logo
اجتماع ترامب ـ ميرتس: هل أرست الزيارة أسساً لتزخيم التعاون مع ألمانيا؟

اجتماع ترامب ـ ميرتس: هل أرست الزيارة أسساً لتزخيم التعاون مع ألمانيا؟

النهارمنذ 4 ساعات

دخل المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الخميس، البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب محملاً بملفات ألمانيا وهمومها، ومعها العلاقة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي بعدما تحولت الشراكة عبر ضفتي الأطلسي من علاقة حلفاء إلى متنافسين، بفعل القناعة الراسخة لدى ترامب بتحقيق تطلعاته السياسية والاقتصادية لأميركا أولاً بمنأى عن مصالح الشركاء. فماذا حققت زيارة ميرتس للاتحاد الأوروبي ولبلده ألمانيا صاحبة الثقل الاقتصادي والسياسي، بعدما خلط ترامب بعودته إلى المكتب البيضاوي الأوراق مجدداً بتعاطيه الفج مع الأوروبيين وتهديده الدائم لهم بالتخلي عنهم أمنياً وعسكرياً وعزمه على فرض تعريفات جمركية عقابية على صادراتهم؟.
أداء مشجع
بيّنت قراءات سياسية أن زيارة ميرتس إلى واشنطن كانت ناجحة وأرست أسساً مهمة ومشجعة لكيفية التعاطي المستقبلي مع إدارة ترامب في العديد من الملفات العالقة، أهمها التجارة المشتركة والرسوم الجمركية وأهمية تقليص الحواجز التجارية وإنهاء حالة عدم اليقين في الأسواق، كما التعاون داخل حلف الناتو.
وشرح ميرتس لترامب أن هدف الاتحاد الأوروبي جلب السلام لأوروبا وليس خلق تحالف مناهض للولايات المتحدة، وعلى الغرب أن يقف بوضوح إلى جانب كييف لا أن يقف في المنتصف.
وفي الإطار عينه، رأى محللون أن حضور ميرتس الذي يتحدث الانكليزية بطلاقة، في المكتب البيضوي كان دافئاً وترامب كان عقلانياً وأكثر مما كان متوقعاً، رغم أن الأخير يعرف أن الأوروبيين بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لدعم الولايات المتحدة بسبب التهديد الهائل الذي يمثله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقارة العجوز.
واتفق الزعيمان على إجراء مكالمات هاتفية ورسائل نصية منتظمة، وهذا مؤشر على نيتهما السعي الى إحداث خرق عملي في الملفات السياسية والاقتصادية العالقة والتي تخدم مصلحة شعوبهما، وربما استمزاج الآراء حول المسؤوليات الجديدة التي تضطلع بها المانيا في سياستها الخارجية المستقبلية.
وفي حين قيل أن الزيارة كانت أكثر انفتاحاً من لقاءات ترامب مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وتعامل معها سيد البيت الأبيض بقدر من الجاذبية وغطرسة أقل بعد كل ما أظهره المستشار من احترام، قال الباحث السياسي هندريك غاستروك لـ" النهار"، إن الزيارة لم تشهد فضائح كما حصل مع رئيسي اوكرانيا وجنوب إفريقيا، بل أن الود الشخصي بين الرجلين كان واضحا، وتبين أن ترامب يحجز مكانة لألمانيا وحضورها السياسي والاقتصادي على مستوى العالم. لم يشأ ترامب أمام الاعلام إثارة الملفات الساخنة رغم أنه سئل عن ذلك، وكان يظهر جانباً ودوداً ومعلقاً "أنا والمستشار سننجز الأمر".
من جهة ثانية، فان ما كان مثيراً للاهتمام هو التوجه أولا لابقاء عشرات الالاف من الجنود الاميركيين متمركزين في أوروبا. وأضاف غاستروك أن ترامب كان على ما يبدو على اطلاع تام على توجهات المانيا بزيادة الانفاق الدفاعي إلى 5% منها 1.5% على البنية التحتية. وأضاف، من المرجح أن يكون ميرتس ناقش معه أفكاراً لنسج صيغة للضغط على الرئيس الروسي من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتحقيق سلام عادل لأوكرانيا مع ضمانات أمنية مستقرة، ووضع أطر للتعامل مع موسكو وبكين وقضايا الشرق الأوسط في ظل الصراع العالمي الشديد الخطورة.
في ما خص الحرب التجارية، أفيد أنه على رغم أن ترامب أشاد بفرضه للرسوم الجمركية العقابية، تحدث في الوقت نفسه عن "صفقة" أمام ميرتس، مشيراً إلى أن واشنطن ترغب في تصدير مزيد من النفط والغاز. وفي الاطار، بينت تقارير أن ميرتس شدد على أن شركات صناعة السيارات الألمانية تصدر إلى الولايات المتحدة بقدر ما تنتج فيها، في إشارة منه إلى أن الشركات الألمانية هي من أصحاب العمل الكبار هناك ومؤثرة في الاقتصاد الاميركي ولا يجب تدميرها. ووصف ميرتس في أوقات سابقة مشروع ترامب في ما خص التعريفات الجمركية بـ"العبثي".
لا ثقة عمياء
وفي حين اعتبرت زعيمة حزب اليسار إينيس شفردتنر في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيكون من القاتل أن يزور ميرتس واشنطن متوسلاً في ظل هذه الظروف وبعدما بات ترامب ينظر الى أوروبا كمنافس أكثر منها كحليف، ولا مفر من العودة إلى مسار أوروبي مستقل.
علاوة على ذلك، ينبغي على ميرتس، من بين أمور أخرى، أن يثبت لترامب توجهات ألمانيا بزيادة عديد الجيش الألماني وقدراته ليصبح أكبر قوات مسلحة تقليدية في أوروبا، وهذا ما قد يريح ترامب ويسهل عليه التركيز بشكل أكبر على الصين المنافس الاستراتيجي الرئيسي لبلاده. وكل ذلك، ليس إرضاء لترامب كغاية في ذاتها، بل لأوروبا لأنه كلما تقلصت الأعباء العسكرية والمالية التي تتحملها الخزينة في الولايات المتحدة، زاد احتمال عدم سحب القوات الاميركية فجأة من القارة العجوز، إنما من خلال انسحاب منظم ومنسق وبعد منح الأوروبيين الوقت الكافي لتطويرأنظمتهم وقدراتهم الدفاعية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكونغرس يشطب سوريا من "قائمة الدول المارقة".. ما يعني ذلك؟
الكونغرس يشطب سوريا من "قائمة الدول المارقة".. ما يعني ذلك؟

