
مدارس "أونروا"... إسرائيل تقتحم الصفوف وتطرد التلاميذ والمعلمين
بدأت إسرائيل تنفيذ قراراتها بإغلاق مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في
القدس المحتلة
، ما يهدد مستقبل مئات التلاميذ الذين يشملهم قرار الإغلاق
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن إسرائيل أغلقت ثلاث
مدارس
تابعة لها في
مخيم شعفاط
شمال شرقي القدس المحتلة، وذلك بعد اقتحامها. وعلقت الشرطة الإسرائيلية قراراً باللغة العبرية يقضي بالإغلاق عند مدخل مدرسة واحدة على الأقل، فيما أشارت أونروا إلى توقيف موظف واحد على الأقل من العاملين في صفوفها. ونص أمر الإغلاق على أنه "اعتباراً من 8 مايو/أيار 2025، يحظر على كل مدير، عضو هيئة تدريسية أو ولي أمر، الوجود أو العمل في المدرسة أو المشاركة في فعاليات تعليمية في المدرسة".
يقول مسؤول اللجنة التعليمية في مخيم شعفاط، شاهر علقم، لـ"العربي الجديد"، إن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، برفقة موظفين من وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية (المعارف)، اقتحمت المدارس الثلاث، وأغلقوها بطريقة تعسفية، بعدما التقطوا صوراً للمدرسة وأخذوا بطاقات الموظفين الشخصية وأبلغوهم بمنع استمرارهم في العمل. يتابع: "هذا يوم تاريخي لم نتوقع أن يحدث، خاصّة وأنهم ألصقوا قرارات الإغلاق على أبواب المدارس، ومنحوا الموظفين والتلاميذ مهلة ساعة واحدة للمغادرة".
ويوضح أن "الاقتحام شمل ثلاث مدارس، وطرد 1200 تلميذ وتلميذة من صفوفهم، إضافة إلى 98 موظفاً من معلمين وإداريين وغيرهم، قبل أن تُغلق المدارس بشكل كامل وتُترك فارغة وعليها قرارات الإغلاق". ويبيّن علقم أن هذه الخطوة تمثل تنفيذاً فعلياً لقرار إغلاق المدارس الصادر عن الكنيست الإسرائيلي في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2024، والذي يحظر نشاط أونروا داخل القدس.
وكان يوم أول من أمس قد شهد لقاءً بين ممثلين عن أونروا مع المجتمع المحلي في مخيم شعفاط، بحضور 24 ممثلاً عن دول أوروبية، "لكن للأسف، لم يستطع أحد بعد مرور 24 ساعة من عقد اللقاء أن يتخذ أي خطوة فعلية لوقف القرار"، وفق علقم. ويشير إلى أن "اللجنة التعليمية، بالتعاون مع مركز عدالة القانوني، تقدمت مطلع الشهر الماضي، بالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لوقف هذا القرار، إلا أن الطلب اصطدم بالرفض".
يضيف: "اليوم، لا خيار أمامنا سوى اعتماد التعليم عن بُعد (أونلاين) كبديل مؤقت، رغم أن هذا الخيار لا يلبي حاجات التلاميذ في ظل عدم توفر بنية تحتية ملائمة، كما أن البدائل الأخرى، كالمدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية، مرفوضة من قبلنا وغير متاحة من الأساس، لعدم توفر صفوف لاستيعاب التلاميذ".
أخبار
التحديثات الحية
احتجاجات في الضفة ضد حظر الاحتلال وكالة أونروا
ويطالب علقم الجهات الرسمية الفلسطينية والدولية، على رأسها أونروا، بالتحرك العاجل للضغط من أجل استمرار العملية التعليمية في ذات المدارس التابعة للوكالة فقط، دون البحث عن بدائل غير مقبولة. ويوضح: "نأمل أن يكون هناك تحوّل إيجابي ينقذ العام الدراسي ويضمن حق التلاميذ في
التعليم
".
بدورها، تقول القائمة بأعمال مكتب إعلام وكالة أونروا في القدس والضفة الغربية، عبير إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، إن "الوكالة ستكون لها خطوات لمواجهة القرار الإسرائيلي، وتحرّكاً قريباً بهدف إنهاء العام الدراسي للتلاميذ بموعده، كما أن هناك حراكاً جارياً لمتابعة هذا الموضوع، ليس فقط على مستوى أونروا بل أيضاً على مستوى منظومة الأمم المتحدة".
