
الأصدقاء والأعداء
إن هؤلاء 'الأعراب' لم يكتفوا بصداقة عدو المسلمين الدائم، وهم اليهود الصهاينة، بشهادة القرآن الكريم: 'لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا'، ولكنهم سارعوا إلى استرضاء هؤلاء الصهاينة ومن غير طلب، ما جعل بعض اليهود، الذين قال فيهم القرآن الكريم: 'ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون'، يستهجنون سلوك هؤلاء 'الأعراب'، ويحتقرونهم، لأن من خان قومه فهو لغيرهم أخون…
يفترض، بحسب مقولة هذا الإمام الحكيم، الذي نشأ على عيني ذي الخلق العظيم، سيدنا محمد- عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- أن يكون هؤلاء 'الأعراب' إلى جانب إخوانهم في فلسطين، من غير أن يستنصروهم، فما بالك وهم يستصرخون حتى سمع صراخهم الجوامد من الكائنات.
لقد كان 'أعراب' الجاهلية أكثر فقها وأسلم فَهْمَا، وَأَسَدَّ عقلا من 'أعراب' اليوم. فقد جاء في أمثال أعراب الأمس: 'انصر أخاك ظالما أو مظلوما'..
وعندما جاء رسول الهدى- عليه الصلاة والسلام- أبقى على منطوق المثل. فسئل: ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ فَقَيَّد المثل بقوله: 'تحجزه عن الظلم'.
إن بعض هؤلاء 'الأعراب' لم يكتفوا بصداقة الذي ما من عداوته بد، ولكنهم- لسوء عرقهم- تجاوزوا ذلك إلى نصرة هذا العدو، الذي ضجت لظلمه وفساده الأرض والسماء، وما فيهن وأكثر من فيهن، فكأنهم بذلك يشاقون الله ورسوله وصالح المؤمنين وأحرار العالم.
إن سلوك هؤلاء 'الأعراب' ينفي انتسابهم إلى العروبة، وإن تزيّوا بأزيائها، ويسقط عنهم الانتماء إلى الإسلام وإن تمظهروا بمظاهره، 'وإذا طاب أصل المرء طابت فروعه'. والأعجب، أن هؤلاء 'الأعراب' يزعمون أنهم 'أشرف العرب'، ولا يكادون يبينون إذا تكلموا ويدعون أنهم 'أتقى المسلمين'، ولا يطبقون من الإسلام إلا 'تناكحوا تناسلوا'، إلى درجة أنهم لا يعرفون أسماء زوجاتهم وأبنائهم..
إنه لا معنى لبقاء هؤلاء 'الأعراب'، في هذا 'الهيكل' المسمى 'جامعة الدول العربية'، ولينف العرب الأشراف خَبَثَ هؤلاء الأعراب، وليتبرؤوا منهم، فهم عار على العرب وسُّبة في وجه الإسلام، الذي ينفّرون منه غير المسلمين، ويا ويلهم يوم يرون الجحيم، ويلقون المعاذير، فيقال لهم: 'اخسؤوا فيها ولا تكلمون'. عياذا بالله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 2 ساعات
- الشروق
الوباء المدخليّ.. بين وفاة 'ربيع' وكلمة 'أبي عبيدة'!
