
موجة تفشٍّ جديدة للكوليرا في اليمن
في ظل تدهور القطاعين الصحي والبيئي في
اليمن
، يشهد عدد من المحافظات تفشّياً لمرض الكوليرا وسط صعوبة في حصول المرضى على العلاجات اللازمة
أُصيب الفتى أحمد إبراهيم (16 عاماً) بأعراض لم يعهدها من قبل، فقررت أسرته نقله إلى المستشفى الجمهوري التعليمي العام في
تعز
جنوب غرب اليمن، ليتبين أنه مصاب بمرض الكوليرا، ويُضاف اسمه إلى آلاف حالات الإصابة التي تم تسجيلها في اليمن منذ بدء العام الجاري. يقول لـ "العربي الجديد": "عانيت من إسهال مائي حاد، وقيء، ثم أصبت بجفاف شبه تام، مصحوباً بدوار وغثيان، وشعور ببعض التشنجات. توجهت إلى طبيب قريب من منزلنا لكنه لم ينجح في تشخيص مرضي، ولاحظت أن حالتي تزداد سوءاً ليتم إسعافي إلى المستشفى الجمهوري في تعز. شخصت بالإصابة بالكوليرا، وأخبرنا الطبيب أنه في حال تأخر إسعافي، كان من الممكن أن أفقد حياتي نتيجة الجفاف الذي أصابني".
تشهد المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، وتلك الواقعة تحت سيطرة أنصار الله (الحوثيين)، انتشاراً مقلقاً للمرض، في ظل تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار منظومة
الصرف الصحي
، وانتشار القمامة داخل المدن، وطفح مياه الصرف الصحي، واستمرار موجات النزوح الداخلي الناتجة عن الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.
وعلى الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى تسجيل أعداد كبيرة جداً من الإصابات، تفيد التقديرات بأن العدد الفعلي أكبر بكثير من المعلن، نتيجة الصعوبات التي يواجهها المرضى في الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية.
تقول الطبيبة مروى عبد الحكيم، لـ "العربي الجديد"، إن "هناك موجة تفشٍّ كبيرة لمرض الكوليرا، وقد زادت أعداد الإصابات خلال الأيام الأخيرة بسبب أزمة المياه التي تشهدها تعز، ما جعل السكان يبحثون عن المياه، وغالباً ما يحصلون على مياه ملوثة، خصوصاً في مخيمات النزوح والأحياء الفقيرة. وتعد المياه الملوثة السبب الأبرز للإصابة بالكوليرا، بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي والمجاري في الشوارع والأحياء السكنية".
تضيف أن "قلة الوعي الصحي تساهم كثيراً في انتشار المرض، عدا عن صعوبة تشخيصه من المريض وأسرته، إذ لا يمكنهم التفريق بين أعراض الكوليرا وأعراض الإسهال الطبيعي. وفي بعض الأحيان، تتساهل العائلات في كيفية الوقاية من المرض من جراء عدم إدراك خطورته". وتوضح أنه "يجب على الأسر تجنب المياه الملوثة والمكشوفة، ومياه الصرف الصحي، وبعض الأطعمة النيئة كالأسماك، والفاكهة والخضار غير المقشرة، وغيرها".
صحة
التحديثات الحية
الكوليرا في اليمن... 12.942 إصابة في الثلث الأول من 2025
وتأتي موجة انتشار الكوليرا في ظل ضعف كبير في
القطاع الصحي
في اليمن، خلال فترة الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، ما أثر على البنية التحتية للمؤسسات الصحية. وقد تعرض الكثير منها للتدمير الكلي أو الجزئي، بالإضافة إلى ضعف الخدمات التي تقدمها المؤسسات الصحية في البلاد. عوامل ساهمت في غياب الإجراءات الوقائية للمؤسسات الصحية في مواجهة انتشار الكوليرا. كما تغيب حملات التلقيح وتنعدم حملات الرش الوقائية.
يقول نائب وزير الصحة في الحكومة المعترف بها دولياً، عبدالله دحان، لـ "العربي الجديد"، إنه "خلال 21 أسبوعاً منذ بداية العام الجاري، تم تسجيل 5730 حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد، وحالة وفاة في المحافظات المحررة". يضيف أن المحافظات التي سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد هي لحج والحديدة وتعز. أما عدد المديريات التي تم الإبلاغ فيها عن الإسهال المائي الحاد فيها، فهو 30 مديرية من إجمالي المديريات، أي بنسبة 22.9%.
