logo
مصطفي عبيد : المشروع الحضاري مازال غائبا

مصطفي عبيد : المشروع الحضاري مازال غائبا

البشاير٢٤-٠٤-٢٠٢٥

بدل السكوت
المشروع الحضاري مازال غائبا
مصطفى عبيد
في يوم الأحد الموافق الرابع والعشرين من يونيو سنة 2013، وبينما كانت الصحافة ووسائل الإعلام في مصر منشغلة بدعوات التظاهر ضد حُكم الإخوان، وكان الشباب يمر على المقاهي والأزقة لجمع توقيعات للدعوة لإجراء انتخابات مُبكرة، ووضع دستور توافقي، وقعت جريمة مروعة في قرية هادئة من قرى مصر المنسية هي قرية زاوية أو مُسلم، التابعة لمركز أبو النمرس بالجيزة.
بدأت الحكاية عندما أخبر أحد الأشخاص أهالي القرية بأن بيت فلان يستضيف داعية شيعي، زنديق اسمه حسن شحاته، معروف بكفره ، وحكم علماء الأمة بأنه وأمثاله أشد خطرا ُ على صحيح الدين من الصهاينة.
انتقل الخبر من بيت إلى بيت، وخلال دقائق تجمع العشرات حول منزل المضيف، وتقدم أحدهم بهدوء لصاحب المنزل داعياً إياه أن يُسلمهم المدعو حسن شحاتة دون مقاومة حتى لا يتعرض للأذى. وبطبيعة الحال فقد أبت شهامة ونُبل المضيف تسليم ضيفه، واتصل بجهات الأمن التي كانت مُنشغلة وبعيدة عن القرية المُهمشة.
وهكذا تسلح المجاهدون من العامة بالهراوات، وزجاجات المولوتوف، وجراكن الكيروسين ليهدموا جدار المنزل في دقائق قليلة ويحرقوا البيت، ويخرجوا من فيه، وينفردوا بفريستهم ويسحلونها حسن بصورة بشعة، وسط التكبيرات والتهليلات.
الفلاش باك يُخبرنا أن هذه الجريمة وغيرها من جرائم سفح دماء المختلفين عقائديا بدأ التحضير لها مُبكرا، ومُنحت صكوك الشرعية الأولى خلال عهد الرئيس السادات، الذي اختار وتقبل لنفسه لقب الرئيس المؤمن، في لفتة مُدهشة تدعو للاستغراب من أركان الدولة والنخبة التي وثقت اللقب لدرجة تدوينه على بعض أعمال تجديدات المباني، ونشره في الصحف الحكومية.
ورغم أنه نفسه راح ضحية خياره الانتهازي، فإن الرئيس حسني مبارك سلفه الأكثر حنكة، والأشد مكراً كرر التجربة لكن بنسخة أخرى، إذ استخدم التيار السلفي الممالىء لمواجهة التيار الجهادي الراديكالي، فقرّب وشجّع وساند إرهابيين ناعمين نددوا بعنف الجماعات المتأسلمة ليمارسوا عُنفا أشد ضد المبدعين وأصحاب الفكر، وسمح لهم بالتمدد في القرى والنجوع والعشوائيات ليغرسوا رؤى تشع كراهية ونكرانا وإقصاء لكل آخر.
يبدو هذا الخيط منسياً رغم وضوحه، في ظل العنف المتبادل بين نظام مبارك والجماعات الراديكالية المتأسلمة مثل الجهاد والجماعة الإسلامية والجماعات المنشقة عنها، غير أن باحثا ذكياً هو وائل لطفي تابع ذلك، وقرأه، وحلله بُعمق في كتاب حديث صدر عن بيت الحكمة بعنوان' دعاة عصر مبارك.. سيرة التسعينات'.
لاحظ 'لطفي' أن بعض رموز نظام مبارك لعبوا أدوارا قوية في السماح للجماعات غير المجاهرة بالعداء للدولة بالانتشار في كل مكان بهدف ما يعرف بـ'أسلمة المجتمع من أسفل'، وهكذا تسلفنت البلاد ومَن عليها، وبدت خطورة الأمر في استمراء البعض ممارسة ارهابه غير المُسلح ضد المجتمع في ظل ابداء الطاعة لولي الأمر.
كان الأمر واضحا في إعلان شيخ مُتطرف عُرف بقضايا الحسبة ضد كل كاتب ومفكر هو يوسف البدري، مبايعته للرئيس مبارك سنة 1987 للإمامة العظمى بشرط تطبيقه للشريعة الإسلامية. وبدا الأمر أكثر وضوحا في تحويل عبد الصبور شاهين لبحوث علمية قدمها أستاذ جامعي هو د. نصر أبو زيد للترقي إلى فرصة لتكفيره وطرده من الملة، وصولا إلى رفع يوسف البدري وأنصاره دعاوى قضائية للتفريق بين الأستاذ الجامعي وزوجته بدعوى أنه مرتد.
في تلك السنوات أيضا ولدت نجومية دُعاة النوادي والمجتمعات الراقية، لتلتمع أسماء لها وزنها، فُتحت لها المنابر، وخصصت لها القاعات الكبرى، من أمثال ياسين رشدي، وعُمر عبد الكافي، وغيرهما وصولا للمد السلفي الأكبر خلال التسعينات وما بعد الألفية الثالثة ليستحوذ على الجماهير شخوص غامضين يقودونهم يمينا ويسارا دون أي تحرك من الدولة.
لم تنطفئ جذوة النار المشتعلة تحت الرماد، وتسببت المهادنات والمؤامات الخلفية خلال عصر مبارك في تمدد حُمى التطرف، والتدين الموجه، لتُهيمن على الساحة أفكار إقصاء لكل مختلف، وشرعنة تصفية الآخر، ورفض العقل والمنطق، وهو ما رأينا شواهده لاحقا في أحداث عِدة.
ولا شك أن طرح وائل لطفي، وغيره من الدراسات بشأن التيار الديني في عهد مبارك يذكرنا أن المعركة مع الإرهاب في بلادنا لم تنته بعد. صحيح أن جماعات زعزعة الأمن والخراب تفككت، وتبعثرت كوادرها بين سجن ومنفى، لكن الأفكار لها أجنحة كما يقولون، ومصر لم تبدأ بعد مشروعها الحضاري لفتح مدارات التفكير وتقبل الحوار والاجتهاد الديني، وأبسط دليل على ذلك تلك الغضبة المزعجة على رأي طرحه مفكر ديني مثل الدكتور سعد الهلالي.
إننا في حاجة إلى مشروع دولتي قومي لفتح النوافذ أمام حرية الفكر والابداع والعلوم، سعيا لصناعة جيل جديد يتقبل الآخر ويرفض العنف.
والله أعلم
[email protected]
تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» إسلامية كاريمان حمزة فى ماسبيرو! الحلقة "2"
روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» إسلامية كاريمان حمزة فى ماسبيرو! الحلقة "2"