قد كان يُغنينا عن إعادة الكلام في الطائفة المدخلية أنّ طوفان الأقصى قد عرّاها وأسقط آخر الأوراق التي كانت تتستّر بها ودحض الحجج التي تسوّغ بها تماديها في محاولة إشغال الأمّة بقضايا وصراعات هامشية عن قضاياها الكبرى ومعاركها الفاصلة، حين انكشف للأمّة جميعا كيف أنّ شيوخ هذه الطّائفة تخندقوا في صفّ الصهاينة، ووجّهوا حرابهم إلى أولياء الله المجاهدين في غزّة وجنده المرابطين في الأرض المباركة، وأعادوا سيرة 'عبد الله بن أُبيّ بن سلول' الذي خذل المسلمين في غزوة أحد وانسحب بثلث الجيش، متحجّجا بأنّ محمّدا لم يستشرهم في القتال وأنّ مواجهة الجيش المكيّ سيعرّض أهل المدينة للقتل! كان يغنينا الاكتفاء بهذه الفضيحة المدوية التي توّجت سلسلة فضائح مشابهة في مواقف شيوخ هذه الطائفة من كلّ عدوان تتعرّض له الأمّة بيَد أمريكا وجُنودها وعملائها، لكنّ القوم عند وفاة شيخهم الأكبر ربيع المدخلي، عادوا ليرفعوا رؤوسهم ويشحذوا ألسنتهم، ويمتحنوا الأمّة بأصول منهجهم وبالولاء التامّ لشيوخهم، ويقدّموا أنفسهم على أنّهم الممثّل الحصريّ للإسلام وأنّ شيوخهم هم شيوخ الإسلام وأئمّة الدّين والفيصل في معرفة الحقّ من الباطل! ثمّ زادوا الطّين بلّة، حينما تداعوا للردّ –بزعمهم- على الكلمة الأخيرة لأبي عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدّين القسّام، التي حمّل فيها الأمّة عامّة وقادتها وعلماءها خاصّة مسؤولية ما يجري على شعب غزّة من تجويع وتشريد وإبادة، وتمادوا في ذمّ أبي عبيدة ومن خلفه كتائب العزّ وفي تبرير خذلان علمائهم للمسلمين في غزّة، وقلّبوا الأمور! ولم يكفهم تفضيل القاعدين على المجاهدين خلافا لقول الله –تعالى-: ((لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا))، حتّى راحوا يدافعون عن الشياطين النّاطقة من شيوخهم الذين شرعنوا القعود والتطبيع وسكتوا عن المنكر، وطعنوا في المجاهدين الثّابتين ورموهم بالجهل والتهوّر والتسبب في قتل الأبرياء! معركة خاسرة لصالح شيخ الفتنة والخذلان! قد كان كافيا أن يترحّم المداخلة على شيخهم 'ربيع' ويسألوا له العفو والمغفرة، لكنّهم -بحجّة الردّ على من فرحوا بوفاة شيخهم- تمادوا في غلوّهم حتّى رفعوا كبيرهم الذي علّمهم الطّعن في المصلحين والمجاهدين إلى مصافّ أئمّة المسلمين، وزعموا أنّ الأمّة قد ثكلت بفقده! وراحوا يمتحنون النّاس ويصنّفونهم بحسب موقفهم من 'ربيع'، وكأنّ الأمر يتعلّق بوفاة عالم من العلماء الربانيين الذين وصفهم ربّهم بقوله: ((الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّه))! بل قد بلغ الغلوّ بواحد من مداخلة الجزائر أنّه دبج قصيدة في الدّفاع عن شيخه، تنضح بالغلوّ، كان ممّا قاله فيها: 'أمّا 'الربيع' فكلّ حيّ دونه * صلّى الإله على الرّبيع وسلّما'! وهو في صدر بيته هذا يزعم أنّ شيخه 'ربيع المدخليّ' أفضل الأحياء المعاصرين، وهو ما لا يوافقه عليه حتّى ندماؤه في الطّائفة، حيث يعتقدون أنّ المدخليّ هو –في أحسن أحواله- دون 'صالح الفوزان' و'عبد المحسن العبّاد'.. وفي عجز بيته يصلّي ويسلّم على شيخه، لكأنّه نبيّ من الأنبياء! وحين أنكر عليه بعض أصدقائه صنيعه، راح ينقل الفتاوى التي تجوّز الصّلاة والسّلام على غير الأنبياء من المؤمنين! مع أنّها فتاوى تشترط أن يقصد بذلك الدعاء لا الإخبار، ولا يتخذ ذلك شعارا! والعجيب أنّ القوم يرفضون أن يلحق اسم علي بن أبي طالب –رضـي الله عنه- بـ'عليه السّلام' بحجّة أنْ لا دليل على التخصيص، وأنّ ذلك –حسبهم- شعار لأهل البدع! هذا الغلوّ الذي بلغه المداخلة في شيخهم، ليس وليد اليوم، فهو قد كان في حياة شيخهم، حتى بلغ الأمر ببعضهم أنّه نسب 'ربيع المدخليّ' إلى العصمة في المنهج، استنادا إلى تصريح قال فيه 'ربيع': 'أنا لستُ معصوما، لكنّي لا أعلم لي خطأ في المنهج'!.. حتى لم يعد بينهم من يجرؤ على تخطئة ربيع في قضية منهجية أو مراجعته في حكم أطلقه على ضحاياه المجروحين والمغضوب عليهم والمطرودين من رأفة ربيع! وقد تجدهم يتقاتلون فيما بينهم وتصل معاركهم إلى كسر العظم، لكنّهم جميعا يتمسّحون بربيع المدخليّ، وكلّهم يدّعي أنّه الأولى به والأقرب إليه من غيره! ومن نماذج غلوّهم ما قاله محمّد بن هادي المدخلي في ربيع المدخلي، قبل أن يجرّحه الأخير ويشرّد به!، قال: 'الذي يأتي إلى مكّة، ولا يحرص على زيارة الشيخ، وليس عنده شيء يمنعه، فهو مغموص'! والعجيب أنّ مثل هذا الكلام لا يقوله المداخلة عن زيارة سيّد الورى –صلّى الله عليه وآله وسلّم-، حيث يرون السّلام عليه مستحبا، لا يعاتب تاركه ولا يتّهم بالجفاء! أمّا محمّد عمر بازمول، أحد رؤوس المداخلة وغلاة الطّاعة في السعودية، فقد كان يصف ربيع المدخلي بالمجاهد وإمام أهل السنّة في زمانه! مع أنّ ربيعا نفسه كان يُظهر عدم الرضا عن تلقيبه بـ'إمام أهل السنّة'! وذهب 'البازمول' بعيدا ليقول عن 'ربيع' إنّه 'صار آية من آيات الله في العلم والحكمة والسنّة'! وأمّا سالم الطّويل، المدخليّ الكويتيّ، المشهور بتطاوله على كتائب العزّ في غزّة، فقد كتب في العام 1431هـ مقالا عنوانه: 'كاد الشيخ ربيع أن يكون بدريا'!، وأعاد طرحه في كلمة مرئية أياما بُعيد وفاة ربيع! وأمّا المدخليّ المصريّ محمد عبد الوهاب البنا، فقد قال عن 'ربيع': 'نحن نستدل على سلفية الإنسان واستقامته في هذا الزمان بحب ربيع'! إنّ المرء ليعجب –حقيقة- من جرأة هؤلاء المداخلة الذين جعلوا من أصول منهجهم: إعلان النّكير على الغلوّ في الأولياء والشّيوخ! يعجب من جرأتهم على رفع شيخهم إلى مصاف العلماء الربانيين، في مقابل جرأتهم على إسقاط كلّ من سخط عليه شيخهم أو خالف منهجه، ولو انتسب إلى السلفية وترضى عن أكابر علمائها! فما الذي وجدوه في ها الشّيخ حتّى يرفعوه إلى الجوزاء ويجعلوه فيصلا بين الحقّ والباطل؟! هل وقف 'ربيع' في الأمّة مواقف العلماء الربانيين في وجه أمراء الجور، فامتحن بذلك وأوذي وسجن، فأذهل الأمّة بثباته؟ هل امتحن في قضية من قضايا الدّين الأساسية، فثبت على كلمة الحقّ فيها واستعذب الأذى في سبيلها؟ هل ترك مؤلّفات يذود بها عن حياض الدّين وقضاياه الكبرى التي رام الاستعمار العالمي وعملاؤه تبديلها وتحريفها؟ هل ثبت ثبات الجبال الراسيات في الانتصار لقضية فلسطين في وجه المطبّعين والبائعين؟! هل أخرج فتوى واحدة في المدلهمّات التي مرّت بالأمّة في نصف القرن الأخير، خالف بها أهواء ولاة الأمر الذين عُرفوا بالمسارعة في إرضاء اليهود والنصارى؟! هل ترك كتبا يواجه بها فتنة الإلحاد المعاصرة؟ هل ألّف في مواجهة العلمانية المعاصرة وفضح مآربها وكشف خططها ومخطّطاتها؟! هل ألّف في مواجهة سيل الشبهات الذي فتحت له الأبواب على مصاريعها في هذا الزّمان؟! معارك الشّيخ جُلّها هي داخل الصفّ الإسلاميّ، في مواجهة مسلمين هم في أسوأ الأحوال قد أرادوا الحقّ فأخطؤوه! وقد كان منهجه سببا في فتنة هوجاء بين المسلمين لم يسلم منها بلد ولم تنجُ منها بلدة، بل إنّ فتنته قد طالت الطّائفة التي يتباهى بالانتساب إليها ويزعم تمثيلها 'السلفية' التي تشرذمت بسببه تشرذما لم تعرفه 'السلفية الإصلاحية' طوال تاريخها! ولو اقتصر الخلاف والصّدام على التراشق اللفظي بين المنتمين إلى هذه الطّائفة، ما هان الأمر في مثل هذا الزّمان العصيب، كيف وقد بلغ إلى حدّ الطعان واللّعان بين أبناء الطّائفة الواحدة! لو اقتصرت معارك ربيع وحزبه الآثم على الدّعاة والعلماء والمصلحين الذين يفسدون راحة 'ولاة الأمر' ما هان الأمر، كيف وقد وصلت معاركه إلى أعراض المجاهدين الذين يفسدون راحة الصهاينة والصليبيين، بالنيابة عن الأمّة؟! فلم يسلم منه الأفغان الذين حاربوا الأمريكان، حين أجلب عليهم بتجريحاته ووصفهم بالقبوريين والإخوان المسلمين، وسفّه جهادهم، وهو الذي كان قبل ذلك يباركه حينما كان ضدّ الرّوس، ولم يسلم منه العراقيون الذين وصف جيشهم بـ'الملحدين' وشرعن للاستعانة بالصليبيين عليهم! والأنكى من هذا، أنّ سهامه المسمومة طالت المرابطين في الأرض المقدّسة، ومباضعه قد بلغت خواصر المجاهدين الذين يقارعون الصهاينة نيابة عن الأمّة، حيث وصف جهادهم بأنّه 'فارغ' وفاشل، وأنّه في صالح اليهود والنصارى! وأنّهم تسبّبوا في ذبح أبناء المسلمين! وفي المقابل أثنى على اليهود وقال إنّ 'عندهم شيئا من الأخلاق'، وإنّهم 'فتحوا للفلسطينيين الجامعات، وأعطوهم الصحف، وتركوا لهم الحرية في تدينهم، وفي مساجدهم وجامعاتهم'! فهل هذا هو الجهاد الذي يقصده المداخلة، حين يصفون شيخهم بأنّه مجاهد؟! نعم هو 'مجاهد'، لكن، في أعراض العلماء والدّعاة والمصلحين، وفي خواصر المرابطين والمجاهدين الذين وصفهم رافع راية حزبه في مصر 'محمّد سعيد رسلان' بأنّهم صناعة يهودية، وأنّهم روافض المشرب! إنّ ما قدّمه شيخ المداخلة وحزبه للصّهاينة والصليبيين، لم يكونوا يحلمون به! لذلك أوصى مركز مكافحة الإرهاب التابع لأكاديمية 'ويست بوينت' العسكرية الأمريكية، في تقرير له صدر في شهر فيفري عام 