logo
الطاقة المتجددة.. طفرة تفوق التوقعات

الطاقة المتجددة.. طفرة تفوق التوقعات

الاتحادمنذ 4 أيام
الطاقة المتجددة.. طفرة تفوق التوقعات
قبل عشرين عاماً، كان نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور يجوب العالم ليروي عرضاً مرئياً حول مخاطر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وفي عام 2006، وصل العرض إلى جمهور واسع من خلال الفيلم الوثائقي «حقيقة مزعجة». وكان من الصعب على الجمهور آنذاك أن يتخيل عناوين الأخبار بعد عقدين من الزمن، مثل هذا العنوان الذي يعلن أن «الطاقة الشمسية هي أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في الاتحاد الأوروبي».
وفي يونيو الماضي، أنتج الاتحاد الأوروبي، أحد أكبر اقتصادات العالم، للمرة الأولى، كهرباء من الطاقة الشمسية أكثر من أي مصدر آخر. وجاءت ثلاثة أرباع كهرباء الاتحاد الأوروبي في يونيو من مصادر غير أحفورية. ووفقًا لمركز أبحاث الطاقة «إمبر»، شكّلت الطاقة الشمسية 22% من إنتاج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي خلال الشهر الماضي، متفوقة بفارق طفيف عن محطات الطاقة النووية في أوروبا. ولم يضاهِ الغاز الطبيعي والفحم مجتمعين أياً منهما. وتم توليد المزيد من الكهرباء باستخدام طاقة الرياح والمياه مجتمعة مقارنة بالوقود الأحفوري.
كما خرج العنوان الذي يقول: «الطاقة النظيفة تُعيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين إلى وضعها الطبيعي». وخلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالعام السابق، وللمرة الأولى أيضاً، انخفض إجمالي انبعاثات الكربون من العملاق الصناعي ليس بسبب الركود الاقتصادي، بل بفضل التقدم السريع في تكنولوجيا الطاقة المتجددة، لاسيما الطاقة الشمسية. وقد نشر المحلّل لاوري ميلفيفيرتا، الزميل البارز في «معهد سياسة آسيا»، نتائج في منصة «كربون بريف» تقول: «يعود الانخفاض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين خلال الربع الأول من عام 2025 إلى تراجع بنسبة 5.8% في قطاع الطاقة.. وعوضت الزيادات في توليد الطاقة من الشمس والرياح والطاقة النووية، مدفوعة باستثمارات توليد جديدة، عن نمو الطلب».
ولا تبدو العناوين الرئيسية مبشرة في الولايات المتحدة، حيث يتّسم حماس الحكومة لمعالجة مشكلة الاحتباس الحراري بانخفاض ثباته مقارنةً بمعظم دول أوروبا. ولكن التقدم المحرز في السنوات الأخيرة كان مُلفتاً للنظر. لنأخذ مثالاً: في مارس 2005، جاء 27% من استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة من مصادر وقود غير أحفوري. وفي مارس الماضي، جاء 42 في المئة من استهلاك الكهرباء بالولايات المتحدة من مصادر غير تقليدية. وكانت الطاقة الشمسية قبل 20 عاماً مصدراً هامشياً للغاية، لكنها الآن تجاوزت الطاقة الكهرومائية، بينما توفّر طواحين الهواء طاقة تزيد على ضعف ما تولده السدود المائية.
ومع أن إدارة ترامب كانت عدائية تجاه بعض مصادر الطاقة المتجددة، إلا أنها دعّمت محطات الطاقة النووية من الجيل التالي جزئياً، ومن دون هذه المحطات، لن يكون للعالم أمل في التغلب على مشكلة الانبعاثات. وانخفض إجمالي استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة بأكثر من 15% في مارس الماضي مقارنة بالشهر نفسه من عام 2005، ومع ذلك، خلال العقدين الماضيين، تضاعف حجم الاقتصاد الأميركي بأكثر من الضعف. وانكسرت الصلة الأزلية بين تزايد الثروة وتزايد استهلاك الطاقة، لقد أثبتنا أن الاقتصادات قادرة على النمو بقوة دون استخدام المزيد من الطاقة.
ولا تعني هذه العناوين أننا أنجزنا المهمة بشأن المناخ، بل على العكس. لا يزال البشر ينتجون انبعاثات كربونية وميثانية تفوق قدرة الغلاف الجوي على امتصاصها من دون التسبب في احتباس حراري إضافي. وستؤدي الزيادة الناتجة في غازات الدفيئة إلى آثار متوقعة وغير متوقعة ستضر البشرية لأجيال قادمة. لكن ما تُظهره هذه العناوين بوضوح هو أن التقدم ليس ممكناً فحسب، بل هو واقع بالفعل. لقد ثبت خطأ التنبؤات القاتمة بأن تغيير منظومة الطاقة العالمية سيُدمر الاقتصادات ويعيد الحضارات إلى الوراء.
وقطعت أوروبا ثلاثة أرباع الطريق نحو شبكة كهرباء خضراء. وعلى الأرجح، بدأت الصين تتراجع عن ذروة الكربون. وفي أي من هذين المكانين، لم تُلحظ تأثيرات تعطل كبير على نمط الحياة المعاصرة. نحن نحرز تقدماً بفضل ابتكارات لا حصر لها، مثل ألواح شمسية أرخص، ومولدات نووية أكثر أماناً، وبطاريات أفضل، وسيارات وشاحنات وطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وأجهزة كهربائية أكثر ذكاء، وزراعة أكثر إنتاجية، وإعادة تشجير، وطرق أخرى لاحتجاز الكربون وتخزينه.
وهناك أفكار جيدة لمزيد من الابتكارات، أفضلها فرض ضريبة على الانبعاثات، لإظهار التكاليف الخفية للتلوث الكربوني بوضوح في السوق، مما يحفّز المزيد من الابتكار.ورغم أن ذلك يبدو مستحيلاً، فإن الكثير من الأمور التي بدت مستحيلة في عام 2005 تحققت اليوم. وتحظى ضريبة الكربون بدعم واسع من الحزبين لأنها طريقة أكثر كفاءة لتشجيع موجة التقدم التالية، مقارنةً بتوزيع الدعم والإعفاءات الحكومية.
كما أن تلوث الغازات الدفيئة مُكلفٌ. ويمكن توضيح هذه التكلفة أمام المحرك الذي لا يقاوم للرأسمالية الأميركية، ومراقبة ما يمكن أن يفعله السوق. والتقدم المشجع خلال السنوات الـ20 الماضية مجرد مقدمة لثورة في الابتكار والاكتشاف.
*كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في أسبوعين بعد الاتفاق التجاري بين أميركا وأوروبا
الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في أسبوعين بعد الاتفاق التجاري بين أميركا وأوروبا

