
ما تداعيات قرار إيران تعليق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية؟
جاء القرار في أعقاب صراع عسكري قصير ومكثف استمر 12 يومًا، شهد تبادلات عنيفة بين إسرائيل وإيران، بدأت بضربات إسرائيلية استباقية استهدفت منشآت علمية وعسكرية داخل إيران، وردّت عليها طهران بهجمات صاروخية استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية، بحسب الرواية الإيرانية.
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان مقتضب أنها 'على علم بالتقارير'، وأشارت إلى أنها تنتظر 'معلومات رسمية إضافية من طهران'. من جانبه، وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك القرار بأنه 'مثير للقلق'، مؤكدًا تمسك الأمين العام بضرورة استمرار التعاون بين إيران والوكالة للحفاظ على الشفافية وتفادي التصعيد.
أما الخارجية الأمريكية، فوصفت الخطوة بأنها 'غير مقبولة'، معتبرة أن طهران 'أهدرت فرصة سانحة لتغيير مسارها واختيار طريق السلام والازدهار'، وأكدت أن 'على إيران التعاون بشكل كامل ودون تأخير'.
السؤال : ماذا يعني تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
يعني..هذا التعليق تقليص قدرة المفتشين الدوليين على مراقبة وتفتيش المنشآت النووية الإيرانية، ما يؤدي إلى تراجع كبير في مستوى الشفافية، ويُثير مخاوف من أن تستغل طهران هذا الفراغ الرقابي لتوسيع أنشطتها النووية خارج الإطار المتفق عليه دوليًا.
يمثّل القرار أيضًا رسالة سياسية صريحة موجهة إلى الغرب، فحواها أن إيران مستعدة لاستخدام الملف النووي كورقة ضغط، في حال استمرت ما تعتبره 'استفزازات وانتهاكات لسيادتها'.
كما يُعد هذا التطور انتكاسة كبيرة لجهود إحياء الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة – JCPOA)، ويزيد من احتمالات انهيار المسار التفاوضي، خاصة في ظل إصرار إيران على رفض العودة إلى نظام الرقابة الصارمة دون رفع العقوبات أولًا.
وفي غياب آلية رقابية فعالة، تتصاعد المخاوف من أن ينزلق البرنامج النووي الإيراني نحو مسار عسكري، الأمر الذي قد يُغري قوى إقليمية أخرى باتباع النهج نفسه، مما يُنذر بإطلاق سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.
قرار إيران لم يعد مجرد رد فعل سياسي عابر، بل بات يُشكل تحولًا استراتيجيًا يحمل أبعادًا إقليمية ودولية، ويضع مستقبل البرنامج النووي الإيراني على مسار أكثر غموضًا وتعقيدًا.
وفي ظل التوتر المتصاعد، يُواجه المجتمع الدولي تحديًا كبيرًا في احتواء التصعيد ومنع الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة قد تكون كلفتها باهظة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا على كافة الأطراف.
تُشير خطوة طهران إلى تغيير في قواعد الاشتباك الإقليمي، وقد تُمهّد لموجة جديدة من الضغوط والعقوبات وربما تحركات عسكرية محدودة أو رمزية. لكن في ظل غياب مبادرات دولية فعالة للتهدئة، تبدو المنطقة على حافة مفترق طرق خطير، حيث تبقى جميع السيناريوهات واردة: من استئناف التفاوض بشروط جديدة، إلى انزلاق نحو صدام عسكري مباشر.
في الأفق تلوح تساؤلات مفتوحة وسيناريوهات غير واضحة: هل ستكتفي واشنطن، كما في السابق، بالعقوبات والضغط السياسي؟ أم أن هذه المرة ستُقدم على ضربة عسكرية فعلية تُعيد رسم المشهد؟ أم أننا أمام مرحلة رمادية جديدة، عنوانها التصعيد المضبوط والمصير المجهول؟
في ضوء هذا التطور، يبقى المشهد النووي الإيراني مرتهنًا لحسابات دقيقة ومعقدة، في انتظار ما ستقرره القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وكيف سترد طهران على أي خطوات تصعيدية لاحقة.