تضيف إسماعيل: "نحن أصلاً جهة تابعة للأمم المتحدة، ولذلك يُفترض أن تكون هناك متابعة جدية من المنظمة الأممية حيال ما يحدث، خاصة في ظل استمرار الرفض الإسرائيلي لوجود الوكالة في القدس. السلطات الإسرائيلية لم تكتفِ بإغلاق ثلاث مدارس، بل وضعت قرارات إغلاق على أبواب جميع المباني الستة التابعة للوكالة في مخيم شعفاط والقدس الشرقية المحتلة".
جيش الاحتلال قرب مدرسة تابعة لأونروا في مخيم شعفاط، 8 مايو 2025 (أحمد غرابلي/فرانس برس)
وتوضح إسماعيل: "نأمل أن تكون هناك استجابة دولية فاعلة، خاصة أن بعض المواقف الدولية التي عبّرت عن رفضها للقرار لا تزال في إطار الشجب، ويُفترض أن تُترجم هذه المواقف إلى خطوات عملية، لا سيما لتجميد القرار على الأقل إلى حين الانتهاء من العام الدراسي الحالي". وتشير إلى أنهم "اضطروا إلى إخلاء مدارس الوكالة بالقدس في سلوان وصور باهر ووادي الجوز بعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمدارس صباحاً، واحتجازها موظفي الوكالة داخل المدارس، وقد اضطررنا إلى إخلاء الطلبة والعاملين في مدارس الوكالة من أجل حمايتهم".
كما تبين إسماعيل أن "القرار الإسرائيلي يُعد انتهاكاً واضحاً للحقوق الأساسية، وفي مقدمها الحق في التعليم، وهو يمسّ شريحة كبيرة من التلاميذ اللاجئين، إذ يبلغ عدد التلاميذ المسجلين رسمياً في مدارس أونروا التي يشملها القرار نحو 800 تلميذ وتلميذة، بينهم 550 في مخيم شعفاط، و250 موزعين على المدارس الأخرى تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 15 عاماً، باتوا جميعاً مهددين بفقدان حقهم في التعليم". تتابع: "تندرج الأوامر الإسرائيلية ضمن التشريعات المناهضة لأونروا الصادرة عن الكنيست الإسرائيلي، رغم أن مدارس الوكالة تتمتع باستقلالية تشغيلية وحصانة بموجب القانون الدولي، وإسرائيل مُلزمة بحمايتها، تماماً كما تلتزم بحماية موظفي الأمم المتحدة ومرافقها الأخرى في جميع الأوقات".
طلاب وشباب
التحديثات الحية
إغلاق مدارس أونروا... استهداف للتعليم واللاجئين في القدس
وفي بداية إبريل/ نيسان الماضي، تقدمت اللجنة التعليمية في مخيم شعفاط بالتماس رسمي أمام المحكمة الإسرائيلية عبر مركز "عدالة" حول قرار الإغلاق، لكنها لم تتلقَ أي رد حتى الآن. ومع تزايد الضغط، وصلت تهديدات مباشرة إلى المعلمين تحذرهم من الذهاب إلى المدارس بعد انتهاء المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال للإغلاق، التي انتهت أمس الخميس.
وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، صدّق الكنيست الإسرائيلي على قانونين يمنعان أونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما يقضي بسحب الامتيازات والتسهيلات المقدمة لها، ومنع أي اتصال رسمي بها، ودخلا حيّز التنفيذ في 30 يناير/ كانون الثاني 2025.
وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى أونروا شاركوا في هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما أكدت أونروا الحياد وتمسكها بمواصلة عملها ورفضها الحظر الإسرائيلي. وتقدم أونروا المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان والأردن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
أونروا: 90% من سكان غزة أجبروا على الفرار من منازلهم
أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، بأن نحو 90% من سكان غزة أجبروا على الفرار من منازلهم منذ بدء الحرب . وقالت أونروا، في منشور على "إكس" اليوم، إنه "في عام 1948، نزح أكثر من 700 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم. هذه الأحداث تعرف باسم النكبة ". وأضافت أنه "بعد 77 عاماً، لا يزال الفلسطينيون يشردون قسراً". وأشارت إلى أنه "منذ بدء الحرب في غزة، أجبر نحو 90% من السكان على الفرار من منازلهم. البعض شُرِّدوا 10 مرات أو أكثر". In 1948, more than 700,000 Palestinians were displaced from their towns and villages. These events are known as the #Nakba . 77 years later, Palestinians continue to be forcibly displaced. Since the war in #Gaza began, about 90% of the population have been forced to flee their… — UNRWA (@UNRWA) May 15, 2025 ويأتي هذا قبل أيام من تحذير الأمم المتحدة من استخدام المساعدات "طُعماً لإجبار السكان على النزوح". جاء ذلك على لسان المتحدث باسم يونيسف، جيمس إلدر، الذي أكد للصحافيين في جنيف أن الشيء الوحيد الذي يدخل غزة الآن "هو القنابل". وقال إن هذا الوضع يمثل "انهياراً أخلاقياً عميقاً، ولن ينجو أحد من ثمن هذه اللامبالاة". وأفاد إلدر بأن الخطة التي عرضتها إسرائيل على مجتمع العمل الإنساني تحرم الفئات الأضعف التي لا تستطيع الوصول إلى المناطق العسكرية المقترحة من المساعدات، وتُعرّض أفراد عائلاتهم لخطر الاستهداف أو الوقوع في مرمى النيران المتبادلة في أثناء انتقالهم من هذه المناطق وإليها. وأضاف: "استخدام المساعدات الإنسانية طُعماً لإجبار السكان على النزوح، وخصوصاً من الشمال إلى الجنوب، سيخلق خياراً مستحيلاً بين النزوح والموت". تقارير عربية التحديثات الحية في ذكرى النكبة برام الله... اللاجئون الفلسطينيون يؤكدون قرب العودة ويواجه الفلسطينيون في قطاع غزة أطول فترة انقطاع للمساعدات والإمدادات التجارية منذ بداية الحرب. ومنذ 2 مارس يمنع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء ومياه إلى قطاع غزة عقب إغلاقه المعابر، ما تسبب بكارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة والعطش. وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاماً، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالى 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية. (أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)


العربي الجديد
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
"السوق الفلسطيني" في مخيّم برج البراجنة لأجل غزة
في ظلّ ما يعيشه قطاع غزة من حصار وتجويع وقتل يومي، يحاول اللاجئون الفلسطينيون في لبنان مساندة أهل غزة بما استطاعوا. وشهد مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت فعالية تضامنية تمثّلت في تنظيم "السوق الفلسطيني" الذي خصّص ريعه بالكامل لدعم أطفال غزة. السوق، الذي نُظّم صباح اليوم الجمعة بالتزامن مع الذكرى الـ 77 للنكبة واستمرار حرب الإبادة على القطاع، تحوّل إلى مساحة جماعية للمقاومة الشعبية من خلال الخبز والكعك والمنتجات اليدوية، في مشهدٍ تضامني شارك فيه أهالي المخيّم كل حسب إمكانياته. تحت خيمة كتب عليها "دعم أطفال غزة واجب مقدس"، كانت مهى مرة، وهي مربية أطفال، تخبز العجين وتبيعه، تقول لـ"العربي الجديد": "أنا مربية، لكنّني اليوم جئت لأخبز رغيفاً لأجل غزة. عيون أهل غزة تستحق التعب، وأنا مستعدة لبيع الخبز طوال عمري لأجلهم". إلى جانبها، وضعت سميرة ياسين صواني الكعك على طاولة صغيرة، فوقها لافتة كتب عليها: "اشترِ كعكة تدعم صمود غزة"، تقول لـ"العربي الجديد": "قضيت الليل أصنع الكعك وأنا أفكر بأطفال غزة. ما أفعله قد لا يغيّر الواقع، لكن ربما يخفف وجعاً هناك". رباب عبد اللطيف، إحدى الزائرات، تتنقل بين الطاولات المحمّلة بالخبز والكعك والثياب والمطرّزات، وتقول لـ"العربي الجديد": "جئنا نشتري لنشعر أننا نفعل شيئاً. عجزنا يقتلنا يومياً. هذا السوق دواء لمشاعرنا قبل أن يكون دعماً لغزة". بدورها، جاءت عبير الحاج مع أطفالها الثلاثة، وتقول لـ"العربي الجديد": "المهم أن نساعد، وإذا لم تصل الأموال بسبب الحصار، فعلى الأقل نحن لم نتقاعس، فشعور العجز مميت". صحة التحديثات الحية لبنان: فلسطينيون يرفضون قرار إغلاق عيادة "أونروا" في النبطية ونظم السوق عدد من نساء وأهالي المخيّم، ولاقى إقبالاً لافتاً. وتقول رجاء جمعة، إحدى المنظمات، لـ"العربي الجديد": "الفكرة انطلقت جراء صور الجوع في غزة. ثم عرضناها على إدارة السوق فرحبوا بها، ولم نتوقع هذا الحضور الكثيف. هناك من قرأ الإعلان على فيسبوك وجاء من خارج المخيّم لدعم غزة"، وتضيف: "نحن هنا لنقول لأهل غزة: أنتم لستم وحدكم، حتى لو بفلس الأرملة". خلال صنع العجين (العربي الجديد) وبينما تُخبَز الأرغفة في مخيّم برج البراجنة، يُصدر التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الاثنين الماضي، تحذيراً فاده بأن 470 ألف شخص في غزة سيواجهون مجاعة كارثية بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول 2025، كما سيحتاج 71 ألف طفل و17 ألف أم لعلاج عاجل من سوء التغذية الحاد. وتطالب الأمم المتحدة برفع الحصار فوراً تفادياً لانهيار الزراعة وتفشي الأوبئة في قطاع يعيش مجاعة مُعلنة. وكان تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، قد أشار إلى أن 470 ألف شخص في غزة سيواجهون جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة والأشد من التصنيف) خلال الفترة بين مايو/أيار وسبتمبر/أيلول 2025، بزيادة قدرها 250% عن تقديرات التصنيف السابقة.