2006م، بالاستفادة من فكر المدخليّ المناوئ للمقاومة، وأكّد على أن يكون الدعم بشكل غير معلن، عبر تمويل منشورات جماعة المدخليّ وتوسيع حضورها التعليمي والدعوي! وكيف لا توصي المخابرات الأمريكيّة بدعم المدخليّ وحزبه الباغي، وهو الذي يصرّح بعض أتباعه من دون حياء بما مضمونه أنّ تعلّم التنزّه من البول أهمّ من الاهتمام بقضية فلسطين! فلم يعد مستغربا بعد هذا أن نسمع الناطق العربي باسم الجيش الصهيوني 'أفيخاي أدرعي' يتكلّم في كلّ مرّة بلسان مدخليّ مبين، وهو يستدعي أدبيات المداخلة ليحاجج بها 'حماس' ورجال المقاومة الذين يصفهم بالخوارج ويتّهمهم بالتسبّب في سفك الدّم الفلسطينيّ! الرمضانيّ يناطح أبا عبيدة! بُعيد الكلمة الأخيرة التي حرّك بها الناطق باسم كتائب القسّام أبو عبيدة قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأسال مدامع ملايين المسلمين الذين لا يجدون حيلة لنصرة إخوة الدّين في غزّة ولا يهتدون سبيلا، خرج المدخليّ الجزائريّ المقيم في السعودية 'عبد المالك رمضاني'، يوم السّبت الماضي (19 جويلية 2025م) بمقطع فيديو مدّته 4 دقائق، نشره على صفحته، يتشبّع فيه بالردّ على أبي عبيدة، متّهما إياه بنصب العداوة للعلماء الذين يسعى لإسقاطهم لأنّهم –حسب رمضاني- العدوّ الأوّل لحماس! فلم يزد رمضاني على أن ردّد التهم التي ما فتئ التيار المدخليّ يوجّهها لكتائب المقاومة في غزّة بعد طوفان الأقصى، مثل أنّهم دخلوا المعركة من غير استشارة العلماء، وتسببوا في قتل الآلاف من الأبرياء، وأضفى عليهم الرمضانيّ وصفا جديدا أنّهم عوام جهّال! وزاد لهم تهمة جديدة أنّهم يحاولون 'مسح السكين' في نخبة الأمة الإسلامية 'العلماء'، ووصف ما يفعلونه بأنّه 'فوضى جهادية'! ولم ينس الرمضاني –على عادة شلّته- أن يشكّك في الاختراق الكبير والتاريخيّ الذي حقّقته كتائب العزّ ضدّ الكيان المحتلّ في السابع من أكتوبر 2023م، ويشير بطرف خفي أنّه مؤامرة صهيونيّة مخطّط لها! وهو (أي الرمضاني) الذي كان قبل مدّة قصيرة يعترف بأنّ المداخلة الذين يختلفون معه ويجرّحونه مخترقون من طرف المخابرات العالميّة، وضرب لذلك مثلا بقصة رواها له اثنان من طلابه، حيث قال الرمضاني: 'زارني اثنان من الطلبة الرُّوس (!)، كانا قد درسا عندي بعض المتون، روى لي أحدهما أن أحد الروس الذين كانوا قد استقاموا (تمدخلوا)، ناداه رجل من المخابرات الروسية، ليسأله: هل تعرف علي الحلبي ورجلين سماهما له من الروس؟ أجاب الرجل: أما علي الحلبي فلا أعرفه، وأما الروسيان فأعرفهما، وهما على خير. وهنا سأله رجل المخابرات: لكن فلانا (من جماعة التجريح الروسية) قد جرح هؤلاء الثلاثة! قال: لكني لا أعرف عنهما إلا الخير، وهذا القائل مسؤول عن نفسه وعما يقول! وأنا لا أعرف عنه إلا الخير. قال رجل المخابرات الروسية: أليس الجرح المفسر أولى من التعديل العام؟!'