المركزية

timeمنذ 36 دقائق

  • المركزية

الكونغرس يشطب سوريا من "قائمة الدول المارقة".. ما يعني ذلك؟

في خطوة لافتة، صوّت مجلس الشيوخ الأميركي على قرار يقضي بشطب اسم سوريا من "قائمة الدول المارقة" غير الرسمية، والتي كانت تُستخدم لتمييز الدول التي تعارضها واشنطن على المستوى السياسي والأمني، وتمنع التعاون معها في مجالات حساسة، لا سيما في مجال الطاقة النووية المدنية. وأعلن البيت الأبيض أن سوريا لم تعد مدرجة على "قائمة الدول المارقة"، وهي لائحة سياسية غير رسمية تمنع الولايات المتحدة من التعاون مع الدول المصنفة ضمنها، خصوصًا في مجالات حساسة مثل الطاقة النووية المدنية. وقال البيت الأبيض، عبر صفحته الرسمية باللغة العربية على منصة "إكس"، إن سوريا كانت مدرجة سابقا في هذه القائمة إلى جانب دول مثل إيران، وكوريا الشمالية، وكوبا، وفنزويلا، لكنها لم تعد ضمنها الآن. وتُعرف "قائمة الدول المارقة" بأنها تصنيف غير رسمي تتبناه الإدارات الأميركية منذ تسعينيات القرن الماضي، وتُستخدم للإشارة إلى دول تُتهم بدعم الإرهاب الدولي، أو بالسعي لامتلاك أسلحة دمار شامل، أو بانتهاك حقوق الإنسان، أو بتهديد الأمن الإقليمي والدولي. ورغم خروج سوريا من هذه القائمة، إلا أنها لا تزال مصنفة رسميًا كـ"دولة راعية للإرهاب" من قبل وزارة الخارجية الأميركية منذ عام 1979، وهو تصنيف قانوني يترتب عليه استمرار فرض عقوبات صارمة تشمل حظر المساعدات الخارجية، وتقييد الصادرات، وفرض قيود مالية وتجارية مشددة. ويُميز التصنيف الرسمي "للدول الراعية للإرهاب" عن مفهوم "الدول المارقة"، حيث يُعد الأول ملزما قانونيا ويترتب عليه تبعات مباشرة، فيما يُستخدم الثاني كمصطلح سياسي غير رسمي لتبرير مواقف الولايات المتحدة تجاه بعض الأنظمة.

ساعات تفصلنا عن حظر السفر إلى أميركا واتهامات بالعنصرية
ساعات تفصلنا عن حظر السفر إلى أميركا واتهامات بالعنصرية

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

ساعات تفصلنا عن حظر السفر إلى أميركا واتهامات بالعنصرية

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض حظر كامل على دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، من بينها عدد من الدول العربية، ردود فعل غاضبة، أبرزها من إيران، التي اعتبرت أن القرار يكشف عن "عداء عميق تجاه الإيرانيين والمسلمين"، واصفة إياه بأنه يحمل طابعاً عنصرياً، بحسب "سكاي نيوز عربية". الدول التي يشملها أحدث حظر للسفر هي إيران وليبيا والصومال والسودان واليمن وأفغانستان وميانمار وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي.

