
دماء على يد الجولاني
الجريمة التى ارتكبها الإرهابيون بتفجير كنيسة مار إلياس فى سوريا لا تخرج عن السياق العام للحياة والحكم فى دمشق. من السهل أن يخرج أبومحمد الجولانى على الناس متوعداً بمعاقبة المجرمين، ومن السهل على إعلامه أن ينفى أن تكون سوريا الدولة ضالعة فى هذا الاعتداء، لكن من الصعب أن تتسلل الطمأنينة إلى قلوب الأقليات فى سوريا الحالية. ليس المسيحيين وحدهم، لكن العلويين يشعرون بالرعب فى ظل انفلات الوحوش التكفيرية واستسهال فتح النار على منازل المدنيين العزل المختلفين فى الطائفة، وبعد ذلك ما أسهل أن يتم إلقاء المسؤولية على مجرم جانح لن يتم القبض عليه أبداً، أو على عصابة منفلتة تعمل عكس توجُّه النظام الحاكم، وأيضاً لن يتم القبض على أفرادها. إلى جانب ذلك هناك الدروز فى الجنوب السورى الذين لم يجد بعضهم مفراً من الترحيب بالاحتلال الإسرائيلى من أجل إنقاذ أرواحهم من ميليشيات الجولانى الذى صار حاكماً دون انتخابات، بتفويض من أردوغان وترامب ونتنياهو!.
من الوارد فعلاً أن يكون الجولانى لم يعط أوامر بمهاجمة الكنيسة وقتل المصلين، لكن كيف الثقة فيه وهو الشاب الذى ترك كلية الطب ليلتحق بتنظيم القاعدة، ثم يقبض عليه الأمريكان ويتركونه بعد قليل ليعلن بعدها تركه القاعدة والتحاقه بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تحت قيادة أبوبكر البغدادى الذى أوكل إليه قيادة فرع الشام. المرحلة التالية من حياة الجولانى ترك فيها داعش وعاد إلى القاعدة بعد أن قام بتغيير اسمها حتى لا يثير حساسيات البعض فأصبحت «تنظيم النصرة».
وبعد أن شاعت جرائم «النصرة» وعملياتها الدموية ضد المدنيين، مارس الجولانى المزيد من التخفى الكوميدى فغير اسم تنظيمه من جديد وسماه «هيئة تحرير الشام». وتحت راية الاسم الجديد، تم تأهيله بواسطة الأمريكان والأتراك لتولى الحكم فى سوريا ومعه قواته التى جمعوها له من الشيشان وجبال آسيا الوسطى لتحقيق حلم دولة الخلافة.
بعد دخوله القصر الرئاسى، قام بتسريح الجيش السورى، فى إجراءٍ شديد الغرابة، فهذا الجيش لم يكن جيش بشار لكن جيش سوريا، ولو كان هذا الجيش فى زمن الطاغية البعثى يأخذ أوامره من الأسد، ففى سوريا الجديدة يمكن لأفراده القادمين بالتجنيد الإجبارى من كل أنحاء سوريا أن يكونوا جيشاً شريفاً يتلقى أوامر وتعليمات شريفة بعيداً عن بشار وزبانيته. ما الداعى لتسريح الجيش والتواطؤ على تدمير إسرائيل لمقدراته، مع الإبقاء فقط على ميليشيات تورا بورا التى يعتلى أفرادها عربات بيك أب وأغلبهم لا يعرفون الأحذية العسكرية وإنما يرتدون شباشب، ويضع كل منهم سواكاً فى فمه على الدوام؟!.
ألا يحق والوضع هكذا أن يتحمل الجولانى مسؤولية جريمة الكنيسة؟ ربما يكون هو شخصياً قد تاب عن الإرهاب، لكن هل يضمن أن رجاله الذين عاشوا معه فى حضن التنظيمات التكفيرية قد تابوا أيضاً وملأ الحب قلوبهم نحو الكردى والدرزى والشيعى والمسيحى؟!. أبو محمد الجولانى أو أحمد الشرع على يديه دماء المصلين الذين غُدر بهم فى كنيسة مار إلياس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقباط اليوم
منذ 38 دقائق
- الاقباط اليوم
تفجير الكنائس والأصولية الدينية!!