مصرس

timeمنذ 4 أيام

  • مصرس

روز اليوسف تنشر فصولًا من «دعاة عصر مبارك» ل«وائل لطفى» إسلامية كاريمان حمزة فى ماسبيرو! الحلقة "2"

لمن يهتم بتاريخ الإسلاميين الذين عملوا من داخل مؤسسات الدولة فى زمن مبارك تبدو الإعلامية كاريمان حمزة حالة مثيرة للاهتمام، والسبب الرئيسى أنها ساهمت فى تقديم عدد من الدعاة المنتمين لجماعة الإخوان عبر التليفزيون المصرى الذى كان منبرا واسعا للانتشار فى ذلك التوقيت سجلت كاريمان حمزة جزءا من ذكرياتها فى كتاب صدر عن دار الشروق المصرية بعنوان (لله يا زمري) وقد شرحت معنى العنوان بأنه يعنى أن عملها الإعلامى كان كله لله أو فى سبيل الله، ورغم الطابع العاطفى وغير الموضوعى للكتاب إلا أنه يسجل بعض الأحداث المهمة ذات الصلة الوثيقة بموضوع (دعاة عصر مبارك) فبطلة الأحداث إعلامية مصرية بدأت رحلتها مع بداية السبعينيات مواكبة للتحول الرسمى تجاه المصالحة مع الإسلاميين، وهى من أسرة إعلامية لكنها على خلاف شقيقتيها (جيلان) و(وناريمان) ارتدت الحجاب مبكرا تأثراً بتعاليم الشيخين محمد الغزالى وعبد الحليم محمود الذى كان أولهما هو وكيل وزارة الأوقاف وثانيهما هو الوزير نفسه، أما هى فكانت تتردد عليهما لتسجيل البرامج الدينية مرتدية الزى الشائع بين السيدات فى تلك الفترة والذى تصفه ب(الملابس القصيرة).. فى مذكراتها لا تعترف كاريمان حمزة بأنها مذيعة محترفة تلتزم بالسياسة الإعلامية للجهة التى تعمل بها، أو تتفهمها، وإنما تبدو عبر الصفحات كمجاهدة إسلامية هدفها إيصال صوت الإسلام من خلال برامجها التى تستضيف فيها دعاة تقول إنه سرعان ما يتم الاعتراض عليهم، رغم أن الواقع يقول إنها سجلت معهم عشرات الحلقات وتم إذاعتها بالفعل، أما رؤساؤها فهم محاربون للإسلام و(ملكيون أكثر من الملك) وهى تجهل أسماء معظمهم وتنسب لهم عبارات فجة للغاية مثل (لا نريد إسلاما بعد الآن) و(فلان الداعية هذا إرهابى)! ودوافع هؤلاء المسئولين لا تخرج عن أحد أمرين ..أولا الغيرة الشخصية منها إذا كان المنصب يشغله امرأة، أو العداء للإسلام والكره له، وهى مثل كل الإسلاميين الذين عملوا من داخل مؤسسات الدولة ترى فى الرئيس دائما خير نصير للإسلام ونموذجا للصلاح الدينى، وما ينطبق على الرئيس ينطبق بكل تأكيد على زوجته، وهكذا تروى كاريمان حمزة عن عدة محاولات مجهضة فى السبعينيات للتحاور مع السيدة جيهان السادات فى موضوعات دينية عبر برنامجها، أو لا يتغلغل فرصة إشرافها على تجديد كسوة مقامى السيدة زينب والسيدة نفيسة لتقديمها كسيدة متصوفة، وتضع صاحبة المذكرات دائما اللوم على رؤسائها الذين إما لا يريدون الخير للإسلام والمسلمين، أو يشعرن بالغيرة الشخصية منها فى حالة كن من النساء، وهم دائما ما يعبرون عن رفضهم هذا ليس بصورة مهنية، ولكن بعبارات مسرحية تتسم بالغلظة والفجاجة فهم يرفضون تسجيل حلقات دينية مع زوجة رئيس الجمهورية قائلين (لا داعى لخلع صفة الإسلام عليها ؟!).