لا مزيد من الأقنعة... ترامب: تدخل الحرس الوطني كان ناجحًا في مواجهة الفوضى
لا مزيد من الأقنعة... ترامب: تدخل الحرس الوطني كان ناجحًا في مواجهة الفوضى

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

لا مزيد من الأقنعة... ترامب: تدخل الحرس الوطني كان ناجحًا في مواجهة الفوضى

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، أن الحرس الوطني قام بعمل وصفه بـ"الرائع" في لوس أنجلوس بعد يومين من الاضطرابات، مشدداً على أنه "اعتباراً من الآن، لن يُسمح بارتداء الأقنعة خلال الاحتجاجات". وكتب ترامب على منصّة "تروث سوشيال" التي يملكها: "عملٌ رائع قام به الحرس الوطني في لوس أنجلوس بعد يومين من العنف والاشتباكات. لدينا حاكمٌ غير كفوء، وعمدة غير كفوء. وكما هو متوقّع (راجعوا فقط كيفية تعاملهما مع الحرائق، والآن مع كارثة بطء التصاريح الفيدرالية!) لم يتمكنا من إنجاز المهمة". وأضاف ترامب: "لن يُسمح باستمرار هذه الاحتجاجات اليسارية الراديكالية، التي يقودها غالبًا محرضون مدفوعو الأجر. كما أنه من الآن فصاعداً، لن يُسمح بارتداء الأقنعة خلال الاحتجاجات. ما الذي يخفيه هؤلاء الناس، ولماذا؟ شكراً جزيلاً للحرس الوطني على عملهم الرائع!". وفي وقت سابق من صباح اليوم، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الرئيس ترامب أمر بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس مع تواصل المواجهات لليلة الثانية بين قوات أمن فيدرالية ومتظاهرين يحتجون على مداهمات وكالة الهجرة والجمارك. وقالت ليفيت: "الرئيس ترامب وقّع مذكرة رئاسية بنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني للتعامل مع الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم"، محمّلة المسؤولية إلى "قادة كاليفورنيا الديمقراطيين الضعفاء". في المقابل، وصف حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، الخطوة بأنها "تحريضية واستعراضية"، مشيراً عبر "إكس" إلى أن "نشر 2000 عنصر من الحرس الوطني سيؤدي إلى تصعيد التوترات". وكان ترامب حذر من تدخل الحكومة الفيدرالية للتعامل مع تصاعد الاحتجاجات ضد مداهمات وكالة الهجرة للمهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس. وكتب على "تروث سوشيال": "إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، ورئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، من أداء مهامهما – وهو أمر بات واضحاً للجميع – فإن الحكومة الفيدرالية ستتدخل لمعالجة أعمال الشغب والنهب". وقبل ساعة تقريباً من تأكيد البيت الأبيض نشر القوات، كتب نيوسوم، وهو ديمقراطي، على "إكس": "هذه الخطوة تحريضية عمداً ولن تؤدي سوى إلى تصعيد التوترات"، مضيفاً: "نحن ننسّق بشكل وثيق مع المدينة والمقاطعة، ولا توجد حالياً أي احتياجات غير ملبّاة". وامتدت المواجهات لليوم الثاني، السبت، حيث استخدم عناصر حرس الحدود الغاز المسيل للدموع في الضواحي الجنوبية لمدينة لوس أنجلوس، مع تعهد مسؤولي إدارة ترامب بملاحقة أي من يعرقل تطبيق القانون. وانتشر عناصر حرس الحدود وهم يرتدون معدّات مكافحة الشغب وأقنعة الغاز خارج مجمّع صناعي في باراماونت، حيث تجمع المتظاهرون والمتفرجون، بعضهم سخر من القوات، وآخرون كانوا يوثّقون ما يجري بهواتفهم. وتصاعد الدخان بفعل حرق مخلفات وشجيرات، فيما تعرّضت مركبة تابعة لحرس الحدود للركل من قبل بعض المتظاهرين. وتم إغلاق الشارع الرئيسي، وسط تحركات أمنية واسعة. ونشرت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نوم، رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي وجّهتها إلى "مثيري الشغب في لوس أنجلوس"، محذرة من أن "أي تدخل في تطبيق قوانين الهجرة لن يتم التساهل معه". وتأتي هذه الاعتقالات فيما تسعى إدارة ترامب إلى تنفيذ وعودها بعمليات ترحيل جماعية في أنحاء الولايات المتحدة. ويوم الجمعة، اعتقل عناصر الهجرة والجمارك أكثر من 40 شخصاً خلال تنفيذ مداهمات في مواقع عدّة، من بينها مستودع للملابس شهد توتراً حين حاول حشد من الناس منع الضباط من المغادرة. وقالت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، إن هذه الإجراءات "تهدف إلى زرع الرعب" في ثاني أكبر مدينة في البلاد. في المقابل، أصدر المدير بالنيابة لمكتب الهجرة والجمارك، تود ليونز، بياناً انتقد فيه موقف العمدة، قائلاً: "انحازت رئيسة البلدية إلى جانب الفوضى والخروج عن القانون على حساب إنفاذ القانون. لن تخطئوا: مكتب الهجرة سيواصل عمله باعتقال الأجانب المجرمين غير الشرعيين".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store