
بعد 7 سنوات.. «جيش أوروبى موحد».. حلم ميركل يتحقق
فى نوفمبر عام 2018، وقفت المستشارة الألمانية وقتها أنجيلا ميركل أمام البرلمان الأوروبى فى ستراسبورج لتلقى خطابا شهيرا طالبت فيه الدول الأعضاء بدعم فكرتها لإنشاء جيش أوروبى موحد، مؤكدة أنه لن يكون جيشا مضادا لحلف شمال الأطلنطى (ناتو) بل سيكون إضافة جيدة له، قائلة إن «أوروبا ستكون قوية فقط بتكوين هذا الجيش وسيصبح صوتها مسموعا على الساحة الدولية». وشددت ميركل على ضرورة أن يتحكم الاتحاد الأوروبى فى مصيره وأن يكون أكثر استقلالية».
الآن وبعد 7 سنوات، يبدو أن حلم ميركل على وشك أن يتحقق. فقد اتخذت القمة الأوروبية التى عقدت فى بروكسل مؤخرا قرارا بتخصيص ميزانية تقدر بـ 800 مليار يورو على أربع سنوات لدعم جيوش الدول الأعضاء حتى تكون قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أى عدوان خارجي، ودون الحاجة إلى حلف الناتو.
لم يكن الحلم مقتصرا على ألمانيا وحدها فى ذلك الوقت، بل تحمس لتلك الفكرة أيضا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى دعا وقتها إلى تفعيل نص المعاهدة المكملة لمعاهدة الإليزيه الموقعة عام 1963 بين البلدين، والتى ينص أحد بنودها على ضرورة التضامن بين فرنسا وألمانيا فى حال تعرض أحدهما لعدوان ما.
ثم فى شهر يونيو عام 2019، انضمت إسبانيا إلى مشروع فرنسي- ألمانى لصناعة جيل جديد من الطائرات المقاتلة يوصف بأنه عامل أساسى لضمان قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها دون الاعتماد على حلف شمال الأطلنطي. وفى معرض باريس الجوي، وقع وزراء دفاع فرنسا وألمانيا وإسبانيا اتفاقا بتدشين إطار عمل لتعاون ثلاثى مشترك.
وفى العام نفسه أيضا، نشرت الصحف الألمانية عن مسئولين أوروبيين أن الدول الأعضاء بالتكتل تدرس إنشاء 34 مشروعا للمراقبة والحماية البحرية لتعزيز القدرات البحرية لدول التكتل مع إمكانية إجراء مراقبة وحماية للمياة الإقليمية لدول الاتحاد، وتتضمن تلك المقترحات مشروعات بتصنيع مركبات لفرق المشاة، وأخرى للتدخل السيبرانى السريع، بالإضافة إلى تطوير أسلحة المدرعات وأسلحة هجومية وبرمائية والدعم النارى وأنظمة القيادة والتحكم الإستراتجية لمهام الدفاع الأوروبية، وطائرات بدون طيار.
إن دعوة ميركل بإنشاء جيش أوروبى موحد التى وصفتها وسائل الإعلام الألمانية المختلفة فى ذلك الوقت بـ«حلم ميركل»، جاءت بعد أن استشعرت المستشارة السابقة أن الخطر الحقيقى الذى يهدد دول الاتحاد يأتى من أقرب حلفائهم، من الولايات المتحدة الأمريكية التى تسيطر على تحركات حلف الناتو، وأن دول الاتحاد ليس لهم دور فاعل داخل هذا الحلف، وقد جاءت دعوتها على خلفية صدامها المستمر والمتواصل مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى وتهديده بسحب قوات الناتو من ألمانيا وتركها دون غطاء دفاعى أمام أى عدوان، خاصة أن ألمانيا ليس لديها جيش حقيقى ولا تملك أسلحة هجومية، بالإضافة إلى وجود عجز كبير فى أعداد قواتها المسلحة بعد أن أصبح التجنيد اختياريا.