تروى كاريمان حمزة قصة منعها من العمل لأول مرة عقب زيارة الرئيس السادات للقدس والتى كانت أول مسمار فى نعش التحالف بين الرئيس السادات والإسلاميين بشكل عام، والقصة كما ترويها أنها كانت تكن إعجابا خاصا لشركة الطيران السعودى ولكل ما هو سعودى، وإنها تلقت دعوة للحج على نفقة المملكة تزامن فيها يوم الحج مع زيارة السادات الشهيرة للقدس، وأنها كتبت مقالا بعنوان (وخشيت أن تسقط الطائرة) بهدف نشره فى مجلة رابطة العالم الإسلامى وقرأت أجزاء منه لمفتى الجمهورية الشيخ حسنين مخلوف الذى كان يرافقها فى الرحلة، تقول كاريمان حمزة إن مقالتها تم تفسيرها على أنها تتمنى سقوط الطائرة التى تحمل الرئيس السادات للقدس فى حين أنها كتبت مقالها خوفا من سقوط طائرة الحجاج التى تركبها لأن بها مضيفة ترتدى الميكروجيب!على هذا النمط القدرى الذى تلعب فيه المصادفات والالتباسات والغيرة الشخصية دورا كبيرا.. تروى كاريمان حمزة أنها تعرفت على الشيخ ياسين رشدى بالصدفة أثناء دخولها لمسجد المواساة بالصدفة وأن زوجة الشيخ عرفتها بنفسها ودبرت لقاءهما فوجهت له دعوة للتسجيل معه فى برنامجها (هدى الله ).. تقول كاريمان حمزة إنها علمت (بعد ذلك) من المصليات فى المسجد أن (الشيخ ياسين كان ضابطا فى البحرية إلا أنه كان يصلى فى رمضان ..مما ألقى حوله الشبهات واتهم بأنه من الإخوان المسلمين، وتم القبض عليه، وأدخل السجن)!! ولا تنسى صاحبة المذكرات أن تقول إنها تلقت التوبيخ بعد إذاعة الحلقات على تقديسها للرجل.. لكنها لا تقول إن عشرات الحلقات مع الرجل تمت إذاعتها كاملة وساهمت فى صنع شعبيته، وهى فى فصل آخر تبدى دهشتها من اعتراض المسئولين على رغبتها فى التسجيل مع الشيخ صلاح أبو إسماعيل لأنه من الإخوان المسلمين مع أن الرجل فعلا كان عضوا فى مجلس الشعب عن جماعة الإخوان المسلمين!فى نفس السياق تروى المؤلفة قصة استضافتها لرمز إخوانى آخر هو (يوسف القرضاوى) الذى قررت استضافته لمحاربة (التزمت والتطرف).. وأنها فوجئت بمدير إدارة البرامج الدينية يوجه لها الشكر عقب الحلقة الثانية بعد حياة حافلة بالظلم داخل المبنى بل إن الرجل نقل لها الشكر من رئاسة الجمهورية نفسها.. لكن سرعان ما ذابت فرحتها بعد أن استدعتها رئيسة التلفزيون ووجهت لها اللوم على لسان الوزير الذى قال إن الحلقات تخلو من الحس السياسى.. وأن هذا التناقض بين شكر رئاسة الجمهورية واعتراض الوزير نبهها للتناقض بين سلطة التلفزيون وسلطة الدولة!!تروى كاريمان حمزة كيف تم إيقافها عن العمل بقرارات ديسمبر 1981 الشهيرة، وكيف رأت رؤيا للرسول صلى الله عليه وسلم فى ساحة مكسوة بالسجاد الأحمر وملامحه تكسوها الغضب وبيده حقنة طبية يحقن بها خمسة من الشباب الغاضبين ليثبتهم وكأنه يكلفهم بمهمة ما.. وتروى حمزة أنه سرعان ما تم اغتيال الرئيس السادات بعد هذه الرؤيا التى تعنى أن الاغتيال وفق رؤياها كان عملا مباركا دينيا لأقصى درجة!عودة مع مبارك تروى كاريمان حمزة أنها عادت من الإيقاف عن العمل بعد تولى الرئيس مبارك الحكم بشهور، وأنها أتيحت ها فرصة مقابلته وهو نائب لرئيس الجمهورية، وأن عودتها تم الاحتفال بها على غلاف مجلة الإذاعة والتليفزيون الناطقة بلسان اتحاد الإذاعة والتلفزيون حيث احتلت صورتها بالحجاب الغلاف منفردة، ولا تنسى كاريمان حمزة التى صدر كتابها أثناء حكم الرئيس مبارك أن تروى قصة عن تدينه.. فقد كان يصلى الجمعة وهو نائب فى مسجد تحدد اسمه وهو مسجد الخلفاء الراشدين، خلف إمام