الاتحاد

timeمنذ 32 دقائق

  • الاتحاد

الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في أسبوعين بعد الاتفاق التجاري بين أميركا وأوروبا

تراجعت أسعار الذهب اليوم الاثنين إلى أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين، بعد أن قلص اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة. انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 3332.39 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:20 بتوقيت جرينتش، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 17 يوليو. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3332.50 دولار للأونصة. وأبرمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقا تجاريا إطاريا يوم الأحد يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي وهي نصف النسبة التي كانت الولايات المتحدة هددت بفرضها. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 38.17 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 0.9% إلى 1413.50 دولار.وارتفع البلاديوم 0.5 بالمئة إلى 1225.25 دولار.

الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في قرابة أسبوعين
الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في قرابة أسبوعين

الشارقة 24

timeمنذ 32 دقائق

  • الشارقة 24

الذهب يتراجع إلى أدنى مستوى في قرابة أسبوعين

الشارقة 24 – رويترز: هبطت أسعار الذهب، الاثنين، إلى أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين، بعد أن قلص اتفاق تجاري إطاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة. انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 3332.39 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:20 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 17 يوليو. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3332.50 دولار للأونصة. وأبرمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقاً تجارياً إطارياً يوم الأحد يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15 % على معظم سلع الاتحاد الأوروبي وهي نصف النسبة التي كانت الولايات المتحدة هددت بفرضها. وأدى الاتفاق إلى تفادي حرب تجارية أكبر بين حليفين يمثلان ما يقرب من ثلث التجارة العالمية.

