطويلة من المركبات الإسرائيلية المنتشرة على الطرق، وردت إسرائيل بطائرات كوبرا التي تستخدم ضد أهداف أرضية وطائرات غازيل. الفرقة 90 الإسرائيلية توجهت بسرعة إلى الأمام للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض قبل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وفي وقت متأخر من تلك الليلة، نجحت معظم الكتيبة 362، بالإضافة إلى بلوجا كاف من الكتيبة 363 في اختراق المشاة السورية في قرية السلطان يعقوب لتجد نفسها معزولة ومحاصرة. دامت المعركة ست ساعات، خسر فيها الجيش الإسرائيلي عددا من الدبابات والجنود. فشلت أيضا في تدمير دبابات مجاح 3 إم-48 إيه 3 المعطلة التي تركتها خلفها واستعادتها القوات السورية في اليوم التالي. ولا نعرف مصير واحدة من تلك الدبابات التي كانت تُعرض في متحف بانوراما حرب تشرين في دمشق. معركة 'السلطان يعقوب' هي البروفة التي جعلت الإسرائيلي لا يفكر يوما في الدخول ولو شبرا واحد خلف خط وقف إطلاق النار. كما يجدر بنا ذكر ملاحظة بسيطة فيما يتعلق بالهجوم الجوي. لم يحدث ذلك منذ وقف إطلاق النار إلا بعد انطلاق 'الثورة المصنوعة' لكن بعد تمكن سوريا من تعزيز دفاعاتها أسقطت طائرة حربية متقدمة سنة 2018 فوضعت حدا لذلك، وكل الهجمات اللاحقة تمت فوق الأجواء اللبنانية أو فوق البحر، ولم يكن لدى سوريا الاستطاعة لهذه المعركة. المقارنة بين المرحلتين بئيسة للغاية. اعترف الجولاني أن هناك مفاوضات غير مباشرة. وتم تسريب خبر ثلاث جلسات من المفاوضات المباشرة من قبل الإعلام الإسرائيلي ولم ينف الجولاني. وصرّح وزير الحرب الصهيوني أنه تم الاتفاق مع تركيا، وليس سوريا، في باكو على منطقة أمنية لإسرائيل في الجنوب السوري. التفاوض على استعادة الحق مقبول إن لم يكن مشروطا، أما ما يجري اليوم هو تسليم للكيان المؤقت بكل ما يرغب فيه. لقد حقق محور المقاو/مة نتيجة مهمة رغم الضربات التي تلقاها. نتيجة مفادها 'إسرائيل غير الآمنة'. جبهة الإسناد متواصلة ولهذا يتم التحرش بها من قبل الجولانيين. وما حققه اليمن يصنع التاريخ. ويستعيض الإسرائيلي عن ذلك بانتصاراته دون مواجهة في سوريا. إيطاليا تلغراف

بموافقة الولايات المتحدة.. قطر تمنح الإدارة السورية شريان حياة مالي (تفاصيل)
بموافقة الولايات المتحدة.. قطر تمنح الإدارة السورية شريان حياة مالي (تفاصيل)

بلد نيوز

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

بموافقة الولايات المتحدة.. قطر تمنح الإدارة السورية شريان حياة مالي (تفاصيل)

في خطوة اعتُبرت شريان حياة مالي للحكومة الانتقالية الجديدة، وافقت الولايات المتحدة على مبادرة قطرية لتمويل رواتب موظفي القطاع العام في سوريا، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن 3 مصادر. وشرحت هذه المصادر، أن الدوحة تلقت مؤخرًا إشعارًا من واشنطن بالموافقة على المضي قدمًا في المبادرة، حيث لفت مصدران مطلعان على الملف إلى أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة في الولايات المتحدة، سيصدر قريبًا خطابًا يؤكد فيه إعفاء المبادرة القطرية من العقوبات الأمريكية. وأكد وزير المالية السوري محمد يُسر برنية أن الدوحة ستقدّم لسوريا منحة شهرية بقيمة 29 مليون دولار، مخصصة لتغطية رواتب العاملين في قطاعات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية. وتبدو هذه الخطوة مؤشراً على تبدل نسبي في الموقف الأمريكي من الحكومة السورية برئاسة أحمد الشرع، في ظل شروع عدد من الدول الأوروبية باتخاذ خطوات لتخفيف القيود المفروضة. لا تشمل "الداخلية" أو "الدفاع" أوضح مصدر مالي سوري أن التمويل المقدم من قطر مشروط ومحصور بالموظفين المدنيين فقط في القطاع العام، ولا يشمل العاملين في وزارتي الداخلية والدفاع، وهو ما يعكس بحسب المصدر ودبلوماسيين غربيين، استمرار التحفظات الدولية تجاه خلفية الجماعة التي تتولى الحكم حاليًا في سوريا وإعادة تشكيلها للأجهزة الأمنية. وكشف المصدر أن الحكومة السورية ستتكفل بتأمين الفارق المطلوب لتمويل زيادات الرواتب للموظفين الذين لا تشملهم المبادرة المدعومة من قطر. ومن المتوقع أن يبدأ صرف هذه الأموال ابتداءً من الشهر المقبل، ما سيسمح بزيادة تدريجية للرواتب بنسبة 400% لأكثر من مليون موظف حكومي خلال عدة أشهر. وفي يناير الماضي، أعلن وزير المالية في الحكومة المؤقتة أن رواتب العاملين في القطاع العام سترتفع فعليًا اعتبارًا من فبراير، بتكلفة شهرية تبلغ نحو 1.65 تريليون ليرة سورية ما يعادل 130 مليون دولار، مشيرًا حينها إلى أن جزءًا من هذه الزيادة سيتم تمويله عبر مساعدات إقليمية. وعقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، وضعت قطر خطة لدعم رواتب الموظفين في سوريا ، غير أن الغموض الذي أحاط بالعقوبات الأمريكية، إلى جانب سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب في حينه، عطّل تنفيذ المبادرة. جهود خليجية لرفع العقوبات في حين، شهدت الشهور الأخيرة مؤشرات على تقدم حذر في جهود دول الخليج لإعادة توجيه السياسة الأمريكية، فقد مارست ضغوطًا على واشنطن للسماح بتوسيع هامش التعامل المالي مع دمشق. والشهر الماضي، بادرت كل من السعودية وقطر الشهر الماضي إلى سداد ديون مستحقة على سوريا لصالح البنك الدولي، وهو ما فتح الباب أمام إمكانية حصول دمشق على منح وقروض مستقبلًا. وفي هذا السياق، شاركت السعودية في استضافة اجتماع رفيع المستوى لمناقشة الشأن السوري، والذي عُقد على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن الشهر الماضي، حيث كان لافتًا حضور وزير المالية السوري وحاكم البنك المركزي هذا الاجتماع، وذلك لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات. ويواصل الرئيس السوري، أحمد الشرع، دعواته المتكررة إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على دمشق، والتي تم إقرارها سابقًا في إطار الجهود الدولية لعزل نظام الأسد بسبب سجلاته في مجال حقوق الإنسان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store