فى بيان رسمى بليغ ومعبر أدانت جمهورية مصر العربية التفجير الإرهابى الذى استهدف كنيسة مار إلياس فى دمشق، الأحد 22 / 6/ 2025، والذى أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين الأبرياء. وتقدمت مصر بخالص تعازيها للشعب السورى الشقيق ولأسر الشهداء، متمنية الشفاء العاجل للمصابين، وأكدت مصر مجددًا على موقفها الرافض لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب. كما جددت مصر التأكيد على أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه، والتصدى للأعمال الإجرامية التى تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وفى يونيو 2022 هاجم مسلحون كنيسة فى ولاية أوندو جنوب غربى نيجيريا، ما أسفر عن استشهاد 50 شخصًا من المصلين. والاعتداء على الكنائس فى أى مكان فى العالم وراءه عقول مريضة بداء الأصولية الدينية وقلوب مملوءة بالتعصب الأعمى. والتعصب هو آفة الآفات المدمرة للعقل الإنسانى، فالآفة هى كائن حى يسبب الأذى لكائن حى آخر مهم بالنسبة للإنسان، وقد يكون الكائن الثانى الإنسان نفسه، والتعصب آفة ومرض بغيض يتسبب فى تدمير المجتمعات الإنسانية. والدوجماطيقية أى توهم اقتناص المُطلق، هى الأساس فى تأسيس الأصولية بكل أنماطها فى أى دين أو فى أى مذهب يدعى امتلاك الحقيقة المطلقة، وصراع المعتقدات هو دلالة وقوع الإنسان فى وهم الاعتقاد بأنه مالك للحقيقة المطلقة، ومن يتوهم أنه يمتلك الحقيقة المطلقة هو متعصب بطبعه، والتعصب هو اتجاه نفسى لدى الفرد يجعله يدرك فردًا معينًا أو جماعة معينة أو موضوعًا معينًا إدراكًا إيجابيًا محبًا، أو سلبيًا كارهًا، دون أن يكون لذلك ما يبرره من المنطق أو الشواهد التجريبية، لذا فإن مناقشة موضوع التعصب أو التطرف بكل أشكاله السياسية أو الأدبية أو العنصرية أو الدينية، إنما هو سبر أغوار النفس الإنسانية بنشأتها وتكوينها، وهى محاولة لا يألو الإنسان فيها جهدًا لمصارعة ذاته بذاته، فإما أن ينتصر عليها ويخضعها لسلطان العقل، أو أن تفلت من عقال العقل وتنحدر نحو الحيوانية بعد أن خلقها الله بأحسن تقويم. إن التعصب هو تقديس للأنا وإلغاء للآخر، فكل ما تقوله الأنا يدخل فى حكم الصحيح المطلق، وكل ما يقوله الآخر يدخل فى حكم الخطأ، ويقود هذا إلى موت لغة التواصل والحوار، وحين يموت منطق الحوار تنطق الحراب وتصرخ البنادق وتُحفر الخنادق وتُستباح الدماء. إن البشرية فى سعيها لتحقيق المجتمع الإنسانى بحاجة دائمًا إلى الانفتاح والنزوح نحو الخارج، وتمزيق الشرانق التى ترسم الدوائر الضيقة، فهى بحاجة إلى التآلف والتآخى والتكاتف بدلًا من التخندق والمواجهة وهدم جسور التواصل التى تؤدى بالنتيجة إلى الإرهاب ذلك الكابوس الذى تعانى منه البشرية. إن الحقيقة الثابتة أن الآخر هو جزء من حياتى، جزء من عالمى الخاص، وهو فى رقبتى على طول المدى، فلا يمكن أن أعيش بدون الآخر، ولا أستطيع حتى أن أمارس العبادة بدون الآخر، بل لا أستطيع الوصول إلى الله بدون الآخر. إن التعددية ثراء والتنوع غنى، والعصفور الواحد لا يصنع ربيعًا، والزهرة الواحدة لا تصنع بستانًا، فمتى يتعلم الأصوليون درس التعددية؟، متى نعيش فى عالم أقل إرهابًا وعنفًا وأكثر رحابة وتسامحا؟!!.


الاقباط اليوم
منذ ساعة واحدة
- الاقباط اليوم
أشرف حلمى: يحمل إدارة بايدن الأمريكية التى جاءت بإرهابي رئيساً لسوريا مسئولية مجزرة كنيسة مار إلياس
أدان الكاتب الصحفي أشرف حلمى فى بيان له صباح اليوم تفجير كنيسة مار إلياس الواقعة في حي الدويلعة بسوريا ، والذى قام به انتحاري تابع لتنظيم داعش الإرهابي ، وأدى إلى مجزرة حصدت 25 شهيداً إضافة إلى عشرات الجرحى والخسائر التى لحقت بالكنيسة وشعبها ، وقد حمل حلمى الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى جاء بنظام احمد الشرع الإرهابي لقيادة سوريا ، على الرغم من معرفته بتاريخ الشرع " الجولاني " الدموى وعلاقته بتنظيم داعش الإرهابي المسئول عن تفجير الكنيسة ، وأكد حلمى أن أختيار الشرع المدعو "مرهف أبو قصرة" الذى قام بتحطيم تمثال السيدة العذراء مريم وزيراً للدفاع ، يعد تصريحاً علنياً وضوء أخضر لاستهداف كل من يخالف المعتقدات والشرائع التى يؤمن بها تنظيم داعش الإرهابي والتحريض على الايزيدين والعلويين والمسيحيين بالإعتداء على المقدسات والكنائس المسيحية والدعوة إلى قتلهم ، كما حدث بجرائم داعش فى العراق ضد المسيحيين وكنائسهم مما أدى إلى تهجير الملايين منهم. وأختتم حلمى بيانه بتأييد كل كلمة جاءت على لسان الصخرة السورية ، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ، فى عظة الجنازة الجماعية للشهداء ، وقال حلمى أن نظام الشرع هو من قام بهذه المذبحة والدليل عدم إعلان الحداد العام فى سوريا ، وأن أحمد الشرع كان صادقاً مع نفسه بعدم حضوره الجنازة او اى من أتباعه ، وليس كالمنافقين الذين يستخدمون التقية ويقتلون القتيل ويسيرون فى جنازته .


الاقباط اليوم
منذ 2 ساعات
- الاقباط اليوم
فيديو .. جنازة مهيبة للشهيدة مريان عيسى الدرة التي لحقت بباقي شهداء تفجير كنيسة مار إلياس
استُشهدت الشابة الصيدلانية مريان عيسى الدرة، متأثرة بإصابتها في تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق، لتلتحق بباقي الشهداء. شارك الكثيرون مع عائلة الشهيدة الصيدلانية في تشييع جثمانها، ليودعوها. غطى الورد نعشها، وعلت زغاريد النساء، إيمانا بأن السماء استقبلتها شهيدة لتنضم إلى قديسين وشهداء الكنيسة .