يمنية مصابة بالكوليرا تتلقى العلاج، 21 أغسطس 2024 (خالد زياد/فرانس برس)
ويقول دحان إنه منذ الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي وحتى 26 مايو/ أيار الجاري، تم تسجيل 152 حالة مؤكدة بالفحص الزراعي، و872 حالة مؤكدة بالفحص السريع. وبلغ إجمالي عدد العينات المرسلة إلى المختبر 630 عينة، ووصلت نسبة النتائج الإيجابية إلى 24.1% أي 128 حالة، كما أن هناك 872 حالة مؤكدة بالفحص السريع من أصل 1538 حالة أي بنسبة 56.6%". يضيف أن المحافظات التي سجلت أكبر عدد من الحالات المؤكدة هي شبوة (42 حالة بنسبة 27.6%)، وعدن (38 حالة بنسبة 25%)، ولحج (34 حالة بنسبة 22.3%)، وتعز (27 حالة بنسبة 17.7%). ومن إجمالي الحالات المؤكدة، هناك حالة وفاة واحدة من مديرية تبن في محافظة أبين.
كما يشير دحان إلى أنه "خلال الأسبوع الأخير، تم تسجيل 559 حالة مشتبهاً بإصابتها بالإسهال المائي الحاد، وسجل أكبر عدد من الحالات في محافظات أبين وعدن ولحج". ويوضح دحان أن سبب تفشّي الكوليرا هو ضعف البنية التحتية، وتردي خدمات الصرف الصحي، وانقطاع المياه والكهرباء، لافتاً إلى أنه تم فتح تسعة مراكز استقبال وعلاج في حضرموت، ومأرب، وتعز، وعدن، ولحج، وأبين، وشبوة، والضالع، والحديدة، بالإضافة إلى تنظيم حملة توعية صحية. يضيف: "أطلقنا العام الماضي حملة في 34 مديرية، على أن نعمل بعد عيد الأضحى في الحديدة ولحج".
صحة
التحديثات الحية
70 وفاة جراء الكوليرا في الخرطوم خلال يومين
وتعمل فرق الترصد والاستجابة السريعة، التابعة لوزارة الصحة العامة والسكان في الحكومة المعترف بها دولياً، على رصد الحالات، ويتمثل دورها بعقد اجتماع لفريق القوى والمهام في وزارة الصحة العامة والسكان، مع إشراك وزارة المياه والبيئة، ورصد الحالات والإبلاغ عنها، وجمع وتحليل البيانات، ونشر التقارير والتحليلات لتقديم تقرير يومي للجهات المعنية، وإعداد التقرير الأسبوعي الوبائي لمرض الكوليرا، وتفعيل غرفة العمليات في المحافظات الخاصة بالترصد، ورفع تقرير يومي لحالات الإسهال في المحافظات، ووضع آلية نقل العينات لحالات الكوليرا، ووضع خطة توزيع الفحوصات السريعة للمراكز الصحية وفرق الاستجابة، وقيام فرق الاستجابة بعمل ميداني.
إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية، في تقرير أصدرته الأسبوع الماضي، إنه جرى الإبلاغ عن 12.942 إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، وعشر وفيات خلال الفترة ما بين الأول من يناير/ كانون الثاني و27 إبريل/ نيسان الماضيين. وأشار التقرير إلى أن عدد الحالات التي تمّ الإبلاغ عنها في اليمن خلال شهر إبريل وحده، وصل إلى 1352، وتضمن حالة وفاة واحدة، بزيادة 6% عن مارس/ آذار الذي شهد 1278 إصابة جديدة من دون تسجيل وفيات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 5 ساعات
- القدس العربي
هناء غابين عبر «القدس العربي»: أعيدوا إليّ غيداء
رام الله – «القدس العربي»: قبل عامين، وتحديداً في أيار / مايو 2023، غادرت هناء غباين، وهي أم فلسطينية من قطاع غزة، منزلها الواقع في إحدى المناطق الشرقية للقطاع، حاملةً الأمل في حقيبة وحيدة، وطفلًا مريضًا بالسرطان في حضنها، باتجاه الضفة الغربية، علّها تجد في رام الله علاجًا ينقذ حياة ابنها، لكن القدر كان يخبّئ لها ما هو أفظع من المرض، حرب اجتثّت جذورها من أرضها، وتركَتها عالقة بين الفقد والرجاء. ففي السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، اندلعت الحرب، وأُغلقت المعابر، وانقطعت بها السبل. ومنذ ذلك الحين، لم تستطع هناء العودة إلى غزة. ومع استمرار الحرب، تلقّت الخبر الذي لا تحتمله «عائلتك استُشهدت». كان ذلك في يوم جمعة، يومٌ تقول عنه هناء، والدموع تخنق صوتها «يوم الجمعة صار يوم القيامة».. أي أنها لن تستطيع رؤية عائلتها من بعد استشهادهم يوم الجمعة الماضي، والملتقى الجنة. وتستذكر في حديث مع «القدس العربي» كلمات ابنتها يسرى، التي كانت دومًا تردد: «ماما، متى بدك ترجعي؟ يوم الجمعة؟». لم تكن تدري أن يوم الجمعة سيكون موعد وداعٍ لا لقاء. غيداء، ابنة هناء، ابنة الـ12 ربيعًا، هي الناجية الوحيدة من عائلة قضت بالكامل في قصف عنيف استهدف منزلهم في غزة. أصيبت غيداء بجراح خطيرة، وشُوّه وجهها وساقيها ولا تستطيع المشي، وهي ترقد اليوم على سرير المستشفى في غزة، بلا أم ترعاها، ولا عائلة تحتضن ألمها. هناء، التي وجدت نفسها لاجئة في رام الله، عاجزة عن العودة أو الوصول إلى طفلتها، تناشد اليوم عبر صحيفة «القدس العربي» كل من له قلب أو قدرة: «أنقذوا غيداء، أمانة يا ماما أمانة طلعوني، كانت بتناجيني وهي مدمّرة، ما ظل إلها حدا غيري، وأنا مش قادرة أوصل إلها». وتروي هناء، من قلب الصدمة، لحظة معرفتها باستشهاد بناتها: 'كنت رايحة شغلي، عندما هاتفتني زوجة أخي، أول ما قالت لي: (أمك وأخوتك وبناتك وأولاد أخوك وخالاتك ماتوا)، حسيت إنّي فقدت الأرض اللي واقفة عليها. بس لما قالت لي غيداء طيبة، قلت يمكن في أمل، يمكن في شي بعد الخراب». اليوم، غيداء ليست مصابة بجراح جسدية بليغة فحسب، بل تعاني من انهيار نفسي شديد، بعد أن فقدت كل من كانت تحبهم وتعيش معهم، وجهها وجسدها مصابان بتكسرات بفعل القصف، وألمها أعمق من أن يُوصف. تقول هناء: 'حتى سِتّها اللي كانت دير بالها عليها ماتت، مين بدو يرعاها؟ مين بدو يسمع صوتها؟». كانت غيداء تحلم أن تصبح طبيبة، كانت تقول لوالدتها دائمًا: 'أنا بدي أطلعك من غزة وأسافر فيكي كل الدنيا'. وكانت تقول: 'أنا ما بدي أتجوز، بدي أظل معك'، وتضحك وهي تخطّط لبناء فيلا كبيرة تعيش فيها مع أمها لتنسى وجع السنين.لكن الحرب سرقت كل شيء، الأمان، البيت، الأحلام، وحتى الوجوه. واليوم، تصرخ هناء: 'يا رب، خلّيلي واحدة، يا رب ما يكونوا كلهم راحوا».تقول هناء وهي تمسح دموعها التي لا تجف: 'إحنا مش طالبين شيء، بس بدنا حدا يسمع، حدا يوصل غيداء لعندي، أو يوصلني إلها، هاي بنتي، أنا أمها، مش قادرة أعيش وأنا بعيدة عنها، مش قادرة أنام وهي بتعاني لوحدها». تضيف: 'أنا مش صحافية ولا ناشطة، أنا أم، وبنتي بتموت، وصوتي مش واصل لحدا. العالم كله ساكت، والدم كل يوم بنزف». وسط الركام، وبين الآهات، لا تزال غيداء ترقد، تحلم أن تفيق ذات صباح وتجد أمها بجانبها، تمسك يدها وتعدها أنها لن تتركها أبدًا. ووسط رام الله، تسير هناء يوميًا بين المؤسسات، تتوسل أن يُسمح لها بالوصول إلى طفلتها، أو أن تُنقل الطفلة إليها. لكن لا معبر يُفتح، ولا جدار يُهدم، ولا صوت يُسمع. غيداء اليوم، هي قصة نجاة معلقة، وقلب معلّق في غزة، وجسد منهك في رام الله. وهناء، هي الصوت الذي يصرخ في صمت طويل: 'ساعدوني.. بنتي ما إلها غيرها».في كل بيت فقد ابناً أو بنتاً، في كل أم فقدت عائلة، تتكرر حكاية هناء، بصور مختلفة، وبألم واحد: صرخة لا يسمعها العالم.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
70 وفاة جراء الكوليرا في الخرطوم خلال يومين
قضى 70 شخصاً خلال يومين جراء تفشي الكوليرا في السودان، حسبما أعلن مسؤولو الصحة، الخميس، في وقت تواجه فيه الخرطوم أزمة صحية متصاعدة وسط انهيار الخدمات الأساسية بعد أكثر من عامين على اندلاع حرب مدمرة. وأعلنت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم تسجيل 942 إصابة جديدة و25 وفاة الأربعاء، غداة تسجيل 1177 إصابة و45 وفاة الثلاثاء. وأكدت الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة في ولاية الخرطوم أن جميع نتائج الفحوصات التي أجريت على المرضى بمراكز العزل موجبة وتبينت إصابتهم بوباء الكوليرا، ونفت أن تكون الإصابات متعلقة بالتسمم الكيميائي، ولفتت إلى أن مجمل الإصابات حدثت نتيجة تردي البيئة التي تسببت بها المليشيا المتمردة، و تلوث المياه بمنطقة الصالحة بأم درمان، مؤكدة تكثيف التدخلات على مستوى المحليات السبع والاكتشاف المبكر للحالات عبر فرق الاستجابة السريعة والميدانية، فضلا عن توفير الأدوية والمحاليل اللازمة، والتأكد من مصادر المياه النقية، وأكدت أن وزارة الصحة في ولاية الخرطوم قادرة على مواجهة الجائحة والعمل على انحسارها خلال الفترة القليلة المقبلة. وأتى ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا بعد أسابيع من ضربات بالطيران المسيّر نُسبت إلى قوات الدعم السريع، أدت إلى انقطاع إمدادات المياه والكهرباء في أنحاء العاصمة. وأعلنت الحكومة المدعومة من الجيش، الأسبوع الماضي، أنها أخرجت قوات الدعم السريع من آخر مواقعها في ولاية الخرطوم بعد شهرين من استعادة قلب العاصمة منها. وشهدت الخرطوم معارك خلال معظم العامين الماضيين، ولحقت بها أضرار جسيمة في المساكن والبنى التحتية. وفاقم تفشي الكوليرا الضغط على نظام الرعاية الصحية المنهك أساسا. وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن 172 حالة وفاة خلال الأسبوع المنتهي يوم الثلاثاء، 90% منها في ولاية الخرطوم. وقالت السلطات إن "نسبة الشفاء وسط المصابين بالكوليرا بمراكز العزل بلغت 89%"، محذرة من أن تدهور الظروف البيئية يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة. صحة التحديثات الحية الكوليرا في السودان... إصابات مقلقة وسط نظام صحي منهار الكوليرا: على حافة كارثة يعد وباء الكوليرا متوطناً في السودان لكنه يتفشى بشكل أسوأ بكثير وأكثر تكراراً منذ اندلعت الحرب. منذ أغسطس/آب 2024 سجّلت السلطات الصحية أكثر من 65.000 إصابة وأكثر من 1.700 حالة وفاة في 12 ولاية من أصل 18 في السودان. وسجلت ولاية الخرطوم وحدها أكثر من 7.700 إصابة، منها أكثر من 1.000 إصابة تعود لأطفال دون سن الخامسة، و185 حالة وفاة منذ يناير/كانون الثاني. وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف إن "السودان على حافة كارثة صحية عامة شاملة"، مضيفة أن "مزيجاً من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي عودة تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى". وأودت الحرب التي دخلت عامها الثالث بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى نزوح 13 مليون شخص