. وفي هذه القصّة يعترف الرمضانيّ –ضمنيا- أنّ 'علم الجرح والتعديل' على مذهب ربيع المدخليّ، أصبح مهوًى لأفئدة المخابرات العالميّة، توظّفه في التنفير ممّن يواجهون مخطّطاتها! ومع ذلك لا يجد الرمضانيّ -الذي يشكو بغي حدادية المداخلة عليه- من حرج في أن يوظّف 'الجرح والتعديل المخابراتي' للنّيل من رجال الجهاد والمقاومة في غزّة الذين أرّقوا ليل الصّهاينة وأوليائهم! أمّا عن تهمة الرمضانيّ لرجال الأمّة أنّهم يريدون إسقاط العلماء، فهذا وسام شرف يعلّقه الرّجال على صدورهم، أنّهم فضحوا للأمّة من كانوا يتستّرون خلف 'العلم' ليبثّوا الوهن والخور في أركان الأمّة، ويعبّدوها لمن أخلدوا إلى الأرض وباعوا دينهم ودين الأمّة ودنياها بعروشهم! أمّا العلماء الربّانيون الذين يقولون الحقّ ولا يخافون في الله لومة لائم، فإنّ رجال المقاومة يكنّون لهم كلّ الاحترام ويرجعون إليهم في المعضلات، منهم من هو في صفوف المقاومة يجاهد بالعلم والبندقية، ومنهم من هو خارجها يجاهد بلسانه وقلمه. إن كان الرمضانيّ يقصد بالعلماء الذين يريد أبو عبيدة إسقاطهم، أولئك القابعين في مكاتب الاستفتاء الموجّهة والمستنفَرة، المنشغلين بفتاوى الطّهارة وفقه الطّاعة في زمن التّدافع، فإنّ الله –تعالى- قد أسقطهم في كتابه، قبل أن 'يُحاول' أبو عبيدة إسقاطهم، حين قال –جلّ شأنه-: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (البقرة: 174). قريبا تتطهّر الأمّة من الرّجس المدخليّ! لقد أبى هؤلاء المداخلة، إلا أن يستدعوا مشروع عبد الله بن أُبيّ بن سلول، لنشر الفتن والقلاقل في صفوف الأمّة، وتخذيل المسلمين عن واجب نصرة إخوانهم المجاهدين في فلسطين، بذات الحجج والمبرّرات التي كان يسوقها ابن أُبيّ عندما كان يخذّل عن جهاد اليهود والمشركين! بل ها هم يسيرون على درب أبي رغال في دلالة الأعداء على حرمات المسلمين وعلى رجال المقاومة! أبو رغال دلّ الأعداء على طريق الكعبة المشرّفة، وهؤلاء الأنذال يحاولون كشف ظهور المجاهدين للأعداء بالطّعن فيهم والتخذيل عنهم والتنفير منهم! ولكن، ولله الحمد، ورغم كلّ ما يقع على المسلمين من بأساء وضرّاء، وما تعانيه الطائفة المنصورة من خذلان وتآمر، إلا أنّ الأبطال لا يزالون يصنعون المعجزات ويثخنون في الصهاينة ويربكون مَن خلفهم من المطبّعين والمتآمرين، وحتى أشباه العلماء والدعاة الذين ينتظرون على أحرّ من الجمر سقوط راية المجاهدين، ليقولوا: ألم نقل لكم إنّه لا طاقة لنا بقتال اليهود؟! ولعلّ من أجلى بركات جهاد المجاهدين أنّه كشف للأمّة حقيقة الأنظمة المتواطئة مع الصهاينة، وعرّى أشباه العلماء الذين أخلدوا إلى الأرض وباعوا دينهم بدنيا أوليائهم المطبّعين والمسارعين في إرضاء الصّهاينة والأمريكان، كما أسقط كلّ وراق التوت التي كانت تتستّر بها الطائفة المدخلية، وفضح مآربها الخبيثة، وبقي الآن دور 'الزّمن' ليسقط هذه الطّائفة فتصير أثرا بعد عين. الأمّة تمرّ بمخاض عسير، ولكنّها عمّا قريب -بإذن الله- سيُمكّن لها بعد أن تتطهّر من رجس المرجفين والخائنين، ومنهم المداخلة!