وما هو مؤكد أن مرحلة ما بعد القرار الإيراني ليست كما قبلها، وأن الاستقرار الإقليمي دخل منعطفًا جديدًا، قد لا تكون عواقبه محدودة هذه المرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 2 ساعات
- فيتو
ترامب يناقش مع نتنياهو الملف الإيراني بالبيت الأبيض
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الملف الإيراني، وذلك عندما يزور البيت الأبيض الاثنين المقبل. إيران تنفي الأنباء حول استئناف المفاوضات النووية أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن الرأي العام في بلاده غاضب إلى درجة أن لا أحد يجرؤ حاليا حتى على التحدث عن المفاوضات حول برنامج إيران النووي. المفاوضات حول برنامج إيران النووي وجاءت تصريحات بقائي في منشور على منصة "إكس"، في إطار نفي الشائعات بشأن عقد مفاوضات حول قضايا البرنامج النووي الإيراني والضغوطات التي تمارس عليها بعد توقف النزاع العسكري الأخير بينها وبين إسرائيل وشاركت به واشنطن عبر قصف 3 منشآت نووية إيرانية. وكتب بقائي: "الرأي العام غاضب إلى درجة أن لا أحد يجرؤ حاليًا حتى على التحدث عن المفاوضات أو الدبلوماسية". التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا وقد وقع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الأربعاء الماضي، قانونا يعلق التعاون بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن "بزشكيان أخطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا بشأن تعليق التعاون". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
تقرير صيني: مزاعم ترامب بتدمير برنامج إيران النووي تفتقر لأدلة مؤكدة
رأى تقرير نشرته صحيفة 'ساوث تشاينا مورنينج بوست' الصينية، السبت، أن مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "تدمير" البرنامج النووي الإيراني في أعقاب الضربات الجوية الأخيرة لا تستند إلى أدلة مؤكدة، وسط غموض متزايد يحيط بمصير مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب. وقالت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان "هل تعتقد أن ترامب دمر البرنامج النووي الإيراني؟ لا تكن متأكدًا تمامًا"، إن مكان تخزين 900 رطل من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60% لا يزال لغزًا حقيقيًا، في ظل إقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم امتلاكها "أي شيء يمكن الاعتماد عليه" بشأن الوضع الحالي داخل إيران. وأضافت الصحيفة أن تصريحات ترامب المتكررة حول القضاء الكامل على القدرات النووية الإيرانية تتعارض مع تقارير عدد من وكالات الاستخبارات الدولية، وتحليلات الخبراء المستقلين، الذين يرون أن الضرر الحقيقي قد لحق فقط بالقدرة الرقابية على البرنامج، وليس بالبرنامج نفسه. واستشهدت الصحيفة بعدد من المحللين والخبراء الذين طرحوا ثلاثة تساؤلات رئيسية ما زالت بلا إجابة واضحة وهى أين اختفى مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%؟ وكم عدد أجهزة الطرد المركزي التي لا تزال تعمل؟ وهل توجد منشآت سرية أخرى لم تتعرض للقصف؟ أوضحت باربرا سلافين، الباحثة البارزة في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن، أن الضربات الأمريكية أفقدت المجتمع الدولي قدرته على تتبع تطورات البرنامج الإيراني، مشيرة إلى أن "الوكالة كانت تملك سابقًا صورة واضحة عن أجهزة الطرد المركزي والمخزونات، أما الآن فالوضع معتم"، على حد تعبيرها. وأضافت سلافين: أن "ترامب سعى لإعلان نصر سياسي، بينما الحقائق الميدانية غير مؤكدة"، لافتة إلى أن "البرنامج النووي الإيراني يمتد منذ عام 1957، ولا يمكن لاغتيالات أو قصف أن تمحو المعرفة المتراكمة داخله". أما رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، صرح بأن الوكالة لم تعد تملك رؤية دقيقة حول حجم وطبيعة القدرات النووية الإيرانية، محذرًا من أن إيران لا تزال تملك الوسائل الفنية لإعادة تشغيل منشآت التخصيب خلال أشهر، وربما أقل. وفي السياق نفسه، كتب الباحث الأمريكي جيفري لويس، الأستاذ في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار، أن ادعاءات إدارة ترامب "غير صحيحة سياسيًا وفنيًا"، مشيرًا إلى أن "البيت الأبيض يدرك تمامًا أن المخزون لم يُدمر، لكنه اختار رواية سياسية لتعزيز مواقفه". وكتبت نيكول غرايوسكي زميلة السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي، أن تقييمات قدرات إيران النووية تتسم بـ"التسرع"، حيث يتم الاعتماد على بيانات استخباراتية غير مؤكدة، وتجاهل التحديات الداخلية التي قد تعيق فعليًا إعادة بناء القدرات الإيرانية. تداعيات استراتيجية وحذر الباحث علي ألفونيه، مؤلف كتاب "الخلافة السياسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، من أن الضربة الإسرائيلية الاستباقية ربما عززت القناعة داخل طهران بضرورة امتلاك سلاح نووي كوسيلة للردع، خاصة في ظل تآكل البدائل الاستراتيجية. وأوضح ألفونيه أن رواية واشنطن حول "تدمير اليورانيوم المخصب" قد قوضت موقفها التفاوضي لاحقًا، مشيرًا إلى أن طهران سبق وأن أبدت استعدادًا - ولو مشروطًا - لنقل جزء من مخزونها إلى روسيا ضمن تسوية دبلوماسية محتملة. وفي تقييمه للتوجهات الأمريكية، رأى ألفونيه أن ترامب لا يسعى لتصعيد عسكري مباشر، بل لتسجيل انتصار رمزي أمام الرأي العام الداخلي، فيما تحاول إسرائيل الدفع نحو تصعيد إضافي قد يُضعف النظام الإيراني أو يغيره. لكن سلافين حذرت من موجة جديدة من الضربات الإسرائيلية أو الأمريكية، إذا ثبت أن إيران بدأت بإعادة بناء قدراتها، مضيفة أن "واشنطن وتل أبيب تشعران بامتلاك اليد الطولى في التعامل مع إيران، سواء عبر الدبلوماسية أو القوة". غياب الرقابة الدولية لفت التقرير إلى أن أبرز تداعيات الضربة هي طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما جعل الرقابة الدولية غائبة بالكامل عن المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يفتح الباب أمام تكهنات واسعة بشأن الأنشطة السرية المحتملة. وأكدت الصحيفة أن أعضاء في الكونجرس الأمريكي، بعد إحاطات استخباراتية، أقروا بأن الضربات لم تستهدف تدمير المواد النووية بل جعل الوصول إليها مستحيلًا مؤقتًا، وأن جزءًا من اليورانيوم ربما يكون قد دُفن تحت الأنقاض، فيما تزعم إيران أنها نقلت مخزونها مسبقًا تحسبًا للهجوم.