العربي الجديد
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
إبادة غزة... فصل من نكبة 48
يشبه ما يعايشه الفلسطينيون في قطاع غزة هذه الأيام ما عايشه أجدادهم قبل 77 عاماً، إبان النكبة عام 1948، حينما احتُلّت فلسطين وهُجّر الفلسطينيون من أراضيهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية. وتتشابه حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع نكبة 48 قبل عقود، إذ عادت مشاريع التهجير إلى الواجهة من جديد، مع ما طرحته الإدارة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو. وتسعى الحكومة اليمينية التي يترأسها نتنياهو لفرض التهجير على أهالي القطاع من خلال توسيع العمليات البرية العسكرية في غزة ودفع السكان نحو دولة ثالثة، بعد أن يُنقلوا في سياق ما يعرف بخطة "عربات جدعون" التي طُرحت أخيراً. وسعى الاحتلال مرات عدة لفرض التهجير الطوعي والإجباري على السكان من خلال ما عرف في بداية هذه الحرب بأوامر الإخلاء من مدينة غزة وشمالها نحو مناطق جنوب وادي غزة، ثم ما عرف لاحقاً بـ"خطة الجنرالات" أو الميناء العائم الذي فشل . رفض واسع وتحظى مخططات التهجير برفض فلسطيني واسع في الأوساط الفصائلية والشعبية، إذ تتمسّك الفصائل الفلسطينية بمطالبها في إنهاء هذه الحرب والانسحاب الإسرائيلي وفرض هدنة طويلة الأمد لا تقل عن خمس سنوات . ولا يبدو المشهد بالنسبة لسكان القطاع مخالفاً كثيراً عما عايشه أجدادهم وآباؤهم خلال فترة نكبة 48، إذ تتقاطع الفترتان بين المجازر والتهجير والتجويع. تخشى جميلة الزعانين من أن يكرر الاحتلال تجربة نكبة 48 عبر الخطط التي يسعى لتمريرها ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي سلاح التجويع منذ بداية الحرب، فقد فرض سابقاً هذا الأسلوب على سكان مناطق غزة وشمالها، ثم يفرضه حالياً على جميع سكان القطاع، منذ أن فرض الحصار المشدد في 2 مارس/ آذار الماضي قبل أن يستأنف الحرب على غزة في 18 مارس الماضي. ويخشى الفلسطينيون من أن يقوم الاحتلال بترحيلهم وتهجيرهم إلى خارج القطاع في سياق الحرب المتواصلة، وفشل جميع الأطراف العربية والدولية في الوصول إلى اتفاق يضع حداً للمخططات الإسرائيلية، في الوقت الذي يعوّل فيه فلسطينياً على الصمود الداخلي في ضوء غياب الإسناد العربي والدولي للشعب الفلسطيني، واقتراب الحرب من إتمام عامها الثاني على التوالي، وسط تتالي المخططات الإسرائيلية التي تستهدف وجودهم. وتتزامن ذكرى نكبة 48 مع تحوّلات على مختلف الصعد يواجهها المشهد في غزة، لعل أبرزها السعي الإسرائيلي لتفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، واستبدالها بمؤسسات دولية وأميركية أخرى، لنسف حق العودة، بصفة "أونروا" حامية فكرة العودة. قضايا وناس التحديثات الحية نازحو مخيمات شمالي الضفة الغربية... أجواء النكبة من جديد نكبة 48 تتكرّر ويشبّه الفلسطيني مدحت العُمري (82 عاماً) ما يجري في القطاع اليوم بما حصل خلال فترة نكبة 48 وما تبعها من السعي المتواصل لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم ودفعهم للتوطين خارجه. ويقول العمري، لـ"العربي الجديد"، إن نكبة 48 تتكرر اليوم، من خلال مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين وإعادة سيناريو التهجير