هو الدكتور سليمان ربيع.. الذى تصفه بأنه (كان داعية إسلاميا جريئا لا يخشى فى الله لومة لائم، فكان يشير بجرأة الى جراح الأمة وكيفية علاجها من فوق المنبر.. وكان كثيرا ما يدخل نفسه فى مناطق الحرج خصوصا والسيد النائب يجلس أمامه).. وتضيف كاريمان حمزة قائلة: (كنت ألحظ ان السيد النائب كثيرا ما يهز رأسه تأمينا على كلام الشيخ أو طربا لسماع آيات القرآن الكريم) وتنطلق من ملاحظتها قائلة (فكرتى المسبقة عن مبارك أنه رجل مؤمن، لأن الحديث الشريف يقول إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان).. وبغض النظر عن أن عودة كاريمان حمزة كانت جزءا من سياسة التصالح مع الإخوان التى اتسم بها العقد الأول من حكم مبارك، إلا أن المهم أنها عادت مرة أخرى للعمل بسلسلة طويلة من الحلقات مع الشيخ ياسين رشدى داعية الإسكندرية الشهير، وأن الحلقات تمت إعادتها أكثر من مرة مما أدى لانتشارها بصورة كبيرة، وتسجيل حلقات أخرى مع ياسين رشدى بترحيب كبير من رئيسة التلفزيون هذه المرة.. وتضيف حمزة أن نجاح ياسين رشدى أدى لإطلاق شائعات كثيرة منها زواجه من كاريمان حمزة نفسها، ثم زواجه من النجمة المعتزلة مديحة كامل، ثم اتهامه بأنه (زير نساء )، وبأنه مختص فى إقناع الفنانات بالاعتزال، لكن كل هذا لم يمنع من الإقدام على تسجيل عشرات الحلقات الجديدة معه فى موضوعات أخرى مختلفة، ويبدو أن المصاعب التى واجهت كاريمان حمزة فى نهاية عصر السادات اختفت تماما لدرجة ترقيتها مديرا لإدارة البرامج الدينية فى التلفزيون المصرى، وهو منصب مهم جدا وقتها، تروى كريمان حمزة أنها سجلت عشرات الحلقات مع المفكر الإسلامى أحمد كمال أبو المجد لكن رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون لم يعترض سوى بعد إذاعة الحلقة السابعة والثلاثين!! فصدر قرار بمنع إذاعة بقية الحلقات! ثم تعود كاريمان لتقول إنه لم يكن هناك أى حلقات باقية لأن كل الحلقات أذيعت قبل اعتراض رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون. عمر عبّد الكافىتتحدث كاريمان حمزة دائما عن مجموعة من صديقاتها الملتزمات اللاتى يرشدنها لمشاهير الدعاة للتسجيل معهم ومنهن السيدة عفت البليدى التى تعرفها بأنها (صديقة ثرية أراد الله أن يكون ختام حياتها موصولا بالله متتبعة لكل مظاهر الصحوة الإسلامية، باحثة عن مجالس العلماء) ومنهن أيضا السيدة زهيرة العبد التى تعرفها بأنها (سيدة شديدة الجمال.. من أرقى أوساط مصر، متطوعة لعمل ندوات دينية فى أشهر نوادى مصر. كما أنها تشرف على النشاط الدينى فى مسجد محمود).. تروى كاريمان أن صديقاتها لفتن نظرها لداعية شاب لم يتجاوز الأربعين من عمره ومقتدر وحاصل على الماجستير اسمه عمر عبد الكافى، وأنها أعجبت بطريقة حديثه وقررت أن تسجل معه حول موضوع تحدث فيه كثيرا تحت عنوان (الدار الآخرة) وأنها سجلت معه اثنتين وعشرين حلقة وتمت إذاعة ثلاث عشرة حلقة منها، وتروى حمزة أن ضجة كبرى انفجرت بسبب نشر مجلة روز اليوسف لنص عبارات يحرض فيها عمر عبد الكافى على الفتنة الطائفية، ومناقشة مجلس الشورى للقضية، ثم صدور قرار بمنع إذاعة حلقاته عبر التلفزيون المصرى.. لكن صاحبة المذكرات تروى قصة فى غاية الغرابة مفادها أن أحد الضباط المسئولين عن أمن التلفزيون تصفه بأنه (كان قريبا للوزير) تقدم لها بعرض إنتاجى غريب، حيث أخبرها أنه ومجموعة من أصدقائه يملكون شركة خاصة للإنتاج الإعلامى، وأنهم يرغبون فى إنتاج برنامج للداعية عمر عبد الكافى- الذى منع التلفزيون إذاعة حلقاته- وبالفعل تم إنتاج الحلقات وإذاعتها فى التلفزيون المصرى الذى كان من قبل قد استشعر الحرج من إنتاج حلقات جديدة لعمر عبد الكافى، ولا يحتاج الأمر لكثير من الجهد كى يفهم أن هذه كانت مناورة سياسية من وزير الإعلام المخضرم صفوت الشريف، الذى كان فى نفس التوقيت محل هجوم لاذع من الكاتب إبراهيم سعدة رئيس تحرير أخبار اليوم، الذى اتهم وزير الإعلام بالتهاون مع الإخوان فى ماسبيرو، وتطبيق شروطهم فى الرقابة على الدراما والأعمال الفنية، والسماح باستضافة الدعاة المنتمين لهم فى البرامج الدينية فى التلفزيون، ولا يحتاج المرء لجهد كبير كى يدرك أن التطرف أو التزمت الدينى لم يكن صفة شخصية لوزير الإعلام، وأن إدارته لملف الدعاة الإخوان والرقابة على الدراما كانت جزءا من إدارته لملف العلاقات الإعلامية مع المملكة العربية السعودية وهى من أهم حلفاء مصر بعد حرب الخليج الأولى وتعاطفها فى ذلك الوقت مع أفكار الإسلام السياسى هو أقرب لعلاقة التوحد بها وليس فقط تشجيعها، والحقيقة أن ما ترويه كاريمان حمزة يشى بأنها كانت وجها مصريا رائجا لدى النخبة السعودية فى تلك السنوات، فهى تروى قصة غير محددة الأسماء ولا التواريخ ولا العناوين عن شاب غير مسلم كان يعمل مراقبا جويا فى المطار وأنه أقدم على إشهار إسلامه بعد فترة من استلامه العمل.. أما السبب فهو أنه لاحظ أن الطيارات التابعة لشركة الطيران السعودية لا تتعرض لأى حوادث على الإطلاق وأن تفكيره هداه إلى أن السبب هو أن الشهادتين مكتوبتان على الطائرات.. وبغض النظر عن أن هذه قصة خرافية فى الغالب، إلا أن ذكر الكاتبة لها واعتقادها بصحتها يكشف عن الطريقة التى كانت هى وغيرها من الإسلاميين المصريين ينظرون بها للملكة فى ذلك الوقت من السبعينيات والثمانينيات وفى أعقاب الطفرة النفطية، تروى كاريمان حمزة أنها فى أواخر الثمانينيات التحقت بالعمل كمستشارة إعلامية لمنظمة تحمل اسم (الاقتصاد الإسلامى) يرعاها ويملكها رجل الأعمال السعودى المصرى محيى الدين هلال وهو إخوانى مصرى فر إلى السعودية وحصل على جنسيتها وأصبح من كبار رجال الأعمال هناك، تروى حمزة أن محيى الدين هلال تم اعتقاله فى السعودية، وأنها وجدت أن من واجبها أن تسعى للإفراج عنه، وأنها استغلت مقابلتها لخادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز ضمن أحد الوفود وتقدمت له بطلب للإفراج عن هلال، وأنه وعدها خيرا، وبالفعل تم الإفراج عنه بعد ثلاثة شهور من الالتماس الذى قدمته للملك السعودى، والقصة ذات دلالة على أكثر من مستوى.. ورغم أن مذكرات كاريمان حمزة أقرب ما تكون لدفقات شعورية عاطفية، لا تنطوى على تواريخ محددة، ولا إثباتات واضحة إلا أنها تسهم بلا شك فى إعطاء صورة واضحة حول تأثير (الإصلاحيين) الإسلاميين الذين أخذوا على عاتقهم أسلمة المجتمع بوسائل من داخل النظام وبالاتفاق معه وفق توازنات داخلية وإقليمية ودولية مختلفة.23