الخبر
منذ 19 ساعات
- الخبر
الصراعات العرقية وموقف الإسلام منها
نتابع، بكل أسف، ما يجري هذه الأيام في منطقة السويداء السورية من تقاتل عرقي طائفي بين الدروز والقبائل العربية تغذيه قوى الاستعمار والصهيوينة العالمية لمآرب وحاجات في نفوسهم، مما يتطلب من الشعب السوري الشقيق اليقظة والتفطن لما يحاك عليه من مؤامرات ومخططات لتفتيت وحدته الترابية والسياسية والاجتماعية. كتب المستشرق المشهور، برنارد لويس (وهو يهودي صهيوني متعصب) رسالة الدكتوراه حول طائفة 'الحشاشين'، وهي طائفة منشقة عن الإسماعيلية الشيعية، وكان يرى في تمزيق المنطقة العربية والإسلامية، طائفيا وعرقيا، استجابة طبيعية لدواعي التاريخ والجغرافيا والثقافة والتراث. وكان يرى في هذا التفكيك خدمة كبرى للمشروع الصهيوني وضمانة أساسية لبقاء 'إسرائيل' القائمة على فكرة يهودية الدولة، في بيئات طائفية وعرقية مشابهة. ويقع كثيرون ضحية كتابات المستشرقين ومن تبني أفكارهم من مؤرخي العرب والمسلمين المعاصرين في تشويه صورة التاريخ الإسلامي للمنطقة، وفي تصويره باعتباره تاريخ حروب ونزاعات وصراعات عرقية وطائفية؛ لأن هؤلاء يتعمّدون التركيز على التاريخ السياسي، وعلى صراع البيوتات الحاكمة، ويبحثون عن مواطن الخلاف فيضخمونها وينفخون في نارها. الطائفية ليست بدعة إسلامية، بل إن الإسلام يعلن براءته منها ومن دعاتها، من خلال آيات عدة، منها قوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون}. والإسلام يعترف بوجود الاختلاف بين البشر، قال تعالى: {إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}. ورفض الإسلام الإكراه في الدين، ووفر الحماية والرعاية لأتباع الديانات الأخرى، وأعطاهم كامل الحقوق. وكانت هناك تعليمات لإدارة الخلاف بين المسلمين أنفسهم، يقول عز وجل: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}، وقوله سبحانه: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}. وكان من المعروف في مدارس الفقه الإسلامي أن المسلم لا يُكفَّر إلا إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو تصرف بطريقة لا تحتمل تفسيرا إلا الكفر. وقد جعل هذا مساحة التسامح والاختلاف بين المسلمين ومذاهبهم واسعة جدا، وتدخل في مسائل العقائد والعبادات والمعاملات. ولسنا ننكر الاختلافات والصراعات، فهذا أمر طبيعي في حركة التاريخ، وفي سنة التداول والتدافع بين الناس. وفي بعض فترات التاريخ الاستثنائية، عانى المسلمون من اضطهاد طائفي ديني، كما حدث لأهل شمال إفريقيا تحت حكم الدولة الفاطمية التي تبنت المذهب الإسماعيلي. إن البيئة العربية والإسلامية شكلت حاضنة تسامح وأمان وتعايش مشترك على مدى قرون طويلة لجميع الطوائف والأديان؛ وأيّ تجاوزات لذلك كانت تأخذ شكل الاستثناء المؤقت والمحدود. لكن الاستعمار الغربي، في السنوات الأخيرة، يقوم مع الأسف بدعم أقليات معيّنة، وكرّس لديها المخاوف من الأغلبية المسلمة، مما دفع بعض زعماء وتيارات هذه الأقليات للاحتماء بالمستعمر، أو طلب ضمانات ومزايا خاصة بهم، تضمن وضعهم الطائفي. إن التعصب الطائفي والمذهبي لا يقتصر على المسلمين ومناطقهم، بل هناك تعصب منتشر في العالم قد يكون مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا أو هندوسيا... وهناك أنظمة عالمية لا تسلم سياساتها من خلفيات دينية وثقافية تتسبب في تأجيج الصراعات، وإن النزاع الطائفي قد يجرّ المنطقة إلى حالة من التمزق والصراعات والتفكيك، لا يستفيد