خبر صح
منذ 3 ساعات
- خبر صح
انسحاب مفتشي الوكالة الذرية من إيران بسبب تدهور الوضع الأمني
قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة سحب طاقم مفتشيها من إيران، وذلك بسبب تزايد المخاوف الأمنية، وهو ما اعتُبر بمثابة قطع فعلي لقنوات الاتصال المباشر بين المنظمة الدولية وطهران، التي كانت قد علقت تعاونها مع الوكالة في وقت سابق من الأسبوع، وفقًا لمصادر مطّلعة. انسحاب مفتشي الوكالة الذرية من إيران بسبب تدهور الوضع الأمني مقال له علاقة: السفارة الصينية في تل أبيب تنصح مواطنيها بمغادرة إسرائيل في أقرب وقت انسحاب فريق المفتشين وفقًا للمعلومات المتاحة، غادر فريق المفتشين الأراضي الإيرانية براً يوم الجمعة، على الرغم من استئناف الرحلات الجوية الدولية من المطارات الرئيسية في إيران، والتي توقفت خلال الأيام الماضية بسبب التوترات المتزايدة عقب هجوم إسرائيلي. لم يُسمح للمفتشين، الذين كانوا يقيمون في أحد فنادق العاصمة طهران، بالوصول إلى المنشآت النووية منذ الضربة الإسرائيلية التي وقعت في 13 يونيو، ويشير البعض إلى أنهم نُقلوا لاحقًا إلى منشأة تابعة للأمم المتحدة داخل البلاد قبل مغادرتهم. توتر العلاقة بين إيران والوكالة منذ وقوع هذا الهجوم، شهدت العلاقة بين إيران والوكالة توترًا شديدًا، تخللته تصريحات عدائية وتهديدات طالت المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، من قبل نواب في البرلمان الإيراني وبعض وسائل الإعلام التابعة للدولة، مما زاد من حدة الأزمة. أعلنت الوكالة رسميًا عملية الانسحاب في بيان نشرته عبر منصتها على 'إكس'، مشددة على أهمية استئناف الحوار مع السلطات الإيرانية لإعادة تفعيل مهام الرقابة والتحقق في أقرب وقت ممكن. أنشطة البرنامج النووي الإيراني يمثل انسحاب المفتشين تطورًا مقلقًا، كونه يحد من قدرة المجتمع الدولي على متابعة أنشطة البرنامج النووي الإيراني، ويُخشى أن يُستغل هذا الفراغ لتعزيز تخصيب اليورانيوم دون رقابة ميدانية، ومع ذلك تؤكد مصادر استخباراتية غربية وإسرائيلية استمرار مراقبة المواقع النووية الإيرانية عبر تقنيات الاستشعار والصور الفضائية. على مدار السنوات، كانت إيران تخضع لتفتيشات دورية تُجريها فرق الوكالة لمتابعة مسار أنشطتها النووية، بما في ذلك مراقبة مواقع تخصيب اليورانيوم ومخزونها، لتجنب أي انحراف نحو إنتاج أسلحة نووية، إلا أن الوضع الحالي يثير تساؤلات كبيرة حول التزام طهران بمعاهدة حظر الانتشار النووي التي تحظر امتلاك السلاح النووي وتلزم الدول بالكشف عن أنشطتها النووية. ممكن يعجبك: الرئيس السوري أحمد الشرع يتحدث عن تفجير كنيسة مار إلياس استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% رغم تأكيد إيران المتكرر أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية، فإن القلق الدولي يتزايد، خاصة مع استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو ما يُعتبر قريبًا من مستويات تصنيع الأسلحة، كما لم تتعاون طهران مع الوكالة في توضيح ملابسات العثور على مواد نووية غير مصرح بها في بعض المواقع، مما عرقل تحقيقًا دام ست سنوات. أوضحت الوكالة، في تقاريرها الأخيرة، أنها غير قادرة على التأكد من سلمية البرنامج الإيراني منذ أكثر من عامين، مما يزيد من حدة التوترات مع الدول الغربية، خاصة بعد أن أصبحت إيران الدولة الوحيدة غير النووية التي تمتلك هذا المستوى من التخصيب. إيران تعلن وقف التعاون مع الوكالة الدولية في تطور لافت هذا الأسبوع، وقع الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بيزشكيان، على قانون كان البرلمان قد أقره سابقًا، يقضي بوقف التعاون مع الوكالة الدولية، في خطوة وُصفت بأنها استجابة مباشرة للضغوط الغربية وتطورات الهجمات التي استهدفت مواقع استراتيجية داخل إيران خلال الشهر الماضي. تضع هذه التطورات الوكالة في موقف حساس، إذ أصبحت الآن بلا وسيلة لرصد أي تغيير في البرنامج النووي الإيراني، مما يزيد من احتمالية اندلاع أزمة أوسع بشأن التزام طهران بالاتفاقيات الدولية، في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة.