logo
حمادة فراعنة يكتب : الملك في واشنطن

حمادة فراعنة يكتب : الملك في واشنطن

أخبارنا٠٨-٠٥-٢٠٢٥

أخبارنا :
يرتبط الأردن بعلاقات وطيدة مع الولايات المتحدة الأميركية، قائمة على المصالح والتفاهمات والاحترام المتبادل، منذ سنوات طويلة، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة دولة قوية غنية عُظمى، بل هي الأقوى والأغنى والأعظم في عصرنا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا تزال.
الأردن، بلد صغير محدود الإمكانات، يتلقى مساعدات أميركية متنوعة مالية سياسية عسكرية، ولكنه يتمتع بمكانة محترمة لائقة لدى مختلف مؤسسات صنع القرار الأميركي، سواء حينما تتفق السياسات الأردنية مع السياسات الأميركية في منطقتنا أو تختلف، مما يعني أن الأردن لا ينصاع للسياسات الأميركية أو يقبل بها حينما لا تتفق مع المصالح الوطنية الأردنية.
في كارثة الخليج 1990، والاجتياح العراقي للكويت يوم 2/8/1990، وقف الأردن ضد سياسات العراق الخاطئة، وقراره المدمر نحو الكويت، مع ذلك لم يتجاوب الأردن مع السياسة الأميركية، والخيار الأميركي في الحرب على العراق، بل سعى لحل سياسي يقوم على الانسحاب من الكويت، واحترام سيادة البلدين، الكويت والعراق، والتوصل إلى كل الاتفاقات التي تضمن حرية الكويت وسلامة العراق، والحفاظ على مكانته وقدراته وطاقته كبلد قوي منتج، خدمة للمصالح القومية العربية في مواجهة الأطراف الإقليمية التي سعت نحو تعزيز نفوذها ومصالحها على حساب العرب، وفي مواجهة المستعمرة الإسرائيلية التي وظفت نفوذها في واشنطن لممارسة التحريض على العراق، ودفع الأميركيين نحو خيار الحرب لتدمير العراق واحتلاله، وهذا ما وقع فعلاً.
الأردن رفض المشاركة في حرب الثلاثين دولة ضد العراق، ورفض إرسال قوات إلى حفر الباطن، وقال الراحل الملك حسين، حينما رافقته في زيارته للعراق يوم 4/12/1990، ونحن في طريق العودة في الطائرة إلى الأردن، بعد أن لم يتجاوب الرئيس العراقي صدام حسين مع النصيحة الأردنية بالانسحاب من الكويت قال لنا الملك حسين: «يا خسارة، راحت العراق» وقال « ومع ذلك لن نشارك القوات الدولية بذبح العراق وتدميره».
وهكذا اختلف الأردن مع الولايات المتحدة بشأن العراق، وكانت تلك سياسة فاقعة، أن الأردن البلد الصغير المتواضع رفض الموقف الأميركي، وخيار واشنطن في الحرب على العراق، ودفعنا ثمن ذلك الموقف الوطني القومي الشجاع الباسل ضد السياسة الأميركية.
في عهد الولاية الأولى للرئيس ترامب 2017-2021، حينما أعلن يوم 6/12/2017، اعترافه بالقدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، وقف الأردن موقفاً سياسياً شجاعاً في رفض القرار الأميركي، وعمل على قيادة الموقف العربي والإسلامي، لرفض القرار الأميركي:
1 - دعا وزير الخارجية أيمن الصفدي لاجتماع طارئ لوزراء العرب في القاهرة يوم 10/12/2017.
2 - زار الملك عبدالله أنقرة واتفق مع الرئيس التركي أردوغان لعقد قمة إسلامية طارئة في اسطنبول يوم 13/12/2017.
3 - دعا مجلس النواب الأردني لاجتماع طارئ للاتحاد البرلماني العربي في الرباط يوم 18/12/2017.
4 - تم التنسيق مع الكويت رئيسة المجموعة العربية لعقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23/12/2017.
وحصيلة هذا الجهد الأردني رفض البلدان العربية والإسلامية والصديقة للقرار الأميركي، وقد غضب الرئيس الأميركي، أن يكون الأردن رأس حربة سياسية ضد القرار الأميركي ولصالح فلسطين.
كما وقف الأردن ضد خطة الرئيس ترامب «صفقة القرن» التي أعلنها في واشنطن بحضور رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو يوم 28/1/2020، وأجرى سلسلة اتصالات واجراءات مثيلة لما فعله في رفض الموقف الأميركي.
وذلك يدلل أن الأردن، سواء في عهد الراحل الملك حسين، أو عهد الملك عبدالله، لا يتوانى عن احترام مصالحه الوطنية القومية، وأن لها الأولوية على ما عداها من مصالح حتى ولو كانت تختلف وتتعارض مع مواقف ومصالح دولة عظمى صديقة وداعمة للأردن: الولايات المتحدة الأميركية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"أنا آسف ليس لدي طائرة لأعطيك إياها" .. وسم "رئيس جنوب إفريقيا" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي
"أنا آسف ليس لدي طائرة لأعطيك إياها" .. وسم "رئيس جنوب إفريقيا" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي

سرايا الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سرايا الإخبارية

"أنا آسف ليس لدي طائرة لأعطيك إياها" .. وسم "رئيس جنوب إفريقيا" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي

سرايا - خاص - تصدر وسم "رئيس جنوب إفريقيا" منصات التواصل الاجتماعي؛ بعد لقاء جمع بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا في البيت الأبيض. وخلال اللقاء الذي شهده البيت الأبيض، وجه أحد المراسلين سؤالًا حول التقارير التي تشير إلى قبول الولايات المتحدة طائرة من الحكومة القطرية يُحتمل استخدامها كطائرة رئاسية؛ الأمر الذي أثار غضب ترامب الذي قاطع المراسل قائلًا:"ما الذي تتحدث عنه؟ أتعلم؟ عليك الخروج من هنا، وما علاقة هذا بالطائرة القطرية؟". الأمر الذي دفع الرئيس رامافوزا إلى التعليق على ذلك بطريقة ساخرة؛ حيث مازح ترامب قائلًا: "أنا آسف، ليس لدي طائرة لأعطيك إياها"، ليرد عليه ترامب مبتسمًا: "لو عرضت طائرة، فسأقبلها". وعبّر عدد من المغردين عن إعجابهم بتعليق رامافوزا الساخر، معتبرين أنه يظهر ذكاءً دبلوماسيًا ساعد في تخفيف حدة الموقف، وفي المقابل رأى آخرون أن ترامب بدا وكأنه مستعد لقبول الطائرة حتى على سبيل المزاح، وقال أحدهم ساخرًا: "أهم شي طيارة ". "أنا آسف ليس لدي طائرة لأعطيك إياها".. وسم "رئيس جنوب إفريقيا" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي - فيديو #سرايا #الاردن — وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) May 22, 2025

د. السمهوري: 'إزدواجية ترامب: إبادة إذا كانت أفريقية.. ودفاع إذا كانت إسرائيلية!
د. السمهوري: 'إزدواجية ترامب: إبادة إذا كانت أفريقية.. ودفاع إذا كانت إسرائيلية!

أخبارنا

timeمنذ 3 ساعات

  • أخبارنا

د. السمهوري: 'إزدواجية ترامب: إبادة إذا كانت أفريقية.. ودفاع إذا كانت إسرائيلية!

أخبارنا : كتب عضو لجنة الشؤون الخارجية والبرلمانية في المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس جمعية جذور لحقوق المواطن، د. فوزي السمهوري، على صفحته الخاصة بموقع اكس، إزدواجية ترامب : يتهم جنوب إفريقيا بإرتكاب جرائم إبادة. اما جرائم إسرائيل هي دفاع عن النفس على الرغم من إجماع العالم دولا ومنظمةحقوقية ودوليةانها جرائم إبادة وتطهير العرقي وضد الإنسانية. الإزدواجية ستؤدي لتعزيز الكراهية وتقويض للعدالة والسلم؟

السياسة والاقتصاد
السياسة والاقتصاد

العرب اليوم

timeمنذ 4 ساعات

  • العرب اليوم

السياسة والاقتصاد

أصبح ممكنا ومشروعا الحديث عن «الحالة العالمية» فلم يحدث أن تكون السياسة والاقتصاد مختلطين كما هو الحال الآن. الرئيس الأمريكى هو الآخر جزء من هذه الحالة وهو غالبا قوة محركة، ومتغير لا يمكن تجاهله من السياسيين وعلماء السياسة. السياسة هى إدارة الدولة وعلاقاتها مع الخارج، والاقتصاد هو علم الندرة والمكسب والخسارة والفائض والعجز. كان لا يمكن الاستغراب عندما تحدث ترامب عن «الريفييرا» الفلسطينية بحكم عمله العقاري؛ ولكن العقارات لم تكن حاضرة لأن المقصد كان ولا يزال التهجير، ولكن الموقف المصرى والأردنى والعربى جعل هذه الخطوة متعارضة مع مصالح جيوستراتيجية أخرى. والحقيقة أن ترامب قد استفاد عقاريا من خلال أبراج «ترامب» المتناثرة الآن بين دبى ومدن عربية أخرى؛ كما أن عائلته تحت قيادة «جاريد كوتشنر» كان ممثلا لصفقة القرن التى خلقت اقتصادها الخاص وربما سوف تثمر سياستها إذا ما استقر سلام. والحقيقة أن هذه لم تكن وحدها التى يظهر فيها الاقتصاد لأن ما حدث فى أوكرانيا وما يخص معادنها النادرة كان فاعلا فى تفاعلات السياسة والاستراتيجية فى الحرب الأوكرانية؛ وهو ما قدمته أوكرانيا على طبق من فضة لكى تحافظ على التحالف مع الولايات المتحدة وسلاحها ومعلوماتها فى حرب شرسة؛ وعلى الأرجح أنه كان عاملا فى استعداد روسيا للتفاوض على وقف إطلاق النار بعد تمنع. أصبحت المعادن النادرة التى تستخدم فى الصناعات الأكثر تقدما فى عالمنا مثل الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية، والمركزة فى عدد قليل من الدول مثل الصين وأوكرانيا هو الذى يعطيها الأهمية الاستراتيجية والسياسية على طاولة مفاوضات عالم اليوم. الجديد فى الأمر أن الولايات المتحدة كانت تستخدم قدراتها الاقتصادية بالمنح والمساعدات للحصول على منافع سياسية واستراتيجية؛ والآن فإن العكس هو الحادث بعد إلغائها وكالة المساعدات الأمريكية .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store