منها سوى أعداء الأمة. حذَّر علماء الإسلام من خطورة آفة الطائفية التي لم توجد في مجتمع إلا ودمرت وحدته وتماسكه، مؤكدين أن الإسلام ينبذها بكل صورها، ويحرم كل سلوك، أو فعل، أو قول، أو فكر، أو رأي يؤدي إلى إثارة الفتنة في المجتمع الإسلامي، ويؤكدون على أن نبذ الإسلام ورفضه للطائفية ودعوته للوحدة يتضح في أسمى صوره في العقيدة والعبادات، فرب المسلمين جميعا واحد، وهم يجتمعون على قرآن واحد وسنة نبوية واحدة وقبلتهم واحدة، والأحكام الشرعية التي تنظم العلاقات بينهم واحدة. وقد حث القرآن الكريم المسلمين في أكثر من موضع على نبذ الطائفية وتجنب التمذهب والتفرق إلى شيع وفرق، وطالبهم بأن يتجمعوا ولا يتفرقوا ويعتصموا بحبل الله استجابة لأمر ربهم في قوله عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..}، وكذلك في قوله تعالى: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}، وبنفس هذه المعاني دعا الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى أن يشد بعضهم بعضا حتى يقووا بتماسكهم وتعاونهم: 'المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا'. لقد دعا الإسلام الحنيف إلى التوحد والترابط، وعدم التنازع، وجمع الكلمة، وتوحيد الصف، والاعتصام بحبل الله، لأن العمل بغير ذلك يؤدي إلى هلاك المجتمع، فضلا عن أن لا بناء ولا نهضة لأي مجتمع بدون ترابط وتوحد بين أفراده.


الخبر
منذ 20 ساعات
- الخبر
وزير ألماني يعتبر الإسلام السياسي تهديدا كبيرا
نظمت 'مجموعة العمل المعنية بالإسلام السياسي' في ألمانيا التي تأسست نهاية عام 2024، وتُعرّف نفسها بأنها 'شبكة متعددة الأحزاب والتوجهات الفكرية'، هدفها كما تقول يكمن في 'التوعية بالتهديدات التي يشكلها 'الإسلام السياسي' على البلاد، ورشة عمل تحت عنوان 'مكافحة الإسلام السياسي'، شارك فيها وزير الدولة في وزارة الداخلية والنائب عن الحزب المسيحي الديمقراطي في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، كريستوف دي فريس. وحظيت مشاركة الوزير دي فريس كشخصية حكومية، باهتمام خاص، لأنها اعتبرت عنوانا محتملا للسياسة القادمة للحكومة الجديدة اتجاه الإسلام والجالية المسلمة في ألمانيا. وركزت الورشة التي نظمتها هذه المجموعة على تأثير ما أطلق عليه 'الإسلام السياسي' على الحياة الاجتماعية، وكراهية المثليين، والضغط على النساء، ومعاداة السامية، والهجمات ذات خلفية إسلاموية. وانتقد دي فريس في كلمته 'عقدين من مؤتمر الإسلام الألماني'، وقال: 'أتفق مع الرأي القائل إن سياسة الإسلام في ألمانيا خلال العشرين عاما الماضية فشلت، ونحن بحاجة ماسة لتغيير مسارها'. وقيّم الإسلام السياسي بأنه 'تهديد جاد وكبير'، وقال إن الأيديولوجيات الإسلاموية 'تتغلغل في ثقافتنا الديمقراطية، ويتم اختراق المساحات الاجتماعية وقمع الحريات الفردية، خاصة حريات النساء والفتيات'. وكشف دي فريس عن رغبته في 'تمثيل مختلف للمسلمين في ألمانيا'، مشددا على أنه لا يمكن 'وجود تعاون' مع جمعيات وهيئات 'تتم إدارتها وتمويلها من الخارج'، أو تتم مراقبتها من قبل موظفي المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا. يشار إلى أن وزير الداخلية الألماني في حكومة المستشارة أنغيلا ميركل، فولفغانغ شويبله (الحزب المسيحي الديمقراطي)، كان أول من دعا إلى 'مؤتمر الإسلام الألماني' نهاية سبتمبر 2006، في مسعى منه إلى 'دمج مسلمي ألمانيا بشكل أفضل من الناحية الدينية والاجتماعية والسياسية'.