متسببة بأكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. ونزح ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص من ولاية الخرطوم وحدها، لكن أكثر من 34000 شخص عادوا إليها منذ أن استعاد الجيش السيطرة عليها خلال الأشهر الماضية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة. وعاد معظمهم ليجدوا منازلهم مدمرة بسبب المعارك، ومن دون أي إمكانية للوصول إلى مياه نظيفة أو خدمات أساسية. وبحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن أكثر من مليون طفل معرضون للخطر في المناطق التي سُجّل فيها تفشٍ للكوليرا في الخرطوم. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد أدت الصراعات والنزوح الجماعي والكوارث الناجمة عن المخاطر الطبيعية و تغير المناخ إلى تكثيف تفشي المرض، وخاصة في المناطق الريفية والمناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تؤخر البنية التحتية الضعيفة والوصول المحدود إلى الرعاية الصحية العلاج. وقد أدت هذه العوامل العابرة للحدود إلى جعل تفشي الكوليرا أكثر تعقيدا وصعوبة في السيطرة عليه. (فرانس برس، أسوشييد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
موجة تفشٍّ جديدة للكوليرا في اليمن
في ظل تدهور القطاعين الصحي والبيئي في اليمن ، يشهد عدد من المحافظات تفشّياً لمرض الكوليرا وسط صعوبة في حصول المرضى على العلاجات اللازمة أُصيب الفتى أحمد إبراهيم (16 عاماً) بأعراض لم يعهدها من قبل، فقررت أسرته نقله إلى المستشفى الجمهوري التعليمي العام في تعز جنوب غرب اليمن، ليتبين أنه مصاب بمرض الكوليرا، ويُضاف اسمه إلى آلاف حالات الإصابة التي تم تسجيلها في اليمن منذ بدء العام الجاري. يقول لـ "العربي الجديد": "عانيت من إسهال مائي حاد، وقيء، ثم أصبت بجفاف شبه تام، مصحوباً بدوار وغثيان، وشعور ببعض التشنجات. توجهت إلى طبيب قريب من منزلنا لكنه لم ينجح في تشخيص مرضي، ولاحظت أن حالتي تزداد سوءاً ليتم إسعافي إلى المستشفى الجمهوري في تعز. شخصت بالإصابة بالكوليرا، وأخبرنا الطبيب أنه في حال تأخر إسعافي، كان من الممكن أن أفقد حياتي نتيجة الجفاف الذي أصابني". تشهد المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، وتلك الواقعة تحت سيطرة أنصار الله (الحوثيين)، انتشاراً مقلقاً للمرض، في ظل تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار منظومة الصرف الصحي ، وانتشار القمامة داخل المدن، وطفح مياه الصرف الصحي، واستمرار موجات النزوح الداخلي الناتجة عن الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. وعلى الرغم من أن الإحصائيات تشير إلى تسجيل أعداد كبيرة جداً من الإصابات، تفيد التقديرات بأن العدد الفعلي أكبر بكثير من المعلن، نتيجة الصعوبات التي يواجهها المرضى في الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية. تقول الطبيبة مروى عبد الحكيم، لـ "العربي الجديد"، إن "هناك موجة تفشٍّ كبيرة لمرض الكوليرا، وقد زادت أعداد الإصابات خلال الأيام الأخيرة بسبب أزمة المياه التي تشهدها تعز، ما جعل السكان يبحثون عن المياه، وغالباً ما يحصلون على مياه ملوثة، خصوصاً في مخيمات النزوح والأحياء الفقيرة. وتعد المياه الملوثة السبب الأبرز للإصابة بالكوليرا، بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي والمجاري في الشوارع والأحياء السكنية". تضيف أن "قلة الوعي الصحي تساهم كثيراً في انتشار المرض، عدا عن صعوبة تشخيصه من المريض وأسرته، إذ لا يمكنهم التفريق بين أعراض الكوليرا وأعراض الإسهال الطبيعي. وفي بعض الأحيان، تتساهل العائلات في كيفية الوقاية من المرض من جراء عدم إدراك خطورته". وتوضح أنه "يجب على الأسر تجنب المياه الملوثة والمكشوفة، ومياه الصرف الصحي، وبعض الأطعمة النيئة كالأسماك، والفاكهة والخضار غير المقشرة، وغيرها". صحة التحديثات الحية الكوليرا في اليمن... 