النفط يرتفع بدعم «انفراجة» تجارية بين واشنطن وبروكسل
النفط يرتفع بدعم «انفراجة» تجارية بين واشنطن وبروكسل

العين الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • العين الإخبارية

النفط يرتفع بدعم «انفراجة» تجارية بين واشنطن وبروكسل

تم تحديثه الإثنين 2025/7/28 06:18 ص بتوقيت أبوظبي ارتفعت أسعار النفط، الإثنين، بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي وسط أنباء عن احتمال تمديد تعليق الرسوم الجمركية مع الصين. وهدأت هذه العوامل المخاوف من أن تؤدي الرسوم المرتفعة المحتملة إلى تقييد النشاط الاقتصادي والتأثير على الطلب على الوقود. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو ما يعادل 0.32 بالمئة لتصل إلى 68.66 دولار للبرميل بحلول الساعة 0035 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 22 سنتا أو 0.34 بالمئة إلى 65.38 دولار للبرميل. وقال توني سيكامور المحلل لدى آي جي ماركتس إن الاتفاق التجاري المبدئي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واحتمال تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين يدعمان الأسواق المالية العالمية وأسعار النفط. وأبرمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتفاقا تجاريا إطاريا أمس الأحد يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي وهي نصف النسبة التي كانت الولايات المتحدة هددت بفرضها. وأدى الاتفاق إلى تفادي حرب تجارية أكبر بين حليفين يمثلان ما يقرب من ثلث التجارة العالمية وهو ما كان من شأنه أن يضعف الطلب على الوقود. وفي سياق متصل، من المقرر أن يلتقي مفاوضون كبار من الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم اليوم في مسعى لتمديد الهدنة التي حالت دون فرض رسوم جمركية مرتفعة وذلك قبل الموعد النهائي المقرر في 12 أغسطس/آب. في الأسبوع الماضي، استقرت أسعار النفط يوم الجمعة عند أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع وسط تصاعد المخاوف بشأن التجارة العالمية وتوقعات بزيادة الإمدادات من فنزويلا. وقالت مصادر في شركة النفط الوطنية الفنزويلية إن الشركة تستعد لاستئناف عملياتها في مشاريعها المشتركة بموجب شروط مشابهة للتراخيص التي صدرت خلال عهد الرئيس جو بايدن وذلك بمجرد أن يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيل التصاريح التي تسمح لشركائها بالعمل وتصدير النفط ضمن اتفاقات مبادلة. ورغم الارتفاع الطفيف في الأسعار اليوم إلا أن احتمال قيام تحالف أوبك+ بتخفيف قيود الإنتاج حد من المكاسب. ومن المقرر أن تعقد لجنة المراقبة التابعة لتحالف أوبك+ اجتماعا في تمام الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش اليوم الإثنين. وقال أربعة مندوبين من التحالف الأسبوع الماضي إنه من غير المرجح أن توصي اللجنة بإجراء أي تغييرات على الخطط الحالية التي تدعو ثمانية أعضاء إلى زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميا في أغسطس/آب. وقال مصدر آخر إنه من السابق لأوانه الجزم بذلك. ويحرص تحالف أوبك+ على استعادة حصته في السوق في وقت يساعد فيه ارتفاع الطلب الموسمي في الصيف على استيعاب الكميات الإضافية من الخام. وقال محللو جي بي مورغان إن الطلب العالمي على النفط ارتفع بمقدار 600 ألف برميل يوميا في يوليو/تموز مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مخزونات النفط العالمية بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا. aXA6IDM4LjEzLjE4Ni4xMCA= جزيرة ام اند امز US

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store