علاء مبارك يعلق على صورة ترامب مع بن سلمان والجولاني
علاء مبارك يعلق على صورة ترامب مع بن سلمان والجولاني

وكالة نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • وكالة نيوز

علاء مبارك يعلق على صورة ترامب مع بن سلمان والجولاني

ووصف نجل مبارك الصورة بأنها 'صورة تاريخية للدبلوماسية السعودية'، مشيرًا إلى 'رفع العقوبات عن سوريا التي بدأت عام 1979'. وكأنها جلسة شاي بين أصدقاء. الصورة التي تبدو وكأنها من كواليس مسلسلٍ خليجي، جاءت بالتزامن مع إعلان ترامب ـ الذي يحب الظهور ـ عن نيته رفع العقوبات عن سوريا. خطوة أثارت تساؤلات حول من يوزع الأدوار في المنطقة… ومن يوزع الضحك. أما المدهش في الرواية، فكان ما نُشر على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين لافيت، التي قالت إن ترامب حث الجولاني على توقيع 'اتفاقيات إبراهيم' مع 'إسرائيل' ومغادرة جميع 'الإرهابيين الأجانب' سوريا، وحتى ترحيل 'الإرهابيين الفلسطينيين'!. يبدو أن ترامب قرر تنظيف الشرق الأوسط في زيارة واحدة… وربما من دون مغادرة جناحه الملكي. بقي أن نسأل: هل كانت تلك جلسة دبلوماسية… أم مجرد لقطة ترويجية لجزء جديد من برنامج 'السياسة على الطريقة الترامبية'؟