12.942 إصابة في الثلث الأول من 2025 وتأتي موجة انتشار الكوليرا في ظل ضعف كبير في القطاع الصحي في اليمن، خلال فترة الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، ما أثر على البنية التحتية للمؤسسات الصحية. وقد تعرض الكثير منها للتدمير الكلي أو الجزئي، بالإضافة إلى ضعف الخدمات التي تقدمها المؤسسات الصحية في البلاد. عوامل ساهمت في غياب الإجراءات الوقائية للمؤسسات الصحية في مواجهة انتشار الكوليرا. كما تغيب حملات التلقيح وتنعدم حملات الرش الوقائية. يقول نائب وزير الصحة في الحكومة المعترف بها دولياً، عبدالله دحان، لـ "العربي الجديد"، إنه "خلال 21 أسبوعاً منذ بداية العام الجاري، تم تسجيل 5730 حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد، وحالة وفاة في المحافظات المحررة". يضيف أن المحافظات التي سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد هي لحج والحديدة وتعز. أما عدد المديريات التي تم الإبلاغ فيها عن الإسهال المائي الحاد فيها، فهو 30 مديرية من إجمالي المديريات، أي بنسبة 22.9%. يمنية مصابة بالكوليرا تتلقى العلاج، 21 أغسطس 2024 (خالد زياد/فرانس برس) ويقول دحان إنه منذ الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي وحتى 26 مايو/ أيار الجاري، تم تسجيل 152 حالة مؤكدة بالفحص الزراعي، و872 حالة مؤكدة بالفحص السريع. وبلغ إجمالي عدد العينات المرسلة إلى المختبر 630 عينة، ووصلت نسبة النتائج الإيجابية إلى 24.1% أي 128 حالة، كما أن هناك 872 حالة مؤكدة بالفحص السريع من أصل 1538 حالة أي بنسبة 56.6%". يضيف أن المحافظات التي سجلت أكبر عدد من الحالات المؤكدة هي شبوة (42 حالة بنسبة 27.6%)، وعدن (38 حالة بنسبة 25%)، ولحج (34 حالة بنسبة 22.3%)، وتعز (27 حالة بنسبة 17.7%). ومن إجمالي الحالات المؤكدة، هناك حالة وفاة واحدة من مديرية تبن في محافظة أبين. كما يشير دحان إلى أنه "خلال الأسبوع الأخير، تم تسجيل 559 حالة مشتبهاً بإصابتها بالإسهال المائي الحاد، وسجل أكبر عدد من الحالات في محافظات أبين وعدن ولحج". ويوضح دحان أن سبب تفشّي الكوليرا هو ضعف البنية التحتية، وتردي خدمات الصرف الصحي، وانقطاع المياه والكهرباء، لافتاً إلى أنه تم فتح تسعة مراكز استقبال وعلاج في حضرموت، ومأرب، وتعز، وعدن، ولحج، وأبين، وشبوة، والضالع، والحديدة، بالإضافة إلى تنظيم حملة توعية صحية. يضيف: "أطلقنا العام الماضي حملة في 34 مديرية، على أن نعمل بعد عيد الأضحى في الحديدة ولحج". صحة التحديثات الحية 70 وفاة جراء الكوليرا في الخرطوم خلال يومين وتعمل فرق الترصد والاستجابة السريعة، التابعة لوزارة الصحة العامة والسكان في الحكومة المعترف بها دولياً، على رصد الحالات، ويتمثل دورها بعقد اجتماع لفريق القوى والمهام في وزارة الصحة العامة والسكان، مع إشراك وزارة المياه والبيئة، ورصد الحالات والإبلاغ عنها، وجمع وتحليل البيانات، ونشر التقارير والتحليلات لتقديم تقرير يومي للجهات المعنية، وإعداد التقرير الأسبوعي الوبائي لمرض الكوليرا، وتفعيل غرفة العمليات في المحافظات الخاصة بالترصد، ورفع تقرير يومي لحالات الإسهال في المحافظات، ووضع آلية نقل العينات لحالات الكوليرا، ووضع خطة توزيع الفحوصات السريعة للمراكز الصحية وفرق الاستجابة، وقيام فرق الاستجابة بعمل ميداني. إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية، في تقرير أصدرته الأسبوع الماضي، إنه جرى الإبلاغ عن 12.942 إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، وعشر وفيات خلال الفترة ما بين الأول من يناير/ كانون الثاني و27 إبريل/ نيسان الماضيين. وأشار التقرير إلى أن عدد الحالات التي تمّ الإبلاغ عنها في اليمن خلال شهر إبريل وحده، وصل إلى 1352، وتضمن حالة وفاة واحدة، بزيادة 6% عن مارس/ آذار الذي شهد 1278 إصابة جديدة من دون تسجيل وفيات.