والآن، يرى الخبراء أن فكرة إنشاء الجيش الأوروبى الموحد أصبحت حتمية خاصة بعد تعمد ترامب إبعاد دول الاتحاد الأوروبى عن المفاوضات التى سيجريها مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، وبقراره بوقف دعم كييف، وهو الأمر الذى تسبب فى حالة من الرعب داخل دول الاتحاد، تخوفا من أن يجدوا أنفسهم فى نفس الموقف فى المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصباح العربي
منذ ساعة واحدة
- الصباح العربي
بقيمة 4مليار يورو.. موعد صرف الشريحة الثانية من حزمة الدعم الأوروبي لمصر
من المقرر أن تأتي إلى جمهورية مصر العربية بعثة من المفوضية الأوروبية خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك من أجل التمهيد لصرف الشريحة الثانية من حزمة الدعم التي أقرها الاتحاد الأوروبي خلال شهر مارس الماضي، وذلك بهدف دعم الاقتصاد المصري ومساعدتهم على سد عجز الموازنة. وقال أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي، أن مصر خاضت جزء كبير من طريق الإصلاح الاقتصادي، وأثبتت أنها جادة في تطبيق البرنامج الذي اتفقت عليه مع صندوق النقد بشأن مرونة سعر الصرف والإجراءات المتعلقة بضبط المالية العامة. مؤكدًا أن جدية مصر في تنفيذ الإصلاحات حصدت ثمارها ورفعت ثقة الصندوق وغيره من المؤسسات الدولية ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي في اقتصاد مصر، مشيرًا إلى أن تقدم الدولة في عمل المرجعات الدورية للصندوق سيسرع من عملية صرف التمويلات والدعم الذي تعد به بروكسل العام الفائت، الذي يرتبط مباشرةً ببرنامج الصندوق. وقبل أيام قليلة، قد أعلن الاتحاد الأوروبي عن موافقته بشكل رسمي على صرف 4 مليار يورو التي تمثل قيمة الشريحة الثانية من برنامج دعم الاقتصاد الشامل وسد عجز الموازنة المتعلق بجمهورية مصر العربية.


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
أوروبا تشترى أسلحة بـ150 مليار يورو
وافقت دول الاتحاد الأوروبى، أمس، على إنشاء صندوق بقيمة تصل إلى 150 مليار يورو (170 مليار دولار) لعملية شراء أسلحة مشتركة. وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية: إنه سيتم استخدام القروض للاستثمار فى الدفاع الجوى والصاروخى وأنظمة المدفعية والصواريخ والذخيرة، والطائرات دون طيار، والأنظمة المضادة للطائرات، ومعالجة احتياجات أخرى من الأمن الإلكترونى. وتستهدف جهود إعادة التسلح الحالية فى أوروبا ردع روسيا عن أى هجوم محتمل على دولة أوروبية أخرى بعد أوكرانيا. وتتوقع أجهزة الاستخبارات أن روسيا ستصبح جاهزة لشن حرب أخرى بحلول عام 2030، على أقصى تقدير.


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
«نيويورك تايمز».. أمريكا سحبت وساطتها لوقف حرب أوكرانيا
وسط تضاؤل الآمال حول التوصل لاتفاق هدنة بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأوكرانية، زعمت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انسحب من مفاوضات وقف الحرب، وطلب من موسكو وكييف إيجاد حل للحرب بنفسيهما. يأتى ذلك الموقف بعد أشهر من التهديد بالانسحاب من المفاوضات، التى وصفها ترامب بالمحبطة وكانت تهدف إلى وقف إطلاق النار. وقالت الصحيفة إن ترامب أبلغ الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى وقادة أوروبيين آخرين، عقب مكالمته مع بوتين، أن على روسيا وأوكرانيا إيجاد حل للحرب بنفسيهما. وفى تطور منفصل، وافقت دول الاتحاد الأوروبى أمس على إنشاء صندوق بقيمة تصل إلى 150 مليار يورو(170 مليار دولار) لعملية شراء أسلحة مشتركة. وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، إنه سيتم استخدام القروض للاستثمار فى الدفاع الجوى والصاروخى وأنظمة المدفعية والصواريخ والذخيرة، والطائرات بدون طيار، والأنظمة المضادة للطائرات، ومعالجة احتياجات أخرى من الأمن الإلكتروني. فى الوقت نفسه، كشف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية عن مقتل أندرى بورتنوف، النائب والمساعد السابق لكبير موظفى الرئاسة الأوكرانية فى عهد فيكتور يانوكوفيتش المقرب من روسيا، والذى فرضت عليه واشنطن عقوبات بسبب شبهات فساد. وذكرت أنه تم إطلاق النار عليه أمام مدرسة يرتادها أولاده قرب مدريد، بحسب ما أفاد مصدر فى الشرطة.