علاء مبارك يثير الجدل بحديثه عن الشماتة في الموت، والنشطاء: الشماتة بموت الظالم واجبة
علاء مبارك يثير الجدل بحديثه عن الشماتة في الموت، والنشطاء: الشماتة بموت الظالم واجبة

الدولة الاخبارية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الدولة الاخبارية

علاء مبارك يثير الجدل بحديثه عن الشماتة في الموت، والنشطاء: الشماتة بموت الظالم واجبة

الثلاثاء، 13 مايو 2025 12:53 مـ بتوقيت القاهرة علق علاء مبارك، نجل الرئيس الراحل حسني مبارك، على الشامتين في مصاب ووفاة الآخرين، وخاصة بعدما أظهر البعض شماتة في وفاة مخالفيهم في الرأي أو الفكر والمعارضين لهم، وذلك بعد إظهار الإخوان للشماتة في وفاة المستشار شعبان الشامي، الأمر الذي دفع علاء مبارك للتأكيد أن الشماتة في الموت أو الابتلاءات التي تقع على الغير ليست من الخلق الديني والإنساني. حديث علاء مبارك عن الشماته في الموت يثير الجدل أثار حديث علاء مبارك عن الشماتة في الموت جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ربط البعض حديث علاء بشماته الإخوان في موت والده، في حين ذكر البعض أن هناك أشخاص ممن يثيرون الغضب عليهم، والشماتة في موتهم أمر خارج عن الإرادة، وتفاعل علاء مبارك مع عدد كبير من النشطاء في الأمر. في البداية قال علاء مبارك، في تغريدة له عبر حسابه على منصة "أكس"، عن الشماتة في مصاب الآخرين: "الشماتة في مصاب الآخرين والشماتة في الموت وبالابتلاءات والمصائب التي تقع على الغير ليست من الخلق الديني والإنساني مهما كانت الأسباب حتى لو بينك وبين المصاب عداوة". وتابع علاء مبارك حديثه عن الشماتة قائلًا: "هى فعلا كما يقال "خصلة ذميمة تأباها النفوس المستقيمة ويترفع عنها أصحاب المروءات" فلا تكن اليوم من الشامتين فَتُصبحُ غدًا من الُمبتلين اللهم استرنا بسترك واحفظنا بحفظك يا كريم.." الشماته في الموت والابتلاءات تثير ردود أفعال واسعة وعلق البلوجر كريم حسن على حديث علاء مبارك عن الشماتة فقال: "لم يتعظوا عندما قال العريان لعمرو موسى مبارك سيخرج من السجن إلي القبر فخرج الرئيس مبارك إلى بيته معزز مكرم وخرج العريان من سجنه إلى القبر!" فرد علاء مبارك قائلًا: "سبحان الله قدر الله وما شاء فعل ولا شماتة". حديث عصام العريان لعمرو موسى عن وفاة مبارك في السجن في حين عبر أحد النشطاء عن رفضه لحديث علاء مبارك فقال: "لا هنشمت معلش مخلي شوية لـ بعض الإعلاميين الذين يثيرون غضب الناس... لو كتب لنا عُمر نحضر دفنهم". فرد علاء مبارك قائلًا: "تمام.. خلي شوية على جنب، صباح الخير" وعلقت الناشطة هيام فقالت: "ياسيد علاء حاول تقرأ شوية في الأحاديث النبوية أو تسأل متخصص في الشريعة بس يكون بيخاف ربك وحيعرَّف حضرتك إن الشماتة في موت الظالم واجبة وليست خصلة ذميمة". وأجاب علاء مبارك: "طيب حضرتك الأمر بسيط جدًا اشمتى براحتك الأمر مش محتاج متخصص". وهنا علق أحد متابعي علاء مبارك قائلًا: "طيب إذا كانت الشماتة ليست من النفس المستقيمة... فماذا عن الشماتة في الأشخاص المتوفين وكانوا من المعارضين؟" ورد علاء مبارك قائلًا: "إذا كان هذا حدث... فهو أمر لا يصح فكل من توفاهم الله لا تجوز عليهم إلا الرحمةً".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store