الذي حصل في عام 1948 من جديد، لكن هذه المرة بتهجير أهالي القطاع للخارج. ويلفت إلى أن الفلسطينيين خلال نكبة 48 واجهوا التجويع وقلة الرعاية الصحية قبل أن يجرى تأسيس "أونروا" في وقت لاحق، فيما يعاني سكان القطاع من ذات الأمر حالياً في ظل المخططات الإسرائيلية لتهجير أهالي غزة. ويطالب العمري الدول العربية والإسلامية باتخاذ موقف شعبي ورسمي حازم تجاه المخططات الإسرائيلية، والعمل على توفير الاحتياجات الفلسطينية من أدوية وأغذية وإفشال الخطط التي يسعى الاحتلال لفرضها بالقوة العسكرية. أما الفلسطينية جميلة الزعانين، من مدينة بيت حانون شمالي القطاع، فرغم تقدمها في السن إلا أنها تذكر مشهد نزوح الفلسطينيين نحو القطاع إبان نكبة 48 في الوقت الذي يسعى الاحتلال فيه لتكرار التجربة وطرد الفلسطينيين خارج أرضهم. وتقول الزعانين، لـ"العربي الجديد"، إن هذه التجربة تشبه ما كانت تستمع له من عائلاتها ومن الفلسطينيين الذين هجروا في عام 1948، من خلال النزوح من مكان إلى آخر والمجازر التي يرتكبها الاحتلال. وتصف الفلسطينية المشهدين بأنهما مشابهان بعضها لبعض مع اختلاف الزمن، حيث تكرر نزوحها خلال هذه الحرب لأكثر من عشر مرات، فضلاً عن صعوبة العيش وسلاح التجويع الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وتخشى من أن يكرر الاحتلال الإسرائيلي تجربة نكبة 48 من جديد، عبر الخطط التي يسعى لتمريرها، حيث تقول: "صعوبة الهجرة في العام 1948 لم تكن تشبه ما يجري الآن، رحلّونا الآن من بيوتنا وجوعونا وقتلوا أطفالنا". ناجي شراب: هناك حالة صمود ورفض للتهجير من قبل الناس في غزة سلاح التهجير: النكبة حالة دائمة من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة ناجي شراب إن سلاح التهجير الذي يستخدمه الاحتلال منذ 1948 وحتى الآن يعكس حالة النكبة الدائمة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. ويضيف شراب، لـ"العربي الجديد"، أن الخطر الأكبر يتمثّل في استمرار التهويد والاستيطان وحالة الحرب والسعي الإسرائيلي لغلق ملف القدس واللاجئين، وغلق ملف القضية الفلسطينية، والسعي لتوسعة اتفاقيات التطبيع، ولو كان على حساب الفلسطيني. وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن التحوّل الحالي هو السعي لتحويل الصراع من حق فلسطيني في الدولة إلى مجموعة من الأفراد تحتاج فقط إلى الأكل والشرب والأدوية دون النظر لأي حقوق سياسية، لافتاً إلى أنّ الاحتلال يواصل استيلاءه على الأرض الفلسطينية، وحتى الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير باتت ملغية، بما في ذلك اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993 والتي بموجبها شُكلت السلطة الوطنية. ويبيّن أن ثمة حالة صمود ورفض للتهجير من قبل الناس في غزة، إلا أن هناك تركيزاً على إلغاء قضية اللاجئين في غزة كما تقوم إسرائيل بإلغائها في الضفة والقدس المحتلتين عبر تصفية جسم "أونروا" الذي شُكّل بموجب قرار أممي. ويعتقد شراب أن هناك فرصة أمام الفلسطينيين لإحباط هذه المشاريع في ظل حالة الصمود، غير أن حالة الانقسام السياسي بين الفصائل، تعتبر أحد العوامل السلبية التي تتطلب جهداً وعملاً فلسطينياً منظماً. ملحق فلسطين التحديثات الحية 2024 - 1948… النكبة مستمرة وتتمدد